رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

9471

الرئيس التركي يبدأ اليوم زيارة رسمية للخرطوم..

محللون: زيارة أردوغان للسودان نقلة نوعية في العلاقات

24 ديسمبر 2017 , 08:16ص
alsharq
الخرطوم- عواطف محجوب

مليارا دولار حجم الاستثمارات التركية في السودان

مباحثات هامة بين البشير وأردوغان لتعزيز التعاون

السفير التركي بالخرطوم: زيارة تاريخية تهدف لتعميق العلاقات

 

أعلنت الحكومة السودانية ترحيبها بزيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للبلاد اليوم الأحد على رأس وفد يضم أكثر من 150 فردا ومستثمرين وسيخاطب البرلمان مساء ذات اليوم . وتعتبر الزيارة الاولى لرئيس تركي للسودان منذ الاستقلال.

وتكتسب زيارة الرئيس التركي أردوغان اهمية خاصة لانه أول من تصدى للقرار الأمريكي لنقل سفارته إلى القدس محذرا الرئيس الأمريكي ترامب من عواقب اتخاذ هذا القرار، ووعد بردٍّ قاسٍ من ضمنه عقد قمة إسلامية لمنظمة العالم الإسلامي التي يترأسها، وبعد صدور القرار الأمريكي أجرى أردوغان اتصالات بعدد من رؤساء الدول الإسلامية داعياً إياهم لاتخاذ قرار موحد بشأن القدس.

وتوقعت وزارة الخارجية في بيان صحفي أن تحدث الزيارة نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين حيث ستشهد اضافة للمباحثات المشتركة وتوقيع عدد من الاتفاقيات التي تعزز من الشراكات الاقتصادية القائمة خاصة في مجال الاستثمار والإنتاج الزراعي ومجالات التعليم العالي والبيئة والتعاون العسكري والقانوني و الطرق والتعدين والطاقة والصحة والسياحة وغيرها من مجالات التعاون المختلفة.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية قريب الله خضر، إن الزيارة تأتي في إطار تعميق العلاقات المتطورة بين البلدين والتي ترتكز على روابط تاريخية وثقافية واجتماعية عميقة الجذور، وكذلك تعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية القائمة بين البلدين.

وأكد خضر أن المباحثات المشتركة بين البلدين ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات التي تعزز الشراكات الاقتصادية القائمة خاصة في مجال الاستثمار والإنتاج الزراعي ومجالات التعليم العالي والبيئة والتعاون العسكري والقانوني والطرق والتعدين والطاقة والصحة والسياحة.

وأوضح ان الزيارة ستشهد انعقاد الملتقى الاقتصادي بين البلدين والذي تشارك فيه أكثر من مائة وخمسين شركة تركية ورجال اعمال سودانيين وسيخاطب الرئيسان ختام برنامج الملتقي الاقتصادي.

وأكد خضر أن زيارة الرئيس التركي ستشمل عدة مدن سودانية منها بورتسودان وسواكن شرقي السودان لتعزيز الشراكة الاقتصادية وسيتفقد الاثار العثمانية ويشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الخاصة بالمنطقة الحرة والميناء. وسيتم التوقيع على خطة عمل ومحضر الاجتماع بين وزير الدولة للجانب السوداني ونائب وزير الزراعة للجانب التركي. يشار الى أن السودان وتركيا وقعا على شراكة زراعية في العام 2014 تضمنت تخصيص أرض بمنطقة (ابو قوته) للمشروع النموذجي بمساحة 12500 هكتار. وبحسب تقرير صادر عن وزارة الاستثمار السودانية فإن حجم الاستثمارات التركية بالسودان في كافة القطاعات بلغت ملياري دولار خلال الفترة من 2000 -2017. وقال تقرير صادر عن الوزارة، إن "عدد المشروعات الاستثمارية بلغ 288 مشروعا خلال سبعة عشر عاما". وأوضح التقرير أن المشروعات الاستثمارية التركية بالسودان تشمل القطاع الصناعي في مجال منتجات الألمينيوم والمنتجات الحديدية والإسمنتية والمواد الغذائية والخدمات الكهربائية والأدوات الكهربائية والتنقيب والتعدين". بينما تشمل المشروعات في القطاع الخدمي، "النقل البري والطرق والجسور والحفريات والإنشاءات والمقاولات والخدمات الصحية، فيما يشمل قطاع الاستثمار الزراعي الإنتاج الزراعي والحيواني"

وثمنت حكومة السودان قرار مجلس جامعة الخرطوم بمنح الدكتوراه الفخرية لفخامة الرئيس رجب طيب اردوغان ، اعترافا بجهده المتميز في قيادة نموذج ناهض للتنمية في بلاده وكذلك خلق شراكات مع السودان والمجتمع المدني في مجال التعليم والصحة وتقديم العون الانساني والتنموي وكذلك تقديم العون الاقتصادي في المحيطين الإقليمي والدولي ، هذا اضافة لمواقفه المميزة تجاه قضايا الحقوق و العدالة في العالم.

وفي نفس السياق، قال السفير التركي لدى الخرطوم، عرفان نذير أوغلو، إن زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان المرتقبة للسودان " تاريخية" وستدفع بعلاقات البلدين الثنائية إلى الأمام.

وشدد نذير أوغلو على أنه "سيبذل قصارى جهده لتطوير العلاقات بين البلدين، وتطوير التعاون في كافة المجالات، وعلى رأسها الدفاع والصناعة والصحة من أجل تحقيق مصالح البلدين الشقيقين.

ويرى الخبير بمركز دراسات الشرق الاوسط وافريقيا محمد حسن الركابي ان الموقف من القرار الامريكي بتحويل العاصمة الاسرائيلية تل ابيب الى القدس سيكون حاضرا في زيارة الرئيس التركي للسودان ،مشيرا الى ان «أردوغان» يسعى في حصد التأييد الدولي المناهض للموقف الامريكي وجمع الصف الاسلامي حول قضية القدس بالنظر الى وجود تباين في مواقف بعض الدول الاسلامية والعربية، مؤكدا على موقف تركيا المساند للسودان .

ونبه الى وجود روابط متعددة وعلاقات ذات خلفية تاريخية قديمة متجددة بين السودان وتركيا ،واشار الى ان الزيارة ستبحث مجالات الاقتصاد والتجارة والدبلوماسية ،لافتا الى انها ستعزز العلاقات. ورأى في تطور علاقات الخرطوم وانقرة فائدة للسودان واكد على قوة دولة تركيا التي قال انها تستعد الان لدخول منظومة الاتحاد الأوروبي وانها عضو في منظومة دول الناتو ولها ثقل اوروبي واقليمي كبير.

من جانبه، يعتبر الخبير الاقتصادي د. محمد الناير زيارة الرئيس التركي للسودان ذات ابعاد اقتصادية في المقام الاول لكنها لن تخلو من مناقشة القضايا السياسية الاقليمية والدولية الراهنة ، واستطرد: "لكن القضية المهمة هي الاجندة الاقتصادية ،متوقعا ان تسهم الزيارة بشكل كبير في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات التركية في السودان".

واكد ان حجم التبادل التجاري والاستثمار التركي في السودان لا يتناسب وعمق العلاقة على مستوى الشعبين والحكومتين ،مشيرا الى التوافق في الرؤى والمواقف ،لافتا الى ان تركيا ظلت ابرز الداعمين للسودان في كافة القضايا والمحافل الاقليمية والدولية .

وأشار الناير الى ان وضع تركيا بوصفها من الدول ال29 الكبرى يفتح المجال للاستفادة من تجربتها الاقتصادية للنهوض بالاقتصاد السوداني خاصة في مجال الزراعة والصناعة بالتركيز على التصنيع الزراعي.

وأشار أن القيادة التركية تعي أن الألاعيب التي يجري التخطيط لها تستهدف وحدة وتضامن ومستقبل المنطقة، لكن للأسف لا يزال هناك من لا يبذلون الجهود للدفاع عن هذه الوحدة وروح التضامن، ويسعون لابتكار المخططات الهادفة إلى الفرقة".

مساحة إعلانية