رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة محلية

987

خبراء لـ الشرق: المونديال قدم إرثاً جيوسياسياً وحضارياً ثميناً للأجيال القادمة

21 ديسمبر 2022 , 07:00ص
alsharq

عواطف بن علي

أشاد عدد من الخبراء في السياسة والإعلام بالإرث العظيم لمونديال قطر 2022 وما حققه هذا الإنجاز الاستثنائي من إيجابيات على المستوى الجيوسياسي والحضاري. مبرزين في تصريحات للشرق، أن قطر نجحت في تنظيم المونديال بصورة مبهرة واستثنائية وأن الحدث العالمي غير المسبوق ساهم في تغيير الصورة النمطية للعالم العربي والإسلامي وأثبت قدرته على الانجازوالنجاح.

كما نوهوا بأن عظمة هذه الدورة من كأس العالم لم تكن فقط في دقة التنظيم وروعته وفخامته وإنما في الرسائل الاخلاقية العظيمة التي أرسلتها دولة قطر لكل العالم. ففي كل يوم وفي كل مناسبة وفي كل مباراة وحتى الختام كانت هناك رسائل واحدة تلو الاخرى؛ حول التعايش السلمي والحوار والتآخي والتعاون من أجل الأفضل للإنسانية جمعاء.

وأكد المحلل السياسي التركي حمزة تكين أن استضافة حدث عالمي بحجم كأس العالم من قبل دولة عربية مسلمة شرق أوسطية لأول مرة في التاريخ له أهمية ورمزية كبرى وسيترك إرثا عظيما للمنطقة بأكملها على الصعيد السياسي والثقافي والاقتصادي. وأن مونديال قطر له إرث إيجابي على الإنسانية لمساهمته في تلاقي الحضارات وهو عمل تاريخي استثنائي لم يتم إنجازه في العالم العربي والإسلامي منذ مائة سنة، موضحا أنه سيكون هناك نتائج إيجابية واضحة وملموسة في الفترة القادمة على المدى المتوسط والطويل على الصعيد الجيوسياسي لصالح الدولة المستضيفة قطر التي ستحصد بالتأكيد مكاسب كبيرة في عدد من المجالات.

وقال تكين: "سمعت من عدد من المسؤولين خلال مجموعة من الاجتماعات أن قطر بتنظيمها لكأس العالم تبوأت مكانة رفيعة في الخريطة السياسية العالمية وأصبحت في مصاف الدول الكبرى خاصة وأننا في زمن لم تعد فيه مساحة الدول الجغرافية مقياسا لتأثيرها ومكانتها". وأضاف: "نجاح قطر في تنظيم هذا الحدث العالمي خير دليل على ذلك"، مبرزا أن اليوم أصبح الأهم هو التأثير الثقافي والسياسي والاقتصادي وهو ما يميز السياسة القطرية التي أثبتت كفاءتها وتفردها بنجاح غير مسبوق لمونديال 2022.

إرث عظيم

كما أبرز تكين أن قطر نجحت في تنظيم المونديال بصورة مبهرة واستثنائية ونجاح هذا الحدث بكل تأكيد غير الصورة النمطية التي كانت ترسم للعرب والمسلمين وتصفهم بالتأخر وعدم القدرة على الانجاز والنجاح. وأضاف: "قطر بنجاحها في تنظيم المونديال غيرت هذه الصورة. وأنا سمعت ذلك من مئات الزوار والشخصيات العالمية التي قابلتها في الدوحة. سمعت الإطراء على قطر وتنظيمها من عدد من المشجعين من أوروبا وأمريكا اللاتينية جميعهم اتفقوا على عبارة أنه كان لديهم صورة مختلفة كليا عن العالم العربي وأن هذه الصورة تغيرت إيجابيا بفضل هذا الحدث العالمي".

وأبرز تكين أن تغيير صورة نمطية عن العالم العربي والإسلامي منتشرة منذ سنوات من خلال مونديال قطر هو في حد ذاته إرث عظيم سيبقى للأجيال القادمة وهو استثمار حقيقي في المستقبل، حيث نجح المونديال بتغيير الصورة السلبية وهو إنجاز عظيم وإرث قابل للاستثمار للأجيال القادمة من خلال العمل على استكمال المسار الانتقالي. وقال: "نجحت قطر في تحطيم الرواية النمطية التي كان يتم تداولها عن العالم العربي والإسلامي في الغرب لسنوات طويلة ومن يتابع الاعلام الغربي يدرك الحقيقة ويلاحظ الصدمة الحضارية الإيجابية التي قامت بها قطر من خلال إرسال رسائل هادفة وهادئة عن قطر والعالم العربي الإسلامي بعيدا عن التعصب والفوضوية والتفكير غير المدروس". وأضاف "نجحت قطر في إيصال صورة إيجابية عن العرب والمسلمين وأثبتت القدرة على النجاح والتأثير وفرض احترام الثقافة والعادات والتقاليد العربية الاسلامية ولم نسمع في المونديال عن أي صدام يخص الخلاف الثقافي والحضاري بين سكان قطر ومليون ونصف المليون زائر من مختلف البلدان والثقافات".

وشدد تكين على أن مونديال قطر كان مثالا عن قمة النجاح وحسن التنظيم وهو ما يعد إرثا حقيقيا سيساهم في تعزيز الحوار السلمي والحضاري والتبادل الثقافي بين الشعوب، مؤكدا أن هذا اللقاء الحضاري الاستثنائي بين الشرق والغرب سيأتي بنتائج مهمة يمكن ملاحظتها في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية.

رسائل المونديال

من جهته قال الدكتور أسامة احمد عيدروس الأستاذ المشارك في أكاديمية جوعان بن جاسم للدراسات الدفاعية: "في عالم خرج من رعب الكورنا ودخل في تشابكات حرب روسيا واوكرانيا واحتدم فيه صراع الكبار على الهيمنة واعادة الهيمنة؛ جاء كأس العالم في قطر كنسمة من الهواء العليل لترسم لوحة من الهدوء والسلام والامل في العالم". وأضاف: "لشهر كامل شدت قطر أنفاس العالم وذكرتهم بإنسانيتهم؛ بأنهم ينتمون لبعضهم البعض.. شهر كامل من المشاعر المتدفقة تركزت حول الكرة المستديرة بعيدا عن الكراهية والعنصرية والحروب واستغلال الانسان لأخيه الانسان".

وأشار الدكتور عيدروس إلى أن عظمة هذه الدورة من كأس العالم لم تكن فقط في دقة التنظيم وروعته وفخامته، وإنما في الرسائل الاخلاقية العظيمة التي أرسلتها دولة قطر لكل العالم. وأضاف "ففي كل يوم وفي كل مناسبة وفي كل مباراة وحتى الختام كانت هناك رسائل واحدة تلو الاخرى؛ حتى حبس العالم أنفاسه ولم يطلقها الا وهو يحتفل مع قطر بعيدها الوطني وختام بطولة كأس العالم.. اليوم وقد عم السكون تلك الملاعب الفريدة؛ فسيبقى صدى الرسائل التي أرسلتها الدوحة لزمن طويل بعدها لتصنع عالما أفضل بإنسانه وبقيمه وبالأمل".

إرث العرب

ونوه عبدالقادر الحميد الصحفي والكاتب بأن كأس العام أعاد للعرب ارثهم وتاريخهم بجهود قطرية، مبرزا أن الإرث العربي الأصيل ما زال حيا في ضمير العرب الذي جسدته كرة القدم في قطر. وأضاف أن "غانم المفتاح الذي أرسل رسالة من القرآن الكريم تحمل في طياتها رسائل الحب والسلام والتعارف والانسجام والاحترام والتي خاطب بها الله الناس حيث قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). وتابع: كان غانم المفتاح مفتاح الكأس واغلق ابواب التعصب وجسد القيم العربية الأصيلة بالشماغ، موضحا أن هذا الحدث الكبير رسخ صور التعايش السلمي المجتمعي بين المجتمعات والدول حيث ترك كما هائلا من الرسائل الاجتماعية في أذهان الجمهور.

مساحة إعلانية