رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1158

هآرتس: الاتفاق مع السودان مدعاة للحذر أكثر منه للاحتفال

26 أكتوبر 2020 , 07:00ص
alsharq
مهاجرأافريقي في تل أبيب-رويترز
الدوحة – الشرق

 

أعلنت وزارة الخارجية السودانية أمس، أن اجتماعا مشتركا بين السودان واسرائيل سيعقد في "الأسابيع المقبلة" لبحث أفق التعاون. وقالت الوزارة في بيان أنّه تم "الاتفاق على أن يجتمع وفدان من البلدين في الأسابيع المقبلة للتفاوض حول إبرام اتفاقيات للتعاون في مجالات الزراعة والتجارة والاقتصاد والطيران ومواضيع الهجرة وغيرها". وأكدت الخرطوم الجمعة تطبيع علاقاتها مع إسرائيل و"إنهاء حالة العداء بينهما". وأكد بيان الخارجية أن البلدين اتفقا على "العمل المشترك لبناء مستقبل أفضل، ولدعم قضية السلام في المنطقة".

من جانبها، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن آفاق نجاح اتفاق العلاقات بين إسرائيل والسودان تعتمد على الفوائد الاقتصادية الفورية التي يمكن أن تظهرها الحكومة السودانية لمواطنيها، الذين تمكنوا من إسقاط نظام يعد من أقدم وأعتى الأنظمة الاستبدادية في المنطقة. وقالت الصحيفة في مقال لمحللها لشؤون الشرق الأوسط تزيفي باريل إن السودان "ليس الإمارات أو البحرين، حيث تتولى السلطة عائلات مالكة لا تسمح بأي تحرك ديمقراطي كفيل بإسقاط الحكومة". ويرى مقال هآرتس أنه بالنظر لكون الوثيقة الدستورية التي تم الاتفاق عليها في أعقاب الإطاحة بنظام عمر البشير في أبريل 2018 تنص على إجراء انتخابات وتعديلات تتيح النشاط السياسي الواسع للأحزاب، فلا يوجد هناك ما يضمن أن الحكومة ستكون قادرة على تحمل الضغوط الداخلية، وعدم تأجيل تنفيذ اتفاق التطبيع، تماما كما لا يوجد ضمان بأن الحكومة المنتخبة لن تلغي الاتفاقية. من هذا المنطلق -كما تضيف الصحيفة- يمكن للمرء أن يفهم إعلان رئيس الوزراء عبدالله حمدوك أنه في المرحلة الأولى من الاتفاق لن يكون هناك تبادل للسفراء أو إنشاء سفارات بالبلدين، بحسب"الجزيرة نت".

من ناحية أخرى، أكدت الصحيفة أن الاتفاق الموقع مع السودان -مثله مثل الاتفاقات السابقة مع الإمارات والبحرين- هو نتيجة مفاوضات دبلوماسية واقتصادية، ويرى الكاتب أن طرفي الاتفاق سيخرجان بفوائد واضحة، حيث سيتم حذف السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وستكون الخرطوم قادرة على بدء تلقي قروض مهمة من وكالات التمويل الدولية، خاصة صندوق النقد الدولي. وفي المقابل، ستتمكن إسرائيل بموجب الاتفاق من استكمال إنشاء طوق أمان لها في البحر الأحمر؛ يشمل مصر والأردن وجنوب السودان، كما ستتمكن من التضييق إلى حد كبير على حركة نقل السلاح من شبه جزيرة سيناء لغزة، التي تعتمد أساسا على طرق التهريب التي تمر عبر السودان لكن المكسب الأساسي من وجهة نظر إسرائيل هو استقرار عملية العلاقات مع الدول العربية الأخرى، وقبولها كعنصر إستراتيجي يخدم مصالح تلك الدول. كما تختم الصحيفة: لا ينوي الانتظار كل هذا الوقت، حيث بدأ فعلا تنفيذ مقتضيات الاتفاقية، من خلال فتح سماء السودان أمام الطائرات الإسرائيلية، وبدء المحادثات مع الطرف الإسرائيلي حول اتفاقيات اقتصادية في مجالي الزراعة والصحة.

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الحكومة السودانية وافقت على استقبال أعداد كبيرة من المهاجرين الذين دخلوا إلى إسرائيل بشكل غير قانوني، وذلك بعد إعلان بدء تطبيع العلاقات بين الجانبين. ووفقا لصحيفة جيروزاليم بوست، فقد دخل الآلاف من المواطنين السودانيين إلى إسرائيل بشكل غير قانوني في السنوات الـ15 الأخيرة، وما زال هناك نحو 6 آلاف منهم. وأضافت إذاعة الجيش أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم تشكيل لجنة لوضع خطط لإعادة المهاجرين وطالبي اللجوء السودانيين. ووافق المسؤولون السودانيون على عودة المهاجرين، مضيفة أن إسرائيل تسعى إلى إعادة أكبر عدد ممكن منهم. ولم يؤكد مكتب رئيس الوزراء صحة التقرير أو ينفيه.

من جهة أخرى، أجرت صحيفة سودانية لأول مرة حواراً مع مسؤول إسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين قوله إن قرار اتفاق العلاقات بين السودان وإسرائيل كان قرارا جامعا ومتفقا عليه من أطراف الحكم في السودان، فيما أكد وزير العدل السوداني تقديم المصالح على القناعات والأيديولوجيات.

ووصف كوهين قرار اتفاق العلاقات بين السودان وإسرائيل بالتاريخي، وأنه سيساهم في تقوية العلاقة بين البلدين. وقال الوزير الإسرائيلي إن المناقشة الفعلية بشكل مباشر بين الخرطوم وإسرائيل بدأت بعد لقاء رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي بأوغندا، وتبعته سلسلة من اللقاءات بين وفدي الدولتين برعاية أمريكية.

وأوضح أن آخر اللقاءات كان الأسبوع الماضي، ونجح فيه الوفدان في كسر الحاجز والتوصل إلى اتفاق سلام نص على إبرام اتفاق العلاقات الثنائية.

وأضاف كوهين أن إسرائيل لم تقدم وعودا للسودان بمساعدات مالية حتى الآن، لكن المتفق عليه اتفاق حول العلاقات على المستوى الدبلوماسي، وسيكون هناك تعاون أمني، وتبادل سلع تجارية واستثمارية بين البلدين.

وتوقع كوهين زيارة وفد سوداني لتل أبيب قريبا، وتوجه وفد إسرائيلي إلى الخرطوم.

وأضاف أنه سيترأس الوفد الإسرائيلي القادم للخرطوم بعد التوقيع الرسمي على اتفاق السلام، ويريد تقديم دعوة رسمية للحكومة السودانية لإرسال وفد إلى تل أبيب.

مساحة إعلانية