رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

858

علاقات واشنطن ودولة الاحتلال قوية وخلافاتهما لا يعوّل عليها..

مراقبون لـ الشرق: الفلسطينيون خارج حسابات العلاقة الأمريكية الإسرائيلية

17 أغسطس 2023 , 07:00ص
alsharq
رام الله - محمـد الرنتيسي

تتعمق العلاقات الإسرائيلية الأمريكية وتخفت، تينع وتجف، غير أنها تبقى من أهم العلاقات بين أي دولتين في العالم، فالروابط بينهما تظل أقوى من أية روابط أخرى، وأعمق من أن تشوبها أزمة طارئة، قد تنشب بين الحين والآخر، ومرد هذا أن التوتر بين واشنطن وتل أبيب (إن وجد) يبقى من الوجهة الأمريكية مع الحكومة الإسرائيلية وليس مع إسرائيل كدولة.

في الآونة الأخيرة، شاب العلاقة الأمريكية الإسرائيلية بعض الجفاف، خصوصاً لجهة الاتصالات السياسية وزيارات المسؤولين، و»امتعاض» أمريكا حيال إطلاق سراح المستوطن «يحئيل أندور» الذي قتل الشاب الفلسطيني قصي معطان في قرية برقة قرب رام الله الأسبوع الماضي، وتحذير الإدارة الأمريكية المستمر من أن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، سيفجر انتفاضة جديدة.

لكن على الرغم من ذلك، ظلت العلاقة بينهما من أقوى ما يكون، وسرعان ما تم ردم الهوة، وعادت المياه إلى مجاريها، وعن ذلك قال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر: إن الشراكة الأمريكية الإسرائيلية تقوم على المصالح المشتركة، ويتشارك البلدان والحكومتان في روابط خاصة، مضيفاً: «التزامنا بأمن إسرائيل بكل الأحوال أمر صارم».

ولم تخرج توقعات المراقبين لهذا الشأن، في حينه، عن إعادة الأمور إلى ما هي عليه خلال فترة قياسية، مرجحين أن لا تستمر العلاقات الباردة بين واشنطن وتل أبيب لفترة طويلة، بحكم العلاقات الإستراتيحية التي تربطهما، وبالفعل فقد عادت الوفود واللقاءات المتبادلة، وتم حل كل القضايا التي تصدعت العلاقة الأمريكية الإسرائيلية بفعلها.

فلسطينياً، لم يعول السياسيون كثيراً على الخلاف الأمريكي الإسرائيلي بحسبانه طارئاً، فالجميع يدرك أن التعويل على مثل هذه الخلافات غير مجد، وصحيح أن هناك من المحللين من ذهب حد القول إن الخلافات بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية ستتعمق، وقد يصل الحد بواشنطن لتقليص دعمها لتل أبيب، أو عدم معارضتها لأي قرار يدينها من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، غير أن آخرين رأوا في هذه الخلافات بأنها (خلاف في حدود البيت الواحد) وأنها مهما تعاظمت سيكون مصيرها الحل.

وبرأي الخبير في العلاقات الدولية بسام بحر، فإن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل هي علاقة تحالف إستراتيجي، ولا يمكن فكها بتوتر أو خلاف طارئ، ومن هنا فأي خلاف ينشب بينهما سيهتدي إلى الحل سريعاً، ولا يمكن التعويل عليه بأن ينعكس ايجاباً على الفلسطينيين وقضيتهم، أو يؤثر على الموقف الأمريكي حيالهم.

يقول بحر لـ»الشرق»: إسرائيل هي بمثابة «القوة الأمريكية» في المنطقة، ويبقى التعويل على تعمق الخلافات بينهما غير مجد، وفي غير محله، فهناك دور خفي لإسرائيل يخدم السياسة والمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما يدفع إلى تقييم العلاقة بين أمريكا وإسرائيل بشكل دوري، في إجراء لا مفر منه، مع كل توتر يطفو على السطح.

وترى الباحثة في القضايا السياسية الدكتورة أماني القرم، أن الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ليست سابقة، ويمكن أن تنشأ خلافات في الرأي حيال قضايا معينة، وهذا جرى إبان حكومتي (رونالد ريجين / مناحم بيجين) و(بوش الأول / شامير) غير أن العلاقات استمرت فوق الساسة والسياسة، وفق قولها.

وفي حين استبعدت القرم في حديثها لـ»الشرق» إعادة تقييم العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في الوقت الراهن، عزت اهتمام الخبراء والمراقبين بأية توترات تحدث بينهما، إلى فرادة ومكانة هذه العلاقة، مبينة أن أمريكا لن تتخلى عن دعم إسرائيل، باعتبارها تحتل أولوية كبرى لدى صانعي السياسة في البيت الأبيض، والكونغرس الأمريكي، ولكونها أحد الأهداف الإستراتيجية في خطة الأمن القومي الإمريكي.

ووفقاً للقيادي الفلسطيني نبيل عمرو، فإن اختلاف الإدارات بين أمريكا وإسرائيل أمر عادي، ولكن من غير المسموح له أن يمس أساس العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين، وهذا ما يواصل الطرفان تأكيده، وهو الأصدق في كل ما ذهب إليه المحللون والمراقبون، وفق توصيفه.

مساحة إعلانية