رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1592

د. حمد الكواري يحتفي بالصحراء في تدويناته 

30 يناير 2021 , 07:00ص
alsharq
هاجر بوغانمي

يحفل حساب سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، على انستجرام، بتدوينات أدبية تستمد جماليتها من مهارة الكاتب في اقتناص اللحظة الخاصة أو العامة، واستدعاء الماضي لخلق حالة من التناص بين الحاضر والماضي، وبين المتخيل (الأدب) والمرئي (الواقع)، من خلال التركيز على ثيمة "الصحراء" أو البيئة الصحراوية التي يعرفها ويتذكر تفاصيلها جيدا، فيعرّف الصحراء بقوله: "منطقة قاحلة" كما ورد في تدوينته "رأس لفان" التي نشرها أمس؛ حيث كتب: "الصحراء منطقة قاحلة تتصف بقلة الأمطار، وشدة الحرارة والبرودة، والحياة فيها قاسية، ولكن هذا لا يخفي ما تتميز به الصحراء من جوانب إيجابية وجمالية تطلق العنان للإنسان العاشق لها، من الإحساس بالحرية والتنوع من صحراء قاحلة بكثبان رملية إلى واحات ووديان وروض جميلة في وسط الصحراء، إلى نباتات خاصة جذابة في ألوانها وأشكالها وتحملها لعوامل الطبيعة القاسية، ومن مناظر أخّاذة مع الغروب والشروق، تسحر اللب وتطلق العنان للخيال. ولذلك لا غرابة أن ترتبط الصحراء لدى العرب بالبلاغة والفصاحة."

ويضيف سعادة الدكتور حمد الكواري: "قطر لها صحراؤها الخاصة، بتضاريس مختلفة من منطقة إلى أخرى، من كثبان رملية، إلى جير حجري، إلى صحراء حافلة بالنباتات الصحراوية الجميلة. وقديما لم يكن آباؤنا وأجدادنا يستغنون عن الصحراء أبدًا فهي مصدر متعتهم ورياضاتهم. فرغم أن سكانها الدائمين هم البدو الرحل،، لكن سكان القرى والمدن البحرية الذين ينشغلون بالغوص على اللؤلؤ في الصيف، ينتقلون في الشتاء إلى قرى لهم في الصحراء. والصحراء الآن أصبحت أحد مصادر السياحة الثرية لها عشاقها ولها طقوسها ورياضاتها.

ولا يكتفي د. حمد الكواري بوصف البيئة الصحراوية وتحديد خصائصها، بل يعود بالذاكرة الى مرحلة الطفولة، ثم يستدعي الحدث في الحاضر فيقول: "أتذكر عندما كنا نسكن الغارية وكان أهلنا يعتمدون على الغوص، فإنهم في الشتاء لهم مساكنهم في (عذبة) التي ينتقلون إليها عند ما ينتهي موسم الغوص. وأنا الآن عندما أكون في (رأس لفان)، فإنني استمتع بالسير مشياً في صحراء (رأس لفان) الأخاذة".

واللافت أن الدكتور حمد الكواري يولي الصحراء أهمية بالغة في تدويناته، بما يجعل مسألة تصنيفها ضمن أدب الصحراء، بديهياً، ويجعل تصنيفه هو ضمن من كتبوا عن الصحراء ممكناً في هذه الحالة، فقد عرفها وسبر أغوارها كما فعلوا.. ولعل الرواية هي الجنس الأدبي الأوفر حظاً في هذا الإطار، ومن أشهر الروائيين الذين كتبوا عن الصحراء عبدالرحمن منيف، وإبراهيم الكوني، والطيب صالح، ومن الشعراء شوقي عبد الأمير الذي كتب قصيدة أقتبس منها الدكتور حمد الكواري مقطعا في بداية تدوينته "رأس لفان" حيث يقول الأمير في هذا المقطع:

أيتها الصحراء العربية

عرفتُكِ فى النبؤات

عرفتكِ في الظمأ والقحط

وعرفتكِ في قوافل الشعراء

أيتها الصحراء

يا خِباءَ طرفة

يا خمرةَ امرئ القيس

وحصانَ عنتر

وغضبةَ بن كلثوم

ويا ليلَ النابغة

أنتِ يا أمّ اللغة العظيمة وحنجرةَ السماء.

مساحة إعلانية