رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

770

واشنطن تنفي.. والسلطة الفلسطينية تعتبر مصيرها الفشل

قناة إسرائيلية تكشف تفاصيل صفقة القرن

17 يناير 2019 , 09:39م
alsharq
القدس المحتلة - وكالات:

أثارت تسريبات نشرتها محطة تلفزة إسرائيلية، عن محتوى الخطة الامريكية للسلام ما بين الفلسطينيين والاسرائيليين، المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، ردود أفعال واسعة. ووصف مسؤول أمريكي، التسريبات الاعلامية الإسرائيلية، بـ "غير الدقيقة"، فيما أكدت السلطة الفلسطينية، أنها لن تتعامل مع أي خطة أمريكية، ما لم تتراجع واشنطن عن كافة الخطوات التي اتخذتها، وفي مقدمتها "اعترافها بالقدس (عاصمة) لإسرائيل، ونقل سفارة بلادها اليها".

وكتب جيسون جرينبلات المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع "تويتر"، إن ما نشرته محطة التلفزة الاسرائيلية 13، "غير دقيق". وأضاف:" إن التكهنات حول محتوى الخطة لا يفيد؛ في الوقت الراهن فإن عدد قليل جدا من الناس على هذا الكوكب يعرفون ما فيها". وتابع جرينبلات:" إن نشر قصص كاذبة أو مشوهة أو منحازة في وسائل الإعلام، أمر غير مسؤول ويضر بالعملية".

وكانت محطة التلفزة الاسرائيلية 13، قد ذكرت مساء الاربعاء أنها استقت معلوماتها من إحاطة قدمها مسؤول أمريكي الى مجموعة صغيرة قبل أسبوعين، دون مزيد من التفاصيل عن هوية المجموعة. وقالت إن خطة الولايات المتحدة ستشمل دولة فلسطينية على أرض ستكون أكثر من ضعف مساحة المنطقتين (أ) و(ب) في الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، وهو ما يعني أن الدولة الفلسطينية ستكون على مساحة ما بين 80 إلى 90٪ من الضفة الغربية. وتُقسم الضفة الغربية بحسب اتفاق أوسلو للسلام بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، لعام 1993، إلى ثلاث مناطق ( أ وب وج).

وتسيطر السلطة الفلسطينية حاليا على المنطقة (أ و ب)، فقط والتي تضم المدن الكبرى، وتبلغ نحو 40% من مساحة الضفة، فيما تسيطر إسرائيل بشكل كامل على المنطقة (ج)، التي تشكل نحو 60% من مساحتها. وأضافت المحطة الإسرائيلية:" ستشمل الخطة أيضًا مبدأ تبادل الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين لضم بعض الأراضي في الضفة الغربية إلى إسرائيل دون أن يكون من الواضح حجم التبادل".

وأشارت إلى أن خطة السلام الأمريكية "تقسم المستوطنات إلى 3 مجموعات: كُتل المستوطنات، حيث يعيش معظم المستوطنين وتلك ستصبح جزءا من إسرائيل؛ ولن يتم إخلاء المستوطنات المعزولة ولكن لن يسمح بتوسيعها، وسيتم إزالة البؤر الاستيطانية غير القانونية بموجب القانون الإسرائيلي". وقالت:" ستجعل خطة الولايات المتحدة القدس عاصمة مشتركة، ستكون عاصمة إسرائيل في القدس الغربية وأجزاء من القدس الشرقية، وستكون عاصمة فلسطين في أجزاء من القدس الشرقية وتشمل غالبية الأحياء الفلسطينية".

وأضافت:" سيبقى الحوض المقدس الذي يشمل البلدة القديمة والحرم القدسي (المسجد الأقصى) ومحيطه المباشر تحت السيادة الإسرائيلية، وسيستمر الوضع القائم في الأماكن المقدسة وسيُعطى للفلسطينيين والأردنيين وربما لأطراف أخرى دورًا في إدارة الأماكن المقدسة". واستنادا الى المحطة الاسرائيلية، فإن فريق السلام في البيت الأبيض، يعتقد أن الفلسطينيين سيرفضون الخطة بشكل مباشر، ولكن الفريق الأمريكي يريد من إسرائيل عدم رفضها وإبداء الرغبة في التعامل معها.

تعقيب فلسطيني

بدورها، أكدت السلطة الوطنية الفلسطينية، أنها لن تتعامل مع أي خطة أمريكية، ما لم تتراجع واشنطن عن كافة الخطوات التي اتخذتها، وفي مقدمتها "اعترافها بالقدس (عاصمة) لإسرائيل، ونقل سفارة بلادها اليها". وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان، إن تسريبات المحطة التلفزيونية الإسرائيلية حول مضامين الخطة، ما هو إلا "توظيفات اسرائيلية داخلية في السباق الانتخابي، وهي ليست بالبعيدة عن سلسلة طويلة من التواريخ الوهمية التي تحدث عنها أكثر من مسؤول أمريكي لطرح صفقة القرن، بهدف توفير المظلة الزمنية لتعميق الاستيطان وعمليات التهويد في الأرض الفلسطينية".

وأضاف المصدر المسؤول، الذي لم يكشف عن هويته:" هذه التسريبات تزيد من شكوكنا في عدم جدية وحقيقة وجود أفكار أمريكية متبلورة لحل الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني". وبدوره، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن "أي خطة سلام لا تتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ضمن حدود 1967 سيكون مصيرها الفشل".

وأضاف ابو ردينة في حديث لفرانس برس "ان استمرار بث الاشاعات والتسريبات حول ما يسمى بملامح صفقة العصر التي تتحدث عنها الإدارة الأميركية، إضافة الى الاستمرار في محاولة ايجاد أطراف إقليمية ودولية تتعاون مع بنود هذه الخطة هي محاولات فاشلة ستصل إلى طريق مسدود". وشدد أبو ردينة أن "طريق تحقيق السلام في المنطقة واضح ويمر من خلال الشرعية الفلسطينية، وأية مشاريع تهدف للالتفاف على آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال لن يكتب لها النجاح وستنتهي". وقال إنه "بغض النظر عن صحة أو عدم صحة ما تم تسريبه، نحن نعتبر أن أي حل لا ينسجم مع السلام القائم على أساس قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لا يمكن القبول به ومرفوض جملة وتفصيلاً".

وشدد على أنه بالنسبة لأية "اتصالات أميركية تجري مع أطراف دولية أو إقليمية، فانه لا يوجد الا عنوان واحد للحديث معه وهو الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية".وقال إن "على الإدارة الأميركية أن تدرك" أن لا حل بدون دولة مستقلة "وهذه الدولة فيها الضفة الغربية وقطاع غزه والقدس الشرقية عاصمتها وفق القانون الدولي". وتابع "نحن موقفنا واضح ولم ولن نتعاطى مع اي مشروع الا وفق ما يلبي مصالح شعبنا".

مساحة إعلانية