رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

246

الخيمة الخضراء تُفند أسباب تردي الثقافة والفن العربي

26 مارس 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ الدوحة - الشرق

تناولت الندوة الثامنة بالخيمة الخضراء التابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة، العولمة وتهديد منظومة القيم لدى المؤلفين والمبدعين العرب، فضلاً عن الأسباب والحلول لتردي الإنتاج الثقافي والفني في العالم العربي إلى جانب تحديد معوقات وصول الهوية والإرث الفني والثقافي العربي للعالم تحت عنوان «التأليف والإبداع الأدبي في العالم العربي بين الاتباع والحداثة».

وفي كلمته أكد الدكتور سيف بن علي الحجري رئيس برنامج لكل ربيع زهرة أنه من الحتمي على المؤلفين التعامل مع مصطلح العولمة في ظل التقدم التكنولوجي والانفجار المعرفي والانفتاح الثقافي إلى جانب المتغيرات السريعة في المجالات المادية، والتقنية، والاقتصادية، والثقافية مع العمل على تلافي آثاره السلبية على (الهوية – القيم - المنظومة المعرفية والثقافية للإنسان العربي).

ولفت إلى تحول برامج التواصل الاجتماعي مرتعًا لكل طالب شهرة، ما أصاب المتلقي بحالة من تدني الذوق، الأمر الذي يستوجب الإصرار على تقديم الإبداعات ونشرها بالشكل اللائق.

    دعم الإنتاجات الراقية

واقترح على دور النشر أهمية أن تُنقح ما تقدمه من أعمال، فضلاً عن الاهتمام بقيمة ما تقدمه للقراء من أعمال والعناية بالكتاب الناطق ومختصرات الأعمال الأدبية المشهورة إلى جانب الاهتمام بالإصدارات الإلكترونية من صحف ومجلات أدبية، فضلاً عن تنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى وبالعكس مع الإهابة بالمؤسسات المعنية لتعزيز الاستثمارات في المجالات الثقافية.

وأشار إلى أنه للوصول إلى إنتاج فني وأدبي راق، لابد من تأسيس مدارس نقدية، تضع النماذج والبنى للتيسير على المبدعين وفتح آفاق الغد لهم، حيث تزداد الحاجة لتعزيز مدارس التأليف والإبداع لمواكبة الحداثة.

واستعرض الدكتور الحجري أبرز معوقات نقل التراث الفني والثقافي العربي إلى الساحة العالمية، بدايةً بتأثير الاستشراق والاستعمار الحديث على مفهوم التراث الثقافي في العالم العربي يشكل عائقًا كبيرًا أمام مشاركة هذا التراث بشكل فعال عالميًا، فضلاً عن تأثير العولمة على منظومة القيم لدى المؤلفين والمبدعين العرب، مما أدى إلى هزالة المنتج الثقافي، لضعف التكوين الثقافي للمؤلف، بما يؤثر سلبا على تكوين المتلقي، بما يؤثر عكسيا على المؤلف، وقلة الاحتكاك بين الأجيال الثقافية، والسعي وراء الربح المادي على حساب القيم والأخلاق، بالإضافة إلى الأجندة الخفية لإفساد المجتمعات العربية والإسلامية إلى جانب ضعف الاستثمار في مجالات الثقافة.

 

    القيم العربية

وأكد رئيس البرنامج أن الثقافة العربية تحمل في طياتها مجموعة من القيم التي يحتاجها العالم ومنها الجود والكرم، والشهامة والنخوة، والشجاعة والنجدة، والعفة وقيمة المحافظة على الأسرة، لكن غياب وضعف الهوية الثقافية وعدم الاعتزاز بالموروث الحضاري للأمة العربية والإسلامية، والتقليد غير المدروس واستنساخ البرامج الغربية، تلك التي تمثل عوائق توصيل هذه القيم.

ومن جانبهم أشار المشاركون بالندوة إلى أن العولمة تُشكل تحديًا كبيرًا لمنظومة القيم العربية، ولكن يمكن للمؤلفين والمبدعين العرب الحفاظ على هذه القيم من خلال التوعية بمخاطر العولمة ودعم الإبداع العربي وتعزيز الحوار الثقافي، موضحين أن العولمة ليست ظاهرة سلبية بالكامل، بل لها أيضًا بعض التأثيرات الإيجابية على العالم العربي، مثل انتشار المعرفة والتكنولوجيا، ويجب على المؤلفين والمبدعين العرب أن يكونوا على دراية بالتأثيرات الإيجابية والسلبية للعولمة، وأن يتخذوا موقفًا نقديًا تجاهها.

    مسؤولية جماعية

وشددوا على أن الحفاظ على منظومة القيم العربية مسؤولية جماعية، تتطلب تعاونًا بين المؤلفين والمبدعين العرب والمجتمع ككل ولكن دولتنا الحبيبة قطر تحظى باهتمام كبير بذلك وتدعم الثقافة الصحيحة من خلال الملتقى القطري للمؤلفين، مثنين على دور قطر خلال تجربة كأس العالم لكرة القدم 2022 ومساهمتها في نقل الثقافة الخليجية العربي الإسلامية مع الاهتمام بالترجمة لعدة لغات وصولاً لكافة المشجعين الذين زاروا البلاد وإيماناً بأهمية نقل الثقافة العربية الإسلامية بصورتها الصحيحة ونقل تلك القيم.

وأوضح المشاركون أن التقليد الأعمى للثقافة الغربية يؤدي إلى انفتاح العالم العربي على الثقافات الأخرى ومنها تقليد الأنماط الغربية دون تمحيص أو نقد، مما قد يُهدد الهوية العربية والقيم الأصيلة، لافتين إلى أنه قد تؤدي العولمة إلى تهميش بعض جوانب الثقافة العربية، مثل اللغة العربية والفنون التقليدية، مما قد يُضعف الشعور بالانتماء إلى الهوية العربية وقد تؤدي ثقافة الاستهلاك إلى تهميش القيم الدينية والأخلاقية، مما قد يُسبب مشكلات اجتماعية وخلقية.

    التمسك بالدين الإسلامي

وأكد المشاركون أن التمسك بالدين الإسلامي مفتاح الوصول إلى كافة الثقافات وبداية لنشر الثقافة الإسلامية العربية لكافة دول العالم، مشيرين إلى أن الثقافة في العالم العربي وصلت إلى مرحلة الإبداع ولكن ينقصها توفير البيئة المناسبة مع صعوبة الحكم على العمل الإبداعي سواء عن طريق القيمة السوقية أو القيمة الثقافية، مشيرين أن التحدي الرئيسي يكمن في الفجوة بين القائمين على الثقافة وأفراد المجتمع، مطالبين بإشراك الشباب في أهداف واستراتيجيات وزارات الثقافة.

وقد شارك بالندوة الثامنة كوكبة من الخبراء من قطر والعالم العربي بدايةً بالدكتور أحمد الكندي والشاعر هنري زغيب وأ. د. عصام الملاح ود. أمل درويش والسيد محمد حسن الكواري وسعادة الشيخة منيرة بنت فهد بن عبدالله آل ثاني ود. نبيل درويش إلى جانب د. نهى الرميسي والأستاذ وفي العامري والمخرج سفيان حفار.

مساحة إعلانية