رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

1122

قطر الأولى عالمياً في مرونة سوق العمل

27 يناير 2016 , 07:37م
alsharq
أبو ظبي - الشرق:

حافظت قطر على تصنيف متقدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤشر تنافسية المواهب العالمي "جي تي سي أي" 15-2016 الصادر عن كلية إنسياد العالمية لإدارة الأعمال. ويتم إطلاق "جي تي سي أي" بناءً على دراسة سنوية تستند إلى بحوث ودراسات تجريها مجموعة أديكو المتميز عالمياً في توفير حلول الموارد البشرية ومعهد قيادة رأس المال البشري (HCLI) في سنغافورة.

ويتمحور موضوع هذا العام حول "جذب المواهب والتنقل الدولي" ويركز على النتائج المتعلقة بالارتباط الوثيق بين حركة المواهب والازدهار الاقتصادي.

وحلت قطر في المرتبة 24 من أصل 109 دول، مرتفعة بنقطة واحدة عن موقعها على مؤشر العام الماضي. ويعتبر مستوى المعيشة في قطر من أفضل المستويات، حيث ارتفع تصنيفها من المرتبة 26 في عام 2014 إلى المرتبة الثانية في عام 2015.

كذلك ارتفع ترتيب الاستدامة للاحتفاظ بالمواهب على المؤشر من المرتبة 41 في عام 2014 إلى 26 في عام 2015. كما عملت البيئة التنظيمية، وبيئة والسوق والأعمال فيها على استقطاب المواهب، حيث ارتفعت من الترتيب 12 في عام 2014 إلى الخامس في عام 2015 أيضا.

واحتلت قطر المرتبة الأولى على مستوى العالم في مرونة سوق العمل وجذب الطلاب الأجانب. وأسهمت بيئة الأعمال الخالية من الضرائب في حلولها في المركز الأول على تصنيف الضرائب الخاص بالمؤشر.

وقال "برونو لانفين"، المدير التنفيذي للمؤشرات العالمية في كلية إنسياد، والمحرر المشارك في التقرير: "لقد أظهرت قطر قدرةً قياديةً هائلة في تنمية ثرواتها غير النفطية. فقد أسهم القطاع المصرفي القوي، وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ذات الجودة العالية ومشروعات البنية التحتية المتعددة وكأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر إلى استمرار البلاد في جذب المواهب من حول العالم.

كما أسست جامعات عالمية المستوى مقرات لها هناك، مما ساعد في جذب الطلاب من جميع أنحاء العالم، والذين اختار العديد منهم البقاء والاستمرار في الإضافة إلى ثروة البلاد من رأس المال البشري".

وأضاف لانفين: "للوهلة الأولى قد يُنظر إلى التنقل الاقتصادي المؤقت للأشخاص من ذوي المهارات العالية باعتباره خسارة لبلدهم الأصلي، لكن على البلدان أن تدرك أن هذا يترجم إلى ربح صاف عند عودتهم إلى بلادهم.

وقد استفادت دول مجلس التعاون الخليجي من المواهب القادمة من جميع أنحاء العالم من خلال بناء الجامعات عالمية المستوى بهدف تطوير رأس المال البشري المحلي. فالمهارات التي تكتسبها العمالة الوافدة التي تعمل في هذه الأسواق الديناميكية، والاختلاط مع الثقافات المختلفة، هي أصول لا تقدر بثمن عندما تتحرك هذه العمالة قدماً. فمثل هذه الخبرات الدولية هو ما تبحث عنه المنظمات الكبيرة اليوم".

حققت مرتبة متقدمة ضمن أعلى دول المنطقة في تصنيف مؤشر تنافسية المواهب العالمي

وبالحديث عن الاتجاهات المستقبلية في سوق العمل، حذر "لانفين" قائلا: "في الوقت نفسه، قد تشكل التكنولوجيات تحديات جديدة للعاملين في مختلف مستويات المهارات: مثلا قد يتم تدمير وظائف تتطلب مهارات متدنية من خلال استخدام الأتمتة؛ كما يمكن استبدال الموظفين من ذوي المهارات المتوسطة باللوغاريتمات. حيث سيكون ذلك سمة أساسية من سمات الجيل الرابع من الصناعة أو ما يسمى بـ "صناعة 4.0".

وأشار التقرير إلى أن التنقل أمر حيوي لملء الثغرات في المهارات. وأن نسبة عالية من الأشخاص الذين يتمتعون بالابتكار والمبادرة ولدوا أو درسوا في الخارج. ولذلك فمن غير المستغرب أن البلدان التي احتلت المراتب العليا تعد وجهات مرغوبة للعاملين من ذوي المهارات العالية. ولمواجهة الأنواع الجديدة من تدفقات الهجرة هذه، فعلى صناع القرار العمل على صياغة سياسات واستراتيجيات لمعالجة كل المخاوف الفورية لدوائرهم الانتخابية ومصالح مواطنيها على المدى الطويل.

ومن خلال إجراء تحليلات ومقارنات بين النقاط المسجلة من قبل كل دولة على حدة، ظهر عدد من الأنماط والتشابهات، تتلاقى كلها في ثمانية رسائل رئيسة متعلقة بموضوع هذا العام.

فقد أصبح التنقل عنصرا أساسيا للتنمية المواهب: فلا يمكن تطوير الموهبة الإبداعية بالكامل إذا لم يتم تشجيع التنقل الدولي أو ما يسمى بـ"تدوير العقول"، ويجب أن يتحول النقاش حول الهجرة من نقاش عاطفي إلى نقاش يبحث عن الحلول: حيث ستجد البلدان أنه من المفيد التعامل مع تنقل الأفراد من خلال منظور المواهب، والممارسات الإدارية تحدث فرقا في جذب المواهب: فبعيداً عن الحوافز النقدية ومستوى المعيشة، هناك عامل مهم آخر قد يحدث فرقاً كبيراً في العمل على جذب المواهب والكفاءات المهنية ويتمثل في الإدارة المهنية والاستثمار في تطوير الموظفين، وفي الوقت الذي يستمر الناس فيه في الانتقال إلى وظائف وفرص عمل جديدة أصبحت الوظائف الآن تتجه إلى حيث توجد المواهب: فقد بدأت بعض الدول في جذب انتباه المستثمرين الدوليين بسبب المواهب الإبداعية لمتوفرة لديها بتكلفة معقولة: الصين وكوريا الجنوبية والفلبين وفيتنام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. مالطا وسلوفينيا وقبرص ومولدوفا في المنطقة الأوروبية؛ وتركيا والأردن وتونس في منطقة الشرق الأوسط. وبنما في أمريكا الوسطى.

وظهور "مغناطيس المواهب" الجديد: رغم أن الولايات المتحدة وسنغافورة وسويسرا كانت جذابة للمواهب منذ فترة طويلة، فقد تحتدم المنافسة بين محاور المواهب الناشئة مثل إندونيسيا والأردن وتشيلي وكوريا الجنوبية ورواندا وأذربيجان، حيث نشأ مزيد من التطلع إلى الانضمام هذه الوجهات الجذابة بين ذوي المواهب، واستمرار استبدال العمالة من ذوي المهارات المتدنية بالروبوتات، بينما يتم استبدال العاملين في مجال المعرفة باللوغاريتمات: فمع استمرار إعادة تعريف التنقل بطرق جديدة، لاسيَّما من خلال التكنولوجيا، يتأثر العاملون في مجال المعرفة بشكل مباشر، ويصدر هذا التحول إشارات إلى إمكانية الاستغناء عن قطاعات كاملة من النشاطات المعرفية. وقد يحتاج البعض إلى العمل من منازلهم لصالح عدد أصحاب الأعمال.

بينما سيحتاج البعض الآخر إلى إعادة التدرب والانتقال بعيداً للحصول على وظائف، وفي عالم "تداول المواهب" تلعب المدن والمناطق دوراً حاسما في التنافس على المواهب العالمية: حيث تلعب سهولة الحركة والعلامات التجارية للمدن دوراً حيوياً في المفاضلة بينها، ويعد ذلك أكثر أهمية من الحجم، حيث يعتمد عدد متزايد من المدن الكبيرة سياسات مبتكرة لجذب المواهب العالمية.

وتستمر المهارات المهنية النادرة في إعاقة البلدان الناشئة: تستمر الفجوات في المهارات المهنية في التواجد في الدول الناشئة مثل الصين والهند، وجنوب إفريقيا، خاصة في البرازيل حيث تظهر قدرات المواهب علامات ضعف على جميع الجبهات. ويظهر ذلك جلياً في بعض البلدان ذات الدخل المرتفع مثل إيرلندا وبلجيكا وإسبانيا أيضا.

ومن جانبه، قال "بول ايفانز"، الرئيس الفخري للهيئة العلمية لأبحاث الموارد البشرية والتطوير التنظيمي، في كلية إنسياد، والمدير الأكاديمي والمحرر المشارك لمؤشر تنافسية المواهب العالمي "جي تي سي أي": "أظهرت دراستنا للبيانات العالمية أن اجتذاب الموهبة والحفاظ عليها يحتاج إلى جهد كبير، كما تعد جودة الممارسات الإدارية ذات أهمية متزايدة لاجتذابهم من الخارج. وفي حين لا تزال فرص التعليم العالي تعد عاملا أساسيا لجذب المواهب والحفاظ عليها، فإن من أهم عامل الجذب المتزايد الأهمية تكمن في الكفاءة المهنية للشركات والممارسات الإدارية لديها، ومن أمثلة ذلك بلدان الشمال التي احتلت مراتب عالية بعد تسجيلها أعلى مستويات لاسيَّما في الجدارة، والإدارة المهنية والانتباه إلى تطوير الموظفين. وهذا أمر مهم خاصة بالنسبة لجيل الألفية الذين سيصبحون قادة الإبداع في المستقبل".

والدول التي احتلت المراتب الثلاث الأولى في القدرة التنافسية للمواهب هي سويسرا في المرتبة الأولى، تليها سنغافورة ولوكسمبورج في المركزين الثاني والثالث على التوالي، ولم تتغير منذ عام 2014.

مساحة إعلانية