رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

806

الدكتور هاني عواد: فشل المصالحة الفلسطينية يستدعي تحليل الانقسام الكبير

20 فبراير 2019 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

شدد الدكتور هاني عوّاد، مدير تحرير دوريّة «عمران» للعلوم الاجتماعيّة، على أنَّ فشل جهود المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس طوال السنوات العشر الماضية تفرض على الأكاديمية الفلسطينية ضرورة تعميق فهمنا للانقسام الفلسطيني بشكلٍ يتجاوز القراءات التحليليّة المبسّطة التي ترتكز على ثنائيّات «التفاوض والمقاومة» أو «العلمنة والأسلمة» أو «التشدد والاعتدال»

واقترح تحليل الممارسة السياسية بشكلٍ منفصلٍ عن الخطاب عبر التركيز على دراسة أنماط العمل السياسي الفلسطيني المختلفة والتعبئة الاجتماعية والهُوياتية، إضافة إلى التفكير في التشكّل التاريخي والسياسي للفصائل الفلسطينية منذ انطلاقة العمل الفصائلي في المنفى نهاية الستينيات.

جاء ذلك خلال خلال محاضرة، الاثنين،قدمها عوّاد بعنوان«المسألة الفلسطينيّة الجديدة: قراءة مختلفة في الانقسام الفلسطينيّ الكبير»واستضافها برنامج علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في معهد الدوحة للدراسات العليا،  قدّم لها وأدار النقاش أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الدكتور مولدي الأحمر، وبحضور نخبة من أساتذة علم الاجتماع والتاريخ والسياسة الفلسطينيين والعرب.

كما اقترح عوّاد قراءة الانقسام الفلسطينيّ الكبير بوصفه صراعًا بين نمطيْن متضاديْن من أنماط التنظيم السياسيّ - الاجتماعيّ الحديث، يملك كل نمطٍ منهما وسائله ومنطقه الخاص في تعبئة المجتمع نحو الداخل أو الخارج. يفكّر النمط الأوّل بالسياسة من «الأعلى» كما تفكّر الدولة بنزعتها نحو التوحيد والعقلنة والتمثيل السياسيّ الذي يتناقض منطقه مع الفصائلية الفلسطينية، بينما لا يخلو تفكير النمط الثاني من الدولة، لكنّه يتصوّرها امتدادًا للسياسة من «الأسفل»، التي تقع في قلبها الفصائل الفلسطينية. إنّ هذا التناقض بين هذين النمطين، كما اقترح عوّاد، يمثّل اليوم ما سمّاه «المسألة الفلسطينية الجديدة».

واختتم عوّاد محاضرته قائلًا إنّه يمكن التفكير في عهد أبو مازن على أنّه تاريخٌ للصراع بين العرفاتيّة والعباسيّة؛ إذ عوّلت العرفاتية على إرساء توازنٍ بين الفصائليّة بشعبويتها والدولانيّة، في حين أخذت العبّاسيّة منطق الدولانية إلى نهايته ساعيةً إلى تذويب الفصائل في السلطة الوطنية الجديدة وتحت مظلّتها البيروقراطيّة. وبحسب عوّاد، فمع أنّه يمكن قراءة الانقسام الفلسطينيّ الكبير بين سلطة رام الله بقيادة حركة فتح، وسلطة غزة، بقيادة حماس، من زوايا عديدة اجتماعية وثقافيّة وسياسيّة وجغرافيّة، إلا أنَّ هذا المنظور النقديّ يقترح كذلك قراءته على أنه صراع بين عَهديْن مختلفيْن، أنتج كلّ عهدٍ منهما نظامًا يرتكز على رؤيةٍ خاصّة لفكرة السلطة والسياسة والتعبئة الاجتماعيّة.

مساحة إعلانية