رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2389

سفير رومانيا لـ"الشرق": أجواء رمضان في رومانيا حيوية ومميزة

26 يونيو 2016 , 02:35م
alsharq
أحمد البيومي:

تقدم سعادة، كريستيان تدور، سفير رومانيا في الدوحة، بخالص التهاني إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ولسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وللحكومة والشعب القطري بمناسبة شهر رمضان المبارك.

وأعرب عن أمله بأن يكون هذا الشهر الكريم فاتحة خير وأمان للأمتين العربية والإسلامية وبداية لإرساء دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وقال السفير الروماني لـ"الشرق" إن شهر رمضان هو شهر الخير والبركات بالنسبة لكافة الشعوب العربية والإسلامية، لأنه فرصة طيبة من جميع النواحي سواء الدينية أو الاجتماعية أو الخيرية.

وأضاف أن شهر رمضان الحالي هو الأول له في الدوحة، مشيرا إلى أن الشهر الفضيل في قطر يتميز بجو من التراث القطري الغني كونه نابعا من أصول عريقة تعكس الروح الإسلامية والعربية، مضيفا أن ليالي رمضان في الدوحة تشهد حيوية كبيرة حيث نرى الأمسيات والخيمات الرمضانية والمجالس، علاوة على سوق واقف وغيره من الأماكن التراثية. والحقيقة أن الشعب القطري شعب متمسك بالتراث والأعراف، وبالتالي تتجلى الأمسيات الرمضانية والمجالس.

رمضان في رومانيا

وعن أجواء رمضان في رومانيا أوضح السفير تدور أنها تبرز بكل حيوية ونشاط في بلاده، وخاصة في إقليم دوبروجا، حيث يتكون هذا الإقليم من محافظتي كوستينجه وتولسيا، كما أن هناك المدن والقرى من أمثال مجيدية وجوكور أوفا وطوزلا وباشبينار ومحمودية وحتى مدينة ماشين. وأكد أن المسلمين في رومانيا يمارسون طقوس التعبد والصيام والعبادات بكل حرية.

وتعتبر مجيدية هي أكثر المدن سكانا من المسلمين، وجامع عبد المجيد الذي يرفع الأذان على منارته خمس مرات في اليوم يشتهر بتلاوة المسلمين فيه للقرآن الكريم في رمضان مع استماع الحاضرين والمتابعة من المصحف وبصلوات التراويح في الليالي الرمضانية. ويتلو الحفاظ القرآن الكريم للرجال وهم يتابعون القراءة من المصاحف. والذين لا يعرفون تلاوة القرآن من العربية يتابعون من المصاحف المطبوعة بالحروف اللاتينية.

وصلوات التراويح التي تؤدى في المساجد من العبادات التي يحرص مسلمو رومانيا على أدائها. ويتناوب المسلمون في تقديم عصير الفواكه للمصلين عقب صلاة التراويح. والأكلة الرئيسية في وجبة السحور هي الشيبوريك (البوريك وهو خبز شبيه بخبز السمبوسة)، حيث يوضع فيه لحم مفروم غني بالتوابل ولكنه قد يعمل بالجبن والبطاطس أيضا ويشوى على الزيت ويقدم مع شربة الفواكه.

تاريخ الإسلام في رومانيا

دخل الإسلام إلى رومانيا على أيدي القوات العثمانية، التي فتحت المنطقة سنة 1262م بقيادة الأمير عز الدين. وكانت البداية بفتح إقليم دبروجة، ثم تبعت الفتح حملاتٌ أخرى بقيادة الأمير سارو سلطق دادة، وعسكر هذا بجيشه بالقرب من مدينة باباداغ. وكانت هذه الجيوش العثمانية الفاتحة هي النواة التي تشكَّل منها المجتمع الإسلامي برومانيا. وتركت الجيوش العثمانية الكثير من الآثار في البلاد، خصوصاً على صعيد التراث العسكريّ كالقلاع والحصون، إضافةً إلى المساجد، ومن أشهرها مسجد باباداغ الذي بُنِي سنة 1552م. ووصلت أولى الموجات الكبيرة من المسلمين إلى رومانيا مع الكومان والبشنغس، وهما قبيتلان تركيتان هاجرتا من وسط آسيا إلى أوروبا في العصور الوسطى.

وأخذ الإسلام ينتشر بين سكان المناطق المفتوحة في معظم شرق أوروبا، وتحولت أسرٌ وقرى ومدنٌ بأكملها إلى الإسلام، نتيجة حرية العقيدة. وبعد الحرب العالمية الأولى هاجر الآلاف من المسلمين إلى تركيا، وحصلت موجة هجرةٍ أخرى في أعقاب الحرب العالمية الثانية بعد استيلاء الشيوعيّين على الحكم برومانيا، واستيلاء روسيا وبلغاريا على أجزاء من البلاد.

ويتكون المسلمون في رومانيا عرقياً من الأتراك والغجر والتتار، ويُقدر عددهم بأكثر من 70 ألف نسمة. ويوجد المسلمون في شرقي رومانيا بمنطقة دبروجة على ساحل البحر الأسود، وتحديداً في محافظتي كونستانتسا وتولتشا، وكذلك في العاصمة بوخارست. وتحمل بعض المدن الرومانيَّة أسماءً إسلامية، مثل مدينة المجيدية والمحمودية في جنوب شرق رومانيا على البحر الأسود، وباباداغ في الشرق.

حقبة مظلمة

وفي الحقبة الشيوعية في رومانيا تعرض المجتمع الإسلامي في الدوبرجيان للقمع الثقافي، فبعد عام 1948، أصبحت جميع ممتلكات المؤسسات الإسلامية السابقة ملكاً للدولة، وفي العام التالي، أنشأت إدارة الدولة والنظام التعليمي الإجباري العلماني فصولاً خاصةً للأطفال من التتار والأتراك، بهدف استيعاب المجتمع التتري. لكن حدث عقب ذلك خلافٌ في الدولة أدى إلى إيقاف عمل هذه الفصول في نهاية عام 1957، فأقصي التعليم باللغات التترية والتركية وتوقَّف في عام 1959، وتم إغلاق المدرسة الإسلامية في مجيدية في ستينات القرن العشرين. ورغم ذلك، فقد كانت كافَّة أنواع القمع والاضطهاد التي مارسها الحكم الشيوعي على الأقليات المسلمة في رومانيا أقلَّ وطأةً مما كانت عليه في بلدان أخرى بأوروبا الشرقية، وكانت التدابير التي اتُّخذت بحقّ المسلمين أقل حدة من تلك التي اتخذت بحق الطوائف الأخرى مثل الكاثوليك والبروتستانت الرومانيين.

المسلمون حاليا

وبعد الثورة الرومانية في 1989، أضيفت اللغات التترية والتركية مرة أخرى إلى المناهج الدراسية الرومانية في المناطق المسلمة، وفي عام 1993 أعيد فتح المدرسة الإسلامية في مجيدية، وهي ثانوية تربوية سُمِّيت يعد ذلك باسم الرئيس التركي السابق مصطفى كمال أتاتورك. وحافظ الممثلون الرسميون للمجتمع الروماني المسلم على علاقاتٍ وثيقةٍ مع منظمات دولية غير حكومية، مثل رابطة العالم الإسلامي. ويوجد في رومانيا 74 مسجداً، منها 24 من المساجد الأثرية القديمة. من أقدم مساجد البلاد مسجد أسمهان سلطان (الذي بني سنة 1573م)، وهو يضم مقبرة أثرية تطل على شاطئ البحر الأسود في مدينة مانغاليا الساحلية، بالقرب من الحدود مع بلغاريا. من المساجد القديمة الأخرى مسجد هونكيار (بني سنة 1868م) المجاور لمبنى دار الإفتاء في مدينة كونستانتسا، ومسجد أنادولكيوى، ومسجد باباداغ، ومسجد همزجا، وغيرها. وتوجد في البلاد 108 مقابر إسلامية.

الجمعيات الإسلامية

يعتبر مفتي المسلمين في رومانيا هو ممثلهم، ويساعده المجلس الإسلامي الذي يتكون من 23 عضواً. ويقع مقر دار الإفتاء والمجلس في مدينة كونستانتسا. وتوجد جمعيات في مناطق الأقليات المسلمة، كما يوجد عددٌ من المساجد المغلقة بسبب عدم تواجد عددٍ كافٍ من الأئمة، وتزيد هذه على 30 مسجداً.

أما بالنسبة للمؤسسات الدعوية، فتوجد بعض المؤسسات العربية بالبلاد، مثل مؤسسة طيبة العالمية ومدرسة الهلال الإسلامية ومؤسسة المركز الثقافي الإسلامي، وبعض المؤسسات التركية، كـمؤسسة أفراسيا، التي تقيم نشاطات عامة بين الجالية التركية، وتنشئ مراكز لتعليم القرآن، وكذلك مؤسسة التونا، التي تقيم مراكز لتعليم القرآن. ومعظم هذه المؤسسات تعمل إما في المشروعات الدعوية أو الإغاثية، وهناك تنسيق وتعاون بين هذه المؤسسات الإسلامية في مجالات الدعوة.

مساحة إعلانية