رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

4063

هل يحسم اللاعبون الإقليميون معركة غاز المتوسط على مشارف طرابلس؟

25 ديسمبر 2019 , 04:27م
alsharq
خريطة للغاز بالمتوسط
الدوحة – بوابة الشرق

على عكس التوقعات التي رشحت مسرح الخليج العربي كبؤرة للصدام في الشرق الأوسط خلال عام 2019، بدا البحر المتوسط المنطقة المحتدمة الآن لصراع عسكري شمال البحر وجنوبه والدول المشاطئة له..

أرضها ليبيا.. وبحرها متلاطم الأمواج هنا وهناك.. والعالم بشركاته الضخمة عينه شاخصة على الكنز الذي يدفنه المتوسط في أعماقه الغائرة.

وكان مراقبون يرشحون الخليج العربي بوصفه المسرح الأكثر التهاباً خلال انتهاء نصف العام الجاري مع استهداف ناقلات نفطية وأصول ومقدرات نفطية.. تلاها تهديد هنا ووعيد هناك.. لكن يبدو أن المعركة السياسية بين الجمهوريين والديموقراطيين التي تدور رحاها في واشنطن والتي تنتظرها فصول جديدة في 2020، والتدخلات الحكيمة التي تبنتها دول خليجية قد أبطأت الضغط على الزر، أو أوقفته تماماً.

إلا أن حمم بركان المتوسط والتي تعود قصتها إلى سنوات مضت قد آن خروجها على مناضد اللاعبين الإقليمين الآن لحسم اقتسام الكنز أو غاز المتوسط بالحرب أو بالحلول السياسية..

قصة المتوسط

القصة بدأت عندما اكتشفت التقارير الدولية – وتحديداً تقارير ومسوحات أمريكية – في العام 2007 أن المتوسط ما هو إلا بحر يحتضن حقول غاز ضخمة تنتظر من يستغلها، ووقتها لم تكن الحدود البحرية بين المشاطئين تعني الكثير.

الاحتلال الإسرائيلي أول من ذهب إلى الكنز وعثر على مخزون الغاز في أعماق البحر شرق المتوسط في العام 2009.

وحسب "فرانس برس" يقدر احتياطي الغاز الطبيعي نحو 170 مليار متر مكعب لم يكشف عنه حتى الآن الكثير، على الرغم من كشف قبرص لحقل "أفروديت" الواعد الذى تقدر احتياطياته بنحو 4.5 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في العام 2011 ، وكشف مصر لحقل "ظهر" عام 2015 باحتياطيات ضخمة تقدر بـ 30 مليار متر مكعب، ما فتح شهية الشركات العملاقة في صناعة الغاز.

احتدت المنافسة في شرق المتوسط بحثا عن الثروات تحت سطح البحر، ما أشعل توترات كامنة في المنطقة، إذ أن لاعبين آخرين طالبوا بحقوقهم في الثروة التي اكتشفت حديثاً .. تركيا وليبيا ولبنان وفلسطين المحتلة.

تركيا                                                                                  

عندما وقَّعت دول بالمتوسط اتفاقيات حدودية ثنائية وأسسوا ما وصف بـ "منتدى غاز شرق المتوسط"، حاولوا إلغاء لاعب إقليمي قوي مثل تركيا، لكن أنقرة ووسط عملية وصفتها بـ "خلط الأوراق" بدأت عمليات لتنقيب النفط والغاز، أشارت إلى أنه ضمن القانون الدولي، وأن التنقيب يجري داخل "جرفها القاري".

كما وقعت تركيا اتفاقية حدودية وأمنية مع حكومة ليبيا المعترف بها دولية، ما أثار حفيظة اللاعبين الآخرين وبخاصة الداعمين لميليشيات خليفة حفتر ودفعته مع مرتزقته وأسلحته إلى العاصمة الليبية لتهديد حكومة الوفاق ودفعها لإلغاء الاتفاق مع تركيا .

وأصبحت العاصمة طرابلس مسرحاً للقوى الإقليمية المتصارعة أصلاً في المتوسط على غازه وكنزه المدفون بالبحر، فمن جانب الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً وتدعمها تركيا، وعلى الجانب الآخر ميليشيات حفتر يدعمها الآخرون .

إسرائيل ولبنان                                                                                     

كل هذه الصراعات التي كان يمكن حلحلتها لو جلس اللاعبون كلهم على مائدة واحدة وتفاهموا على كل شيء وهو ما كانت تطالب به أنقرة منذ زمن، صب في صالح إسرائيل التى تمنع لبنان من التمتع بقطعة من الكعكعة أو جزء من الكنز، ناهيك عن نهبها للثروات الفلسطينية.

وتتوسط الولايات المتحدة بين إسرائيل ولبنان في خلافهما حول الحدود البحرية.

قصة المتوسط التي بدأت بتقرير مسحي في العام 2007 يبدو أنها لن تنتهي بمغامرات عسكرية على أطراف العاصمة الليبية في نهايات 2019، لكنها مرشحة لفصول جديدة من الصراع، وبخاصة مع استعراض اللاعبين الإقليمين لعضلاتهم في مناورات بحرية هنا وهناك.. فهل يصبح مثار حرب جديدة في 2020 أم مثار تفاهم وتعاون بين المتشاطئين ؟.. هذا ما ستكشف عنه الأيام.

مساحة إعلانية