رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

138

بين الحرب واللاحرب..

تصدّع في إسرائيل وصُداع في غزة

20 أغسطس 2025 , 07:00ص
alsharq
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

لم يكن ممكناً القفز فوق أبعاد الإضراب الذي شل مرافق الحياة في تل أبيب أخيراً، والارتدادات المحتملة لحراك الشارع الإسرائيلي ضد سياسة الحكومة اليمينية، إذ بدأ التشظي يظهر جلياً في قلب الكيان الإسرائيلي، بمظاهر انقسام وخلافات مغلفة بالغضب، لا سيما في الأوساط السياسية والحزبية، ما بين الاستمرار في الحرب وتوسيع رقعتها، والاستجابة للإرادة الدولية والوسطاء بوقفها، واستعادة الأسرى الإسرائيليين.

أقطاب حكومة نتنياهو، وعلى رأسهم بن غفير وسموتريش، هاجموا الإضراب، معتبرين أنه يقوى حركة حماس، ويبعد تحرير المختطفين الإسرائيليين، وهو جولة سياسية ماكرة، يدفع ثمنها المختطفون، وفق قولهم.

بينما في الشارع الإسرائيلي، جاء الإضراب الشامل، كبالون اختبار، أمام سلسلة فعاليات ستتوالى تباعاً، لكسر المأزق السياسي الذي يلازم هدنة غزة منذ خمسة أشهر (بعد استئناف الحرب) مع قلب الساعة الرملية، في الطريق نحو صندوق الاقتراع، الذي يرجح مراقبون أن يكون محموماً نحو الكنيست. وعلى وقع الاحتجاجات المتسارعة في تل أبيب، والمنادية بوقف الحرب، ومنع انجراف حكومة نتنياهو نحو مزيد من الأشلاء والدماء، استمالت الحكومة الإسرائيلية مجبرة، نحو (الخطة ب) لاستعادة الأسرى الإسرائيليين، من خلال تسوية سياسية.

أما في قطاع غزة، فيرتفع مستوى الترقب، من استمرار حكومة نتنياهو في المراوغة و»الهروب إلى الأمام»، نحو مزيد من القتل والتشريد والنزوح والتجويع، وعلى وقع إنعاش الآمال بهدنة ثانية طال انتظارها. ولم يكن عابراً، بدء نزوح عائلات فلسطينية من وسط وشمال قطاع غزة، والمترافق مع تحركات عسكرية إسرائيلية، ضمن خطة لاجتياح غزة، تبدو أنها غير مهتمة، للتصدعات في المشهد الإسرائيلي الداخلي، ما يؤشر على أن التهدئة، تبقى مهددة بمطبات إسرائيلية جديدة.

هنالك إشارات متناقضة في الموقف الإسرائيلي، أشار إليها الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، إذ بحكم الغضب العالمي على نية إسرائيل توسيع دائرة النار في قطاع غزة، يحاول نتنياهو أن يمتص هذا الغضب، من خلال القول «إننا لا نريد احتلال غزة، بل نريد تسليمها لقوات عربية» وهذا يندرج في إطار التضليل والخداع وكسب الوقت، وفق قوله. ويوضح المصري: «لو أراد نتنياهو تسليم قطاع غزة لقوات عربية، لكان وافق على مشروع القمة العربية الأخيرة.. هو لا يستطيع إعلان أهدافه في غزة بشكل صريح، خوفاً من تزايد الغضب والعداء العالمي لإسرائيل، وتصريحاته تتغير مع كل تطور في مجريات الحرب».

وثمة تسريبات تخرج من قادة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، يخاطبون من خلالها الرأي العام الإسرائيلي، بأن الحرب استنفدت أهدافها، ولم يبق سوى استعادة المختطفين، وهذا لا يتم إلا بصفقة لتبادل الأسرى، على حد تعبيرهم، لكن المعضلة في أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع إلا أن يطبّق خطة الحكومة، كما يقول مختصون في الشأن الإسرائيلي.

وفي غمرة المشهد الدامي على الأرض، والمناخ المتوتر داخل الكيان، تنشغل غزة في مداواة صداع أصابها بفعل تضارب سيناريوهات الحرب، ومراقبة محاولات سياسية، قد تصطدم بـ «مفاجآت» نتنياهو التي طالما لوح بها، ما لم تذعن حركة حماس لشروطه، بتسليم المختطفين والسلاح معاً.

مساحة إعلانية