محليات

1146

محمد طاهر بجامع الشيوخ: الحق باقٍ.. والمبني على الباطل ذاهب

أوضح فضيلة الشيخ محمد حسن طاهر خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ أن الله سبحانه وتعالى يقول في مثل ضربه لكتابه ووحيه والحق الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم وأمثال القرآن يقول الله عنها: (وَتِلْكَ ٱلْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلَّا ٱلْعَٰلِمُونَ) فهي أمثال عظيمة تجمع المعاني والصور والبركات ونور الأفهام في صور مضروبة وأمثال، قال في المثل الذي ضربه لكتابه: (أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) شبه الحق والهدى والنور الذي بعث به محمداً صلى الله عليه وسلم بالماء النازل من السماء فهو يشبهه في كونه حياة للقلوب وحياة للأرواح وحياة للأمم ومدداً وبركة قال: (فَسَالَتْ أَوْدِيَة بِقَدَرِهَا) هنا شبّه القلوب التي تستقبل ذلك الوحي القادم من السماء شبهها بالأودية فمنها الوادي الكبير ومنها الوادي الصغير ومنها ما يحتمل كثيراً ومنها ما يحتمل قليلا.

وقال إن قلب الإنسان إذا دخله نور الهدى على هيئة ماء الوحل فإن النفس تهجم بأباطيلها وشهواتها ورغباتها وغرائزها وتهجم عليها الوساوس وغير ذلك فتعلو ذلك الحق كما يعلو الزّبد ماء ذلك الوادي قال: (وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِى ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَٰعٍۢ زَبَدٌ مِّثْلُهُ) وهذا مثل ثانٍ، في المثل الأول شبّه القرآن بالماء وفي المثل الثاني شبه القرآن بالنار هذه النار التي فيها خاصية الإضاءة خاصية الإنارة وهي أيضا فيها خاصية الإحراق التي يستخدمها البشر في التصفية والتنقية والتخليص من الشوائب وطرد الخبث عن المعادن.

وأضاف: كذلك البشر إذا أوقدوا على حليّهم أو على معادنهم من أجل أن يستصلحوها لإقامة المتاع كالأواني والسلاح والأدوات وغيرها فإنه لا بد من تعريض تلك المعادن للنار حتى تتخلص من خبثها وشوائبها فكذلك القلوب إذا تعرضت لنور الوحي وأنواره المشرقة وضيائه المحرق فإنه يحرق ما فيها من خبث وشهوات وباطل ووساوس ويطرد عنها كل ذلك قال: (فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلْأَرْضِ) هذا الزّبد وإن علا فإنه لا دوام له ولا بقاء والحق باق دائم لا فناء له.

وقال إن القلب إذا تشرب الحق فإن هذا الحق ينفعه ويبقى فيه ويستمسك به الإنسان إلى آخر حياته ويظل معه الحق والعمل الصالح الذي عمل به بمقتضى ذلك الحق معه في قبره وفي قيامته ونشره ويدخل معه الجنة ويذكر بأنه إنما دخل الجنة بهذا العمل الذي كان يعمله وأما من تمسّك بشهواته وشبهاته استسلم لوساوسه فمثله كمثل الذي استمسك بالزّبد ويوشك ذلك الزبد أن ينقشع عن ذلك الوادي فإن الزبد لا نفع فيه ولا دوام له ولا بقاء ويوشك أن يفنى وتنقشع عن الإنسان حقيقة تلك الأباطيل التي تمسك بها وحقيقة تلك الشهوات التي قدمها على مرضات الله سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضاً

الأرصاد الجوية تحذر من رؤية أفقية متدنية على الساحل نهاراً

الأوقاف: تطوير مهارات 120 خطيباً لتوعية المجتمع

تدريب 240 كادراً صحياً لتحسين إدارة اللقاحات

أخبار ذات صلة

منتدى الابتكار منصة لتطوير منظومة العمل الاجتماعي

"كارفور قطر" يطلق خدمة الدفع اللاحق