محليات

7355

بالصور: القرنقعوه.. قطر ومؤسساتها تكافئ الأطفال على صيامهم

"قرنقعوه قرقاعوه، عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، يا مكة يالمعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة".

تلك الأهازيج تغني بها أطفال قطر، مساء اليوم، خلال احتفالهم بليلة القرنقعوه ، الذي تصادف ليلة منتصف رمضان من كل عام، وهي عادة تراثية قديمة يتم الاحتفال بها تكريما للأطفال ومكافأتهم على إتمام صيام نصف شهر رمضان ولتشجيعهم على الاستمرار والمواظبة على صيام النصف الباقي منه .

وتحتفل المراكز والمؤسسات الثقافية والأسر القطرية اليوم بليلة القرنقعوه التي تصادف النصف من شهر رمضان المبارك، حيث تعتبر هذه المناسبة الاجتماعية عادة شعبية من الموروثات القديمة التي تتناقلها الأجيال وينتظرها الأطفال والكبار.

ونجد اليوم تفاعل المجتمع القطري والمؤسسات والمراكز في تنظيم برنامج حافل يتخلله العديد من الفقرات التراثية والفعاليات المتنوعة، حيث تهدف هذه المناسبة إلى إحياء التراث القطري وتذكير الابناء بماضي الاجداد والآباء وإحياء الموروث الشعبي الأصيل من خلال تعريفهم بالعادات والتقاليد الرمضانية الشعبية، بالإضافة إلى تنمية المهارات الإبداعية والفنية لدى الأطفال.

وينظم المركز الثقافي للطفولة بهذه المناسبة احتفالية بالقرنقعوه من خلال اقامة اوبريت القرنقعوه، حيث ستقدم الفعالية بقالب العرض المسرحي الشيق للأطفال والذي يجمع بين الأنشطة الحركية والفواصل الغنائية الشعبية ذات المضمون التراثي الذي يحمل رسالة إيجابية للأطفال وتتخلله كذلك الأمثال الشعبية المتصلة بالحواس الخمس .

وعلى صعيد آخر يقيم المركز الثقافي للطفولة معرض"قدها للمشاريع التراثية" بمؤسسة الحي الثقافي "كتارا" وتعتبر مسابقة قدها مسابقة للمشاريع التراثية الإبداعية المتنوعة للناشئة من 12ـ 18 سنة، وذلك بإشراف لجنة تحكيم مختصة بالمشاريع التراثية، حيث سيتم عرض 20 مشروعا في المعرض على مدى 4 أيام وفي يوم 22 يونيو الجاري سيتم اختيار المشاريع الثلاث الفائزة بناء على معايير لجنة التحكيم.

من شروط المسابقة أن يكون المشروع تراثيا مرتبطا بالموروث القطري، وأن تكون الفكرة تراثية ابداعية مبتكرة، وأن يكون صاحب المشروع متمكنا من تفاصيل مشروعه من حيث الفكرة وآلية التنفيذ بالإضافة إلى شروط أخرى.

من ناحية أخرى التقت وكالة الأنباء القطرية "قنا" مع السيد خليفة السيد المالكي، الباحث في الموروث الشعبي، للحديث معه عن مناسبة /القرنقعوه / ، الذي قال :" إن ليلة القرنقعوه من أجمل العادات الرمضانية في دولة قطر، حيث تستعد الأسر بشراء الحلويات والمكسرات للأطفال، فنجد ازدحاما كبيرا في سوق واقف لجلب الحلويات والمكسرات والملابس الخاصة بليلة القرنقعوه".

وأوضح المالكي أنه في الماضي كان صاحب البيت يذهب إلى السوق فيجد الشوارع مزدحمة بالباعة في الممرات، حيث يضع البائع الحلويات والمكسرات على بسطة أو طاولة ليبيع ما لديه، أما ربة البيت فتكون لديها وظيفة أخرى حيث تطبخ "وتحسب حساب الجيران" من المرقوقة والهريس والساقو والخبيص والعصيدة، وقد كانت بعض السيدات يوزعن البن على الجيران كل حسب ما لديه في هذا اليوم، كما تقوم بتجميع الحلويات والمكسرات في "الجفير" لاستقبال الأطفال وإعطائهم نصيبهم.

وبين أن ليلة القرنقعوه هي احتفال تقيمه الأسر القطرية تكريما للأطفال من الأولاد والبنات مكافأة لهم على إتمام صيام نصف شهر رمضان ولتشجيعهم على الاستمرار والمواظبة على صيام النصف الباقي منه، كما يكرم "المسحر" الذي نذر نفسه لإيقاظ الناس شكرا له وعرفانا على ما قدمه لهم من خدمة لا تخلو من التضحية؛ لأن قيامهم من النوم وسحورهم يعتمد على صوت طبلته الذي يشق صمت وسكون الليل.

واضاف المالكي :" إنه في ليلة القرنقعوه يخرج الأطفال وهم يرتدون ملابس تقليدية خاصة بهذه المناسبة ويحملون أكياسا قماشية وهم يرددون (قرنقعوه قرنقعوه عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يا المعمورة يا أم السلاسل والذهب يا نورة عطونا من مال الله يسلم لكم عبدالله عطونا دحبة ميزان سلم لكم عزيزان يا بنية يا حبابه أبوج مشرع بابه باب الكرم ما صكه ولا حط له بوابه)".

وبين الباحث المالكي أن ليلة القرنقعوه تحمل رونقا ممزوجا بعبق الماضي وبرائحة الأجواء الرائعة، وخاصة عندما نشاهد أطفالنا وهم يعيدون ماضينا.. موضحا دور هذه المناسبة في توثيق العلاقات الاجتماعية والأخلاقية بين الأهل والجيران، سواء للكبار أو الصغار، وبث روح المودة والألفة والمحبة بينهم، فرغم التطور الهائل الذي تشهده الدولة إلا أننا مازلنا نحتفل كل سنة بتلك المناسبة التي تلعب دوراً كبيراً وينتظرها الجميع.

وأشار أن هناك ليلة خاصة للقرنقعوه لدى المسحر فهي عبارة عن لوحة فنية تراثية وهناك الكثير من الأشخاص الذين لا يعرفونها، فيقوم المسحر مع مجموعة من الأولاد بعد صلاة المغرب باللف في الفرجان من خلال الطبلة والطوس أي "الصاجات" مرددين هذه الأهزوجة "في ذا الكون منزلنا عسى الله ينصرنا هللت مكة وقالت مرحبا بالزائرين مرحبا بك يا محمد والصحابة أجمعين" وفي نهاية اليوم يتم تقسيم القرنقعوه على الجميع بالتساوي.

كرنفال تراثي لمركز قطر للتراث والهوية

بدوره أقام مركز قطر للتراث والهوية احتفالا كرنفاليا جميلا شمل الكثير من الفقرات المتميز إحياء لليلة القرنقعوه التراثي في مركز الدوحة للمعارض وذلك بمشاركة مئات الأطفال من أبناء المواطنين والمقيمين عربا وأجانب حيث تصادف هذه المناسبة السنوية ليلة النصف من رمضان إبرازا للهوية القطرية والتأكيد على قيمة هذه الليلة وتأصيلها وربط الجيل الجديد بثقافة وتراث الآباء والأجداد.

وكانت المسيرة الكرنفالية التي جمعت كل شرائح المجتمع دليلا على نجاحها وأهمية الحفاظ عليها حيث شارك جميع الأطفال في ارتداء الأزياء الشعبية التراثية وحمل أكياس القرنقعوه وهم يرددون الأناشيد المختلفة وأمامهم ضاربو الطبول وهم يجوبون طرقات مركز الدوحة للمعارض والذي يقيم خلال هذه الفترة الكثير من الفعاليات والأنشطة الرمضانية ومع ارتفاع أصوات الأطفال بالغناء وترديد أهازيج القرنقعوه كان عدد المشاركين في المسيرة يتزايد حتى وصلت أعداد الأطفال والأسر إلى المئات من المشاركين وهم يرددون "قرنقعوه قرقاعوه عطونا الله يعطيكم ، بيت مكة يوديكم ، يا مكة يا لمعمورة يا أم السلاسل والذهب يا نورة"

كذلك قام مركز قطر للتراث والهوية بتوفير مجموعة من الملابس التراثية للمشاركين الصغار وتوزيع الهدايا والحلويات والمكسرات الخاصة بهذه المناسبة ووفق العادات والتقاليد التراثية القديمة حيث قامت مجموعة من النسوة كبار السن بتوزيع هذه المكسرات على الأطفال ورواد المجمع التجاري وفي نفس الوقت كان المركز قد أعد المطبوعات والبروشورات التعريفية بهذه المناسبة وبعدة لغات تم توزيعها على المتواجدين وهو ما أسهم في تعريفهم بهذه الليلة وسبب الاحتفال بها وكيف كان أهل قطر والخليج يحتفون بليلة القرنقعوه قديما.

الهوية مصدر اهتمامنا

وأكدت الشيخة نورة بنت ناصر آل ثاني مديرة إدارة التراث والمشرفة على احتفالية القرنقعوه بمركز قطر للتراث والهوية أن المركز ومن بين أهم أهدافه الحفاظ على الهوية القطرية في زمن أشبه ما يكون بحرب الهويات بين الدول والشعوب ووجوب الحفاظ على الهوية الخاصة بنا لما لهذه المناسبة الاجتماعية التراثية من مكانة كبيرة في قلوب أهل قطر وكان هدفنا تعريف صغارنا وكذلك ضيوف قطر من العرب والأجانب عن هذه المناسبة أو العادة السنوية القديمة والمتأصلة في المجتمع.

وأضافت بأننا في المركز نعمل وفق أهداف محددة ورؤية واضحة ومن أهم هذه الأهداف الحفاظ على الهوية القطرية والتمسك بكل العادات والتقاليد الجميلة التي ورثناها عن الآباء والأجداد وكانت المسيرة الكرنفالية تسير وفق ما خطط لها بحيث كنا نتوقف في محطات محددة لتعليم الصغار كيف كان الاحتفال قديما بليلة القرنقعوه وما هي الملابس والأزياء التراثية التي كانت تلبس وكيف كانت أمهاتنا وجداتنا يقمن باستقبال الأطفال والترحيب بهم وإسعادهم بمنحهم المكسرات والحلويات التي كانت متوافرة في تلك الحقبة.

من جانبه قال السيد أنس العنزي مدير العلاقات العامة والإعلام بمركز قطر للتراث والهوية إننا في المركز نعمل على إحياء المناسبات التراثية والاجتماعية والوطنية وبالطريقة التي نوضح من خلالها معنى هذه المناسبات وكيف أتت وكيفية الحفاظ عليها من الزوال والنسيان ولذلك كانت المسيرة الكرنفالية لها الكثير من الدلالات النابعة من موروثنا الشعبي وحاولنا أن نبعد كل المؤثرات التي جلبتها لنا الحداثة والتطور فكانت كل الأزياء تراثية شعبية أصيلة وحتى أكياس القرنقعوه ونوعية القرنقعوه التي وزعناها كلها من التراث إضافة إلى تعريف الأجانب المتواجدين في مركز الدوحة للمعارض بهذه الليلة التراثية ولماذا نحتفل بها بما يتوافق مع العادات والتقاليد ولا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

ومن جانبه قال بدر علي الملا مدير الخدمات بمركز قطر للتراث والهوية إن المركز ومنذ إنشائه وهو يحتفل سنويا بالكثير من المناسبات الوطنية والتراثية ومنها ليلة القرنقعوه التي نقيمها كل عام في مكان جديد وبأهداف جديدة وأفكار غير تقليدية تحقق لنا أهداف المركز وتعرف الناس بالهوية القطرية وتراثها وماضيها الجميل ومن هنا جاءت فكرة توزيع الكتيبات والبروشرات التعريفية بهذه المناسبة التي يعرفها أهل قطر ويجهلها الكثير من العرب والأجانب في بلادنا وأحببنا أن يتعرفوا على المناسبة وينقلوها لأولادهم وهو نوع من أنواع الاعتزاز بالتراث القطري .

احتفالية مميزة بـ "إحسان"

هديل صابر

أقام مركز تمكين لرعاية كبار السن "إحسان" احتفالية مميزة بليلة القرنقعوه تضمن فعاليات منوعة بهدف دمج كبار السن في المجتمع، وفي الموروث الثقافي، حتى لا يحيوه بمعزل عن المجتمع، وفي هذا الإطار أوضح السيد محمد النصف - مدير إدارة الرعاية الداخلية بمركز التمكين ورعاية كبار السن "إحسان" - إنَّ إحياء ليلة المنتصف من رمضان أو مايعرف بـ"القرنقعوه" باتت سنة حميدة للمركز حيث يحرص على إحيائها لإدخال البهجة والسرور على نزلاء المركز من كبار السن، لافتاً إلى أنَّ "المركز" يحتفل بالليلة بدعوة جهات مختلفة لتتقاسم الفرح مع المسنين، الذين يعتبرون "القرنقعوه" فرصة لاسترجاع ذكريات الزمن الجميل، الذي كانوا هم فيه أطفالا، مشيراً إلى أنَّ هناك 18 نزيلا شاركوا في إحياء ليلة النصف من رمضان.

وأشار النصف في حديثه إلى أنَّ "المركز" أيضا يستضيف شخصيات تتناسب والليلة كالراوي والمسحراتي حتى يتعرف الأطفال على تراثهم وعادات وتقاليد أجدادهم وآبائهم، لافتا إلى أنَّ الاحتفال لا يقتصر على المواطنين بل نجد أن المقيمين أيضا يحتفلون بهذا الطقس الشعبي الذي يشع بهجة وفرح مستمدة من ألوان الحلوى التي توزع على الأطفال بكل حب ورضا.

وأكدَّ النصف أهمية إحياء هذه الليلة لتكريس التراث والموروث الشعبي، فضلا عن تكريس العادات والتقاليد، وربط الجيل الجديد بماضيه العتيد، من خلال الأهازيج الشعبية التي تتردد، ومن خلال الأكلات الشعبية التي تصاحب الاحتفال من هريس ولقيمات وقرص عقيلي وغيرها من الأطعمة الشعبية التي لا تزال السيدات في هذا الجيل تحرص عليها خلال شهر رمضان، وخلال ليلة النصف من رمضان.

أهازيج وأغاني الشعبية بالوطنية لحقوق الإنسان

نظمت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان احتفاليتها السنوية بالقرنقعوه بمشاركة واسعة من أطفال موظفي اللجنة اعدت "اللجنة" هذا العام برنامجا متميزا وحافلا لهذه الاحتفالية المستمدة من العادات والتقاليد القطرية والخليجية الأصيلة، وذلك عبر العديد من الفقرات المسلية والمتعة والترفيه.

وقال السيد جابر الحويل - مدير إدارة الشؤون القانونية باللجنة-: إن الحرص على إحياء الموروث القطري، ينعكس إيجاباً على ترسيخ الهوية الوطنية لدى أطفالنا لذا فإن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تحرص سنوياً على الاحتفال بالقرنقعوه في أجواء أسرية تم من خلالها توزيع الهدايا الجميلة بهذه المناسبة ، وسط الأهازيج والأغنيات الشعبية التي تضيء ذكريات الأمس وتبعث التألق في تراثه وتقاليده، والهدايا والفقرات المتنوعة التي أعدت خصيصًا للاحتفال بهذه الليلة. وأكد الحويل أن مثل هذه الفعاليات التراثية تعد حلقة وصل بين الأجيال من شأنها المحافظة على موروثاتنا الحضارية والثقافية وأعرافنا. وقال: نحن في هذا اليوم نعيش ذكراياتنا الطيبة بين أبنائنا الذين يمثلون ماضينا بكل مكوناته الرائعة.

من جانبه قال السيد فهد بن مبارك الهاجري - مدير إدارة الشئون المالية والإدارية-: تقيم اللجنة هذه الاحتفالية السنوية في أجواء مثالية تعكس أصالة التراث القطري مثل جلسات لسرد القصص التراثية، وممارسة الألعاب التقليدية القطرية، إلى جانب أنشطة زخرفة الحناء. وقال: إن ليلة النصف من شهر رمضان الكريم ينتظرها الأطفال والكبار، حيث يستحضر فيها الجميع ماضي أجدادنا وآبائنا، ممزوجًا بعبق التراث القطري ونكهة الحلويات و"قرقعة" المكسرات، وأشار إلى أن كل الشعوب الخليجية تنتظر هذه المناسبة التي تعكس عادة شعبية من التراث القديم، حيث يخرج الأطفال في مجموعات إلى الفرجان والأحياء، حاملين معهم أكياسًا من القماش ويطوفون على المنازل القريبة مرددين أغنيتهم الخاصة بالمناسبة، ويطرقون الأبواب ليحصلوا على الحلوى والمكسرات، وأوضح انه بالرغم من تطور طبيعة الاحتفال بالقرنقعوه التي ظهرت فيها صناعات جديدة وأنواع جديدة من الحلوى والمكسرات، ولكنها ما زالت محتفظة بألقها الشعبي من خلال اختيار الهدايا التراثية. مؤكداً أن مثل هذه المناسبات تشجع أفراد المجتمع على التكافل الاجتماعي ومساعدة بعضهم البعض.

من جهته قال السيد عبد الله المحمود - مدير العلاقات العامة والإعلام- إن اللجنة تسعى دائماً للتفاعل مع مجتمعها القطري في كل مناسباته الوطنية، حيث تحتفل اللجنة سنوياً بمناسبة القرنقعوه بمقرها ويتم خلال ذلك دعوة الموظفين وأطفالهم إلى جانب دعوة كل المتعاونين مع اللجنة في كافة المجالات الإعلامية والقانونية والاجتماعية ويتم خلال هذا اللقاء الأسري توزيع الهدايا ذات الطابع التراثي بالإضافة إلى اغتنام الفرصة لتدريب الأطفال على مبادئ حقوق الإنسان حيث تترك لهم مساحة للرسم والتلوين في كراسات صممت خصيصاً لتعريف الأطفال بالمبادئ الإنسانية عبر الرسم، بالإضافة إلى توزيع حلويات ومكسرات القرنقعوه التي تعود عليها الاطفال عبر أجيالهم المختلفة.

وأشار المحمود إلى أن القرنقعوه ليلة تراثية خليجية قد تختلف في مسمياتها ولكن الطريقة الاحتفالية متشابهة وقال: تختلف التسميات بين الدول الخليجية لهذه الليلة، فيقال "القرنقعوه" في قطر والبحرين و"القرقيعان" في الكويت والمملكة العربية السعودية و"القرنقشوه" في سلطنة عمان، وفي الإمارات "حق الليلة" أو "حق الله".

وأوضح أن هذا الموروث الشعبي تأتي المحافظة عليه عبر الاجيال بهذه المظاهر الاحتفالية التي لولاها لإندثر ولما وصلت لنا ولا لأبنائنا، مضيفا انَّ هذه المناسبة تحظى بالاهتمام من جميع أجهزة الدولة والهيئات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني والأندية الثقافية والرياضية، وذلك من أجل إحياء هذه العادة الشعبية.

احتفالات متنوعة في كتارا

احتفلت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" مساء اليوم بليلة القرنقعوه وسط أجواء احتفالية بهيجة رائعة، حيث استمتع زوار "كتارا" وعايشوا أبرز ملامح التراث الشعبي الذي يعمل على توثيق العلاقات الاجتماعية وتوطيد التكافل بين الأهل والجيران، ويبث روح المودة والمحبة بينهم، ويدخل الفرح والسرور على قلوبهم.

وتميز برنامج الاحتفال في هذه الليلة بتنوعه بين عروض تثقيفية والعاب ترفيهية مستمدة من العادات والتقاليد القطرية والخليجية الأصيلة، بالإضافة إلى سلسلة من الأنشطة والفعاليات الأخرى الهادفة إلى إحياء الموروث القطري، كما تم تقديم الهدايا الجميلة بهذه المناسبة السعيدة، وسط الأهازيج والأغنيات الشعبية التي أضاءت ذكريات الأمس وقد تجول الصغار عبر فريج /كتارا/ مستمتعين بالعروض والهدايا والفقرات المتنوعة التي أعدت خصيصًا للاحتفال بهذه الليلة.

وتميزت احتفالية (القرنقعوه) لهذا العام والتي أقيمت بالتزامن مع مهرجان كتارا لشهر رمضان المبارك، بالابتكار والابداع، عبر محتوى متجدد ينسجم مع مضمون المهرجان الذي تناول شعار "القرآن وخلق الإنسان" ويعمل على نشر الثقافة الصحية كجزء من رسالتها الثقافية، بالإضافة إلى الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية عبر برامج وفقرات هادفة وممتعة تنمي ثقافة الطفل وتعرفه بعاداته الصحية وتقاليده السليمة وتحيي الموروث القطري بهدف المحافظة عليه.

مئات الأطفال يشاركون في احتفالات "وياك"

هذا وأحيت جمعية أصدقاء النفسية "وياك" وعلى مدار يومين ليلة القرنقعوه والتي توافق منتصف شهر رمضان المبارك .

وقال السيد محمد سالم الدويلة منسق الأنشطة بالجمعية مشرف الفعالية، إن الهدف من هذا النشاط يتمثل في المشاركة المجتمعية في تعريف الأطفال والناشئة بهذا الموروث الشعبي الجميل، والذي يتذكر من خلاله الجميع صور الماضي الجميل لقطر وشعبها .

وأضاف بأن هذه المناسبة تحيي لدى المشاركين صورة من التكافل الاجتماعي والذي عرفت به قطر وأهلها منذ القدم.

وعن مدى توافق هذا الحدث مع أهداف الجمعية النفسية قال الدويلة إن كل مشاركة اجتماعية لها آثارها النفسية والسلوكية، فهذا الحدث في حد ذاته مدعاة للفرح والبهجة واللذين يتحققان بترديد الأغاني والأهازيج الجميلة وارتداء الملابس الخاصة بالمناسبة ، ومن أهداف الجمعية تحقيق السعادة والبهجة والاجتماع والذي يسهم عادة في التغلب على المشاكل النفسية والتي من أبرز مظاهرها عدم الاختلاط بالآخرين والتفاعل معهم خلال أنشطتهم المختلفة.

وقد طافت الاحتفالية التي نظمتها "وياك" مجمعي "اللاند مارك"و"الستي سنتر" حيث انضم لها عشرات الأطفال من رواد المجمعين التجاريين كما انضم إليها أبناء الإداريين والمتطوعين بالجمعية وهم يهتفون بالأغاني التراثية لا سيما تلك المتعلقة بالمناسبة : "قرنقعوه قرقعوه أعطونا الله يعطيكم .. بيت مكة يوديكم...." وقد شارك السيد محمد البنعلي المدير التنفيذي الأطفال بهجة المناسبة .

كما قام المشرفون على النشاط بتوزيع الهدايا الخاصة بالمناسبة على الأطفال والأسر المشاركة.

إحياء التراث القطري بكلية شمال الأطلنطي

بدورها احتفلت كلية شمال الاطلنطي بليلة القرنقعوه بهدف إبراز التراث القطري والموروث الأصيل، إلى الثقافات الأجنبية المختلفة في الكلية، وقد أُعدت الاحتفالية من قِبل مجموعة من الطلاب والطالبات القطريين، من النادي القطري بالكلية، وحضر الاحتفال عدد من أعضاء هيئة التدريس وعائلاتهم، منهم رئيس الكلية الدكتور كن ماكلاود ، وعميدة الكلية السيدة لورلي كالغر، و مديرة التقطير بالكلية بدرية الأنصاري، ورئيس المجلس الطلابي فيصل المهندي.

وأكد سيف الحجاجي طالب كلية الهندسة أن تكاتف طلاب وطالبات كلية شمال الاطلنطي، جاء نتيجة اصرارهم على نقل صورة حية للتراث القطري، دون استخدام أو مساعدة أي شركات خارجية، حيث إن جميع الاجنحة تم تصميمها وتنفيذها من قِبل الطلبة القطريين، والتي كان أبرزها: الدكان، الحلاق، الحناية، والعسكريم، العكاس، وقسم التصوير.

بدوره قال طالب كلية إدارة الأعمال علي الماجد، إن الإعداد للاحتفال بليلة القرنقعوه، أظهرت كفاءات عالية، من الطلاب والطالبات القطريين، موضحًا أن مدة الإعداد للاحتفال بهذه الاحتفالية، استغرق 10 أيام، بأفكار وسواعد قطرية خالصة، وأضاف أن الاقبال كان واضحًا على مختلف الأجنحة، من قِبل عائلات هيئة التدريس، واقيمت مسابقة لأفضل جناح، وفاز بها جناح العكاس.

احتفالية تراثية بمركز الدوحة لذوي الاحتياجات

كذلك شارك مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة في الاحتفالات بليلة القرنقعوه تزامنا مع تخريج الدفعة (13) من أبناء المركز وأعدت مديرة المركز الدكتورة هلا السعد حفلا مميزا تضمن فعاليات تراثية منوعة وشارك في الحفل أطفال المركز من مختلف الأعمار والإعاقات و 38 أخصائيا وأخصائية بهدف إحياء التراث الشعبي والتواصل بين الماضي والحاضر . وتضمن الاحتفال عرض أزياء للبنين والبنات بالمركز مرتدين الملابس التقليدية الزاهية للزي الشعبي بألوانه المختلفة الجذابة ومسرحية خاصة بهذا اليوم تضمنت استعراض ليلة القرنقعوه قدمها أخصائيو وأخصائيات المركز بالإضافة إلى الأغنية الخاصة بالقرنقعوه قدمها المركز من خلال مسرح العرائس .

ثم تم تكريم طلاب المركز وتوزيع الهدايا والشهادات والمأكولات الشعبية.

بست باديز والبنك التجاري يحتفلان

وقامت مبادرة بست باديز – قطر وبالتعاون مع البنك التجاري، بالاحتفال بليلة القرنقعوه بمقر المبادرة .

حيث تمت دعوة عدد 25 منتسبا من ذوي الإعاقة الذهنية للاحتفال بهذه المناسبة التي تضمنت عمل ورشة فنية لعمل وتزيين الفوانيس الرمضانية من خامة الكرتون وقد لاقت هذه الفكرة استحسان المشاركين وأدخلت البهجة والسرور على قلوبهم احتفالا بليلة القرنقعوه بمشاركة بعض من مشرفي الجهتين معهم في ورشة الفوانيس .

وفي نهاية الورشة والاحتفال قام ممثلون عن البنك التجاري بتوزيع هدايا القرنقعوه على الأطفال كمشاركة وجدانية معهم في هذه الاحتفالات التراثية.

من جانبها أكدت السيدة لآلي أبو الفين المدير التنفيذي لمبادرة بست باديز " إننا نؤمن بأن تعزيز التقاليد والتراث القطري واجب وطني مطلوب من الجميع لذلك ينبغي على الجميع المحافظة عليه ودعم مثل هذه البرامج التراثية وهي جزء لا يتجزأ من مسؤولياتنا تجاه المجتمع ونحن في مبادرة بست باديز – قطر نسعد بمشاركة الأطفال من ذوي الإعاقة فرحتهم بالاحتفال بليلة القرنقعوه، تحقيقا لمبدأ الدمج الاجتماعي إذ إنها تضيف لمسة اجتماعية متميزة في عمق العلاقة الاجتماعية ولا سيما في شهر رمضان الفضيل، إذ تعتبر فعالية تقليدية مميزة يحتفل بها المجتمع القطري بأكمله ولابد من مشاركة ذوي الإعاقة ودمجهم بالمجتمع من خلال مثل هذه المناسبات المحلية والتراثية

وأضافت: كما أن احتفالنا بمثل هذه الأحداث التراثية يؤكد على محاولتنا الجادة لتحقيق رسالتنا الرامية للمساهمة في تنمية مجتمع يعتز بجذوره ومبادئه الإسلامية العريقة، بينما يمضي قدماً في مسيرته نحو المستقبل المشرق بإذن الله .

وتقدمت أبو الفين بالشكر الجزيل إلى إدارة البنك التجاري القطري على مشاركته مبادرة بست باديز في هذا الاحتفال المميز كما شكرت كافة المراكز المتعاونة معها والتي ساهمت لإنجاح مثل هذه المبادرات المجتمعية "