رمضان 1436

1992

عمرة رمضان .. أجواء روحانية رائعة وتلاوة قرآنية بأعذب الأصوات

يحرص كثير من المسلمين على أداء العمرة في شهر رمضان المعظم لما في ذلك من تحصيل للثواب ‏سواء كان ذلك في أول الشهر أو في العشر الأواخر‏‏ والاستمتاع بتلاوة القرآن في بيت الله الحرام وسط جموع من ملايين المسلمين من أنحاء العالم‏.. فالمعتمرون يرجون رحمة ربهم خاشعين متبتلين له بالتضرع والدعاء والحصول على الثواب العظيم.

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "عمرة في رمضان تعدل حجة"، وفي رواية تعدل حجة معي ولا يسأل عن حكمة هذا الثواب فذلك فضل من الله, والله واسع عليم, وهو سبحانه يرغب في أداء العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج في الحرم الشريف فثواب الطاعة فيه مضاعف.

ولا شك إلى جانب هذا الثواب العظيم فإن المعتمرين يستمتعون بتلاوة القرآن الكريم من خيرة القراء في العالم الإسلامي في الصوت الحسن في قراءة القرآن والذي يعد أمرا مطلوبا لدى المستمع، وكم من أناس قطعوا المسافات لكي يستمتعوا بتلاوة القرآن والتأثر بآيات الله الكريمة عند سماعها ممن كتب له الله القبول لدى الناس.

* المسجد الحرام

وقد أعلنت الرئاسةُ العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، جدول صلاتي التراويح والتهجد بالمسجد الحرام في شهر رمضان للعام الجاري، واختارت لذلك 6 أئمة الليلة الأولى لصلاة التراويح بالمسجد الحرام يؤمها كل من الشيخين ماهر المعيقلي وعبدالرحمن السديس.

والثانية الشيخان سعود الشريم وخالد الغامدي، والثالثة الشيخان بندر بليلة وعبدالله الجهني، ويتعاقب المشايخ الستة على صلاة التراويح بهذا الترتيب في العشرين ليلة الأولى.

ويؤم المصلين في صلاة التراويح من الليلة 21 إلى الليلة 28 الشيخان عبدالله الجهني وماهر المعيقلي، فيما يتناوب كل من الجهني والسديس في ليلة 29 رمضان “ختم القرآن”.

وفي جدول التهجد يبدأ الشريم والسديس الليلة الأولى “ليلة 21″، فيما تكون الليلة الثانية “ليلة 22″ للغامدي وبليلة، ويتبادل الأربعة بالترتيب إمامة المصلين بالتهجد طوال ليالي العشر الأواخر، ما عدا ليلة 29 رمضان يحل المعيقلي محل السديس. السطور القادمة تتعرف على من هم قراء الحرم ومآثرهم ومميزاتهم.

* مرتل مُتمكِّن

هو ماهر بن حمد بن معيقل المعيقلي البلوي، قارئ وإمام سعودي من مواليد ۱۸ شوال لسنة ۱۳۸۸ه بالمدينة المنورة. يتميز عن غيره من قراء كتاب الله بصوته الندي وقراءاته الخاشعة التي تدخل المستمعين في عوالم علوية تَطمئِنُّ فيها قلوبهم، وتَصْفى بها أذهانهم، وتَرْقى من خلالها أرواحهم، كما يتميز بإحساسه المرهف وأسلوبه الرصين وتلاواته الندية التي تأسر قلوب المصلين وتدفعها من حيث لا تدري إلى الخشوع والتأمل والتفكر.

نشأ ماهر المعيقلي وترعرع بالمدينة المنورة حيث حصل على شهادة أستاذ في مادة الرياضيات من كلية الأساتذة، ثم تم نقله إلى مدرسة "بلاط الشهداء" بمكة المكرمة. وأصبح المعيقلي بعد ذلك موجِّها لتلامذة مدرسة "الأمير عبد المجيد" بمكة قبل نيل الماجستير في الشريعة من جامعة "أم القرى" سنة ۱٤۲5هـ. ليتوج مساره بالحصول على شهادة الدكتوراة في الفقه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف سنة ١٤٣٤هـ.

الشيخ ماهر المعيقلي متزوج وأب لأربعة أبناء (بنتان وولدان) كلهم مسجلون بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، حيث يُنتظَر منهم أن يسيروا على نهج والدهم الذي اعتنى بكتاب الله فحفظه، واهتم بالقرآن فدرَس قواعده وأحكامه، وأَحبَّ قراءته كما ينبغي، فصدحت حنجرته بما تيسر من آياته ترتيلا وتجويدا.

* القارئ الذكي

هو إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، ومن أشهر مرتلي القرﺁن الكريم في العالم. صوته شجي ولسانه فصيح وتلاوته مؤثرة، درَس العلم الشرعي بشكل تقليدي وعزَّزه بمسار أكاديمي توَّجَهُ بنيل شهادة الدكتوراة في الشريعة الإسلامية، يتعلق الأمر بالقارئ السعودي الشيخ عبد الرحمن السديس.

وُلد عبد الرحمن السديس في المملكة العربية السعودية سنة 1382هـ، وسط قبيلة عنزة في الرياض. وقد تمكن من ﺣﻓﻈ القرﺁن ولم يكن يبلغ من العمر اثنتي عشرة سنة، وذلك بفضل والديه اللذين سجلاه بمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، حيث تتلمذ فيها على يد عدد من الشيوخ أمثال الشيخ عبد الرحمن ابن عبد الله آل فريان، والشيخ المقرئ محمد عبد الماجد ذاكر، والشيخ محمد علي حسان.

سنة ١٩٧٩، حصل عبد الرحمن السديس على شهادة من المعهد العلمي "الرياض" بتقدير "ممتاز". بعد ذلك، سنة ١٩٨٣، أتم السديس دراسته العليا بالجامعة حيث حصل على شهادة في الشريعة، ثم بعدها على الإجازة من الجامعة الإسلامية "محمد بن سعود" سنة ١٩٨٧. وقد نال بعد ذلك الدكتوراة في الشريعة الإسلامية سنة ١٩٩٥ من جامعة "أم القرى".

عُرف عبد الرحمن السديس بالنبرة الخاصة في صوته التي تخشع معها الأفئدة وتجويده الممتاز للقرﺁن الكريم. حيث تلْقى تلاواته للقرآن الكريم إقبالا واسعا من طرف مرتادي شبكة الإنترنيت، وتُبَث تسجيلاته على عدد من القنوات الفضائية العربية، خاصة الدينية.

* ريحانة الحرم

يُعتبر واحدا من أشهر مرتلي القرآن الكريم في العالم، عُرِف بصوته الرخيم وإحساسه المرهف. له اطلاع واسع بقواعد ترتيل القرآن الكريم وأصوله وأحكامه. أسلوبه رصين ورزين ومُؤثِّر، وترتيله سَلِسٌ ومُعبّر ومُحكَم، يتلو القرآن الكريم بخشوع العالِمِين ونبوغ العارفين، فيرحل بالمستمعين إلى عوالم الطهر الروحي والصفاء النفسي، شخصيته القوية وطبعه المتواضع يمنحانه هالة من الاحترام ويضفيان عليه مُسحة من الوقار، يسميه مُحِبُّوه (ريحانة الحرم) نسبة لاشتغاله كإمام للمسلمين بالحرم المكي، يتعلق الأمر بالقارئ السعودي الشيخ سعود الشريم.

وُلد الشيخ سعود الشريم واسمه الكامل سعود بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن ناصر بن إبراهيم بن محمد بن شريم سنة 1965م في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية لأسرة ذات حسب ونسب. ترعرع منذ طفولته في وسط محافظ يعطي للإسلام ما يستحقه من تقدير واهتمام، ويولي القرآن الكريم عناية خاصة وحرصا لا حدود له، الأمر الذي أثَّر في تكوين شخصية سعود الشريم، وساهم في انجذابه لكتاب الله تعالى، فتعلق به وتعلَّمَه وعكف على ضبط قواعد تجويده وترتيله.

* مساره التعليمي

بدأ الشيخ سعود الشريم مساره التعليمي في سن مبكرة، فالتحق بمدرسة عرين خلال المرحلة الابتدائية، وبالمدرسة النموذجية خلال المرحلة الإعدادية، ثم بثانوية اليرموك الشاملة خلال المرحلة الثانوية فتخرج منها سنة 1984م، بعد ذلك، التحق بكلية أصول الدين التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، فتخصص في العقيدة والمذاهب المعاصرة، وتخرج منها سنة 1989م، ثم التحق بالمعهد العالي للقضاء فحصل منه على شهادة الماجستير سنة 1993م، لِيُتوِّج مساره الدراسي بنيل شهادة الدكتوراة في الفقه من جامعة أم القرى بمكة المكرمة سنة 1996م. كما إن ذكاءه المُتَّقِد ونُبوغه الفكري المتميز ومكانته العلمية العالية، عوامل من بين أخرى أهلته في وقت لاحق لشَغْل عدد من المناصب في الحقل الديني والقضائي والتربوي، وهكذا، تم تعيينه سنة 1992م إماما وخطيبا للمسجد الحرام في مكة المكرمة، ولم يمضِ وقت طويل حتى تم تنصيبه قاضيا بالمحكمة الكبرى بمكة المكرمة سنة 1993م، ثم ما لبث أن عُيِّنَ بعدها مُدرِّساً في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وكان ذلك سنة 1994م.

*الصوت الجهوري

عبد الله بن عواد الجهني إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة. ولد بالمدينة المنورة في يوم الثلاثاء بتاريخ 11/1/1396 هـجري، الموافق 13 يناير 1976 م متزوج ولديه ولدان (محمد، عبد العزيز) وابنتان. حفظ القرآن منذ الصغر بتوفيق من الله ثم اهتمام ورعاية والديه وكان ذلك في مسجد الأشراف بالحرة الغربية بالمدينة المنورة، وفاز بالمركز الأول مكرر في مسابقة القرآن الكريم العالمية في مكة المكرمة وعمره آنذاك ستة عشر عاما, ثم أكمل تعليمه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والتي نال فيها على درجة الليسانس من كلية القرآن.

وقد أَمَّ المسلمين في مسجد القبلتين... وبعد ذلك لمدة سنتين متواليتين في الحرم النبوي الشريف, وكان عمره آنذاك واحدا وعشرين عامًا. عُيِّن عضو هيئة تدريس في كلية المعلمين بالمدينة النبوية وأَمَّ المسلمين بعد ذلك في مسجد قُباء لمدة أربع سنوات, صدر له بعد ذلك تكليف من المقام السامي الكريم بإمامة المسلمين في المسجد الحرام في مكة المكرمة في صلاة التراويح في شهر رمضان لعامي 1426 هـ -وعام 1427 هـ. وما زال. أجازه عديد من علماء القراءات المعروفين على مستوى العالم وامتدحوا قراءته, من هؤلاء المشايخ: فضيلة الشيخ الزيات, وفضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر القيم شيخ القراء في المسجد النبوي الشريف, والدكتور علي الحذيفي إمام المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة والشيخ محمد أيوب.

يتمتع الشيخ عبد الله بالصوت الجميل والقراءة المتقنة والمجودة مع امتلاكه جهورة الصوت, حاليا هو طالب دراسات عليا لمرحلة الدكتوراة جامعة أم القرى في مكة المكرمة. ويتميز الجهني عن غيره من أئمة الحرم السابقين بأنه الذي نال شرف الإمامة في أربعة من أشهر مساجد العالم: مسجد القبلتين بالمدينة المنورة. والمسجد النبوي الشريف ومسجد قباء بالمدينة المنورة. والمسجد الحرام.

* العلم البليغ

هو الشيخ ياسر بن راشد بن حسين الودعاني الدوسري، أحد أشهر أعلام الخطابة وقراءة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية والعالمين العربي والإسلامي. هو إمام وخطيب جامع الدخيل بالرياض وأمين عام جامعة الأمير سلطان لتحفيظ القرآن الكريم بقوات الدفاع الجوي السعودية.

ولد الشيخ الدوسري بمحافظة الخرج (جنوب شرق الرياض)، يناهز عمره حاليا 34 سنة، متزوج وأب لابنين وبنتين.

بلغ الشيخ الدوسري مبلغا رفيعا من العلم فنال شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العام 1424 هـ، ثم الماجستير فالدكتوراة في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء بالجامعة ذاتها.

تتلمذ الشيخ الدوسري على يد عدد كبير من أفاضل العلماء والمشايخ، من بينهم الشيخ إبراهيم الأخضر شيخ قراء المدينة المنورة. وتتويجا لموهبته تلك، أصدر الشيخ الدوسري عددا من الأشرطة الصوتية منها المصحف المرتل من صلاة التراويح والقيام، وشريط يتضمن 51 إصدارا قرآنيا، وآخر من 6 إصدارات متنوعة.

تولى الشيخ الدوسري الإمامة بعدد من المساجد منذ العام 1416 هـ، منها جامع الدخيل بمدينة الرياض حيث يصلي خلفه حاليا جمع غفير يملأ جنبات المسجد والساحات المحيطة به، كما دعي للإمامة بدول أخرى كالإمارات ومصر والبحرين وسويسرا والتشيك.

ألقى الشيخ الدوسري عددا وافرا من المحاضرات والخطب التوجيهية بعدد من المؤتمرات والقنوات الإذاعية والفضائية وبعض الجهات الحكومية، كما بصم على مشاركات كثيرة في صحف ومحلية ودولية

اقرأ أيضاً

100 مليون ريال تبرعات المحسنين القطريين للتنمية فى 45 دولة

مركز ضيوف قطر يحتفي بالمهتدين الجدد في يوم العيد

العيدية في قطر تراثي شعبي يضفي البهجة على الأطفال في العيد

أخبار ذات صلة

مأدبة إفطار للطلبة القطريين في أمريكا

الهلال القطري يدعم القطاع الصحي الفلسطيني بنصف مليون دولار