رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1965

خطباء الجمعة: دين الإسلام متكامل لا يقبل الزيادة ولا النقصان

16 سبتمبر 2016 , 07:48م
alsharq
محمد دفع الله

تناول خطباء الجمعة بمساجد الدوحة والمناطق الخارجية موضوعات وقضايا إسلامية مختلفة ركزت على فضل أيام عشر ذي الحجة وما فيها من فضل للمسلمين ، كما ركزت على فضل صلاة الجمعة وما فيها من خير للمسلم ولأمة الاسلام ، كما تناول الخطباء موضوع اليقين على ان اليقين شعبة عظيمة من شعب الإيمان وصفة من صفات أهل التقوى والإحسان.

فقال د. محمد بن حسن المريخي في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن أيام عشر ذي الحجة أيام فاضلات ومباركات أقسم الله بها معظماً إياها ومظهراً شرفها ومقامها لأن القسم بالشيء تعظيم له خاصة إذا كان المقسم عظيماً جليلاً وهو الله جل وعلا، قال القرطبي رحمه الله: (وليال عشر) أي ليال عشر ذي الحجة، وقال الله تعالى عن هذه الأيام: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة....) قال ابن عباس: هي العشر التي ذكرها الله في قصة موسى عليه السلام.

أعظم أيام الدنيا
وذكر أن رسول الله أعلم الأمة عن فضلها ومكانة العمل الصالح فيها ليهتموا بها ويستغلوها ويقدروها حق قدرها وهذا من فضل الله ببركة رسولنا الذي دلنا على كل خير، وحذرنا من كل شر يقول عليه الصلاة والسلام (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام — يعني العشر — قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ).

وقال (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتكبير والتحميد ).

وقال د/ المريخي انه شاءت إرادة الله جل وعلا أن تكون أعمار أمة محمد عليه الصلاة والسلام قصيرة لا تتعدى السبعين إلا قليلاً كما أخبر رسولنا بذلك بقوله: (أعمار أمتي ما بين ستين إلى سبعين وأقلهم من يجوز ذلك ).

وقال صلى الله عليه وسلم (إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس) وقال (ما أعماركم في أعمار من مضى إلا كما بقى من النهار فيما مضى منه )... قال ابن حجر: معناه أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الأمم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار، بينما أعمار الأمم التي سبقتنا كانت طويلة جداً تتيح لهم أن يحصلوا العمل الصالح الكثير والكبير بعد إذن الله عز وجل.

فضل أمة الإسلام
وقال إن الله تفضل على أمة الإسلام فعوضها خيراً كبيراً فأتاح لها ويسر أن تعمل العمل القليل ويجزيها ومنّ عليها بالمواسم والأوقات والأزمنة الفاضلة كيوم عرفة وشهر رمضان والعشر الأواخر منه وعشر ذي الحجة وليلة القدر ويوم الجمعة وصيام المحرم وغيرها من المواسم التي خصها الله بمزيد من الفضل لتنهل منها الأمة لتكون في صف الأمم بل لتسبقها في الفضل والمنزلة والمكانة.

وذكر خطيب جامع الأمام امتلأت الأيام العشر من ذي الحجة بالأعمال الصالحة حتى قدمها بعض السلف وفضلها على العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر لأن المشروع فيها ليست في غيرها من المواسم، هذه الأيام العشر هي أيام الله تعالى، يقول سبحانه (وذكرهم بأيام الله...) فيها الذكر والدعاء والتسبيح والتهليل والتكبير، فيه الحج إلى بيت الله الحرام، يُؤدى فيها ركن من أركان الدين، يجتمع الحجاج في مكة والمشاعر، فيها يوم عرفة والأضحية والعيد وصلاته.

وقال إنه لو لم يكن في هذه الأيام إلا يوم عرفة لكفى به شرفاً ولها رفعة فكيف وقد اشتملت على كل الأعمال الصالحة.

إن يوم عرفة بذاته يوم عظيم من أيام الله تعالى التي ينبغي للمسلم أن يستعد له ويدعو الله تعالى أن يبلغه إياه ليكون شاهداً له بالعمل الصالح وليتعرض فيه لرحمات الله ونفحاته، إنه ركن الحج الأكبر كما قال رسولنا الكريم (الحج عرفة) يوم عرفة يوم إكمال الدين وإتمام النعمة والرضا بالإسلام ديناً.، وإذا كمل الدين فإنه لا يقبل الزيادة ولا النقصان وأن الباب موصود في وجه المبتدعة فما لم يكن ديناً على عهد رسول الله فلا يكون اليوم دينا ولا يحق لأحد أن يتصرف في دين الله بعد رسول الله بزيادة أو نقصان، فهل يفهم المبتدعة هذا الكمال.

اليقين شعبة من الإيمان
من جانبه قال فضيلة د. محمود عبدالعزيز يوسف ان اليقين شعبة عظيمة من شعب الإيمان وصفة من صفات أهل التقوى والإحسان، موضحا انه يعني العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك، والموجب للعمل.

وقال د. محمود عبدالعزيز في خطبة الجمعة أمس بجامع الأخوين بالوعب ان اليقين ايضا هو التصديق الكامل الجازم، الذي لا تردد فيه، بحيث لا يعرض له شك، ولا شبهة، ولا ريب بحالٍ من الأحوال. وهو قبول ما ظهر من الحق وقبول ما غاب للحق والوقوف على ما قام به بالحق.

وقال ابن القيم رحمه الله: لا يتم صلاح العبد في الدارين إلا باليقين والعافية، فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة، والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا من قلبه وبدنه.

واشار الى ان طلب اليقين كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.

مراتب اليقين
واوضح د. عبدالعزيز ان لليقين مراتب منها: العلم، وحسن التوكل، والرضا والتسليم، وعدم تعلق القلب بغير الله، وأن يكون أوثق بما في يد الله تعالى عما هو في يده، مشيرا الى ان أبا مسلم الخولاني رحمه الله كان يحب التصدق والإيثار على نفسه، وكان يتصدق بقوته ويبيت طاوياً، فأصبح يوماً وليس في بيته غير درهم واحد، فقالت له زوجته: خذ هذا الدرهم واشتر به دقيقاً نعجن بعضه ونطبخ بعضه للأولاد، فإنهم لا يصبرون على ألم الجوع، فأخذ الدرهم والمزود وخرج إلى السوق، وكان الجو شديد البرودة، فصادفه سائل فتحول عنه، فلحقه وألح عليه وأقسم عليه، فدفع له الدرهم وبقي في هم وكرب، وفكر كيف يعود إلى الأولاد والزوجة بغير شئ، فمر بسوق البلاط وهم ينشرونه ففتح المزود وملأه من النشارة وربطه وأتى به إلى البيت فوضعه فيه على غفلة من زوجته ثم خرج إلى المسجد فعمدت زوجته إلى المزود ففتحته فإذا فيه دقيق أبيض فعجنت منه وطبخت للأولاد فأكلوا وشبعوا ولعبوا فلما ارتفع النهار جاء أبو مسلم وهو على خوف من امرأته فلما جلس أتته بالمائدة والطعام فأكل، فلما فرغ قال: من أين لكم هذا؟ قالت: من المزود الذي جئت به أمس، فتعجب من ذلك وشكر الله على لطفه وكرمه.

فضل يوم الجمعة
قال فضيلة د. عيسى يحيى شريف في خطبة الجمعة أمس بمسجد علي بن ابي طالب بالوكرة إن الإسلام عظم يوم الجمعة لما فيه من خصائص عظيمة، ومن تلك الخصائص والمزايا أنه عيد الأسبوع، وشعيرة كبرى، وموسم كريم يتكرر كل سبعة أيام، اختص الله عز وجل هذه الأمة بيوم الجمعة، ففي الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال: (نحن الآخرون الأولون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، والناس لنا فيه تبع، فلنا الجمعة ولليهود السبت وللنصارى الأحد) وفي المسند والسنن من حديث أوس بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق الله آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم تبلغني) وعند مسلم: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة).

أيام الله
ونوه بان يوم الجمعة أعظم يوم يجتمع فيه المسلمون في البلدان والأمصار، فهو من أيام الله العظيمة قدراً، وأجلها شرفًا، وأزكاها أجراً وأكثرها فضلاً، فقد اصطفاه الله تعالى على غيره من الأيام، وفضله على ما سواه من الأزمان، واختص الله به أمة الإسلام، حتى ان اليهود يحسدون المسلمين على يوم الجمعة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن اليهود: (إنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة.... )

كبائر الذنوب
وبين ان صلاة الجمعة هي من آكد فروض الإسلام، ومن تركها تهاونًا بها طبع الله على قلبه، وإن من كبائر الذنوب أن يتخلف المسلم عن حضور الجمعة من غير عذر شرعي، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التحذير من ذلك مبينًا أنّ من فعل ذلك، فقد عرّض نفسه للإصابة بداء الغفلة عن الله والطبع على القلب، ومن طبع على قلبه وقع في مستنقع الغفلة.

مساحة إعلانية