رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

983

بينما نستقبل عاماً دراسياً جديداً..

القره داغي: اختيار البعض للمدارس الأجنبية على حساب الدين أمر مؤسف

31 أغسطس 2018 , 08:54م
alsharq
الدوحة ـ الشرق

دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي علماء المسلمين الامة الإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الأولاد.. وقال نتحمل مسؤولية أولادنا ليس على الجانب العبادي والأخلاقي والدنيوي فقط، وإنما عند الجانب القيادي والإبداعي أيضاً.

وشدد على كبر المسؤولية مع بداية العام الدراسي الجديد.. وقال إن مسؤوليتنا تجاه أبنائنا مسؤولية أمام الله تعالى كبيرة، يجب أن لا نقدم على تربية أولادنا وتنظيم أوقاتهم وتنمية مواهبهم والاستثمار فيهم أي شيء، فالإسلام أولى عناية قصوى بصناعة القادة والعلماء، الأمة تنهض بالعلماء، وتتقوى بالقادة الأوفياء، وبهم يتغير المجتمع نحو الأفضل والأنفع.

معينات على التربية

وأشار في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب الى انه مما يساعد على التربية الصحيحة اختيار المدارس الجيدة التي تهتم بالدين والقيم والأخلاق، وللأسف يختار البعض المدارس التي تهتم باللغات الأجنبية، ولو كان على حساب الدين والأخلاق. إن الإسلام حض على تعلم اللغات، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت رضي الله عنه بتعلم لغة يهود المدينة فتعلمها في 17 يوماً، وأنا مع تعلم اللغات، ولكن مع المحافظة على الدين والقيم..كيف يسلم البعض ولده إلى فئة غير موثوقة بدينها وأخلاقها لتشرف على تربية ولده؟ ألا يقدم بذلك ولده إلى الهلاك؟

تهيئة الأولاد للقيادة

وقال الخطيب إن مسؤولية الآباء والأمهات لا تقتصر على الجوانب المادية والدنيوية فقط، ولا على الجوانب العباية وتأدية الشعائر المحضة فقط، وإنما تتعدى مسؤوليتهم وتتجاوز ذلك إلى إعداد الولد إعداداً جيداً متقناً، وتهيئته ليكون عالماً وقائداً ينفع الأمة الإسلامية، ويخدم العباد والبلاد.وقد وجدت دراسات قديمة وحديثة تفيد أن كل مولود سليم يولد ذكياً، ولديه القدرة على الإبداع في جميع مجالات الحياة، وإنما تعرقل البيئة الأسرية والمجتمعية والتقاليد والعادات مسيرته، وتتقاعس به عن الذكاء إلى الغباء، وعن النشاط إلى الكسل، وعن علو الهمة إلى دعتها، وعن التفكير في مآلات الأمور وعظامها إلى الاكتفاء بشهوتي البطن والفرج.

نحن نتحمل المسؤولية

وأكد على أمر مهم حين قال: نتحمل مسؤولية أولادنا ليس على الجانب العبادي والأخلاقي والدنيوي فقط، وإنما عند الجانب القيادي والإبداعي أيضاً، وذلك حين لا يبدع الولد ولا ينتج ونرضى عنه. مسؤوليتنا هذه داخلة في عموم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}، فهذه النار هي في الآخرة، وتشمل نار الدنيا، لأن الدنيا مزرعة الآخرة، وإن من أسباب دخول نار الآخرة عدم تربية الأولاد على العقيدة الصحيحة والأخلاق الحميدة، وعلى روح القيادة والإبداع..وإن الإسلام أولى عناية قصوى بصناعة القادة والعلماء، فالأمة تنهض بالعلماء، وتتقوى بالقادة الأوفياء، وبهم يتغير المجتمع نحو الأفضل والأنفع.

وأوضح أن تاريخ معظم قادتنا الذين أثروا في الحياة وتركوا بصمتهم في الأجيال كان للآباء والأمهات دور كبير في إعدادهم قبل الزواج وبعده، قبل الزواج بتفكير الرجل بامرأة تنجب له قائداً وعالماً، وتفكير المرأة برجل يربي أولادها على العلم والقيادة.

أساليب التربية النبوية

وأشار الدكتور علي محيي الدين القره داغي الى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يربي الأمة على أن يكون كل فرد فيها قائداً وعالماً، وقد ربى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما على قوة الشخصية والقيادة، وذلك فيما يرويه ابن عباس رضي الله عنه، قال:" كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ".هذه الصياغة التربوية الفذة أقوى من الصياغة العسكرية، صياغة تربط الولد بالله تعالى ربطاً محكماً، وهذا لا يعني ترك الأخذ بالأسباب، وإنما يجب أن تباشر الجوارح العمل على الأخذ بسنن الله تعالى، كما يجب أن يبقى القلب خالصاً لله تعالى.

مساحة إعلانية