رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

983

ليز فارنيستاين لـ الشرق: الشراكة بين قطر وأمريكا أصبحت أكثر ازدهاراً من أي وقت مضى

23 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
ليز فارنيستاين
واشنطن- زينب إبراهيم

 

أكدت ليز فارنيستاين، الخبيرة المالية بناسداك وأستاذة الاقتصاد بجامعة إلينوي أن الحوار الإستراتيجي القطري- الأمريكي السنوي، في دورته الخامسة بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، برئاسة سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد أنتوني بلينكن وزير الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية، ناقش في فعالياته المهمة قضايا متعددة شملت الملفات والقضايا الإقليمية وسبل تدعيم الأمن والسلم الدولي وتعزيز التعاون الإستراتيجي في الملفات الأمنية وقضايا الدفاع والأمن، والتنسيق الشامل في ملفات الصحة العامة ومكافحة الأوبئة، وتدعيم جهود محاربة التطرف ومكافحة الكيانات الإرهابية والإتجار بالبشر، وتحقيق غايات التغير المناخي والحد من الانبعاثات الكربونية وسياسات تحول الطاقة، فضلاً عن تعميق سبل التعاون في المجالات المرتبطة بالاستثمارات الإستراتيجية وسبل التعاون الاقتصادي، وأيضاً الملفات الإضافية المرتبطة بالقضايا التعليمية والثقافية وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم التي تشمل المبادرات المشتركة مثل العام الثقافي وتبادل الخبرات التعليمية وغيرها من المجالات العديدة التي يضمها سياق التعاون القطري- الأمريكي الممتد.

◄ أبعاد إضافية

تقول ليز فارنيستاين، الخبيرة المالية بناسداك وأستاذة الاقتصاد بجامعة إلينويا: إن الحوارات الإستراتيجية السابقة رسخت نسقاً إضافياً للعلاقات التاريخية إلى مساحات من التقارب المؤسسي الشامل خاصة في ضوء الرصيد الدبلوماسي الكبير في علاقات البلدين اللذين احتفلا هذا العام بمرور خمسين عاماً على العلاقات الدبلوماسية بينهما.. وتلعب الحوارات الإستراتيجية، والزيارات الرسمية الرفيعة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى واشنطن في البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي، دوراً حيوياً في تطوير الشراكة ما بين البلدين، ويبرز ذلك في قرارات تصنيف دولة قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو"، واتفاقية الوكالة الدبلوماسية عن الأفراد والمصالح الأمريكية في السفارة القطرية بكابول أفغانستان وحماية الأفراد والعناصر الأمريكية وتقديم الدعم اللوجستي والقنصلي، وكثير من سبل الشراكة المتميزة التي سيكون لها وجه اقتصادي بكل تأكيد يبرز دوره في مراحل استكمال رؤية قطر 2030 خاصة وهي في مركز رئيسي من خطط التنمية الشاملة باستضافة البلاد حالياً لكأس العالم، أكبر حدث رياضي هذا العام، للمرة الأولى في المنطقة وهو أمر سيكون محل نقاش وتنسيق بين قطر وأمريكا بكل تأكيد على مدار السنوات التي ستعقب استضافة البطولة، وأيضاً التأكيد على الشراكة المؤسسية التي تربط قطر بأمريكا على صعيد البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون ومجتمع المخابرات والأمن والكونغرس وكيانات القطاع الخاص والاستثمارات المهمة في مختلف المجالات بكل تأكيد، ذلك في ضوء كون الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر وأهم الشركاء التجاريين لدولة قطر، بحجم تبادل تجاري يقترب من 10 مليارات دولار، كما أن الميزان التجاري الثنائي حقق فائضا لصالح الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 4 مليارات دولار في عام 2019 واستعاد التعافي بعد جائحة كورونا إلى معدلات إيجابية ومتميزة في الفترة الأخيرة رغم التأثرات العالمية، كما احتلت أمريكا المراكز الأولى في قائمة الدول المصدرة إلى قطر خلال السنوات الماضية، في ظل زيادة حجم الاستثمارات والتجارة ما بين البلدين، كما أن عدد الشركات الأمريكية العاملة في دولة قطر بلغ ما يزيد على 650 شركة منها حوالي 117 شركة مملوكة بالكامل وبنسبة 100 بالمائة للجانب الأمريكي، وقد عملت قطر على زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة على مدى سنوات عديدة بما أسهم في توفير الآلاف من فرص العمل في كافة أنحاء أمريكا، كما تضمنت الاستثمارات شراكات مع العديد من الشركات الأمريكية، بما في ذلك شركة إكسون موبيل، وشركة كونوكو فيليبس، وشركة رايثيون، وغيرها من الشركات الأمريكية الرائدة في الطاقة والتي يشارك بعضها في توسعات حقل شمال.

◄ أدوار مؤثرة

ولفتت ليز فارنيستاين، في تصريحاتها لـ الشرق إلى أهمية الصفقات القطرية في السوق الأمريكية من أجل تدعيم الروابط الاقتصادية قائلة: إن الخطوط الجوية القطرية ساهمت عبر استثماراتها بأمريكا في أن تدعم الاقتصاد الأمريكي عبر تخصيصها لنحو 92 مليار دولار لشراء 332 طائرة أمريكية الصنع بما أسهم بتوفير أكثر من 527 ألف فرصة عمل، فضلاً عن صفقة بوينج الضخمة التي عقدتها قطر والتي جاءت في أعلى الصفقات التي عقدت في عهد إدارة بايدن خلال زيارة صاحب السمو إلى واشنطن، كما لم تتوقف الاستثمارات الأمريكية على القطاع العام أو أي مجال بعينه من الاستثمارات وحسب، وهذا ما تعكسه الاستثمارات القطرية في مختلف المجالات الأمريكية سواء في مجالات التكنولوجيا والضيافة والعقارات والتجارة المنزلية مما ساهم في دعم الاقتصاد الأمريكي، ذلك في ولايات مختلفة كولاية تكساس وأيضاً كاليفورنيا وفلوريدا وغيرها من الولايات التي تعد من أكثر الوجهات الجاذبة لهذه الاستثمارات؛ خاصة في ظل إعلان جهاز قطر للاستثمار عن تخصيص ما قيمته 45 مليار دولار من الاستثمارات للفترة المتراوحة بين عامي 2015 و2022 حيث تم توجيه 10 مليارات دولار منها للاستثمار في قطاع البنية التحتية كواحد من أبرز القطاعات التي تشهد تميزاً ثنائياً في العلاقات المشتركة، كما ارتكزت الاستثمارات القطرية أيضاً على مشاريع الحكومة الفيدرالية الأمريكية وبخاصة مشاريع البنية التحتية وغيرها من المشاريع المشتركة، لترتفع نسبة الاستثمارات لتبلغ نسبة تقدر بحوالي 145 مليار دولار في مختلف القطاعات الأمريكية، ويضمن ذلك فرص الاستثمار القطرية في الشركات الأمريكية الواعدة والمشاريع المستقبلية الطموحة التي تكمل مسيرة الاستثمارات الناجحة لقطر في مختلف المدن والولايات الأمريكية، كما أن الشراكة التي تجمع ما بين قطر والشركات الأمريكية المميزة مثل شركة إكسون موبيل النفطية الأمريكية الكبرى والتي تأتي في ظل الحرص القطري الإيجابي على تأمين الاستثمار في أصول الطاقة والنفط في الولايات المتحدة، تعد من الأمور المميزة للغاية في توطيد أسس الشراكة الإيجابية التي تجمع بين الدوحة وواشنطن في فترة شهدت ازدهار العلاقات بصورة أكثر من أي وقت مضى في الأعوام الأخيرة على أكثر من صعيد للتعاون لاسيما في مجال الطاقة، كما تتوسع قطر في خططها الإيجابية لتأمين ريادتها العالمية في مجال الطاقة والغاز الطبيعي المسال LNG على وجه التحديد وتأمين الاحتياجات العالمية المتزايدة من الغاز في أوروبا، ويعزز ذلك ما تمتلكه قطر من تقنيات وأدوات تكنولوجية متميزة للغاية لتمكنها من مواصلة ريادتها العالمية على هذا النحو، وأن الاتفاقات المشتركة الموقعة والتي شملت استكشاف العديد من المناطق المهمة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا بشراكة ما بين قطر وشركات الطاقة الأمريكية ليست بغريبة عن صفقات عديدة سابقة قامت بها الدوحة بحقل الطاقة في أمريكا؛ حيث إن الدوحة تملك العديد من الأصول في قطاع الطاقة الأمريكية منذ عام 2009 كما تمتلك أيضاً نسبة رئيسية تصل إلى 70% من محطة جولدن باس الضخمة لإنتاج الغاز الطبيعي، ويعد مشروع جولدن باس مخصصا لتصدير الغاز الطبيعي للأسواق خارج الولايات المتحدة من أكبر المشاريع المستقبلية الأمريكية الخاصة بمجال الغاز الطبيعي المسال وعقدت قطر عدة مفاوضات مع ألمانيا ودول أوروبية أخرى لمباشرة توريد الغاز من مشروع جولدن باس المتوقع أن يبدأ في خط الإنتاج بحلول عام 2024، وفيما تعد قطر من أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، فإن الدوحة تحاول الاستفادة أيضاً من الثورة النفطية الحديثة بالولايات المتحدة وهو ما جعل أمريكا ليست بحاجة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال بل لتصديره، وهو ما ستستفيد منه قطر أيضاً لمشاركتها في حقل جولدن باس؛ فإن هذا المشروع يأتي في ظل تنام إيجابي في العلاقات المشتركة، مع تأكيد مسؤولي إدارة الرئيس بايدن على أهمية العلاقات الثنائية المتنامية بصورة واعدة، فقطر هي الدولة المضيفة لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط وهي قاعدة العديد الأمريكية التي كانت وما زالت متواجدة بالدوحة، فقطر تتمتع بعلاقات إيجابية للغاية مع أمريكا ليس من السهل تأثرها وتتميز بطبيعتها المؤسسية غير المرتبطة بإدارة البيت الأبيض وحسب بل علاقات تاريخية وثيقة مع البنتاغون وقطاع الأعمال وشركات الطاقة وغيرها من روافد التعاون التاريخي ما بين الدوحة وواشنطن في شتى المجالات، ولهذا فإن الاستثمارات القطرية في واشنطن لا يمكن رؤيتها بصورة مغايرة سوى أنها انعكاس لطبيعة صناعة النفط عالمياً والتطلع للتوسعات الدائمة، فمثلما تمتلك شركة أكسون موبيل للعديد من الأصول والأسهم في شركات وحقول نفطية عديدة، وغيرها من المجالات المتميزة للتعاون بين البلدين.

مساحة إعلانية