رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

385

بعد خسائره الكثيرة.. إقليم كردستان يعرض "تجميد نتائج" الاستفتاء

25 أكتوبر 2017 , 02:32م
alsharq
بغداد - فرانس برس

قامت حكومة إقليم كردستان الأربعاء بمبادرة تجاه بغداد، عارضة تجميد نتائج الاستفتاء على الاستقلال الذي أثار أزمة كبيرة مع الحكومة الاتحادية مستمرة منذ نحو شهر.

وتشترط بغداد إلغاء نتائج عملية التصويت هذه لبدء أي مفاوضات، وكانت نفذت الأسبوع الماضي عملية عسكرية سريعة سيطرت خلالها على مناطق متنازع عليها مع إقليم كردستان انسحب منها مقاتلو البشمركة.

خسائر كبيرة للأكراد

وخسر الأكراد الكثير خلال هذه الأزمة، فيما بدأ الإقليم يعاني من أزمة اقتصادية، وغابت صور الاحتفالات التي عمت الإقليم بعد إعلان نتيجة الاستفتاء التي جاءت "نعم" بغالبية ساحقة.

وفي بيان نشر ليل الثلاثاء الأربعاء، قالت حكومة الإقليم "من منطلق المسؤولية أمام شعب كردستان والعراق نقترح للحكومة والشعب والرأي العام العراقي والعالمي تجميد نتائج الاستفتاء، وبدء حوار مفتوح مع الحكومة الاتحادية وفق الدستور".

كما يقترح النص المؤلف من ثلاث نقاط "وقف إطلاق النار فورا ووقف جميع العمليات العسكرية في إقليم كردستان"، بعد مقتل نحو 30 عنصرا من قوات البشمركة والقوات العراقية في اشتباكات خلال عملية "إعادة فرض الأمن" في المناطق المتنازع عليها، وخصوصا محافظة كركوك الغنية بالنفط، وكانت قوات البشمركة سيطرت على هذه المناطق خلال الفوضى التي عمت العراق في ظل هجمات تنظيم داعش عام 2014.

وتقضي خسارة إيرادات الحقول النفطية في محافظة كركوك إلى حد كبير على أحلام إقليم كردستان العراق بالاستقلال.

ولم يصدر أي رد فعل رسمي من الحكومة العراقية حيال هذه المبادرة، لكن قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية وتشكل جزءا من القوات الاتحادية، أعلنت الأربعاء أن مقترح حكومة إقليم كردستان العراق "لا قيمة له".

وقال المتحدث باسم فصائل الحشد الشعبي أحمد الأسدي لوكالة فرانس برس إن مبادرة كردستان "لا قيمة لها، إذ أن التجميد يعني الاعتراف بالاستفتاء، وطلب الحكومة واضح، إلغاء الاستفتاء".

ويأتي اقتراح إربيل في وقت يصل رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي الثلاثاء إلى تركيا في زيارة رسمية، وعارضت تركيا بقوة الاستفتاء على الاستقلال في كردستان، خشية تمدد النزعة الانفصالية للأكراد إلى أرضها.

وأعلن العبادي انه سيبحث مع المسؤولين الأتراك مسالة الاستفتاء وإدارة الحدود بين بلاده وتركيا التي يريد استعادة الإشراف عليها.

وأعلنت الأمم المتحدة التي سعت حتى عشية الاستفتاء إلى طرح بدائل تفاديا لإجرائه، استعدادها "لتسهيل الحوار" بين بغداد وأربيل.

ودعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش الجانبين إلى "البدء عاجلا بحوار شراكة ومفاوضات بين بغداد وأربيل على أساس الدستور".

وأضاف كوبيش "نحن واثقون من أن حكومتي العراق وإقليم كردستان، كما تآزرتا لهزم داعش، يمكنهما أن تعملا جنباً إلى جنبٍ للتغلب على خلافاتهما من خلال الحوار وبعيداً عن المواجهة"، مؤكدا أن "الأمم المتحدة مستعدة للمساعدة، إذا طلب منها ذلك".

تأجيل الانتخابات

ولقي الاستفتاء رفضا دوليا، باستثناء إسرائيل التي أيدت علنا عملية التصويت، وأصرّ رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على إجراء الاستفتاء في 25 سبتمبر، الأمر الذي اعتبر مغامرة في ظل رفض الحكومة الاتحادية له والمعارضة الإقليمية والدولية.

ويقول المحلل السياسي في معهد الشؤون الدولية والإستراتيجية في فرنسا كريم بيطار "سيتعين على بارزاني أن يعيد النظر في موقفه المتشدد وأن يعيد فتح قنوات التفاوض".

وفي ظل التوتر القائم، قرر برلمان كردستان الثلاثاء تأجيل الانتخابات البرلمانية ثمانية أشهر جراء الأزمة السياسية الحادة مع حكومة بغداد، بعدما كان مقررا إجراؤها في الأول من نوفمبر مع انتخابات رئاسية تم إرجاؤها أيضا.

وسيعلن البرلمان في وقت لاحق عن موعد جديد للانتخابات الرئاسية.

تجميد مهام بارزاني

وانتهت ولاية بارزاني الذي يعد أول رئيس للإقليم، عام 2013، غير أنه تم تمديد فترته الرئاسية عامين، بسبب هجمات تنظيم داعش الذي احتل مساحات من العراق عام 2014. وبقي في منصبه بعد انتهاء فترة التمديد.

وقرر برلمان كردستان الثلاثاء تجميد مهام بارزاني الرئيسية لعدم قدرته على تمديد ولايته قانونيا، الأمر الذي ينهي صلاحياته.

واتخذ القرار خلال جلسة حضرها معظم نواب الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني.

وقاطعت الجلسة كتلة "التغيير" (غوران) والجماعة الإسلامية اللتان تشغلان 30 مقعدا من أصل 111 في برلمان الإقليم.

وكانت حركة "التغيير" دعت الأحد إلى استقالة بارزاني وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تجنب إقليم كردستان المزيد من الانقسامات والانتكاسات السياسية.

وتبادلت بغداد وأربيل خلال الأيام الماضية مذكرات توقيف بحق مسؤولين بارزين شملت نوابا وقادة عسكريين، ةعلى الأرض، يستمر التوتر بين بغداد واربيل.

اشتباكات على الحدود

ودارت الثلاثاء اشتباكات بين قوات من فصائل الحشد الشعبي والبشمركة، لدى محاولة الفصائل التقدم باتجاه منفذ فيشخابور الحدودي مع تركيا، بحسب ما أفاد مصدر أمني.

وانتقدت وزارة البشمركة هذه التحركات في بيان، معتبرة أنها "إشارة واضحة إلى وجود نوايا سيئة".

مساحة إعلانية