رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

164

في الذكرى الـ56 لإحراق المسجد المبارك..

الشيخ عكرمة صبري لـ "الشرق": الاحتلال يُبقي النار مشتعلة في الأقصى

22 أغسطس 2025 , 06:33ص
alsharq
النار ما زالت متقدة في المسجد الأقصى بعد 56 عاماً على إحراقه
❖ القدس المحتلة - محمـد الرنتيسي

مرّت 56 عاماً على جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، على يد الصهيوني مايكل دنيس روهان، الذي أشعل النار بالمصلى القبلي للمسجد، ما ألحق أضراراً ودماراً في محتوياته، بما في ذلك منبر صلاح الدين التاريخي، لكن نار الحقد لم تخمد أولى القبلتين. منذ ذلك اليوم المشؤوم، ما زالت النار مشتعلة في المسجد المبارك، فيما أهل القدس ما زالوا في قلب المعركة، برجالهم ونسائهم وأطفالهم، ومعهم شوارع القدس العتيقة، والدكاكين القديمة، وحتى أصوات الأذان والصلوات، إذ بات كل مقدسي في قلب الاشتباك. وبعد مرور كل هذه المدة على جريمة إحراقه، ظل الحرم القدسي الشريف، في خطر محدق، حيث تحل ذكرى إحراقه، في ظل ظروف مشابهة، بل تكاد تكون «طبق الأصل» عما جرى في 21 أغسطس 1969.

ولا يكاد يمر يوم، دون أن تحاول عصابات المستوطنين المتطرفين، إحراق الأخضر واليابس في القدس، لما تشكله من رمزية وخصوصية، ليس فقط بالنسبة للفلسطينيين، وإنما لكل العرب والمسلمين والمسيحيين، حيث يحرص هؤلاء على إبقاء النار مشتعلة، والأوضاع متأججة. 

تاريخياً، شكّل المسجد الأقصى المبارك ولا يزال، شرارة المقاومة الفلسطينية، بدءاً من مجزرة الأقصى في أكتوبر 1990، إبّان الإنتفاضة الأولى، إلى من هبّة النفق، التي انطلقت رداً على حفر إنفاق تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك في سبتمبر 1996، مروراً بانتفاضة الأقصى، التي اندلعت رداً على تدنيس رئيس وزراء الكيان آنذاك أريئيل شارون، لساحات الأقصى المبارك في أواخر سبتمبر 2000، وهبّة القدس أو ما اصطلح عليه بـ»حرب السكاكين» 2015، ولاحقاً معركة البوابات الإلكترونية 2017، وتالياً معركة مصلى باب الرحمة 2018، وغيرها الكثير، وليس انتهاءً بالاقتحامات اليومية منذ بدء العدوان على غزة. 

ودأبت قوات الاحتلال على مهاجمة المصلين في الحرم القدسي، وفي كل يوم تحفر معاولها تحت أساساته وجدرانه، سعياً لتسهيل هدمه، ولكن «للبيت رب يحميه» كما يردد المقدسيون مع كل عدوان.

وفيما يعتقد قادة الكيان، أن طريقهم لتهويد المدينة المقدسة، تأتي من خلال وضع أيديهم على المسجد الأقصى، وفرض واقع جديد فيه، فإن انفلات كيان الاحتلال، وإصراره على المساس بأولى القبلتين، واستمراره في اللعب بالنار، كلها تدفع بالأوضاع في المدينة المقدسة نحو الإنفجار.

يقول خطيب المسجد الأقصى المبارك، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري: «لا تزال النار مشتعلة في المسجد الأقصى المبارك، بعد 56 على جريمة إحراقه.. هم طامعون في المسجد الأقصى، ويعملون على تهويده بشكل تدريجي».

ويواصل لـ «الشرق»: «الأوضاع هي ذاتها في القدس، ومشابهة تماماً لما جرى عام 1969، فالنيران ما زالت مشتعلة في المسجد الأقصى المبارك، لكن أهل القدس اختاروا شرف الدفاع عنه، كي يعيدوا قضيتهم إلى الأذهان، وكي يؤكدوا للعالم أن الفلسطينيين لن يهدأ لهم بال، دون قضيتهم الكبرى، ممثلة القدس، ومسجدها الأقصى المبارك، الذي يشكل قلبها النابض».

مساحة إعلانية