رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
عبدالله النعمة خطيباً بجامع الإمام

أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الداعية فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة، سيكون خطيب الجمعة اليوم، بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، وسوف يكون محور الخطبة حول «أسباب انشراح الصدر والسعادة النفسية». ونوهت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإغلاق القاعة الرئيسية لصلاة الجمعة بجامع الشيوخ؛ نظراً لأعمال الصيانة، علماً أن قاعة الصلاة اليومية ستستمر فيها صلاة الفروض. يذكر أن وزارة الأوقاف تسعى إلى رعاية وتوجيه الشـأن الديني الإسـلامي في الدولة، وتعزيز دور رسالة الإسلام في ترسيخ القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية السامية والمثل العليا، وتأكيد أثرها الدائم في ترقية حيـاة المجتمع كافة.

564

| 06 أكتوبر 2023

محليات alsharq
عبدالله النعمة خطيباً بجامع الإمام

أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الداعية القطري فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة، سيكون خطيب الجمعة اليوم 7 ربيع الأول 1445هـ الموافق 22 سبتمبر 2023م بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، وسوف يكون محور الخطبة حول الشرك الخفي . وتنوه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإغلاق القاعة الرئيسية لصلاة الجمعة بجامع الشيوخ؛ نظراً لأعمال الصيانة، وذلك خلال الفترة من 28 يوليو وحتى 28 سبتمبر 2023م. علماً أن قاعة الصلاة اليومية ستستمر فيها صلاة الفروض.

638

| 22 سبتمبر 2023

محليات alsharq
عبدالله النعمة خطيباً بجامع الإمام

أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الداعية فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة، سيكون خطيب اليوم الجمعة، بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، وسوف يكون محور الخطبة حول «الجمعة فضائل وآداب». ونوهت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإغلاق القاعة الرئيسية لصلاة الجمعة بجامع الشيوخ؛ نظراً لأعمال الصيانة، وذلك خلال الفترة من 28 يوليو وحتى 28 سبتمبر 2023م. علماً بأن قاعة الصلاة اليومية ستستمر فيها صلاة الفروض. يذكر أن وزارة الأوقاف تسعى إلى رعاية وتوجيه الشـأن الديني الإسـلامي في الدولة، وتعزيز دور رسالة الإسلام في ترسيخ القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية السامية والمثل العليا، وتأكيد أثرها الدائم في ترقية حيـاة المجتمع كافة.

782

| 08 سبتمبر 2023

ثقافة وفنون alsharq
القطري للصحافة يستحضر سيرة عبدالله النعمة

في إطار احتفائه بشخصيات قطرية وعربية ملهمة، قدم المركز القطري للصحافة عبر حسابه في تويتر إضاءة مكثفة لكنها ذات معنى حول سيرة حياة عميد الصحافة القطرية عبدالله بن حسين النعمة ـ رحمه الله ـ ووُصف الراحل بأنه وجه لا ينسى في سماء العرب والعروبة. ونشر المركز إفادات عن الدور الريادي لعبدالله النعمة في الصحافة القطرية، ومما ورد من معلومات أن الراحل عبدالله النعمة ولد في أكتوبر عام 1915. وتلقى تعليمه في قطر والبحرين، وكانت بداية سيرته المهنية في شركة أرامكو السعودية. ومع قدوم عقد الخمسينات من القرن العشرين انتقل الى الكويت حيث عرف الطباعة والمطابع، وسافر الى الهند ليتعلم أسس مهنة الطباعة، واشترى مطبعة نصف آلية، ونقلها الى قطر سنة 1957. وتشير المعلومات إلى أن الراحل أنشأ أول مكتبة لتوزيع الصحف والمجلات العربية والأجنبية، وأصدر أول مجلة قطرية بمسمى «مجلة العروبة» حيث صدر عددها الأول يوم 5 فبراير عام 1970، واتخذت المجلة خطا عربيا قوميا، وكانت تصدر أسبوعيا في 48 صفحة، وركزت على نشر القضايا المحلية والإقليمية والدولية وشاركت في إبراز التطور الذي نهجته الدولة، وتوقفت المجلة في أبريل عام 1996. وتابع المركز: دفع الاستقبال الرائع لمجلة العروبة في مختلف الأوساط المحلية صاحبها للتفكير في إصدار صحيفة يومية، حيث أصدر عبدالله النعمة أول صحيفة قطرية اسمها «العرب»، وقد صدرت في 6 مارس عام 1972، إلى أن توقفت في ابريل عام 1996 بعد وفاة عبدالله النعمة بسنة، ثم عاودت الصدور في الثامن عشر من نوفمبر عام 2007.

2100

| 27 يوليو 2023

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: الوقت أنفس شيء مطلوب من الإنسان حفظه

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن الوقت نعمة من أجلّ وأعظم نعم الله تعالى التي أنعم بها على البشر هو حياة الإنسان وعمره.. وقال في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ إن دقات قلب المرء في صدره تشعره في كل لحظة بأن الحياة دقائق وثوان تمر به متوالية متتابعة في ساعات وأيام وشهور وأعوام كلما ذهب منها شيء ذهب معه عمره حتى ينتهي به ذلك إلى الدار الآخرة. ولفت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكّر الأمّة بنعمة الوقت، ففي الحديث المتفق عليه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ، والمغبون هو الخاسر الذي يضيع صحته وفراغه. وقال إن الوقت أنفس ما عني الإنسان بحفظه والحرص عليه فهو أغلى من كل نفيس لأنه هو الحياة وهو العمر، والإنسان يفتدي عمره بكل ما يملك من غال ونفيس، حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي. وأضاف: نلاحظ في زماننا من جهل بقيمة الوقت والتفريط فيه، حيث ماتت الهمم وخارت العزائم وتعودت هذه النفوس على الدعة والراحة والكسل، تمر الساعات والأيام والشهور ولا يحسب لها حساب. وأضاف النعمة: إن الوقت قلت قيمته عند الناس قال ابن الجوزي رحمه الله رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمن دفعا عجيبا إن طال الليل فبشيء لا ينفع وإن طال النهار فبالنوم المغرق إلى أن قال فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدره وأوقاته ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك. وقال الخطيب: اعلم أن رأس مالك في هذه الدنيا دقائق وثوان وأيام وشهور، فماذا قدمت فيها من أعمال صالحة؟ وماذا سجلت في صحائف أعمالك؟ هل تسرك إذا نظرت إليها يوم القيامة؟ أم تسوؤك؟ وأكد أن الكيس من حفظ وقته واستغله فيما يعود عليه بالنفع، قال بعض السلف ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني إذا مضيت لا أعود.

1195

| 31 ديسمبر 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: ضعف اللغة في الأمة برهان على خواء فكرها

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن المتأمل في تاريخ الأمم والمجتمعات وتعاقب الأمجاد والحضارات يرى فيها ركنا ركينا وقطبا من أقطابها متينا يعد من أهم ثوابتها وأصولها وسبب نشأتها وقيامها ذلكم هو لسانها ولغتها، فهو شعار هذه الأمة وقد أنعم الله سبحانه وتعالى عليها بأفصح لسان وأقوى بيان ثم كان تاجها وفخارها، من أوتي جوامع الكلم. وقال النعمة خلال خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الله منا علينا بأفضل لغة، لغة القرآن الكريم اللغة العربية، وإذا طلبت من العلوم أجلها فأجلها منها مقيم الألسن، اللغة العربية عباد الله حاملة رسالة الإسلام، وأداة تبليغ الوحي، محفوظة بحفظ القرآن الكريم، قال تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، هي لغة الإعجاز الإلهي والإبداع الأدبي، قال تعالى ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون. وقال الخطيب: جاءت آيات القرآن كثيرة في بيان ارتباط هذه اللغة بهذا الكتاب العظيم وهو شرف أي شرف لهذه اللغة، فالقرآن الكريم نزل بها، ونزل بهذا القرآن جبريل عليه السلام على أفضل الخلق النبي عليه الصلاة والسلام، قال تعالى وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين، قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية وتأمل كيف اجتمعت هذه الفضائل الفاخرة في هذا الكتاب الكريم، فإنه أفضل الكتب نزل به أفضل الملائكة، على أفضل الخلق على أفضل بضعة فيه، وهي قلبه وعلى أفضل أمة أخرجت للناس بأفضل الألسنة وأفصحها وأوسعها وهو اللسان العربي المبين. وأضاف: وربط سبحانه وتعالى بين اللسان العربي وبين أعمال العقل فقال إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون، وربط بين اللغة العربية وبين الدعوة إلى العلم فقال كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون فنطق بها المسلم وغيره وصارت اللغة ضرورة في كل فن فألفوا المعاجم والكتب التي سهلت للناس النطق بهذه اللغة. وأردف الخطيب: لقد تحدث إعلام الأمة عن فضل اللغة العربية ومكانتها وعن أهميتها في بناء شخصية المسلم وتنمية صفاته، فقال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة، وتثبت العقل، وكتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما أما بعد فتفقهوا في ألسنة وتفقهوا في العربية واعربوا القرآن فإنه عربي وشهد الغرب من الذين لا ينطقون العربية بفضلها وسرعة انتشارها وقوتها فهذا المؤرخ رينان يقول: إن من أعجب ما وقع في تاريخ البشر وصعب حل سره انتشار اللغة العربية، فإن العربية ولا جدال قد عمت أجزاء كبرى من العالم، انتهى قوله.

1967

| 24 ديسمبر 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة في جامع الشيوخ: الفساد ومخالفة الشرع سببا هلاك الأمم

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة حلال خطبة الجمعة بجامع الشيوخ أن الله تعالى خلق السماوات والأرض ما فيهما بالحق والعدل والميزان والصلاح والخير والفضل، على أحسن نظام وأبدع صورة واصطفى الملائكة المقربين حوله وطهرهم وجعلهم عبادا مكرمين وأسكن في الأرض الثقلين الجن والإنس، وكانت الغاية العظمى التي خُلقوا من أجلها عبادة الله تعالى وطاعته وإقامة العدل وعمارة الأرض والإصلاح فيها، ولأجل هذا تعجب الملائكة عليهم السلام حين أخبرهم الله عز وجل أنه جاعل في هذه الأرض الصالحة الجميلة خليفة من البشر، وتخوفوا أن يفسدوا فيها. وقد بقي البشر في الأرض على هذا الصلاح والصفاء الذي أوجدهم الله عليه عشرة قرون كاملة كما روى ابن عباس رضي الله عنهما، ثم أخذ الناس في الفساد والانحراف بشتى ألوانه وأصنافه، يتصدرها الفساد العقدي حين أشركوا مع الله غيره في العبادة. وأضاف الخطيب: وكان الله عز وجل كلما انحرف الناس عن الدين الصحيح وكثر الفساد، بعث للناس من يجدد الدين، ويحارب الفساد ويصلح ما أفسده الناس حتى كان محمد صلى الله عليه وسلم آخرهم وخاتمهم الذي أصلح الله تعالى به الأرض بعد إفسادها، وجعله رسولا للعالمين إلى يوم الدين، وجعل دينه دينا للناس أجمعين، وأمته أمة وسطا شاهدة على العالمين، ومحاربة للفساد، ونشر العدل والأمن والسلام بين الخلق هو الغاية العظمى التي من أجلها أرسل الرسل وأنزلت الكتب واستخلف الإنسان في الأرض. وقال: إن مهمة الأنبياء وأتباعهم ومن سار على نهجهم كانت الإصلاح ومحاربة الفساد في الأرض، على حد قول نبي الله شعيب عليه السلام لقومه: «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب»، بل ما من نبي إلا قال لقومه «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين». وأكد أن صلاح البلاد والعباد سبب للخيرات وحفظ الأنفس والأموال والأعراض والرفع والتمكين في الأرض والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة «وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون»، والتاريخ خير شاهد لا يكذب، فما من أمة اتقت الله وعبدته وأقامت شريعته في الإصلاح على الوجه الذي يرضيه فحققت العدل والأمن للناس وحاربت الفساد إلا فاضت فيها الخيرات ومكّن لله لها في الأرض واستخلفها بالعمران والصلاح. وما هلكت أمة من الأمم إلا بسبب الذنوب والمعاصي التي قادهم إليها الإفساد ومحاربة الصلاح، ومخالفة منهج الله وشرعه وابتاع الهوى والجهل «وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون» ولأجل هذا أمر الله عباده بالإصلاح ونهاهم عن الإفساد بقوله «ولا تعثوا في الأرض بعد إصلاحها».

1084

| 17 ديسمبر 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: حفظ اللسان أولوية للمسلم.. إلا من الخير

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن الكلمات والألفاظ لها دلائل ومعانيها التي تحمل في طياتها الخير، فيجازي عليها الإنسان، أو تحمل في طياتها الشر فيحاسب عليها، ولذلك كان لجارحة اللسان الأثر العظيم في حياة المسلم دينا ودنيا. وقال في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ لقد ربط الله عليها الفلاح وعلّق عليها السعادة أو الشقاوة في العاجل والآجل، ورتب عليها الجزاء والعقاب، ولأجل هذا كان من أول الاهتمامات في حياة المسلم حفظ لسانه إلا من الخير وإطابة كلامه وحسن لفظه، جاء في الحديث المتفق عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. وأضاف: كم هو عظيم أن يحافظ المسلم على لسانه فلا يقول إلى خيرا سديدا، ثم ينتج عنه صلاح العمل، والتوفيق في قبوله، فصلاح العمل مشروط بصلاح القول والكلام، قال يونس بن عبيد: ما رأيت أحدا لسانه منه على بالٍ، إلا رأيت ذلك صلاحا في سائر عمله، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: يا لسان: قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم قبل أن تندم وإذا أنعم الله سبحانه على العبد بصدق اللهجة وطيب الحديث، وجمال المنطق، شرف قدره وحُمدت سرته وحسنت عاقبته، فملك قلوب الناس أمنوه على أقوالهم ووصاياهم. وأكد الخطيب أن طيب الكلام مجال واسع ومفهوم عظيم يشمل مجالات الخير كلها، ولقد أمر الله تعالى عباده بذلك في غير ما آية، قال سبحانه: وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وقال: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما، قال القرطبي رضي الله عنه ينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينا ووجهه منبسطا مع البَر والفاجر، من غير مداهنة، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى يعني: لفرعون، فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، وقد أمرهما ربهما باللين معه. فكم يحتاج ذلك كل مسلم لتربية ودعوة وتعامل من تحت يده من أهل وزوجة وأولاد وطلاب وموظفين، بل حتى غير المسلمين، في حسن التعامل والقول الحسن والرفق واللين فهم أولى من فرعون الطاغية. وأضاف الشيخ عبدالله النعمة: إنها الكلمة الطيبة والقول الحسن، قال صلى الله عليه وسلم والكلمة الطيبة صدقة قالوا فإن لم يجد؟ قال: فيعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدق، قالوا: فإن لم يستطع أو لم يفعل؟ قال: فيعن ذا الحاجة الملهوف، قالوا: فإن لم يفعل؟ قال: فيأمر بالمعروف قالوا: فإن لم يستطع؟ قال صلى الله عليه وسلم: فليمسك عن الشر فإنه له صدقة حديث صحيح رواه البخاري. وذكر الخطيب أن الكلمة الطيبة الحسنة تحفظ المودة وتستديم الصحبة وتمنع كيد الشطيان أن يفسد بين الأصدقاء والأهل والإخوان وقل لعبادي يقولوا التي أحسن، إن الشيطان ينزغ بينهم، إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا.

1604

| 19 نوفمبر 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: تربية الأبناء صارت قضية مجتمعية مفصلية

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الأولاد هبة الله تعالى للآباء يسر الفؤاد بمشاهدتهم وتقر العين برؤيتهم وتبتهج النفوس بمحادثتهم هم ريحانة الألباب وزهرة الحياة وثمرة الفؤاد وزينة العمر. وأضاف الخطيب: نعمة الأولاد متعة حقيقية ورزق حسن تصلح به الأرض وترتاح إليها النفس وتقر بها العين وتسعد: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا). روى ابن ماجة وأحمد عن يعلي العمري رضي الله عنه أنه قال: جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهمهما إليه وقال: إن الولد مبخلة مجبنة، أي من أجلهم يبخل الإنسان بالمال ويجبن عن الجهاد فيرغب في البقاء معهم محبة لهم وحرصا عليهم، وفي الحديث بيان محبة النبي صلى الله عليه وسلم لحفيديه على ما يقتضيه المقام وفيه دلالة للمحبة الطبيعية والمودة العادية الفطرية التي جبلت قلوب الآباء والأمهات على أبنائهم. وقال إن الإسلام حرص على السعي في طلب الولد حين شرع النكاح، جاء في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيا شديدا ويقول (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة) رواه أحمد وأبو داود والنسائي، ولا تزال هذه حقيقة قائمة إلى يوم القيامة لم يطرأ عليها ما ينقصها أو يغيرها. تربية الأبناء قضية حيوية وذكر الشيخ عبدالله النعمة أن تربية الأولاد أصبحت قضية من أهم قضايا المجتمعات تمس حياة الأمم والأفراد والأسر والمجتمعات على حد سواء وتتصل بجميع أفراد المسلمين وتتعلق بحياتهم وتؤثر فيها سلبا أو إيجابا بصلاحها تبنى الشعوب وتحمى الأوطان وتصلح الأحوال وبفسادها تهزم الأمم ويعم الفساد ويختل المجتمع ولأجل هذا اهتم الإسلام بتربية الأبناء وإصلاحهم وتعاهدهم وتهذيبهم وتنشئتهم على النهج القويم والصراط المستقيم قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)، قال علي رضي الله عنه (علموهم وأدبوهم)، وفي الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه.. ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). البيت أساس التربية وأكد الخطيب أن البيت هو ركيزة التربية الأساسية والمؤشر الأقوى في الصلاح والفساد ولأجل هذا جعل الإسلام الآباء والأمهات أصحاب المسؤولية الأولى في تربية الأولاد وتنشئتهم والمحافظة على الفطرة التي فطرهم الله تعالى عليها يقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه... اقرأوا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ) فالأولاد يشبون على ما تعلموا عليه من آبائهم وأمهاتهم فإن تعودوا الخير وتعلموه نشأوا عليه وتعودوا عليه، وإن علموا الشر وتعودوا عليه تربوا على الفساد وألفوه، وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه. وفي الحديث المتفق عليه قال صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة).

956

| 12 نوفمبر 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: اتباع الهوى والبدع.. أكثر المهلكات للإنسان

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ أن المسلم يعيش على ظهر الأرض في صراع مع أعداء كثر، صراع مع النفس والهوى، وصراع مع الشيطان، وصراع مع أعداء الإسلام.. وقال إن عداوة الإنسان وصراعه مع الشيطان قديمة منذ خلق الله البشرية وإلى قيام الساعة، ولذلك من الأهمية بمكان أن يبين صور كيد إبليس والتأمل في هذا المكر الشيطاني، والنظر في سبيل الخلاص منه، وطريق النجاة، فالله قد هدى النجدين وأوضح الطريقين. وقال الخطيب إن مداخل الشيطان تأتي من قبل صفات الإنسان، فلئن كان الشيطان خرج من الجنة بالحسد، فإن آدم خرج منها بالحرص والطمع، وترتقي خطوات الشيطان التي يستدرج فيها ابن آدم حتى يتخذه معبودا من دون الله، كما حذر من ذلك سبحانه فقال: ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين، ويقع العبد في ذلك حين يسلم قياده لعدوه بالمعاصي والشهوات والشبهات، فيتبع كل شيطان مريد. وجاء في الحديث التحذير من الشيطان ومن تتبع خطواته ووسوسته، وبيان أنه يترصد لابن آدم في كل طرق الخير، فعلى المسلم الاحتياط لنفسه والاستعانة بالله تعالى، أخرج النسائي عن سبرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك، فعصاه فاسلم، ثم قعد له لطريق الهجرة، فقالك تهاجر وتدع أرضك وسماءك، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول، فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل، فتنكَح المرأة، ويُقسّم المال، فعصاه فجاهد ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أن من فعل ذلك أي في مجاهدة الشيطان وعدم تتبع خطواته فأسلم، وجاهد، وقتل أو غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة. وأضاف الشيخ عبدالله النعمة أن خطوات الشيطان ومسالكه كثيرة في تتبع البدع والأهواء والشبهات، فكم روّج الزيغ على بعض العارفين وكم سحر ببهرجته بعض المبتدعين وكم أغوى بعض من ضعف بإيمانه من المسلمين حتى ألقاهم في تشعبات الآراء ومسالك الضلال متنقلا بهم من حال إلى حال ومن خطوة إلى خطوة وضلال ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فالعجلة في الأمر دون علم ومعرفة من خطوات الشيطان، صح في الحديث التأني من الله والعجلة من الشيطان وتأتي خطوات من بعد ذلك في أهواء النفوس، فالبخل وخوف الفقر سلاح شيطاني وسوء ظن بالله الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم. وذكر الشيخ أن خطوات الشيطان الغضب فهو تمرد شيطاني على عقل العاقل، وحالة من الخروج عن جادة ذوي الرجاحة، روي عن بعض الأنبياء أنه قال لإبليس: بم غلبت ابن آدم؟ قال: عند الغضب وعند الهوى، أما الأماني وحصائد الغرور فذلكم هو السلاح الشيطاني المضاد يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا يعدهم هذا الغرّار بحسب طبائعهم ويجرهم إلى حبائله بحسب ميولهم ومشتهياتهم.

1022

| 04 نوفمبر 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: سماحة الإسلام جعلت منه ديناً شاملاً

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة في خطبة الجمعة أمس بجامع الشيوخ أن الإسلام جاء بمبادئ نبيلة راسخة، وقواعد عظيمة رائعة، وازن من خلالها بين الناس وفاضل، وبين الأسس الصحيحة التي تعرف بها منزلة العبد بين الناس وقدره قائمةً على الإيمان والتقوى، لا على الهوى والجهل فالناس في منظور الإسلام ومقياسه سواسية كأسنان المشط الواحد، لا فضل لأحدهم على الآخر مهما كان لونه وجنسه ونسبه وعرقه إلا بالتقوى، كما صحّ الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الخطيب إن روعة الإسلام وجماله جعلت منه ديناً شاملاً يبحث في كل ما من شأنه إشاعة المحبّة والمودّة والانسجام والأنس بين الناس، حتى نرى مجتمعاً صالحاً متآلفاً قويّاً في إيمانه مترابطاً في علاقته، وقد حرص المنهج الربّاني في القرآن على ذلك أشدّ الحرص حيث قال تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ)، قال الشيخ أبو بكر الجزائري في تفسير هذه الآية (هذا نداءٌ هو آخر نداءات الله تعالى عباده في هذه السورة، وهو أعمّ من النداء بِعنوان الإيمان فقال: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى) من آدم وحوّاء باعتبار الأصل، (وجعلناكم شعوباً وقبائل) وبطونا وأفخاذا وفضائلّ هذا لحكمة التعارف، جعلكم شعوباً وقبائل وعائلات وأسراً لحكمة التعارف المقتضي للتعاون، إذ التعاون بن الأفراد ضروريّ لقيام مجتمعٍ صالحٍ سعيد. وأضاف: فتعارفوا وتعاونوا ولا تتفرقوا لأجل التفاخر بالأنساب، فإنّه لا قيمة للحسب ولا للنسب إذا كان المرء هابطاً في نفسه وخلقه وفاسداً في سلوكه (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) إنّ الشرف والكمال فيما عليه الإنسان من زكاة روحه وسلامة خلقه وإصابة رأيه وكثرة معارفه، قال الإمام النيسابوري في قوله تعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) أي ليقع التعارف بينكم بسبب ذلك لا أن تتفاخروا بالأنساب، عباد الله كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً كل الحرص على بث هذه المعاني في الأمة، فأول ما قام به عند تأسيسه للدولة الإسلامية في المدينة المنوّرة، ان حقّق الأخوة والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، لتحقيق التعارف المتين: إيماناً منه صلى الله عليه وسلم واعتقاداً بأن التعارف والتآخي بين أفراد الصف المسلم سيكون اللبنة الأم والقوة العظمى نحو تحقيق الغايات وإرساء دعائم القوة والمتانة للأمة المسلمة، فدين الإسلام دينٌ عظيم له من الأسس المهمة التي يرتكز عليها ويدعو لها، وهي الحب والتعارف والتآخي بين أفراد المسلمين خاصة، وعموم الناس بلا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر فالناس سواسية كأسنان المشط. وذكر الخطيب أنه جاء في المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه -يرفعه للنبي- قال: (الناس معادن كمعادن الفضّة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقِهوا، والأرواح جنودٌ مجنّدة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).

832

| 08 أكتوبر 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة : المساجد ركائز نهضة وإصلاح الأمة الإسلامية

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله النعمة أن المساجد بيوت الله وأحسن البقاع إليه وهي أشرف الأماكن على ظهر الأرض، هي قلب الأمّة النّابض، والمركز الذي يقومُ عليه بناؤها، بل أكّد الله سبحانه وتعالى في فضل المساجد بنسبتها إليه في قوله: (وَأَنَّ ٱلْمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدًا). وقال النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن تعلق قلب الأمة بغير المساجد وهجرتها، تاهت في دروب الحياة المتشعّبة ولعبت بها الأهواء، ذلك أنَّ المسجد هو الركيزة القوية لكل نهضة وإصلاح في محيط الأمة الإسلامية، ولا غرابة في ذلك، فقد أمضى صلى الله عليه وسلم أياماً قليلة في قباء، وهو في طريقه إلى المدينة ومع ذلك بنى مسجد قباء، وحين دخل المدينة كان أول مشروع قام به، هو بناء المسجد النّبويّ، الذي كان فراشه الرمال والحصباء وسقفه الجريد وأعمدته الجذوع، بل ربّما أمطرت السماء فتوحّلت أرضه، فخرّج هذا المسجد قادة الأمة وساستها، خرج من هذا الفناء المتواضع أئمة المفسّرين، ورواة الحديث، وأعلام الفقهاء، فهو أول مدينة في الإسلام تبني الأجيال، وتصنع الأبطال وتُخرِج الرجال. عمارة المساجد دليل الإيمان وأردف: ولهذا كانت العناية بالمساجد، عمارةً وتشييداً، وبناءً، وصلاةً، وذكراً لله عز وجل أمارةً على الإيمان بالله واليوم الآخر، وبياناً لصلا العبد في عبادته وطاعته، ودلالةً على صحة عقيدته، بل وصف الله عُمّار بيته بالمهتدين الذين هداهم الله للحق وإصابة الصواب قال تعالى فيهم: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا ٱللَّهَ ۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ). وذكر الشيخ عبدالله النعمة أن ابن رجب -رحمه الله- قال: عمارة المساجد تكون بمعنيين: أحدهما: عمارته الحِسّيّة ببنائها وإصلاحها وترميمها وما أشبه ذلك، والثاني: عمارتها المعنويّة بالصلاة فيها، وذكر الله وتلاوة كتابه، ونشر العلم الذي أنزله على رسوله ونحو ذلك... إلى أن قال: والثاني: أي العمارة المعنوية (أحضُّ بها)، ولذلك امتدح الله سبحانه وتعالى وأثنى على عُمّار المساجد بذكر الله وإقامة الصلاة وطاعة الله وعبادته. انتشار المساجد نعمة وقال عبدالله النعمة إن من نعم الله علينا وجود وانتشار هذه المساجد والجوامع في أنحاء هذا البلد الطّيب المبارك، فهي المحاضن التربوية الدينية، تُغرس فيها القيم، وتنمّى فيها الأخلاق، وتُحرس فيها الفضائل وتقام فيها أعظم العبادات والطّاعات، في المسجد تُقَوّى رابطة الأخوة الإسلامية، فتتصافح الأيادي، وتتلاصق الأبدان في الصفوف وتتآلف القلوب في الصلاة، في المسجد، تتطهر القلوب والنفوس من خلال فريضة الصلاة (إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ)، يفتح المسجد أبوابه لمختلف الأجناس من عربٍ وعجمٍ، ومختلف الألوان من أبيضٍ وأسودٍ، ومختلف الطّبقات من أغنياء وفقراء، تُلقى على أعتابه الرُّتب والمناصب والألقاب، وتنتظم الصفوف الغني بجوار الفقير، والسَّيد ملاصقٌ للخادم تتساوى في الصفوف المناكب، وتتحاذى الأقدام لتُحقق المساواة في أجلِّ صورها وأسمى معانيها، في المسجد يتفقد المسلم إخوانه وجيرانه فهذا محتاجٌ، وذاك مصابٌ، وثالثٌ مريض وبذلك يتحقق التكافل في رِحاب المسجد، في المسجد تُعلن الجمع أنها أمة النظام والانتظام، ركعاتٌ معدودة، وحركاتٌ محدودة، وألفاظٌ شرعيةٌ معلومة في صفوفٍ منتظمة، إذا ركع الإمام ركعوا، وإذا سجدَ سجدوا، لا يسبقونه بقولٍ أو فعل.

4559

| 17 سبتمبر 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: الأمة تمر بأزمة أخلاق لم يسبق لها مثيل في تاريخها

أكد فضيلة الشيخ عبدالله النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أن الأخلاق والآداب عنوان صلاح الأمم والمجتمعات، ومعيار فلاح الشعوب والأفراد ولها الصلة العظمى بعقيدة الأمة ومبادئها، بل إنها التجسيد العملي لقيم الأمة ومبادئها بل إنها التجسيد العملي لقيم الأمة وعلامة على كمال الإيمان وحسن الإسلام. وأوضح الخطيب أن الأمة الإسلامية تمر اليوم بأزمة أخلاق لم يسبق لها مثيل في تاريخها كله، على مستوى المجتمع والأسرة والفرد، وما ذاك إلا بسبب بعدها عن دينها وعن كتاب ربها الذي وصف أفضل خلقه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ذو خلق عظيم فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍۢ) ولبعدها عن سنة نبيها القائل فيما رواه البخاري ومسلم: (أن خياركم أحاسنكم أخلاقاً) بل إن النبي صلى الله عليه وسلم حصر مهمة بعثته، وهدف رسالته في إصلاح الأخلاق وتهذيبها بقوله: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق). الأخلاق أساس بناء الأسرة وأضاف: إن حسن الخلق ومكارم الأخلاق وانتشارها في التعامل بين الناس لهو أساس بناء الأفراد والأسر، وصلاح الأمم والمجتمعات، فمتى تحلّى الناس بالأخلاق الفاضلة والسجايا الحسنة والآداب السّامية والصِّفات النبيلة، عاش المجتمع في ترابط فريد وتكاتفٍ أكيد، وانشرحت الصُّدور وتيسّرت الأمور. وقال الشيخ عبد النعمة إن نتكلم عن مكارم الأخلاق التي تضافرت النصوص في كتاب الله بالأمر بها كقوله تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلْإِحْسَٰنِ وَإِيتَآئِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ وَٱلْبَغْىِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) نتكلم عن مكارم الأخلاق التي دعت إليها سنّة النبي صلى الله عليه وسلم ولنا فيه القدوة الحسنة وبذلك جاءت وصيِّته لأبي ذرٍ وغيره فيما رواه الترمذي أنه صلى الله عليه وسلّم قال: (اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ). مكارم الأخلاق ضرورة إجتماعية وذكر أن لمكارم الأخلاق أثار في سلوك الفرد والمجتمع وهي ضرورة اجتماعيِّة، لا يستغني عنها مجتمع من المجتمعات، ومتى فقدت الأخلاق التي هي الوسيط لانسجام وتعامل الإنسان مع أخيه الإنسان، تفكك أفراد المجتمع، وتصارعوا، وتناهبوا مصالحهم، ثم أدى ذلك إلى الانهيار، ثم إلى الدّمار ولك أن تعتبر عبدالله في مجتمع من المجتمعات انعدمت فيه مكارم الأخلاق كيف يكون هذا المجتمع؟ كيف تكون الثِّقة بالعلوم والتربية والمعارف والأخبار لولا فضيلة الصِّدق؟ وكيف يكون التَّعايش بين الناس في أمنٍ واستقرارٍ وحسنِ ظنٍ وأمانٍ لولا فضيلة الأمانة؟ بل كيف سيكون حال المجتمع لولا فضائل مكارم الأخلاق من عدلٍ ورحمةٍ وإحسانٍ، وتضحيةٍ وإيثارٍ؟ ونوه الخطيب بأنه قد دلَّت التجربات الإنسانية والأحداث التَّاريخية، أنَّ ارتقاء القوى المعنوية للأمم والشُّعوب ملازك لارتقائها في سلم الأخلاق الحسنة إنما الأمم الأخلاق ما بقيت...فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..، ولذلك جاءت تعاليم الدين وقيمه بالأمر بالمحافظة على الأخلاق الحسنة في كلِّ أحوال المسلمين صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، أفراداً ومجتمعات، وأسراً وجماعات بل لقد وعد صلوات الله وسلامه عليه صاحب الخلق الحسن بالأجر العظيم، والثواب الجزيل من الله تعالى يوم القيامة فقد روى الترمذي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنَكم أخلاقًا).

1123

| 03 سبتمبر 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: الصلح بين الناس من أفضل الأخلاق الإسلامية

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ أنّ الإصلاح بين الناس من أفضل مقامات الإيمان وأن الصلح بين الناس من أجلِّ الأخلاق الإسلاميّة، إذ به يرفع الخلاف، ويقطع النزاع، ويعود بسببه الود والمحبّة والإخاء بين الناس محقّقاً للأخوة التي نشدها لهم الشرع الحنيف، كما أوضح علو منزلة الإصلاح، لما له من أثر عظيم في إصلاح ذات البين الذي لطالما تشوَّف الشارع إليه في المجتمعات الإنسانية ولقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ما للصلح بين الناس من أجرٍ عظيم. ولفت الخطيب إلى أن الخلاف بين الناس والخصومة بينهم غريزة فطريّة أودعها الله عز وجل في نفوس البشر منذ خلقهم، وجعل الله سبحانه وتعالى لهذه الغريزة أسباباً ودواعي تؤدي إلى غليانها في النفس وثورانها في المجتمع، حتّى بين القريب وقريبه والأخ وأخيه والزوج وزوجته، مما يفكك روابط المجتمع ويجعله لقمةً سائغةً في أيدي أعدائه. تداعيات الخلافات وخيمة وأكد الشيخ عبدالله النعمة أن لهذا الخلاف والخصومة والقطيعة إثما عظيما وعواقبَ وخيمةٌ على الفرد والأسرة والمجتمع، فقد ثبت في الصحيحين عن ثابت بن الضحّاك الأنصاري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعنُ المؤمنِ كقتلِهِ) وفي الصحيحين عن أبي مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبابُ المسلم فسوق، وقتالهُ كفر). وأضاف الخطيب: وأبرز أثرٍ ونتيجةٍ للخلاف والخصام بين المسلمين، التهاجر والقطيعة ولهذا نهى الله تعالى عن التهاجر بين المسلمين، وأمر بإصلاح ذات البين، وجعل ذلك من أعظم القُربات، وأجلِّ الطاعات، لأنه السياج المنيع الواقي للأخوّة الإسلاميّة التي رغَّب فيها الإسلام، والدرع الحصين لوحدة الأمّة التي حرص الإسلام على تماسكها وسلامتها. الهجران بين الناس مرفوض وذكر الشيخ عبدالله النعمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن ذلك فقال: (أنّ من هجر أخاه فوق سنة فهو كسفكِ دمِه) وفي الحديث المتّفق عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يحلُّ لرجلٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان فيُعرِضُ هذا ويُعرِضُ هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسّلام) بل غلَّظ الشرع في حرمة الشحناء والتقاطع حين قرنها بالشرك، ففي صحيح عن مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) أي أخِّروا هذين حتى يصطلحا. وقال الخطيب: إن الصلح بين الناس من أجلِّ الأخلاق الإسلاميّة، إذ به يرفع الخلاف، ويقطع النزاع، ويعود بسببه الود والمحبّة والإخاء بين الناس محقّقاً للأخوة التي نشدها لهم الشرع الحنيف، ووعد القائمين بالإصلاح بالمغفرة والرّحمة فقال: (وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) وهذا كله دليل على علو منزلة الإصلاح، لما له من أثر عظيم في إصلاح ذات البين الذي لطالما تشوَّف الشارع إليه في المجتمعات الإنسانية ولقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ما للصلح بين الناس من أجرٍ عظيم فقال: (إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحَالِقة). حديث أخرجه أبو داود والترمذي.

831

| 27 أغسطس 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: الحديث في الشريعة بغير علم معصية كبرى

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أن القول على الله تعالى بغير علم ولا بيان، والخوض في الشريعة بغير حجة أو برهان، ذنب عظيم، ومعصية كبرى، وأن الفتوى توقيعٌ عن رب العالمين، وإن التحليل والتّحريم في دين الله تعالى حقٌ لله سبحانه، لا يجوز لأحد أن يفتي في دين الله إلا عن علمٍ وبصيرةٍ. وذكر الخطيب أن الله سبحانه يقول: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّىَ ٱلْفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلْإِثْمَ وَٱلْبَغْىَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِۦ سُلْطَٰنًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ). وأكد الشيخ عبدالله النعمة أن القول على الله تعالى بغير علم ولا بيان، والخوض في الشريعة بغير حجة أو برهان، ذنب عظيم، ومعصية كبرى، حرّمها الله في كتابه أشدّ التحريم، وقرنها بالشرك لعظمها وجعلها من الكبائر المهلكة، والذنوب الموبقة. لا فتوى دون علم وقال الخطيب: إن الفتوى توقيعٌ عن رب العالمين، وإن التحليل والتّحريم في دين الله تعالى حقٌ لله سبحانه، لا يجوز لأحد أن يفتي في دين الله إلا عن علمٍ وبصيرةٍ، وإن من إكرام المرء لنفسه وصيانته لها عن مواطن الإثم والزّلل أن لا يقول إلا ما يعلم، فإنّ أجرأ الناس على الفُتيا أقلهم علماً، وأشقى الناس من باع آخرته بدنيا غيره، وقد بين الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم خطورة هذا الأمر ومفاسده وأضراره على الدين والدنيا، وما ينتج عنه من مصائب وويلات في العاجل والآجل. جاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا). المتخوفون عن الفتوى وأضاف: لقد جرت سنة أهل الفضل والتّقى على التورع عن الفتيا والتصدّر في المسائل الفقهية، ترى العالم من جلالة قدره، وعلوّ منزلته يتهيّب الفتوى، وينفي علمه في مواضع، ويتوقّف في أخرى، ويرجع من قولٍ إلى آخر للتقوى والورع، ويرد على السائل أحياناً بقوله: لا أعلم، أو لا أدري، قُدوتهم في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان يُسأل عن أشياء، فلا يجيب السائل حتّى يأتيه الوحي من السماء وهو الرسول الذي يوحى إليه. وهكذا كان الصّحابة رضي الله عنهم والتّابعون من بعدهم وأهل العلم من سلف هذه الأمّة، يهابون الفتوى ويشدّدون في التصدّر لها، ويتدافعونها بينهم، ويقول البراء بن عازب رضي الله عنه: (لقد رأيت ثلاثمائة من أهل بدر ما منهم من أحد إلا وهو يحب أن يكفيه صاحبه الفتوى) ويقول عبد الرّحمن بن أبي ليلى -رحمه الله- (لقد أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما منهم من أحدٍ يحدِّث بحديث إلا ودَّ أنَّ أخاه كفاه الفتوى) وكان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه إذا عُرضت عليه مسألةٌ جَمَعَ الصحابة من أهل بدرٍ، فاستشارهم فيها. خطورة الفتوى ولفت الخطيب إلى أنه مع خطورة الفتوى والقول على الله بغير علم، إلا أنّه تكاثر المتعالمون في هذا الزمان، وتصدّروا للعلم والفتوى حتى استطال بعضهم على منازل العلماء، ونازلهم بالردود والمعارضات، فرامَ البروزَ قبل أن ينضَحَ، وبَالغَ قبل أن يبلغَ، وفي كل يوم يطلع علينا أحد هؤلاء المتعالمين من الرّويبضة الذين يتكلمون في أمور العامة عبر وسائل الإعلام، أو الشّبكات العنكبوتيّة، أو وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة، بأسماء مجهولة أو كنىً مستعارة، لا يُدرى من هم ولا يُعرف سبقهم في العلم والفقه في الدّين، فيتكلمون في قضايا الأمّة الكبار، ويُزعزعِون دعائم الإسلام، يحلّلون ويحرّمون ويغيّرون في أحكام الشّريعة بدون سلطان من علم أو فقه، فضلاً عن دليل من كتابٍ أو سنّة. يقول ابن حجرٍ رحمه الله: (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب).

1243

| 20 أغسطس 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: العاشر من محرم نقطة تحول نحو الحق

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن حكمة الله تعالى وفضله على عباده اقتضت تخصيص بعض الأزمنة بالفضل على غيرها، وتشريفها، وجعلها مواسم للتجارة الرابحة والأجور المضاعفة، تضاعف فيها الحسنات، وتقال فيها العثرات فاختار من الساعات الثلث الأخير من الليل، واختار من الأيام يوم الجمعة، فجعله عيدا لأهل الإسلام، وفيه ساعة لا يوافق الله تعالى فيها عبد مسلم يدعوه، ويسأله إلا أعطاه مسألته، وغفر له ذنبه. واختار من السنة أربعة أشهر هي الأشهر الحرم، قال قتادة رضي الله عنه: (العمل الصالح أعظم أجرا في الأشهر الحرم، والظلم فيهنَّ أعظم من الظلم فيما سواهنَّ). وأضاف الخطيب: ذهب أهل العلم إلى أن أفضل الأشهر الحرم هو شهر المحرّم، قال الحسن البصري: (إن الله افتتح السنة شهر حرام، وختمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة، بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرَّم) واختار من المحرم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر المحرَّم، ولهذا اليوم مَزيَّة، ولصومه فضل، قد اختصَّه الله تعالى به، واختاره سبحانه وفضله على غيره من الأيام، وحثَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ). يوم النصر للمؤمنين وذكر الشيخ عبدالله النعمة أن في مثل هذا اليوم من شهر الله المحرم وهو العاشر، كتب الله النصر والغلبة لطائفة من المؤمنين على جند من الكافرين فقد كان هلاك فرعون الطاغية وجنوده، ونصر موسى وقومه في العاشر من المحرم فصامه شكرا لله على نصره وغلبته، جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه، وأمر بصيامه)، وفي هذا عبرة وموعظة وآيات بينات تدعونا إلى استدعاء التاريخ، والنظر في أحوال من كانوا قبلنا، ثم الاستفادة من هذا الاستدعاء والنظر، فهذا فرعون أشهر من ذكره القرآن في الطغيان البشري وأبدى فيه وأعاد وفصَّل في قصته وبين عاقبته في سور عدة، هذا العبد الطاغية رزقه الله القوة والشباب، والسلطة والجاه، والمال والقصور، والجيوش والعبيد، فلم يشكر نعم الله تعالى عليه، بل كفر بالله وأعلن جحوده للإيمان، ثم ادّعى أنه الرب من دون الله (فَحَشَرَ فَنادى) (فَقالَ أنا رَبُّكُمُ الأعْلى) (فَأخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى) إنه العلوّ والتكبر والطغيان الذي فتك بقلب فرعون. عاقبة الطغيان وخيمة ولفت الخطيب إلى أن علو فرعون أوصله إلى الظلم (وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ) وأوصله علوه إلى الطغيان والفساد (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ) وأوصله هذا العلو إلى الإجرام فقال سبحانه عن فرعون وملئه (فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ) إلى أن أتى هذا اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون وملئه حيث قال عنه: (ءَاۤلۡـَٔـٰنَ وَقَدۡ عَصَیۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِینَ فَٱلۡیَوۡمَ نُنَجِّیكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَایَةࣰ وَإِنَّ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَایَـٰتِنَا لَغَـٰفِلُونَ). وقال الخطيب: لقد قص علينا القرآن من نبأ فرعون وقومه، وأوضح في آيات كثيرة وسور عديدة ما آلت إليه نهاية الطاغية فرعون بسبب استكباره وعلوه في الحق، وفي هذا بيان وعلاج لأمراض القلوب التي منها العلو، إن من الناس من أصابه العلو والاستكبار عن الحق بسبب جاه أو مال أو منصب فظلم وأفسد ورأى أنه على الحق الذي لا مِرية فيه. فضل يوم عاشوراء أكد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا كل الحرص على صيام العاشر من محرم ففي الصحيحين، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: (ما رأيت النبي صلى الله عليه يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يعني يوم عاشوراء وهذا الشهر، يعني شهر رمضان). ويكفي في فضل صيام يوم عاشوراء أنه يكفر السَّنة التي قبله، فتخرج نقياً معافى من الذنوب والآثام، روى مسلمٌ عن أبي قتادة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله). ونوه الخطيب بأنه يستحب صوم التاسع مع العاشر لما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لئن بقيت إلى قابلٍ- يعني العام القادم- لأصومنَّ التاسع) يعني يصوم التاسع مع العاشر.

918

| 06 أغسطس 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: "الضمير الحي" في الإنسان أساس استقامته

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن من أعز صفات الإنسان الدالة على سلامة جوهره، وطيب معدنه، وحبه للخير والصلاح وبعده عن الشر والفساد، هي صفة تدعو النفس البشرية للخير والإحسان، تحرك القلب والوجدان لصالح العمل، هي من أعلى مظاهر صلاح العبد واستقامته، تلك هي صفة الضمير الحي، هي حياة هذا القلب ويقين النفس، وأشار إلى أن الضمير هو ذلكم الشعور الإنساني الباطني الداخلي، الذي يجعل المرء رقيباً على سلوكه ولديه الاستعداد النفسي ليميز الخبيث من الطيب في الأقوال والأعمال والأفكار والمعتقد، واستحسان الحسن واستقباح القبيح. وأضاف الخطيب: صفة الضمير الحي هي دوام علم العبد وتيقّنه باطلاع الله تعالى على ظاهره وباطنه، وسره وعلانيّته، وسكونه وحركته، ثم انصراف الهمم إلى الله تعالى رغبةً ورهبةً، وخوفاً منه وخشيته وهي حقيقة الإحسان مع الله التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين حين سأله جبريل عليه السلام عن الإحسان؟ فقال:( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) فقد جمع النبي صلى الله عليه وسلّم أصول أعمال القلب وفروعها كلّها في هذه الكلمات. الضمير.. أساس الصلاح وأوضح الشيخ عبدالله النعمة أن صفة الضمير الحي هي قمّة هرم الصلاح والعدل، فلا يمكن أن يكون في واقع الناس وقضايا مشتركة في الضّعف والقوة، والغني والفقر، الإيمان والفسق، والعدل والظّلم، إلا وله صلةٌ وثيقةٌ بيقظةِ الضمير أو غفلته وغفوته، ولقد عانت المجتمعات المسلمة في هذا العصر من غياب الضمير الحيّ، ذلكم الضمير الذي عوّدهم أنّه إذا عطس أحدٌ منهم في المشرق شمّته من بالمغرب، وإذا استغاث من بالشمال لامس نداؤه أسماع من بالجنوب. الضمائر 3 أصناف وقال إن الناس في ضمائرهم يتفاوتون ويختلفون وهم أصنافٌ ثلاثة: فصنف ضميره ظاهرٌ حي، ويعرف المعروف وينكر المنكر، يشارك أمّته همومها وآلامها وآمالها، ويواسي ويسلّي ويتوجّع ويهتم لأمر المسلمين وهذا دليل صدق الإيمان. وصنف من النّاس ضميره مستتر، وهو كلٌّ على مولاه أينما يوجّهه لا يأت بخير، لا يهُش ولا ينُش، ولسان حاله يقول نفسي نفسي، فلا يستفيد منه فقيرٌ، ولا ينصح مستنصحاً، ولا يحرّك ساكناً ومثل هذا إن لم يتعاهد ضميره، فسيكون مع الزمن في عداد الضّمائر الميّتة. وصنف ثالثٌ، مات ضميره يغلب شرّه خيره، لا يشاطر إلا في الشّر، ولا تراه إلا في دوائر القبح، يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، لا تجده إلا كاذباً غاشّاً، همّازاً لمّازاً مشّاءٍ بنميمٍ، انقلبت الموازين في عرفه وقانونه. أصحاب الضمير الحيّ قوام المجتمع وقال الخطيب إن أصحاب الضمير الحيّ هم قوام المجتمع، وهم مضخّة الإيمان الحقيقيّ الذي يؤدي إلى تلاحم أفراد المجتمع وجماعاته مصداقاً لقول النّبي صلى الله عليه وسلّم كما جاء في صحيح مسلم، قال صلى الله عليه وسلّم قال صلى الله عليه وسلّم:( مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الحسد بالسّهر والحمّى) هذا هو الضمير الحيّ الذي يهتم بأمره وأمر المسلمين. موت الضمير يقلب الموازين ونوه الخطيب أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يربّي أصحابه وأتباعه على مراقبة الله وخشيته وعلى إحياء ضمائرهم، واستحضار معية الله فها هو يوصي ابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنه بقوله: (احفظ الله يحفظك)، وكان من أعظم وصاياه لأصحابه صلى الله عليه وسلم:( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيّئة الحسنة تمحها، وخالق النّاس بخلق حسن).. ولفت إلى أن هذه التربية النبوية قد آتت ثمارها في جيل الصحابة الكرام ومن عاصرهم وقاربهم وسار على هديهم، ولا شك أنَّ الأمة في عصرها تحتاج إلى أصحاب الضمير الحيِّ الصادق الذي لا غلَّ فيه ولا حسد، الضمير المشفق النَّاصح الذي يقدِّم مصلحة أمَّته ومجتمعه على مصلحةِ نفسه. وذكر الشيخ النعمة أن العكس بالعكس، فعندما يموت الضَّمير تنقلب الموازين، ويستأسد الحَمَل وتنطق الرّويبضة ويتَّخذ الناس رؤوساً جُهَّالاً فيضِلُّوا ويُضَلّوا. عندما يموت الضّمير يصبح التعيير نصيحة والغيبة حريُّةً، والسَّب والقذف والطَّعن ضرورةً، عندما يموت الضمير يُمكَّنُ للظالم فيُذِل شعباً ويقتل أقواماً، ويأسر ويشرِّد بلداً، فيستصرخون ويستغيثون وينادون، لكن لا حياة لمن تنادي.

3135

| 30 يوليو 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة في خطبة الجمعة بجامع الإمام: الصراع بين الحق والباطل مستمر حتى قيام الساعة

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الصراع بين الحق والباطل، والابتلاء والتمحيص سنة ماضية، وشِرعة ثابتة قضاها الله وقدرها على العباد، ولله تعالى في ذلك كله القدرة النافذة، والحكمة البالغة، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، ويتميز الخبيث من الطيب، ويظهر الصادق من الكاذب، وترفع الدرجات، وتكفر الخطايا والسيئات (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين). وقال الخطيب إن الله يضرب الأمثال في القرآن لتقريب المراد للناس وتفهيم المعنى وإيصاله إلى ذهن السامع، ولها مدلولها التربوي العميق والفائدة العظيمة ولهذا أكد الله تعالى على أهمية تدبر وتعقّل هذه الأمثال القرآنية، وحث على فهمها فقال تعالى: (وَتِلْكَ ٱلْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلَّا ٱلْعَٰلِمُونَ) وقال: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ). ومن هذه الأمثال التي ذكرها سبحانه وتعالى في كتابه في قوله: (أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌۢ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِى ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَٰعٍۢ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَٰطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَالَ)، لقد اشتملت هذه الآية على مثلين مضروبين للحق في ثباته وبقائه، والباطل في اضمحلاله وفنائه، وكذلك الإيمان في قوته، والكفر في ضعفه، والعمل الصالح في دوامه وثباته، والعمل السيئ في ذهابه وفنائه، قال ابن القيّم: (ومن لم يفقه هذين المثلين ولم يتدبّرهما ويعرف ما يراد منهما فليس من أهلهما، والله الموفق). الزبد الذي يعلو الماء وأضاف: لقد شبَّه الله تعالى في المثل الأول الكفر بالزبد الذي يعلو الماء، فإنّه يضمحل ويذهب، ويعلق بجنبات الأودية، وتدفعه الرياح، وهكذا الكفر وأصحابه لا يبقى من أثرهم شيء وإن علوا وظهرت كثرتهم، وضرب الله تعالى في المثال الثاني ما يعلو من زبد حين يُسبك الذهب أو الفضة فسرعان ما يذهب هذا الزبد ولا يبقى من إلا أصل الذهب والفضة (كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَٰطِلَ). وأوضح الشيخ عبدالله النعمة أنه ينبغي على المسلم أن يعلم أنّ الخبيث والطيب، والحق والباطل لا يستويان أبداً في ميزان العدل الإلهي، والشرع الرباني والعقل السّوي، لا في الحال ولا في المآل ولا يقاسان أبدا بكثرةٍ ولا قلة، فالحق والطيب أعظم وأجل وأنفع، وإن كان قليلا في نظر الناس أو خافياً، والباطل والخبيث أصغر وأحقر وأضر، وإن كان كثيرا ظاهرا متفشيا، فالباطل مهما علا وزمجر سرعان ما يزول وينهدم، إنما هي جولة من جولات الدنيا الزائلة، وإن طال وكثر في نظر البعض، وإن البقاء للحق، فهو دولة إلى قيام الساعة، فقد قال تعالى: (فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَالَ) وعند المنذري وأحمد بسندٍ صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما قلّ وكفى خيرٌ مما كثر وألهى). الحق والباطل ولفت الخطيب إلى أن التباين بين الحق والباطل قائم إلى قيام الساعة، منذ أهبط آدم من الجنة، وحتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين. وليعلم أنّ الغلبة للحق وأتباعه الصادقين إذا تمسكوا به، وثبتوا عليه، فالباطل جولة والحق دولة (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ). وأردف: تكبّر وتجبّر وطغى قوم نوح، (فدعا رّبه أنّي مغلوبٌ فانتصِر) فأهلكهم الله وذهبت ريحهم، فكانوا زبداً ذهب جفاءً، وها هو فرعون قال: (أنا ربكم الأعلى، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى) فكان زبداً ذهب جفاءً، وها هم صناديد قريش كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وحاربوه، فأهلكهم الله وذهب أثرهم وبقيت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا زبداً ذهب جُفاء، (يُرِيدُونَ لِيُطْفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ) كم من دعاوٍ باطلة ذهبت جفاءً، وكم من جهود فاسدة ذهبت أدراج الرياح، وكم من أفكارٍ هدّامة علت وفشت وانتفخت فكان مآلها على الخسران والاضمحلال والفناء، لم يبق إلا الحق، ولا يدوم إلا العمل الصالح النافع (وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلْأَرْضِ) فينمو ويزدهر ويثمر ويبقى ويستمر (وقُل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً). وحث الخطيب كل مسلم بقوله: أيها المسلمون إن الواجب على المسلم ألا يستسلم للواقع، فيختم عليه الهوان، بل عليه العمل والإخلاص، والاجتهاد والإعداد لإصلاح نفسه ومجتمعه، وعليه بطريق الصالحين ولا يستوحش منه لقلة السالكين. ولا تُوحِشنّك غربةٌ بين الورى *** فالناس كالأموات في الحسبان أوَ ما علمتَ بأن أهل السنّة الغُر باءُ*** حقاً عند كلّ زمانِ

2390

| 23 يوليو 2022

محليات alsharq
عبدالله النعمة بجامع الإمام: حفظ اللسان أولوية في حياة المسلم

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبته التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن جارحة لها أعظم الأثر في حياة المسلم دينيا ودنيويا، ربط الله عليها الفلاح، وعلّق عليها السعادة أو الشقاء، ورتب عليها الجزاء والعقاب، إنها جارحة اللسان، قال أبو حامد رحمه الله: اعلم أن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الفريدة، فإنه صغر الجِرم عظيم الإحسان أو الجُرم. وقال الخطيب بكلمة واحدة يدخل العبد في الدين والملة، ألا وهي كلمة التوحيد الخالص، وبكلمة واحدة يتبوأ العبد في الجنة غرفا من فوقها غرف مبنية وبكلمة أخرى يزل العبد في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب، ولرب كلمة أوردت صاحبها الموارد، ولأجل هذا كان من أولى الاهتمامات في حياة المسلم حفظ لسانه إلا من الخير وإطابة كلامه، جاء في الحديث المتفق عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، جاء عند أحمد من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل يدخلني الجنة قال: (أطعم الجائع، واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير). اللسان يحدد صلاح العبد وأضاف: وعلى اللسان مدار صلاح العبد وعمله أو فسادهما قال يحيى بن أبي كثير: (ما صلح الله منطق رجل إلا عرفت ذلك في سائر عمله، ولا فسد منطق رجل قط إلا عرفت ذلك في سائر عمله). وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن ثرثاراً في كل نادٍ تخطبُ واحفظ لسانك واحترز من لفظهِ فالمرء يسلَم باللسان ويعطبُ ولفت الشيخ عبدالله النعمة إلى أن أهل العلم قد بينوا أنه من شروط الكلام اختيار الكلمات والألفاظ من أطائب الكلام وأنفسه، والبعد عن البذاءة والفحش في القول والمنطق، لأن الكلمة إذا خرجت من فم الرجل ملكته، قال ابن عمر رضي الله عنهما: (إن أحق ما طهر الرجل لسانه). لا مرحبا بشراشة الطبع وأردف: وإن من الناس من يعيش صفيف الوجه، شرس الطبع، خبيث اللسان لا يحجزه عن كلام السوء حاجز، ولا يعرف للحسن سبيلا لسانه مهذار وفمه ثرثار تعود على السب والشتم واللعن والفحش والبذاء، حتى إن الكلمة الطيبة الحسنة لو صدرت منه لعدت من الغريب النادر في حياته، ولمثل هؤلاء جاء في صحيح مسلم والبخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) وعن البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن من شر الناس عند الله تعالى منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه). **************************** برواز النميمة.. أخطر آفات اللسان وأكد الشيخ عبدالله النعمة أن للكلام والألفاظ دلائل ومعاني، تحمل في طياتها الخير فيجازى العبد عليها، أو تحمل في طياتها الشر والفحش فيجازى عليها بالسيئات المضاعفات. وقد مثلها الله سبحانه وتعالى بالكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة، فكل ما يصدر من آفات اللسان فهو خبيث وسيئ قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار) أخرجه الترمذي، من صورها الغيبة، فقد تكون كلمة واحدة لكنها من الجرم والشناعة لو مزجت بماء البحر لمزجته، ولذا لما قالت عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة: (حسبك من صفية كذا وكذا) تعني أنها قصيرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته). ونوه الخطيب بأن من آفات اللسان النميمة، وهي كلمة خبيثة من شأنها أن تثير فتنة، وتشعل بين طرفين نارا، تورث العداوة والبغضاء، (ويلٌ لكلِ همزةٍ لمزة) وقال النبي عن ذلك الذي يعذب في القبر قال: (وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) حديث متفق عليه، ومن الآفات الكذب والإشاعات والبهتان وشهادة الزور فالكلمة الصادرة عن اللسان لها أثرها وبُعدها فطِن معاذ بن جبل رضي الله عنه لهذا الأمر الجلل فقال: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال صلى الله عليه وسلم: (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) أخرجه الترمذي.

1531

| 16 يوليو 2022