رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1127

مستشار الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي لـ الشرق: المليارات ليست حلاً لإحلال السلام

28 يونيو 2019 , 07:27ص
alsharq
جون ريفنبلاد
واشنطن - الشرق

ريفنبلاد: خطة كوشنر لن تتحقق دون وجود أفق سياسي وحل عادل للفلسطينيين

غياب الفلسطينيين عن المؤتمر يعكس فشلاً واضحاً

كوشنر ليس الأول وكيري فشل في استخدام ورقة المال مع الفلسطينيين

قطع المساعدات الأمريكية عن الأونروا تحيز واضح وتضييق على الشعب الفلسطيني

المطلوب بناء سياسي ينظم سريان الاستثمارات والتنمية في الضفة وغزة

قال جون ريفنبلاد، مستشار شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، إنه لا يمكن أبداً قراءة ما تتضمنه خطة جاريد كوشنر بصورة صحيحة بدون وجود حلول سياسية واضحة تراعي مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني، وأنه من المستبعد للغاية أن تكون الحلول الاقتصادية وحسب على الرغم من أهميتها كافية للتقدم خطوة للأمام فيما يتعلق بمستقبل السلام الفلسطيني الإسرائيلي..

وأشار إلى أن جون كيري قد حاول سابقاً إجراء مفاوضات ضمت خيارات مالية من الإدارة الأمريكية وبحضور من ممثلي السلطة ومجتمع الأعمال الفلسطيني على العكس من ورشة البحرين، ولكن فشلت تلك المحادثات كغيرها من الأطروحات التي كانت مطروحة على مدار الأربعين والخمسين عاماً الماضية، بجانب أن عدم حضور ممثلي السلطة الفلسطينية ورفضهم القاطع للمؤتمر هو فشل واضح للمبادرة وليست الطريقة الأفضل للتقدم خطوة للأمام في هذا الصدد، مؤكداً أن الأفق السياسي أمر ضروري وحاسم للحكم على قابلية تحقيق تلك الخيارات الاقتصادية المطروحة، وأن المؤشرات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية من قطع المساعدات للأونروا تكشف التوجه الحقيقي لترامب وكوشنر فيما يتعلق بالمشهد الفلسطيني، وأن تلك الخطة لا يمكن أبداً أن تتم إذا ما اقتصرت على الاقتصاد وحسب بدون مراعاة وجود حلول سياسية عادلة ومرضية للشعب الفلسطيني.

◄ أهمية الحل السياسي

يقول جون ريفنبلاد: "إن من الصعب للغاية تحليل خطة جاريد كوشنر بدون وجود حلول سياسية للقضية الفلسطينية وبدون أن نرى الجانب السياسي من تلك الخطة المزعومة، ولا يمكننا أبداً الاكتفاء بالجانب الاقتصادي للتعامل مع قضية معقدة كالقضية الفلسطينية، فقط يمكننا القول إن ما جاء بها من الممكن تحقيقه إذا ما نال الفلسطينيون العديد من مطالبهم مثل أن يكون لهم حق الوصول إلى أجزاء من الضفة الغربية والتي كانت إسرائيل تحظرها عليهم، ولن تكون الخطة قابلة للتحقيق إلا إذا كانت الطبيعة السياسية والشق السياسي منها يدعم فكرة تحقيق مثل تلك الأهداف الموجودة بخطة كوشنر للسلام، فالعديد من المقترحات التي قدمها كوشنر في استعراضه للخطة تضمنت أفكار لمؤسسات نقدية عالمية مثل صندوق النقد الدولي وغيرها من المؤسسات النقدية الدولية ولكن كل تلك الحلول دائماً ما كان يتم تقويضها بدون وجود حل سياسي واضح ومباشر، ولا يمكن أن تتم بتغييب الأطروحات السياسية المتعلقة بها، ولا يمكن أن نرى تلك الصفقة تتحقق دون حلول سياسية عادلة ومرضية للشعب الفلسطيني".

◄ فشل المقايضة بالاقتصاد

وتابع الخبير الأمريكي: "إنه بالرغم من كون الأطروحات الاقتصادية دائماً ما تكون هامة للغاية، فلا شك أن التنمية الاقتصادية أمر رئيسي ولا غنى عنه ليصب في صالح فلسطين تماماً مثل مراعاة الحقوق المدنية وتسوية الخلافات المتعلقة حولها، صحيح أن كل تلك الأمور ضرورية ولكن يتوجب وجود أفق سياسي لاستيعابها، ففي الإدارة السابقة حينما قام وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري بعقد مباحثات مماثلة من أجل تقريب وجهات النظر وطرح حلول على الطاولة وطرح في هذه المحادثات صفقة مقدرة بأربعة ملايين دولار للسلطة الفلسطينية ذلك بوجود كافة ممثلي مجتمع الأعمال الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، ولكن رغم ذلك فشلت المفاوضات تماماً، لذا فإن استغلال الاقتصاد وطرح الحلول الاقتصادية للمشهد ليس جديداً، وأن اختلاف الرقم المطروح من 4 ملايين دولار إلى 50 مليوناً، هو أمر لا يغير من المشهد الكثير في الواقع، فهي الأفكار ذاتها التي كانت تمرر بين الإدارات الأمريكية والإسرائيلية منذ خمسين أو أربعين عاماً، ولكن المشكلة الحقيقية غالباً ما كانت بافتقاد الأفق السياسي لهذه الأطروحات".

◄ معاقبة أمريكية لفلسطين

ويوضح عضو مجلس العلاقات الخارجية: "دعنا نراجع المشهد من حيث استخدام الاقتصاد كوسيلة لتطويع الفلسطينيين؛ حيث قام كوشنر وإدارة ترامب بقطع المساعدات التي كانت تقدمها أمريكا إلى السلطة الفلسطينية، لذا من المستغرب أن تتضمن وثيقة كوشنر بعض من تلك الأنشطة مثل دعم قطاعات التعليم والنقل والمياه النظيفة، وكل تلك الفئات كانت المساعدات الأمريكية بالفعل تقوم بها قبل أن تقوم إدارة ترامب بقطعها، لذا فتلك الأطروحات الاقتصادية لن يكون هناك جدوى من فهمها إلا عبر البناء السياسي حولها، فلا يمكن الوقوف وحسب عند فكرة الخمسين مليون دولاراً المطروحة بدون معرفة كيف سيتم تطبيق ذلك وما هو السياق الدبلوماسي الذي ستسير فيه تلك الاستثمارات ومن الذي سيتحكم في تلك الأموال، كل تلك العناصر لهي مهمة ورئيسية لتحليل تلك الخطة".

◄ فشل واضح

ويؤكد جون ريفنبلاد: "إنك لتقيم مؤتمراً حول صفقة سلام بين فلسطين وإسرائيل وتكون السلطة الفلسطينية وكافة الأطياف السياسية والشعبية بفلسطين ضده لهو بالتأكيد فشل من كل الجوانب، كما أن غياب المسؤولين الفلسطينيين عن مؤتمر حول مستقبل الاقتصاد الفلسطيني وسبل تطويره، لهو وبشكل واضح ليس الطريقة الأمثل لبداية المبادرة الأولى من خطة السلام المقترح تقديمها، وأعتقد إن فريق كوشنر إذا ما أراد أن ينجح في تحقيق خطته يجب مراعاة الرغبة الشعبية سواء بكل من فلسطين وإسرائيل وما الذي يتطلع له الشباب الفلسطيني بالنظر لمستقبل بلاده ويجب أن يتم مراعاة تلك التطلعات، فلا شك أن زيادة معدل النمو الاقتصادي الفلسطيني أمر هاماً تماماً كحل مشكلة البطالة وكل تلك الأطروحات، ولكن بعزل تلك المعطيات عن العوامل السياسية فأنت لا تفعل أي شيء سوى أن تقدم حزمة فاسدة من الإصلاحات بالزعم بأنه يمكن تحقيق خطة سلام اقتصادية وحسب".

◄ تحيز أمريكي

واختتم تصريحاته بالقول: "إن كوشنر وفريقه قد أكدوا في تصريحات عديدة بأنه لا يتوجب التعجل في الحكم على الخطة والانتظار حول إعلان الشق السياسي منها، ولكن من الصعب للغاية فعل ذلك بالنسبة للكثير من المراقبين والمتابعين حينما نشاهد تحيز الإدارة الأمريكية الواضح وسياساتها التي قامت فيها بوقف التمويل عن الأونروا وإيقاف المساعدات الأمريكية بصفة عامة فكل تلك السياسات يمكنك أن تلمس منها الإشارات حول موقف الإدارة الأمريكية وما هي بصدد فعله في ضوء ما أقدمت عليه بالفعل من سياسات اقتصادية وإجراءات تعسفية بحق الفلسطينيين".           

مساحة إعلانية