رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1422

فنان سوري يصنع الحياة من أدوات الموت

20 فبراير 2021 , 07:00ص
alsharq
ادلب - سونيا العلي

تنتشر في سوريا مخلفات الحرب التي تسببت بقتل الكثيرين ونشر الدمار في كل مكان، لذلك قرر الفنان السوري أكرم السويدان أن يجمع الفوارغ وأدوات القتل المستهلكة من شظايا وبقايا الصواريخ والقذائف والرصاص، بهدف تحويلها إلى تحف وإبداع فني يعيد الأمل في نفوس الناس، ويعطي رسالة للعالم مفادها بأن الشعب السوري يحب الحياة والسلام.

وتحدث أكرم سويدان(41 عاماً) من مدينة دوما بريف دمشق لـ"الشرق" عن عمله بالقول: "بدأت رحلتي الفنية في الرسم على مخلفات الحرب، من مدينتي دوما عام 2014، ثم اضطررت لمغادرة دوما إلى مدينة الباب بريف حلب الشمالي خلال موجة التهجير الأخيرة بداية عام 2018.

ويشير سويدان بأنه لم يدرس قواعد الرسم وأساسياته، بل اعتمد على موهبته التي رافقته منذ الصغر، حيث كانت بداياته مع قلم الرصاص والفحم، لينتقل بعدها إلى مجال الزخارف والرسم على الزجاج، وبعد اندلاع الحرب السورية، استغل هذه الموهبة ليروي قصة الشعب السوري على الأدوات التي كانت وما تزال تقتله بشكل يومي.

*الرسم على الموت

ويشير إلى أنه يحول قطع الموت التي تساقطت خلال عمليات القصف والمعارك إلى أعمال فنية فريدة، ضمن مشروع أطلق عليه اسم "الرسم على الموت"، حيث يبحث في ركام المباني المهدمة بعد عمليات القصف عن بقايا الصواريخ والرصاص ويعمل على تنظيفها وتلوينها وزخرفتها، ليجعلها تحفا نابضة بالحياة والسلام، تبعث الأمل في نفوس السوريين، مؤكداً أنه شارك برسوماته وأعماله الفنية في العديد من المعارض العربية والعالمية.

يعمل الفنان بإمكانيات شبه معدومة، حيث عاش في مسقط رأسه مدينة "دوما" كغيره من أهالي الغوطة الشرقية القصف والجوع والحصار الذي استمر أكثر من 5 سنوات، وكان خلالها مثابراً على فنه رغم تعقيدات الحياة الكثيرة، دون كهرباء أو اتصالات، إلى جانب التعرض لمخاطر القصف اليومي والمتواصل، وصعوبة تأمين المواد الأولية والألوان الخاصة بالرسومات نتيجة الحصار المطبق من قِبل النظام السوري، وفي عام 2018 وبعد التهجير القسري من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري ما زال يواجه المتاعب، فرغم مشاركته بعدة معارض خارجية لكنه لم يستطع حضورها، بسبب عدم توفر أي إمكانية للخروج إلى الدولة التركية المجاورة.

*رسالة للعالم

ويضيف أبو الفوز موضحاً الرسالة التي يريد إيصالها بالرسم على مخلفات الحرب: "أود أن تصل رسالتي للعالم، وألفت الانتباه إلى معاناة المدنيين السوريين جراء القصف المتواصل من قبل النظام السوري بجميع أنواع الأسلحة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على معاناة المهجرين السوريين في الشمال السوري، كما نود أن نثبت بأننا دعاة أمن وسلام، وشعب يحب الحياة."

خالد الكيالي (45 عاماً) أحد أهالي مدينة إدلب، معجب بالأعمال التي يقدمها الفنان أكرم، وعن ذلك يقول: "رغم المخاطر التي تواجه الفنان خلال تعامله مع مخلفات الحرب، استطاع أن يوثق معاناة شعبه بالفن، من خلال إضافة ألوان الفرح الزاهية إلى أدوات الحرب لمنحها لمسات إبداعية وتحويلها لتحف فنية مميزة تبعث رسائل سلام للعالم، وتحظى بإعجاب كل من يراها."

سوريا واحدة من أكثر المناطق التي استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة التي قتلت الآلاف، وسببت الكثير من الآلام التي لا يمكن حصرها، وهي تعد من أحق المناطق بفن "بقايا الأسلحة"، لذلك استطاع الفنان أكرم سويدان بأدوات بسيطة وكثير من الموهبة والفن والإبداع أن يحول الدمار إلى لوحات تبعث التفاؤل والأمل، وتحكي قصص المنكوبين والمشردين في ظل حرب دمرت كل شيء، إلا إرادة أبنائها.

مساحة إعلانية