رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

869

راجح بادي: تعيين الفريق الأحمر في القيادة العسكرية يؤدي لسرعة حسم المعركة

27 فبراير 2016 , 11:37م
alsharq
أجرى الحوار - عبدالحميد قطب:

قطر هي الأقرب والأوفى للشعب اليمني والأكثر حرصاً على أمنه واستقراره

حزب الله يشارك فعلياً على الأرض اليمنية بتدريب المليشيات الحوثية

الحكومة لديها العديد من الوثائق والأدلة الدامغة على تورط حزب الله في الحرب

نثمِّن المؤتمر الإنساني في الدوحة لإيصال المساعدات إلى مستحقيها بحيادية وشفافية مطلقة

المؤتمر يؤكد عمق العلاقات الأخوية الصادقة بين الشعبين القطري واليمني

تعزيز القدرة العسكرية والكفاءة المهنية للجيش الهم الأكبر للقيادة اليمنية

اليمنيون متفائلون بتعيين الفريق الأحمر ويأملون أن يسهم في تعزيز قدرات الجيش

الفريق الأحمر لديه رصيد وطني ومهني كبير وأتمنى أن يوفق في أداء مهامه الجديدة

لا خلافات بين هادي وبحاح وكل ما في الأمر تباينات في وجهات النظر

هادي وبحاح متفقان على ماهية المخاطر وضرورة الخروج من أتون الحرب

خلافات عميقة ظهرت بشكل واضح بين مليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح

احتفال الحوثي بذكرى ثورة فبراير أشعل الاتهامات بينهما واعتُبر بدايةً لفك الارتباط

أشاد راجح بادي الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية ومستشار رئيس الوزراء، بالدور القطري الإنساني تجاه الشعب اليمني، واصفاً دولة قطر بأنها الأقرب والأوفى للشعب اليمني والأكثر حرصاً على أمنه واستقراره.

وثمَّن بادي في حواره مع "الشرق" المؤتمر الذي عُقد الأسبوع الماضي في الدوحة تحت عنوان "الأزمة الإنسانية في اليمن.. التحديات وآفاق الاستجابة الإنسانية"، وثمَّن نتائجه، والذي تعهد بإيصال المساعدات لمستحقيها بحيادية وشفافية مطلقة..بحسب ما قال.

ورحب بادي بتعيين الفريق علي محسن الأحمر نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، معتبراً القرار جاء لتعزيز قدرات القوات المسلحة ورفع الكفاءة المهنية لأفراد الجيش، كما أنها خطوة مهمة في اتجاه سرعة حسم المعركة.

ونفى وجود خلافات بين الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه خالد بحاح، وقال إن الأمرلا يعدو سوى تباينات في وجهات النظر بينهما، وأنهما متفقان على ماهية المخاطر وضرورة الخروج من أتون الحرب.

وفي المقابل، كشف بادي عن وجود خلافات بين الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي، مدللاً على ذلك بقيام قيادة الحوثي بالدعوة للاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة 11 فبراير، والتي قامت على حكم علي صالح ونظامه.

وأكد بادي على وجود عناصر من حزب الله اللبناني على الأراضي اليمنية وأنهم يشاركون في تدريب أفراد الميلشيا الحوثية الانقلابية، مؤكداً أن الحكومة لديها العديد من الوثائق والأدلة المادية التي توضح تورط حزب الله في الحرب اليمنية.

وإلى نص الحوار

استضافة الدوحة الأسبوع الماضي مؤتمراً إنسانياً لدعم الشعب اليمني تحت عنوان "الأزمة الإنسانية في اليمن.. التحديات وآفاق الاستجابة الإنسانية" وقد جاء في ظل تدهور واضح في الخدمات الإنسانية المقدمة للشعب اليمني وعدم استطاعة الدولة تلبية تطلعات واحتياجات اليمنيين.. كيف تقيِّم هذه الخطوة وكيف تنظرون إليها كحكومة يمنية؟

نحن نثمن هذا المؤتمر ونتائجه تثميناً كبيراً، وخاصة أنه تعهد بإيصال هذه المساعدات إلى مستحقيها، في شتى الأراضى اليمنية، برغم اندلاع الحرب، والتي فرضت على الشعب اليمني من قبل مليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح.

وقد جاء هذا المؤتمر ليعزز ويؤكد دائماً عمق العلاقات الأخوية الصادقة، بين دولة قطر والشعب اليمني، وكذلك موقف قطر أميراً وحكومة وشعباً، تجاه إخوانهم في اليمن، كما يؤكد أن قطر دائما في كل المحن والأزمات التي عصفت بالشعب اليمني، كانت الأقرب والأوفى بالنسبة للشعب اليمني، والأكثر حرصاً على الأمن والاستقرار اليمني.

وأعتقد أن هذا المؤتمر بداية حقيقية لأن تكون عملية الإغاثة في اليمن عملية منظمة، يسودها الحياد والشفافية وكذلك سرعة وصولها لمستحقيها داخل كل الأراضي اليمنية.

هل تعتبرون المؤتمر "طوق نجاة" لكم في ظل تردي الأوضاع المعيشية للشعب اليمني؟

بكل تأكيد، فإن المؤتمر جاء في ظل أوضاع إنسانية صعبة يمر بها الشعب اليمني، وخاصة في محافظة تعز التي تخضع لحصار لا إنساني من قبل مليشيات الحوثي وصالح، سواء فيما يتعلق بالجانب الصحي، والإنساني، والغذائي، وانتشار الأمراض والأوبئة، وازدياد معدل الفقر، وبالتالي فإن المؤتمر جاء في توقيت مناسب جداً، علماً بأن الشعب اليمني يعيش الآن أوضاعا إنسانية صعبة تزداد تدهوراً يوماً عن يوم.

تعيين الفريق الأحمر

منذ أيام، أعلن الرئيس اليمني تعيين اللواء علي محسن الأحمر نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة..برأيك هل تأخرت هذه الخطوة كثيراً؟

أعتقد أن هذه الخطوة التي قام بها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، وغيرها من الخطوات مثل إنشاء عدد من الألوية داخل الجيش، جاءت لتعزيز قدرات الجيش الوطني، وخاصة في الوقت الذي ما يزال اللواء محمود صبيح وزير الدفاع مختطفاً من قبل مليشيا الحوثي، ويبدو أن فخامة الرئيس ارتأى أن الجيش يحتاج إلى تعزيز في جانب قيادة القوات المسلحة، وأعتقد أنه جاء بناء على رؤية فخامة الرئيس، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والمشرف على كل العمليات العسكرية في اليمن، بأنه لا بد من تعزيز القدرة العسكرية والكفاءة المهنية، وأتمنى أن يوفق الفريق علي محسن في أداء مهامه الجديدة.

لكن الشارع اليمني يتساءل، لماذا جاءت الخطوة متأخرة؟

أنا شخصيا لا أعتقد أنها متأخرة، لكنَّا في الأخير هناك تقديرات للعسكريين، وأيضا للقيادة السياسية والعسكرية، والتي لديها حيثيات التوقيت والقرار، ودعنا لا نتكلم عن التوقيت، بل علينا أن ننظر ما الذي يمكن أن يقدمه وينجزه.

معروف أن الفريق علي محسن هو أول من انشق عن الجيش وانضم لثورة فبراير 2011، كما أن الرجل لديه صراعات سابقة مع الحوثيين والرئيس المخلوع، كما أن صالح لم يكن يقبله على المستوى الشخصي، إلى أي مدى يمكن للفريق الأحمر أن ينجز الحرب وأن يساهم في حسم الصراع مع الحوثيين وقوات صالح، مستغلاً رصيده الوطني عند الشارع اليمني؟

بكل تأكيد فإن الفريق علي محسن أعلن تأييده لثورة الشباب السلمية في بدايتها، ولذلك تم تعيينه مستشاراً عسكرياً للرئيس هادي، إلى أن تولى المنصب الجديد، وهذا يجعل الكثير من اليمنيين يؤملون فيه كثيراً لتعزيز قدرات الجيش، واستكمال بناء هذه المؤسسة، على أسس وطنية، وفقاً لمخرجات الحوار الوطني، وأعتقد أن اليمنيين متفائلون بتعيين الفريق الأحمر، وأنه سيسهم في استكمال وسرعة بناء المؤسسة، وسيعزز من جبهات المقاومة والقتال في أكثر من منطقة، لأن الهدف الأساسي الذي توليه القيادة العسكرية هو سرعة إنهاء المعارك التي دمرت البنية التحتية للشعب اليمني، وساءت بسببها الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وأنا أعتقد أن الأمل الأكبر للشعب اليمني هو أن تكون هذه القرارات وغيرها سببا في إنهاء الهم الأكبر، ألا وهو الانقلاب على الشرعية، والذي هو بالنسبة لكل اليمنيين الشرفاء الهدف الأسمى.

ونحن نتمنى أن تتمكن قواتنا المسلحة بالتعاون مع المقاومة الشعبية، من حسم هذه الحرب، وإفشال انقلاب مليشيات الحوثي التي سطت على السلطة الشرعية وأرادت اختطاف الدولة بانقلابها المسلح.

الخلاف بين هادي وبحاح

تحدثت كثير من المصادر عن وجود خلافات بين الرئيس هادي ونائبه خالد بحاح.. هل نستطيع أن نقول إنها انتهت الآن؟.

دعني أقل وأؤكد أنه لم تكن هناك خلافات أبدا، بين فخامة الرئيس والسيد بحاح، وكل ما في الأمر أنها كانت تباينات في وجهات النظر، لكن الشخصيتين متفقتان على ماهية المخاطر، وما هي التحديات التي تواجه اليمن، وكذلك الحلول والأولويات التى يجب اتخاذها للتغلب على هذه الظروف، والخروج من أتون هذه الحرب، التي كلفت الشعب اليمني الكثير.

ومن المعروف عنهما أيضا أنهما دائما الجلوس بصفة منفردة للتباحث والتشاور في كل القضايا وخاصة التي تحتاج إلى توضيح في وجهات النظر، والتوصل لرؤى محددة، وأعتقد أن هناك مبالغة كبيرة من قبل الإعلام لتضخيم التباين في هذا الموضوع.

وأنا أحب أن أعيد لصحيفتكم ما قاله دولة نائب الرئيس ورئيس الوزراء في الإمارات مؤخراً إنه "ابن" لفخامة الرئيس هادي رغم التباين في وجهات النظر، وهذه برأيي هي الروح الوطنية التي تحرص على أن تكون قيادة اليمنيين موحدة وخاصة في ظل هذه الظروف العصيبة.

فك الارتباط بين صالح والحوثي

على الجانب الآخر تتحدث بعض التقارير عن وجود حالة من "فك الارتباط " بين علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي.. هل نستطيع أن نجزم بصحة هذه التقارير؟.

نعم هناك خلاف عميق ظهر بشكل واضح بين مليشيات الحوثي وصالح، لأنه في الأساس التحالف بين الطرفين منذ البداية غير طبيعي، فنحن نتحدث عن طرفين خاضا فيما بينهم 6 حروب سابقة، سالت فيها الكثير من دماء اليمنيين، وبالتالي فإن التحالف كان نوعا من المغالطة بين الطرفين، ارتضته الضرورة بينهما، لكن بدت الآن نقاط خلاف كثيرة بينهما، آخرها دعوة القيادة الحوثية للاحتفال بذكرى ثورة 11 فبراير، وهي الثورة التي قامت على عبدالله صالح ونظام حكمه، وقد رأينا تبادل الاتهامات بينهما، وهو ما اعتبر بداية لفك الارتباط بين الطرفين.

وهذا الأمر يجعلنا على يقين أن هذا التحالف سينفصل قريبا، لأن الخلافات هي أساس العلاقة بين الطرفين، فعلي عبدالله صالح من وجهة نظر الحركة الحوثية هو المتسبب في اندلاع الحروب الست التي خاضتها من قبل، وهو المتهم الأول في مقتل مؤسس الحركة حسين بدر الدين الحوثي، ولا يخفى على أحد أن قيادة الحركة تتحدث عن ذلك في مجالسها، وتتعاهد على الثأر من علي عبدالله صالح.

وهل الحاضنة السياسية لعلي عبدالله صالح ما زالت متماسكة كما كانت في السابق؟.

بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام، فقد اجتمعت قيادته، وقررت فصل صالح من الحزب، ومن قيادته، وهذا حدث في حضور قيادات تاريخية للحزب، مثل السيد عبدالكريم الارياني -رحمه الله- وأحمد عبيد بن دغر، وكذلك الرئيس عبدربه منصور هادي الذي كان أمينا عام للحزب.

أيضا فمنذ بدء عاصفة الحزم وبدأ الجيش اليمني بالتحرك، ودخلت المقاومة الشعبية المناطق المسيطر عليها من قبل أنصار صالح والحوثي، تغيرت المفاهيم لدى الكثير من أتباع صالح والحوثي، وانضم البعض منهم للمقاومة الشعبية، والبعض الآخر انسحب من المواجهة، بعدما اكتشفوا أن هذا التحالف ضد ثورة الشعب اليمني عام 1962، وضد ثورة الشباب في فبراير 2011التي منحت الشعب اليمني حريته وكرامته.

وجود حزب الله في اليمن

تحدث الكثير من وسائل الإعلام عن أن حزب الله اللبناني خطط لشن أعمال عدائية ضد أهداف في السعودية، عبر عناصر من مليشيا الحوثي.. هل لكم أن تضعونا في الصورة؟.

بالفعل قد تعددت مشاركة الحزب وأفراده في طبيعة المهام التي يقومون بها في اليمن على أكثر من صعيد، ولم تقتصر على الدعم المعنوي المعلن عنه رسمياً بل تعدى ذلك إلى المشاركة الفعلية على الأرض، وذلك بتدريب أفراد الميلشيا الانقلابية على القتال والتواجد في ساحات القتال على الحدود السعودية، والتخطيط للمعارك وترتيب عمليات التسلل والتخريب داخل الأراضي السعودية.

ومن جانبنا فإن الحكومة لديها العديد من الوثائق والأدلة المادية التي توضح مدى تورط أفراد ينتمون لحزب الله في الحرب التي تشنها المليشيا الحوثية على الشعب اليمني.

وإنه بموجب تلك الأدلة الموثقة لايمكن لحزب الله أن ينفي دوره في الخراب الذي يشارك فيه سواء بالدعم المعنوي أو اللوجستي الواضحين، وأنه أحد المسؤولين بصورة مباشرة عن إطالة أمد الحرب، وجلب الخراب لليمن وشعبه ومقدراته، في مخالفة واضحة للقرار الأممي 2216.

وأعتقد أن تدخل حزب الله بهذه الصورة، يعد تدخلاً سافراً في شؤون دولة مستقلة، وقيامه بهذه الأعمال العدائية تجاه الشرعية وقوات التحالف العربي من شأنه أن يفاقم الأزمة ويساعد المنشقين عن الشرعية على التمادي في أعمالهم العدوانية تجاه اليمنيين.

أخيراً فقد دعا المبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني التحضير للجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين الأطراف اليمنية.. هل لا يزال هناك أمل في أن تنصاع مليشيا الحوثي للقرارات الأممية، وتستجيب لمخرجات الحوار والاتفاقات الأخيرة؟.

للأسف فإن ميليشيات الحوثي وصالح لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه من إطلاق سراح الأسرى وفتح ممرات آمنة للمناطق المحاصرة، حتى إن المنظمات الدولية فشلت في إدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة تعز المحاصرة.

وبرغم أن الحكومة تمد يدها للسلام، لكن لم يتم تنفيذ الالتزامات من جانب الحوثيين، وأهمها إطلاق عدد من الأسرى وفتح ممرات آمنة وتوصيل المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

مساحة إعلانية