ثقافة وفنون

1952

شهد حضوراً لافتاً لورش عملية وندوات لامست مختلف الفئات.. 2021 عام المعرفة في مكتبة قطر الوطنية

شهد العام 2021، إقامة مكتبة قطر الوطنية للعديد من البرامج والورش العملية والمحاضرات التثقيفية والجلسات والندوات النقاشية التي تخاطب مختلف فئات المجتمع، وتم خلالها تقديم المعلومات المفيدة وفرص التعلم والتثقيف لمختلف الأعمار.

وخلال ذات العام، واكبت المكتبة مختلف المناسبات الثقافية والتراثية محليًا وعربيًا وعالميًا، تحقيقًا منها للتنوع الثقافي، بما يعزز كونها جسرًا للتواصل الثقافي بين الأمم، وهو ما يعكس دورها المعرفي والثقافي والتراثي، بفضل ما تزخر به من كنوز ونفائس.

استهلت المكتبة أول أنشطتها في العام 2021 باستضافة النسخة الأولى من منتدى التطبيقات العلمية في التراث الثقافي، والذي حفل بالعديد من المحاضرات وورش العمل التي ركزت على الأصباغ والألوان في المخطوطات والمواد التراثية وقدمها عدد من الخبراء.

ولم تغفل فعاليات المكتبة تناول وباء كورونا، بالتعرض لآثاره على مختلف جوانب الحياة، إذ استضافت المكتبة محاضرة افتراضية لتوعية الجمهور حول الأخبار المزيفة والحقائق الطبية المغلوطة حول لقاح الجائحة، وكيفية الوصول إلى المعلومات الصحيحة والحقائق الطبية الموثوقة عن هذا اللقاح، وذلك انطلاقا من دور المكتبة في التوعية المجتمعية.

وفي السياق ذاته، استضافت المكتبة، أحد المؤلفين الرئيسيين لتقرير التنمية الإنسانية الأخير التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لمناقشة تأثير الجائحة على العالم، حيث ألقي محاضرة بعنوان «التنمية الإنسانية في عصر ما بعد كوفيد: الطريق للمستقبل».

كما نظمت المكتبة محاضرة حول «الحواجز اللغوية وجائحة كوفيد – 19»، وسلطت الضوء على كيفية استخدام قطر 12 لغة مختلفة لإيصال المعلومات والرسائل الصحية السليمة للجاليات المختلفة التي تعيش على أرضها أثناء جائحة فيروس كورونا.

وفي إطار دورها لحماية التراث الثقافي، أقامت المكتبة العديد من الفعاليات التي تعكس دورها في حماية هذا الإرث، إذ أقامت المنتدى الافتراضي «التطبيقات العلمية في التراث الثقافي: الدوحة 2021»، والذي سلط الضوء على الأصباغ والألوان في المخطوطات العربية والإسلامية، بالإضافة إلى حفظ وصون المخطوطات القديمة.

وانطلاقًا من حرصها على توفير الحماية القانونية للتراث الثقافي، عقدت المكتبة منتدى افتراضيًا لتسليط الضوء على الجهود المبذولة في مواجهة الاتّجار غير القانوني بالآثار والمواد الثقافية في المنطقة، وذلك بصفتها المركز الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الأفلا).

ووفق مبادرة «حماية»، التي سبق أن أطلقتها المكتبة، أقامت منتدى افتراضيا، ضمن سلسلة محاضرات هذه المبادرة، بهدف مكافحة الاتجار والتداول غير القانوني للتراث الوثائقي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والدول المجاورة.

وواكبت المكتبة المناسبات المختلفة، مثل يوم التراث العربي، والذي شهد تنظيم المكتبة التراثية لمحاضرة بعنوان «كيف أبحث عن مخطوط؟»، تناولت كيفية البحث عن المخطوطات والعثور عليها، وكيفية اختيارها للتحقيق أو الدراسة.

كما احتفت المكتبة بيوم التراث العالمي بإقامة ندوة بالتعاون مع مُبادرة الأدب القطري، ودارت حول دور المجتمعات المحلية في حفظ التراث. وسلطت الندوة، الضوءَ على مساهمات المؤسسات، بما فيها المكتبات والمتاحف.

فعاليات العاصمة

واحتفاءً باختيار الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2021، نظمت المكتبة عدة فعاليات بهذه المناسبة، منها ندوة حول «كتابة المصحف الشريف عبر العصور»، سلطت خلالها الضوء على الخطوط المستعملة في كتابة المصحف الشريف، والزخارف الموظَّفة لتحلية الكتاب المُعظَّم، كما تناولت التقاليد العامة لكتابة المصحف وإخراجه.

وفي إطار الاحتفاء ذاته بالعاصمة، شهد ذات العام تنظيم المكتبة لمعرض التصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى ندوة نقاشية بمشاركة نخبة من كبار الشخصيات، كما نظمت ندوة حول «دور المكتبات العامة والخاصة في الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي»، بجانب تنظيمها لفعالية حملت عنوان «التطبيقات العلمية للحفاظ على التراث الإسلامي الوثائقي»، بالإضافة إلى إقامتها لمحاضرة أخرى حول أهم التقنيات الطَيفِيّة لإجراء التحليلات العلمية غير الضارة بالمواد التراثية. كما نظمت المكتبة فعالية خاصة للأطفال للتعرف عن قرب على السيرة العطرة لخير البشر وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وأقامت كذلك ندوة نقاشية بعنوان «دور المكتبات العامة والخاصة في الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي».

ولكونها وجهة معرفية عالمية، فقد استضافت المكتبة الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات ومركز الإفلا الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والحفاظ عليها في الدول العربيّة والشرق الأوسط، والذي نظم اجتماعًا بحضور نخبة مرموقة من ممثلي المنظمات الدولية البارزة والخبراء العالميين لمناقشة سُبُل المحافظة على المواد التراثية في أفغانستان وحمايتها من النهب والتهريب.

كما كان للمكتبة مبادرة لدعمِ إعادة إعمار المؤسسات الثقافية اللبنانية التي تضررت جراء انفجار مرفأ بيروت في عام 2020، وذلك بتضافر جهود كل من المكتبة، والتحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع، واليونسكو، وشركاء آخرين، من أجل مساعدة المؤسسات الثقافية ومكتبات المدارس في لبنان لإعادة تأهيل مبانيها وترميم أرشيفاتها الخاصة.

وكان للمكتبة مشاركة ناجحة في منتدى سانت بيترسبورغ الاقتصادي الدولي 2021 بإقامة العديد من الاجتماعات الاستراتيجية رفيعة المستوى، والمشاركة في الندوات النقاشية بشأن العديد من القضايا والموضوعات المهمة في قطاع المكتبات، وإبرام مذكرات التفاهم مع عدد من المتاحف الروسية، فضلًا عن إهداءات الكتب، والزيارات الرسمية للمكتبات الروسية العريقة.

وفي إطار تعميق المعرفة، وبناء الجسور الثقافية مع الأمم، وتعزيز برنامج تبادل الكتب بكافة أنواعها مع مكتبات العالم، تلقت المكتبة إهداءات عالمية، إذ أهدت سفارة أذربيجان في الدوحة 70 كتابًا باللغتين العربية والإنجليزية تتناول عدة موضوعات وتسهم في تعميق المعرفة العامة بالتاريخ العريق والثقافة الغنية لجمهورية أذربيجان.

ووقعت المكتبة مذكرة تعاون استراتيجية مع مكتبة الأمة برئاسة الجمهورية التركية لتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك كالتعاون في المجالات العلمية والتقنية والثقافية، والتعاون في مجال المعلومات وأنشطة المكتبات.

كما وقعت المكتبة، مذكرة تفاهم مع المكتبة الوطنية الكورية للنهوض بالمعرفة وتعزيز التعلم عبر برامج التبادل الثقافي والأنشطة والفعاليات المشتركة.

وفي إطار التعاون مع المؤسسات الثقافية العربية، نظمت المكتبة بالتعاون مع المكتبة الوطنية الجزائرية، سلسلة محاضرات ركزت على العلامات المائية، وذلك انطلاقا من دور مكتبة قطر الوطنية كمركز الإفلا الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

ونظمت المكتبة بالتعاون مع سفارة جمهورية أذربيجان لدى الدوحة فعالية للاحتفاء بمرور 880 عامًا على ميلاد الشاعر والمفكر نظامي كنجوي، الذي كان أحد رموز النهضة في الشرق، وكان عمله الكبير «خمسة» تجسيدًا للأدب والفلسفة العالمية من خلال القوة الجمالية لشعره.

وأقامت المكتبة معرضا بعنوان «بين العلم والفن: بدايات التصوير الفوتوغرافي في الشرق الأوسط»، اصطحب الزائرين في رحلة مع تاريخ التصوير الفوتوغرافي ابتداءً من القمرة المظلمة حتى النمط الداجيري.

حضور عربي

وضمن الحضور العربي للمكتبة، أطلقت سلسلة من الفعاليات الثقافية التي تمحورت حول دولة فلسطين تحت عنوان «الأسبوع الثقافي الفلسطيني: على هذه الأرض ما يستحق الحياة»، وشهدت الفعالية باقة من الفعاليات المختلفة للتعريف بالفن والأدب والمطبخ التقليدي الفلسطيني، وقراءة الكتب، ومشاهدة فيديو عن المسجد الأقصى، بالإضافة إلى مجموعة من الجلسات التعريفية عن تاريخ الكوفية الفلسطينية كرمز للمقاومة، والأرشيف الفلسطيني، وفن التطريز الفلسطيني.

ونظمت المكتبة أسبوعًا خاصًا من الفعاليات والندوات احتفاء بفنون وجماليات فن الخط العربي، واستكشاف حاضره ومستقبله، وسلطت الفعاليات الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في خدمة الفنون والثقافة والتراث، كما عرضت للمصادر المتوفرة حول الخط العربي ضمن مجموعات المكتبة.

العام الثقافي

وكان للمكتبة حضورها في مواكبة فعاليات العام الثقافي قطر-أمريكا 2021، ومنها إقامة أمسية موسيقية، بمشاركة الفرقة الموسيقية المركزية للقوات الجوية الأمريكية، وعززت هذه الفعالية للجمهور المشارك عن بعد تجربة فريدة لتبادل الثقافات والتقاليد.كما أقامت المكتبة معرض «المهاجرون العرب في الولايات المتحدة: السعي وراء الحلم الأمريكي»، وشهد تنظيم ندوة افتراضية على هامش المعرض بعنوان «المهاجرون العرب والحلم الأمريكي»، إلى غير ذلك من فعاليات واكبت خلاله المكتبة العام الثقافي قطر- أمريكا 2021.

جوائز

وشهد هذا العام، إعلان المكتبة لأسماء الفائزين بجوائز مبادرات الإتاحة الحرة في نسختها الثانية، وهى الجائزة التي استهدفت نشر المعرفة والأبحاث الأكاديمية والعلمية في دولة قطر وإتاحة الاطلاع عليها والوصول إليها بلا قيود.

وأعلنت المكتبة نتائج مسابقة «مكتبتي الصغيرة» للأطفال واليافعين، واستهدفت هذه المسابقة تعزيز التنمية الشخصية وغرس حب القراءة في نفوس الأطفال واليافعين. كما أعلنت المكتبة أسماء الفائزين في النسخة الأولى من مسابقة «الويكي تهوى المعالم القطرية» للتصوير الفوتوغرافي.

اقرأ أيضاً

«القطرية للإعلام» تنوه بذكرى تأسيس إذاعة QBS

توسعة كبرى لمبنى المتحف العربي للفن الحديث

محمد سعد الرميحي: استقبال أكثر من 1.3 مليون زائر لمتاحف قطر خلال عام

أخبار ذات صلة

اليوم العالمي للغة العربية.. دعوة لجعل لغة الضاد أكثر سهولة

صدور كتاب جديد يوثق سيرة المؤسس كنموذج للقيادة