رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1332

ستيفن بايجل لـ الشرق: تشغيل مطارات أفغانستان نجاح للدبلوماسية القطرية

26 ديسمبر 2021 , 06:50ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

 

أوضح ستيفن بايجل، المسؤول السابق بمكتب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الأمن القومي، أنه في نجاح جديد للدبلوماسية القطرية المتميزة، والأواصر المشتركة لعلاقات الصداقة والتحالف التي تجمع الدوحة وأنقرة، أسفرت المباحثات القطرية- التركية في الوفود الخاصة التي عقدت مشاورات في أفغانستان مع ممثلي حكومة طالبان، لاتفاق مبدئي بشأن تشغيل مطار حامد كرزاي الدولي بالعاصمة كابول، والذي يعد المطار الرئيسي والجسر الجوي الأبرز لدولة أفغانستان التي لا تطل على أية بحار، ويشمل مكانة إستراتيجية حيوية على أكثر من صعيد، بجانب اتفاق لتشغيل 4 مطارات أخرى تشمل مطارات بلخ وهرات ومطار ولاية قندهار الهامة ومطار إقليم خوست، في اتفاق حظى بترحيب من الحكومة الأفغانية الانتقالية لتوافره على محدداتها بمراعاة المصالح الوطنية لأفغانستان، ومن المتوقع مباشرة الاتفاقات التفصيلية بين شركات من القطاع الخاص بقطر وتركيا، ويهدف الاتفاق التشغيلي عدة بنود مرتبطة بأبراج الملاحة الجوية وعدد من العمليات التشغيلية التي من شأنها إبقاء الرحلات الدولية بالمطار على مدار الأربع وعشرين ساعة، كما تمت مناقشة سبل عمليات التطوير وترميم الأضرار التي حاقت بمطار كابول الدولي خلال عمليات الإجلاء، وهناك رغبة لمباشرة الرحلات الجوية كضرورة قصوى ملحة يعقبها التباحث حول عمليات ترميم الأضرار والتطوير.

وتحظى قطر بثقل دبلوماسي دولي كبير يمنحها الثقة الكبرى من شركات الطيران الجوية في أن تباشر رحلاتها إلى أفغانستان التي تتعرض حكومتها لحذر وعزلة دولية، وأكدت العديد من الشركات أن وجود شركات أجنبية من القطاع الخاص تحظى بالثقة والوفاء بالأعراف والمعايير الدولية سيساهم في مباشرة الرحلات الجوية بالمطارات الأفغانية، وكانت مصادر دبلوماسية أكدت ان «الوفد القطري-التركي الذي وصل أفغانستان، الخميس، توصل إلى اتفاق مبدئي مع الجانب الأفغاني حول تشغيل مطار كابول و4 مطارات أخرى»، وأضافت أنه «تم إجراء محادثات مثمرة وفعالة حول تشغيل المطارات». وذكرت أنه «سيتم تشكيل فرق فنية مشتركة لتحديد تفاصيل عمليات التشغيل»، وأوضحت أنه «تم الاتفاق على مواصلة المفاوضات من خلال اللجان الفنية في الأيام المقبلة»، وأشارت الى أنه «ستكون هناك اجتماعات فنية بين الوفد القطري التركي، من جهة، والحكومة الأفغانية من جهة أخرى خلال الأسبوع المقبل حول تفاصيل التشغيل». وذكرت المصادر، أن «الوفد القطري-التركي سيعود في وقت لاحق إلى قطر، وسيواصل العمل خلال الفترة المقبلة بالدوحة».

أدوار إستراتيجية

وأوضح ستيفن بايجل السياسي الأمريكي المخضرم: إن الدور القطري في المشهد الأفغاني يزداد إستراتيجية في فترة صعبة جداً في التاريخ الأفغاني والأمريكي وبدء مرحلة جديدة للبلاد الأفغانية على الصعيد العالمي، وفي مثل تلك الفترات الحرجة وما يشوبها من تعقيدات بالغة، تصبح الثقة أمراً سرعان ما يتدمر ويفقد أمام حدة الصراعات وتشابكها وتعقيداتها، ولكن ما قامت به قطر قبل سنوات عديدة من استضافة المفاوضات مع حركة طالبان والممثلين الأمريكيين، ودورها الحيوي في عمليات الإجلاء والشراكة الإستراتيجية القطرية- الأمريكية الممتدة، جعلت من تلك الروافد الإيجابية المستثمرة في الدبلوماسية منذ عقود لدى قطر، بجانب مرونتها وسرعة تفاعلها مع أحداث ومستجدات المشهد الأفغاني شديد التطور والتحول على مدار الفترة الأخيرة، جعلها تكتسب الثقة والتقدير الدوليين من مختلف الجبهات الدبلوماسية الدولية والدول المجاورة لأفغانستان وحكومة طالبان الانتقالية وبكل تأكيد أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة، لأن أدوار الدوحة تختلف تماماً في أجنداتها عن المرامي الأخرى التي جعلت الساحة الأفغانية محطة لصراعات نفوذ إقليمية، بينما بحثت الدوحة على تقديم الوجه الإنساني لدبلوماسيتها على شقيه في عمليات الإجلاء الأمريكية والأوروبية، وأيضاً بالمساعدات الاقتصادية غير المنقطعة سواء من قطر مباشرة إلى أفغانستان أو بما تشارك به وتدعمه من شحنات مساعدات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، أمّا على الصعيد الدبلوماسي، ففي فترة كانت مشوبة بالحذر، كانت قطر تحظى بتحالفات إيجابية طورتها خلال استضافتها الطويلة لمباحثات السلام الأفغانية في الدوحة والتي وُضعت فيها لبنة الانسحاب الأمريكي من البداية.

استعادة الثقة

ويتابع ستيفن بايجل، المسؤول السابق بمكتب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الأمن القومي، في تصريحاته لـ الشرق: إن الأزمة الكبرى التي واجهت طالبان والمجتمع الدولي هو ما يتعلق بأزمة الثقة والخلافات حول تأكيد الشرعية، ولكن هناك ضرورة حيوية لوجود خط تواصل مباشر بين أمريكا وطالبان من جهة وبين الطرفين والمجتمع الدولي من جهة أخرى، هنا برز فيها دور قطر بخبرتها في استضافة المباحثات الدبلوماسية والعلاقات المتميزة التي تجمعها مع أمريكا والدول الأوروبية، والعلاقات التي طورتها أيضاً مع الجبهات الدبلوماسية الإقليمية المنخرطة سواء الهند أو باكستان وروسيا وغيرها، ووجود حاجة لتحرك مباشر مرتبط بالأزمة الإنسانية والمعاناة الاقتصادية المؤلمة الحاضرة في المشهد الأفغاني التي قدمت قطر مساعيها تلك كأحد أوجه الدعم المباشرة، وخاصة في العمليات التشغيلية الخاصة بمطار كابول، وما أعقبها من مباحثات من أجل تشغيل المطارات الأربع الأخرى بصورة تحظى بها بثقة شركات الطيران العالمية لموافاتها بالمعايير المطلوبة، وهو دور كان ينبغي القيام به منح للدوحة الفرصة أن تباشر منهج دبلوماسيتها الإنسانية، التي تمنحها النفوذ الحيوي من أجل تقديم الدعم والمساعدة في مواقف تاريخية لها لن تنسى بكل تأكيد خاصة على الجانب الأمريكي، الذي استضافت قطر العدد الأكبر من عمليات الإجلاء التي باشرتها القوات الأمريكية وانخرطت القوات القطرية الجوية رفقة القوات العسكرية الأمريكية بقاعدة العديد بالدوحة في عمليات بالغة التعقيد خلال مهام الإجلاء، وتقوم سفارة قطر في أفغانستان بالوكالة لخدمات قنصلية ودبلوماسية أمريكية في مكتب خاص بالسفارة القطرية وبثقة دبلوماسية كبيرة من أمريكا والأطراف الدولية كافة.

أدوار جديدة

ويختتم ستيفن بايجل، المسؤول السابق بمكتب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الأمن القومي تصريحاته موضحاً: إن الدور الجديد لقطر فيما يتعلق بتشغيل المطارات الأفغانية يجعل الدوحة تقف بكل تأكيد في موقف خاص الآن فيما يتعلق بالتعامل العالمي إزاء الأوضاع في أفغانستان، فهي تنخرط في مباحثات أكثر قرباً من الواقع مع دوائر السلطة في نقاشات التحديات العديدة والخاصة بالمستقبل، وتتحرك الدبلوماسية القطرية والتركية بوضوح في فتح النقاشات المباشرة مع ممثلي السلطة الأفغانية وعدم التخفي وراء عزلة غير متحققة في الواقع في ضوء أهمية التنسيق الدبلوماسي والمصالح الحيوية العديدة لأمريكا والدول الأوروبية والغربية، والدور القطري في هذا الصدد يتم تثمينه وتفهمه دولياً في كافة القمم الأممية التي تعرضت للمشهد الأفغاني سواء في فعاليات الأمم المتحدة أو اجتماعات القادة في قمة الدول العشرين والقمم الاستثنائية الخاصة بمجلس الأمن، ويأتي الموقف القطري حسبما كان معلناً في كثير من اللجان التي جمعتنا للتناقش حول محطات تطور الصراع الأفغاني وخطط المستقبل، إلى نظرة تتجاوز طبيعة السلطة وأدواتها إلى تقديم المساعدة للشعب والدولة بالأساس لأن الصراع الدائر خلَّف نتائج مسكوتا عنها تنذر بكوارث إنسانية، فطالبان يمكنها أن تتصارع على حقها في أن يكون لها السلطة على مطار كابول والمطارات الخمس الأخرى ولكنها بحاجة الى خبرة فنية غير متوفرة أمام هجرة عقول حقيقية من أفغانستان وافتقاد ثقة شركات الطيران الدولية.. وكانت قطر بحاجة للتدخل الإيجابي لمباشرة الرحلات الجوية التي تعد شرياناً للمساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني الذي هو في أمس الحاجة لها، وتنسيق ودعم أكثر من مبادرة وحملة إغاثة وتبرعات عينية وطبية في ظل تحديات مناخية صعبة وأزمة نزوح ولجوء وإيواء ستكون أكثر قسوة بكل تأكيد في الشتاء.

مساحة إعلانية