رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

166

اتفاق غزة وتحديات المرحلة الثانية.. أسئلة مشروعة..!

24 أكتوبر 2025 , 07:00ص
alsharq
آثار الحرب ما زالت ماثلة في قطاع غزة
رام الله - محمـد الرنتيسي

على تخوم المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي تشمل نزع السلاح، وتغيير الحكم في قطاع غزة، ودخول قوات شرطة دولية للإشراف على القطاع، اهتزت المرحلة الأولى، لكن من دون أن يسقط الاتفاق، فشنت مقاتلات الاحتلال هجمات على مناطق في رفح وخان يونس وشرق جباليا، وشخصت عيون الغزيين نحو الأطراف الراعية والوصية على اتفاق وقف الحرب، لمعرفة إذا ما كانت الخطة الأمريكية تحتوي على بنود مخفية، تسمح لإسرائيل باستئناف غاراتها إذا ما رأت ضرورة لذلك.

ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، استشهد عشرات الفلسطينيين، ما عزز في أذهان أهل غزة، أن مسار التسوية السياسية سيكون مليئاً بالتحديات، إذ كل بند من الخطة الأمريكية يحتاج إلى قراءة متأنية للمتغيرات على الأرض.

هنا تبرز قضية الأسرى الإسرائيليين، والتي يتذرع بها كيان الاحتلال لاستئناف قتل الأحياء بذريعة البحث عن الأموات، ووسط تبادل الاتهامات بالخروقات بين حركة حماس وإسرائيل، تقفز تساؤلات على السطح، حول قدرة الطرفين على ترجمة التعهدات التي سبقت توقيع اتفاق وقف الحرب، إلى إجراءات وحقائق فعلية على الأرض، لكن الأسئلة التي تهز مضاجع الغزيين: هل ما زلنا في فترة تجريبية لتنفيذ الاتفاق؟ وهل تستطيع حركة حماس تجنب تطبيق أي من بنود الخطة الأمريكية؟ وهل من الممكن أن ينتقل السلاح في غزة من الفصائل الفلسطينية، إلى سلطة مركزية مقبولة أمريكياً؟.

يجيب المحلل السياسي محمـد دراغمة: «في السياسة لا شيء ثابت ولا شيء مستحيل، ومع قرب الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، فلن تستطيع حركة حماس القول (لا) أمام أي من بنود الخطة الأمريكية، لأن هذا يعني العودة للحرب، الأمر الذي لم يعد يقبل به أي فلسطيني، وأيضا لم يعد لدى حركة حماس أية أوراق للمساومة التفاوضية، بعد إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين».

وتابع: «حماس تريد أن تفاوض الأطراف المعنية، حول معنى نزع السلاح، فهي وافقت بشكل مبدئي على تسليم السلاح، لكن كيف ولمن؟ ومن سيحكم غزة ويحفظ أمنها؟ وفي المقابل الموقف الإسرائيلي يتسم بالتصعيد، إذ لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قاعدة يمينية تنتعش على معاناة الفلسطينيين وقمعهم». وبين هذا وذاك، يأتي الدور الأمريكي من خلال إيفاد المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، لتثبيت الاتفاق، والاطمئنان على أن الخطة الأمريكية تُطبق بدون خروقات أو معيقات، وإيصال رسائل للطرفين، بأن واشنطن لن تسمح بعودة الحرب.

لكن تبقى الأسئلة المشروعة: ما الوسائل التي في جعبة واشنطن لضمان تنفيذ الاتفاق؟ وهل ستشارك دول من الإقليم في الإشراف على تنفيذه؟ خصوصاً وأن هناك مقترحا مصريا لحل معضلة تسليم السلاح؟.

وجلي أن الخطة الأمريكية، دونت خطوة هامة في سجلات الدبلوماسية، لكن الأمر الذي لم يحسم بعد، هو ما إذا كان اتفاق وقف الحرب في غزة بداية لمسار حل دائم، أم محطة مؤقتة لا تنتهي معها الحروب إلى الأبد، فما يرجوه الغزيون، اتفاق على الأرض لا على الورق، كما يقول مراقبون.

مساحة إعلانية