رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

4465

الأسواق الشعبية في قطر تسعى للصمود أمام المجمعات الحديثة

27 مايو 2015 , 10:43ص
alsharq
بوابة الشرق- خاص

النقلة النوعية في أنماط التسوق في قطر، حدثت عندما اُفتتح مجمع سيتي سنتر الدوحة في ربيع 2001، ولأنه من بين الأكبر بين مجمعات التسوق في الشرق الأوسط، أحدث سيتي سنتر الدوحة "زلزالا" للأسواق الشعبية ولما كان يعرف في قطر بالجمعيات التعاونية التي حاولت الصمود في وجه رياح التغيير، فانصهرت فيما بعد بشركة مساهمة عامة تحت اسم "الميرة".

المنافسة صعبة، هكذا يصف التاجر القطري سالم السليطي، الحالة بين الأسواق الشعبية والمجمعات التجارية الكبرى، ويضيف السليطي الذي يملك محلا لبيع الأقمشة في سوق واقف: "لا استطيع مجاراة ما تقدمه المجمعات الكبرى من اغراءات للزبائن، فالألبسة هناك تأتي من أرقى دور الازياء والموضة العالمية، والعروض شبه مستمرة، فضلا عن وسائل الترفيه ومجمعات السينما والمطاعم العالمية الشهيرة"، مستدركا: "كل ذلك دفع بالزبائن الى تلك المجمعات التي توفر لهم التسوق تحت سقف واحد".

لكن السليطي يعتقد أن إتجاه المتاجر والأسواق الشعبية نحو التركيز على منتجات تقليدية وتراثية لها خصوصية معينة، يمكن أن يساعدها على الإستمرار في مواجهة طوفان نمط التسوق الحديث، ولو أنه يعترف بأن مراكز التسوق تحت سقف واحد تسببت بخسائر كبيرة لأصحاب المتاجر الشعبية بعد أن سرقت الكثير من زبائنهم.

وتواجه العديد من الأسواق والمتاجر الشعبية التقليدية المنتشرة في الدوحة صراعا مستمرا على البقاء في مقابل تطورات ومستجدات متسارعة يشهدها السوق القطري بشكل متواصل.

وبالرغم من ظهور الكثير من مراكز التسوق والمجمعات التجارية التي أخذت تستقطب أعدادا كبيرة من المستهلكين والرواد في قطر، إلا أن تلك المتاجر الشعبية ما زالت تجاهد من أجل الصمود وإثبات وجودها والحفاظ على خصوصيتها من خلال الإستمرار في تقديم سلع وبضائع تقليدية تجذب الزبائن وترضي أذواق الكثيرين منهم.

المستثمر القطري ناصر البنعلي يعتقد أن المتاجر الشعبية والأسواق التقليدية العديدة المنتشرة في الدوحة تساهم بدور نشط في تعزيز حركة التجارة المحلية، لافتا الى أن أحدا لا يستطيع إنكار الدور الهام الذي تقوم به هذه المتاجر على صعيد دعم نشاط السوق المحلي وحركته الشرائية اليومية.

ويضيف البنعلي قائلا: المتاجر والأسواق الشعبية التقليدية التي تحظى بها الدوحة تضفي رونقا خاصا وطابعا مميزا للعاصمة، ما يحتم ضرورة الحفاظ على هذه المتاجر، وحمايتها من أي تطورات قد تطول عراقتها وجذورها الضاربة في أعماق السنين.

وأوضح أن هذه الأسواق تواجه منافسة شديدة من قبل الكثير من المراكز التجارية، ولذلك لا بد من أن تكون في مستوى التطور، لكن بنفس الوقت لا بد من المحافظة عليها لأنها تقوم بدور هام جدا في خدمة الإقتصاد الوطني.

ويؤكد البنعلي أن المدن العريقة مهما شهدت من تطور وتحديث ، فإنها تبقي على الأسواق الشعبية والمعالم الأساسية التي تميزها عن غيرها، ولا شك أن هناك العديد من هذه المعالم التي ما زالت تتميز بها الدوحة.

من جانبه، يؤكد رجل الأعمال القطري فالح الحمادي أن هناك ضرورة للإبقاء على هذه المتاجر والأسواق على ما هي عليه مهما شيد من أبراج ومراكز تجارية حديثة تحتوي على أشهر الماركات العالمية، لا بد من الحفاظ على الطابع الخاص الذي يميز هذه الأسواق التي ترتبط بذكريات الكثير من الناس عبر سنين طويلة.

وكانت منظمة الخليج للإستشارات الصناعية "جويك" أجرت دراسة في وقت سابق حول المتاجر الشعبية تؤكد أن إنتشار هذه المتاجر في أي سوق من شأنه أن يساعد في كثير من مداخل التنمية الإقتصادية والصناعية والإجتماعية وأبرزها أن هذه المتاجر تعتبر بطابعها الخاص إضافة جمالية في الأحياء السكنية، كما أنها تساعد في تغيير السلوك الشرائي لدى المستهلك من حيث توفير الإحتياجات غير العادية بصورة مستمرة، إضافة الى أن هذه المتاجر الشعبية تشكل عنصر جذب سياحي لأي مدينة تتواجد فيها.

مساحة إعلانية