رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

455

قرار الصين بتخفيض الرنمينبي يمهد الطريق لمنافسة الدولار

31 أغسطس 2015 , 09:27م
alsharq
القاهرة-احمد عبد الحميد

في أوائل الثمانينيات، جذب طالب دكتوراه واعد من عائلة سياسية بارزة أنظار كبار القادة الشيوعيين في الصين، حين حثهم على رفع الرقابة على الأسعار والسماح باستيراد أجهزة التلفزيون، وبعد ثلاثة عقود، لا يزال تشو شياو تشوان، أطول محافظي البنك المركزي الصيني من حيث مدة الخدمة، يمارس إقناع زعماء البلاد بمزايا الإصلاح الاقتصادي. وبإقناعهم مؤخرا بتخفيض قيمة العملة، ربما يكون قد حقق الإنجاز الأكبر في حياته المهنية الطويلة، بتمهيد الطريق للرنمينبي للتعويم الحر الذي يمكن أن يتحدى الدولار الأمريكي كعملة احتياطية للعالم.

وحسب صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، فإن إعلان بنك الشعب الصيني تخفيض قيمة الرنمينبي مقابل الدولار نحو 2% بين عشية وضحاها، وهو أكبر تخفيض منذ عام 1994، جاء مفاجئا للأسواق وأثار احتمال نشوب حرب عملات، وقدم تشو القرار داخليا إلى الرئيس تشي جينبينج باعتباره مسألة تتعلق بالمصلحة الوطنية، ولا بد منها لتعزيز الاقتصاد في الوقت الذي يتباطأ فيه النمو بشكل حاد، بالنسبة إلى العالم الخارجي،.

وصور بنك الشعب الصيني تخفيض القيمة على أنه خطوة نحو عملة صينية تكون أكثر توجها نحو السوق وقابلة للتداول بحرية، وأعرب عن أمله أن هذا من شأنه أن يمنع التخفيضات التنافسية في الوقت الذي يعمل فيه أيضا على إقناع صندوق النقد الدولي بإدراج الرنمينبي في سلة العملات الاحتياطية.

وعلى الرغم من أنه غالبا ما يشار إليه باسم ألان جرينسبان الصين، إلا أن تأثير محافظ البنك المركزي في الصين أقل كثيرا مما هو عليه في الولايات المتحدة، فالقرارات الكبيرة، مثل رفع أسعار الفائدة أو خفضها، تتم من قبل قادة الحزب. لكن، كما هي الحال مع معظم المناصب، فالشخص هو الذي يمنح السلطة المنصب وليس العكس.

بدأ النجم السياسي لتشو فعلا في الارتقاء عندما جاء الرئيس "جيانج تسه مين" إلى السلطة في عام 1989. وشغل منصب رئيس سلسلة من المنظمات، بما في ذلك اللجنة الصينية لتنظيم الأوراق المالية، حيث كان يعرف باسم تشو "بابي" (سالخ الجلود) بسبب محاولاته القضاء على الفساد في أسواق رأس المال الناشئة. مرة أخرى، لم تكشف مناصبه تأثيره الحقيقي. وكان له دور فعال في تأسيس أسواق الأسهم الصينية في أوائل التسعينيات، وفي إنقاذ المصارف وإعادة هيكلتها أواخر التسعينيات، وإصلاح أسواق الأسهم في العقد الأول من القرن الحالي، ورعاية سوق السندات منذ ذلك الحين.

هانك بولسون، وزير الخزانة الأمريكي الأسبق، أقنع تشو بتولي هذا المنصب في عام 2006 بعد أن كان رفضه من قبل، لكن الصفات التي تجعل منه مقبولا من النخب الغربية التي كثيرا ما عملت ضده في الداخل، حيث اتهم بأنه ليبرالي للغاية، و"ميوله أجنبية" للغاية، وقريب جدا من الولايات المتحدة.

مساحة إعلانية