عربي ودولي

2217

ديفيد أميس زار الدوحة مع وفد برلماني قبل يومين من مقتله

في كل المناسبات التي كانت تشهد تجمعات قطرية بريطانية، كان الراحل السير "ديفيد أميس" رئيس جمعية الصداقة القطرية البريطانية في مقدمة الحضور، وكان الحاضر الغائب أحد أهم أركان العلاقة الثنائية بين البلدين في البرلمان، وكم من مرة تحدث لـ الشرق في هذه المناسبات عن عمق وقوة العلاقات القطرية البريطانية، التي كان يراها نموذجا يحتذى لعلاقات تعاون من أجل شراكة في البناء والتنمية، ومن أجل تحقيق مصالح الشعوب كان يقول دائما إن قطر تمثل نموذجا لدولة تنشر السلام وتعمل من أجل مصالح الشعوب في منطقة تعمها اضطرابات، وهو ما يجعل مهمتها غير سهلة، بحكم رئاسته لجمعية الصداقة القطرية البريطانية فإن ديفيد لم ينقطع عن مشاركته في فعاليات مشتركة تستهدف صالح البلدين، وكان قد عاد من قطر قبل يومين فقط من مقتله الآثم والغادر، حيث كان على رأس وفد من البرلمانيين البريطانيين لتعزيز العلاقات الثنائية ودعم المشروعات الاقتصادية المشتركة.

عمل على تقوية العلاقات بين البلدين

عمل السير "ديفيد أميس" على تقوية العلاقات الثنائية بين كل من قطر والمملكة المتحدة طوال فترة رئاسته لجمعية الصداقة القطرية البريطانية، حيث كان يشيد دائما بالشراكة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين سواء في مجال السياسة أو الاقتصاد أو الطاقة، كما أعرب خلال كلمته التي ألقاها في البرلمان العام الماضي عن العلاقات الثنائية بين البلدين عن سعادته بجهود الحكومة القطرية في تطبيق مبادرات إيجابية ديمقراطية لصالح تطوير حياة الشعب القطري، كما أشاد بالخطوة الديمقراطية التي انبثق منها مجلس الشورى القطري، وكان من أوائل البرلمانيين البريطانيين الذين أعلنوا عن موقفهم المؤيد لقطر، حيث ذكر السير "ديفيد أميس" في جلسات البرلمان البريطاني أن قطر قد أحسنت العمل في وضع العمالة الوافدة، وأشاد بالقانون الجديد الخاص بهذا الموضوع، وكان السير "ديفيد أميس" على تواصل مع السلطات القطرية عبر السفارة القطرية في العاصمة البريطانية لندن، لتبادل وجهات النظر الثنائية في العديد من الشراكات الثنائية في كافة المجالات، وذلك وفق مهامه البرلمانية التي يقوم بها، وعلى جانب تقوية العلاقات الاقتصادية سعى السير "ديفيد أميس" إلى دعوة المسؤولين القطريين و وفد من قطاع رجال الأعمال القطريين لزيارة مدينة "ساوث اند" التي يمثلها في البرلمان، وذلك لفتح مجال للتعاون الاستثماري القطري في المدينة عبر إقامة عدد من المشروعات الاستثمارية بين الجانبين، ويعتبر نموذجا نبيلا للبرلماني الذي سعى لتقوية علاقة بلاده مع قطر على كافة المستويات، ولا تزال كلمات التأبين تتوالى من قبل الساسة البريطانيين بكل أطيافه وكلها تجمع على نبل وسمو أخلاقه وعلى بذل كل الجهد لخدمة مواطني دائرته، وأن ما تعرض له السير "ديفيد أميس" يعتبر عملية غادرة.

الصديق المقرب للسير "أميس"

وصف صديقه لقرابة 25 عاما "ديفيد ستانلي" رئيس مشروع الموسيقى للمعاقين، شخصية السير "ديفيد أميس" بأنها رائعة وذات تأثير محبب بالنسبة للجميع، ولديه شغف بتقديم المساعدة للجميع وخاصة الأطفال والمعاقين الذين يعانون صعوبات في التعلم، مضيفا في تصريحاته إنه كان يساعد الجميع، ويصر على تقديم الأمل للجميع، وفي آخر لقاء معه كان يؤكد على أنه سوف يستمر في دعم فريق الأطفال الموسيقي كي يصل بهم إلى أعلى درجات التقدم، حيث كان يرعى 200 طفل من ذوي الصعوبات في تعلم الموسيقى وكون منهم فريقا، ورغم انشغالاته إلا أنه كان يسعى دائما لتقديم العود والدفعة لهم للتقدم والاستمرار، ويعتبر السير "ديفيد أميس" في مقدمة الصفوف الداعمة للعمل التطوعي، فله أياد بيضاء في مجال دعم المعاقين خاصة الأطفال، كما أنه يرعى ويهتم بمرضى السرطان ومرضى الزهايمر ودعم حقوق الطفل، ودعم حقوق الحيوان

الجانب الإنساني للسير

اجتمع العديد من الساسة والبرلمانيين على شخصية السير "ديفيد أميس"، حيث وصفوها بأنها إنسانية بكل المقاييس، لديه بصمات عديدة في مجالات العمل الإنساني والداعم له، وذكرت البرلمانية السابقة عن حزب العمال "بولا شريف" أن السير "أميس" رجل نبيل حقيقي ولديه الكثير من الكاريزما والحيوية، فهو كالنور الذي يضيء كل مكان يتواجد فيه، واصفة إياه بأنه شخصية رائعة، حيث كان مصدر دعم خاص لها، فعندما تم إصابتها بالسرطان العام الماضي، كان يسعى للتواصل معها للاطمئنان عليها، وخسرت المملكة المتحدة الكثير بعد وفاته، وفي كلمته أشاد النائب السابق لرئيس الوزراء "دومينيك راب" بالسير "ديفيد أميس" ووصفه بأنه عقلاني وعظيم وناشط هائل وصاحب قلب كبير، وروح سخية هائلة بما في ذلك جميع الذين يختلف معهم، أما البرلمانية عن حزب العمال " هارييت هارمان" فقد أكدت في تعليقها على الحادث الأليم، على أن مقتل السير "ديفيد أميس" لا يمكن أن يكون ثمن مستحقا عن ديمقراطيتنا"، وقال رئيس الوزراء الأسبق " جوردون براون" في تصريح صحفي قتل السير "ديفيد أميس" هجوم على ديمقراطيتنا لذا فإن الرد يجب ألا يكون أقل ديمقراطية، مضيفا إنه إذا لم تتمسك بريطانيا بقيمها فإنها تمنح الإرهابيين الأمل، وذكر البرلماني عن حالزب الاسكتلندي الوطني "ايان بلاكفورد" أن السير كان رجلا محترما وسوف نفتقده في دائرته وفي البرلمان.

قال زعيم وستمنستر في الحزب الوطني الاسكتلندي، إيان بلاكفورد، إنه كان "رجلا محترما تماما".

صديق للجميع

وصفت رموز من الجالية الإسلامية في بريطانيا ما حدث بأنه صدمة بكل المقاييس، وأعربوا عن حزنهم على وفاة السير "أميس"، حيث أعرب الشيخ "محمود الحسن" إمام مسجد "إسكس جام" في منطقة دائرة السير "ديفيد" أنه كان صديقنا شخصا مقربا للغاية، ويسعى إلى تقديم المساعدة دائما، وكان داعما على المستوى الفردي والجماعي، كما وصف السكرتير العام للمسجد "روح شمس الدين" السير "أميس" بأنه صديق جيد للمجتمع، ووصف القاتل بأنه ليس إنسانا، وفي كلمته ذكر إمام مسجد " UKIM Southend" افتخار الحق" أن السير "ديفيد أميس" كان منفتحا على جميع الناس، وداعما للغاية للجميع، ومشاركته في الفعاليات اليومية والحياتية لجميع أفراد المجتمع البريطاني.

اقرأ أيضاً

الاحتلال الإسرائيلي يسلم جثامين 15 فلسطينياً ضمن صفقة تبادل الأسرى

مسلم يفوز بمنصب العمدة لأكبر مدينة في الولايات المتحدة.. وترامب يعلق

مقتل 3 أشخاص وإصابة 11 جراء تحطم طائرة شحن بولاية كنتاكي الأمريكية

أخبار ذات صلة

برنامج الأغذية العالمي يدعو لفتح جميع المعابر لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية في غزة

ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار الفلبين إلى 46 قتيلاً