رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2064

لقاء عباس وغانتس.. يثير جدلاً فلسطينياً واسعا

30 ديسمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
الرئيس عباس
عواصم - «الشرق» ووكالات

كشفت مصادر إسرائيلية وفلسطينية عن أن اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في منزل الأخير، انتهى بالتأكيد على استمرار التنسيق الأمني، فيما وافقت إسرائيل، بحسب بيان من مكتب غانتس نقلته صحيفة «يديعوت أحرنوت»، على القيام بعدة خطوات لبناء الثقة (مع الرئيس عباس)، من بينها تسليم أموال ضرائب بشكل مبكر، ومنح تصاريح دخول لمئات رجال الأعمال الفلسطينيين إلى إسرائيل بمركباتهم، وكذلك تصاريح VIP لعشرات المسؤولين في السلطة الفلسطينية». وبحسب ما نقلت يديعوت أحرنوت من تفاصيل جاءت في البيان، فإن غانتس قدَّم 100 مليون شاقل من أموال الضرائب بشكل مبكر، وقدَّم 600 تصريح إضافي لرجال الأعمال و500 تصريح إضافي للدخول بالسيارة إلى إسرائيل وعشرات تصاريح VIP لمسؤولي السلطة. وتجني إسرائيل الضرائب عن البضائع التي تدخل الضفة وغزة، وتحوّلها لوزارة المالية الفلسطينية، بحسب ما تنص عليه التفاهمات بين الجانبين. وأضافت يديعوت أحرنوت أن غانتس أبلغ عباس موافقة إسرائيل على تسجيل 6,000 فلسطيني من الضفة الغربية و3,500 فلسطيني من قطاع غزة في السجل المدني الفلسطيني «لاعتبارات إنسانية»، وفق البيان. وقال وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ إن الرئيس وغانتس بحثا أهمية إيجاد «أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي، وفق قرارات الشرعية الدولية». وأضاف الشيخ -في تغريدة على تويتر- أن الجانبين بحثا كذلك «الأوضاع الميدانية المتوترة، بسبب ممارسات المستوطنين واعتداءاتهم، فضلا عن العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية والإنسانية». ووفق بيان صادر عن مكتب وزير دفاع جيش الاحتلال، فإن الاجتماع استغرق ساعتين وبحث مختلف القضايا الأمنية والمدنية والاقتصادية، و»الحفاظ على الاستقرار الأمني ومنع الإرهاب والعنف». وأبلغ غانتس عباس أنه ينوي مواصلة تعزيز إجراءات بناء الثقة، والعمل على تعزيز التنسيق الأمني، وفق البيان. من ناحيتها، قالت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية إن عباس أكد لغانتس استمرار أجهزة الأمن الفلسطينية في ملاحقة المقاومة بجنين والضفة، كما أكد علمه بمخططات حركتي حماس والجهاد الإسلامي لإشعال الضفة، بحسب قولها. وأضافت هيئة البث الإسرائيلي أن عباس أكد لغانتس أنه لا يمكن التنازل عن التنسيق الأمني تحت أي ظرف، وأن سلطته تسيطر على الوضع.من جهتها، رفضت فصائل فلسطينية، في بيانات منفصلة، الأربعاء، لقاء عباس وغانتس، واعتبرته «خروجا عن حالة الإجماع الوطني». واستنكرت حركة حماس اللقاء، واعتبرت أنه يعمق الانقسام الفلسطيني ويشجع أطرافا بالمنطقة على التطبيع. وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم حماس حازم قاسم إن اللقاء «مرفوض وشاذ عن الروح الوطنية عند شعبنا الفلسطيني».

واعتبر قاسم أن تزامن اللقاء مع هجمة المستوطنين على المدنيين في الضفة يُشكل طعنة للانتفاضة في الضفة، حسب وصفه. وأضاف «سلوك قيادة السلطة يعمق الانقسام الداخلي، ويشجع بعض الأطراف في المنطقة التي تريد أن تُطبع مع الاحتلال، ويُضعف الموقف الفلسطيني الرافض للتطبيع». وضمن ردود الفعل الفلسطينية على لقاء غانتس عباس، أدانت حركة الجهاد الإسلامي هذا اللقاء وأكدت أنه يكرس الدور الوظيفي للسلطة التي تبحث عن حلول للخروج من أزماتها وعجزها وفشلها على حساب مصالح الشعب، حسب تعبيرها. وبدورها، وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لقاء عباس غانتس بأنه «رهان على سراب» وتعطيل لجهود الوحدة. واعتبرت -في بيان- أن اللقاء الذي جرى أمس في تل أبيب «إمعان بالوهم ورهان على السراب وتنكّر لدماء الشهداء». أما حركة فتح فدافعت عن لقاء الرئيس ووزير دفاع الاحتلال، واعتبرت أنه محاولة جدية لوضع حد للممارسات التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني، ولفتح مسار سياسي يرتكز على الشرعية الدولية.

وعلى الجانب الآخر، نددت أحزاب اليمين الإسرائيلي المتشددة -وفي مقدمتها حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو- بلقاء عباس غانتس، ووصفته بالمسيء لليهود.

وقال حزب الليكود -في بيان- إن «التنازلات الخطيرة لأمن إسرائيل ليست سوى مسألة وقت». وأضاف «حكومة بينيت الإسرائيلية الفلسطينية تعيد أبو مازن والفلسطينيين إلى جدول الأعمال» معتبرا أن هذه الحكومة «تشكل خطرا على إسرائيل». ورأى محللان سياسيان أن لقاء الرئيس عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي لن ينجم عنه أي اختراق في العملية السياسية المتوقفة، ولن يتجاوز سقف «تحقيق تسهيلات في الجانب الإنساني». وقال المحللان السياسيان في حديثين منفصلين إن التركيبة اليمينية المتطرفة للحكومة والبرلمان في إسرائيل، لا تمنح أي أمل، في إمكانية استئناف عملية السلام.

مساحة إعلانية