رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

حوارات رئيس التحرير alsharq
د. سعود آل ثاني في حوار لـ "الشرق": شراكات مع الأمم المتحدة والبنك الدولي لمشاريع الاستدامة

■قادة الاستدامة يناقشون التغير المناخي والتنوع البيولوجي والعمران المستدام ■ قطر قطعت شوطاً كبيراً في مجال الاستدامة والتنمية ■ مشاريع المونديال ساهمت بتسريع عجلة التنمية والتحول نحو الاستدامة ■القمة تستضيف مؤتمر الشبكة الدولية لأعمال البناء التقليدي والمعمار المدني ■ أربعة فائزين بجائزة إرثنا من 400 مشارك من دول العالم ■ قيمة الجائزة مليون دولار توزع بالتساوي على أربعة فائزين ■ جلسة لدول الخليج تناقش مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاستدامة ■نسعى لبناء القدرات لطلبة الجامعات والشباب لمواكبة برامج الاستدامة ■ قرية «إرثنا» تستضيف معارض تفاعلية وفعاليات حول الاستدامة والابتكار ■ متحدثون عالميون حول قيادة المرأة للاستدامة ودورها من منظور عالمي ■شراكات عالمية أبرزها مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية والبنك الدولي ■ إرثنا منصة للاستدامة لتكوين سياسات ومبادرات محلية وعالمية ■مشيرب أبرز مشاريع الاستدامة الصديقة للبيئة وفقاً للمعايير العالمية ■انطلقنا إلى العالم وهناك ترابط مع مراكز العلوم بأفريقيا وأوروبا ■ نسير في الاتجاه الصحيح لخفض الكربون وفق المعايير العالمية ■QNB شريك لوجستي في الحوار الوطني الذي ينظمه مركز إرثنا ■ الورقة البيضاء عمل بحثي ورؤية مستقبلية تقدم في الحوار الوطني ■ مؤتمر الشبكة الدولية يناقش التنمية الحضرية من خلال العمارة التقليدية ■تعاون بين دول الخليج بخصوص العدالة والتوازن بين تصدير الطاقة ■ شراكة إستراتيجية مع وزارة البيئة في مشاريع وفعاليات إرثنا تستضيف الدوحة غدا قمة إرثنا في نسختها الثانية تحت شعار «بناء إرثنا: الاستدامة والابتكار والمعرفة التقليدية». وتجمع نخبة من قادة الاستدامة، وصنّاع التغيير، والخبراء من 100 دولة بحضور ألف مشارك ويتحدث خلالها من 75 متحدثًا حول قضايا عالمية محورية تشمل: التنوع البيولوجي والتخطيط العُمراني المستدام وتمويل المناخ ودور المعرفة التقليدية في تشكيل المستقبل، وترتبط أيضاً بالأقاليم المشابهة الحارة والجافة وتتناول الأمن الغذائي والبيئة والمياه. وبهذه المناسبة حاورت صحيفة الشرق الدكتور سعود بن خليفة آل ثاني مدير التغيّر المناخي وإدارة الكربون في «إرثنا»، حيث اكد أهمية النسخة الثانية من القمة التي يشارك فيها مجموعة من صناع السياسات العالميين وقادة الفكر والأكاديميين وممثلي شركات مختلفة لمعالجة التحديات البيئية، فيما ستسلط القمة الضوء على التزام دولة قطر بتعزيز الاستدامة في البيئات الحارة والجافة من خلال دمج التراث الثقافي والنظم البيئية مع الحلول الحديثة. وأشار الدكتور سعود إلى ان القمة ستشهد اعلان الفائزين بجائزة ارثنا وهي جائزة عالمية. وتتعاون مع مؤسسة الملك تشارلز ببريطانيا وركزت على المحور الأساسي لإرثنا وهي المناطق الحارة والجافة وتتضمن 4 محاور تشمل الأمن الغذائي والموارد المائية والعمران المستدام والإدارة المستدامة للأراضي ولدينا رؤية مستقبلية للتوسع في تلك المحاور. وقال إن اللجنة التحكيمية للجائزة اختارت 12 مرشحاً من أصل 400 مشروع متقدم من أكثر من 100 دولة.على ان يتم اعلان أربعة فائزين بالجائزة التي تبلغ قيمتها مليون دولار توزع بالتساوي على الفائزين. وتستضيف قمة ارثنا مؤتمر الشبكة الدولية لأعمال البناء التقليدي والفن المعماري والمدني (INTBAU) - قطر وهي شبكة عالمية تضم أكثر من عشرة آلاف عضو و42 فرعاً في مختلف أنحاء العالم، وتهدف إلى تعزيز العمارة والحِرَف التقليدية والتخطيط العمراني المتجذر في السياقات المحلية. ويناقش المؤتمر موضوع إعادة التفكير في التنمية الحضرية من خلال العمارة التقليدية، وتُعد الشبكة الدولية لعمارة الموروث والبناء والتخطيط الحضري (INTBAU). وأوضح الدكتور سعود ان متحدثين عالميين يشاركون بجلسات القمة ومنها جلسات حول قيادة المرأة للاستدامة ودورها من منظور عالمي وكيفية تحقيق أهدافها. فيما ستتناول الجلسات مواضيع الخصوصية المكانية، والمقياس الإنساني، والكفاءة في استخدام الموارد، بوصفها حلولا فعالة للتحديات العمرانية المعاصرة. وأشار الدكتور سعود الى جلسة مخصصة لشخصيات من دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة الذكاء الاصطناعي وكيفية المساهمة في تطبيقها وقال ان نتائج الطاولة المستديرة سينتج عنها ورقة بيضاء ستسهم في تطوير البيئات الخليجية. وتحدث الدكتور سعود عن أهمية الشراكات في عمل مركز ارثنا وقال: لدينا شراكات محلية ابرزها شراكة استراتيجية مع وزارة البيئة الى جانب شراكات مع بنك قطر الوطني ومجلس قطر للبحوث والابتكار بالإضافة الى شراكات عالمية تشمل برنامج الأمم المتحدة للتنمية والبنك الدولي. وأكد مدير التغير المناخي في مركز ارثنا وجود تجاوب كبير من القطاعين العام والخاص في مجال التحول نحو الاستدامة لافتا الى ان قطر رائدة في مشاريع الاستدامة معتبرا ان مشيرب ابرز مشاريع الاستدامة وفقا للمعايير العالمية مشيرا الى ان قطر قطعت شوطا كبيرا في التحول نحو الاستدامة. -ما طبيعة مركز إرثنا حيث يتبادر للبعض أنه مركز يتناول قضايا اجتماعية فيما يختلف مضمونه؟ أشكر الشرق ووسائلها الإعلامية المتجددة عبر المنصات الرقمية. بداية، إرثنا مركز غير ربحي متخصص في بحوث السياسات المعنية بالاستدامة ودعم القضايا المرتبطة بها. ويهدف المركز، الذي أسسته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، إلى تقديم رؤية شاملة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة بيئياً واقتصادياً واجتماعياً. ويركز إرثنا على دعم طموحات دولة قطر الرامية إلى تعزيز الاستدامة من خلال التأثير في رسم السياسات المتعلقة بها على المستويين المحلي والدولي. يضم إرثنا نخبة من الخبراء والباحثين وصناع السياسات ومتخذي القرارات، إلى جانب ممثلين عن القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات متعددة الجنسيات والمجتمع المدني. ويتعاون المركز مع العديد من المؤسسات الدولية الرائدة بهدف تعزيز جهود الاستدامة في دولة قطر بصورة شاملة. يحمل اسم المركز - بالعربية والإنجليزية - مدلولاً يرتبط بطبيعة عملنا، إذ يشير بالعربية إلى الغاية التي تسعى الاستدامة لتحقيقها، وهي صناعة إرث يتصالح فيه الإنسان مع كوكبه من أجل بناء مستقبل تنعم فيه قطر والعالم أجمع بالرخاء والازدهار. أما الاسم بالإنجليزية Earthna فيشير إلى الوظيفة الأساسية لـ الأرض الأم؛ ألا وهي توفير مقومات الحياة للبشر. ومن أجل بناء المستقبل فإننا بحاجة للنظر إلى الماضي وهناك علوم زاخرة في مجالات مختلفة هي الطاقة والأمن الغذائي وهذا دور مركز إرثنا كمنصة داخل دولة قطر للتواصل مع جهات خارج الدولة في المناطق الحارة والجافة والتعاون معها في تكوين سياسات ومبادرات محلية وعالمية وهو صوت من داخل قطر لينطلق خارج قطر. • المدينة التعليمية موطن التجارب - إلى أي مدى تمكنتم من تحقيق الأهداف المنشودة لمركز إرثنا؟ المركز كان نشطاً على المستويين المحلي والعالمي، وأولى الخطوات كانت إيصال الصوت إلى تلك الجهات، وزرنا جهات عدة داخل الدولة سواء قطاعات حكومية أو خاصة وأكاديمية ولم نكتف داخل قطر إنما انطقلنا إلى العالم وهناك ترابط مع مراكز العلوم بأفريقيا وأوروبا. ولدينا الحوار الوطني الذي يعكس دور الدولة سواء المبادرات المحلية أو الخارجية وكونا بعض العلاقات طويلة الأمد مع جهات عدة للتعاون معها في مشاريع متنوعة، وداخل مؤسسة قطر فإن المدينة التعليمية هي أرض حية للتجارب سواء في الاستدامة أو الأمن الغذائي أو المياه ومدى ارتباطه بالجانب الحضري والاجتماعي. وهناك رؤية متكاملة للدور الذي يجب أن تقوم به ولم تكتفِ بوضع السياسات إنما انطلقت إلى مجالات تطبيقية محلية وعالمية. • تطبيق البرامج - هل مؤسسة قطر نموذج لتطبيق الاستدامة في مشاريع مختلفة؟ بالتأكيد فإن مؤسسة قطر بحد ذاتها لديها مجموعة من الجهات الفاعلة مثل مشيرب وغيرها تحت مظلة مؤسسة قطر، ودورنا كمركز نركز على المؤسسة بحد ذاتها كقطعة معمارية وهي تحفة داخل قطر إنما بداخلها محتوى له دوره في الاستدامة والتغير المناخي ومن هنا فإننا نطبق تلك البرامج على المؤسسة أولاً. • التواصل مع الجهات الخارجية - كيف استطاع المركز أن يكون له حضور وعلاقات مع العالم الخارجي؟ المركز على تواصل مستمر ووثيق مع كل الجهات فمثلاً الحوار الوطني في 2023 تواصلنا مع السفارة الفرنسية واتجهنا للقطاع الخاص وتواصلنا مع القطاعين الحكومي والخاص في ألمانيا وأيضاً دول مجلس التعاون الخليجي لأن مثل هذه الفعاليات وغيرها تفتح المجال بصورة سريعة جداً للتواصل مع تلك الجهات وليس المشاركة في مثل هذه الحوارات إنما لتبادل الخبرات ووضع التعاون بين الجهات الداخلية والخارجية محلياً وخارجياً. وتم التواصل أيضاً مع القطاع الخاص في الحوارات الوطنية مثل بنك قطر الوطني كشريك لوجستي وشركة DHL وعلاقات أخرى مع شركات وطنية. وهي حلقة الوصل لمبادرات جديدة. • قمة الإرث والاستدامة - حدثنا عن الحوار الوطني في نسخته الخامسة وأيضاً قمة إرثنا؟ تنطلق قمة إرثنا في 22 الجاري في نسختها الثانية لهذا العام تحت شعار بناء إرثنا: الاستدامة والابتكار والمعرفة التقليدية. وتجمع نخبة من قادة الاستدامة، وصناع التغيير، والخبراء من أكثر من 100 دولة. ويشهد الحدث مشاركة أكثر من 75 متحدثًا في جلسات متنوعة تتناول قضايا عالمية محورية مثل: التنوع البيولوجي والتخطيط العمراني المستدام وتمويل المناخ ودور المعرفة التقليدية في تشكيل المستقبل، وترتبط أيضاً بالأقاليم المشابهة الحارة والجافة وتتناول الأمن الغذائي والبيئة والمياه. يشارك في النسخة الثانية من القمة، التي تتضمن جلسات حوارية وورش عمل تفاعلية متعددة، مجموعة من صناع السياسات العالميين، وقادة الفكر والأكاديميين، وممثلي شركات مختلفة لمعالجة التحديات البيئية، فيما ستسلط القمة الضوء على التزام دولة قطر بتعزيز الاستدامة في البيئات الحارة والجافة من خلال دمج التراث الثقافي والنظم البيئية مع الحلول الحديثة. وخلال القمة سيتم إعلان الفائزين بجائزة إرثنا وهي جائزة عالمية ومجموعة من الطاولات المستديرة والجلسات كجزء محوري من القمة، تستضيف ساحة براحة مشيرب فعاليات قرية إرثنا، التي تتضمن برامج تفاعلية تشمل: جلسات الأغورا ومعارض تفاعلية وفعاليات ثقافية تسلط الضوء على التقاء الاستدامة بالتراث والابتكار. كما تستضيف القمة مؤتمر الشبكة الدولية لأعمال البناء التقليدي والفن المعماري والمدني (INTBAU) - قطر وهي شبكة عالمية تضم أكثر من عشرة آلاف عضو و42 فرعاً في مختلف أنحاء العالم، وتهدف إلى تعزيز العمارة والحِرف التقليدية والتخطيط العمراني المتجذر في السياقات المحلية. ويناقش المؤتمر موضوع إعادة التفكير في التنمية الحضرية من خلال العمارة التقليدية، وتُعد الشبكة الدولية لعمارة الموروث والبناء والتخطيط الحضري (INTBAU). فيما ستتناول الجلسات مواضيع الخصوصية المكانية، والمقياس الإنساني، والكفاءة في استخدام الموارد، بوصفها حلولا فعالة للتحديات العمرانية المعاصرة. ومن أبرز الشخصيات المشاركة في قمة إرثنا متحدثون عالميون ومنها جلسات حول قيادة المرأة للاستدامة ودورها من منظور عالمي وكيفية تحقيق أهدافها. ولدينا جلسة مستديرة مهمة بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي وربطها بعلوم جديدة مثل الذكاء الاصطناعي وكيفية المساهمة في تطبيقها وشخصيات مرموقة أخرى ونتائج الطاولة المستديرة سينتج عنها ورقة بيضاء ستسهم في تطوير البيئات الخليجية. • جائزة إرثنا العالمية - ماذا يعني وجود جائزة لإرثنا وما أهمية إعلانها خلال قمة إرثنا العالمية؟ إيماناً من مركز إرثنا بدور الموروث الثقافي في تحقيق الاستدامة وتجسيداً لهذه الرؤية أطلقنا جائزة إرثنا تكريماً ودعماً للمشاريع والأفراد والأنظمة التي تهتم بالمحافظة على الموروث الثقافي واستلهامه في ابتكار حلول للتحديات البيئية المعاصرة. ووقع الاختيار على 12 مرشحاً من أصل 400 مشروع متقدم من أكثر من 100 دولة. وسيتم الإعلان عن الفائزين الأربعة في قمة إرثنا، المقرر انعقادها يومي 22 و23 إبريل 2025 في الدوحة. وسيتسنى للفائزين الأربعة استخدام الجائزة البالغ مجموعها مليون دولار أمريكي في تعزيز استمرارية وتوسع نطاق عملهم. وتهدف الجائزة إلى تسليط الضوء على الجهود العالمية التي تشجع على الاستفادة من الممارسات البيئية التقليدية في التصدي للمشكلات العصرية المتعلقة بالاستدامة، وتسهم في بناء مجتمعات أكثر مرونة وقدرة على مواجهة التحديات البيئية. والجائزة ليست محلية بل هي ذات طابع عالمي وتتعاون الجائزة مع مؤسسة الملك تشارلز ببريطانيا وركزت على المحور الأساسي لإرثنا وهي المناطق الحارة والجافة وتتضمن 4 محاور تشمل الأمن الغذائي والموارد المائية والعمران المستدام والإدارة المستدامة للأراضي ولدينا رؤية مستقبلية للتوسع في تلك المحاور. • التفاعل مع الاستدامة - الاستدامة ركيزة أساسية في قطر وأنتم في هذا المجال كيف وجدتهم تجاوب القطاعين العام والخاص مع الدعوة للتحول إلى الاستدامة؟ بالتأكيد وجدنا تجاوباً كبيراً في القطاع الحكومي الذي يعمل على تنمية القوانين وتحديثها والإرشادات والقطاع الخاص يعتمد على طموحاته ومدى تطبيق مبادئ الاستدامة وهناك قطاعات نشطة مثل قطاع الطاقة والمالي والسياحي والتي لها ارتباطات خارجية وكلها تعمل أن تكون مطابقة لها ودورها مع جهات خارجية وإذا كنا نبحث عن الريادة فلابد أن نبحث عن الطموح وعن تطبيق أسس الاستدامة فهناك مبادئ يجب تطبيقها في 2030 ودافع حقيقي لدى القطاع الخاص لمواكبة ذلك وهي شرط أساسي علنياً للتماشي مع الاستدامة. • مواكبة الرؤية العالمية - ما مبادرات القطاع الخاص في مواكبة الرؤية العالمية للاستدامة؟ نحن جزء من هذا العالم فلابد أن يواكب الرؤية العالمية من خلال مناقشات ومشاورات ونسعى أيضاً لبناء القدرات ويشتمل على مشاركات كبيرة من طلاب الجامعات لتدريب الشباب على المناقشات وبناء لبنة سليمة من خلال البرامج. • تعاون مع الشباب والوزارات - هناك صراع بين ما تمليه الدول الغربية من اشتراطات تفرضها على العالم الثالث بطريقة مجحفة وفيها نوع من الإجحاف؟ لدينا تعاون داخل الدولة مع كل الوزارات بالإضافة إلى تعاون مع الشباب لتفعيل المناقشات وعملنا على تكوين جماعات من طلاب الجامعات وصياغة برنامج تماشى مع وزارة البيئة ويتوافق مع رؤيتها. • المشاركات الخارجية - ماذا عن المشاركات الخارجية؟ أؤكد أنه لابد من رؤية العالم من منظور مختلف من أجل التوسع في البرامج وننظر إلى الموضوعات العالمية قد يكون فيها نظرة مجحفة ولكن التوسع في الفكر يتطلب التوسع في الواقع لأن الرؤية على أرض الواقع ولابد أن تنعكس الصورة بهذه الطريقة. • التشريعات والقوانين الدولية - ما دور المركز في صياغة قوانين وتشريعات دولية. هل هناك حضور مع الدول المعنية والتي لها ظروف متشابهة بحيث لا يكون هناك إجحاف في القرارات. ما مدى مساهمتكم في صناعة تلك القرارات؟ على المستوى الخليجي يوجد تعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي في بعض القرارات التي تحتاج لإعادة نظر فمثلاً العدالة والتوازن بين تصدير الطاقة ومراعاة القوانين التي تحافظ على البيئة وهذا يتطلب نظرة شمولية ويجب أن نعرف ماذا يقدم لنا. • الرسوم على الطاقة - أثيرت قضية الطاقة عالمياً مثل فرض رسوم على الطاقة عموماً. إلى أي مدى يمكن التصدي لمثل هذه القرارات أو هل يوجد تنسيق خليجي في هذا الجانب؟ نحن في مؤسسة قطر نعمل في هذا المجال، يكون دورنا كمركز هو التعاون الناعم مع مراكز مشابهة أو مع القطاع الخاص ونحاول أن نعكس الصورة وكيفية بحث التعاون مع الجهات الخارجية وما ينبغي عمله وكيف نضمن كجهة التفاعل كمنظومة عاملة وقدرتنا ناعمة أكثر منها عالمية. • دور الشراكات في إرثنا - ما دور الشراكات التي عقدها المركز محلياً؟ لدينا شراكات محلية وعالمية وأكثرها نشاطاً هو برنامج الأمم المتحدة للتنمية وفي تواصل مع بعض الجهات الأخرى، ولدينا شراكات مع مؤسسة قطر ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار وعلى مستوى دولي لدينا شراكات مع مؤسسات دولية. والمركز دوره الأساسي هو اقتراح السياسات ونقوم بالتعاون مع تلك الجهات ونحن جهة مستقلة. • التعاون مع جهات محلية - كيف ترون تكامل الأدوار مع الوزارات والقطاع الخاص لتحقيق قفزات نوعية على الصعيد العالمي؟ نتعاون مع جهات وطنية منها وزارات البلدية وأشغال والشباب والرياضة وكهرماء ولدينا معهم أنشطة مستمرة وبينها أدوار تكاملية حيث تقوم جهة بالتوعية وجهة أخرى تقوم بالتنفيذ وننظر من خلال عملنا لتلك الجهات لتواكب التطلعات. - هل اعتمدتم على بيانات إحصائية؟ داخل قطر فإن المجلس الوطني للتخطيط هو المعني بذلك ونتعامل معهم في المجال الإحصائي. • مشاريع قطرية رائدة - هناك مشاريع قطرية وبعض المدن والبلديات فازت في مشاريع دولية. كيف تنظرون إلى مثل هذه المبادرات التي تقودها الدولة؟ إن قطر رائدة في هذا المجال منها مثلاً المدينة التعليمية وكانت الانطلاقة الأولى للاستدامة وصديقة للبيئة ومن أجمل الأماكن في قطر التي تحافظ على استدامة والبيئة هي مدينة مشيرب لأن الفكرة الأساسية فيها هو المحافظة على البيئة وأن طريقة وضع المواقف ورسم الطرق الداخلية تساعد الناس على المشي وهذا يتم من خلال الممارسة وهذه المبادرة تحفز كل الجهات النظر للمستقبل وبالتالي لابد من تطوير الذات وتطوير المدن أيضاً. • دليل إرشادي للاستدامة - إلى أي مدى ساهمتم في إيجاد دليل استرشادي يمكن تقديمه كنموذج للمؤسسات والقطاعات للاسترشاد به والمضي قدماً في الاستدامة؟ نتعاون مع جهات مختلفة داخل الدولة منها تدوير النفايات والطاقة وغيرها ولم نقم بعمل دليل استرشادي واحد لكننا تحدثنا عن نماذج عديدة هي مخرجات الحوار الوطني مثل النقل اللوجستي والنمو الأخضر وقيادة المرأة في الاستدامة ونتعاون في مشاريع مختلفة مثل الطاقات البديلة وتطوير تدوير النفايات. • مفهوم قيادة المرأة في الاستدامة - قيادة المرأة في الاستدامة.. كيف تحققون ذلك؟ هذا المفهوم مهم جداً لمؤسسة قطر ويوجد ضمن الاستراتيجية الوطنية للتنمية وبعض الجهات تبحث تمكين المرأة داخل الدولة في مجال الاستدامة والفكرة هناك نساء رائدات في هذا المجال ونريد أن نستمع لهن لربطها في فكرة الاستدامة سواء محلياً أو عالمياً. ويتم التركيز على أهداف الاستدامة مع ربطها بمجموعة من الشخصيات النسائية التي تتحدث في جلسات حوارية وهذا ما نسعى إليه من جلسات خلال قمة إرثنا القادمة. • مشاريع مركز إرثنا - ما مشاريع المركز؟ هناك مشاريع نركز فيها على البيئة وتعاون بين المركز ووزارة البيئة وجامعة قطر ولدينا تعاون بخصوص زراعة أشجار القرم ومشاريع مع المدارس للتوعية البيئية وغيرها يرتبط بمجالات أخرى تتعلق ببناء القدرات وعمل السياسات والتركيز على المتدربين في المركز ومشاريع داخل المؤسسة بخصوص المياه والأمن الغذائي وارتباطها مع مؤسسات ومراكز بحثية أخرى. • العلاقات مع المراكز العالمية - ما العلاقات الخارجية مع المراكز الشبيهة والبحثية الأخرى؟ هناك اتفاقات عديدة مع مراكز خارجية بحثية وتطبيقية، وأكثرها تفاعلاً برنامج الأمم المتحدة للتنمية والبنك الدولي ومشاركات أخرى. - إذا طلبت جهة تعاوناً في مجال الشراكات كيف يتم ذلك وكيف تساهمون في وضع خطة عمل هل تقدمون استشارات لهذه الجهات؟ نتعاون بشكل مباشر مع شركاء استرتيجيين وبالأخص القطاع المالي وعلى رأسها بنك قطر الوطني وجهات حكومية أخرى وشركات القطاع الخاص. • شراكة إستراتيجية مع البيئة - وزارة البيئة لها خصوصية أكثر من أي جهة أخرى كيف تكون العلاقة معها؟ لدينا شراكة استراتيجية مع وزارة البيئة ومن ضمنها التعاون في الفعاليات بقمة إرثنا، ويشارك سعادة الوزير الدكتور عبدالله بن تركي السبيعي في الجلسة الافتتاحية للقمة. الوزارة أيضا شريكتنا في الحوار الوطني وفي أسبوع الاستدامة وفي مشروع زراعة أشجار القرم. • استثمار مخرجات القمة - كيف سيتم استثمار مخرجات القمة؟ أهم تلك المخرجات هي الجائزة العالمية لقمة إرثنا وهي الموضوع الأكثر أهمية في القمة. وهناك جلسات وطاولات مستديرة تطرح فيها الورقة البيضاء وهي في غاية الأهمية ونقوم بعمل توصيات ونتعاون مع الجهات المختصة محليا وعالميا لتطبيقها. وأؤكد مجددا أن أهم مخرجات للقمة جائزة إرثنا ومحتوى الورقة البيضاء بتوصيات جيدة قابلة للتطبيق ونأمل إحداث أثر مهم ونحن كمركز نقدم مقترحات للسياسات. • توعية الأجيال بالاستدامة - توعية الأجيال بأهمية الاستدامة.. إلى أي مدى يحظى بالاهتمام؟ نحن نعتبر موضوع التوعية مهما جدا سواء بالنسبة لنا كمركز أو كمؤسسة قطر ونحن موجودون في مكان اسمه خليج التفكير وموجود معنا الى جانب مجلس البحوث أربعة مراكز بحثية منها ويش ووايز. نركز على الاستدامة من خلال شراكة مع جهات تسهم في وضع سياسات فاعلة لتكون حجر أساس في الاستدامة. والتوعية ليست مجرد رسالة إنما مكان نعيش فيه وهذا يقوم به إرثنا من خلال الرسائل المباشرة والأماكن التي يراها الناس هي المستقبل. • التحول نحو الاستدامة - هل تعتقد أننا قطعنا أشواطا في موضوع الاستدامة مع اقترابنا من موعد 2030؟ أستطيع الجزم بأننا قطعنا شوطا كبيرا في مجال الاستدامة. وأظن أن كأس العالم 2022 ساهم بتسريع عجلة التنمية ومشاريع البنية التحتية. ولم يتبق أمامنا سوى القليل. • الحوار الوطني الخامس - ما طبيعة مشاركة أطراف من خارج الدولة في الحوار الوطني المحلي. وما المغزى من مشاركتها في حوار ينصب على تطوير أسس العلاقة بين القطاع العام والخاص؟ من خلال خبرتنا فإن هذا العام سيكون الحوار الوطني الخامس، وكان الحوار سابقاً ينصب على الحوار بالدولة بشكل بحت ولاحظنا أنه لا يمكن أن تقوم العلاقات الداخلية بدون ربطها بالعلاقات الخارجية وهذا يرتبط أيضاً بالاتفاقيات الدولية والعلاقات الخارجية وهناك منظور أكبر فمثلاً فرنسا وألمانيا هي دول مؤثرة في علاقاتنا الخارجية وأن القيام بهذه المهام لابد أن يتربط بعلاقات الشراكة مع العالم والحوار الوطني أشبه بالجسر لأن الموضوعات المطروحة داخلياً لابد من ارتباطها خارجياً حتى يكون تأثيرها قوياً في إثراء رؤيتها. وأنوه هنا أنه من مخرجات المركز هي الورقة البيضاء التي تعكس الوضع الحالي والرؤية المستقبلية والموضوعات المتنوعة والنظرة الخارجية تثري الرؤية داخل الدولة ونحن لسنا في بيئة منفصلة عن العالم من حولنا. • تخفيض الكربون - اليوم موضوع تخفيض نسبة انبعاثات الكربون يحظى باهتمام عالمي.. كيف تكون هذه الرؤية مع 2030.. وإلى أي مدى نسير في هذا الطريق بصورة صحيحة؟ لابد أن نذكر أن أكثر جهة فاعلة في هذا المجال هي قطر للطاقة وبالأخص لديها مجموعة كبيرة من الصناعات المحلية مرتبطة بقطر للطاقة. ومن خلال احتكاكنا بهذه الجهات نقوم بالتفاوض لبحث القرارات وفي نفس الوقت نرجع للسوق المحلي لتخفيض نسبة انبعاثات الكربون وفق المعايير العالمية ونحن نسير في الاتجاه الصحيح ودلالة ذلك أن الغاز الطبيعي من أنظف مصادر الطاقة على وجه الأرض ولابد أن تكون لدينا نظرة عادلة أننا نسير وفق معايير عالمية متوازنة بدلالة من خلال الاتفاقيات والتعاونات العالمية المشتركة.

1386

| 21 أبريل 2025

حوارات رئيس التحرير alsharq
"الشرق" تستكمل حوار كنوز المقتنيات والذكريات مع الشيخ فيصل بن قاسم: المتحف يستعيد أمجاد شخصيات تاريخية عربية وإسلامية

■ أكبر متحف شخصي في العالم يمتد على مساحة 50 ألف متر مربع ■ جمعت المقتنيات من كل أنحاء العالم على مدى 60 عاماً ■ استوحيت تصميم متحفي من الطراز العربي الأصيل ■ المتحف يضم قصصاً تحكي تاريخاً عربياً وإسلامياً مشرقاً ■ السيارات تستحوذ على نسبة 70 % من جملة زيارات المتحف ■ صالات العرض موزعة على 30 قسماً بطريقة هندسية رائعة ■ متحف السيارات يضم 950 سيارة أقدمها تعمل بالبخار ■ قطع أثرية تمثّل الثقافة البصرية للإسلام وامتداد تقاليدها عبر مسافات بعيدة ■ مقتنيات المتحف ترضي ذائقة جميع الزوار لتنوع معروضاته ■حرصت على وجود المكتبة في المتحف ويفد إليها كثيرون للقراءة والاطلاع ■ عندما كنت صغيراً كنت أجلب كتب «البداية والنهاية» و«المتنبي» لتعميق معرفتي ■ كنت أحرص على الاحتفاظ بكل ما هو ثمين حتى تكونت عندي مجموعة قيمة ■ في البداية امتلكت مجموعة السيوف والبنادق والصور القديمة ثم كبرت وتوسعت ■ جولة الشرق عبر التاريخ والحضارات في ضيافة الشيخ فيصل بن قاسم ■ قررت عرض كل المقتنيات الثمينة بعدما لمست الإقبال من كبار الشخصيات العالمية ■ مقتنيات وقصص لماضي أشخاص لهم حضورهم في تاريخنا العربي ■ المتحف يبرز شخصيات تاريخية أمثال عمر المختار وعبد القادر الجزائري ■ لدينا تنوع هائل في المتحف من السجاد والخزف ومقتنيات البيت القطري القديم ■ جناح خاص لتطور وسائل النقل من الخيل والإبل إلى السيارات بأنواعها ■بذلت جهداً لجمع السيارات وأقدمها سيارة تعمل بالبخار صنعت عام 1800 ■اهتمامي بجمع المقتنيات الإسلامية كبير وكنت أسافر حول العالم لجمعها ■ حصلت على نسخة عملاقة من المصحف وأصغر نسخة من القرآن الكريم ■ قسم الأسلحة به مئات السيوف والنبال وتجهيزات الجنود التي تؤرخ لمراحل متنوعة ■ على مدى عقود تمكنت من جمع ما يقارب أربعة آلاف سجادة استضاف سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني جريدة الشرق في جولة داخل المتحف الخاص، كاشفاً لنا كنوز المقتنيات التي تحفظ للأجيال التاريخ العريق والحضارات وتنوع الثقافات. وكانت دهشتنا كبيرة ونحن نشاهد هذا الكم من المقتنيات النادرة وهذه المساحات الكبيرة التي تحتضن الأجنحة والأقسام، مما يعطي الزائر انطباعا وكأنه في متحف عالمي وليس متحفا شخصيا. جولتنا في المتحف بصحبة الشيخ فيصل كانت تحملنا من انبهار إلى انبهار ومن دهشة إلى دهشة وتقدير لهذا الجهد الكبير الذي بذله سعادته في جمع المقتنيات النادرة على مدى عقود طاف لأجلها دول الشرق والغرب وشارك بعشرات المزادات ليفوز بقطعة من التاريخ تحفظ إرثا لأجيالنا. كنا نستمع إلى الشيخ فيصل وهو يشرح لنا بشغف عن كل قطعة وقيمتها وكيف حصل عليها، وتعبيرا عن حبه للمقتنيات الأثرية والتاريخية يقول لنا: «قد لا اهتم بتاريخ إنشاء فندق أو مشروع تجاري لكن يستحيل أن أنسى حكاية كل قطعة أثرية كيف اقتنيتها»، هذه العبارة ربما تختصر عشق الشيخ فيصل لحفظ التاريخ بجميع رموزه سواء أكانت تحفة أم وثيقة أو معلومات وذكريات لابد من جمعها. شغف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني بالاقتناء بدأ منذ الطفولة وقد شاهدنا في إحدى قاعات المتحف عشرات الخزائن المليئة بمقتنيات الشيخ فيصل في سن الطفولة والشباب، التي تروي بالأدلة والوقائع كيف تحولت الهواية في مرحلة مبكرة إلى الاحتراف وكيف تحول الشغف إلى إنجاز تجسد عام 1998 بتشييد أكبر متحف شخصي في العالم وجمع فيه المقتنيات ذات الطابع التاريخي من كل أنحاء العالم،على مدى 60 عامًا. بصحبة الشيخ فيصل كنا نشاهد أكثر من 40 ألف قطعة أثرية من مختلف الأزمنة والثقافات والحضارات تم توزيعها على 30 صالة عرض موزعة بطريقة هندسية رائعة بحيث يشعر الزائر أنه يدخل عوالم وأزمنة من التراث القطري إلى الأسلحة، والسجّاد، والمركبات، والسيارات الكلاسيكية النادرة، والمجوهرات والعملات، وقطع أثرية تمثّل الثقافة البصرية للإسلام وامتداد تقاليدها عبر مسافاتٍ بعيدة مثل شرق أوروبا وشمال أفريقيا، مرورًا بالشرق الأوسط ووصولًا إلى شرق آسيا. كان الشيخ فيصل حريصا على أن لا تكون جولة الشرق قصيرة وعابرة، فكان يجول بنا من قسم لآخر باهتمام شديد، ونذكر من تلك الأقسام والقاعات: قاعة الأسلحة والسروج • قاعة المجوهرات والمنسوجات • البيت القطري التقليدي • قاعة الفن الإسلامي (الخزف والبرونز والنحاس) • قسم السجاد • غرفة القرآن • الغرفة المصرية • قسم الأديان • قسم المراكب الشراعية • قسم الغوص • قسم الحفريات • مستشفى حمدة • القسم الرياضي. كنا نتجول وكأننا في رحلة آسرة عبر أقسام مختلفة، كل قسم يشبه متحفًا مستقلاً بحد ذاته، يعرض مجموعة نادرة من القطع التراثية، يخبرنا الشيخ فيصل عن أهميتها وقيمتها التاريخية وكل التفاصيل الدقيقة فيما كتبت خلف كل قطعة قصتها. في هذه الحلقة نختم جولتنا في ضيافة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني والتي بدأت بحوار شامل نشر أمس ونستكمل اليوم بالحوار عن المتحف: - هكذا بدأت فكرة المتحف • ونحن بين جنبات هذا الصرح العريق، وفي داخل متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، ما البدايات الأولى لإنشاء المتحف؟، وكيف نبعت فكرته لديكم؟ بداية، أؤكد أن فكرة إنشاء المتحف، نبعت من حرصي الدائم على استثمار أوقات فراغي، حيث أحرص على قضائه في القراءة والكتابة، وتعودت على هذا الأمر منذ الصغر، فدائماً، استثمر أوقات فراغي في القراءة والكتابة، حيث كنت أقرأ منذ صغري كتباً تتجاوز عمري. وأذكر أنني في مراحلي الأولى، وعندما كنت في لبنان، كنت أجلب كتب البداية والنهاية، والمتنبي، كما كنت أقرأ المذكرات والكتب المختلفة، بالشكل الذي يعمق ثقافتي، ويسهم في الوقت نفسه في التعرف على الآخرين. ومن وقتها، كنت أحرص على الاحتفاظ بكل ما هو ثمين، حتى تكونت عندي مجموعة قيمة، خاصة من السيوف والبنادق والصور القديمة، وأردت عرضها في متحف صغير، غير أنني لاحظت أن لديَّ إمكانيات أكبر لإنشاء متحف، وهو ما حدث، وأصبح يزورني فيه العديد من الزوار، من كبار الشخصيات في دول العالم، ولذلك أردت عرض كل ما عندي من مقتنيات ثمينة، سواء تحف أو غيرها في هذا المتحف. • متى تم افتتاح المتحف وما المساحة الإجمالية لهذا المعلم التراثي والسياحي؟ افتتح المتحف في سنة 1998، وكانت البداية له في قلعة بنيت من صخور الأرض في قطر، في منطقة الشحانية، وقد توسع المتحف شيئًا فشيئًا، إلى أن امتدّ على مساحة نحو 50 ألف متر مربّع، وضم العديد من الصالات وقاعات العرض، وصارت تقام فيه العروض الفنية، والجولات التعليمية للطلاب، وصار وجهة مهمة ومميزة لكل زوار قطر. - شخصيات تاريخية عربية وعالمية • وما طبيعة المقتنيات التي يضمها المتحف، وما أقدم ما يعرضه تقريباً؟ هذه المقتنيات جمعتها منذ الصغر، وحسب إمكانياتي، وهي عزيزة عليَّ للغاية، إذ كنت أدخل المزادات، وأقتني الثمين منها، لدرجة أن ما تم اقتناؤه، وكان سعره وقتها بـ100 ألف دولار، اليوم أصبح سعره يتجاوز المليون دولار أو اكثر، فأصبحت لدىَّ العديد من المقتنيات الثمينة والقيمة، والتي يضمها المتحف، لتعكس ثقافة الاقتناء. والمتحف ليس مجرد صرح لعرض القطع الثمينة فقط، ولكنه يضم العديد من القصص والتفاصيل، لأشخاص لها حضورها في تاريخنا العربي، مثل عبدالقادر الجزائري وعمر المختار، وغيرهما من الشخصيات التاريخية في العالم العربي، والذين يشكلون حضوراً لافتاً في المتحف، من خلال ما يضمه من أجنحة، وذلك لإعطاء هذه الشخصيات حقها في إبراز تاريخها، وتعريف الناس بها، إلى غير ذلك من كنوز يضمها المتحف، علاوة على المكتبة التي يفد إليها كثيرون للقراءة والاطلاع. ومن بين الأقسام التي يضمها المتحف، جناح السيوف، والخط العربي، والذي يبرز كيف كان أحد الخلفاء العثمانيين يرخص للخط العربي، ولذلك، فإن هذا القسم يضم أكبر المجموعات في العالم عن الخط العربي. هذه الكنوز والنفائس، يحرص كثير من الزوار على زيارتها، للتعرف عليها، وتفقدها، وكلها من المجموعات الثمينة والقيمة، والتي أحرص على اقتنائها، وعرضها في المتحف. - تطور وسائل النقل وتنوع الأذواق • هل هذا التنوع، يعكس أن المتحف يلبي كل الأذواق والاتجاهات لدى الزائرين؟ نعم الأمر كذلك، فلدينا تنوع هائل في المتحف، من سجاد وخزف، وأسلحة قطرية قديمة، وكذلك مقتنيات البيت القطري القديم، وغيرها الكثير والكثير، كما لدينا قسم السيارات الكلاسيكية والعريقة، وهذا القسم يبرز تطور وسائل النقل قديما، وكيف انتقلت من الوسائل البدائية باستخدام الخيل والحمير والإبل قديما، إلى وسائل استخدام السيارات، ولذلك حرصت على عرض هذا التطور، الذي لازم الإنسان في هذا المتحف، ليشاهد الزوار، تطور وسائل النقل، قديماً وحديثاً، إذ لابد من مواكبة العصر، وإرضاء ذائقة الزوار، ولذلك يستحوذ متحف السيارات على 70 % من زيارات الزوار، حيث تستهويهم هذه السيارات، فضلاً عن جناح المقناص، وكذلك أماكن التصوير، ما يعني أن المتحف يلبي ويواكب ذائقة الجميع. وفي هذا السياق، حرصت على أن يكون لدىَّ إرضاء الجميع، من خلال تنوع كافة المجالات، بل وأحرص من وقت لآخر على تزويد المتحف بالجديد، إذ أعد لإنشاء جناح للنياشين، والأوسمة، وأحرص على تجديد المتحف باستمرار، وتزويده بالمقتنيات الثمينة. - الطراز العربي الأصيل في المتحف • يبدو واضحاً للزائرين، أن المتحف يتسم بتصميم مميز، فمن أين استوحى المتحف تصميمه؟ نحن كعرب لدينا طرازنا العربي الأصيل، ومنه استوحيت تصميم المتحف، على نحو ما كان يعرف قديماً بالحرملك للنساء، السلاملك للرجال، وكذلك الخدمنم للخدم، وهكذا كانت عادات لوَّل، ومن هنا استوحيت فكرة تصميم المتحف. المتحف مفتوح لجميع الزوار • شاهدنا زواراً للمتحف خلال المقابلة، فما مواعيد استقبال المتحف لزواره؟ المتحف متاح للجميع، ونستقبل الزوار كذلك في شهر رمضان المبارك، إذ يفتح المتحف أبوابه على مدى فترتين، الأولى في الصباح، والأخرى في المساء، لتكون هناك فرصة لزيارة المتحف من جانب الجميع، سواء الأجانب الذين يحرصون على زيارته في نهار رمضان، والعرب الذين يحرصون على زيارته في ليل رمضان، وذلك حتى الساعة الحادية عشرة مساءً. - هوايات الأبناء متنوعة • وهل أبناؤكم يسيرون على نفس نهجكم سعادة الشيخ فيصل، في اقتناء المجموعات الثمينة؟ كل ابن من أبنائي له هوايته الخاصة به، فعلى سبيل المثال، حرص ابني محمد على اقتناء سيارة نادرة من نوع رولز رويس، أهديت للشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، رحمه الله، من شركة البترول العراقية، وكان من هذا النوع سيارتان، إحداهما أهديت للشيخ علي، وتتبعها ابني محمد، إلى أن وصل إليها من خلال الوكيل، وقام بشرائها بمبلغ كبير للغاية، ووصلت مؤخراً للمتحف، ويتم عرضها به حالياً. - متحف السيارات.. استكشاف التطور عبر الزمن • وكم عدد السيارات التي يضمها المتحف تقريباً؟ وما أقدمها؟ يضم متحف السيارات قرابة 950 سيارة كلاسيكية فريدة ومذهلة، أقدمها سيارة كانت تعمل بالبخار، في أواخر عام 1800. وقد بذلت جهدا كبيرا في جمعها من دول مختلفة حتى استطيع تعريف الأجيال بتطور السيارة التي تعتبر اكثر وسيلة نقل انتشارا في العالم وهي في الواقع ليست مجرد وسيلة نقل بل هي تاريخ وقاسم مشترك ولغة مشتركة بين الشعوب وترتبط بوجدان الناس مثلما ترتبط بالكثير من الأحداث التاريخية وهي أيضا موجودة في كل الأفلام السينمائية والتلفزيونية والقصص والروايات. ويمكن لزوار متحف السيارات الاستمتاع برحلة تاريخية تثقيفية تسلط الضوء على أكثر من 120 عاماً من التطور الميكانيكي، الذي يكشف ويعكس احتياجات الإنسان على مر السنين الماضية لتطوير تكنولوجيا السيارات بهدف تقصير المسافات وربط المجتمعات عبر شبه الجزيرة العربية وقطر. ويضم متحف السيارات الجديد طرازات متعددة ومختلفة من السيارات الكلاسيكية الرائعة التي تعود إلى القرن التاسع عشر حتى وقتنا الحالي، بدءاً من طرازات ستدبيكر الأسطورية 1908، وطرازات فورد تي رودستر 1924، مروراً بطرازات كاديلاك 1958 وفورد موستينغ 1968 والعديد من الطرازات الأخرى التي تأسر قلوب عشاق السيارات. وتشكل النماذج الكلاسيكية من السيارات والشاحنات والسيارات الرياضية والسيارات المكشوفة والليموزين مجموعة فريدة من نوعها والتي تعيد ضيوف المتحف إلى بدايات صناعة السيارات، وتستحضر ذكريات حقبة السيارات الماضية وصولاً حتى يومنا هذا. - تراث إسلامي ووطني • شاهدنا التنوع في المقتنيات فكيف كان الاهتمام بالتراث الإسلامي ؟ لقد كان اهتمامي بجمع المقتنيات الإسلامية كبيرا وكنت أسافر حول العالم لجمع المقتنيات الإسلامية، وقد تمكنت بفضل الله من الحصول على قطع أثرية إسلامية نادرة حيث تجد في قاعة خاصة، نسخة عملاقة من المصحف الشريف، بجانب اصغر نسخة من القرآن الكريم وتتوزع على الخزائن نسخ عديدة من المصاحف النادرة، مع أجزاء ضخمة من كسوة الكعبة المشرفة ومفتاحها وقفلها. وضمن الاهتمام بالتراث الإسلامي يوجد في قسم الأسلحة مئات السيوف والنبال وتجهيزات الجنود التي تؤرخ لمراحل متنوعة، تشمل الحروب الصليبية وجيوش العثمانيين والمماليك، مع احتفاء أكبر بتراث القرنين السابع عشر والثامن عشر. وتوجد بقاعة المنسوجات مجموعة نادرة من السجاد الشرقي بجانب مئات القطع الثمينة من الجواهر والحُلي والأواني والعملات المعدنية والأزياء وقطع الأثاث الفاخرة، والتي تجسد ثقافات وتقاليد معظم بلدان العالم الإسلامي. ‪ - السجاد فن وتاريخ عريق وتراث أصيل ‬ • شاهدنا الكثير من السجاد الشرقي النادر ما أهمية السجاد ضمن مجموعة المقتنيات؟ السجاد الشرقي له مكانة لدى جميع الشعوب وخصوصا في عالمنا الإسلامي والعربي وأهمية السجاد انه يعتبر لوحات فنية تروي قصصا وملاحم تضاهي اجمل اللوحات العالمية. وأنا اعتبر السجاد فنا وتاريخا وتراثا عريقا. وعلى مدى عقود تمكنت من جمع ما يقارب عن أربعة آلاف سجادة، يعرض منها في قسم السجاد بالمتحف هنا أكثر من ثلاثمائة سجادة من النوادر ما عدا ما تم تخزينه في أماكن خاصة نظراً لأهميتها وندرتها، فيما يعرض القسم الأكبر والذي يقدر بحوالي ألف ومائة سجادة في متحف السجاد الشرقي والإسلامي في أبراج الماريوت ماركيز القريب من مجمع السيتي سنتر وهي مختلفة المصادر والأماكن وأساليب النسج اليدوي فيما يتم تخزين الجزء الآخر والذي سيتم عرضه لاحقا. وتعتبر مجموعة السجاد التي اقتنيتها معلماً ومرجعاً لجميع محبي السجاد في العالم بما تحتويه من أنواع نادرة كسجاد خاص لقصور الشاهات والملوك والأمراء والشيوخ، وأيضاً السجاد النادر سواء المصنوع من الأسلاك الذهبية والفضية أو سجاد ذو وجهين أو كالتي حيكت من قبل أمهر الصناع والحياكين الذين عرفهم تاريخ السجاد. وتوجد في المتحف واحدة من أقدم السجاد التي يعود تاريخها الى القرن الثالث عشر الميلادي. ويصل سعرها إلى حوالى 10 ملايين ريال وينقسم السجاد في المتحف إلى عدة اقسام كالسجاد المصوّر بمواضيع مختلفة والتي كان استخدامها على الأكثر لتزيين القصور والبيوت، وسجاد حيك بالذهب والفضة والآيات القرآنية وكان الغرض منها تزيين جدران المجالس والبيوت ومعرفة اتجاه القبلة لإقامة الصلاة، أما السجاد المزين بالورود والأشكال الهندسية فكان الغرض منه لزينة البيوت وإعطائها جمالاً داخلياً. وهناك السجاد العثماني والفارسي منها بأنواعه ومدنه المختلفة والتي كانت سواء لتزيين جدران البيوت والمجالس أو للصلاة أو المصورة منها التي تحاكي قصصا مختلفة منها الدينية او قصص تلك المناطق، اختلفت الألوان والمصادر والتقنيات المستعملة لصناعتها وألوانها الطبيعية كالأحجار الملونة والنبات والورود والحشرات التي تم خلطها بالمواد الكيماوية البسيطة فزاد من جمال صناعتها وأبقت على رونقها عبر السنين والهدف من هذا كله واحد ألا وهو إثراء فن السجاد على مدى السنين التي صنعت به وجعلها عرفاً ومطلباً لكثير من المتاحف ومهتمي وهواة هذا الفن الأصيل - سياحة ثقافية • المتحف حالياً أصبح سياحة ثقافية، فهل هناك تنسيق مع قطر للسياحة، أو متاحف قطر بشأنه زيارته؟ المتحف، كما ذكرت متاح زيارته للجميع، ونحن نتعاون مع الجميع، وتعاوننا هذا لا يقف عند مجال بعينه، بل لدينا تعاون في مجالات التعليم والثقافة، إذ لدينا مؤسسة تعليمية، وأكاديمية للخيل، وكذلك مؤسسة ثقافية، وأخرى خيرية، ونحن مهتمون بالتعليم للغاية، لأن الاستثمار في التعلم، يفوق الاستثمار المالي بكثير، ولذلك، لدينا تعليم في مختلف المراحل، من الابتدائي إلى الماجستير.

1198

| 19 مارس 2025

حوارات رئيس التحرير alsharq
الشيخ فيصل بن قاسم يفتح كنوز الذكريات في حوار شامل لـ الشرق: عاصرت 6 حكام لقطر وتعلمت منهم الكثير

■ عاصرت 6 حكام لقطر وتعلمت منهم الكثير من التجارب والخبرات ■ والدي كان يصطحبني إلى مجالس حكام وشيوخ قطر فنهلت منها المعرفة ■ حضوري للمناقشات في مجالس الحكام أورثني تراكما معرفياً كبيراً ■ ميزة أهل قطر محبتهم لبعضهم وهم مسالمون يحبون الخير للجميع ■ أهل قطر تجاوزوا كل التحديات دون تفريط في الوطن والتقاليد ■ عاصرت مع أهل قطر أوقات الشدة وأفراحهم بظهور البترول ■ معظم الكفاءات الوطنية هم من خريجي الجامعات القطرية ■ التعليم الجامعي في قطر يوفر أفضل بيئة أكاديمية واجتماعية لشبابنا ■ حرصت على تعليم أبنائي في جامعات قطر ولم أرسلهم للخارج ■ مستشفى الرميلة أُنشئ عام 56 وكان الأفضل في الوطن العربي ■ استفاد جميع أهل قطر من ثروة البترول وكان التكافل بين الجميع ■ طبائع القطريين لم تتغير بعد الثروة وظلت صفاتهم الحميدة قائمة ■ فخورون بالمقيمين الذين عاشوا معنا الحلوة والمرة ■ بيوتنا مفتوحة للجميع والكرم والأمان متجذران في مجتمعنا ■ كان عمري 10 سنوات عندما نصحني أحدهم بتجنب الظلم والطمع ■ رفضت وضع حراسة لأنني أخاف الله وأشعر بالأمان في بلدي ■ ننعم بالأمن والأمان ومعدل الجريمة لدينا صفر ■ المواطنون يرفضون أي عادات دخيلة على مجتمعهم ■ كتاب قطر التي عشناها يختزل تاريخاً وقصصاً في حياة قطر ■ وضعت في الكتاب كل ما لدي من معلومات ووثائق وذكريات ■ أنا مع تعليم الشباب داخل البلد لأن جامعاتنا توفر أفضل مستوى ■ شباب قطر أبدعوا في تحمل المسؤولية أمام العالم ونحن نفتخر بهم ■ تلقينا طلبات من 50 دولة و20 جامعة أمريكية لاستضافة معرض المجلس ■ ليس لدي الوقت لمتابعة الذكاء الاصطناعي وأعتمد على فريق عملي ■8 نصائح ذهبية للراغبين بدخول عالم الأعمال والمشاريع ■ ابدأ صغيرا حتى تـكبر واحرص على التعلم ■ إذا نجح مشروعك استمر وتوسع وإذا تعثر استبدله بآخر ■ كل منافس يضيف لك جديدا وأنا استفدت كثيرا من المنافسين ■ المتابعة والإشراف اليومي للمشروع وإدارته بنفسك ■ النجاح في عالم الأعمال لا يشترط رأس المال الكبير ■ الوقت هو الفلوس وأنصح الشباب باستثماره في إدارة الأعمال ■ الاهتمام ببناء الاسم والسمعة في سوق الأعمال ■ عدم التقليد لأن المطلوب هو الابتكار وحسن الاختيار ■ نرحب بأي مشروع أو عمل ثقافي يخدم المجتمع ويسعد الناس ■ الفيصل الثقافية تهدف لتقديم مقتنياتي بإطار مؤسسي بطابع عالمي ■ مؤسسة الفيصل تدرس المشاريع الثقافية وتطلقها بمستوى عالمي ■ أسعى أن تصبح الفيصل الثقافية وجهة عالمية للمراجع والوثائق ■ مبادرات القطاع الخاص الثقافية تحتاج إلى الدعم والتشجيع ■ كنت أجلب الكتب من لبنان وأقرأ المذكراتلتعميقثقافتي سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني شخصية استثنائية ينفرد بكثير من الخصال والمزايا، فهو تاريخ في رجل، وهو الرجل المخضرم الذي عايش أجيالا وعقودا. فكان شاهدا على تاريخ قطر وعاصر 6 حكام من أصل 8 حكام، وكان يرتاد مجالس الحكام مع والده حتى تعلم منهم أكثر مما تعلمه من المدارس والجامعات، حيث إن حضوره للمناقشات في مجالس الحكام أورثه تراكما معرفيا كبيرا وعزز انتماءه الوطني والعربي. ويمتاز الشيخ فيصل بن قاسم بأنه شخصية موسوعية فهو متنوع المعارف والثقافات ومتعدد الاهتمامات والمسؤوليات من الاقتصاد والأعمال إلى الثقافة والفكر والتراث والمتاحف وصولا إلى المبادرات الإنسانية والدعم الدائم للتعليم، خصوصا أن شغفه بالتعليم لا يوصف فهو يقول: أكثر شيء يسعدني هو التعليم لأنه زرع وحصاد والإنسان المتعلم يصبح ثروة وطنية. قد يصعب الحديث عن شخصية الشيخ فيصل في سطور، فهو صاحب الشخصية الجامعة التي كلما اقتربت منها أصبت بشغف النهل من معارفها مثلما يصعب الاكتفاء بحوار صحفي واحد، فالحديث معه وعنه يطول ويحملك في رحلة إبحار إلى أعماق التاريخ والماضي المجيد وصولا إلى حاضر المجتمع القطري الذي يعتز ويفتخر به لما يحمله من سمات رائعة حيث يقول: «أهل قطر مسالمون يحبون الخير للجميع مثلما يحبون بعضهم البعض وتجاوزوا كل التحديات دون تفريط في الوطن والتقاليد فهم ثابتون راسخون في انتمائهم وولائهم لم تبدلهم الشدة ولا الرخاء». لدى الشيخ فيصل قاعدة ثلاثية تقوم عليها شخصيته وهي الإيمان وخشية رب العالمين وحب الوطن والمجتمع القطري والتواضع مع الناس بعيدا عن كل مظاهر الترف والإسراف. ويقول إنه تلقى نصيحة عندما كان عمره 10 سنوات من رجل التقاه في المسجد وكان صاحب جاه وثروة وقال له «حافظ على صلاتك فهي تدوم وما عداها كل شيء زائل». ولذلك تمسك بالصلاة وحافظ عليها، أما حبه للوطن والمجتمع القطري فهو متجذر في نفسه ووجدانه ولا يتردد بفعل أي شيء لخدمة المجتمع، أما التواضع فهو سلوك تربى عليه منذ الصغر. خلال حوار «الشرق» مع سعادة الشيخ فيصل كنا نشعر أننا أمام كنز من المعلومات والذكريات الجميلة، وكنا نقلب معه صفحات التاريخ والمحطات الثقافية والتراثية والإنسانية، فالشيخ فيصل يدرك قيمة ما يختزنه من معلومات ومقتنيات، ولذلك فهو حريص على توثيق ما يملكه من معارف لتبقى إرثا للوطن والأجيال ولذلك كانت مبادرته بتأسيس أكبر متحف شخصي في الشرق الأوسط، ثم مبادرته بإطلاق مؤسسة الفيصل العالمية للثقافة والمعرفة لتتولى التوثيق وتبني المشاريع الثقافية بطابع عالمي، مثلما حرص أيضا على جمع الكثير من الوثائق والذكريات في كتاب قطر التي عشناها والذي يعتبر مرجعا وطنيا لتاريخ قطر. الحديث مع الشيخ فيصل لا يخلو من الفخر والاعتزاز بشباب قطر الذين أثبتوا للعالم قدرتهم على تحمل المسؤولية كما أنه لا يخفي انحيازه للتعليم الجامعي في قطر، حيث يفتخر بأن جميع أبنائه تعلموا في جامعات قطر ولم يرسلهم للخارج ويقول إن الجامعات في قطر خرجت أهم الكفاءات الوطنية والمسؤولين في مختلف المجالات، كما أن الجامعات الوطنية توفر أفضل بيئة تعليمية وأكاديمية وتحفظ ارتباط الطلبة بعاداتهم وتقاليدهم. وفي الحوار مع سعادة الشيخ فيصل استخلصنا 8 نصائح ذهبية للشباب ورواد الأعمال حتى ينطلقوا بمشاريعهم في عالم الأعمال بنجاح. «الشرق» التي تشكر الشيخ فيصل على استضافتها في جولة شاملة في متحفه الخاص تنشر اليوم الجزء الأول من الحوار ثم تخصص الحلقة الثانية للجولة داخل المتحف. •بداية، سعادة الشيخ فيصل، نأمل منكم كلمة سريعة، في مستهل هذه المقابلة، وفي أعقاب جولتنا بمتحفكم؟ حقيقة، سعادتي كبيرة بالمقابلة معكم، وزيارتكم للمتحف، وجولتكم فيه، والتي ستضيف الكثير له، على خلفية هذا اللقاء، حتى يتعرف الناس أكثر على المتحف، ويستفيدوا مما تطرحه المقابلة من معلومات، توثق للتاريخ القطري الأصيل. - أهل قطر يحبون الخير •لكم حضور لافت في العديد من المجالات العلمية والثقافية والاقتصادية والخيرية، علاوة على المسؤولية المجتمعية، فمن أين نبدأ برأيكم؟ بداية، أؤكد أنني أحاول قدر الاستطاعة تقديم المعلومات، لتنتقل إلى الناس، سواء ممن كانت لديهم خبرة عنها، أو غيرهم، وذلك بعدما لاحظت اندثار الكثير من مظاهر التراث، لعدم الحفاظ عليها. وهنا، أؤكد أن دولة قطر تتميز عن غيرها، بأن أهلها مسالمون، ويحبون الخير للجميع، فهم أهل كرم وتسامح وعطاء، وهذا طبعنا على الدوام، ويعتبر نسيجاً قطرياً راسخاً في وجدان القطريين، يضاف إلى ذلك الأمن الذي نتمتع به، ما جعل الجريمة لدينا صفراً، منذ سنوات عديدة. - تعلمت الكثير من مجالس الحكام •تسمح لنا سعادة الشيخ فيصل، بالعودة إلى بواكير نشأتكم، فكيف كانت البداية، والتي منها انطلقتم إلى عالم المال والثقافة والتعليم، والأعمال الخيرية غيرها ؟ بداية حياتي كانت بسيطة للغاية، والدي كان يتيماً، ما جعله يخاف علىَّ كثيراً، وهذا الخوف جعلني، أحفظ عنه ومن غيره الكثير، إذ كان والدي يصطحبني معه إلى حكام قطر، بالإضافة إلى حضور العديد من المجالس، وهذا الحضور، جعلني أشهد العديد من المناقشات والحوارات الدائرة في هذه المجالس، فتعرفت خلالها على العلاقة بين الحكام والناس، وهذا الأمر، عزز لدىَّ الانتماء الوطني، وكذلك الانتماء إلى وطني العربي الكبير، إذ ساهمت كل هذه المحطات واللقاءات والنقاشات في إثراء تراكم معرفي كبير لديّ. وهنا أذكر، أنني عاصرت الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، رحمه الله، فكنت أزوره كل يوم، وكذلك عاصرت الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، رحمه الله، وكنا نحضر إلى مجلسه كثيراً، ثم الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، رحمه الله، ثم صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، رحمه الله، ثم صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ثم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظهما الله ورعاهما. مثل هذه الزيارات، وحضور تلك اللقاءات شكلت لدىَّ خلفية كبيرة من المعلومات، عن كافة التواريخ والأحداث في الوطن والمنطقة، لذلك أحاول أن أنقل كل هذه الخبرات والتجارب والآراء واللقاءات للناس، حتى يستفيدوا منها. - مزايا المجتمع القطري •وكيف كنتم تجدون أهل قطر خلال كل هذه الفترات؟ دائماً، أقول في شباب قطر وأهلها كل ثناء ومدح، إذ أجد فيهم واقعاً من المحبة لبعضهم البعض، والكلام في حقهم جميعاً لا يكفي، ولا يوافيهم حقهم، إذ لدينا محبة لبعضنا البعض، بشكل لا يوصف، سواء بين الكبير والكبير، أو بين الكبير والصغير، فالجميع يتمتعون بالمساواة في الوطن، وهذه ميزة يتميز بها المجتمع القطري، قد لا تتوفر في غيره، وهى من النعم الكبيرة، التي نحظى بها في وطننا الغالي. - توثيق المعلومات التاريخية •خلال زياراتكم للمجالس، بصحبة الوالد، وقتها، كيف كنتم ترون الفرق بين تلك الأيام التي مضت، وبين واقع اليوم؟ أرى أن الذاكرة التي يتمتع بها أبناء جيلي في معاصرة الدولة، منذ نشأتها وبدايات تأسيسها إلى اليوم، يحظون بمعلومات تاريخية كبيرة، ما يستوجب على الجميع، أن يقدمها للحفظ والتوثيق، ومن جانبي، أحرص على نقل كل ما في ذاكرتي للتوثيق والحفظ، حتى يصل إلى الأجيال القادمة، ليتعرفوا جميعاً على أمجاد الماضي، وتاريخه العريق. وهنا، أستحضر حياة زمن لوّل، حيث كانت الحياة تعتمد على صيد اللؤلؤ، في الوقت الذي كانت تشهد فيه هذه الأيام كساداً واضحاً، وأوضاعاً معيشية صعبة، غير أن أهل قطر تجاوزوا كل ذلك، دون تفريط في الوطن، أو تفريط في العادات والتقاليد، وظلوا على أوضاعهم، أوفياء في الانتماء للوطن، رغم كل الظروف التي تعرضوا لها، سواء أيام الحرب العالمية، أو غيرها من أحداث، وتحديات. - السعادة باكتشاف النفط •عاصرتم كل هذه الفترات، والتي تعاقب عليها ستة من حكام دولة قطر، وعايشتم مسيرة أهل قطر، في التكافل والتعاضد والتعاون، فهل تعتقدون أن هذه الروح، مازالت قائمة بين أهل قطر، في تعاونهم وتماسكهم؟ نعم، فلقد عاصرت في مراحلي المختلفة فترات عدد من حكام قطر، وعاصرت مع أهل قطر أفراحهم بظهور البترول، كما عاصرتهم في أوقات شدتهم، وكان ظهور النفط، بمثابة سعادة غمرت الجميع، إذ تحققت على أيدي قادتنا العديد من المعجزات، فبعد ظهور النفط، تم إنشاء المدارس النظامية، وإقامة محطات لتحلية المياه، وتوصيل الكهرباء، والتليفونات، وتقديم بقية الخدمات، بعدما كانت الحياة العامة تفتقرها. كل هذه الخدمات، كان يتم تقديمها للمواطنين مجاناً، علاوة على تقديم الدولة لهم كل ما يفيدهم، فكان لدينا أفضل مستشفى في العالم العربي، وهى مستشفى الرميلة، والتي أنشئت في 1956، أي بعد ظهور البترول بنحو ست سنوات، إلى غيرها من الخدمات، كما كان التكافل واضحاً بين الجميع، حيث استفاد جميع أهل قطر، من الثروة التي تحققت في البلاد، نتيجة ظهور البترول. وكان اللافت أنه مع هذه الطفرة في البترول، والثراء الذي أصبحت عليه البلاد، أن عادات وطبائع القطريين لم تتغير، إذ ظلت صفاتهم الحميدة قائمة فيما بينهم، من تواضع وتكافل وتعاضد ومساواة، وغيرها من صفات وخصال حميدة، وظلوا على هذه الحالة إلى يومنا، كونهم من أرض الوطن. وحقيقة، لدىَّ قصص كثيرة عن حياة لوَّل، وحياة القطريين وقتها، حيث كان الناس يفدون إلى مجالس الحكام، صباح مساء، لعرض كل ما يدور في خاطرهم، وكان يتم استقبال الجميع، والاستماع لهم. ولذلك أحاول تدوين كل هذه الأمور، وما هو راسخ في ذاكرتي لحفظه، صوناً لتاريخنا، وعاداتنا وتقاليدنا، وموروثنا الأصيل. - التكاتف والتعاضد بين القطريين •وهل يعني هذا، أن أهل قطر ظلوا متمسكين بعاداتهم، سواء في أوقات تطور حياتهم، أو في خلال فترة الكساد، التي عاشوها؟ صحيح، ظل القطريون طوال حياتهم متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم في جميع الأوقات والفترات التي عاشوها، كما أن المواطنين أنفسهم يرفضون أي عادات دخيلة عليهم. كما أن علاقة الناس مع الشيوخ، كانت تقوم على التكاتف والتعاضد، ورغم ما تعرض له المجتمع من تحديات وظروف، إلا أن المجتمع تجاوز كل ذلك، كما سبق أن ذكرت، علاوة على أن المقيمين أنفسهم تطبعوا بعادات وتقاليد أهل قطر، وحملوا نفس طبائعهم، وهذا ما يميزنا في قطر أيضاً، فبيوتنا مفتوحة للجميع، بكل أمان وضيافة لهم، فالأمان والكرم متأصلان ومتجذران في مجتمعنا. - قصص كرم أهل قطر •وبالطبع، توارث أهل قطر كل هذه العادات والتقاليد؟ بالفعل، علاقتنا ومحبتنا للآخرين قائمة منذ القدم، ودائماً أهل قطر يفزعون لمساعدة الغير ونجدتهم، ولدىَّ في هذا السياق العديد من القصص التي ترصد عادات وتقاليد أهل قطر مع غيرهم، في الكرم والجود والعطاء. وكما ذكرت إن هذه العادات والتقاليد متجذرة في المجتمع. - فكرة إنشاء المتحف •ونحن بين جنبات هذا الصرح العريق، وفي داخل متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، ما هى البدايات الأولى لإنشاء المتحف؟، وكيف نبعت فكرته لديكم؟ بداية، أؤكد أن فكر إنشاء المتحف، نبعت من حرصي الدائم على استثمار أوقات فراغي، حيث أحرص على قضائه في القراءة والكتابة، وتعودت على هذا الأمر منذ الصغر، فدائماً، أستثمر أوقات فراغي في القراءة والكتابة، حيث كنت أقرأ منذ صغري كتباً تتجاوز عمري. وأذكر أنني في مراحلي الأولى، وعندما كنت في لبنان، كنت اجلب كتب البداية والنهاية، والمتنبي، كما كنت أقرأ المذكرات والكتب المختلفة، بالشكل الذي يعمق ثقافتي، ويسهم في الوقت نفسه في التعرف على الآخرين. ومن وقتها، كنت أحرص على الاحتفاظ بكل ما هو ثمين، حتى تكونت عندي مجموعة قيمة، خاصة من السيوف والبنادق والصور القديمة، وأردت عرضها في متحف صغير، غير أنني لاحظت أن لدىَّ إمكانيات أكبر لإنشاء متحف، وهو ما حدث، وأصبح يزورني فيه العديد من الزوار، من كبار الشخصيات في دول العالم، ولذلك أردت عرض كل ما عندي من مقتنيات ثمينة، سواء تحف أو غيرها في هذا المتحف. - نصيحة من ذهب •في ظل عملكم في مجال الاستثمار والأعمال، فأنتم أيضاً سعادة الشيخ فيصل، لكم مبادرات في المسؤولية المجتميعة والثقافة، وغيرهما، فكيف تحققون كل هذا التجانس؟ هذا توفيق الله عز وجل وجل لي منذ الصغر، وأحرص على مراعاته، وابتغاء مرضاته، في كل عمل أعمله، دون ظلم لأحد، أو جور عليه، وعندما يكون الإنسان كذلك، فلن يخشى فقراً أو مرضاً، بل سيظل مطمئناً، بل ويسعد حين يلاقي ربه على هذه الحالة. وأذكر أنني، وعندما كان عمري 10 سنوات، وكنت خارج قطر، قدم لي أحد الأشخاص نصيحة، عندما رآني هذا الشخص أصلي، فقال لي إنه كان في مناصب عليا، ولكنه ظلم كثيراً من البشر، وتاب عن ذلك وقتها، ويرجو غفران ربه، ونصحني بتجنب الظلم، وعدم الطمع لما في أيدي الناس، واتقاء الله في كل شيء. وبالفعل، ألتزم هذه النصيحة وأحرص عليها، وأعمل بها، والحمد لله، فأنا أرتاح لهذه النصيحة، ولا ألتفت إلى غيرها. ولذلك، أجد الله تعالى يوفقني في كل عمل، لدرجة أنني أنام مطمئناً في غرفتي، وبابها مفتوح، وكذلك باب البيت والسور مفتوحان، ورفضت وضع حراسة لذلك، لأنني أشعر بالأمان في بلدي، وأن الله تعالى يحفظنا جميعا من كل سوء. -قطر التي عشناها •بعد إنجاز كتابكم، قطر التي عشناها: تاريخها وشعبها وحكامها، هل ستكون لكم كتب أخرى في المستقبل؟ بداية، أؤكد أن هذا الزمن قل فيه من يقرأ، حيث أفسدت الوسائل الحديثة القراءة لدى الناس، ولذلك، حرصت خلال هذا الكتاب على اختصار كثير من القصص، ووضعت صوراً، وتحتها شرحها، محاولاً في ذلك تحفيز القارئ للبحث، وتحفيزه كذلك على المزيد من القراءة. - كل المعلومات في الكتاب •الكتاب غني جدا بما يتضمنه من معلومات ووثائق فهل سيكون هناك أجزاء أخرى ؟ لقد حرصت أن أضع في الكتاب كل ما هو متوفر عندي من معلومات ووثائق وذكريات. الانسان الذي عاش فترة الخمسينات والستينات والسبعينات يختزن ذكريات مهمة عن ذلك الزمن الجميل والغني بمجرياته واحداثه السياسية والثقافية والاجتماعية. بينما جيل التسعينات لا يعلمون شيئا عن الماضي وهذا الإرث الجميل الذي عشناه ونتمنى ان يصلهم ويستفيدون منه. كنا سعداء ولا نملك شيئا كنا نحب بعضنا البعض ولا نملك شيئا. هذا ما أود أن يصل إلى هذا الجيل ومهما تكلمت عن ماضي مجتمعنا العريق لن استطيع ان أقول كل ما أود قوله. - المقتنيات الثقافية بطابع عالمي •في مسيرتك تحملت الكثير من المسؤوليات والاهتمامات من عالم الاعمال الى المبادرات الإنسانية الى دعم التعليم وكان اخرها اطلاق مؤسسة الفيصل العالمية للثقافة والمعرفة ما أهمية هذا المشروع ؟ من عادتي ان اجمع أشياء كثيرة ومن ضمن ما اجمعه هناك مقتنيات تتعلق بالثقافة ولها أثر في المجتمع ولذلك أردت ان اقدمها من خلال اطار مؤسسي ذي طابع عالمي. وبالتالي سيكون في هذه المؤسسة خبراء يقومون بدراسة المشاريع المفيدة للثقافة المحلية واطلاقها على المستوى العالمي. وانا احرص دائما على العمل ضمن فريق وليس العمل بمفردي. فما افكر فيه وارغب به نتشاور بشأنه ونستخلص الأفكار الجيدة قبل ان نتبناها. واحرص أيضا على الاستماع الى الآراء والتمعن بوجهات نظر فريق العمل قبل اتخاذ أي قرار. خصوصا وانني استقبل الكثير من الناس والزوار وكل واحد يقترح مشروعا ثقافيا أو فكرة معينة وبالتالي احتاج الى فريق العمل لاتخاذ القرار. واذكر انه زارني مؤخرا شخص من عمان يريد ان يطبع كتابا وقمت بتحويل الموضوع الى فريق العمل لاتخاذ القرار ونحن نرحب بأي مشروع او عمل ثقافي بعيد عن السياسة والأمور الخلافية انا مع المشاريع التي تخدم المجتمع وتسعد الناس. وأيضا انا اهدف من مؤسسة الفيصل الثقافية ان احفظ ما املكه من وثائق تاريخية ومراجع وكتب ومقتنيات ثقافية بحيث يتم توثيقها لتكون في خدمة كل باحث وطالب علم ومعرفة. واسعى ان تصبح مؤسسة الفيصل الثقافية وجهة بحثية متخصصة بتوفير المراجع والوثائق والصور للمؤسسات الوطنية والتعليمية والثقافية. - التعليم أكثر ما يسعدني •لقد أوليت اهتمامك لقطاعي الثقافة والتعليم وهما مجالان صعبان لماذا ؟ للحقيقة اجد التعليم اسهل شيء واكثر شيء يسعدني. يكفي انك تزرع زرعا مثمرا حيث يأتيك الشخص المحتاج للتعليم ثم تراه بعد التخرج وقد اصبح ثروة علمية تخدم المجتمع. منذ عدة أيام احتفلت احدى مؤسساتنا بتخريج 40 طالبا من الجامعات ولعل اكثر ما اسعدني ان جميع الخريجين حصلوا على فرص العمل المناسبة. وذلك بفضل الله انا كنت احمل هم هؤلاء وافكر كيف اوفر لهم فرص العمل. لكنهم بفضل الله حصلوا على افضل الوظائف في افضل المؤسسات بدون وساطة فقط بكفاءاتهم العلمية. وهذا الشيء يسعدني. - التعليم الجامعي في قطر مفخرة •لقد عشت في زمن كان فيه شباب قطر يسافر بحثا عن التعليم الجامعي واليوم نعيش في زمن أصبحت فيه قطر وجهة للتعليم الجامعي تستقطب الطلاب من مختلف دول العالم فكيف تقارن الأمس باليوم؟ الشاب الذي يصل إلى الثانوية اعتبره طفلا. وعندما كنت في الثانوية كنت اظن نفسي بطلا من الابطال ولكن بعد التجارب تبين ان الانسان ينضج وتكتمل شخصيته في مرحلة الدراسة الجامعية حيث يبدأ الاعتماد على النفس ويصبح مجتمعه زملاءه الذين يدرسون معه. ولذلك أرى ان البيئة الجامعية مهمة جدا في بناء الشخصية. وأنا افضل التعليم الجامعي في قطر حيث شبابنا لا يخرجون من بيئتهم وعاداتهم وتقاليدهم. في جامعات قطر يتعلم الشاب متى يتحدث ومتى يستمع وكيف يتعامل مع الناس وكيف يحترم الكبير ويرعى الصغير كما يحسن اختيار اصدقائه. ولذلك انا افضل التعليم الجامعي داخل الدوحة ولكن اذا كان للطالب طموحات ولا يجد التخصص المطلوب في بلده عندها يكون له الحق في السفر الى الخارج. ويكفي ان نرجع الى قائمة الكفاءات الوطنية حتى نجد ان افضل المسؤولين والوزراء والوكلاء وقادة الاعمال هم من خريجي الجامعات القطرية. وهذا دليل على مستوى التعليم في جامعاتنا. ولذلك حرصت على تعليم ابنائي في جامعات قطر ولم يتعلموا في الخارج. وربنا يبارك فيهم اثبتوا كفاءاتهم ومهاراتهم في العمل واصبحوا يتفوقون علي. كما واكبت حرصهم على تطوير مهاراتهم من خلال الدورات المستمرة في مختلف المجالات. وهناك دورات تدريبية مفيدة جدا تعلم في أسبوع ما لا يمكن ان تتعلمه في الجامعة بسنة. واعتبر ان الدورات التي تنظمها البنوك والشركات والوزارات مهمة جدا وتصقل خبرة الشباب بعد التخرج من الجامعة. لقد أصبحت جامعات الدوحة توفر اعلى مستوى من التعليم ولذلك انا مع تعليم الشباب داخل البلد. - إحياء معرض المجلس •أطلقتم فكرة معرض المجلس المستوحى من المتحف وطاف عدة دول غربية، هل لديكم رغبة بإحياء هذه الفكرة؟ اطلقنا فكرة المجلس لتعريف الناس بدولة قطر والمجتمع القطري وسافرنا الى مالطا والى فرنسا وفيينا واسبانيا وإيطاليا وروسيا لكن الفكرة توقفت بسبب الكورونا. ولعل المشكلة التي واجهتنا صعوبة نقل التحف النادرة والثمينة والتي تحتاج الى تأمين وتخزين بمبالغ باهظة. واذكر انهم طلبوا منا في فيينا ان نقيم نسخة دائمة من المجلس عندهم. وبدلا من جلوس الطلبة في المقهى يأتون الى المجلس ويتعرفون على ثقافتنا. ولدي نوعان من المتاحف، المتحف الجاهز للسفر والمتحف الخاص بالمناسبات الوطنية. - طلبات لاستضافة المجلس •بعض الدول طلبت استضافة المجلس فهل ستفعلون ؟ لقد تلقينا طلبات من اكثر من 50 دولة وهناك أيضا حوالي 20 جامعة أمريكية في ولايات مختلفة. وتقديرا لهذه الجهات خصصت لهم اجنحة في هذا المتحف. وهناك دول اسيا الوسطى مثل كازاخستان وغيرها وجهوا لنا الشكر لأننا حفظنا قطعا اثرية مهمة في تاريخهم. - جوائز الفيصل بلا حدود •مؤسسة الفيصل بلا حدود أطلقت جوائز لتحفز البحث العلمي بالتعاون مع جامعة قطر، هل لديكم نية لتوسيع نطاق هذه الجوائز؟ كل شيء مفيد للمجتمع لا نتأخر بتبنيه. الان تمكنت الجوائز من استقطاب مشاركين من الجزائر وعمان والسعودية ومن أماكن كثيرة ونحن نحرص من خلال هذه الجوائز على تحقيق هدفين الأول دعم البحث العلمي وثانيهما تعريف الفائزين بدولة قطر من خلال استضافتهم هنا في الدوحة. أما بالنسبة الى فكرة استحداث جوائز جديدة فهذا يعود الى نوعية المقترحات حيث نقوم بدراستها فاذا تبين انها ستكون مفيدة للناس والمجتمع وتشكل إضافة جديدة نبادر الى تبنيها فورا. - التعاون الثقافي مع القطاع الخاص •جوائز مؤسسة الفيصل تعتبر الأولى من القطاع الخاص لدعم الثقافة، فما هي رؤيتكم لدور القطاع الخاص بدعم الثقافة ؟ القطاع الخاص لم يقصر. وكل مؤسسة او جهة تشارك بمبادرات حسب قدراتها. ولكن لابد من تشجيع وتسهيلات للقطاع الخاص للقيام بهذه المبادرات، فالمبادرة اذا لم يتم احتضانها ودعمها من قبل الجهات المختصة تبقى غير مكتملة وعلى سبيل المثال جامعة قطر لم تقصر معنا وكذلك كتارا وهناك الكثير من المؤسسات الثقافية التابعة للدولة ولوزارة الثقافة نستفيد منها وهذه الجهات تشكر على دعمها لنا.كذلك لابد من التنويه بدور وزارة التربية والتعليم حيث نلمس لديهم الخبرة والمعرفة وعندما نلجأ لهم يضيفون لنا المعلومات المفيدة ويقدمون لنا التسهيلات المطلوبة. - استخدام الذكاء الاصطناعي • هل تتابع الذكاء الاصطناعي وهل تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ؟ اقولها بصراحة لا يوجد انسان كامل. ربما ليس لدي الوقت الكافي لمتابعة الذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية لكنني اعتمد على فريق عملي في هذا المجال. ليس بإمكان الانسان أن يفعل كل شيء ولذلك افضل التركيز على الأشياء التي تتقنها من الدخول في متاهات لا تعرفها. يكفي ان تختار خبيرا أو متخصصا ليقوم بالشيء المطلوب. - مواقف لا تنسى لتجار قطر •ماذا تقول لأهل قطر وبماذا توصيهم ؟ أهل قطر كاملو الاوصاف. لا يوجد شيء ناقص عليهم ومهما مدحت اهل قطر ابقى مقصرا في التعبير. أيام الظروف الصعبة في قطر هناك اشخاص دافعوا عن قطر بالسلاح وهناك اشخاص وقفوا بوجه الجوع واقصد تجار قطر مواقفهم لا تنسى أيام الحرب العالمية كانوا يبيعون لأهل قطر بالدين وهذه تحسب لهم. وكما قلت كل اهل قطر يكملون بعضهم. - نفتخر بشباب قطر •كيف تنظر إلى جيل الشباب، وهل أنت راض عن شباب هذه الأيام ؟ جيل الشباب مفخرة. نحن نفتخر بشباب قطر. وايام الحصار لم نتأثر واكتشفنا الطاقات الشبابية حيث رأينا ورأى العالم كيف أبدع شباب قطر في تحمل المسؤولية. وأيضا نحن فخورون بالمقيمين الذين عاشوا معنا الحلوة والمرة. - نصائح ذهبية لرواد الأعمال • ما الذي تود قوله لجيل الشباب الذين لم يعيشوا تجارب وخبرات الزمن الماضي؟ نصيحتي للشباب الذي يرغب بدخول عالم الاعمال: ابدأ صغيرا حتى تكبر. ومن تجربتي الشخصية ليس لدي أي مشروع أو مؤسسة بدأتها بشكل كبير بل كنت احرص ان ابدأ صغيرا من البداية. بحيث ابدأ المشروع بشكل صغير ومحدود واتعلم فيه فاذا وجدت فيه آفاق النجاح استمررت وتوسعت به، واذا وجدت انني سوف اتعثر به استبدله بمشروع اخر. وهناك نقطة مهمة جدا وهي ان كل منافس لك يضيف لك جديدا وانا استفدت من المنافسين كثيرا. فهم خلقوا عندي التحدي وطالما انت تعمل بشكل صحيح فليس عليك ان تخشى المنافسين. والنصيحة الثالثة هي المتابعة والاشراف اليومي. انا ادير المشروع بنفسي ولا اقبل ان يقوم احد بإدارته نيابة عني يجب ان أكون مطلعا عليه. وانبه الشباب الى ان النجاح لا يشترط رأس المال الكبير لأن النجاح يكون برأس المال القليل. كذلك انصح الشباب باستثمار الوقت في إدارة الاعمال والمشاريع فالوقت هو الفلوس وعندما تستثمر الوقت الكافي لشغلك تحقق النجاح وتحصل على المال. فلا يمكن تحقيق النجاح بالاعتماد على الموظفين فقط لابد من إعطاء الوقت للعمل والمتابعة. في البداية يجب التدرج في العمل وعندما يتحقق النجاح بالإمكان الاهتمام بنفسك، لأن بعض الشباب مجرد ان ينطلق المشروع يبدأون بالإنفاق على انفسهم وعلى ترف الحياة وهذا خطأ كبير. فالمطلوب من رواد الاعمال الاهتمام ببناء الاسم والسمعة في سوق الاعمال والاعتماد على الصدق والأمانة. واذا تحققت هذه الأمور نضمن النجاح. وكذلك اوصي الشباب بعدم التقليد حيث اجد ان البعض يرى فلانا لديه مشروع ناجح فيقوم بتقليده، وهذا خطأ لأن المطلوب هو الابتكار وحسن الاختيار للمشروع. اكرر النصيحة ابدأ صغيرا تكبر ولا تبدأ كبيرا فتصغر وفي الحياة كثير من الأمثلة حيث هناك اشخاص ورثوا الملايين ولم يحققوا شيئا وهناك اشخاص لم يكن لديهم شيء واصبحوا أصحاب مشاريع ناجحة لأنهم اعتمدوا على انفسهم واستثمروا وقتهم.

2992

| 18 مارس 2025

حوارات رئيس التحرير alsharq
وزير خارجية اليمن في حوار مع الشرق: مشروعات قطرية متنوعة قيد التنفيذ وأخرى سترى النور قريباً

قطر واليمن تجمعهما علاقات أخوية متجذرة ومشاورات منتظمة لقاءاتنا مع المسؤولين في قطر كانت مثمرة وإيجابية مشروعات قطرية متنوعة قيد التنفيذ وأخرى سترى النور قريباً دور قطر مهم جداً بالنسبة لليمن في ظل هذه الظروف الاستثنائية الأزمة اليمنية معقدة ولا حل عسكريا لها ونسعى لمقاربات سياسية دول الخليج معنية باستقرار اليمن لأن الأزمة تؤثر على كل المنطقة مطلوب تغليب العقل والحكمة لإنهاء الحرب إطالة أمد الحرب يعني المزيد من التفكك الاجتماعي مطلوب تدابير جماعية تجبر الحوثيين على القبول بالحل السياسي أكد سعادة الدكتور شائع الزنداني وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الجمهورية اليمنية، أن دولة قطر واليمن تجمعهما علاقات اخوية متجذرة ومشاورات سياسية منتظمة، موضحا أن الدوحة تنفذ عدد من المشاريع التنموية لصالح الشعب اليمني. وشدد سعادته في حوار خاص مع الشرق على أن جميع دول الخليج معنية باستقرار اليمن لان أمنه يخص المنطقة ويؤثرعليها. وقال سعادته إن الأزمة اليمنية معقدة لاتحلها العقلية العسكرية وان اليمن بعد 10 سنوات من الحرب لم يحقق سوى المزيد من الدمار، ورأى أن الحوثيين لا يؤمنون بالحوار وليسوا شركاء من اجل حل سياسي. وشدد على أن الحوثيين انقلابيين يعتقدون بأن حكم اليمن حق إلهي، موضحا ان تدمير حزب الله سينعكس عليهم وان التدخل الايراني ساهم في اطالة معاناة اليمن الازمة وطهران وفرت لهم الدعم. ولفت د. الزنداني إلى أن هناك فرق بين وضع اليمن ولبنان وموقعه وارتباطه بالمنطقة يجعل الحل اكثر صعوبة مشددا على أن حل الازمة في اليمن تتطلب جهد موحد من كل القوى المؤثرة لإجبار الحوثيين على التراجع على الميدان وتسليم سلاحهم. ومن خلال اجاباته على أسئلة الشرق، تحدث سعادة الدكتور شائع الزنداني عن اليمن وأزمته الداخلية وعلاقته بمحيطه الخليجي والاقليمي. وفيما يلي نص الحوار: * نرحب بكم في بلدكم و بين أهلكم في قطر، زيارتكم للدوحة شملت عدد من اللقاءات بدأت مع رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين وانتهت مع عدد من المؤسسات والمنظمات لو تضعنا في إطار أهداف هذه الزيارة ؟ - زيارتنا لدولة قطر تأتي في إطارالعلاقات المتميزة بين البلدين.. تربطنا مع قطر وشعبها علاقات أخوية تاريخية ومتجذرة. وطبعاً في مثل هذه الزيارة نبحث عن تطوير أفاق هذه العلاقات بشكل عام. كان لقاءنا مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي وبقية المؤسسات القطرية الأخرى مثمرة وإيجابية تداولنا فيها عدد من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية وأيضاً بالعديد من المشروعات التي تقدمها قطر للشعب اليمني في مختلف المجالات. *هل هناك تصور لديكم لنقل العلاقات التاريخية مع قطر إلى أفاق أوسع سواء على الصعيد السياسي أو فيما يخص الحضور القطري في موضوع الدعم الإنساني بأشكاله المختلفة؟ بسبب المتغيرات التي حصلت في المنطقة والظروف الراهنة ربما ضعف التواصل بعض الشيء.. لكننا نركز الآن على أهمية إجراء المشاورات بصورة منتظمة بين البلدين وخاصة على مستوى السياسي، هذه المشاورات مفيدة ومهمة للطرفين. وأيضاً دور قطر مهم جدا بالنسبة لنا في اليمن خاصة في ظل الظروف الإستثنائية والحرب الموجودة التي خلقت مجموعة من التحديات على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لهذا أعتقد أن تجديد هذه الاتصالات وتحقيق المشاورات يؤثر إيجابا على صعيد العلاقات بين البلدين. الوضع معقد * من المؤكد أن ملف حل الأزمة في اليمن كان مطروح بينكم وبين المسؤولين القطرين. هل هناك جديد في هذا الصعيد؟ الأزمة اليمنية معقدة حقيقةً ومشكلتنا أننا نحاول أن نجد مقاربات دون حل حقيقي، لدينا قرارات من مجلس الأمن الدولي ودعم دولي كبير وأيضاً لدينا مرجعيات وطنية كثيرة. لكن المشكلة في اليمن لا تتعلق بالحل السياسي بمفهوم السياسة نفسها، لأن الطرف الحوثي الإنقلابي ليس لديه أي مشروع وطني أومشروع سياسي يمكن أن يبحث فيه عن شراكة وطنية معنا كحكومة. لديهم مشروع خاص يعتقدون أن لهم حق إلهي في الحكم وبقية الشعب اليمني يكون عبارة عن أتباع، إضافة إلى ذلك الحوثيون هم ذراع إيران في اليمن. وبالتالي إذ ما لم يتم مراجعة هذا الموقف من الصعب أن نتحدث عن تحقيق حل سياسي في المستقبل القريب. *الأزمة اليمنية تراوح مكانها رغم هذه السنوات التي مضت ورغم كل التضحيات التي قدمت ماهي الاسباب؟ أولاً كان هناك قرارات من المجتمع الدولي ومن مجلس الأمن وخاصة قرار 2216 هذا القرار تقريباً معظم أجزائه لم تطبق رغم أنه موجود تحت الفصل السابع. وقد حاولنا أن نجرب أكثر من مسار لأجل إيجاد الحل. طبعاً هناك من يطرح أن الأزمة في اليمن بحاجة إلى حل سياسي وأنه لا يمكن أن يكون حل عسكري. إذن هنا الإشكال هو أنه عندما تغلق كافة الطرق والسبل لتحقيق حل سياسي.. وعندما يكون هذا الطرف متعنت ولا يفكر فقط بعقلية عسكرية. فبالتالي هذا يدفع إلى أن الحل قد يكون ضمن الخيار الآخر وهو الخيار العسكري. *في موضوع المساعدات التي تقدمها القطر إلى الشقيقة اليمن خلال الفترة الماضية كان هناك عدد من المشاريع. هل هناك طرح لمشاريع جديدة في قطاعات مختلفة مستقبلا ؟ هناك العديد من المشروعات قيد التنفيذ في اليمن ومشروعات أخرى أيضاً سيتم تنفيذها في المرحلة المقبلة أعتقد أن هناك مصفوفة من المشروعات الممكن تنفيذها على مستويات مختلفة سواء في الجانب التنموي أوالخدماتي في قطاع الصحة أو الكهرباء وفي مجالات أخرى. الوساطة القطرية * قطر برزت خلال السنوات الماضية في موضوع الوساطة والعدوان على غزة شكل أيضاً مرحلة جديدة للوساطة القطرية. هل لدى الأخوة في اليمن رؤية عن إمكانية الاستفادة من التجربة القطرية لإيجاد حل للوضع في اليمن؟ بالنسبة لنا في اليمن طبيعي أن نرحب بأي جهود من قبل الأشقاء للمساعدة في ايجاد حل للأزمة اليمنية. وكما تحدثت من قبل كان هناك وساطة من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية ووصلنا إلى خارطة الطريق. نحن نعتقد أن جميع الدول الخليجية العربية هي محيطنا الطبيعي وأمن وإستقرار اليمن يمثل أمنها وسلامها. أعتقد أن جميع الدول معنية بما فيها الأشقاء في قطر بالوصول إلى حل للأزمة اليمنية. *كما أشرت أن جميع الدول الخليجية معنية بإيجاد استقرار وأمن وسلام لأهل اليمن. كيف هي العلاقة اليوم الخليجية مع الأشقاء في اليمن؟ نعرف أن هناك مبادرة اخليجية هل لازالت قائمة بجهود من المملكة وسلطنة عمان؟ أين وصلت هذه الجهود؟ بالنسبة للمبادرة الخليجية كان هذا إجماع من قبل الدول مجلس التعاون عليها، وأعتقد أننا بالنسبة لنا كحكومة علاقتنا الجيدة مع جميع دول مجلس التعاون تتفاوت قضية الدعم من بلد إلى آخر وأيضاً مجالات هذا الدعم. بالنسبة لخريطة الطريقة تم الاتفاق عليها مع الحوثيين بواسطة المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، هذه الخارطة تجمدت بسبب التصعيد الذي قام بالحوثيين في البحر الأحمرلأنه كان خارجا عن الاتفاق الموجود وكان هناك خروقات للهدنة مما انعكس بشكل سلبي على الإتفاق. حل أزمة اليمن *اذ أردنا إيجاد حل للأزمة في اليمن من أين يبدأ الحل ؟ أولاً يجب أن نبحث عن أسباب الأزمة، لأن زوالها سيؤدي إلى الحل. الأساس هو أن نتحدث عن حكومة وسلطة شرعية وعن انقلابيين، هذا التفسير الصحيح هو الذي يمكن أن يساعد على الحل. متى اقتنع الانقلابيون أن يكونوا موجودين في إطار الدولة وتخلوا عن السلاح وتوقفوا على أن يكونوا أذرعا لإيران وقتها سيتحقق الحل في اليمن. *هل تعتقدون أن هناك إمكانية لتخلي الحوثيين عن السلاح والسلطة وانقطاع الدعم الإيراني هل هناك مؤشرات على قرب هذا الاحتمال ؟ هناك من يرى أنه فعلاً وفقاً للمعطيات التي حصلت أخيراً والتطورات في لبنان في سوريا وأيضاً انعكاساتها على إيران، وموقف إيران بشكل عام، أن هناك احتمالات لإضعاف الحوثيين، ولكن مطلوب خطوات جدية بمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين وفرض آليات تفتيش الى جانب إحياء بعض بنود قرارات مجلس الأمن الدولي. وبالتالي نحن نفكر دائماً أننا نحن بحاجة إلى تدابير جماعية على سبيل المثال أن يكون هناك موقف موحد لدول مجلس التعاون الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية في اتباع سياسات تجبرالحوثيين على القبول بالحل السياسي. * هل ترون أن ما تعرض له حزب الله من ضربات وتراجع دور إيران في المنطقة انعكس بالفعل في الميدان على أداء الحوثيين؟ سينعكس بالتأكيد، نحن نعلم أن قدرات الحوثيين ليست قدرات ذاتية خاصة الصواريخ البالستية والطيران المسير كلها قادمة من إيران وهناك خبراء إيرانيين ومن حزب الله موجودون في اليمن. تعقيدات كبيرة *هل من الممكن أن نرى في اليمن مشهدا قريبا لما حدث في لبنان؟ بمعنى ضربات للحوثيين على غرار ما تعرض له حزب الله ؟ لايمكن مماثلة وضع اليمن بلبنان، أعتقد هناك فرق كبير جداً، موقع اليمن استراتيجي بالنسبة للمنطقة ولديه ارتباطه بمنطقة الجزيرة والخليج بشكل عام مما يجعل الحل في اليمن أعتقد أكثر صعوبة من لبنان. مأزق كبير *هذه التعقيدات التي أشرت إليها هل تضع الحوثيين في مأزق بمعنى وصول الأسلحة؟ تحدثت قبل قليل عن القرار الدولي هل تراهنون على المجتمع الدولي في إخضاع الحوثي لسلام فعلي في اليمن أو اتفاق مع الحكومة؟ نحن نحاول اتباع كل الوسائل الممكنة من أجل الوصول إلى حل.. بالنسبة لنا كحكومة الحرب كانت مفروضة علينا وهي مفروضة عن الشعب اليمني ونلاحظ بعد عشر سنوات من الحرب أنها لم تتحقق فقط مزيد من الخراب والدمار ومزيد من المعاناة ولهذا فعلا مطلوب تغليب العقل والحكمة والنظر إلى المصالح العليا للشعب اليمني والبحث عن كل السبل والطرق التي تأدي إلى نهاية سنة هذا الحرب. *هل يمكن القول أن باب الحوار المباشر مغلق بين الحكومة الشرعية وبين الحوثيين؟ المشكلة ليست في قضية باب الحوار المغلق،المشكلة في عقلية الطرف الآخر.. هم ليسوا شركاء حقيقيين للحوار ولا يريدون مصلحة اليمن وشعبها. ضغوط على الحوثيين حتى مع وجود ضغوطات على الحوثيين ليس هناك أي أمل لإنهاء هذا الوضع الذي انعكس على الشعب اليمني بدرجة كبيرة؟ الحوار يمكن أن يكون في مرحلة لاحقة بعد إضعاف قوى الحوثيين وتحجيمهم على الأرض بشكل أو بآخر. نحن نعلم أن المفاوضات بين أي أطراف أو جماعات تعتمد على ميزان القوى ميدانيا، لتستطيع أن تفرض الشروط التي تريدها على طاولة المفاوضات. بالنسبة لنا هناك عوامل كثيرة إذ ما اجتمعت وكان التخطيط لها سليما من جانبنا كحكومة مع شركائنا في التحالف والمجتمع الدولي يمكن أن تساعد على إيجاد الحل. عدم التوحد *هناك من يرى أن هناك نوع من عدم التوحد حتى داخل الحكومة اليمنية مما أعطى نوع من الأفضلية للحوثيين في خطوات متعددة. إلى أي مدى هناك اتفاق فعلي داخل الحكومة اليمنية لمواجهة الحوثيين في الميدان؟ أعتقد أن هذا الأمر صحيح أن مصدر قوة الحوثي ليس قوة ذاتية ولكن هي الاختلالات الموجودة في جانبنا كأطراف لديها قوة الشرعية أساساً، ووجد الحوثي في هذه الثغرات والاختلالات فرصة لتثبيت قوته على الأرض لكن إذا كان هناك رغبة أو نية لتوحيد الصفوف باعتبار أن الحوثي هو العدو والمواجهة معه وجودية، وبعدها يمكن تحل أي اختلافات في إطار بقية المكونات الموجودة في اليمن. * لكن هذه المشاريع التي تحدثت عنها المشاريع الفئوية أثرت في تماسك الشرعية والجبهة الداخلية وقدمت الحوثي على أنه هو الرهان الفعلي لليمن ألم تستفيدوا من تجارب السنوات الماضية في تحديد البوصلة الفعلية تجاه من هو العدو ؟ هناك اتفاق أن الخطر على اليمن هم الحوثيين وبالتالي كل الأطراف متفقة لكن أحياناً هناك اختلاف في الوسائل وفي آليات المواجهة وأيضاً في ترتيب الأولويات، بعضهم يقدمون برامجهم الخاصة على الهدف الوطني العام وهو القضاء على الحوثي الذي تسبب في الإنقلاب على السلطة الشرعية. من المهم ترتيب الأولويات في إطار الحكومة وتعزيز مبدأ الثقة بين الأطراف المكونة لها لأن هذا التحالف الذي نشأ في إطار الحكومة كان هو نتيجة الحرب لم يكن لدينا أي شيء، الحوثي عندما قام بالإنقلاب على السلطة سيطر على كل مقدرات الدولة وبالتالي كان علينا بناء أجهزة ومؤسسات جديدة. نواجه تحديات كبيرة على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي وعندما يحصل تفكك للدولة تبرز أصوات كثيرة سواء سياسية أو من أجل تحقيق المنافع الذاتية على حساب المصلحة الوطنية. *لكن هذه التحديات التي أشرت إليها لم تدفع الشرعية أوالحكومة أوكل الفصائل لتوحيد الهدف ضد الحوثي الذي يراهن على الوقت لتمرير أجندته وقبول الأمر الواقع خاصة بعد 10سنوات من الحرب وتحقيقه مكاسب على عكس الشرعية التي ربما تراجع أدوارها؟ أولا كثير من المكاسب التي حققها الحوثيين هي للأسف أتت تحت مظلة الجانب الإنساني، لو نتذكر وضع في الحديدة في عام 2018 كانت قوات الحكومة على مشارف ميناء الحديدة، وكان يمكن أن تتحرر خلال يومين ولكن حين تدخل المجتمع الدولي ومنع الحكومة من أن تسيطر على الحديدة بحجة الجانب الإنساني والدمارالذي يمكن أن يلحق بها.. مثلاً لدينا طائرات تابعة للخطوط اليمنية محتجزة في مطار صنعاء تحت مظلة الجانب الإنساني أرسلت لنقل الحجاج فتم احتجازها. كان هناك بعض جوانب القصور في التعامل مع الحوثيين بعض المؤسسات التابعة للدولة ظلت تحت سيطرتهم ونتخذ تدابير من قبل الحكومة لنقلها إلى العاصمة. *ألا يوجد لدى الحكومة الشرعية بدائل لتجاوز هذا الوضع الذي مضى عليه أكثر من عشر سنوات؟ نحتاج إلى مقاربة وطنية وإقليمية ودولية، قرار مجلس الأمن 2216 تعامل مع الحوثين باعتبارهم تهديدا للسلم الأمن الدولي لكن لا يوجد فعل موحد مع الحكومة التي لم تدعم بشكل كافي من قبل المجتمع الدولي لو نلاحظ الأزمة في اليمن مقارنة بعض الأزمات الأخرى ماذا قدم لليمنيين من قبل المجتمع الدولي أعتقد أشياء بسيطة جداً. هناك جهود من أجل تعزيز الحكومة الشرعية من أجل قيامها بدورها ومسؤولياتها الوطنية. الان هناك قيادة مشتركة عسكرية وأمنية تجمع كل المكونات المنضوية تحت شرعية. تخلي المجتمع الدولي * في ظل المقاربة التي أشرت إليها دكتور وفي ظل تخلي المجتمع الدولي عن اليمن، أو جعله ضمن المراتب المتأخرة، ألا تعتقدون أن تراجع الحكومة خطوات إلى الخلف وتراجع الحوثيين خطوات إلى الخلف يمكن أن يوجد أرضية لإيجاد حل؟ نحن كحكومة قدمنا تنازلات كثيرة في مراحل مختلفة منذ بدأت المشاورات مع الحوثيين في جنيف وفي الكويت كانت هناك مشاورات أكثر من ثلاثة أشهر وبالتالي عندما قدم المقترح للاتفاق مع المليشيات الحوثية نحن وقعنا على الاتفاق وهم رفضوا في آخر لحظة هم غيرمعترفين بالحكومة أساساً وبالتالي لهم فكرهم الخاص. لو تتبعت سياسات القمع والقهر الذي مورست على المواطنيين اليمنيين في مناطق سلطة الحوثيين، ستجد أن الأمر وصل إلى تغيير المناهج ومحاولة غسل أدمغة الطلاب بأفكار حقيقة غريبة على المجتمع اليمني. *طيب ألا تخشون في ظل هذا المدة الزمنية وهذه الإجراءات التي تقوم بها جماعة الحوثيين إلى إيجاد أو تقسيم اليمن إلى يمنين أو أكثر؟ بالتأكيد هذا سيساعد في حصول مزيد من التفكك الاجتماعي وأيضا على الصعيد الوطني بشكل عام. نحن نعمل من أجل نهاية سريعة لهذا الحرب ونتبع كل السبل الممكنة التي تدعم كيان الدولة وتساعد سلطتها في بعض المناطق التي يسطر عليها الحوثيون. *في حرب غزة ظهر لليمن دورين، الدور الرسمي، ودور جماعة الحوثيين الذين يخوضون حرب البحر الأحمر، وربما أدى ذلك الى نوع من التعاطف في الشارع العربي والإسلامي مع الجماعة، ألا تخشون أن هذه الخطوات تقدم الحوثيين على أنهم مناصرين للقضايا العربية مقابل الموقف الرسمي اليمني الذي كان متذبذبا؟ بالعكس موقفنا لم يكون متذبذبا، بل كان موقفنا مع القضية فلسطين ولا يستطيع أحد أن يزايد على موقف أي يمني.. كان موقفنا في كافة المحافل والمناسبات داعم للموقف العربي العام ضد إسرائيل.. بالنسبة للحوثيين، هم استغلوا الوضع في غزة لكسب حالة عاطفية لدى الشعب العربي، طبعا العرب بشكل عام يتعاطفون مع فلسطين و مناصريها بغض النظر من يكون، لكن الحوثيين أساسا لايمثلون الشعب اليمني. كيف يقنعونا أنهم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة وهم يقتلون أهلنا في اليمن. كما نرى أن هذا الموقف يبقى ضمن دورهم في المحور الإيراني.. نحن تضررنا في اليمن ارتفعت أسعار السلع من إيقاف السفن وتضررت الشركات.. مصر خسرت حوالي 10 مليار دولار بسبب عدم مرور السفن في قناة السويس. *أنتم ضد الخطوات التي قام بها الحوثي في البحر الأحمر؟ بالتأكيد نحن مع فلسطين لكن الحوثي جماعة تقتل وتعتدي كيف لها أن تنصر الشعب الفلسطيني.. هذه المعادلة غريبة. * هم استغلوا موضوع الصواريخ المطلقة من صنعاء تجاه الكيان الإسرائيلي لاكتساب المزيد من التعاطف هل يمثل ذلك أيضا نوع من الإحراج للحكومة اليمنية؟ لا يمثل إحراج بالنسبة لنا، لأننا نعلم من هم الحوثيين أساساً فنحن عندما نتحدث عن جماعة تسببت في تدمير شعب بلادها لا يمكن أن يقنعك أي منطق بأنهم مخلصون للشعب الفلسطيني.. الحقيقة انهم يستخدمون القضية للدعاية، ولتأكيد الحضور لأنفسهم لكسب التعاطف من المجتمع العربي. لكن الشرعية لا تأتيهم من البلدان العربية، الشرعية تأتي من الشعب اليمني. *هل تعتقدون أن تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية يمكن أن يكون حلاً للأزمة؟ أعتقد أن هذا التصنيف يمكن أن يكون حلًا، ربما يكون أحد العوامل التي تساعد بالضغط على الحوثيين ونحن أكدنا بأكثر مناسبة أنه لابد من وجود جهد جماعي بين دول الاقليم ومع المجتمع الدولي. *ربما تابعت ما حدث في سوريا في موضوع قوات سوريا الديمقراطية والاتفاق على دمج هذه القوات ضمن قوات الجيش الوطني هل يطرح مثل هذا الأمر أو هذه الخطوة في اليمن أن يتم مثلًا دمج الحوثيين ضمن قوات الجيش أو استيعابهم ضمن مؤسسات الدولة؟ الحوثيون هم أساسًا غير مقتنعين بالشراكة الوطنية وغير مقتنعين أيضًا بأن يكون هناك حل سياسي لصالح الشعب. نحن على العكس تحدثنا معهم في مشاورات كثيرة وقلنا أن السلاح يجب أن ينزع ويجب أن يكون في يد الدولة و أن تكون هناك سلطة واحدة ومن حق لليمنيين أن يكونوا شركاء في أي سلطة شريطة أن يبتعدوا عن العنف وفرض إرادتهم على البقية اليمنين. * لا نجد حراك فعلي المجتمع الدولي ليس هناك اهتمام دولي بالأزمة اليمنية هذا يقود للبحث أن يكون هناك حواراً وطنياً يمنياً للخروج من هذا الوضع هل تعولون أن يكون هناك حلاً من خارج اليمن أم تعتقدون أن الحل يمني يمني؟ هناك من يقول أن الحل يمني يمني ولكن نحن نلاحظ كل المتغيرات الموجودة في المنطقة العريبة، ما حدث في لبنان وفي سوريا وبالتالي لا نستطيع أن نتحدث عن حلول وطنية خالصة لأن كثير من العوامل الآن قد تغيرت بالنسبة للسياسة الدولية وتغيرت الكثير من المفاهيم الموجودة في القانون الدولي سواء تتعلق بالسيادة أو سواء تتعلق بعدم التدخل بشؤون الداخلية أو حتى بمساواة الدول كما هو في الميثاق. الان موضوع اليمن نحن نعتقد أنه له بعد وطني داخلي ولها بعد إقليمي ودولي. تدخلات خارجية *هل ترون أن التدخلات الخارجية شكلت عقبة في إيجاد حل للأزمة اليمنية شرط إلى موضوع إيران على سبيل المثال ودعم الريحوتين وربما هناك أطراف أخرى أيضا هل ترون أن هذه التدخلات حالت دون الوصول إلى حل لموضوع اليمن؟ بالتأكيد التدخل الإيراني كان عامل أساسي في إطالة أمة الأزمة.إيران وفرت الكثير من عوامل القوى الصالحة للحوثيين دون إيران لن يتمكنوا من الصمود والبقاء. *أليس مطروحا لديكم الحوار مع إيران؟ تحدثنا أكثر من مرة مع إيران من أجل عدم التدخل في اليمن. مشكلتنا ليست في العلاقة مع إيران لكن في التدخل في شؤوننا الداخلية. تأثيرات الأزمة التي حصلت في سوريا وفي لبنان ربما تؤدي إلى تعديل التوجه الإيراني في اليمن وربما يصبح الإيراني أكثر تشددا لأنه بالنسبة لهم قد يكون هو آخر معتقل لهم في المنطقة. *طالما أنكم أشرتم أن قرار الحوثي في طهران، أليس من الأسرع لكم إنقاذ اليمن أن تكون هناك مبادرة أو القبول بالذهاب إلى المفتاح مباشرة؟ المشكلة هي أن الأمر لا يتعلق ببعد السياسي فقط هناك بعد طائفي للأمر ونحن نعلم أن إيران منذ الثورة الإسلامية الايرانية كان لديها الفكرة التوسعية في المنطقة ووجودها في اليمن ليس من أجل المنصة ولكن من أجل محاصرة المنطقة بشكل كامل وبالتالي هي محاولة تهديد كل دول المنطقة. نحن مستعدين للحوار لكن الطرف الآخر غير مقتنع بالحوار يريد فرض إرادته. لدينا شروط محددة للحوار لدينا مرجعيات دولية وقرارت مجلس الأمنو المبادرة الخليجية. *القرارت الدولية لا يمكن الرهان عليها مجدداً حسب تجربتكم ؟ الأمر مرتبط بمصالح سياسية في كثير من الدول وحسابات استراتيجية وموقع اليمن الاستراتيجي أعتقد أنه مغري ولم يتم الاستفادة من الثروات مما يجعل اليمن مستهدف. المسؤولية بالنسبة لنا بقدر ما هي مسؤولية يمنية نعتقد أيضاً هناك مسؤولية على بلدان مجلس التعاون وأيضاً على الدول الفاعلة في المجتمع الدولي لأن هذا الخطر الذي يمثله الحوثيون هو خطر على الجميع وليس على اليمن فقط. *كيف تقرأون قرار الرئيس الامريكي تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية.هل تتوقعون أن وجوده في السلطة يمكن أن يغير الوضع في اليمن؟ قرار التصنيف بالنسبة للحوثين خطوة نعتقد أنها مهمة قد تساعد في إضعاف قدرات الحوثيين لكن في السياسة هناك أشياء متغيرة أحياناً تتخذ قرارات و تتغير فلا يمكن أن نبني سياسة أي دولة على قرارت تتغير. *هل موقع اليمن كما أشرت إستراتيجي وثرواته تشكل لعنة عليه مما أدخله في مشاكل وأزمات عديدة ؟ اليمن موقعه استراتيجي و لديه ارث حضاري موقعه بالنسبة للأمة بشكل عام و التنوع الموجود في اليمن والقدرات الموجودة و المخزون البشري والثروات غير المستغلة جعلته مرمز نيران و مستهدف. نحن نحتاج في اليمن إلى تكوين دولة حقيقة كان هناك مشروع لم يكن هناك دولة بمعنى الدولة وبالتالي أعتقد نحتاج إلى بناء ادولة على أساس مؤسسي وأن نقبل تقاسم كل اليمنين للسلطة والثروة لتحقيق الإستقرار في اليمن الذي من شانه أن يشكل عامل قوة وعإضافة لجميع دول مجلس التعاون الخليجي.

1284

| 12 مارس 2025

حوارات رئيس التحرير alsharq
د. عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البيئة لـ الشرق : تسهيل التصاريح البيئية لدعم المستثمرين

■دور قطر فاعل ومؤثر في الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي ■تدوير ملايين الأطنان من مواد أعمال الإنشاء التزاماً بمعايير البيئة والاستدامة ■إعفاء 257 نشاطاً صناعياً بالكامل من أي تصاريح بيئية أو تشغيلية ■182 نشاطاً صناعياً فقط تتطلب الحصول على تصريح بيئي مسبق ■ دعوة المستثمرين إلى الاستفادة من التسهيلات مع الالتزام بالاشتراطات البيئية ■ نقلة نوعية في رصد ومراقبة التنوع البيئي باستخدام أحدث التقنيات ■ تطبيق مجموعة من الآليات لضمان امتثال الشركات للمعايير البيئية المعتمدة ■الإستراتيجية الوطنية تهدف إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة % 25 ■ قطر تتخذ خطوات حثيثة نحو التوسع في استخدام الطاقة المتجددة ■ مشاريع لتعزيز الاقتصاد الأخضر بالتعاون مع البنوك في التمويل المستدام ■ نشجع المنشآت الصناعية على تركيب أنظمة مراقبة لقياس الانبعاثات والتلوث ■ مسح 17 موقعاً بحرياً في المياه الإقليمية القطرية ضمن مشروع الشعاب المرجانية ■ رسالتنا لرواد البر: استمتعوا بالطبيعة دون الإضرار بالحياة الفطرية ■ تحليل بيانات جودة الهواء وإتاحتها للجمهور عبر الموقع الإلكتروني ■ إنشاء قاعدة بيانات التنوع لتوثيق وحماية الأنواع البيئية الفريدة في قطر ■ تصنيف منطقة أم الشيف كمحمية طبيعية دعما للحياة البحرية واستدامتها ■ نؤكد على ضرورة الالتزام بعدم دخول المركبات إلى الروض والوديان ■ 1500 روضة في مختلف أنحاء الدولة وتخطيط مكاني لأهم 600 روضة بالتعاون مع جامعة قطر ■ تسجيل 80 روضة ضمن خريطة الدولة و19 روضة في مرحلة التنسيق ■ المنصة الوطنية لجودة الهواء تعمل عبر شبكة وطنية تضم أكثر من 48 محطة ■تشجيع استخدام مواد بناء صديقة للبيئة مثل الإسمنت منخفض الانبعاثات ■توسيع نطاق المحميات الطبيعية حيث باتت تغطي % 27 من مساحة البلاد ■ خطط لتوسيع الرقعة الخضراء وتنفيذ مشاريع زراعية مستدامة ■ إطلاق مبادرات خاصة بمعايير البناء المستدام لضمان الالتزام بالبيئة الخضراء ■ دور المجتمع مهم في دعم جهود الوزارة للحفاظ على البيئة تساهم وزارة البيئة والتغير المناخي بدور حيوي في تنفيذ رؤية قطر 2030، حيث قطعت شوطًا كبيرًا في مجال الاستدامة البيئية، وأطلقت استراتيجيتها البيئية العام الماضي التي تضمنت خططًا لحماية التنوع البيولوجي وتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين إدارة الموارد المائية وسعت إلى توسيع نطاق المحميات الطبيعية، حيث باتت تغطي 27% من مساحة البلاد. فسجل الوزارة يحفل بالكثير من الإنجازات النوعية بدءا من إطلاق المنصة الوطنية لقياس جودة الهواء كإحدى المبادرات الرائدة والتي تهدف إلى تزويد الجمهور بمعلومات دقيقة وموثوقة عن جودة الهواء في مختلف مناطق الدولة، حيث تعمل المنصة عبر شبكة وطنية تضم أكثر من 48 محطة لمراقبة جودة الهواء. وتمكنت الوزارة من إطلاق نظام الرصد الجوي البيئي باستخدام طائرة «الأوتو جايرو» العمودية، الذي يمثل نقلة نوعية في رصد ومراقبة التنوع البيئي باستخدام أحدث التقنيات، كما استكملت الوزارة مشروع إنشاء قاعدة بيانات التنوع الحيوي في الدولة، إضافة إلى جهود تأهيل البر القطري عبر تسوير وإعادة تأهيل 38 روضة، وإطلاق قاعدة بيانات متخصصة لحصر الروض في الدولة. وإنجازات الوزارة تشمل البيئة البحرية، حيث تم تنفيذ دراسة شاملة لتقييم النظم البيئية في منطقة خور العديد، إلى جانب اكتمال المرحلة الأولى من برنامج حماية واستعادة الشعاب المرجانية، مما يساهم في دعم الحياة البحرية واستدامتها. هذا الرصيد من الإنجازات كان موضع حوار شامل مع سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البيئة والتغير المناخي الذي تحدث عن الكثير من القضايا البيئية التي تهم المجتمع والمستثمرين وبيئة الأعمال. وفي هذا الاطار يقول سعادته إن الوزارة اطلقت مبادرة تبسيط الإجراءات المتعلقة بإصدار التصاريح البيئية، لمواكبة تطلعات الدولة نحو تسهيل ممارسة الأنشطة الصناعية، دون المساس بالمعايير البيئية. وأكد سعادته تحديث آليات منح التراخيص البيئية لتكون أكثر مرونة وكفاءة، مع تقليص الفترات الزمنية المطلوبة وتبسيط المتطلبات اللازمة لإصدار التراخيص، مما يسهل الإجراءات على المستثمرين ودعم بيئة الأعمال في الدولة. ودعا سعادة الوزير جميع المستثمرين إلى الاستفادة من هذه التسهيلات، مع الالتزام بالاشتراطات البيئية لضمان استدامة الموارد الطبيعية وحماية البيئة، ونشكر كل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة، ونتطلع إلى مزيد من التعاون المثمر لتحقيق أهدافنا الوطنية. مؤكدا الاستمرار في تطوير وتحسين هذه الإجراءات، مع تقديم الدعم الفني اللازم للمستثمرين والجهات المعنية لضمان توافق أنشطتهم مع المتطلبات البيئية. وتطرق سعادته الى جهود وزارة البيئة والتغير المناخي لتعزيز الاستدامة وإعادة تدوير المواد بالتعاون مع هيئة الأشغال العامة «أشغال»، حيث تمثل هذه الجهود جزءًا أساسيًا من استراتيجية الوزارة، معلنا النجاح في إعادة تدوير ملايين الأطنان من المواد المستخدمة في أعمال الإنشاء، مما يعكس الالتزام بتطبيق معايير البيئة والاستدامة وتحسين كفاءة شبكة الطرق. ويكشف سعادة الدكتور عبدالله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي ان الوزارة تعمل على دمج مبادئ التنمية المستدامة في مشاريع البنية التحتية والإنشاءات، وذلك من خلال تشجيع استخدام مواد بناء صديقة للبيئة مثل، الإسمنت منخفض الانبعاثات، وتقنيات البناء الأخضر، التي تسهم في تقليل استهلاك الطاقة والمياه في المباني الحديثة، وتعزيز مفهوم المدن الذكية والمستدامة وتحظى باهتمام سعادته حيث يؤكد وجود ما يقارب 1500 روضة في مختلف أنحاء الدولة، مشيرا الى إعداد دراسة تخطيط مكاني لأهم 600 روضة في دولة قطر، بالتعاون مع جامعة قطر، حيث جرى تنفيذ تخطيط مكاني لحدود 50 روضة خارج المحميات الطبيعية كمرحلة أولى، وتمت إحالة بياناتها إلى إدارة التخطيط العمراني لاعتمادها ضمن خريطة الدولة ويكشف سعادته عن مشاريع لاستكمال أعمال تسوير الروض. - إنجازات البيئة •ما أبرز الإنجازات التي حققتها دولة قطر خلال العام المنصرم 2024 في كل من قطاع البيئة البرية والبيئة البحرية؟ حققت دولة قطر إنجازات بارزة خلال عام 2024، شملت مختلف القطاعات البيئية، سواء البرية أو البحرية، فمن ناحية البيئة البرية، تم إطلاق نظام الرصد الجوي البيئي باستخدام طائرة الأوتو جايرو العمودية، والذي يمثل نقلة نوعية في رصد ومراقبة التنوع البيئي باستخدام أحدث التقنيات، كما استكملت الوزارة مشروع إنشاء قاعدة بيانات التنوع الحيوي في الدولة، وهو مشروع يهدف إلى توثيق وحماية الأنواع البيئية الفريدة التي تزخر بها قطر، إضافة إلى جهود تأهيل البر القطري عبر تسوير وإعادة تأهيل 38 روضة، وإطلاق قاعدة بيانات متخصصة لحصر الروض في الدولة. أما على صعيد البيئة البحرية، فقد تم تنفيذ دراسة شاملة لتقييم النظم البيئية في منطقة خور العديد، إلى جانب اكتمال المرحلة الأولى من برنامج حماية واستعادة الشعاب المرجانية، ما يساهم في دعم الحياة البحرية واستدامتها، كما تم الإعلان عن تصنيف منطقة أم الشيف كمحمية طبيعية. - المنصة الوطنية لقياس جودة الهواء •أطلقتم مؤخراً المنصة الوطنية لقياس جودة الهواء.. ما آليات عمل المنصة وما أهميتها في تعريف المواطن بجودة الهواء في دولة قطر؟ تأتي المنصة الوطنية لقياس جودة الهواء كإحدى المبادرات الرائدة لوزارة البيئة والتغير المناخي، وتهدف إلى تزويد الجمهور بمعلومات دقيقة وموثوقة عن جودة الهواء في مختلف مناطق الدولة، حيث تعمل المنصة عبر شبكة وطنية تضم أكثر من 48 محطة لمراقبة جودة الهواء، ويتم من خلالها تحليل البيانات وإتاحتها للجمهور على الموقع الإلكتروني للوزارة من خلال مؤشرات لونية تسهل فهم مستويات التلوث ومدى جودته في كل منطقة. وتتميز المنصة بقدرتها على تحديد مصادر التلوث بدقة، ما يسمح باتخاذ إجراءات استباقية لحماية البيئة وصحة السكان، كما أنها أداة رئيسية لصناع القرار في رسم السياسات البيئية وفق أسس علمية دقيقة. كما تولي الوزارة اهتمامًا كبيرًا بتطوير الشبكة الوطنية لرصد جودة الهواء المحيط، حيث تعمل على تنفيذ عدد من المشاريع الطموحة المدرجة على أجندتها، بعضها دخل حيز التنفيذ، فيما لا يزال البعض الآخر قيد الإنجاز، وتشمل هذه المشاريع إنشاء منظومة متطورة للرصد المستمر لانبعاثات الهواء من المصدر، بهدف تحقيق جرد وطني شامل للانبعاثات، إلى جانب توسعة شبكة رصد الضوضاء لرصد مصادرها المحتملة ووضع السياسات والإجراءات اللازمة للحد منها. وتسعى دولة قطر إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لفهم وتقليل تأثير الملوثات العابرة للحدود، مع تطوير استراتيجيات تضمن الامتثال لمعايير جودة الهواء. وتشمل الجهود كذلك رصد وتحديد مصادر التلوث في الدولة، سواء الطبيعية منها أو الناتجة عن الأنشطة البشرية، ودراسة قدرة الهواء على استيعاب هذه الملوثات لتحديد الخطوط الأساسية لمستويات التلوث. - خطط الاستدامة البيئية •كيف تُقيّمون تقدم قطر في مجال الاستدامة البيئية وما خطط الدولة التي تم تنفيذها خلال الفترة الأخيرة؟ قطر قطعت شوطًا كبيرًا في مجال الاستدامة البيئية، مستندة إلى رؤية قطر الوطنية 2030 التي وضعت البيئة كإحدى ركائز التنمية، حيث شهد العام الماضي تنفيذ استراتيجيات شاملة، من أبرزها إطلاق استراتيجية وزارة البيئة والتغير المناخي 2024-2030، والتي تضمنت خططًا لحماية التنوع البيولوجي وتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين إدارة الموارد المائية. كما سعت الدولة إلى توسيع نطاق المحميات الطبيعية، حيث باتت تغطي 27% من مساحة البلاد، مع هدف الوصول إلى 30% بحلول 2030، وأطلقت كذلك مشاريع لتعزيز الاقتصاد الأخضر، مثل التعاون مع قطاع البنوك في التمويل المستدام، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة لمراقبة البيئة. - المشروع الوطني للشعاب المرجانية •أطلق مؤخراً المشروع الوطني للمحافظة على الشعاب المرجانية.. هل تطلعنا سعادتكم على جوانب المشروع وأهميته في حماية البيئة البحرية بالدولة؟ المشروع الوطني لحماية الشعاب المرجانية يمثل خطوة مهمة للحفاظ على التنوع البحري، حيث تم مسح 17 موقعًا بحريًا بالمياه الإقليمية القطرية، ما أسفر عن اكتشاف نوعين جديدين من المرجان الطري، وتوثيق أكثر من 40 نوعًا من المرجان الصلب. ويهدف المشروع إلى إعادة تأهيل المناطق المتضررة، حيث سيتم نقل الشعاب المرجانية من المناطق الغنية إلى المناطق الفقيرة بالشعاب، إضافة إلى إنشاء مناطق محمية لضمان تكاثر الحياة البحرية، ويتوقع أن يساهم المشروع في زيادة غطاء الشعاب المرجانية في بعض المناطق من ثلاث إلى خمس مرات. وتمثل الشعاب المرجانية أنظمة بيئية حيوية، حيث تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على التنوع البيولوجي، إذ توفر موطنًا لمجموعة متنوعة من الأنواع البحرية، بما في ذلك الأسماك واللافقاريات والنباتات، مما يجعلها موطنًا لحوالي ربع أنواع الأسماك البحرية، بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر الشعاب المرجانية مصدرًا مهمًا للموارد الاقتصادية، مثل صيد الأسماك والسياحة البحرية، مما يعزز من القيمة الاقتصادية والبيئية لهذه الأنظمة الحيوية. - استخدام طائرات المراقبة الجوية •توجهت الوزارة نحو استخدام التكنولوجيا الحديثة في الرصد الجوي وحماية البيئة باستخدام طائرة الأوتو جايرو.. هل يمكنكم تقديم تفاصيل عن هذا المشروع، وهل سيتم التوسع في استخدام الطائرات للمراقبة الجوية؟ يُعد إدخال طائرة الأوتو جايرو في عمليات الرصد الجوي نقلة نوعية في المراقبة البيئية، حيث تم تزويدها بأحدث تقنيات الاستشعار عن بُعد والكاميرات عالية الدقة لمراقبة التنوع البيولوجي والتغيرات البيئية في البر والبحر، مما يساعدنا في مواجهة التحديات البيئية بفاعلية وتحقيق التغيير الإيجابي نحو الاستدامة البيئية في جميع أنحاء قطر، كما تسهم الطائرة في تتبع الحيوانات والنباتات البرية، ورصد حالات التلوث البيئي بشكل استباقي. وتأتي هذه الخطوة في إطار توجه الوزارة نحو استخدام الوسائل الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة لحماية البيئة المحلية وتنوعها الحيوي، حيث تمثل حدثًا فريدًا يؤسس لمرحلة جديدة من العمل البيئي، تعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية البيئية. وتسعى الوزارة إلى تطوير التقنيات المناسبة لمواجهة التحديات البيئية من خلال تعزيز التعاون مع المؤسسات العلمية والبحثية الوطنية، مثل جامعة حمد بن خليفة، جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، جامعة قطر، بالإضافة إلى مركز إكسون موبيل للأبحاث في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا. ومن المخطط أن يتم التوسع في استخدام هذه الطائرات، بحيث تشمل مزيدًا من المناطق الأخرى، إلى جانب تطوير قدراتها على المراقبة الفورية والاستجابة السريعة للحوادث البيئية. - مكافحة التغير المناخي •لا شك أن قضية التغير المناخي هي الحدث الأبرز على الساحة الدولية خلال السنوات الماضية، وقد برز اسم قطر مؤخراً في جميع المحافل الدولية في طرح رؤيتها حول أهمية مكافحة التغير المناخي، لا سيما خلال مؤتمر COP 29 الذي عقد في أذربيجان.. لو تطلعنا سعادتكم على الجهود التي بذلتها الوزارة في هذا الجانب، خاصة التحركات التي قمتم بها في المؤتمر؟ تواصل دولة قطر دورها الفاعل في الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي، حيث قدمت مشاركة متميزة في مؤتمر COP 29 الذي استضافته أذربيجان، وعكست الجهود الوطنية المبذولة في هذا المجال، حيث تضمن الوفد الرسمي القطري عدد من الجهات الحكومية، أبرزها وزارة الخارجية ووزارة البيئة والتغير المناخي، ووزارة التجارة والصناعة، وقطر للطاقة، إلى جانب مؤسسات أكاديمية ومختصة. وقد شهد جناح دولة قطر في المؤتمر العديد من الفعاليات والجلسات النقاشية التي ركزت على قضايا محورية، مثل التمويل المناخي، وتطبيقات الشفافية، والحلول القائمة على الطبيعة، إلى جانب مشاريع التخفيف والتكيف مع تداعيات التغير المناخي، كما لعبت قطر دورًا بارزًا في المفاوضات المتعلقة بأسواق الكربون وفقًا للمادة (6) من اتفاق باريس، حيث ساهم الوفد القطري في تحقيق إنجاز تاريخي عبر مفاوضات مكثفة حول آليات تداول الكربون. وعلى هامش المؤتمر، أكدت دولة قطر التزامها بدعم الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات التخفيف والتكيف، وتطوير وسائل التنفيذ التي تشمل التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات. - الإستراتيجية الوطنية للتغير المناخي •كيف تُسهم إستراتيجية قطر الوطنية للتغير المناخي في تحقيق أهداف اتفاقية باريس والتزامات قطر الدولية؟ تعكس استراتيجية قطر الوطنية للتغير المناخي 2024-2030 التزام الدولة بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز التنمية المستدامة بما يتماشى مع اتفاقية باريس للمناخ وتستند الاستراتيجية إلى خمسة مجالات رئيسية، تشمل، تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25% بحلول عام 2030، من خلال زيادة كفاءة الطاقة، وتوسيع استخدام تقنيات احتجاز وتخزين الكربون، والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة. تحسين جودة الهواء عبر توسيع شبكة مراقبة جودة الهواء، وتعزيز التشريعات البيئية لضمان معايير أكثر صرامة تتماشى مع الإرشادات الدولية، وحماية التنوع البيولوجي من خلال زيادة المساحات المحمية إلى 30% من اليابسة والمناطق البحرية بحلول 2030، بالإضافة إلى إدارة الموارد المائية والنفايات عبر تبني سياسات الاقتصاد الدائري، وتعزيز إعادة التدوير، وتقليل الاعتماد على المياه الجوفية، وأخيرًا تحسين استخدام الأراضي لضمان الاستدامة البيئية وتخطيط حضري أكثر صداقة للبيئة. فمن خلال هذه الإجراءات، تضمن قطر تنفيذ التزاماتها الدولية وفق أفضل الممارسات العالمية، وتعزز مكانتها كشريك فاعل في الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي. - مراقبة الانبعاثات الغازية •نعلم أن الوزارة لديها مشروع رائد في مراقبة الانبعاثات الغازية في المصانع الوطنية.. هل يمكنكم إلقاء الضوء على هذا المشروع الرائد وأهميته وأهدافه؟ تولي وزارة البيئة والتغير المناخي أهمية كبيرة لمراقبة الانبعاثات الغازية الناتجة عن المنشآت الصناعية، حيث تم تنفيذ مشروع متكامل لرصد الانبعاثات الهوائية عبر شبكة وطنية متقدمة، تضمن مراقبة وتحليل البيانات البيئية بشكل مستمر. يشمل المشروع إنشاء منظومة حديثة للرصد المستمر لانبعاثات المصانع، مما يتيح تتبع معدلات الانبعاثات بدقة، وتحديد مصادر التلوث في الوقت الفعلي، واتخاذ الإجراءات المناسبة للحد منها، كما يعتمد المشروع على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتقديم صورة دقيقة عن مستويات التلوث الهوائي، مما يسهم في تعزيز الامتثال البيئي وتحسين جودة الهواء. - مبادرة تبسيط الإجراءات • ما أبرز ملامح المبادرة الجديدة التي تهدف إلى تبسيط إجراءات إصدار التصاريح البيئية للمنشآت الصناعية ؟ تأتي هذه المبادرة في إطار جهود الوزارة المستمرة لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة، حيث حرصنا على تطوير وتبسيط الإجراءات المتعلقة بإصدار التصاريح البيئية، لمواكبة تطلعات الدولة نحو تسهيل ممارسة الأنشطة الصناعية، دون المساس بالمعايير البيئية. لقد عملنا على تحديث آليات منح التراخيص البيئية لتكون أكثر مرونة وكفاءة، مع تقليص الفترات الزمنية المطلوبة وتبسيط المتطلبات اللازمة لإصدار التراخيص، ما يسهل الإجراءات على المستثمرين ودعم بيئة الأعمال في الدولة. من أهم التطورات التي أدرجناها في هذه المبادرة تحديد الأنشطة التي لا تحتاج إلى تصريح بيئي مسبق، بالإضافة إلى الأنشطة التي يمكن إصدار تراخيصها مباشرة وفق اشتراطات بيئية محددة مسبقًا، مما يوفر على المستثمرين الكثير من الوقت والجهد. وفقًا لهذه الآلية، أصبح بإمكان وزارة التجارة والصناعة إصدار التراخيص الصناعية مباشرة لـ 861 نشاطًا صناعيًا، والتي تمثل 66% من إجمالي الأنشطة الصناعية، دون الحاجة إلى تصريح بيئي مسبق من الوزارة، على أن يتم منح تصريح التشغيل بعد استكمال المنشآت والتأكد من جاهزيتها. كما تشمل المبادرة إعفاء 257 نشاطًا صناعيًا بالكامل من أي تصاريح بيئية أو تشغيلية، وهو ما يشكل 20% من إجمالي الأنشطة، بينما يتطلب 182 نشاطًا صناعيًا فقط الحصول على تصريح بيئي مسبق، أي ما يعادل 14% من إجمالي الأنشطة الصناعية. نحن مستمرون في تطوير وتحسين هذه الإجراءات، مع تقديم الدعم الفني اللازم للمستثمرين والجهات المعنية لضمان توافق أنشطتهم مع المتطلبات البيئية، كما نعمل على تعزيز التنسيق بين الجهات المعنية لتسهيل الإجراءات دون الإخلال بالمعايير البيئية، تحقيقًا لرؤية الدولة في تحقيق التنمية المستدامة. ندعو جميع المستثمرين إلى الاستفادة من هذه التسهيلات، مع الالتزام بالاشتراطات البيئية لضمان استدامة الموارد الطبيعية وحماية البيئة، ونشكر كل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة، ونتطلع إلى مزيد من التعاون المثمر لتحقيق أهدافنا الوطنية. - ضمان الامتثال للمعايير البيئية •وما الإجراءات التي تتخذها الوزارة لضمان امتثال الشركات للمعايير البيئية؟ تعمل الوزارة على تطبيق مجموعة من الآليات لضمان امتثال الشركات للمعايير البيئية المعتمدة، وتشمل هذه الإجراءات، التفتيش البيئي الدوري حيث تقوم فرق التفتيش التابعة للوزارة بزيارات ميدانية مستمرة للمنشآت الصناعية، لضمان التزامها باللوائح البيئية، والتحقق من استخدام أنظمة التحكم في الانبعاثات ومعالجة النفايات، وأيضًا إصدار التراخيص البيئية حيث تفرض الوزارة اشتراطات بيئية صارمة قبل منح التراخيص التشغيلية للمصانع، مع متابعة دورية لضمان الالتزام بهذه الاشتراطات. ومن بين الإجراءات، قامت الوزارة بتطوير أنظمة الرصد الذاتي حيث تشجع الوزارة المنشآت الصناعية على تركيب أنظمة مراقبة ذاتية لقياس الانبعاثات والتلوث، وإعداد تقارير بيئية دورية تضمن الشفافية في الامتثال البيئي. واهتمت الوزارة كذلك بتكثيف جهودها التوعوية من خلال عقد ملتقيات توعوية مع الشركات، لتعريفها بالتشريعات البيئية، وأفضل الممارسات في إدارة النفايات والتعامل مع المواد الخطرة. كما فرضت الوزارة عقوبات صارمة على المخالفين حيث يتم اتخاذ إجراءات قانونية من قبل الجهة المختصة بحق المنشآت المخالفة، بما في ذلك فرض غرامات أو إيقاف النشاط لحين معالجة المخالفات البيئية. - تعزيز كفاءة الطاقة •ما الجهود التي تبذلها وزارة البيئة والتغير المناخي بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة لتعزيز كفاءة الطاقة في القطاعات المختلفة؟ تولي دولة قطر أهمية كبرى للبحث والتطوير باعتباره ركيزة أساسية لدفع عجلة الابتكار، وركيزة رئيسية للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتسعى إلى تعزيز موقعها كواجهة عالمية رائدة في هذا المجال من خلال تبني نماذج أعمال مستدامة، والاستثمار في سلاسل القيمة الخضراء، واعتماد الحلول التكنولوجية التي تحدّ من انبعاثات الكربون. وفي هذا الإطار، تعمل وزارة البيئة والتغير المناخي بالتنسيق مع عدد من الجهات الوطنية، منها قطر للطاقة، ووزارة التجارة والصناعة، والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، بهدف تطبيق معايير البناء الأخضر وتحسين كفاءة الطاقة في المشاريع العمرانية والصناعية الجديدة، مما يسهم في خفض استهلاك الطاقة وتقليل البصمة الكربونية لهذه المشاريع. - خطط التنمية المستدامة •ما الخطط التي تعمل عليها الوزارة خلال الفترة المقبلة لتحقيق التنمية المستدامة في مشاريع البنية التحتية والإنشاءات؟ تأتي جهود وزارة البيئة والتغير المناخي في تعزيز الاستدامة وإعادة تدوير المواد بالتعاون مع هيئة الأشغال العامة أشغال، حيث تمثل هذه الجهود جزءًا أساسيًا من استراتيجية الوزارة، التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، إلى جانب تقديم نموذج يُحتذى به محليًا وإقليميًا في هذا المجال. وفي إطار هذا التعاون، تم إطلاق عدد من البرامج والأنظمة العالمية التي تضمن مشاركة كافة الجهات المعنية، بما في ذلك الشركات الاستشارية والمقاولون والموردون، لتبني ممارسات بيئية مبتكرة وتعزيز ثقافة إعادة التدوير في مختلف مراحل تنفيذ المشاريع. ونجحت هذه الجهود في إعادة تدوير ملايين الأطنان من المواد المستخدمة في أعمال الإنشاء، مما يعكس الالتزام بتطبيق معايير البيئة والاستدامة وتحسين كفاءة شبكة الطرق. كل هذه الجهود تأتي ضمن التوجه الوطني نحو الاقتصاد الدائري، حيث تسعى الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية إلى تقليل المخلفات، وتعزيز استخدام المواد المعاد تدويرها، وتطوير معايير أكثر استدامة لمشاريع البنية التحتية والهدف الأسمى هو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، التي ترتكز على التنمية المستدامة، وضمان بيئة نظيفة للأجيال القادمة. وتركز الوزارة على دمج مبادئ التنمية المستدامة في مشاريع البنية التحتية والإنشاءات، وذلك من خلال تشجيع استخدام مواد بناء صديقة للبيئة مثل الإسمنت منخفض الانبعاثات، وتقنيات البناء الأخضر، التي تسهم في تقليل استهلاك الطاقة والمياه في المباني الحديثة، وتعزيز مفهوم المدن الذكية والمستدامة حيث تعد مدينتا لوسيل ومشيرب قلب الدوحة نموذجين ناجحين للبنية التحتية المستدامة، وتعتمدان على تقنيات حديثة لتقليل استهلاك الطاقة والمياه، واستخدام أنظمة نقل صديقة للبيئة. وتعمل لتوسيع الرقعة الخضراء عبر تنفيذ مشاريع زراعية مستدامة، وزيادة المساحات الخضراء في المناطق البرية، بما يساهم في تحسين جودة الهواء وتقليل التأثيرات البيئية السلبية، فضلا عن إطلاق مبادرات خاصة بمعايير البناء المستدام لضمان التزام كافة المشاريع الجديدة بمعايير البيئة الخضراء، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030. - التعاون الدولي •لدى دولة قطر جهود بارزة بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية في مجال المحافظة على البيئة، مثل التعاون مع هيئة الطاقة النووية في مكافحة الإشعاع النووي ومراقبة مستوياته.. نرجو إطلاعنا على هذا التعاون وأهميته وأهدافه؟ تحرص دولة قطر على تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية لضمان حماية البيئة واستدامتها، ومن بين هذه الجهود التعاون مع هيئة الطاقة النووية في مجال مراقبة مستويات الإشعاع النووي، حيث تم تدشين وحدة رصد وتحليل البيانات الإشعاعية داخل دولة قطر. وتكمن أهمية هذا التعاون في ضمان الامتثال لأعلى معايير الأمان البيئي، ومراقبة أي تغيرات إشعاعية قد تؤثر على البيئة أو صحة السكان، كما يهدف إلى تعزيز قدرات الدولة في الاستجابة لأي طوارئ نووية، وضمان استدامة البيئة المحلية من خلال اعتماد تقنيات متقدمة لرصد الإشعاعات والتعامل معها بفاعلية. - التنوع البيولوجي والحيوي •تهتم الوزارة بالتنوع الحيوي والبيولوجي في البيئة المحلية.. ما الآليات التي تستخدمها الوزارة في هذا الاتجاه وما مشاريعها القائمة والمستقبلية؟ تحرص الوزارة على تعزيز التنوع البيولوجي من خلال تنفيذ برامج حماية وإكثار الأنواع المهددة بالانقراض مثل حيوان الأطوم وقرش الحوت، كما يتم تنفيذ مشاريع لإعادة توطين الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم إلى جانب تطبيق ممارسات مستدامة في الصيد والتنوع البيولوجي البحري والبرّي. وتشارك الوزارة في المبادرات الدولية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، مثل مشروع إكثار طائر الحبارى، الذي يشمل دعم المواطنين أصحاب المشاريع الخاصة بحماية هذا الطائر. كما أطلقت الوزارة مشاريع لتوسيع المناطق المحمية في قطر وإعادة تأهيل المواطن البيئية، مثل مشروع تأهيل الشعاب المرجانية، وحماية السلاحف البحرية، إضافة إلى إدارة فعالة للموارد الطبيعية بما يضمن استدامتها للأجيال القادمة. - الطاقة المتجددة والاستدامة •كيف تُخطط قطر للتوسيع في استخدام الطاقة المتجددة ؟ تتخذ دولة قطر خطوات حثيثة نحو التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية، حيث تم وضع خطط متكاملة لتعزيز إنتاج واستخدام الطاقة الشمسية، وتطوير تقنيات احتجاز وتخزين الكربون، وتحسين كفاءة الطاقة في مختلف القطاعات. وتعمل الدولة على تنفيذ مشاريع كبرى في مجال الطاقة الشمسية، مثل محطة الخرسعة للطاقة الشمسية، التي تعتبر واحدة من أكبر المشاريع في المنطقة، بقدرة إنتاجية تصل إلى 800 ميغاواط، كما تعتزم زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول 2026، مع التركيز على تقنيات تقليل الانبعاثات، مما يجعل الغاز الطبيعي بديلاً أنظف مقارنة بالوقود التقليدي. إضافة إلى ذلك، تستثمر الدولة في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، حيث يجري العمل على مشاريع بحثية تهدف إلى إنتاج الهيدروجين النظيف، الذي يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في تحول الطاقة العالمي. - المحافظة على الأوزون •لدى دولة قطر جهود بارزة في مجال المحافظة على الأوزون من خلال مراقبة المواد المستنفذة للأوزون وطرح البدائل الصديقة للبيئة.. هل يمكنكم إلقاء الضوء على هذا الجانب؟ جهود دولة قطر في الحفاظ على طبقة الأوزون، تأتي من خلال التزامها باتفاقية «فيينا» بشأن حماية طبقة الأوزون، وبروتوكول «مونتريال» الخاص بالمواد المستنفذة للأوزون، وعملت الوزارة على تنفيذ خطة للتخلص التدريجي من هذه المواد ووضعت آليات صارمة للتحكم في استيرادها واستخدامها، تماشيًا مع التزاماتها ضمن البروتوكول. وتعمل الدولة على تشجيع استخدام البدائل الصديقة للبيئة، مثل المبردات الخضراء في قطاعي التبريد والتكييف، إلى جانب تعزيز البحث والتطوير في مجال تقنيات الحد من انبعاث الغازات الضارة بطبقة الأوزون، كما يتم تنفيذ حملات تفتيشية على المنشآت الصناعية لضمان التزامها بالمعايير البيئية ذات الصلة. - جهود دولية مشتركة •هل لدى قطر جهود دولية مشتركة مع بعض الدول نستطيع أن نطلع عليها المواطن في مجال المحافظة على البيئة وتنمية التنوع الحيوي؟ تمتلك قطر سجلاً حافلًا في التعاون الدولي لحماية البيئة، حيث تقود شراكات استراتيجية مع العديد من الدول والمنظمات لتعزيز جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي، ومن أبرز هذه الجهود، التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي في إطار اللجنة الدائمة للمحافظة على الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية، حيث ترأست قطر الاجتماع الـ 21 للجنة، وتم الاتفاق على توحيد الجهود لحماية التنوع البيولوجي في المنطقة. قطر ملتزمة بدورها كشريك فاعل في المجتمع الدولي لمواجهة التحديات المناخية، فعلى الصعيد الدولي، بادرت بإنشاء التحالف العالمي للأراضي الجافة، وهي منظمة تهدف إلى معالجة القضايا المتعلقة بانعدام الأمن الغذائي والآثار البيئية والاقتصادية السلبية الناتجة عن تغير المناخ. كما أولت اهتماماً كبيراً لدعم المبادرات التي تستهدف الفئات الأكثر تضرراً من التغير المناخي، ففي عام 2019، خصصت 100 مليون دولار لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية وأقل البلدان نمواً في جهودها لمواجهة التغير المناخي. وخلال مشاركتنا في مؤتمر COP 29 جددت قطر مطالبها لجميع الدول للالتزام بتعهداتها في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، لتسهيل التمويل المناخي للبلدان النامية والأقل نمواً، بهدف تعزيز قدرتها على الصمود والتكيف مع هذه التحديات. - التوعية المجتمعية •لدى الوزارة جهود كبيرة في مجال التوعية البيئية بين جميع شرائح المجتمع.. ما أهم الحملات التوعوية التي أطلقتها الوزارة لزيادة وعي المواطنين والمقيمين بأهمية المحافظة على البيئة؟ تحرص الوزارة على ترسيخ الوعي البيئي لدى المجتمع من خلال حملات توعوية ومبادرات مبتكرة، منها على سبيل المثال لا الحصر، إطلاق النادي البيئي الصيفي في نسخته الأولى لطلبة المدارس، بهدف تعزيز ثقافة الاستدامة البيئية لدى النشء من خلال أنشطة تفاعلية وورش عمل، وإطلاق أكبر برنامج توعوي حول الاستدامة البيئية والتنمية المستدامة بالتعاون مع جهات حكومية، حيث يهدف البرنامج إلى تحويل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد أخضر، وزيادة مشاركة المجتمع في الحفاظ على الموارد البيئية بالإضافة إلى تنظيم حملات التوعية حول جودة الهواء، تزامنًا مع إطلاق منصة جودة الهواء للجمهور، مما يتيح للأفراد متابعة حالة الهواء في مناطقهم واتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على الصحة العامة. وقامت الوزارة بإطلاق حملات التشجير وإعادة تأهيل البر القطري، حيث يتم تنفيذ مشاريع تستهدف زيادة الغطاء النباتي وتحفيز المجتمع للمشاركة في مبادرات التشجير. - دور المجتمع في حماية البيئة •كيف يمكن للمجتمع القطري المساهمة في تحقيق أهداف الدولة البيئية من خلال المحافظة على الثروة الوطنية من البيئة المحلية؟ يؤدي المجتمع دورًا محوريًا في دعم جهود الوزارة للحفاظ على البيئة، ويمكن للمواطنين والمقيمين المساهمة من خلال، تبني ممارسات مستدامة في الحياة اليومية، مثل تقليل استهلاك المياه والطاقة، والحد من استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والمشاركة في حملات التشجير وإعادة تأهيل المناطق الطبيعية، والتي تهدف إلى زيادة المساحات الخضراء وتعزيز التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى التفاعل مع المنصات البيئية الإلكترونية، مثل منصة جودة الهواء، مما يساعد في مراقبة جودة البيئة المحلية واتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ عليها. ولا بد من اهتمام المجتمع بدعم المشاريع البيئية الوطنية، سواء من خلال التطوع في الحملات البيئية، أو تبني مشاريع ريادية تعزز الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية. - التحديات المستقبلية •كيف تخطط الدولة للتعامل مع التحديات المتعلقة بالتصحر ونقص الموارد المائية والتغير المناخي في المستقبل؟ تسعى قطر إلى التصدي للتحديات البيئية من خلال تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، عبر إعداد استراتيجية وطنية حديثة لمكافحة التصحر تتوافق مع المعايير الجديدة، التي ستتضمن سياسات متكاملة، تشمل دمج جهود مكافحة التصحر ضمن خطط التنمية الوطنية المستدامة، لضمان توافقها مع استراتيجيات التنوع البيولوجي وأهداف التنمية المستدامة. وتتبنى الدولة آليات مستدامة لحماية الموارد الطبيعية، وتعزيز قدرة المجتمع على الصمود أمام تحديات التصحر والجفاف، عبر الاعتماد على اتفاقيات «ريو» كإطار مرجعي لجهودها الوطنية، بهدف حماية نظمها البيئية، وتعزيز الإدارة المستدامة لأراضيها، وتطوير الاقتصاد الأخضر، والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. كما تعمل لتوسيع نطاق المحميات الطبيعية، وإطلاق مشاريع إعادة تأهيل البر القطري، بما في ذلك تسوير وتأهيل الروض، وتشجيع استخدام تقنيات الزراعة المستدامة، وكذلك إدارة الموارد المائية بفاعلية عبر تقليل الاعتماد على المياه الجوفية، وزيادة استخدام المياه المعاد تدويرها، وتحسين كفاءة استهلاك المياه في القطاعات السكنية والصناعية. - المخلفات البيئية في الروض •كيف يتم التعامل مع المخلفات البيئية والتعديات على الروض ؟ الهدف الأساسي ليس فرض المخالفات بل منع وقوعها منذ البداية وهو ما نؤكد عليه دائمًا للمفتشين البيئيين، والرسالة التي نعمل على ايصالها لرواد البر تتمثل في الاستمتاع بالطبيعة دون الإضرار بالحياة الفطرية للمناطق البرية، مع ضرورة الالتزام بعدم دخول المركبات إلى الروض والوديان ومنابت العشب، وتجنب التحطيب الجائر أو العبث بمكونات التربة من خلال الحفر أو إشعال النيران مباشرة عليها حفاظًا على الغطاء النباتي. التوعية والتثقيف البيئي مستمران على مدار العام، حيث يتم التركيز على تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على هذه المناطق، وفي الوقت نفسه، يتم اتخاذ إجراءات حازمة ضد المخالفين الذين يصرون على تجاوز الأنظمة، ومن خلال الرقابة المتواصلة في المناطق البرية من قبل الإدارة المعنية تم تسجيل تنامي في الوعي البيئي بين أفراد المجتمع، انعكس إيجابيًا على انخفاض أعداد المخالفات، إذ ان نشر تفاصيل المخالفات ذاتها يُعد وسيلة فعالة في تعزيز المسؤولية البيئية. وبالفعل، أصبح رواد البر أكثر التزامًا بالحفاظ على الروض، حيث يحرصون على استخدام المسارات المخصصة، ويتجنبون الدخول إلى الوديان والمناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف، ما ساهم في حماية البيئة الطبيعية البرية واستدامتها. - 1500 روضة في الدولة •كم يبلغ عدد الروض المتواجدة في الدولة وما الجهود التي تبذل في سبل حمايتها ؟ يوجد في الدولة ما يقارب 1500 روضة في مختلف أنحاء الدولة ويتم في الوقت الحالي إعداد دراسة تخطيط مكاني لأهم 600 روضة في دولة قطر، بالتعاون مع جامعة قطر، حيث جرى تنفيذ تخطيط مكاني لحدود 50 روضة خارج المحميات الطبيعية كمرحلة أولى، وتمت إحالة بياناتها إلى إدارة التخطيط العمراني لاعتمادها ضمن خريطة الدولة، إلى جانب إعداد خطة سياسات متبوعة بتثبيت الرقم المساحي PIN، بهدف حمايتها من المشاريع التنموية. وبعد التنسيق مع الجهات المعنية، تم تسجيل 80 روضة ضمن خريطة الدولة، فيما لا تزال 19 روضة في مرحلة التنسيق مع الجهات المعنية لاعتماد حدودها رسميًا، وقد تم الحصول على موافقات مبدئية بانتظار استكمال الإجراءات النهائية، كما سيتم تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع، بالتعاون مع القطاع الخاص للمساهمة في عملية التسوير، لتشمل تسوير 50 روضة جديدة سيتم طرحها في مناقصة، للوصول إلى تسوير 600 روضة بحلول عام 2030، ضمن استراتيجية شاملة لحماية الغطاء النباتي. ويجري العمل حاليًا على تصنيف مبدئي للروض الواقعة خارج المحميات الطبيعية وفق ثلاث فئات رئيسية تعتمد على المسافة من المدن والتنوع الحيوي والأهمية البيئية والتاريخية، تشمل الفئة الأولى (A) الروض التي تبعد أكثر من 5 كيلومترات عن المدن، وتتميز بغطاء نباتي كثيف، وتنوع بيئي غني، وتُعد مخزونًا بذريًا لأنواع الأشجار البرية، كما أنها قد تضم نباتات مهددة بالانقراض أو ذات أهمية تاريخية، مما يجعلها محمية بالكامل دون السماح بأي أنشطة قد تضر بها، أما الفئة الثانية (B) فتشمل الروض التي تبعد أكثر من 3 كيلومترات عن المدن، وتتمتع بتنوع نباتي وحيوي جيد، وقد تحمل قيمة تاريخية، ما يستدعي الحفاظ عليها بدرجة متوسطة مع مراعاة وضعها البيئي، فيما تضم الفئة الثالثة (C) الروض الواقعة داخل المناطق السكنية أو على مسافة تقل عن 2 كيلومتر من المدن، وهي ذات غطاء نباتي متوسط أو ضعيف، دون أهمية تاريخية تُذكر، ما يجعلها الفئة الأكثر عرضة للاستغلال كحائط صد لحماية الفئات الأخرى من الامتداد العمراني و

1272

| 26 فبراير 2025

حوارات رئيس التحرير alsharq
الرئيس التنفيذي لـ CNBC عربية لـ "الشرق": اقتصاد قطر يملك أفقاً أوسع لجذب الاستثمارات

■ مونديال 2022 أحدث نقلة نوعية في صورة قطر عالمياً ■ الدقة والحيادية والموضوعية معاييرنا في التغطية الإعلامية ■ لا نتبع سياسة البيان الصحفي ونذهب لتحليل النتائج وقراءتها مهنياً ■الاقتصاد القطري يتمتع بفائض مالي يمكن استثماره داخلياً وخارجياً ■ المعايير المهنية تحكم توسعنا الإعلامي التقليدي وعبر المنصات الرقمية ■ قطر تلعب أدواراً رائدة على الصعيد العالمي ■ 800 ألف مشاهد يومياً على شاشة CNBC عربية ■ لسنا محطة جماهيرية ونتجه إلى جمهور نوعي ومتخصص ■ 85 % من متابعينا من صناع القرار ومستثمرين ومديري محافظ وشركات ■ 8 ملايين متابع لنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ■ «عين على قطر» أنجز 600 ساعة تلفزيونية على مدى عقدين ■نبث من الدوحة 4 ساعات يومياً لتغطية الاقتصادات العربية والعالمية ■ CNBC تخبر المستثمر عن أمواله وأسواق المال وليست لنا علاقة بمن يحكمه ■قللنا حجم الحضور السياسي في نشراتنا الإخبارية منعاً لتنفيذ أجندات ■حريصون على نزع أي «أجندة» سياسية عن تغطية CNBC منذ انطلاقتها في عام 2003، قناة CNBC عربية، تعكس حضورها البارز في الوطن العربي، عبر مادة إعلامية اقتصادية، تتميز بالمصداقية والشفافية والموضوعية، وفق الشعار الذي ترفعه: «لا توقف ولا انقطاع لأن الخبر لا ينتظر … والأسواق لا تتثاءب!» ومنذ ذلك التاريخ، تواصل CNBC عربية، أداءها بتقديم الخبر والمعلومة عبر هذه المعايير، لتغطي من خلالها مختلف الأحداث الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية لحظة بلحظة، علاوة على رصدها لتحركات الأسواق بشكل دقيق، عبر استطلاع آراء أبرز الخبراء والمحللين ونناقش صناع القرار. وتقف CNBC عربية، منذ عقدين تقريباً، شاهدة على مراحل تطور الاقتصاد القطري، من خلال تواجدها في السوق القطري، راصدة له عبر مختلف المراحل التي شهدها، وحقق خلالها قفزات نوعية، استحق على إثرها أن يكون اقتصاداً قوياً في السوق العالمية، يجذب إليه كبار مستثمري العالم. وفي مقابلة حصرية مع الشرق، يتحدث السيد محمد برهان الرئيس التنفيذي لـ CNBC عربية، عن رؤيته لمراحل تطور الاقتصاد القطري خلال عقدين من الزمن، وأبرز التحديات التي واجهها، وصولاً إلى ما يشهده الاقتصاد القطري من تطور نوعي، جعلته فاعلاً على الصعيد العالمي. ولم يغفل الحوار التطرق إلى مراحل انطلاقة CNBC عربية في الدوحة، منذ عشرين عاماً تقريباً، حتى أصبحت القناة الأشهر اقتصادياً في العالم العربي، تبث من الدوحة على مدى أربع ساعات يومياً على الهواء مباشرة، لترصد ما يشهده الاقتصاد العربي والعالمي. وغير بعيد عن هذا الحضور، يأتي «عين على قطر» في بؤرة اهتمام CNBC عربية بالشأن الاقتصادي القطري، ليكون أول برنامج في الإعلام العربي يرصد الاقتصاد القطري، ليظل على هذه الحالة طوال العقدين الماضيين، وحتى اليوم، مع التطوير الدائم في السياق التحريري، ومواكبة التطور التقني، شأنه شأن البرامج الأخرى. ووفق ما يؤكده السيد محمد برهان، فإن CNBC عربية، وحرصاً منها على أن تظل قناة اقتصادية رائدة في العالم العربي، فقد حرصت على مواكبة التطور التقني، عبر مختلف برامجها على شاشتها، علاوة على حضورها عبر المنصات الرقمية، لتظل في بؤرة اهتمام المشاهد، تحظى بثقته، حتى أصبح يشاهدها ما بين 600 و800 ألف مشاهد يومياً على شاشتها، يقدر 85% منهم، من صناع القرار، سواء كانوا مستثمرين، أو مديري محافظ، أو مديري شركات، وهو ما يجعل لـ CNBC قيمة مضافة، وأن أصحاب القرار الاستثماري هي جزء منه. كما تطرق الحوار إلى جوانب أخرى، تتعلق بمستقبل CNBC على السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى أبرز تحديات المحطة، وهي تتوجه إلى شريحة نوعية من الجمهور، كونها تصنف من الإعلام التقليدي. •تتواجد قناة CNBC عربية في الدوحة منذ عقدين تقريباً، فما تقييمكم للاقتصاد القطري، بكل ما شهده من تحول وتطور، طوال هذه السنوات؟ العقدان الماضيان، كانا غنيين للغاية، إذ لم تكن فترة نمو CNBC عربية فقط، بل كانت فترة لرصد نمو وتطور دولة قطر، إذ استطاع الاقتصاد القطري طوال العشرين سنة الماضية، أن يحقق قفزات نوعية على مختلف الأصعدة، تنموياً وتجارياً وصناعياً، ورافقنا في CNBC عربية هذا التطور، بشكل حثيث، واستطعنا نتيجة حضورنا اليومي، طوال هذه الفترة، أن نبني ذاكرة بصرية إعلامية عن قطر، وما شهدته وتشهده دولة قطر من تطور طوال هذه الفترة. - مسيرة ناجحة •وكيف تنظرون في CNBC عربية إلى المسيرة الاقتصادية في دولة قطر طوال هذه الفترة؟ التطور النوعي الذي شهدته قطر، لم يكن مرتبطاً بالداخل القطري فقط ، ولكنه يبدو في حضور قطر الإقليمي والدولي، سواء على الصعيد السياسي، أو الاقتصادي، والأخير هو الذي يهمنا، حتى أصبح يُنظر إلى قطر، على أنها مكان أساسي لمحرك اقتصادي في المنطقة والعالم، فنرى كثيراً من التوجهات والأعين تتجه صوب قطر، لجذب القطريين إلى الفرص المتوفرة في العالم. وحاولنا طوال السنوات الماضية، أن نكون حالة من هذا الجسر، وبناء خريطة استثمارية، كون الاقتصاد القطري يملك أفقاً أوسع بكثير مما هو قائم اليوم، بمعنى أن هناك تجارب كثيرة، خاضتها قطر، أثبتت خلالها أنها قادرة على أن تحدث تغييرات أو قفزات نوعية في حجم اقتصادها، إحداها تنظيم كأس العالم في عام 2022، فهذا الحدث، وبهذا الحجم، وبتلك القوة، استطاعت قطر من خلاله أن تنظم كأس عالم متميزا، عالي الجودة، أحدث نقلة نوعية في صورة قطر في الخارج. - تطور اقتصادي •وما تقييمك لتعاطي القطاع المالي والاقتصادي في قطر، مع ما تقدمه CNBC عربية على شاشتها؟ ارتبط الإعلام بشكل عام طوال السنوات الماضية في العالم العربي بالتوجه الحكومي، لذلك كان هناك تخوف من الظهور على الإعلام، وارتبط هذا الأمر بالاقتصاد، لحاجته إلى الأرقام، والرؤية الدقيقة، لذلك كنا عند إطلاق CNBC عربية في العالم العربي نواجه صعوبات جمة في تشجيع المتحدثين على الظهور عبر شاشاتنا، أو الافصاح عن المعلومات الاقتصادية، والأرقام. غير أن الوضع تغير حالياً، بوجود أسواق المال، والتي توجب ضرورة الافصاح عن الأرقام، بما يغني المستثمر وتجربته، ورغم ذلك لايزال هناك فرق بين الأداء الإعلامي في العالم العربي، وبين أدائه في الأسواق العالمية، والتي تشهد شفافية مطلقة، وانفتاحاً على الإعلام، حتى إن مسؤولي الشركات يعتبرون أنفسهم مقصرين تجاه الإعلام، لعدم إيصال أعمالهم إلى الجمهور، على خلاف ذات الحالة في العالم العربي. •لكن ألم تتحسن الصورة حالياً؟ هذه هي التجربة، وهناك تحسن ملحوظ، وأذكر أننا منذ بدايات CNBC عربية بدءاً من 2003، وحتى 2010، كانت الأمور صعبة للغاية، غير أن الوضع تغير اليوم، حتى أصبحنا نشاهد الجمعية العمومية، تناقش الرؤساء التنفيذيين، وأعضاء مجالس الإدارات، على خلاف الماضي، حيث كانت تعقد الاجتماعات بشكل رسمي. - ضوابط إعلامية •وما مدى دوركم في نشر الوعي بأهمية إحداث هذه الشفافية، وأن تكون أنشطة رجال الأعمال والأسواق المالية في بؤرة الاهتمام الإعلامي، بالإفصاح عن المعلومات، وصولاً إلى الشفافية المطلوبة، كونكم قناة متخصصة؟ هذه القضية الأساسية التي نسعى إليها، انطلاقاً من الضوابط الإعلامية التي تحكمنا، شأننا في ذلك شأن جميع المحطات الإعلامية، وهذه الضوابط هى الدقة والحيادية والموضوعية، وجميع هذه الضوابط هى التي تحكمنا، لاسيما أن محطتنا علامة تجارية عالمية، اشتهرت بكل هذه المعايير، انطلاقاً من مسؤوليتنا الإضافية، خاصة إذا علمنا أن الدقة في مجال الإعلام الاقتصادي، تعد أكثر أهمية، لاسيما إذا تمت مقارنتها بالسياسة، والتي تستدعي إبراز وجهة نظر، على عكس الاقتصاد، الذي يعتمد على الأرقام، التي ينبغي الافصاح عنها، بكل دقة وحيادية، دون إخفائها، أو تفسيرها بغير التفسير الموضوعي. لذلك، فإنه في الإعلام الاقتصادي، تبقى حدود الموضوعية والدقة والحيادية، دقيقة للغاية، ولا يمكن التلاعب بشأنها. • ولكن هناك من يتلاعب بالأرقام؟ للرد على هذا السؤال، فإننا نستشهد بشركة ما حققت زيادة نوعية في المبيعات، غير أنها تعاني من خسائر في الأرباح، ولذلك عندما يتم التلاعب في هذه النتتيجة إعلامياً، بالحديث عنها عبر عنوان مبهر بارتفاع مبيعات الشركة بنسبة 50%، فإن هذا يعد شكلاً من أشكال التلاعب، عبر عناوين مضللة، سرعان ما يتم كشف زيفها، عند التدقيق في التفاصيل. وعلى عكس ذلك، تماماً، فإننا في CNBC لا نتبع سياسة البيان الصحفي، ولكننا نذهب إلى النتائج، بتحليلها، وقراءتها وفق المعايير المهنية، لأننا في نهاية الأمر، محطة متخصصة، تعتمد على ثقة المشاهد. •وهل يتم التجاوب معكم في هذا الإطار؟ معظم الشركات التي يهمنا التركيز عليها، هى شركات مدرجة، ولذلك يكون التعاون معها، ويكون الافصاح من جانبها، مطلوباً للغاية، سواء لهيئة سوق المال، أو سوق الأسهم. - فعاليات قطر الكبرى •مع إشارتك، لتنظيم قطر لبطولة كأس العالم 2022، هناك العديد من المعارض والمؤتمرات الكبرى، التي تنظمها دولة قطر على مدار العام، إلى أي مدى ترى أن CNBC عربية، حققت تفاعلاً مع هذه الفعاليات؟ على مدى السنوات الماضية، شهدنا معظم من يأتي إلى قطر، ينظر إلى اتجاه واحد، وهو جذب الاستثمارات القطرية إلى الخارج، وسؤالنا اليوم: هل توجد حالة توازن بين الاستثمارات القطرية للخارج، والأخرى الخارجية المتجهة إلى داخل قطر؟ ولاشك أن هذه سياسة تحددها الدولة بالطبع، غير أننا وبدورنا في CNBC عربية، نرغب في التركيز على نتيجة هذا السؤال، محاولين قدر الإمكان تطبيق معادلتنا، خاصة أننا نرى أنه بحكم الاقتصاد القطري، فإن هناك فائضا ماليا، يمكن استثماره بشكل غني وفعال، داخليا وخارجياً. •وكيف تنظرون الى الرؤية الاستثمارية الدولية القائمة؟ أرى هناك حالة عدم توازن، فإذا كانت هناك فرص استثمارية عديدة في دول العالم، فإنها بالمقابل في قطر تشكل قيمة مضافة للاستثمار في قطر، خاصة إذا علمنا أن الاستثمار لا يتوقف فقط عند تنمية الأرباح، أو التوسع في إقامة المشاريع، ولكن المساهمة في إنجاح التجربة الوطنية، وهذا أمر مهم للاقتصاد القطري. - قوة الاقتصاد •وبرأيك، ما هى أبرز الأرقام التي تشكل علامة فارقة، وأحدثت في الوقت نفسه تطوراً نوعياً في الاقتصاد القطري على مدى السنوات الماضية؟ لاشك أنه بطفرة الغاز، وما بُنى على ما وفرته هذه الطفرة، فإن هذا يعد في حد ذاته تحولاً نوعياً، خاصة أنه تم توظيفه توظيفاً مميزاً، فضلاً عن دور جهاز قطر للاستثمار، في تحديد قوة قطر الاقتصادية، والناعمة في الوقت نفسه، إذ ليست الأمور ترتبط فقط بالاقتصاد، إذ هناك ما يرتبط بالحضور السياسي، ولذلك رأينا قطر لعبت ومازالت تلعب أدوارا سياسية رائدة في العديد من المحافل، لاسيما فيما يتعلق بالأزمات المستعصية، وإن كان كل ذلك لا يرتبط فقط بالسياسة، ولكن 70% منه يرتبط بالاقتصاد، إذ إنه كما هو معروف، فإن القوة السياسية تستند على قوة اقتصادية كبيرة. - مجازفة إعلامية •ألا ترون أن توجه محطتكم بشكل عام إلى القطاع الاقتصادي يعد شكلاً من أشكال المجازفة الإعلامية، خاصة مع توجهها إلى أسواق قد تواجه فيها عزوفاً معلوماتياً، على نحو ما شكل لكم ذلك تحدياً مع بداية انطلاق CNBC عربية؟ نعم، كان ذلك تحدياً كبيراً، حيث يشكل الإعلام الاقتصادي تحدياً كبيراً، خاصة وأن الصحافة الاقتصادية في العالم العربي كانت مهملة من حيث الكوادر والنوعية، حيث تحولت أقسامها الاقتصادية إلى مواقع معزولة عن بقية الأقسام. وعندما قدمنا إلى المنطقة العربية في أول تجربة إعلامية اقتصادية، واجهتنا هذه الصعوبات، بخلق كوادر إعلامية متخصصة، لها حضورها في الجانبين، الإعلامي والاقتصادي، مع تطبيق كافة المعادلات، كانت الأولى بجلب مجموعة من الإعلاميين وتدريبهم اقتصادياً، غير أننا لم نوفق في هذه التجربة، لحاجة الإعلام الاقتصادي إلى رغبة من العاملين فيه، كونه علماً اقتصادياً عميقاً للغاية. وفي المقابل، اتجهنا إلى اتجاه آخر، بجلب كوادر اقتصادية، تم تدريبها إعلامياً، وهذا ما أنجح تجربتنا في CNBC عربية، ولذلك فإن معظم كوادرنا هى اقتصادية، لكنها مؤهلة إعلامياً. •وهل كانت هذه التحديات تكمن في الكادر الإعلامي فقط؟ كانت لدى البعض في الأوساط الاقتصادية سابقا، نظرة ذهنية بأن ظهوره الإعلامي يمكن أن يؤثر سلباً على مشروعاته، ولذلك، كان هناك نوع من الإحجام عن المشاركة معنا إعلامياً في بادئ الأمر، غير أننا نجحنا في جذب رجال الأعمال، ومديري الشركات ليكونوا جزءاً من إعلامنا، وما واجهناه بعد ذلك منذ بداية الانطلاقة في العالم العربي، ما تعرض له الإعلام من دخول منصات رقمية، حتى أصبحت لدينا مشكلة أخرى، وهي مواكبة هذا التطور. وتغلبنا على ذلك، بالتوصل إلى أننا كمؤسسة إعلامية رائدة، تستطيع أن تؤسس ذراعاً إلكترونية لها، والاستفادة في ذلك من التقنيات الحديثة، والتطور الحاصل بالمنصات الرقمية، انطلاقاً من المعايير التي نعتمد عليها في CNBC عربية، من دقة وحيادية وموضوعية، وهي معايير تحكم عملنا في توسعنا الإعلامي التقليدي، وكذلك عبر المنصات الرقمية. - جمهور نوعي •في هذا السياق، هل يمكن القول إن CNBC عربية أصبحت تتكيف مع هذا التطور الحاصل في المنصات الرقمية؟ نوعية جمهورنا في CNBC عربية هو جمهور نوعي ومتخصص، إذ لا يمكن القول إننا محطة جماهيرية، ولكننا نتجه إلى صناع القرار، إذ نتحدث عن 600 إلى 800 ألف متابع يومياً على شاشة CNBC عربية، وهي أرقام تقديرية، تتحدث عنها مؤسسات الأبحاث. وعليه، يمكن القول إن 85 % من هؤلاء هم من صناع القرار، سواء كانوا مستثمرين، أو مديري محافظ، أو مديري شركات، وهذا ما يجعل لمحطتنا قيمة مضافة، وأن أصحاب القرار الاستثماري جزء منه محطة CNBC. وما دمنا نتحدث بالأرقام أيضاً، فإن قرابة 8 ملايين متابع لنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهي متابعات نوعية. - قناة النخبة! •هل يعكس ذلك القول إن CNBC عربية هي قناة النخبة من أصحاب المال ورجال الأعمال؟ هكذا يسمونها، وليس هنا فقط في العالم العربي، ولكن في العالم كله، إذ يتم وصف CNBC عالمياً بأنها قناة رجال المال والأعمال. - قواعد مهنية •في هذا السياق، ما هو الخيط الفاصل بين الشبكة الأم، والقناة الناطقة بالعربية؟ وهل هذا التمايز يجعلنا أمام قناتين منفصلتين أم قناة واحدة متعددة اللغات؟ القواعد الأساسية واحدة، فهناك ما يسمى بالسياسة التحريرية، القائمة على القواعد العامة، والتي سبق أن تحدثت عنها، وهي الدقة والحيادية والموضوعية، كما أنها لا يمكن أن تتبع أي طرف، وهذا شعار مهم لشبكة CNBC العالمية، والتي لديها أكثر من 10 محطات تلفزة حول العالم، كلها تخضع لنفس القواعد. لذلك، فنحن في CNBC عربية نخضع تحريرياً، لنفس المعايير. - جيل الشباب • اليوم، ونحن أمام جيل من الشباب أقرب إلى المواقع الإلكترونية، ما هي خططكم للوصول لهذا الجيل الذي يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يفوق التلفزيون التقليدي، لتكون CNBC عربية مرجعية للقادة من جيل الشباب القادم؟ هذا ما كنا نحرص عليه طوال العقدين الماضيين، وأذكر أن كبار رجال الأعمال، وكذلك مسؤولين، في عالم اليوم، كان أول ظهور إعلامي لهم على شاشتنا، ما يعني أن CNBC عربية، وقبل عشرين عاما، ساهمت في صناعة الرأي العام، وتواصل دورها اليوم في هذا السياق، لنكون على صلة تماس مباشر مع الجيل الحالي، والذي سيصبح قادة في المستقبل. لذلك، أعتقد أننا كنا في الماضي جزءاً من صناعة الجيل الحالي من مسؤولين ووزراء ورجال أعمال ومال، ما يعني أننا أيضاً سنكون جزءاً من قادة الجيل القادم، على الأقل على مدى عشرين سنة قادمة، في ظل حرصنا أيضاً على مواكبة التكنولوجيا الحديثة، وهذا يعد رهاننا في هذه المرحلة. غير أن الإشكالية في هذا الإطار، تكمن في التطور غير المتسارع، وغير المسبوق للتكنولوجيا، لاسيما إذا تذكرنا أننا كنا في فترة من الفترات نلاحظ أن المادة الإعلانية هي التي تحكم الوسيلة الإعلامية، غير أننا اليوم، نلاحظ تغير الوسيلة، مع تغير الرسالة، وأن التأثير في الجمهور يحتاج إلى مهارة أكبر، مع تطور اتجاهات الجمهور، الذي لم يعد مثلاً يلجأ إلى قراءة المقالات الطويلة. - الذكاء الاصطناعي •وأمام هذه التطورات المتلاحقة، كيف ستكون CNBC عربية في قادم الأيام في ظل تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟ هذا السؤال مهم، والإجابة عنه كبيرة للغاية، حيث يمكن القول إنه حتى اللحظة لم تتضح الصورة التي سيكون عليها عالم تكنولوجيا المستقبل، ومع ذلك يبقى الرهان الأساسي على المبادئ، والتي سبق أن تحدثنا عنها، وهي الدقة والموضوعية والحيادية، وهي المبادئ التي بنت تجارب إعلامية رائدة خلال السنوات الماضية، وبالتالي فإن المتلقي، وخاصة في مجال الإعلام الاقتصادي، لا يرغب أن يرى خللاً في هذه المنظومة القيمية، ليبقى التساؤل مطروحاً، هل يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تستوعب هذه القيم؟ كما أستطيع القول إن هذا المتلقي لا يمكن له أن يبني قراره الاقتصادي على افتراضات، حيث يعتمد دائماً في قراراته على أرقام وموثوقية المعلومات. - تطور البرنامج •وما هو التطور الذي شهده البرنامج طوال هذه الفترة؟ كان هناك تطور من جانبين، الأول تحريري، والآخر تقني، ففي الجانب الأخير، أؤكد أننا دائماً نلهث في هذا البرنامج وغيره وراء مواكبة التطورات التقنية في الجانب التلفزيوني، أما في الجانب التحريري، فكان تركيزنا دائماً على المشاهد، ورغبته في أن يرى المادة الإعلامية بشكل متطور، لذلك نقدمها له في شكل كبسولة، تتبعها كبسولات متتالية، يتم بثها أيضاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعد تطوراً نوعياً في بنية برنامج عين على قطر. - الإعلام التقليدي •أمام التحديات التي تواجه صناعة الإعلام التقليدي، برأيكم، ما أبرز التحديات التي تواجهها قناتكم في هذا الإطار، وكيفية التغلب عليها؟ حقيقة، لا أنظر إلى تحديات الإعلام التقليدي على أنها عبء، ولكن أعتبرها فرصة، فالإعلام التقليدي ما زال هو مصدر الثقة، في ظل تعدد مصادر المعلومات، والتي يمكن أن تكون متاحة عبر مواقع الانترنت أو المنصات الرقمية، لتبقى المصداقية تكمن في وسائل الاعلام التقليدية، ما يجعلها مرجعية، وخاصة فيما يتعلق بالقطاع الاقتصادي، إذ لا يمكن لرجال المال والأعمال، كما أشرت، أن يبنوا قراراتهم من خلال بوستات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو تغريدات، أو غيرها، لأهمية عنصر الثقة لدى رجال المال والأعمال، ما يجعل قيمة الموثوقية، هي أساس التمايز بين الإعلام التقليدي الاقتصادي، والآخر الحديث. - سقطات مهنية •لكن هناك مؤسسات إعلامية كبرى سقطت في شرك المهنية، فهل يمكن لهذا السقوط، أن يدفع شرائح من الجمهور إلى الاتجاه إلى الإعلام الآخر ما دام هناك شطط مهني؟ فيما يتعلق بالإعلام الاقتصادي، فإن سقطة واحدة، تودي إلى سقوط المؤسسة بأكملها، ولعلي ألمح أن السؤال يشير هنا إلى الجانب السياسي، والذي قد تكون لديه أجندات، وممولون، يوجهونه لإيصال رسائله، غير أن الحال يبقى مختلفاً في الاعلام الاقتصادي، إذ إن هذا كله غير متوفر فيه بشكل كبير. - خطورة الأجندة • هل يعني هذا أن الإعلام الاقتصادي ليست لديه أجندات؟ قد توجد أجندات، ولكنها صعبة التنفيذ، فمن يرغب بالمغامرة عبر أجندته، فإنه سيفشل بعد فترة وجيزة، وفي النهاية يمكن القول إنه لا يمكن تقديم معلومة اقتصادية وفق رؤى أو مصالح سياسية، لوجود أرقام وقراءات حاكمة في ذلك، تمنع الإعلام الاقتصادي من أي مغامرة، فضلاً عن أن من لديه أجندات في الإعلام الاقتصادي، سريعاً ما يُكتشف. ولذلك نجد الاعلام الاقتصادي لا يغامر كثيراً بالظهور العشوائي عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلا وفق ما يدعم المعايير، التي سبق وتحدثت عنها، وهي الدقة والحيادية والموضوعية. - مذيع آلي •اليوم هل نتوقع ان نشهد على شاشة CNBC عربية مذيعا آليا أو مذيعة آلية تتحدث بالأرقام عن الاقتصاديات العربية؟ لابد، حقيقة أن نضع ذلك في الخطط المستقبلية، ولكن بأسى، فإننا كما نعلم أنه بالنهاية، فإن الحضور الانساني مهم للغاية، بالتعرف على كيفية تلقي الرسالة، وصاحبها، وخلفياته. وأتصور أن من يتلقى رسالة إعلامية من آلة يشبه من يذهب إلى معالج نفسي كمبيوتر، ما يجعله لا يقبل تلك الرسالة، ومع ذلك أتوقع أن نصل إلى مرحلة يمكن أن يكون فيها مذيعون ومعدون ومديرون آليون. - مكاتب جديدة •هل لديكم في CNBC عربية اليوم توجه لفتح مكاتب جديدة في عواصم عربية أخرى؟ نحن اليوم متواجدون تقريبا في كل العالم العربي، إذ لدينا مكاتب في معظم دول الخليج العربي، وكذلك في المشرق العربي، وتحديداً في لبنان وسوريا والعراق ومصر، حيث لدينا حضور وتغطية مهمة للسوق المصري، والخطوة القادمة ستكون في التوجه إلى المغرب العربي. •هذا الحضور يدل على أن هناك اقتصادا عربيا نوعيا، أليس كذلك؟ هناك فرصة نمو في الاقتصاد العربي، لكن هناك ظروف سياسية عميقة وضاغطة تحكم تطور هذه الظروف. وفي كل المنطقة العربية العربية دائما السياسة تجر الاقتصاد، والحقيقة يجب أن تكون الصورة بالعكس، فالاقتصاد يجب أن يجر السياسة والحروب التي منينا بها منذ 2003، وحتى اليوم، جعلت المنطقة لا تهدأ مطلقاً، ولا تحظى بفرصة حقيقية لتحقيق رؤية اقتصادية بعيدة المدى. وحقيقة، أشعر بالأسى أن المخطط الاقتصادي في العالم العربي كيف يمكنه التخطيط لخمس سنوات قادمة، وهو لا يعلم غدا ماذا سيحدث؟ •وكيف انعكست المتغيرات السياسية على عملكم كمؤسسة إعلامية متخصصة في القطاع الاقتصادي؟ في الإعلام، الخبر أياً كان جيداً أو سيئاً هو سوق جيد للاعلان وأنا أتحدث بمعزل عن التقييم الأخلاقي لذلك أتحدث عن التقييم المهني فعندما يكون السوق متدهورا فهو مصدر لخبر وعلينا ان نتجه اليه لننظر ماذا يحدث وعندما يكون السوق منتعشا، فإن الناس ستتجه إليك وتراقب استثماراتها وماذا ربحت. ومن هذا المنطلق لم نكن متأثرين كثيرا بموضوع التقلبات لأن المشاهد يريد أن يرى السوق ويرى الواقع ايا كانت اتجاهاته سواء نحو الجيد او نحو السيئ لكن المشكلة الاساسية في حالة الأسى الانساني الذي نتابعه، فعندما وقعت الأزمة العقارية في الولايات المتحدة الامريكية سنة 2008 اذكر أنه كانت هناك سيارات اسعاف تنقل الاشخاص من سوق المال الذين تعرضوا لوعكات صحية كمستثمرين، نتيجة هذه المشكلة، ولذلك عندما نتعامل مع الخبر علينا أن نكون كالأطباء. - السياسة والاقتصاد •في العالم العربي، القرار السياسي أحيانا يتغلب على القرار الاقتصادي، فإذا كانت هناك حالة سياسية غير مرضية عربياً، فهل يمكنها أن تنعكس على الأداء الاقتصادي، وبالتالي هل يمكنها أن تنعكس على أدائكم الاعلامي؟ وهل تعرضتم أمام ذلك للمنع من التغطية؟ لا، لم يحدث هذا لـ CNBC مطلقاً، لسببين: أولاً، أن تجربة CNBC على مدار العشرين سنة الماضية حاولنا خلالها قدر المستطاع أن ننزع عنها أي أجندة سياسية. ولذلك، فإن أي أجندة سياسية ليس لها حضور في CNBC حتى في أعتى الازمات الاقتصادية والسياسية في العالم العربي، حيث كنا دائما حاضرين لسبب أساسي، وهو نزع الأجندة السياسية عن أي تغطية اقتصادية، فنحن في النهاية نخدم الواقع الاقتصادي بالأرقام والمعطيات، وليس لنا اي أجندة سياسية.وأذكر أنه في عام 2015، حينما احتدم الخلاف في العالم العربي بعد الثورات واختلاف الأنظمة، فإنه كان من الصعب جدا أن تضع أجندة إخبارية في التطبيق، وكان رهاننا في النظر لمصلحة المستثمر أو المشاهد الذي يراقب أمواله لنخبره عنها، دون أن تكون لنا علاقة بالحديث عمن يحكمه، كون المحطات السياسية هي التي تقوم بذلك. وكذلك، في عام 2015 قللنا التغطية السياسية الى قمنا بها، لأننا وجدنا العالم متخبطا والأجندات مختلفة، دون أن يكون لنا توجه في هذه الأجندات، حتى نشرات الأخبار السياسية، تم إلغاؤها في ذات العام، وتم التركيز على الجانب الاقتصادي فقط. •وهل هذه الخطوة صحيحة؟ نعم وهذا أفضل ما فعلته CNBC منذ إنشائها أن قللت حجم الحضور السياسي في نشراتها الإخبارية، وألغت كل الفرص الموجودة لتطبيق أجندات سياسية في خطتها الإعلامية. - عين على قطر •ماذا عن طبيعة الحضور القطري من برامج عبر قناة CNBC عربية؟ في الحقيقة، فإننا ومنذ عام 2005، لدينا برنامج عين على قطر، مدته 30 دقيقة، وهو برنامح أساسي على شاشتنا، ويعد أول برنامج على محطة عربية يرتبط باقتصاد دولة قطر، واليوم أكمل عمره أكثر من عقدين، لم يتوقف خلالها مطلقاً، حتى أنه أنجز ما يزيد على ألف حلقة من حلقاته، ما يعني أنه لدينا أكثر من 600 ساعة تلفزيونية، ترصد الاقتصاد القطري على مدى عقدين من الزمن. وفي فترة لاحقة، قررنا أن يكون الاقتصاد القطري مركزاً أساسياً لصناعة المادة الإعلامية الاقتصادية، لذلك اتجهنا إلى استديوهاتنا في قطر، حيث نبث على الهواء مباشرة من استديوهاتنا في الدوحة يومياً قرابة 4 ساعات، تغطي كل الاقتصاديات العربية والعالمية. - مرحلة شات جي بي تي • هناك مؤسسات إعلامية قدمت نماذج لقارئي نشرات آلية وهناك مرحلة قادمة وواقع جديد قد يكون بعد 10 سنوات على أقصى حد، واليوم نرى الشات جي بي تي يقدم عالما رهيبا من المعلومات وبالتالي، كيف ستتعامل وسائل الاعلام التقليدية مع هذه المرحلة؟ لاشك أننا اليوم في حالة دهشة من توظيف التكنولوجيا، ونعلم أن كل المؤسسات الإعلامية ليس في العالم العربي فقط ولكن في العالم كله ينظرون بعين الدهشة الى ما هو القادم وكيف يمكن توظيف لخدمة الرسالة الاعلامية التي يتم تقديمها، لذلك من الصعب جدا التنبؤ بما سوف يحدث غدا. وهذا الموضوع يجعلنا نفكر دوما فيما سيحدث غدا، وخاصة في مجال الاقتصاد والاعمال، ما يجعله موضوعاً مربكاً اقتصادياً، خاصة ونحن لم ندرك حتى هذه اللحظة تأثيرات هذا التطور الاصطناعي الخطير على مستقبلنا القريب وليس البعيد. - مستقبل CNBC عربية • وأين ستكون CNBC عربية بعد خمس سنوات؟ هناك المأمول وهناك المعلوم عنه، فالمأمول أن تحافظ CNBC عربية على ريادتها في المنطقة وأن تواكب خلال السنوات الخمس القادمة التغيير التكنولوجي الذي يشهده العالم، وألا نكون في الخلف، لأن هذا التطور التكنولوجي ترك كثيرا من المتسابقين في خلفه، وفي الاعلام تحديدا. ولذلك، فما نأمله إيجاد فرص حقيقية لكي نثبت مكانتنا خلال الخمس سنوات القادمة تحديدا على الصعيد التكنولوجي ولكن بصراحة لا أعرف إن كان بعد خمس سنوات سيكون هناك تلفزيون ام لا؟ ولكن نعرف أن التركيز على القيمة يجعلنا دوما موجودين في المكان، دون التركيز على الوسيلة أو الرسالة، لأن التركيز على القيمة وخدمة المتلقي هي الأساس.

1266

| 18 فبراير 2025

حوارات رئيس التحرير alsharq
رئيس هيئة الإعمار لـ "الشرق": أملنا في قطر لإعادة الحياة إلى غزة

■ ترامب لا يعرف أهل غزة.. وكافة مشاريع التهجير ستفشل ■ ترتيبات مع قطر الخيرية وصندوق قطر للتنمية حول مشروعات إزالة الأنقاض وتوفير المياه والإسكان ■17 دولة عربية وإسلامية ومنظمات أهلية ورجال أعمال وبرلمانيون ونقابات مهنية يشاركون في الهيئة ■ كل الأبواب تفتح أمامنا عندما نطلب دعم أي مشروعات لصالح أهل غزة ■ 700 مهندس يعملون على حصر الأضرار وتحديد الخسائر في القطاع ■ لا عودة للحياة في غزة بلا كهرباء ومستشفيات ومياه وصرف صحي ■مخطط الأعداء جعل غزة منطقة لا تصلح للحياة من خلال تلوث المياه وهدم المباني والبنى التحتية ■ إزالة الأنقاض وتوفير المياه وتوزيع الخيام أول عمل نفذته الهيئة بعد الهدنة ■ 85 مليون دولار قيمة المشروعات المنفذة قدمتها الصناديق في قطر والسعودية والكويت ■ نأمل أن تحذو العواصم العربية حذو قطر بتسهيل مهام الهيئة ■ تقنيات عالية الدقة لتحديد ملكيات المباني التي سويت بالأرض ■ شراكة مع بنك التنمية في جدة وصندوق الأمم المتحدة لبناء مستشفيات وتوفير المياه وترميم البيوت ■ الهيئة تتلقى المساعدات من منظمات المجتمع المدني والأهالي لا الحكومات ■ سنكشف بالتعاون مع الشركاء حجم الأضرار أمام المانحين ■أي كلام حول تهجير أهل غزة فرقعات إعلامية لا تخيف الفلسطينيين ■ مساهمات حيوية للحملات الخيرية التي نفذتها الهيئة في الأردن ■ بناء مستشفى ناصر ومركز السرطان وإصلاح محطات المياه أول المشروعات بعد وقف العدوان ■ تضخيم الأضرار من جهات دولية مبالغ فيه لإقناع أهل غزة بمغادرتها أعرب المهندس زهير العمري رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين عن أمل الهيئة في قطر وفيما أسماه بأحرار العالم إعادة الحياة إلى غزة بعد أن دمرها العدو الإسرائيلي وأحالها إلى ركام. وقال في حديث شامل مع رئيس تحرير «الشرق» إن الكلام حول تهجير أهل غزة هو مجرد فرقعات إعلامية. وأضاف «إن ترامب لا يعرف أهل غزة. وكافة مشاريع التهجير سوف تفشل». وقال المهندس العمري الذي يزور الدوحة بدعوة من الهلال الأحمر القطري «إن هناك ترتيبات مع قطر الخيرية وصندوق قطر للتنمية حول مشروعات إزالة الأنقاض وتوفير المياه والإسكان». وقال: كل الأبواب في قطر وفي غيرها تفتح أمامنا عندما نطلب دعم أي مشروعات لصالح أهل غزة. ولفت في هذه الأثناء أن مخطط الأعداء جعل قطاع غزة منطقة لا تصلح للحياة من خلال تلوث المياه وهدم المباني والبني التحتية. وكشف في حديثه لـ «الشرق» أن 700 مهندس يعملون على حصر الأضرار وتحديد الخسائر في غزة وسيتم الإعلان عن الخسائر أمام المانحين بالتعاون مع المؤسسات القطرية والشركاء خلال أبريل المقبل. وأكد في هذه الأثناء أن تضخيم حصر الأضرار من جهات دولية مبالغ فيها لإقناع أهل غزة بمغادرتها وتهجيرهم. وقال المهندس العمري إنه لا عودة للحياة في غزة بلا كهرباء ولا مستشفيات ومياه للشرب وصرف صحي، مشيرا إلى أن 17 دولة عربية وإسلامية ومنظمات أهلية ورجال أعمال وبرلمانيين ونقابات مهنية يشاركون الهيئة في مهامها الإنسانية. وقال إن أول عمل قامت به بعد وقف العدوان هو إزالة الأنقاض وتوفير المياه وتوزيع الخيام، وأوضح أنه تم استجلاب تقنيات عالية الدقة لتحديد ملكيات المباني التي سويت بالأرض. وكشف رئيس مجلس إدارة الهيئة عن شراكة مع بنك التنمية في جدة وصندوق الأمم المتحدة لبناء مستشفيات وتوفير المياه وترميم البيوت. وأعرب عن أمله في أن تحذو العواصم العربية المزمع زيارتها خلال الفترة المقبلة حذو قطر بتسهيل مهام الهيئة. وقال إن هذه الأخيرة نفذت خلال الفترة الماضية مشرورعات بقيمة 85 مليون دولار قدمتها الصناديق في قطر والكويت والسعودية. ولفت إلى أن المشروعات المقبلة الجديدة الحيوية تشمل بناء مستشفى ناصر ومركز السرطان وإصلاح محطات المياه أول المشروعات بعد وقف العدوان بجانب إعادة ترميم البيوت وبناء المخابز من الأولويات خلال الفترة المقبلة. •بداية لو نأخذ وقفة قصيرة لنتعرف على الهيئة العربية للإعمار في فلسطين ؟ تأسست الهيئة عام 2008 مع بدء العدوان على قطاع غزة.. واستهلت عملها بزيارة غزة حيث اطلعنا على الأوضاع.. وقمنا بزيارتها الآن فرأينا كما رأى العالم مأساة ودمارا وخرابا في كل مكان.. ولكن ما رأيناه من صلابة وقوة وترابط وأخوة عند أهل غزة وإيثار فيما بينهم دفعنا لتأسيس هذه الهيئة التي تشارك فيها أكثر من 17 دولة عربية وإسلامية، كما تشارك فيها منظمات أهلية ورجال أعمال وبرلمانيون ونقابات مهنية اجتمعت كلها على نصرة القضية المقدسة فكان قدر كل واحد من هذه المجموعة أن يكون جزءا من الهيئة ومسخرا كل إمكانياته للعمل الإنساني والخيري من خلال الهيئة. •كيف كان التجاوب مع مشاريعكم لغزة بعد تأسيس الهيئة ؟ كل ما نطرق بابا من الأبواب نجدها تفتح على مصراعيها استجابة لما نطرحه من مشروعات لكون أن هذه الأرض لها مكانة كبيرة من العرب والمسلمين. - هذه هي أهدافنا •ماذا حققتم خلال الـ 16 عاما التي مضت من عمر الهيئة ؟ نقول أولا إننا استطعنا أن نتخصص في موضوعات الإعمار والبنيات التحتية حتى يكون لنا دور في هذا المجال من خلال مهندسين ومقاولين ورجال أعمال فأصبحت للهيئة الخبرة الواسعة عبر مكاتبها ومن خلال ورشات العمل التي يتم تنظيمها على مستوى الجامعات والمؤسسات الدولية بغرض تقديم أفضل الأفكار في إعادة الإعمار خصوصا في وجود حجم الدمار وكميات الأنقاض التي نراها بفعل الدمار والتي وصل حجمها إلى ملايين الأطنان هذا بخلاف التلوث الذي حصل في البيئة إذ أن الصرف الصحي اختلط مع مياه الشرب النظيفة ومع مياه الأمطار في البرك التي تم إنشاؤها لتغذية المياه الجوفية بحكم أن غزة ينقصها المياه الصالحة للشرب منذ سنوات بسبب تحويل الاحتلال مياه الأمطار إلى الأراضى المحتلة خارج قطاع غزة فحدث نقص في المياه متزامنا مع الزيادة السكانية الأمر الذي شكل خطورة على الحياة في غزة خاصة مع انخفاض منسوب المياه الجوفية. - أملنا في قطر •ما الحلول التي قدمتها الهيئة وقتها لمشكلة المياه ؟. نعم.. من الحلول التي قدمناها لمشكلة غزة منذ عام 2014 حتى الآن أنشأنا بركة الأمل حتى تتجمع بها مياه الأمطار ومن ثم تغذي المياه الجوفية كما أن هناك بركة الشيخ رضوان وسعتها نحو 55 ألف لتر مكعب أيضا هي الأخرى تقوم بتغذية المياه الجوفية لكن بكل أسف هذه البرك اختلطت بمياه الصرف الصحي فلوثت المياه الجوفية بدلا من أن تغذيها.. وهذه مأساة كبيرة لذلك نحن كهيئة نعمل على إعادة الحياة إلى غزة حتى نعيد الثقة للمواطن في أرضه ويعيش فيها آمنا ومستقرا. وصار معروفا أن مخطط الأعداء جعل غزة منطقة لا تصلح للحياة من خلال تلوث المياه وهدم المباني والبنى التحتية كافة.. وأملنا نحن وأنتم في قطر وكل الأحرار في العالم يعيدون الأمل والحياة إلى غزة ونعزز وجودهم في أرضهم. •كيف تعود الحياة إلى غزة ؟ بالتأكيد سوف تعود من خلال عمل مشاريع البنيات التحتية وإقامة المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات وتوفير المياه الصالحة للشرب وهذا ما قمنا به خلال العدوان إذ أقمنا نحو 11 محطة تحلية للمياه موزعة في كل قطاع غزة تنتج أكثر من 500 متر مكعب من المياه صالحة للشرب يوميا ويتم توزيعها على أهلنا في القطاع بما يعادل 80 مليون لتر.. وفي الوقت ذاته خلال العدوان قمنا بإصلاح 15 مخبزا خلال العدوان أيضا.. كما قمنا بعمل مخيمات سكنية تتوافر فيها مقومات الحياة من صرف صحي وكهرباء. - هذه هي أولوياتنا •ما أولوياتكم لقطاع غزة بعد أن صار واقعه معروفا الآن للجميع في كل أنحاء العالم ؟. أقول بعد وقف العدوان بـ 60 دقيقة بدأنا بإزالة الأنقاض من شوارع رئيسية في غزة مثل شارع الرشيد الذي يعبر منه عشرات الآلاف من الناس إذ تم فتحه عبر مقاولين رست عليهم العطاءات.. ونستطيع الآن أن نقول إن نحو 120 شارعا قد تم فتحها حتى يصل الناس إلى بيوتهم المدمرة وإلى المستشفيات وغيرها مما بقي من مرافق.. ومن أولوياتنا أيضا توزيع المياه وهذا أمر حيوي وفي ذات الوقت قمنا بتوفير نحو 13 ألف خيمة 5 آلاف خيمة منها وصلت والبقية في الطريق. - فرق هندسية لحصر الخسائر •وبعد وقف العدوان بشكل دائم ما خططكم ؟ نعم سيبدأ عدد من الفرق تتكون من 700 مهندس على كامل الجاهزية وهم مؤهلون بأحدث الطرق العلمية والتقنية و200 من هؤلاء المهندسين مدربون على الحروب السابقة سيقومون بتدريب زملائهم حتى يتم حصر وتقييم الأضرار وتقييم المباني وتحديد الصالح منها بجانب تحديد قيمة الصيانة وغيرها. •والآن الكثير من العمارات العالية تهدمت كيف يتم تحديد الملكيات للسكان في هذه العمارات والمباني ؟. نعم سنقوم باستخدام تقنيات متقدمة اشتريناها ومهندسونا تدربوا عليها والآن هي جاهزة للعمل لتحديد الملكيات كلها في غزة حيث يتم تحديد المبنى لأقرب 10 سنتيمتر وكم طابق كان ارتفاع المبنى. •هل تقومون بهذه المهمة وحدكم أم بالتعاون مع شركاء ؟ في الواقع معنا شركاء في هذا المجال فقد وقعنا اتفاقية مع صندوق الأمم المتحدة للتنمية يو إن دي بي ومعنا شريك آخر منذ عام 2009 وهو بنك التنمية الإسلامي في جدة وذلك من أجل بناء مستشفيات وإعادة تعمير بركة الأمل للمياه لتغذية المياه الجوفية للشرب وإنشاء وترميم أكثر من 1000 بيت كما قمنا بإنشاء مراكز تدريب ومدارس وتم التركيز على مساعدة المرأة التي عانت من الحرب فأنشأنا لها مراكز تأهيل وتوفير وظائف لهن.. ودعني هنا أؤكد أن الهيئة تعمل على تعزيز أهل غزة وصمودهم أمام هذه العواصف وجعل غزة أرضا صالحة للحياة.. وإن شاء الله بجهودنا وجهود أهل قطر وكل الخيرين نأمل أن نعيد الحياة إلى أهل غزة. - لهذا جئنا إلى الدوحة •ما طبيعة زيارتكم لبلدكم الثاني قطر.. هل أنتم في زيارة رسمية ؟ نعم نحن نزور الدوحة بدعوة من الهلال الأحمر القطري ولنا معهم لقاء وتشاور حول مشروعات غزة.. وهي بطبيعة الحال أول زيارة لنا خارج الأردن بعد وقف العدوان. ونحن أملنا كبير جدا في قطر لأنها دائما سباقة في إعادة إعمار غزة لتكون أجمل مما كانت. •معروف أن الكثير من المساعدات بدأت تصل إلى غزة ؟ نعم بدأت المساعدات في الوصول.. وهي حملات قطرية تصل عن طريق العريش..وهنا لابد أن نقول إن لقطر دورا كبيرا بموضوع الإغاثات.. ونأمل في موضوع الإعمار ونتيجة هذه الزيارة للدوحة أن يستمر العطاء من قبل أهل قطر. - الحكومات لا تدعم الهيئة •هل تتلقى الهيئة دعما من الحكومات العربية والإسلامية ؟ هذه الهيئة تعتمد على المعونات من الشعوب وهناك حالات فردية كثيرة من المغرب ومن موريتانيا ترسل لنا التبرعات من مصاريفهم اليومية.. ومن هنا نستطيع أن نقول إن ما نقوم به تحدث فيه البركة والنماء. إن علاقاتنا مع مؤسسات المجتمع المدني والشعوب.. وهنا يمكن أن نسرد العديد من قصص تبرعات الأهالي إلى غزة وهي قصص ملهمة ومؤثرة تبين كيف يتفاعل الناس مع غزة وأهلها. •كيف يتم إيصال المساعدات التي تعملون على جمعها ؟ نعمل عن طريق معبر رفح ومن خلال الهيئة الخيرية الهاشمية في الأردن كذلك من خلال التجار وبعض المؤسسات في الضفة الغربية الذين يعملون بالتنسيق مع مؤسسات دولية حتى تدخل المساعدات إلى القطاع عبر بيت حانون وغيره وهذا فيما يتعلق بالمساعدات العينية.. أما مشروعات الإعمار فيتم التنسيق مع الداخل الفلسطيني. •بكم تقدرون إعادة تكلفة إعمارغزة بعدما حصل لها من تدمير شامل ؟ كل التقارير الدولية بشأن الخسائر حتى الآن هي تقديرات صور جوية تقارن غزة قبل وبعد إلا أننا في الهيئة العربية لإعمار غزة لن نتحدث عن أرقام إلا بعد حصر الأضرار حصرا دقيقا من خلال الفرق الهندسية التي تتبع للهيئة. وقد وقعنا اتفاقا مع صندوق الأمم المتحدة من أجل مشروع حصر الأضرار لأنه من تجاربنا منذ 2014 و2021 تبين أن بعض المنازل كانت تبدو من خلال الصور الجوية منهارة تماما ولكن عندنا دخلناها مباشرة وجدنا أنه يمكن إعادة تعميرها بقيمة لا تتجاوز 5 الاف دولار وتكون صالحة للسكن.. وفي عام 2021 حصرنا 58 ألف وحدة متضررة 47 ألف وحدة منها يمكن إصلاح الواحدة منها بـ 5 أو 7 الاف دولار وتصير صالحة ليسكن فيها أهلها.. وعليه نقول ان أكثر من 70 بالمائة من المباني المتضررة قمنا بصيانتها وسكنها أهلها.. ومن خلال المتابعات من قبل المهندسين وجدنا أن ثمن الكرافان الواحد يمكن أن يعمل صيانة لبيت العائلة المتضرر وبالتالي ترجع العائلة لتسكن فيه بشكل دائم. - مشاريع التهجير فاشلة •إن مشاريع التهجير كلها إلى زوال وفشل ؟ الرئيس الأمريكي لا يعرف طبيعة الشعب الفلسطيني وأهل غزة تحديدا ولا يعرف طبيعتهم ولا صلابتهم وتماسكهم.. وكيف يخرجون اليوم وقد كانوا باقين في بيوتهم والقنابل تنزل على بيوتهم كما الأمطار ليلا ونهارا. وعموما كل الأحاديث حول التهجير وما شابهه هي مجرد فرقعات إعلامية لا تخيف أهل الحق وأهل الأرض. •كم حجم المساهمات التي جمعتها الهيئة ؟ المشروعات التي قمنا بها حتى الآن نحو 85 مليون دولار وكلها تبرعات من الشعوب ومن مؤسسات مثل بنك التنمية الإسلامي ومن عدد من الصناديق التنموية في قطر والكويت إضافة إلى التبرعات التي تجئ من خلال مكاتب الهيئة التي يتم جمعها من الشعوب ومن الحملات التى تقوم بها الهيئة كما تم في الأردن. •ما المشاريع المقبلة التي تنوون تنفيذها في غزة ؟ نقول قبل العدوان كنا ننوي أن نقوم بمشروعين كبيرين بجانب المشروعات الصغرى التي يحددها المتبرعون الذين يقومون بها، وبطبيعة الحال مشاريعنا الكبرى سوف تكون بالتنسيق مع الجهات المانحة.. وعلى سبيل المثال مستشفى ناصر الطبي في خان يونس الذي بني عام 1956 أخذنا قرارا بإزالته وبناء مستشفى آخر وقد قمنا بزيارة إلى بنك التنمية الإسلامي في جدة ووافقوا على إعادة بنائه بـ 11 مليون دولار، ومن ناحيتنا جهزنا المخططات وجاءت الحرب.. والآن وبعد وقف العدوان بشكل كامل سوف نقوم ببناء المستشفى كما قمنا بدراسة لعلاج مرضى السرطان ووجدنا أنه لا يوجد مركز للعلاج وحاولنا نتواصل مع دول حتى يتم الضغط على إسرائيل لأنه توجد إشعاعات وتم التنسيق لبناء مركز لعلاج السرطان بالتعاون مع مركز الحسين في الأردن عملنا خلية عمل من المهندسين والأطباء حتى نتابع معا قيام المركز.. وبعد حصر الأضرار سوف نبدأ بترميم البيوت التي تكلف أقل من 5 الاف دولار بدلا من إدخال كرافانات قد لا يوافق العدو على إدخالها.. ومن المشروعات الأخرى أيضا سنقوم بتنفيذ مشروع لإزالة النفايات ومشروع الصرف الصحي وهو من المشروعات الاستراتيجية وإصلاح محطات المياه والمخابز. - لقاء بقطر الخيرية وصندوق قطر • هل في أجندتكم اللقاء مع جهات أخرى في قطر؟ سبق لنا أن التقينا مع الأخوة في قطر الخيرية ومع صندوق قطر للتنمية وكانت هناك بعض الترتيبات ومن المشاريع التي تم الاتفاق عليها مشروع إزالة النفايات من شوارع غزة كذلك مشروع إصلاح محطات المياه من المشاريع المتفق عليها مع قطر الخيرية كذلك توفير الخيام وقد وصلت نحو 50 مقطورة إلى القطاع.. ونعمل مع المؤسسات القطرية على مشروع حصر الأضرار وكل هذه المشاريع سوف يحصل فيها تقدم رويدا رويدا. • هل لديكم جولة في دول أخرى ؟ كما هو معروف أن للهيئة شركاء ومكاتب في الدول العربية.. فمثلا في المغرب لدينا الجمعية المغربية لإعمار فلسطين وكذلك في الجزائر لدينا الجمعية الفلسطينية لإعمار فلسطين وفي تركيا لدينا جمعية نظيرة وهكذا.. ونتوقع من إخواننا في هذه الدول التي نريد الذهاب إن يقوموا بتهيئة مثل هذه اللقاءات التي حصلت في قطر.. ونقول أيضا اننا زرنا اسطنبول وبعدها زرنا الرباط ونقوم بزيارة الآن إلى قطر ومنها سوف نتوجه إلى البحرين وتونس وليبيا وموريتانيا.. ولدينا فريق آخر سيقوم بزيارات إلى هذه الدول التي ذكرناها. - أولوية للقطاع الصحي •القطاع الصحي من القطاعات الحيوية التي لابد من توفيرها.. ما دوركم تجاهه ؟ نقوم بتفقد المستشفيات حتى نقوم بترميم الأجزاء الضرورية.. فمثلا دخلنا مستشفى الشفاء وجدناه محترقا بالكامل وبرغم ذلك وجدنا أجزاء فيه استطعنا أن نرممها ونجعل المستشفى يعمل فقمنا بتشغيل منطقة بنك الدم والمختبرات.. ودعنا هنا نقرر حقيقة وهي أن مسألة التعمير فيها جوانب سياسية ومرتبطة بأجندة خفية إذ تبالغ دول كبرى في مسألة تقديرات إعادة الإعمار حتى يقنعوا أهل غزة بهجرها ومغادرتها لذلك نحن نحرص على تقديم دراسة هندسية تقرر حجم الأضرار بطريقة دقيقة وواقعية وسنعمل على إعلانها خلال إبريل المقبل بالتعاون مع المؤسسات في قطر وشركائنا الدوليين حتى تكون الأرقام الحقيقية أمام المانحين. •كيف تعلق على الدعوات السياسية من قبل الرئيس الأمريكي وتحويل غزة إلى منتجع وغيره ؟ أنا من الناس الذين زاروا غزة وغيري من أعضاء الهيئة زاروها.. والحقيقة أن أهل غزة مثل الوتد في الأرض لا يمكن خلعه منها ولن يخرجوا منها.. والمعروف أن 60 % من سكان غزة هم أصلا نازحون من أماكن أخرى بالداخل. فالناس في غزة مرتبطة بأرضها لا تريد خياما بل تريد بناء منازلها بعدما فعل فيها العدوان الأفاعيل.. وأي كلام من قبيل ما قاله الرئيس الأمريكي يوضح أنه لا يعرف حقيقة أهل غزة.

1354

| 17 فبراير 2025

حوارات رئيس التحرير alsharq
عبد العزيز المولوي الرئيس التنفيذي لـ Visit Qatar لـ" الشرق": استراتيجية التسويق جذبت 5 ملايين زائر

التعاون مع شركات الطيران لتقديم خصومات على تذاكر السفر المرتبطة بالعروض السياحية دمج خدمات الطيران مع العروض السياحية لتوفير تجربة متكاملة لزوار قطر قطر ضمن أفضل خمس دول عالميًا من حيث جودة الرعاية الصحية فعاليات رأس بروق نجحت في جذب أكثر من 38 ألف زائر مستقبل السياحة في قطر واعد ومبشر بمزيد من التقدم والتميز نقدم الأسعار الأكثر تنافسية بين دول المنطقة بطاقة Visit Qatar تقدّم خصومات تصل إلى 50% على المطاعم والمعالم السياحية والفنادق والمنتجعات الصحية العنصر القطري حاضر وبقوة في كافة المحافل والأحداث الدولية التي نشارك فيها استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وفهم احتياجات الزوار بشكل أعمق موسم سيلين جذب أكثر من 48 ألف زائر وسنعمل على تقديم المزيد مستقبلا تطوير وتنظيم فعاليات كبرى تشمل المهرجانات الثقافية والمؤتمرات الرياضية نعمل دائما على تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في تطوير البنية التحتية السياحية نعزز مفهوم السياحة العلاجية لما تتمتع به قطر من تصنيف عالمي مرموق في القطاع الصحي Visit Qatar لديها نسبة تقطير تعد الأعلى على مستوى الشركات الخاصة في قطر يتم اختيار المعارض التي نشارك فيها بناءً على قدرتها على تعزيز صورة قطر كوجهة سياحية عالمية تطبيقVisit Qatar يقدم تجارب مبتكرة ومصممة لتلبية احتياجات المسافرين تطبيق وموقع Visit Qatar متاحان بثماني لغات لتلبية حاجة مختلف المستخدمين المكاتب التمثيلية يتم تقييم أدائها بشكل دوري لضمان تحقيق الأهداف المرسومة التوسع في السياحة البيئية لمنح الشباب فرصة استكشاف الطبيعة والبيئة المحلية بطرق مستدامة Visit Qatar تعزز السياحة الثقافية عبر إبراز التراث القطري وتنظيم فعاليات تستعرض التاريخ المحلي ورش عمل لتأهيل العناصر القطرية ليصبحوا سفراء للهوية الوطنية في المحافل الدولية إبراز الهوية الثقافية وتسليط الضوء على التراث الوطني والمعالم السياحية الفريدة نقدم صورة متكاملة لتجارب سياحية متنوعة تناسب جميع شرائح الزوار هدفنا رفع مساهمة قطاع السياحة بنسبة 12% في الناتج المحلي بحلول عام 2030 500 علامة تجارية شاركت في معرض المجوهرات والساعات و43,000 عدد زواره تجاوز زوار قطر لـ 5.08 مليون العام الماضي دليل على فاعلية الإستراتيجيات التسويقية لـ Visit Qatar تشجيع الاستثمارات في الفئة المتوسطة من الفنادق والمطاعم لتوسيع الخيارات بأسعار تنافسية نجحنا في تعزيز الوعي بقطر كوجهة سياحية في جميع أسواقنا الرئيسية 6 % نمواً في إجمالي معدل الاهتمام بزيارة قطر الحملات الترويجية لعبت دوراً كبيراً في تعزيز مكانة قطر كخيار أول للسياحة بدول المنطقة شبكة رحلات القطرية الواسعة تعزز سهولة الوصول إلى البلاد وجذب المزيد من الزوار لدينا معروض فندقي يتجاوز 40,405 مفاتيح عبر 204 فنادق قال المهندس عبد العزيز علي المولوي، الرئيس التنفيذي لـ Visit Qatar إن الحملات الترويجية التي أطلقتها Visit Qatar حققت نجاحا بارزا، مبينا ان تجاوز عدد زوار قطر لمستوى 5.08 مليون في عام 2024، أبلغ دليل على فاعلية الاستراتيجيات التسويقية التي اعتمدتها الشركة لتعزيز جاذبية قطر كوجهة سياحية رائدة... وقال لقد نجحنا في تعزيز مستوى الوعي بقطر كوجهة سياحية في جميع أسواقنا الرئيسية، مما يعكس تأثير استراتيجياتنا الترويجية الفعالة. مضيفا بالقول قد شهدنا نموًا بنسبة 6% في إجمالي معدل الاهتمام بزيارة قطر، إلى جانب زيادة بنسبة 15% في معدل التوصية، مما يؤكد نجاح جهودنا في بناء صورة إيجابية عن قطر وتعزيز مكانتها بين الوجهات السياحية الرائدة عالميًا. ونفى عبد العزيز المولوي في حوار شامل مع الشرق غياب العنصر القطري عن جناح Visit Qatar بالمعارض العالمية قائلا العنصر القطري حاضر وبقوة في كافة المحافل والأحداث الدولية التي نشارك بها، حيث يتمثل دوره بوضوح في إبراز الهوية الوطنية داخل الجناح القطري في المعارض العالمية. وأضاف تفخر Visit Qatar بالحضور القطري المميز في هذه المحافل الدولية، حيث يجسد تمثيل الكفاءات القطرية التزامًا عاليًا ومسؤولية كبيرة في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية، مؤكدا أن Visit Qatar لديها نسبة تقطير تعد الأعلى على مستوى الشركات الخاصة في قطر. كما تعمل Visit Qatar على تدريب الكوادر الوطنية للمشاركة بفعالية في تمثيل البلاد وتنظيم ورش عمل لتأهيل العناصر القطرية ليصبحوا سفراء للهوية الوطنية في المحافل الدولية بشكل مستمر. وأشار الرئيس التنفيذي لـ Visit Qatar إلى الابتكار في تنظيم الفعاليات من خلال التركيز على الأنشطة الحيوية، التفاعلية والتجارب الترفيهية الحديثة. وقال يشمل ذلك التوسع في مجالات السياحة البيئية وسياحة المغامرات، التي تمنح الشباب فرصة استكشاف الطبيعة والبيئة المحلية بطرق مستدامة. واضاف لقد نجحت فعاليات رأس بروق في جذب أكثر من 38 ألف زائر، وهو ما دفعنا لتمديدها حتى تاريخ 15 فبراير، وكذلك كان لدينا إقبال كبير على فعاليات موسم سيلين، التي جذبت أكثر من 48 ألف زائر، وهي فعاليات موسمية تقام لأول مرة في قطر، وسنعمل على تقديم المزيد منها مستقبلا. وتحدث المهندس عبد العزيز المولوي عن المكاتب التمثيلية في الخارج وتقييم أدائها بشكل دوري لضمان تحقيق الأهداف المرسومة، مع خطط لتوسيع شبكتها في الأسواق ذات الأولوية. بالإضافة إلى ذلك، دراسة بدائل مثل المنصات الرقمية والإعلانات الموجهة والزيارات الاعلامية، لتكملة دورها إضافة الي دور القطاع الخاص في تعزيز مسيرة القطاع السياحي والاستثمار في تطوير البنية التحتية السياحية ومساهمة القطاع الفندقي في تحقيق انسيابية التدفق السياحي إلى الدوحة.. وفيما يلي نص الحوار الذي يتناول مختلف الجوانب ذات الصلة بمستقبل القطاع السياحي وأسعار المنتج وما تقدمه بطاقة Visit Qatar من خصومات للزوار على المطاعم، والمعالم السياحية، والفنادق، والمنتجعات الصحية. ذراع تسويقي • ما الدور الذي تلعبه شركة Visit Qatar في تعزيز مسيرة ترويج وتسويق قطر كوجهة سياحية رائدة؟ تُعد Visit Qatar الذراع التسويقي والترويجي لقطر للسياحة، حيث تلتزم بتنفيذ استراتيجيات تسويقية مبتكرة تهدف إلى تعزيز الطلب الدولي على السياحة في قطر، وذلك من خلال مجموعة من الأدوات والآليات المتنوعة ما بين الحملات الترويجية المبتكرة والمتنوعة، بالإضافة إلى تعزيز التواجد في أكبر المحافل العالمية والرعايات الدولية، وكذلك توسعة شبكة المكاتب التمثيلية في الأسواق الرئيسية التي نستهدفها، وبالتأكيد لدينا اهتمام كبير بتعزيز مكانة قطر عالميا في قطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، والاستفادة من البنية التحتية المتطورة التي تمتلكها الدولة في هذا القطاع. وتعمل Visit Qatar على إبراز الهوية الثقافية القطرية الغنية وتسليط الضوء على التراث الوطني والمعالم السياحية الفريدة التي تتمتع بها الدولة. كما تُدير Visit Qatar شبكة واسعة من المكاتب الدولية التي تستهدف الأسواق ذات الأولوية، وتهدف هذه المكاتب إلى الترويج لدولة قطر كوجهة سفر رئيسية، وكمحور ربط بين الوجهات وكوجهة نهائية على حد سواء، كما تعمل على تعزيز المشاركة في تجارة السفر، والمبيعات، والتسويق في الأسواق التي تقع بها. وكجزء من استراتيجية قطر لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، يركز موقع وتطبيقVisit Qatar على تقديم تجارب مبتكرة ورائدة ومصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المسافرين، حيث يوفران توصيات شخصية وجداول رحلات مخصصة تدعمها تقنيات متطورة مثل مقاطع الفيديو بزاوية 360 درجة والذكاء الاصطناعي. والتطبيق والموقع متاحان بثماني لغات لتلبية حاجة مختلف المستخدمين، ويقدمان خدمات مثل الخصومات عبر Visit Qatar Pass وخطط الرحلات المصممة بأكثر من 50 لغة. بالإضافة إلى ذلك، تُركز الشركة على تطوير وتنظيم فعاليات كبرى تشمل المهرجانات الثقافية والمؤتمرات الرياضية، بهدف جذب الزوار وتعزيز الأثر الاقتصادي الإيجابي لهذه الفعاليات. وتعمل تلك الأدوات المتنوعة التي نمتلكها بطريقة متناغمة من أجل تعزيز الحضور العالمي لقطر كوجهة سياحية بارزة، ومن خلال هذه الجهود، تُقدم الشركة صورة متكاملة لتجارب سياحية متنوعة تناسب جميع شرائح الزوار، بدءًا من العائلات وحتى الباحثين عن العطلات الفاخرة وتجارب المغامرة. ومن خلال دورها الرائد، تُساهم Visit Qatar في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، وفقا لتوجيهات القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وتأكيد سموه الدائم على أهمية تعزيز التنوع الاقتصادي، وكذلك تعزيز التواجد القطري في كافة المحافل العالمية، وتعزيز مكانة السياحة كمحرك رئيسي للتنوع الاقتصادي في المنطقة والعالم. ومن هنا تأتي أهمية تحقيق هدفنا الطموح في جعل قطاع السياحة مساهمًا بنسبة 10-12% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. صورة إيجابية • ما النتائج المتوقعة للحملات الترويجية التي أطلقتها Visit Qatar خلال الفترة الماضية؟ حققت الحملات الترويجية التي أطلقتها Visit Qatar نجاحًا بارزًا، ويعد تجاوز عدد زوار قطر لمستوى 5.08 مليون زائر في عام 2024، أبلغ دليل على فعالية الاستراتيجيات التسويقية التي اعتمدتها الشركة لتعزيز جاذبية قطر كوجهة سياحية رائدة. لقد نجحنا في تعزيز مستوى الوعي بقطر كوجهة سياحية في جميع أسواقنا الرئيسية، مما يعكس تأثير استراتيجياتنا الترويجية الفعالة. وقد شهدنا نموًا بنسبة 6% في إجمالي معدل الاهتمام بزيارة قطر، إلى جانب زيادة بنسبة 15% في معدل التوصية، مما يؤكد نجاح جهودنا في بناء صورة إيجابية عن قطر وتعزيز مكانتها بين الوجهات السياحية الرائدة عالميًا. على المستوى المحلي، ساهمت حملات التوقف المؤقت، في استقطاب المسافرين الدوليين، مما جعل قطر وجهة مميزة لقضاء أوقات قصيرة لكنها غنية بالتجارب الفريدة. أما على المستوى الإقليمي، فقد لعبت الحملات الترويجية الإقليمية دورًا كبيرًا في تعزيز مكانة قطر كخيار أول للسياحة بين دول المنطقة، مستفيدة من القرب الجغرافي والروابط الثقافية المشتركة، وتنوع التجارب الثقافية الغنية ورزنامة الفعاليات المتنوعة على مدار شهور العام. وأظهرت الحملات فعالية كبيرة في استقطاب الزوار من الأسواق الخليجية، حيث شكل الزوار من المملكة العربية السعودية نسبة 43% من إجمالي الزوار. وعلى الصعيد الدولي، كانت الحملات العالمية منصة قوية لجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، مع تسليط الضوء على الفعاليات العالمية الكبرى التي تستضيفها البلاد بشكل متواصل، مثل كأس آسيا وجائزة قطر الكبرى للفورمولا 1، والتي لعبت دورًا محوريًا في جذب الزوار خلال فترات الذروة، مما يعكس أهمية الرياضة والفعاليات الكبرى كجزء من استراتيجية التسويق السياحي لقطر. وكان لهذه الحملات الترويجية انعكاس مباشر على قطاع الضيافة الذي يواصل تحقيق إنجازات استثنائية، حيث تجاوز حاجز 10 ملايين ليلة فندقية في عام 2024 بنمو نسبته 23% مقارنة بعام 2023، مما يمثل علامة فارقة في مسيرة تطور القطاع. هذه الأرقام الكبيرة تعكس النجاح الكبير لاستراتيجية السياحة في قطر، والتي ترتكز على الترويج للبلاد كوجهة عالمية عبر حملات شاملة ومبتكرة. إن هذه الأرقام ليست فقط دلالة فقط على النمو، لكنها أيضًا تأكيد على أن قطر باتت وجهة رائدة تجمع بين الأصالة والحداثة، مما يعزز من مكانتها على خارطة السياحة العالمية ويضمن استمرار جذب السياح واستدامة نمو القطاع. شراكات إستراتيجية • ما طبيعة التنسيق بينكم وبين الخطوط القطرية في التعريف بمكونات المنتج السياحي المحلي؟ تربط Visit Qatar والخطوط الجوية القطرية شراكة استراتيجية تهدف إلى الترويج للسياحة القطرية على المستوى العالمي من خلال تقديم باقات سفر شاملة. وتُعد شبكة الرحلات الواسعة للخطوط القطرية، التي تصل قطر بأكثر من 177 وجهة حول العالم، عنصرًا أساسيًا في تعزيز سهولة الوصول إلى البلاد وجذب المزيد من الزوار. تم دمج خدمات الطيران مع العروض السياحية لتوفير تجربة متكاملة تشمل تذاكر السفر، والإقامة، والأنشطة السياحية، مما يضمن للزوار رحلة مريحة ومتكاملة، وتركز الحملات المشتركة بين Visit Qatar والخطوط القطرية على تعزيز الوعي بتنوع المنتج السياحي القطري، مع استهداف الأسواق الدولية الرئيسية لزيادة الطلب على السياحة في قطر. إلى جانب ذلك، يتم تنظيم عروض ترويجية حصرية بالتعاون مع الخطوط القطرية لتشجيع السفر إلى قطر، ما يسهم في جذب شريحة أوسع من المسافرين. كما تلعب الشراكة دورًا مهمًا في دعم الفعاليات الكبرى، من خلال توفير رحلات مخصصة للزوار والمشاركين، مما يعزز نجاح هذه الفعاليات وإبراز جودة الخدمات الاستثنائية التي تقدمها دولة قطر لزوارها. إمكانيات متقدمة • ما مدى استفادتكم من البنية التحتية المتقدمة في دولة قطر التي تتشكل من مطارات عالمية وشبكة رحلات جوية دولية وتوسع في قطاع الضيافة، في تسويق المنتج السياحي؟ تمثل البنية التحتية المتطورة في قطر أحد أبرز المقومات التي تدعم جهود Visit Qatar في تسويق المنتج السياحي. يُعد مطار حمد الدولي وشبكة الخطوط الجوية القطرية حجر الأساس في تسهيل وصول الزوار من مختلف أنحاء العالم. وتتجلى أهمية هذا التكامل عند استضافة دولة قطر للفعاليات العالمية الكبرى مثل بطولة الفورمولا 1 أو معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، وهي فعاليات تستقطب الزوار من مختلف قارات ودول العالم. في قطاع الضيافة، تعتمد Visit Qatar على شبكة واسعة من الفنادق والمنتجعات ما يضمن تلبية الطلب المتزايد من الزوار وتقديم خيارات متنوعة تلبي احتياجات جميع الفئات، واليوم لدينا معروض فندقي يتجاوز 40,405 مفاتيح عبر 204 فنادق منها 95 من فئة 5 نجوم و51 من فئة 4 نجوم، وحافظ متوسط إشغال الفنادق على مستوى 69 % طوال عام 2024، وهو ما يشكل زيادة بنسبة 19 % مقارنة بعام 2023. كما تلعب شبكة النقل المحلية، مثل مترو الدوحة، دورًا حيويًا في تحسين تجربة التنقل داخل البلاد، مما يعزز من راحة الزوار وسهولة استكشافهم للوجهات السياحية. كما تعتبر الإمكانيات المتقدمة للموانئ، مثل ميناء الدوحة، عاملًا أساسيًا لدعم سياحة الرحلات البحرية واستقطاب المزيد من الزوار الباحثين عن تجارب مميزة، ولدينا اليوم محطة الرحلات البحرية الكبرى، التي تتميز بتصميم معماري عربي كلاسيكي، وتقع بالقرب من معالم بارزة مثل متحف قطر الوطني وسوق واقف، وتتميز المحطة بقدرتها على استيعاب سفينتين عملاقتين في وقت واحد، وتوفر مجموعة من المعالم الجذابة، بما في ذلك حوض مائي أكواريوم ومعرض فني، كما أن الموقع الإستراتيجي لميناء الدوحة في قلب المدينة، يتيح للزوار فرصة الاستفادة القصوى من إقامتهم القصيرة في الدوحة. بالإضافة إلى ذلك، تُبرز المرافق الرياضية العالمية، مثل ملاعب كأس العالم وصالة لوسيل متعددة الاستخدامات، كعوامل جذب رئيسية تساهم في استقطاب الفعاليات الكبرى والجماهير الدولية، ويتجلى ذلك بوضوح عبر النجاح الكبير في استضافة عدد من البطولات الكبرى مؤخرا وكان لها مساهمة أساسية في تعزيز تدفق الزوار إلى قطر طوال شهور العام الماضي. كما تُسهم التكنولوجيا الحديثة والبنية الرقمية المتقدمة في تقديم تجارب سياحية تفاعلية وسهلة الاستخدام، عبر تطبيقات مثل Visit Qatar، التي توفر معلومات آنية وخدمات مخصصة للزوار. تميز الخدمة • ما هي البرامج التسويقية الإستراتيجية التي تخطط Visit Qatar إلى تنفيذها خلال السنوات القادمة؟ تركز Visit Qatar على تنفيذ برامج تسويقية إستراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية عالمية على المدى البعيد، وأحد المحاور الرئيسية لهذه الإستراتيجية هو التوسع في الأسواق الدولية، مع استهداف آسيا، أوروبا، وأمريكا الشمالية لجذب أعداد أكبر من الزوار. إلى جانب ذلك، تعتزم الشركة التوسع في إطلاق مزيد من الفعاليات المبتكرة الموسمية، مثل الفعاليات الصحراوية والمهرجانات الثقافية، لتقديم تجارب فريدة بما يلبي خدمة الزوار وتطلعاتهم لتجارب استثنائية تعزز من جاذبية قطر السياحية. ولدينا خطط مستمرة لتعزيز مفهوم التميز في الخدمة، وتقديم أعلى معايير الجودة في كل مرحلة من مراحل تواجد الزائر في قطر، بدءا من تخطيطه للسفر إلى قطر مرورا بوصوله إلى الدولة، وتنقله ما بين الوجهات وأماكن الجذب المختلفة وكذلك الإقامة وسهولة التنقل، وصولا إلى مغادرة قطر، ويبقى هدفنا الأساسي أن نترك انطباعا لدى الزائر أنه ما زال هناك الكثير من التجارب التي يمكن تقديمها له في زيارته القادمة. تعتمد الخطط المستقبلية أيضًا على الاستثمار في تطوير المنصات الرقمية، مثل تطبيق Visit Qatar، لتوفير تجارب تفاعلية ومخصصة تلبي احتياجات الزوار بشكل أفضل. كما تهدف الشركة إلى دعم وتنمية السياحة البيئية والثقافية من خلال أنشطة وباقات تعكس التراث القطري، إلى جانب التعاون مع القطاع الخاص وتعزيز حضور المواهب وتمكين دعم المشاريع الشبابية في الترويج لدولة قطر باختلاف الأدوات الترويجية والتسويقية. وتمثل فعاليات رأس بروق على سبيل المثال نموذجا واضحا على توجهاتنا الحالية والمستقبلية للقطاع السياحي، وذلك من خلال تقديم فعاليات موسمية متكاملة وفريدة من نوعها، وفي نفس الوقت تراعي الحفاظ على المحميات الطبيعية والتعاون مع الشركاء والمؤسسات المعنية في تفعيل هذه المناطق بما يتناسب مع معايير الحفاظ على البيئة والترويج للمواقع الأثرية والتاريخية في الدولة. والإقبال الذي نتابعه بشكل مستمر في رأس بروق هو أبلغ دليل على نجاح خططنا وأيضا يدفعنا لتقديم المزيد في المستقبل القريب. نمو متسارع • ما نظرتكم لواقع النشاط السياحي في الدولة؟ يُظهر القطاع السياحي في قطر نموًا متسارعًا بفضل الإستراتيجيات الفعالة والبنية التحتية المتطورة، مما ساهم في تعزيز مكانة الدولة كوجهة سياحية عالمية. الأرقام تؤكد نجاح هذه الجهود، حيث حققت مجموعة من أبرز الفعاليات التي قمنا بتنظيمها أرقاما قياسية على صعيد الحضور. وكذلك اليوم بات لدينا نوع جديد من الفعاليات الموسمية مثل موسم سيلين وفعاليات رأس بروق، والتي أضافت بُعدا جديدا للتجارب الصحراوية التي تقدمها قطر، كما شهد قطاع المطاعم في قطر إضافة استثنائية مع دليل نجمة ميشلان في الدوحة 2025 الذي سيشكل عامل جذب جديد للمزيد من الزوار إلى قطر الباحثين عن تجارب طعام مميّزة. وكما يتابع الجميع ما نقدمه من رزنامة فعاليات متواصلة على مدار العام، تقدم عشرات الفعاليات الجديدة شهريا، سواء في الشتاء أو الصيف، وكذلك خلال مواسم الأعياد وشهر رمضان المبارك. وانطلاقا من تلك الإنجازات تولي Visit Qatar أهمية كبيرة لتطوير السياحة المستدامة، بما يضمن تحقيق نمو اقتصادي متوازن مع الحفاظ على البيئة، في انسجام مع رؤية قطر الوطنية 2030. ومع استمرار الجهود في تطوير المنتجات السياحية وابتكار تجارب جديدة، وأيضا تقديم الدعم والرعاية لأبرز المشاريع الداعمة للقطاع السياحي، وكذلك المؤتمرات ومعارض السفر المحلية والإقليمية والعالمية التي تحقق أهدافنا من أجل الترويج لقطر كوجهة عالمية فريدة من نوعها قادرة على تقديم تجارب تلبي تطلعات الجميع مع الحفاظ على هويتنا التي تميزنا، ولذلك يبدو مستقبل السياحة في قطر واعدًا ومبشرًا بمزيد من التقدم والتميز. أرقام قياسية • متى يخرج القطاع السياحي من المبادرات التقليدية مثل مهرجانات التسوق والأغذية وابتكار أحداث جديدة تواكب تطلعات الشباب؟ نجاح استراتيجياتنا السياحية يتجلى بوضوح في الإقبال الكبير على مختلف الفعاليات التي ننظمها، سواء من المقيمين أو الزوار الدوليين. الأرقام القياسية في عدد الزوار خلال عام 2024 تعكس غنى وتنوع رزنامة الفعاليات في قطر، التي لا تقتصر على نوع واحد فقط من الأحداث. تسعى Visit Qatar إلى الابتكار في تنظيم الفعاليات من خلال التركيز على الأنشطة الحيوية، التفاعلية والتجارب الترفيهية الحديثة. يشمل ذلك التوسع في مجالات السياحة البيئية وسياحة المغامرات، التي تمنح الشباب فرصة استكشاف الطبيعة والبيئة المحلية بطرق مستدامة. واليوم عندما نتحدث عن نجاح فعاليات رأس بروق في جذب أكثر من 38 ألف زائر، وهو ما دفعنا لتمديدها حتى تاريخ 15 فبراير، وكذلك كان لدينا إقبال كبير على فعاليات موسم سيلين، والذي جذب أكثر من 48 ألف زائر، وهي فعاليات موسمية تقام لأول مرة في قطر، وسنعمل على تقديم المزيد منها مستقبلا.. واليوم أيضا تابعنا النجاح الباهر لمهرجان قطر للتسوق 2025 والذي حقق مبيعات تجاوزت 120 مليون ريال بزيادة 50% مقارنة بالعام الماضي وبتقديم جوائز مالية وسيارات بقيمة 2,5 مليون ريال. كما اختتمنا معرض الدوحة للمجوهرات والساعات في نسخته الحادية والعشرين، والذي يعد اليوم أحد أفخم وأهم المعارض في العالم في قطاع المجوهرات والساعات بوجود 500 علامة تجارية من 32 دولة مشاركة، وشهدنا إطلاق قطع حصرية عبر أكبر العلامات العالمية خلال أيام المعرض، كما وصل عدد زوار المعرض إلى أكثر من 43,000 زائر. ومازالت رزنامة 2025 زاخرة بالفعاليات القادمة ومنها بعد أيام قليلة مهرجان قطر الدولي للأغذية والذي ينتظر أن يكون النسخة الأكبر في تاريخ المهرجان بحضور أعداد أكبر من الزوار مقارنة في النسخ السابقة. إلى جانب ذلك، تعمل Visit Qatar على تطوير برامج فنية وثقافية مبتكرة، مثل المهرجانات الرقمية والعروض الموسيقية الحديثة، لتلبية تطلعات الشباب وتقديم تجارب ترفيهية عالمية المستوى. وبالتأكيد فإن هذا التنوع في الفعاليات، يؤكد على تنوع رزنامة الأحداث التي يتم تقديمها في قطر، ودائما نسعى لكي تناسب جميع الأذواق والأعمار. أبرز التحديات • ما أبرز تحديات النشاط السياحي التي تسعون الى تجاوزها في المرحلة المقبلة؟ تعمل Visit Qatar على تحقيق التنمية المستدامة للقطاع السياحي. ولذلك يتم تقديم كل ما هو جديد ومناسب لتوجهات الزوار، ومنها تصميم باقات سياحية تنافسية بالتعاون مع القطاع الخاص، تشمل الإقامة، النقل، والأنشطة بأسعار معقولة. كما تُولي الشركة اهتمامًا كبيرًا لتعزيز ممارسات السياحة المستدامة لتقليل التأثير البيئي على الأنشطة السياحية. من التحديات أيضًا انخفاض الإقبال السياحي في الفترات غير الموسمية، والذي تعمل Visit Qatar على مواجهته من خلال تنظيم فعاليات على مدار العام. بالإضافة إلى ذلك، يُعد تعزيز الجهود التسويقية في الأسواق العالمية ذات الأولوية أمرًا بالغ الأهمية لزيادة الوعي بجاذبية قطر كوجهة سياحية. كما تستثمر الشركة في تدريب وتأهيل الكوادر القطرية لتحسين جودة الخدمات. وتسعى الشركة لمواجهة هذا التحدي من خلال تطوير منتجات مبتكرة، وتقديم باقات وعروض متنوعة تلبي احتياجات مختلف شرائح الزوار. بالإضافة إلى ذلك، يُعد تعزيز الجهود التسويقية في الأسواق العالمية ذات الأولوية أمرًا بالغ الأهمية لزيادة الوعي بجاذبية قطر كوجهة سياحية. وتتجسد هذه الجهود عبر التمثيل الفعّال للشركة على المستويين الإقليمي والدولي، والتواجد في أكبر معارض السفر العالمية. كما تسهم هذه المشاركات في انعكاس الهوية الوطنية لدولة قطر، من خلال التعريف بعاداتها وثقافتها وتراثها، مما يرسخ مكانتها كوجهة سياحية تجمع بين الأصالة والحداثة في آن واحد. إلى جانب ذلك، تستثمر Visit Qatar في تدريب وتأهيل الكوادر القطرية لتحسين جودة الخدمات، مما يعزز من تجربة الزوار ويضمن استدامة النمو السياحي في البلاد. ارتفاع التكلفة • هناك شكاوى من ارتفاع تكلفة المنتج السياحي في قطر خاصة الفنادق والمواصلات والمطاعم هل لديكم خطط لتخفيض هذه الكلفة العالية؟ تُظهر الإحصائيات الحديثة أن قطر استطاعت جذب العديد من الزوار من الدول المجاورة بفضل العروض المميزة والتجارب الفريدة، مما يعكس تنافسية الباقات السياحية التي تقدمها. تُنسق Visit Qatar مع الجهات المعنية والقطاع الخاص لتقديم باقات سفر شاملة تلبي احتياجات مختلف الفئات. واليوم لو تحدثنا صراحة عن الأسعار فنحن نقدم الأسعار الأكثر تنافسية بين دول المنطقة، وحتى عندما ارتفعت معدلات إشغال الفنادق لدينا خلال العام الماضي إلى مستوى 69% بزيادة قدرها 21% عن العام 2023، فإن ذلك بالتأكيد انعكس على ارتفاع متوسط السعر اليومي والعائد لكل غرفة متاحة ولكن بنسبة أقل مقارنةً بما تحقق في أسواق المنطقة. ومازالت فنادق قطر تقدم المعادلة الصعبة، من خلال الخدمات العالية والراقية التي تتميز بها، وفي نفس الوقت التنافسية من حيث الأسعار القوية، بالإضافة إلى توفر باقات تناسب الجميع. تم طرح عروض موسمية وخصومات على الفنادق والخدمات السياحية خلال الفترات غير الموسمية لجذب الزوار. بالإضافة إلى ذلك، تعمل Visit Qatar على تشجيع الاستثمارات في الفئة المتوسطة من الفنادق والمطاعم لتوسيع الخيارات المتاحة بأسعار تنافسية. كما يتم تعزيز التعاون مع شركات الطيران لتقديم خصومات على تذاكر السفر المرتبطة بالعروض السياحية. وتسعى الشركة إلى دعم تطوير التطبيقات الرقمية التي تُساعد الزوار في التخطيط لرحلات تناسب ميزانياتهم. ولا بدّ هنا من الحديث عن بطاقة Visit Qatar التي يمكن الوصول إليها من خلال التطبيق الإلكتروني والتي تقدّم خصومات تصل إلى 50% في المطاعم، والمعالم السياحية، والفنادق، والمنتجعات الصحية، وغير ذلك الكثير. ولا بدّ من الإشارة إلى باقات التوقّف المؤقت الحصرية التي توفر إقامة فاخرة في فنادق من فئة 4 أو 5 نجوم تبدأ من 51 ريالا قطريا لليلة الواحدة، وتعطى الزائر الفرصة للاستمتاع بمجموعة من الباقات المقدمة من اكتشف قطر، وجولات سياحية، وفق خيارات متنوعة تناسب مختلف الفئات. ويتمثل هدفنا الرئيسي من إطلاق باقات التوقف المؤقت في إعطاء الفرصة للمزيد من الزوار تجربة المزارات السياحية في قطر خلال فترة زمنية قصيرة، وبالتالي نعمل على بناء صورة ذهنية إيجابية حول الوجهة نفسها، ويمكننا ذلك من خلال تحقيق نمو مستدام في عدد الزوار، وتوسعة رقعة الأسواق المستهدفة لزيارة قطر. القطاع الخاص • هل لديكم توجه وخطط للاستفادة من قدرات القطاع الخاص في تسويق الدوحة كوجهة سياحية عالمية؟ تُعتبر الشراكة مع القطاع الخاص ركيزة أساسية في استراتيجية Visit Qatar، حيث يُعتمد بشكل كبير على التعاون مع الشركات المحلية والدولية في تصميم وتنفيذ الحملات الترويجية. كما تُعزز هذه الجهود من خلال بناء شراكات إعلامية مستمرة وتفعيل دور سفراء السياحة، الذين يتم تعريفهم بدولة قطر عبر برامج وفعاليات مميزة تتيح لهم فرصة خوض تجربة غنية واستثنائية تعكس الجوانب الثقافية والتراثية والحضارية للبلاد. ونعمل دائما على تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في تطوير البنية التحتية السياحية، بما يشمل الفنادق، المنتجعات، والمرافق الترفيهية، إلى جانب تنظيم الفعاليات الكبرى. وتعمل Visit Qatar على تعزيز مشاركة القطاع الخاص في الفعاليات الدولية للترويج لقطر كوجهة سياحية عالمية، مع تقديم حوافز للاستثمار في مشاريع مبتكرة تُحسن تجربة الزوار. فخلال معظم مشاركاتها العالمية، لا سيما في معرض سوق السفر العربي في الإمارات العربية المتحدة أو سوق السفر العالمي في لندن أو غيرها، تقود Visit Qatar وفود تضم شركاء من القطاع الخاص لتقديم خدماتهم إلى العالم أجمع. وتتمثل أهمية تواجد القطاع الخاص القطري في معارض السفر الدولية في تمكين الشركات المحلية من الترويج لخدماتها ومنتجاتها عالمياً. كما تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، واستعراض التنوع الثقافي والتراثي، ومواكبة اتجاهات الأسواق العالمية لتحسين تجربة الزوار وتعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية عالمية سياحة مؤثرة • ما هي الإستراتيجية التي ستتبعونها للانتقال إلى سياحة مؤثرة داعمة للاقتصاد الوطني؟ تركز Visit Qatar على تعزيز استدامة الأثر الاقتصادي للقطاع السياحي، وذلك عبر التركيز على مجموعة متنوعة من عناصر الجذب السياحي سواء السياحة الرياضية، سياحة الطعام أو سياحة المؤتمرات والمعارض الدولية، وبالتأكيد نعزز مفهوم السياحة العلاجية نظرا لما تتمتع به قطر من تصنيف عالمي مرموق في القطاع الصحي، والبنية التحتية المتقدمة التي تمتلكها الدولة، متضمنة تقنيات متقدمة، ومنشآت حديثة، بالإضافة إلى كوادر طبية متميزة، حيث تُصنَّف قطر ضمن أفضل خمس دول عالميًا من حيث جودة الرعاية الصحية، وتشتهر بمستشفياتها المتخصصة. بالإضافة إلى مرافق الاستشفاء والمنتجعات العديدة التي يضمها القطاع الفندقي. تُعزز Visit Qatar السياحة الثقافية من خلال إبراز التراث القطري وتنظيم فعاليات تُبرز التاريخ المحلي، وقدمنا العديد من النماذج الناجحة لهذا النوع من الفعاليات مثل مهرجان أكل أول والذي شهد إقبالا كبيرا خلال شهر رمضان الفضيل والذي امتد على مدار 45 يوما بدلا من شهر كما كان مخططا له مسبقا، مثل هذه الفعاليات لها دور كبير في زيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي عبر تنويع المنتجات السياحية وجذب الاستثمارات. التحول الرقمي • ما جهودكم في مجال التحول الرقمي لدوره الفاعل في التنشيط والتسويق السياحي؟ تسعى Visit Qatar إلى تعزيز التحول الرقمي من خلال تطوير تطبيق Visit Qatar الذي يقدم للزوار تجربة مخصصة تشمل توصيات لاختيارات الأنشطة، الخرائط، وخدمات الحجز. كما نركز على تعزيز الوجود والأهمية الرقمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وفهم احتياجات الزوار بشكل أعمق. تشمل الجهود الرقمية أيضًا تقديم تجارب افتراضية عبر تقنية 360 درجة تتيح للزوار استكشاف قطر قبل زيارتها، بالإضافة إلى تحسين نظام الحجوزات عبر الإنترنت لضمان سهولة الوصول إلى العروض السياحية. تُعزز Visit Qatar البنية التحتية الرقمية للقطاع الخاص، مع توفير محتوى متنوع بـ 8 لغات لتلبية احتياجات الأسواق الدولية المختلفة. وقد استطاعت Visit Qatar في هذا المجال أن تكسب العديد من الجوائز العالمية حيث حصلنا على جائزة تقنية الذكاء الاصطناعي للمؤسسات في فئة أفضل استخدام للذكاء الاصطناعي العام 2024 عن روبوت الدردشة ومخطط الرحلات Visit Qatar GenAI. كما فازت Visit Qatar بثلاث جوائز مرموقة، شملت جائزة التميز في الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت عن خدمة روبوت المحادثة GenAI Chatbot ومخطط الرحلات الخاص بها، بالإضافة إلى جائزتين من جوائز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الرقمية وهما: الجائزة الذهبية لأفضل تطبيق (جوال/جهاز لوحي) والجائزة الفضية لأفضل منصة ويب. المكاتب التمثيلية • ما تقييمكم لأداء المكاتب التمثيلية في الخارج؟ وهل لديكم خطط لإعادة هيكلتها أو تنشيط دورها؟ وهل هناك توجه لتوقيفها واستبدالها بآليات تسويقية أخرى؟ تُعتبر المكاتب التمثيلية أداة رئيسية لتعزيز حضور قطر في الأسواق الدولية. ويتم تقييم أدائها بشكل دوري لضمان تحقيق الأهداف المرسومة، مع خطط لتوسيع شبكة المكاتب في الأسواق ذات الأولوية. بالإضافة إلى ذلك، يتم دراسة بدائل مثل المنصات الرقمية والإعلانات الموجهة والزيارات الاعلامية، لتكملة دور المكاتب، مع تحسين التنسيق بينها وبين الشركاء المحليين لضمان تأثير أكبر والترويج من جوانب تسويقية وإعلامية مختلفة. تُركز الخطط المستقبلية على رفع جودة الخدمات المقدمة من قبل المكاتب وتعزيز الترويج لقطر كوجهة سياحية متميزة. كما يتم توظيف التقنيات الحديثة مثل التعريف بالخدمات الرقمية التي يقدمها موقع وتطبيق Visit Qatar وتعريف وكلاء السفر في الأسواق الرئيسية بهذه الخدمات، لدعم دور المكاتب وتحسين تفاعلها مع الأسواق المستهدفة. العنصر القطري • ما أسباب غياب العنصر القطري في الملتقيات والمعارض العالمية؟ وما هي معايير اختيار المعارض التي تشارك فيها قطر للسياحة؟ العنصر القطري حاضر وبقوة في كافة المحافل والأحداث الدولية التي نشارك بها، حيث يتمثل دوره بوضوح في إبراز الهوية الوطنية داخل الجناح القطري في المعارض العالمية. وتفخر Visit Qatar بالحضور القطري المميز في هذه المحافل الدولية، حيث يجسد تمثيل الكفاءات القطرية التزامًا عاليًا ومسؤولية كبيرة في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية، ما يسهم في تعزيز مكانة قطر على خريطة السياحة العالمية كوجهة رائدة تجمع بين التراث الغني والابتكار الحديث. ويتم اختيار المعارض بناءً على قدرتها على تعزيز صورة قطر كوجهة سياحية عالمية، مع التركيز على المعارض التي تتوافق مع استراتيجية قطر السياحية والأسواق المستهدفة. ولابد أيضا من الإشارة إلى أن Visit Qatar لديها نسبة تقطير تعد من الأعلى على مستوى الشركات الخاصة في قطر. كما تعمل Visit Qatar على تدريب الكوادر الوطنية للمشاركة بفعالية في تمثيل البلاد وتنظيم ورش عمل لتأهيل العناصر القطرية ليصبحوا سفراء للهوية الوطنية في المحافل الدولية بشكل مستمر، بالإضافة إلى ذلك، يتم التأكيد على حضور الكوادر القطرية ومشاركتهم في جلسات نقاشية متخصصة تُبرز مقومات قطر السياحية الرائدة، مما يعزز من دورهم الفاعل في تسليط الضوء على الجوانب الثقافية والتراثية والفرص السياحية المتميزة التي تقدمها البلاد. ولا يمكننا أن نغفل دور الخبرات العالمية المتواجدة في فريق Visit Qatar ولما لها من دور فاعل أيضا لمساعدتنا على التواجد بقوة في كافة الأسواق الدولية التي هي محل تركيزنا. التنوع الاقتصادي • ما مدي توافق خطط ومشاريع Visit Qatar مع رؤية قطر 2030؟ تنسجم خطط Visit Qatar بشكل مباشر مع رؤية قطر 2030 من خلال التركيز على التنوع الاقتصادي والتنمية المستدامة. تُساهم المشاريع السياحية في تعزيز البنية التحتية وتطوير الكوادر الوطنية بما يدعم بناء مجتمع متقدم وديناميكي. ويبرز هنا الدور المحوري لـ قطر للسياحة بصفتها الحاضنة الأم لـ Visit Qatar وتحت مظلتها، حيث تعمل على تحقيق الاستراتيجية الوطنية من خلال تحسين خدمات الجودة وتشريع السياسات بما يتماشى مع الرؤية الوطنية. وتنعكس هذه الجهود على Visit Qatar باعتبارها الأداة الترويجية والتسويقية الرئيسية، بل والذراع التنفيذي لقطر للسياحة في تعزيز مكانة البلاد كوجهة سياحية عالمية، مما يضمن تحقيق أهداف الاستراتيجية الشاملة ودعم رؤية قطر 2030. وقد تم إدراج القطاع السياحي ضمن تجمعات التنويع الاقتصادي المنوط بها المساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وفق استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، وهذا ما نعمل على تحقيقه. وتُركز الجهود على رفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10-12% بحلول 2030، مع تعزيز السياحة المستدامة من خلال ممارسات صديقة للبيئة تدعم التنمية طويلة الأمد. بالإضافة إلى ذلك، يتم الاستثمار في الفعاليات والمبادرات التي تدعم القطاعات الأخرى وتخلق فرص عمل جديدة، مما يعزز من مكانة قطر كمركز سياحي عالمي.

2214

| 09 فبراير 2025

حوارات رئيس التحرير alsharq
نائب وزير خارجية أذربيجان لـ "الشرق": مبادرات للاستثمار مع قطر في الطاقة المتجددة

■ تطوير العلاقات الاقتصادية وتكثيف اللقاءات على مستوى رجال الأعمال ■ أذربيجان جسر للتعاون بين قطر ودول آسيا الوسطى ■ نخطط لإطلاق مبادرات جديدة في عدة مجالات لمصلحة الدولتين ■ فرص للاستثمار القطري في مجالات واعدة كالزراعة والسياحة ■ مناخ الاستثمار مساعد لرجال الأعمال القطريين لتأسيس مجموعة من المشاريع ■ 5 ملايين دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2024 ■ نسعى إلى جذب عدد أكبر من السياح القطريين أكد سعادة السيد يالتشين رافييف، نائب وزير خارجية جمهورية أذربيجان، حرص بلاده على تطوير العلاقات مع دولة قطر وفتح آفاق أرحب للتعاون في عدد من المجالات، منوها في حوار مع الشرق إلى وجود عدد مهم من فرص وآفاق التعاون. وقال إننا نركز على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بالنظر الى ان حجم التبادل التجاري الحالي لا يرتقي لمستوى العلاقات الجيدة والصداقة التي تجمع البلدين. ونركز على تكثيف الاجتماعات واللقاءات على مستوى رجال الأعمال ومجالس الأعمال واللجان المشتركة، ونهتم بتطوير العلاقات بين الدولتين في مجال الطاقة المتجددة والزراعة والسياحة. وثمن نائب وزير الخارجية بجمهورية أذربيجان جهود دولة قطر لوقف إطلاق النار في غزة ودورها في الوساطة لفض النزاعات في المنطقة. وشدد سعادته على دعم بلاده للحكومة الجديدة في سوريا وثقتها في أنها قادرة على إدارة البلاد ولم شمل جميع الأطراف لما فيه مصلحة سوريا. ودعا المجتمع الدولي لدعم الحكومة السورية الجديدة. كما تطرق نائب وزير خارجية جمهورية أذربيجان إلى علاقة بلاده مع أرمينيا والعمل على توقيع اتفاقية السلام بين البلدين وإعادة ترسيم الحدود بينهما حتى تعود العلاقات إلى طبيعتها. كما تحدث سعادته عن علاقات بلاده بروسيا وتركيا وموقفه حول عدد من القضايا.. وفيما يلي نص الحوار الذي جرى على هامش زيارته للدوحة حيث ترأس الجانب الأذربيجاني في الجولة الخامسة للمشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في دولة قطر وجمهورية أذربيجان. ما أبرز القضايا والمواضيع التي تمت مناقشتها خلال جلسة المشاورات السياسية بين قطر وأذربيجان؟ يتم عقد المشاورات السياسية بين دولة قطر وجمهورية أذربيجان على مستوى وزارتي خارجية البلدين مرة كل سنة، واجتماعنا كان فرصة مهمة لمناقشة القضايا والمواضيع التي تهم كلا الجانبين، حيث بحثنا العلاقات التجارية والفرص الاقتصادية الممكنة بين الدولتين وتم الاتفاق على التحضير للاجتماع القادم. - اجتماعات مكثفة ما أهم إمكانيات وفرص التعاون بين قطر وأذربيجان ؟ نركز على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية لأن حجم التبادل التجاري لا يرتقي لمستوى العلاقات الجيدة والصداقة التي تجمع بين البلدين. ونركز على تكثيف الاجتماعات واللقاءات على مستوى رجال الأعمال ومجالس الأعمال واللجان المشتركة، ونهتم بتطوير العلاقات بين الدولتين في مجال الطاقة المتجددة. وأعتقد أن هناك فرصا وآفاقا للتعاون ليس فقط على مستوى البلدين بل أوسع في الاقليم حيث يمكن أن نكون جسرا للتعاون بين قطر ودول آسيا الوسطى. كما نخطط لإقامة مبادرات جديدة مشتركة في المستقبل لمصلحة الدولتين. نتمنى أن تتعزز العلاقات بين البلدين في كل المجالات بين قطر وأذربيجان خلال المرحلة المقبلة، كما نعمل بشكل جدي لتطوير العلاقات الاقتصادية بين أذربيجان وقطر، وهناك حرص من الحكومة في أذربيجان على فتح آفاق أوسع للعمل المشترك في عدد من المجالات. - فرص متنوعة ذكرتم أن العلاقات السياسية جيدة بين البلدين، وهناك سعي لتعزيز التعاون في مجالات متعددة بما فيها الطاقة المتجددة، ما هي أبرز الفرص أمام رجال الأعمال القطريين للاستثمار في أذربيجان؟ الأولوية في الاستثمار مخصصة للطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية، الرياح) الى جانب وجود فرص متنوعة للاستثمار في مجالات واعدة كالزراعة والسياحة. بالنسبة لرجال الأعمال القطريين هناك فرص عديدة للاستثمار في أذربيجان، لدينا مساحات وأراض محررة، فبعد 30 سنة عادت لنا مجموعة من الأراضي الأذربيجانية والان يمكن الاستثمار في البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية في هذه المناطق. - رفع التبادل التجاري ما هي التسهيلات والتشريعات التي تقدمها أذربيجان لتشجيع المستثمر القطري ؟ هناك مجموعة من القوانين والتشريعات المشجعة على الاستثمار في بلادنا. ومناخ الاستثمار مساعد لرجال الأعمال القطريين لتأسيس مجموعة من المشاريع في عدد من المجالات المهمة. ما حجم التبادل التجاري بين البلدين وهل هناك أرقام معينة تطمحون للوصول إليها ؟ وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2024 إلى 5 ملايين دولار وهو حقيقة رقم لا يرتقي لطموحات البلدين ولا يترجم العلاقات السياسية الجيدة التي تجمع قطر وأذربيجان. ونحن نعمل على تطوير هذا الرقم بشكل جدي، ليس لدينا أرقام معينة نريد الوصول إليها لكننا نطمح الى توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في ظل وجود فرص وإمكانيات مشتركة كبيرة. ما أهم الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في نهاية الجولة الرابعة للمشاورات السياسية بين البلدين ؟ اتفقنا على عقد اجتماع ثان للجنة المشتركة بين الدولتين حيث إن آخر اجتماع لها كان عام 2021، ونتوقع أن يتم عقد اجتماع اللجنة المشتركة وتوقيع الاتفاقيات قبل زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المتوقعة هذه السنة إلى أذربيجان. كما اتفقنا على عقد اجتماعات بين رجال الأعمال من البلدين لبحث فرص الاستثمار والتعاون في عدد من المجالات. - السياحة والطاقة تتمتع أذربيجان بمؤهلات سياحية كبيرة ما هي التشجيعات التي تقدمونها للسائح القطري ؟ نعم تعد بلدنا وجهة مهمة للسياح ولدينا الكثير من المناطق السياحية الرائعة والعروض المختلفة. السنة الماضية زار نحو 2500 قطري أذربيجان وهناك فعاليات وأماكن جميلة في أذربيجان تلبي ذوق السائح القطري. ونسعى إلى العمل على جذب عدد أكبر من السياح القطريين لزيارة بلادنا والتمتع بالطبيعة والتراث الأذربيجاني. تعد قطر للطاقة اليوم واحدة من الشركات الكبرى التي تستثمر وتنقب عن الطاقة في مختلف دول العالم، ما هي الفرص الموجودة لقطر للطاقة في أذربيجان؟ لدينا فرص للاستثمار في الطاقة المتجددة يمكن لقطر للطاقة التعاون معنا في هذا المجال. كما أن هناك مشاريع مشتركة تجمع بين شركة النفط الاذربيجاني وقطر للطاقة. كما نعمل على ترتيب لقاءات رجال الأعمال بين الدولتين لمناقشة آفاق المستقبلية للتعاون في مجال الطاقة والطاقة المتجددة. في المجال الدفاعي شاركت قطر في تدريبات أقيمت في أذربيجان، ما هي الفرص المتاحة للتعاون في المجال الدفاعي؟ نعم بالتأكيد لدينا تعاون في مجال التعليم والتدريب الدفاعي بين البلدين. كما نملك صناعة دفاعية مهمة وهناك تواصل في هذا المجال بين قطر وأذربيجان للمزيد من التعاون. - وقف إطلاق النار من المؤكد أنكم تتابعون العدوان في غزة خلال الفترة الأخيرة، أخيرا توقف هذا العدوان بوساطة قطرية مع شركاء آخرين، كيف تنظرون إلى دور قطر في حرب غزة والتوصل إلى حل لوقف العدوان ؟ أريد أن أقول إن أذربيجان من بداية الحرب في غزة كانت تنادي بوقف إطلاق النار ونحن ضد الحرب، وفي الفترة الأخيرة أرسلنا المساعدات الإنسانية للقطاع ونقدر عاليا جهود دولة قطر لوقف إطلاق النار في غزة. هل تتوقعون استمرار وقف إطلاق النار أم العودة مجددا إلى العدوان على غزة من قبل إسرائيل ؟ مع وصول ترامب للحكم شهدنا عددا من المبادرات لوقف الحرب في المنطقة، على غرار الهدنة في غزة والعمل على وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب الحكم الانتقالي في سوريا، وانا أعتقد أن الهدوء في المنطقة سيستمر وسط تواصل جهود الوساطة من قبل عدد من الدول كدولة قطر الذي نثمن جهودها لفض النزاعات ووقف الحرب بطرق سلمية. - إنهاء الحروب هل أنتم متفائلون بعودة ترامب للبيت الأبيض في الولايات المتحدة الأميركية وهل تجدون أن وجوده سيحل عددا من الأزمات في العالم؟ أعتقد أن عودة ترامب الى السلطة مرة ثانية سيكون لها أثر مختلف على القضايا حول العالم. كما تعلمون ترامب رجل أعمال ويعالج الأمور من منظور العلاقات الاقتصادية وهذا التوجه العقلاني يمكن أن يؤدي إلى وقف الحرب وإنهاء النزاعات في العالم لصالح السلام والتنمية، ونحن ننتظر مزيدا من حل الازمات ولدينا انطباعات إيجابية من حكومة ترامب الجديدة. - دعاة سلام أعود إلى علاقات أذربيجان في الإقليم، بالرغم من أنها استعادت أراضيها من أرمينيا، لكن إلى الآن هناك حالة من عدم الاستقرار في العلاقات مع أرمينيا، ما هي الأسباب التي لا تزال تؤثر على اقامة علاقة سليمة بين الجانبين؟ العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا تمر بثلاث مراحل، المرحلة الأولى تتمثل في توقيع اتفاقية السلام بين الدولتين، حاليا تمت المناقشة لـ95% من بنود اتفاقية السلام بين الدولتين ولم يتبق إلا 5% والتي تتلخص في ضرورة تعديل جمهورية أرمينيا لدستورها والاعتراف بأن الأراضي المحررة تعود لأذربيجان. نأمل أن تتحمل أرمينيا مسؤوليتها ويتم أخيرا التوقيع على اتفاقية السلام. المرحلة الثانية تتعلق بإعادة ترسيم الحدود بين البلدين وهناك لجنة مشتركة خاصة تناقش ترسيم الحدود بين الدولتين بعد الحرب. أما المرحلة الثالثة بعد ترسيم الحدود وتوقيع اتفاق السلام فسيتم فيها فتح قنوات الاتصال والتعاون بين البلدين بشكل عادي. علاقاتكم مع إيران رغم انها تاريخية وعميقة لكنها تعاني من توتر ما هي أسباب الخلاف بينكم ؟ طبعا تجمعنا علاقات تاريخية وثقافية مع إيران، حتى الان لا نعرف موقف الحكومة الإيرانية الجديدة من إعادة إدارة العلاقات بين البلدين والمحافظة على حسن الجوار بين الدولتين. لكن الرئيس الايراني السابق كان له زيارة لبلادكم وتحدث عن مشاريع مشتركة ؟ ذربيجان تلتزم دائما بالتعهدات الموجودة بين الدولتين وقد اتفقت من قبل على مشاريع مشتركة مع إيران يتم تنفيذها أما فيما يخص المشاريع المشتركة في المستقبل، فسيتم عقد اجتماع اللجنة المشتركة الأذربيجانية الإيرانية قريبا وستكون هناك فرص للعمل والتعاون المشترك في المستقبل. بالنسبة لروسيا نعرف أنه في فترة خلافكم مع أرمينيا كانت تقف إلى صفها، اليوم موسكو قوة كبيرة، كيف تنظرون لفرص تحسين العلاقة بينكم في المستقبل ؟ نعم في فترة الحرب كانت روسيا مساندة لأرمينيا، ولكن عند استرجاع أراضينا روسيا غيرت سياستها وفي الفترة الأولى، كانت قوات السلام الروسية موجودة على الأرض وهذا كان ضروريا للمحافظة على الأمن. لدينا حدود مع روسيا وتجمعنا علاقات تاريخية طويلة ونعمل على حل أي خلفات أو توترات عبر القنوات الدبلوماسية. - علاقات قوية تجمعكم علاقات قوية مع تركيا تجاوزت العلاقات الجيدة إلى تحالف وكان لأنقرة دور أيضا في دعم أذربيجان، علاقاتكم المستقبلية مع تركيا إلى أين تتجه ؟ تجمع بين تركيا وأذربيجان علاقات أخوية تاريخية قوية وإستراتيجية وهناك تعاون مشترك في كافة المجالات مع أنقرة. يمكن القول إن العلاقات بين تركيا وأذربيجان لا مثيل لها في العالم كله، نتوافق في السياسة الخارجية وتجمعنا نفس الأهداف المشتركة، وعلى سبيل المثال في الملف السوري بعد زيارة وزير الخارجية التركي لدمشق قمنا بزيارة مماثلة ولدينا نفس التوجه فيما يخص قضايا المنطقة. بما أنكم أتيتم على ذكر سوريا، سعادتكم قمتم بزيارة دمشق، ما هو موقفكم من النظام الجديد في سوريا ؟ وما هي آفاق التعاون مع النظام الجديد في سوريا؟ نعد من أولى البلدان التي قامت بزيارة رسمية لدمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد وأكدنا دعمنا للسلطة الجديدة في سوريا. ونحن متأكدون أن النظام الجديد في سوريا له قدرة على إدارة البلاد ولم شمل جميع الأطراف لما فيه مصلحة سوريا. وندعو المجتمع الدولي لدعم الحكومة السورية الجديدة لتحقيق مصلحة الشعب السوري. أعتقد أن هناك فرصا وآفاقا لتطوير العلاقات بين الدولتين وعلى مستوى المنطقة والعالم.

906

| 06 فبراير 2025

حوارات رئيس التحرير alsharq
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في حوار لـ "الشرق": الدعم السريع بغاة ينافسون الصهاينة في جرائم الإبادة

■ طلبنا فرعاً للاتحاد في الدوحة فوجّه الأمير الوالد بأن يكون الأصل في قطر ■ منح الاتحاد مقراً دائماً في قطر امتداداً وإحياء لسيرة المؤسس في تشجيع العلماء ■ كرامة الإنسان نصت عليها أولى آيات القرآن وهي محور بيانات الاتحاد ■ تهجير أهل غزة رغبة صهيونية ضد الشريعة وندعم مصر والأردن لرفض التهجير ■ الاتحاد بصدد إنشاء جامعة إلكترونية إسلامية ودورات تخصصية للنهضة العلمية ■ لسنا على قائمة الأمم المتحدة للإرهاب وعلاقاتنا وطيدة مع أمينها العام ■ لسنا سياسيين ولكننا ننصحهم ونتقبل نصائحهم وننصح «الغلابة» والقادة ■ ننبذ الإرهاب وقمنا دائماً بمحاربة التطرف مثل داعش والقاعدة وغيرهما ■ 20 عاماً في قطر لم تطلب منا الدوحة إصدار بيان أو تغيير موقف للاتحاد ■ ما حدث في سوريا استجابة من الله لتضرعهم « ما لنا غيرك يا الله» ■ الدعم السريع تحولوا إلى بغاة يحاربون الدولة وجرائمهم كالصهاينة في غزة ■ نصحنا بعض الدول بمنع تصدير مسيرات للبغاة في السودان حقناً لدماء المدنيين ■ الاتحاد واجهة لـ 64 جمعية للعلماء .. والإخوان المسلمون إحدى الفئات المنضمة ■ تمرد الدعم السريع يؤذي السودانيين كما يؤذي الصهاينة أهل غزة ■ نقول للحكام: كونوا مع شعوبكم فخير الأمراء من تحبونهم ويحبونكم ■ لدينا 1200 بروفيسور بالاتحاد نستعين بهم في قضايا التعليم ■ هذه الأمور كنت أتمنى ألا يتدخل فيها الاتحاد لكن أخذتنا الحماسة ! ■نحن ضد الاستبداد ولسنا حزباً سياسياً ونقف مع الشعوب بلا أي مصلحة ■ الإدارة السورية الجديدة حكيمة ونأمل أن تستوعب كل مكونات الشعب ■ عالجنا مصطلحات أساسية ضل فيها الشباب مثل الحاكمية والولاء والبراء والجهاد ■ كنت أود ألا يدخل الاتحاد في أمور سياسية قد تخرج عن دائرة بيان الحق ■تلقيت تهديدات من منظمات صهيونية بالاغتيال بسبب مقترحات حول غزة ■ قدمت مشروعا متكاملا حول الاقتصاد الإسلامي علما ونظاما وبرامج ومشاريع ■ السياسة والتعليم والدين العمود الفقري للإصلاح ولأي تقدم ■ علاقاتنا جيدة بمعظم الدول الإسلامية وحتى غير الإسلامية ونوظفها لخدمة الشعوب ■ لنا جهود تنموية للنهوض بالعالم العربي ولكن يجهضها السياسيون ■ مظاهرات دعم الفلسطينيين في أوروبا وأمريكا أكثر من العالم العربي ■ المفسدة الثانية حققها طوفان الأقصى فساءت وجوه الصهاينة ■ 4 عقود في قطر لم يطلب مني تغيير كلمة أو تصريح أو بيان ■ لدينا فرع في تركيا بنفقات تشغيل 200 ألف دولار شهريا ■ علاقاتنا جيدة مع الأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي ■ بياناتنا لا يصدرها أفراد ولدينا لجنة سياسية أعضاؤها وزراء ونواب ورؤساء جمهوريات سابقون ■ لا نتدخل في شؤون أي دولة ونحرص على المصالحة بين الدول والجماعات قبل عشرين عاما ولدت فكرة تأسيس اتحاد لعلماء العالم الإسلامي يكون مظلة جامعة، فكرة تحيي فيها الأمة الإسلام بلا مذاهب، إسلام جامع، اتحاد يكون مرجعية للأمة دون إقصاء أو تمييز، متوازناً في علاقاته مع جميع التيارات، داعياً إلى السّلم والوفاق والإصلاح بين الناس يجمع علماء الأمة الإسلامية ويهدف إلى بيان موقف العلماء من الأحداث المهمّة والاستحقاقات التي تطرأ في العالم، فكانت ولادة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2004 برئاسة فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي - رحمه الله -. عشرون عاما مضت على تأسيس الاتحاد الذي لعب ادوارا فاعلة على صعيد الامة منذ التأسيس وواكب أحداثا عاصفة مرت بالمجتمعات فكان ولا زال له رأي واضح تجاهها، نحن اليوم في ضيافة فضيلة الدكتور علي محيي الدين القرة داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هذا الاتحاد الذي طوال مسيرته منذ 2004 كانت له ادوار فاعلة على مختلف الاصعدة في خدمة قضايا الامة في مرحلة دقيقة مرت بها خلال العشرين عاما الماضية، التقيناه في مقر الاتحاد الجديد والدائم الذي قدمته دولة قطر والذي يضم الرئاسة والامانة العامة واللجان وقاعات متعددة المهام تم اطلاق اسماء مؤسس قطر وعدد من علمائها عليها عرفانا بدور قطر ورعايتها للعلماء ولقضايا الامة، والدكتور القرة داغي له دور في تأسيس الاتحاد منذ كان فكرة وكان أمينه العام خلال رئاسة فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي - رحمه الله - للاتحاد واختاره مجلس الأمناء رئيسا للاتحاد في يناير 2024 بحضور 651 عالما من مختلف دول العالم. فإلى الحوار: - دكتور منذ 2004 الى 2025 كيف تقيمون وتقرأون هذه المسيرة من عمر الاتحاد ؟ الحقيقة أختصرها بكلمتين، بدأنا بحلم واليوم اصبح الاتحاد حقيقة موجودة في 92 دولة، ويشمل 64 جمعية علمائية على مستوى العالم ولها حوالي 17 لجنة في كل مجالات الحياة كالتربية والتعليم والتزكية والاجتهاد والفتوى والقدس وفلسطين والاقليات وغيرها واصبح لها فروع واماكن معترف بها سواء داخل اوروبا او داخل عالمنا العربي والاسلامي، واصبح الحلم الذي كان يحلم به شيخنا القرضاوي - رحمه الله - والعلماء السابقون اصبح حقيقة وبخاصة نحن مررنا ومرت امتنا خلال السنوات العشرين بتحديات كبيرة على كافة المستويات، مستويات العقيدة او الاسرة او الامة الواحدة وتحديات كثيرة وكان للاتحاد موقفه الثابت القائم على الحق الداعم دائما للمصالحة والصلح والداعي دائما الى الجانب الانساني والرافض مطلقا لأي ايذاء يصيب اي انسان ولذلك قمنا بمحاربة التطرف مثل داعش والقاعدة وغيرهما. - لكن هذا التوسع ألا يمثل تشتتا للاتحاد ؟ هو بالتأكيد يحتاج الى جهد وادارة الاعضاء القريبين من 100 الف عضو متوزعين في 92 دولة، وادارتهم ليست سهلة ولذلك لنا كل اسبوع لقاء بالاعضاء في دولة من الدول ال92 وخلال 6 اشهر نكمل الدورة ومؤخرا كنا مع اخواننا في الهند وسريلانكا وبعدها في باكستان وقبلها مع افريقيا وما دام هؤلاء العلماء يريدون ان يخدموا دينهم فأصبحت اللقاءات ادارة ذاتية دون كثير من العناء لكن انتشار الفكر في هذه المناطق تفيدهم وهم يفيدوننا بمعلوماتهم وعلومهم وبكتبهم فلم تصل الامور الى مرحلة التشتت بفضل الله ووصلنا الى مرحلة التجميع والتركيز والتوجيه وبخاصة عندما نجتمع مع العلماء اليوم يقولون لنا ان الله اكرمنا بالاتحاد الذي نرى له صوتا واضحا في العالم الاسلامي في قضايا الامة الصغرى والكبرى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في وقت اصبحت معظم المؤسسات الدينية ابتعدت عن بيان الرأي المطلوب حول هذه القضايا بل بعض المؤسسات انخرطت في الدوائر السياسية المحضة ونحن لسنا سياسيين ولكن نعطي النصائح لهم ونتقبل نصائحهم. - كرامة الإنسان أشرتم الى الاحداث الكبرى التي عصفت بالامة خلال 20 عاما مضت وما تعرضت له الامة من عدوان في مناطق مختلفة والثورات التي اندلعت في عدد من الدول العربية وتطلعات الشعوب كيف تعاملتم مع هذا الزخم من الاحداث ؟ تعاملنا كان وفق المبادئ الاسلامية التي ليس فيها انحياز نحو المصالح الشخصية او القومية كما يقولون او حزبية وانما بالمبادئ العامة للاسلام، فلما احتلت العراق كان موقفنا واضحا من رفض الاحتلال وضرورة ان تعاد الى الشعب العراقي سيادته وحقوقه، ثم لما جاءت الثورات عبرنا بما تمليه المبادئ الشرعية مع العدل والمساواة ومع الحرية في التعبير وأنا اقرأ اول آية من القرآن، اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم أكرم للانسان، فاشترطت علينا ان تكون قراءتنا للقرآن الكريم وللكون في ظلال كرامة الانسان. لأنه اذا ادت قراءتنا للكون الى اهانة الانسان فلا قيمة للقراءة ولا للتقدم بل انه لا يمكن ان يتحقق التقدم في ظل الاستبداد والديكتاتورية والعبودية وهذا ما اكده الامام الرازي في تحليل عدم استجابة بني اسرائيل لسيدنا موسى في محاربة القوم وان يدخلوا اورشليم حيث رأوا ان فرعون الطاغية سقط وان الله اعطاهم كل هذه المعجزات، يقول السبب، الى فساد فطرتهم بسبب الاستبداد والديكتاتورية والظلم ادى الى فساد الفطرة ولذلك ابقاهم الله سبحانه وتعالى في سيناء يتيهون 40 سنة حتى يظهر جيل جديد حر يمكن ان يعتمد عليه ولذلك نحن نقف مع الشعوب بلا اي مصلحة فلسنا حزبا سياسيا وانما نحن مع ان تكون الشعوب حرة وان تختار حكامها بنفسها ؟ - الحرية لا البغي لكن اتهمتم خلال هذه الفترة بانكم كنتم تحرضون الشعوب على الخروج على الانظمة ابدا لم يحدث ابدا ولم نحرض الشعوب ضد أنظمتها الحاكمة نحن دائما كنا نستجيب لطلب الشعوب ولما صارت في مصر وغيرها جاءتنا فتاوى وقلنا نعم ان الشعوب لها حق في ان تطالب بالحرية وطالبنا بالنسبة لسوريا لم نصدر باسم الاتحاد اي قرار في البداية بأن يتسلح الشعب ضد النظام وانما طلبنا من بشار الاسد وأرسلنا له رسائل خاصة الشيخ يوسف القرضاوي ارسل له رسائل بأن ينزل الى ما يطلبه الشعب ولكن لم يسمع وهو الذي دفع الشعب الى حمل السلاح ولم تكن للشعب الا ادوات سوى الشعار العظيم « ما لنا غيرك يا الله « والنظام قتلهم وذبحهم فثارت الشعوب ونحن لم نقم في يوم من الايام بإثارة اي شعب ضد نظامه وهذا ثابت في كل وثائقنا قد يكون من بعض الاشخاص الذين ينتمون الى الاتحاد قد تكون لهم توجهات لكن كاتحاد نحن مع الاستقرار والصلح ومع حق الشعوب في ان تكون لهم حريتهم وكرامتهم. - الله هيأ الأسباب طالما أتيتم على ذكر سوريا وبعد 14 عاما من الثورة كيف تنظرون اليوم الى الشعب السوري وقد حقق تطلعاته بازاحة نظام مستبد وتحقيق عدالة اجتماعية والوصول الى مبتغى تطلعات الشعب ؟ الحقيقة ما حدث في سوريا لا يسمى نصرا فقط وانما هو فتح من عند الله وما كان ليتحقق لولا مكر الله لهم وتحريك الادوات الخفية حركها رب العالمين فكانت النتيجة فتح الشام وهم اعتمدوا على الله « ما لنا غيرك يا الله « فالله هيأ لهم الاسباب، والجانب الاخر نحن نقيم ما تقوم به الادارة الجديدة والى الان هي حكيمة وموفقة ونتمنى لهم مزيدا من التوفيق ونأمل ان تستوعب كل مكونات الشعب السوري في اطار مجلس وطني وبما يحقق لهم الاستقرار والامن ونحن نقيم التجربة ونتابعها بالاعجاب والدعاء ولدينا تواصل مباشر مع القيادة الجديدة متمثلة بالاخ احمد الشرع. ونحن مع الشعب السوري منذ البداية بالبيانات والحملات الاغاثية وزرت سوريا المحررة مرات وهذا واجبنا ان نقف مع الشعب وفرحنا بالانتصار العظيم وأمامهم تحديات يجب ان يلاحظوها ونشكر بهذه المناسبة وقوف دولة قطر الصامدة الثابتة، فهي الدولة الوحيدة التي اعترفت بالثورة ومنحت المعارضة سفارة ولم تتردد في الوقوف معها حتى بعض الدول المهمة كادت ان تميل الى شيء من المصالحة ولذلك دولة قطر كان موقفها صامدا وصريحا وواضحا وكذلك موقف تركيا والسعودية والكويت وسلطنة عمان وعدد من الدول العربية والاسلامية. - 17 لجنة أشرتم الى التحديات التي تواجه الادارة الجديدة في سوريا.. ما الذي يمكن ان يقدمه الاتحاد اليوم لهذه الادارة الجديدة حتى تتخطى التحديات الاقليمية والداخلية؟ نحن نستطيع ان شاء الله في هذه المرحلة ان نقدم مجموعة من الاشياء الجيدة، اولا بحكم علاقاتنا الجيدة مع بعض الدول الاسلامية وغير الاسلامية وحتى غير الاسلامية يستشيروننا في بعض القضايا فنستطيع ان نسخر هذه العلاقات لخدمة تطوير العلاقة بين الادارة الجديدة وبين هذه الدول، وبالدول الاسلامية تحدثنا مع ماليزيا ووجه رئيس وزرائها بالتعاون والتواصل مع الادارة الجديدة وكذلك اندونيسيا، حيث يشغل نائب رئيس مجلس الشورى عضوية احدى الجمعيات اعضاء الاتحاد ولديه اهتمام بالعلاقات مع سوريا الجديدة وبعض الدول غير الاسلامية لنا علاقات معها بحكم اننا قمنا ببعض امور الصلح بينها وبين بعض المجموعات يمكن ان نسخرها لهم بالاضافة الى خبرتنا في قضايا التعليم فلدينا في الاتحاد 1200 بروفيسور اعضاء الاتحاد في مختلف المجالات وهم الاعضاء الفاعلون ولدينا 17 لجنة وبينها لجنتان الاولى لجنة التربية والتعليم نظمت مؤتمرين عن اصلاح النظام التعليمي في قطر وباكستان ولهما مخرجات من الاقتراحات من كبار الشخصيات واللجنة الثانية عملت على قضية التزكية وعقدت مؤتمرا في اسطنبول ولها مخرجات في4 كتب في هذا المجال، فهذه الامور والخدمات المتراكمة يمكن ان نجعلها في خدمة اخواننا بالاضافة الى فروعنا في بعض الدول لديها خبرات على استعداد للدعم. - ميثاق مقبول من الجميع هناك منظمات وجمعيات علمائية بعضها يتفق وبعضها يختلف معكم.. ما الذي يجمع بينها وبين الاتحاد؟ من فضل الله علينا ان ميثاق الاتحاد يتحرى الاسلام الذي يريده الله عز وجل اسلام جامع وليس اسلاما منتسبا الى جماعة او حزب، والميثاق مقبول لدى الجميع ونحن عندنا اخواننا السلفيون اعضاء وعندنا الصوفيون المعتدلون بحكم انهم علماء يشتغلون معنا ولكن خلفيتهم صوفية وعندنا جماعة التبليغ بكثرة وعندنا الاخوان المسلمون موجودون بكثرة وعندنا الاباضية وعلى رأسهم فضيلة الشيخ احمد الخليل وهو نائب الرئيس، فالميثاق ليس فيه اي شيء يشم منه رائحة تحزب او الفئوية او الجهوية ونحن نعيش في عصر صوت العلماء مهم جدا، وهناك من يجيز الابراهيمية والبعض يجيز قتل المتظاهرين، فلذلك نحتاج الى صوت صريح حكيم دون هجوم او تعرض للاشخاص او الهيئات بسوء وانما بيان الحق نحن مع الحق المجرد. - لسنا اتحادا للإخوان لكن رغم هذا التنوع الذي اشرت اليه انتم متهمون بأنكم اتحاد إخوان مسلمين وأن هذه العناصر الموجودة من الاطياف الاخرى ما هي الا لتجميل صورة الاتحاد؟ لو هذا الكلام صحيح فهذه اكبر دعاية للاخوان لأن عدد الاعضاء قريب من 100 الف عضو في 92 دولة وعدد الجمعيات64 جمعية واحدى الجمعيات 49 مليونا واخرى 5 ملايين، اذن لو كانوا من الاخوان لما كان هذا حالهم فهذا لا يمكن ان يكون، فالاتحاد لجميع علماء المسلمين، وشرط الانضام الى الاتحاد هو الالتزام بالميثاق وهو لا يسمح بالتحزب او الفئوية، ولو كان الاتحاد للاخوان لما ضم هذا التجمع من السلفية والصوفية والاباضية وغيرهم ولو لمسوا سيطرة الاخوان لما بقوا ولكن بفضل الله لم يخرج منهم احد ولكن هناك من يسعى لتشويه الاتحاد حتى لا يبقى للعلماء صوت. البعض يتحدث لماذا هذا الصداع بالتطرق الى «التدخل في شؤون دول اخرى من قبل الاتحاد. ألم يكن الاجدى بكم ان تكونوا اتحادا وعظيا بدلا من ان يكون اتحادا سياسيا؟ هذا كان اسهل بكثير لو اختار الاتحاد توجه الوعظ واثارة القصص والمواعظ ولكن ادخلونا في قوائم الارهاب وحوربنا محاربة شديدة ومنعنا من الاشراف على البنوك الاسلامية فإما استقلت او أخرجت بسبب اني بالاتحاد ولكن هذا مبدأ وشعار رفعناه «الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله» وقد رأى في بداية التأسيس الدكتور العوا حفظه الله مع شيخنا القرضاوي أن يكون الشعار «لتبيننه للناس ولا تكتمونه» فقلت ان هذا مخاطب به اهل الكتاب وقلت اقترح هذه الاية «الذين يبلغون رسالات الله» فلذلك هذا الصداع بسبب اننا نبين الحق وبصراحة من قبل التأسيس مع شيخنا القرضاوي والى اليوم والله نحن لا نتدخل في شؤون اي دولة وانما نبين ونطلب اذا كانت هناك دولة تسجن العلماء نطلب منهم ونرجو منهم ان يطلقوا سراحهم واذا كان هناك قتل واستبداد وديكتاتورية ننصحهم ان هذا لا ينفع وان هذا سيؤدي الى دمار وان عاقبة الظلم الهلاك وننصح وفق منهاج القرآن الكريم فقط ولا نزيد عن دائرة الوعظ الشامل، كما قال لنا البعض اننا انتقلنا من وعظ الغلابة الى وعظ القادة يعني في قضية التهجير للفلسطينيين من اهل غزة الصامدين الابطال قلنا انه لا يجوز وهو مخالف للشريعة وللقوانين ويجب ان يكون لنا موقف شرعي من قضايا الامة وعلى الدول الاسلامية ان تدعم مصر والأردن والآراء والبيانات لا يصدرها افراد وانما لدينا لجنة سياسية ومستشارون سياسيون وبعضهم كانوا وزراء خارجية ونواب رؤساء جمهوريات ونستشيرهم في القضايا السياسية. - قوائم الإرهاب دكتور، علاقاتكم مع العديد من الانظمة في احسن الاحوال متوترة ان لم تكن مقطوعة وانتم على قوائم الارهاب كاتحاد في عدد من الدول العربية والاسلامية.. كيف يمكن التواصل مع هذه الجهات لتكوين صورة او لتحسين علاقة او لرفع اسم الاتحاد من قوائم الارهاب؟ اولا من خلال مصادر موثوق بها اننا لسنا على قائمة الارهاب حسب تصنيف الامم المتحدة وانا كشخص احد المساعدين في تشكيل الجانب التنموي الاسلامي على اساس الزكاة والوقف وعلاقاتنا بالامم المتحدة جيدة وغوتيريش زارنا وزار الشيخ القرضاوي، فنحن كاتحاد لسنا مصنفين في قوائم الارهاب التابعة للامم المتحدة، عدد اقل من اصابع اليد في الدول العربية هم من يصنفوننا كما يريدون ولنا علاقات جيدة مع العديد من دول العالم، وبالمناسبة رئيس اوزبكستان طلب من دولة قطر ان تطلب من الاتحاد ضم رئيس الشؤون الدينية الى الاتحاد وطلبنا الاوراق واصبح عضوا في الاتحاد، ولما قبلناه اعلن رئيس جمهورية اوزبكستان في التلفزيون خبر الانضمام، وعلاقاتنا مع روسيا جيدة وقمنا بالاصلاح بين حكومة داغستان وبين المجاهدين والحمد لله، وعندما فتحنا جامع موسكو قال رئيس داغستان امام 24 رئيسا وبوتين قال هذا الرجل والاتحاد قام بعقد صلح بيننا وبين الذين يحاربوننا فعلاقاتنا جيدة مع العالم، وحتى الاتحاد الاوروبي فيه نوع من التواصل عبر احدى الدول الخليجية لعلاج التطرف والارهاب لأن الاتحاد له جهود في هذا المجال فنحن نرى الارهاب خطرا على الامة، فهو غلو في الدين ونسعى لفتح قنوات مع كل الدول خاصة من يضع الاتحاد في دائرة الارهاب لأن هذا ظلم وليس من طريقتنا الاسلامية ان نسب او نشتم ولا نفعل سوى النصح. - الدوحة وإسطنبول الاتحاد منذ انشائه اعتمد على دولتين اساسيتين هما قطر وتركيا فاذا تحدثنا عن الدوحة واسطنبول كجناحين للاتحاد ماذا قدمتا له منذ بدء المسيرة وحتى اليوم ؟ دعني ابدأ بقطر بدون مجاملة فقد قدمت الكثير في حدود الجوانب القانونية المتاحة وأتذكر عام 2010 بعدما صرت الامين العام للاتحاد زرنا صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني – حفظه الله – وكنا مسجلين في ايرلندا فطلبنا من سموه ان يسمح لنا قانونا بفتح فرع في الدوحة فقال لماذا الفرع ؟ قلنا نحن نحتاجه لبعض الامور بحكم ان الرئيس والامين العام هنا في الدوحة وهذا يتطلب وجود حساب وجهة رسمية، فقال: ولماذا لا يكون الاصل بدل الفرع ؟ قلت له ان اعضاءنا بعشرات الالاف ومجلس الامناء 51 عضوا واغلبهم غير قطريين، فقال: نضع لكم استثناء، فأصدر مرسوما بالموافقة على مؤسسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مثل القرار الذي صدرت به قناة الجزيرة فنحن لا ننسى هذا الفضل للأمير الوالد – حفظه الله – ثم لما اردنا ان نزور الرؤساء في الدورة الاولى رتبت لنا طائرة خاصة زرنا الملك عبد الله بن عبد العزيز – رحمه الله – والملك عبد الله الثاني ثم زرنا عددا من القادة حول غزة والان هذا المكان ايضا بدعم من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى جزاه الله خيرا فنحن ما كنا نطلب هذا ولكن من كرمه وفضله وهذا ليس غريبا وهو جزء من إحياء سيرة المؤسس الشيخ جاسم – طيب الله ثراه - الذي كان عالما وداعية يهتم بالعلماء بشكل كبير وبكتب العلماء وانا شخصيا اطلعت على اول كتب الحنابلة طبعة قطر التي كان يطبعها في لبنان وتأتي لنا في العراق فهذا احياء لهذه الفكرة ومع ذلك نحن نعتمد في دعمنا المالي على اعضائنا وعلى التبرعات التي يسمح بها نظامنا الاساسي والقانوني المعتمد في الغرب وهنا وعندنا في تركيا فرع جيد يتكون من خمسة طوابق فيه كل الخدمات وهو ليس من الدولة وانما من احد المحسنين اوقفه لنا بنفقات تشغيله بمبلغ يتجاوز شهريا 200 الف دولار وهناك فروع في ماليزيا واندونيسيا ودول اخرى تساعدنا. واكبر داعم لنا قطر وتركيا. - أجندة قطر والاتحاد انتم متهمون بانكم اتحاد قطري تنفذون توجهات وسياسات قطر او اجندة قطر فما هو ردكم على هذه التهم ؟ ردي على ذلك ردان الاول ان قطر تتبنى قضايا الامة الاسلامية بأكبر ما تستطيع ومن هنا تلتقي اجندتنا مع الاجندة القطرية وخير مثال القضية الفلسطينية نحن نقف معها بكل قوتنا وقطر ايضا فهنا التقت الارادتان دون ان تكون احداهما تابعة للاخرى وثانيا هناك بعض القضايا تقتضيها السياسة القطرية ليست لنا علاقة بها فنحن لا نتدخل في سياستها الداخلية ولا قطر تتدخل في عملنا وعندما عقدنا جمعيتنا العمومية لم تفرض اي قرار او شعار او علم وحتى طلبنا منهم كلمة قالوا ولا كلمة باسم قطر. ألا تملي عليكم قطر اي قرارات ؟ انا سمعت من الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله قال انا موجود 62 سنة في البلد والله لم يطلب مني ولا يوم من الايام ان اغير كلمة او تصريحا او بيانا خطيبا او استاذا في الجامعة او مسؤولا في الاتحاد والذي نفسي بيده الى يومنا هذا ما طلب منا ان نصدر بيانا او نغير شيئا فهذه قطر التي وفقها الله لتصلح بين الجميع لأنها صادقة مع نفسها ومع الله. اذا تحدثنا عن تهجير الفلسطينيين فالرئيس ترامب يمنع الهجرة الى بلاده لكنه يطلبها من فلسطين لتهجير الفلسطينيين من بلادهم كيف ترون هذا التصرف؟ هذه ازدواجية المعايير وتأثير الصهاينة وما تعرضت له غزة من جرائم وابادة اهتز لها ضمير العالم ان كان له ضمير لم يهتز قلب ترامب فهذا تأثير الصهاينة واللوبي الصهيوني ولكن انا ابشركم ان هذا اللوبي لن يستمر كثيرا لأنه يعتمد على الجماهير واليوم بسبب ما تم فعله من قبل الصهاينة من الاجرام والاجتثاث اسودت وجوه المحتلين امام العالم لأول مرة تجرى مظاهرات تؤازر الفلسطينيين في اوروبا وامريكا والعالم كله حتى من اليهود وداخل الكونجرس وفي الجامعات وهذا بداية النهاية للمشروع الصهيوني والقضاء على المفسدة الثانية، فالله سبحانه وتعالى بين « فاذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم « فهذا اول شرط من شروط القضاء على المفسدة الثانية ان تستاء وجوه الصهاينة المحتلين ولا اقول اليهود فالقرآن يقول ليسوا سواء ورأينا يهودا منصفين، وقد حقق طوفان الاقصى سوأة وجوههم فالتأييد للشعب الفلسطيني حول العالم اكثر من تأييد اسرائيل حتى حماس بلغ تأييدهم 21 % في امريكا. - نهضة الامة هذه الادعاءات التوراتية التي يستند اليها اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وهو الذي يخيف الادارات الامريكية لماذا لا يكون هناك رد اسلامي يكشف زيف الصهيونية الانجيلية وان تدمير فلسطين وقيام حرب دموية يعتبرونه شرطا لعودة المسيح ؟ فأين الرواية الاسلامية ؟ صحيح نحن نحتاج الى نهضة الامة فالامة العاجزة لن تستطيع ان تفعل الكثير وحتى المظاهرات وجدناها داخل العالم الاوروبي الحر اكثر بكثير من الدول العربية والاسلامية فالشرط الاساسي للنهضة هي كرامة الانسان فنحن حين نقف مع الشعوب نريدها ان تنهض والامة لا تنهض الا في ظلال الحرية والعبد لا يحرر وحتى عنترة قال له كر وانت حر لكن حين تكون الامة بهذا الشكل الذي نراه نجدهم يطمعون في ثرواتنا وارادتنا. - بغاة في السودان ونحن نتحدث عن كرامة الانسان اين الاتحاد من الحرب في السودان ؟ نحن وقفنا مع السودان من اول يوم وكان هناك شيء من التردد من العلماء خاصة لما فعله البرهان في بعض الامور لكن لما اجتمعنا مع المستشارين قالوا انها قضية دولة وقضية تمرد فأصدرنا فتوى بأن الدعم السريع بغاة متمردون وان الدولة مع الحق وإحدى الدول الاسلامية جلسنا مع وزير خارجيتها بحضور نواب الامين العام وتكلمنا معهم في دعم السودان فقالوا بداية هناك جنرالان يحارب احدهما الاخر لكن موقف الاتحاد ليس كذلك فوزير خارجية الدولة تلك غيروا رأيهم واحدى الدول العربية طلبت مسيرات وبأي مبلغ فقلنا انتم تشاركون في قتل الناس الابرياء وتم رفض الطلب وقررت تلك الدولة ان تدعم السودان عسكريا واغاثيا. فنحن لنا دور شرعي بالاضافة الى تشجيع الدول لدعم الحكومة ورفض هذا التمرد الباغي الذي آذى السودانيين كما آذى الصهاينة اهل غزة. - وساطات وإصلاح على ذكر هذه الجهود.. هل لديكم أدوار توافقية بين الدول والجماعات؟ نحن لدينا جهود لا تنقطع وخاصة داخل العالم العربي ولكن أقول إن العالم العربي باستثناء دولة أو دولتين لا يولون عناية بالعلماء وبعض الدول ألغت هيئات العلماء وآخرون يريدون جماعتهم ولكن خارج العالم العربي لنا دور في العديد من الدول وفي قيرغيزيا 2010 حدثت مشكلة كبيرة بين القرغيز والأوزبك وقتل فيها عدد من الناس وأحْرِقَت نحو 3 آلاف بيت فطلبت رئيسة الجمهورية من الاتحاد في ذلك الوقت التدخل فشكلت وفدا من عشرة علماء من الأزهر والسعودية وقطر وذهبنا لمقابلة الرئيسة والتقينا بالأطراف المختلفة وبقينا أسبوعا جمعنا 1500 شخصية من الطرفين في ملعب وتكلمنا حتى بكوا وتصالحوا، ومن ذلك اليوم لم تحدث في قرغيزيا مشكلة وكذلك في مالي قبل أن تحتله فرنسا يوم كان الشيخ بن بيه نائبا للرئيس فرتبنا وأردنا أن نصل لتوافق بين الحكومة والمعارضة ولكن تدخلت فرنسا. وما زالت لدينا جهود في بعض الدول ولنا جهود في ليبيا ونسعى للصلح فهو وظيفتنا إن سمحوا لنا. - إستراتيجية للتنمية هل يعني ذلك أن الدول العربية مستغنية عن جهود العلماء؟ الحقيقة هي قضية الفكر، فلما كان الدكتور مرسي موجودا وكشخص اقتصادي قدمت لهم مشروع إستراتيجية التنمية من مجلدين فشكل لجنة لمناقشتها وتم إقرارها وأتبعتها بفكرة تنموية تقوم على 6 مؤسسات وكلمت مصرفيين وأبدوا استعدادهم للدخول في المشروع ورتبناها بشكل كبير وبعض المؤسسات وعدتنا بـ 500 مليون دولار لتنفيذ المشروع في مصر لمدة خمس سنوات ولكن للأسف الشديد حدث ما حدث. ورتبنا مع تونس وجلست مع محافظ المركزي الشاذلي عياض وهو متخصص وأستاذ ولما شرحت له وافق على المشروع بحضور الشيخ الغنوشي ولكن القضايا السياسية حالت دون التنفيذ وإحدى الدول وعدتنا لو تم التنفيذ للمشروع في جنوب تونس بالمناطق المهمشة أن تموله بـ 200 مليون دولار لكنهم رفضوا حين تغير الجبالي ووقعت المشكلات السياسية وفي ليبيا لنا محاولات والأمين العام الشيخ علي الصلابي يقوم بجهود للإصلاح بين الأطراف كلها، فنحن لنا جهود تنموية للنهوض بالعالم العربي ولكن يجهضها السياسيون. - السياسة والتعليم في ظل هذه الأحداث برأيكم ما هي الأولويات في هذه المرحلة؟ الأولويات هي إصلاح النظام السياسي ولا أقصد انقلابات وإنما نبدأ بنوع من الوحدة الكونفيدرالية أو التعاونية فلا يمكن أن نعيش عولمة العالم ونحن في تمزق فإصلاح النظام السياسي كليا أو جزئيا مع إصلاح التعليم الأساسي الذي يهيئ الأجواء السياسية بالإضافة إلى إصلاح النظام الديني فهذه هي العمود الفقري لأي تقدم، السياسة والتعليم والدين الذي يريده الله وهذا يحتاج إلى تصحيح للتشوه الذي أصاب ثقافتنا الإسلامية بحيث أصبح أقرب ما نكون للرهبانيين من الربانيين فالغرب لما فكر الرواد الأوائل وصلوا إلى هذه النتيجة وهي أنه لابد من إصلاح النظام السياسي والتعليمي والديني لأن المسيحية كانت تعرقل التقدم وتقف ضد العلم لكن بالنسبة للإسلام ليست لدينا مشكلة ونحتاج إلى إصلاح النظام الاجتهادي الفكري وكيف نعيد الفكر لهذه الأمة ونعيد التوازن الحقيقي بين العقل والوحي وبين الدنيا والآخرة. كنتم رافدين للاقتصاد الإسلامي – أنت والدكتور القرضاوي رحمه الله.. فهل أخذتكم السياسة من الاقتصاد الإسلامي رغم أن الاتحاد الأوروبي قام بالاقتصاد أولا ألا يوجد في مشاريعكم المستقبلية خطة نهوض بالاقتصاد؟ حقيقة لم تشغلني السياسة وإنما شغلنا الاتحاد بأعماله ولكن الآن ازداد مأسسة من خلال الأمانة العامة ومجلس الرئاسة والإدارة وأصبح أكثر مؤسسية وأستطيع أن أقول إن وقتي الآن أبذله في سبيل الجانب الاقتصادي وقدمت مشروعا متكاملا حول الاقتصاد الإسلامي علما ونظاما وسياسات وتحليلات وبرامج ومشاريع وطبعتها في 14 مجلدا طبعته وزارة الأوقاف القطرية وعندما عقدت القمة الاقتصادية في الكويت سنة 2009 قدمت مشروعين الأول مختصر كمواد علمية تعرض في ورش عمل لتقديمه للاقتصاديين والاجتماعيين والمشروع الثاني طلبت فيه تخصيص 200 مليار دولار لشراء التقنيات العالمية سواء في مجال الإلكترونيات أو الصناعات وتنقل إلى الدول العربية لنقل وتطوير التكنولوجيا إلى العالم العربي ولكن قالوا لنا إن القمة عربية وليست إسلامية فمكانها القمة الإسلامية !! - الاتحاد أجاد وأخفق في ختام هذا اللقاء بكل صراحة خلال العشرين عاما الماضية أين أجاد الاتحاد وأين أخفق؟ جميل وسؤال مهم، حقيقة أجاد الاتحاد في وقفته مع الحق وقضايا الأمة ولم يفرط فيها ولم يخش في ذلك لومة لائم رغم ما تلقيناه من المخاطر وأنا شخصيا جاءني تهديد من المنظمات الصهيوينة بالاغتيال بسبب المقترحات التي تلقيناها حول غزة ونشرته الجزيرة ولكن فوضنا الأمر إلى الله فواجب الاتحاد أن نقف مع الحق أينما كان خاصة القضية الفلسطينية في غزة وسوريا والجانب الإيجابي أيضا الصلح الذي قمنا به في المناطق المختلفة من العالم الإسلامي، الجوانب التي ربما في نظري كنت أود ألا ندخل في بعض الأمور السياسية التي قد تخرج عن دائرة بيان الحق في بعض الأحيان ربما أخذتنا الحماسة إلى أننا نضيف إلى بيان الحق بعض المواقف السياسية وهذا تداركناه الآن وقلنا لا ينبغي أن نكرر أي شيء فيه شيء من التدخل بشكل واضح وإنما بيان الحق فقط وكثير من الناس طلبوا منا مواقف ولكن توقفنا عندها فبعض الدول لديها أقليات ونحن لنا تواصل مع الدولة حول هذه الأقليات والجانب الشعبوي يطلبون منا أن نصدر بيانا بإدانة هذه الدولة وسابقا كنا نصدر والآن لا، قبل أن ندين نرسل رسالة إلى الدولة طلبا للصلح وعلى سبيل المثال إحدى الدول منعت الحجاب فأرسلت له رسالة خاصة وقلت له إذا لم تتراجع فأنا مضطر إلى أن أعلن وجزاهم الله خيرا وصلت الرسالة وأرسل الرئيس سفيره إلينا فنحن ننصح للمصلحة العليا للأمة لتكون الدولة مع الشعب ونريد أن نعالج قضايا العناية بالعلم والعلماء وطبعنا عدة كتب وعالجنا المصطلحات الأساسية التي ضل فيها الشباب مثل الحاكمية والولاء والبراء والجهاد فلو كنا بدأنا بها سنة 2004 لكنا تطورنا ولكن انشغلنا في البداية بالجوانب السياسية والآن ننشغل ببيان الحق في السياسة ومع الاهتمام بالجانب العلمي ونحن الآن بصدد دبلومات وبصدد جامعة إلكترونية إسلامية ودورات نعقدها في مختلف التخصصات وتكون لدينا دبلومات عامة وخاصة والدراسة أون لاين ولكن عندنا مقر في تركيا يفد إليه العلماء من مختلف الأقطار. - كونوا مع الشعوب ما هي رسالتكم للحكومات والأنظمة في العالم الإسلامي؟ رسالتي للأنظمة والحكام أن يكونوا مع شعوبهم فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير الأمراء من تحبونهم ويحبونكم وتصلونهم ويصلونكم وهذا لا يتحقق إلا من خلال القبول والرضا بين الطرفين والتشاور والشورى والشعوب طيبة وليست ضد الحكام وعلى الحكام أن يسعوا جاهدين لخدمة شعوبهم فهم مسؤولون عنهم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».

3412

| 02 فبراير 2025

حوارات رئيس التحرير alsharq
البروفيسور إبراهيم جناحي الرئيس الطبي لمركز سدرة لـ "الشرق": ننفرد عالمياً بتقديم 33 برنامجاً تخصصياً في طب الأطفال

■ سدرة أول مستشفى في قطر يقدم العلاجات الجينية للأمراض النادرة ■ ننفرد عالميا بتقديم 33 برنامجا تدريبيا تخصصيا في طب الأطفال ■ بدأنا بزراعة النخاع وسنبدأ زراعة الخلايا الجذعية والكبد العام المقبل ■90 % من حالات الأطفال المعقدة في قطر تتعالج في سدرة بالكامل ■ استقطبنا الكوادر الطبية المتخصصة على مستوى عالمي ■سدرة مرجع طبي عالمي للطفرة القطرية لمرض التليف الرئوي ■230 طفلا من غزة تلقوا علاجهم في سدرة كانت إصاباتهم بليغة ومعقدة ■70 % من حالات العلاج بالخارج أصبحت تعالج في سدرة ■ خدمة المريض عبر فريق متكامل من الأطباء وأخصائيي الدعم النفسي ■ مركز سدرة يقوم اليوم بفحص التسلسل الجيني من الألف للياء ■ سدرة ركز على إنشاء المنظومة الصحية المتكاملة للعناية بالطفل ■ قبل سدرة كثير من العلاجات كانت تحتاج إلى تشخيص في الخارج ■ طبيب المخ والأعصاب يكتشف التشنج عند الطفل ويزيله بالجراحة ■ لدينا قدرة على تشخيص وتحديد نوعية الأمراض المتوقع انتشارها ■سدرة يستقبل مرضى يأتون من الخارج لتلقي علاج التشنج ■ نسبة السمنة لدى الأطفال في قطر عالية جداً ونواجهها ببرامج وقائية ■ تعاون وطيد بين سدرة والقطاعات الطبية في الرعاية الصحية الشاملة ■ الأمراض المتنحية تزيد في المجتمعات التي ينتشر فيها زواج الأقارب ■برنامج بالتعاون مع قطر بيوبنك لإعداد سلسلة جينية للقطريين تمكن مركز سدرة للطب في غضون سنوات قليلة من أن يصبح معلما قطريا وصرحا طبيا رائدا متخصصا في علاج المرأة والطفل بما فيها الامراض الوراثية والنادرة مما جعله وجهة للسياحة العلاجية ووجهة عالمية للتدريب الطبي والابحاث العلمية. جرى تصميم سدرة للطب وفق أعلى المعايير الدولية، وتزويده بأحدث التجهيزات الطبية ومختبرات الجراحات الروبوتية والعمليات المعقدة لدعم الابتكار والتقدم في مجال الطب السريري. لقد نجح القيمون على مركز سدرة للطب في تحويله الى منارة للتعلم والاكتشاف والرعاية الفائقة والارتقاء إلى مصاف أفضل المراكز الطبية الأكاديمية على مستوى العالم. ربما يصعب اختصار سدرة للطب في سطور وكلمات حيث الانجازات النوعية في خدمات العلاج والرعاية الصحية وفي برامج التدريب والابحاث العلمية. ولذلك كان الحوار مع البروفيسور إبراهيم جناحي الرئيس الطبي في سدرة للطب، ورئيس التعليم الطبي ورئيس قسم أمراض الرئة حوارا شاملا وثريا بكثير من المعلومات التي يكشف عنها لأول مرة. استطاع سدرة للطب، كأول مستشفى بالمنطقة، إجراء عملية ولادة قيصرية عالية الخطورة داخل جناحه المتطور لتصوير الأوعية الدموية. كما استطاع علاج 8 حالات مرضية نادرة لاطفال مصابين بضمور العضلات (الدوشني) وهو علاج جيني لا يتوفر سوى بالولايات المتحدة وتبلغ تكلفة الجرعة 2 مليون دولار. وكشف البروفيسور جناحي ان سدرة أول مستشفى في قطر يقدم العلاجات الجينية للأمراض النادرة لافتا الى ان 90% من حالات الأطفال المعقدة في قطر تتعالج في سدرة بالكامل فيما تمكنت من علاج 70% من الحالات التي كانت تعالج في الخارج. مشيرا الى أن سدرة ركزت على إنشاء المنظومة الصحية المتكاملة للعناية بالطفل مؤكدا ان مركز سدرة يقوم اليوم بفحص التسلسل الجيني من الألف للياء، لدينا قدرة على تشخيص وتحديد نوعية الأمراض المتوقع انتشارها. وقال ان سدرة انجزت بالتعاون مع قطر بيوبنك برنامج سلسلة جينية للقطريين يضم أكثر من 6 آلاف قطري مشيرا الى ان البرنامج اجرى أكثر من 30 ألف فحص جيني متسلسل للقطريين موضحا ان الفحص الجيني يتيح لنا معرفة نوعية الطفرات الموجودة في قطر. واكد بروفيسور جناحي ان الامراض الوراثية منتشرة بكثرة في قطر والخليج بسبب زواج الأقارب موضحا امكانية تقليل نسبة الاصابة بالامراض الناجمة عن زواج الاقارب عبر برنامج متوفر في سدرة. مؤكد انه اصبح لدى سدرة اليوم القدرة على معرفة مسار الطفرات الوراثية. وكشف ان مرض التليف الرئوي هو مرض وراثي قطري ينتقل داخل الاسر ويسمى الطفرة القطرية. وقد اصبح مركز سدرة مرجعا طبيا عالميا للطفرة القطرية حيث يأتي الباحثون من انحاء العالم الى سدرة لدراسة هذه الطفرة. وتطرق الى الابحاث والدراسات التي تجري في سدرة للطب حيث تبين ان نسبة السمنة منتشرة جدا بين الاطفال في قطر لافتا الى برامج تثقيفية للعائلات لتقليل انتشار السمنة عند الاطفال. واكد ان أبحاث سدرة العلمية تمتاز بمكانة عالمية وتنشر بأشهر الدوريات الطبية، كما يجري مناقشتها في المؤتمرات الطبية العالمية كاشفا عن دراسة واسعة لمعرفة الجينات التي تسبب التوحد للأطفال في قطر. وقال البروفيسور جناحي ان مستشفى سدرة اصبح وجهة للسياحة العلاجية حيث تم استقطاب مرضى من دول الخليج وباكستان والولايات المتحدة مشيرا الى ان أكثر من 300 حالة مرضية من الكويت والسعودية تتعالج في سدرة حيث يفضل الخليجيون العلاج في سدرة بدلا من اوروبا وامريكا. وأكد ان مركز سدرة ينفرد بتقديم 33 برنامجا تدريبيا في طب الاطفال لا تتوفر سوى في الولايات المتحدة كاشفا ان نسبة الإشغال للمرضى السريرين لا تقل عن 80% وتصل الى 120% في اوقات الذروة فيما سجلت العيادات الخارجية قرابة 120 الف موعد. قبل الحديث عن سدرة.. حدثنا عن المنظومة الصحية في قطر التي تحظى بالأولوية لدى صانع القرار.. كيف تقيّمون هذا الاهتمام والرعاية الصحية؟ بلا شك أن قطر تميزت في المنظومة الصحية مقارنة بكثير من الدول، والتركيز على قطاعيّ التعليم والصحة وهذا يدل على رقي الدولة، لأنه عالمياً يقاس تقدم الدول بالتطور الصحي والتعليمي فيها. وركزت الدولة على هذا الأمر بشكل كبير واستثمرت في مجموعة أمور مهمة في: استراتيجية الصحة التي هي جزء من رؤية قطر 2030، وكذلك في المستشفيات والمراكز الطبية والعلاجية والصحية بشكل سخي جداً، واستثمرت أيضاً في الإنسان الذي يستفيد من الخدمة سواء من يتلقى الخدمة أو من يقدمها من خلال البرامج التدريبية والتعليمية وتهيئة الكوادر الطبية والبحثية من خلال ابتعاثه للخارج وتطويره في مجال التعليم وأيضاً من ناحية مقدمي الخدمات الذين أيضاً نالوا نصيباً وافراً من تطوير الأداء.كما وفرت للمواطن والمقيم صحة وقائية وتغذية وعلاجية وتطعيمات وتشخيصا ومتابعة ونمط حياة صحية متكاملة وهذا يدل على الرؤية الثاقبة والإرادة القوية ومحبة الدولة لتقديم خدمات مميزة للمجتمع. - سدرة يتصدر العلاج الجيني كان افتتاح سدرة في 2018... واليوم بعد هذه السنوات ما الذي أضافه سدرة للمنظومة الصحية في دولة قطر؟ سؤال مهم جداً، في البداية أوضح انّ سدرة مركز لعلاج الأطفال والنساء، ولذلك تم التركيز على تخصص سدرة بعلاج كل الأمراض المعقدة والمستعصية بالنسبة للاطفال والمرأة. لقد تطور عملنا واصبحنا اكثر تخصصا وتميزا وتفردا. قبل ذلك كانت بعض التخصصات لا تتوفر عندنا وكان المريض يحتاج السفر الى الخارج. ولكن اليوم نسبة علاجات الأطفال في الخارج اصبحت قليلة جدا قياسا على ما كان عليه الحال قبل سدرة. وفي كل يوم تتم إضافة علاجات نوعية حديثة مثل زراعة النخاع، والعلاجات الجينية، حيث تعتبر سدرة أول مستشفى في قطر تقدم العلاجات الجينية وفي الأمراض النادرة جداً، وفي منطقة الشرق الأوسط نعتبر في المركز السادس ممن يقدمون خدمة العلاج الجيني. وفي علاجات جينية كان المرضى يسافرون للخارج للحصول على العلاج ولكن اليوم هي متوافرة في سدرة، فقد استقطبت الكوادر الطبية المتخصصة على مستوى عالمي، وحتى تتمكن تلك الكفاءات من ممارسة أعمالها تم بناء سدرة على احدث المواصفات العمرانية للمؤسسات الطبية وتم تجهيزه باحدث الاجهزة والمعدات الطبية وبذلك يتمكن المتخصص المؤهل عالمياً أن يجد موقعاً مناسباً لممارسة اعماله الطبية والبحثية، وهذا يفيد قطر والمنطقة. - العلاج في الخارج ذكرت ان عدد ارسال الاطفال المرضى للعلاج في الخارج تقلص، ما هي نسبة هذا التقلص؟ كان إرسال الاطفال المرضى للخارج عاليا جداً، وكان يتجاوز الـ 50% وأكثر. لكن النسبة تقلصت واستطيع القول ان اكثر من 70% من الحالات المرضية التي كانت ترسل للعلاج في الخارج اصبحت تعالج اليوم في سدرة للطب. - علاج للأمراض النادرة ما أبرز العلاجات التي هيأها سدرة للطب والتي يحتاجها المجتمع؟ لقد تميز سدرة للطب في مجالات عديدة وهي خدمة المريض عبر فريق متكامل من الأطباء والباحثين وأخصائيي التغذية وعلم النفس إلى جانب الدعم النفسي للمريض الطفل مع توفير احدث الاجهزة والتقنيات العلاجية، لذلك ركز سدرة من البداية على إنشاء المنظومة الصحية المتكاملة للعناية بالطفل المريض. وفي علاجات بالفعل كانت تحتاج إلى تشخيص ويتم إرسالها للخارج بسبب عدم وجود القدرة على التشخيص، ولكن اليوم ومع التطور النوعي لمركز سدرة لدينا مثلاً فحص التسلسل الجيني من الألف للياء، ومثلاً بعض حالات التشنج في الأطفال تصل لمرحلة أن يأخذ الطفل 4 أو 5 أدوية ولا يزال يتعرض للتشنج، وهذا النوع من العلاج ما بعد الأدوية علاج جراحي حيث يبدأ طبيب المخ والأعصاب ليعرف ويكتشف أماكن التشنج ويعمل على إزالتها، وهذا النوع من العلاج لم يكن موجوداً وكان يلزم إرسال الطفل للخارج وهو اليوم يوجد في سدرة ولدينا مرضى يأتون إلى سدرة من الخارج ليتلقوا هذا العلاج. - علاج الأمراض الوراثية في مجال علاج الامراض الوراثية أين وصل سدرة ؟ الامراض الوراثية منتشرة بكثرة في المنطقة الخليجية بسبب زواج الأقارب والكثير من الأمراض تأتي من طفرات جينية متنحية وتعني أنه في حال أن يكون الطفل أخذ الطفرة من أحد الأبوين فهو حامل للمرض، وإذا أخذ الطفل الطفرة من الطرفين الأب والأم هنا يكون الطفل مصابا بالمرض. وفي حال يكون الزواج متباعداً فإنّ إمكانية أن يحمل نفس الطفرة الجينية أقل وأنها لم تأتِ من نفس الخلفية الجينية القطرية فإذا شخص قطري تزوج مثلاً جنسية أخرى هناك خلفيات جينية مختلفة فتكون احتمالية وجود المرض الجيني أقل. الأمراض المتنحية تزيد عادةً في المجتمعات التي ينتشر فيها زواج الأقارب لأنّ الخلفية الوراثية الجينية واحدة لذلك تكون نسبة الأمراض المتنحية عالية جداً حتى في المنطقة الخليجية. - برنامج العلاج الجيني ما دور سدرة في هذا النوع من العلاج الجيني ؟ الأمراض المتنحية هي من المجموعة الكبرى للأمراض النادرة، وسدرة لديها قدرة على تشخيص وتحديد نوعية الأمراض المتوقع انتشارها في منطقتنا من خلال برنامج بالتعاون مع قطر بيوبنك، حيث نقوم بعمل سلسلة جينية للقطريين، وقد تمت إضافة أكثر من 6 آلاف قطري حالياً لبرنامج السلسلة الجينية الكاملة. وهذه السلسلة الجينية تتيح لنا تحديد الامراض والطفرات الوراثية. وكان الفحص الجيني في سدرة بالتعاون مع بيوبنك قد وصل إلى أكثر من 30 ألف فحص جين متسلسل للقطريين، وهذا يتيح لنا كأطباء معرفة نوعية الطفرات الموجودة في المجتمع القطري وبعض الطفرات النادرة التي تكون نتاج زواج أقارب. سدرة شاركت في تأسيس سلسلة قطرية من الجينات، التي تكونت كقاعدة طبية معلوماتية عن المجتمع القطري، وفي حالة وجود طفل مريض مثلاً وبعد فحصه يتم مقارنته بالقاعدة الجينية المحفوظة لدينا.وهناك الأمراض الجينية المورثة المنديلية مثل أنيميا المنجلية التي تنتقل من الأم للطفل وهذه تسمى منديلية لأنها نتاج طفرة معروفة وراثياً، وفي سدرة اليوم نعرف مسار تلك الطفرة. والجين عندما يورث يتحول إلى بروتين ثم إلى وظائف وينتج عنه أشياء في الخلية ويتم متابعتها وهذا ما يسمى بالطب الدقيق ومركز سدرة يركز على الطب الدقيق لأنه مستقبل الطب. - الأمراض الوراثية الأكثر انتشارا ما أبرز الأمراض الوراثية.. هل تمّ حصرها؟ بعض الأمراض الوراثية نتفرد فيها كمجتمع للأسف موجودة لدينا، مثل التليف الرئوي وراثي وينتقل في الأسر وراثياً ولدينا طفرة تسمى الطفرة القطرية وتتم مناقشتها عالمياً في مؤتمرات دولية والتي تتفرد فيها قطر وقد أجرينا عليها أبحاثاً ودراسات علاجية أجريت في سدرة ونحن بمثابة مرجع طبي علمي في هذه الطفرة تحديداً. وكل ما يبدأ باحث بعمل بحثه الطبي عن الطفرة القطرية يأتون إلى سدرة من انحاء العالم لدراستها. - توعية مجتمعية صحية كيف يمكن الإسهام في التوعية مع منظمات المجتمع المحلي للحد من زواج الأقارب أو التقليل من آثاره المرضية؟ بالتأكيد، نحن منخرطون مع وزارة الصحة وكل الجهات التي تعنى بتقديم الخدمات بتوعية المجتمع ونساند كل البرامج التثقيفية الموجودة على مستوى الدولة للحد من انتشار الامراض الوراثية. - علاجات الأطفال في سدرة ما هي العلاقة القائمة بينكم والمؤسسات الرسمية مع القطاع الحكومي.. ما نوع هذه العلاقة والتعاون القائم مع القطاع الطبي ؟ تجمعنا علاقة تكاملية ونؤمن بأهمية المنظومة الصحية في قطر سواء قطاعات حكومية أو خاصة، لأننا في سدرة نقدم الخدمات للقطاع العام أيضاً ومنها خدمات الأطفال التخصصية التي تشكل نسبة 90% من خدمات القطاع العام موجهة للأطفال بالكامل. ولدينا 90% من حالات الأطفال المعقدة تتعالج في سدرة بالكامل من خلال العلاجات الطبية التي وفرتها الدولة لهم. وهذا يتم عن طريق تحويل من مستشفى إلى سدرة. - الوقاية من أمراض زواج الأقارب بعض الأبحاث تشير إلى أنه يمكن إيجاد حلول للأمراض الناجمة عن زواج الأقارب.. كيف يتم ذلك؟ يوجد لدينا برنامج في قسم أنابيب الأطفال يقوم على دراسة البويضات المصابة قبل التلقيح ويتم اختيار البويضة السليمة التي لا تحمل الطفرة لتبدأ عملية التقليح وهذا يسمى بتمييز البويضة حاملة الطفرة من غيرها، وبالتالي يقلل من نسبة الأمراض الناجمة عن زواج الأقارب. - المشاركة في الأبحاث العلمية العالمية ماذا قدمت سدرة للطب من أبحاث علمية للطب الحديث؟ قدمت سدرة الكثير من الأبحاث العلمية الطبية المميزة، والتي تميزت فيها مثل بعض الدراسات والأبحاث التي تناولت الجينات والطب الدقيق ويجري التركيز عليها وأبحاث أخرى نشرت في دراسات ومجلات علمية عالية القيمة على مستوى عالمي. وأجرينا دراسة واسعة على مستوى الدولة تتعلق بالجينات التي لها علاقة بالتوحد لدى الأطفال، ومحاولة اكتشاف الجينات التي تسبب التوحد للأطفال ونشرت في دوريات عالمية. وما يميز أبحاث سدرة أنها ذات قيمة وأبحاث عالية المستوى بدلالة عمليات التقييم وأماكن نشرها في مجلات ودوريات طبية علمية التي تخدم القطاع الطبي العلمي. ومن المؤشرات التي تشير إلى مكانة سدرة المكان الذي تنشر فيه الأبحاث ومدى تأثيرها المحلي والعالمي، ومدى مناسبتها للمؤتمرات العالمية التي تقدم فيها تلك الدراسات القطرية. - الربط الإلكتروني للمرضى بالنسبة للعلاقة التكاملية بين سدرة وبقية المؤسسات الطبية.. هل هناك ربط لتقارير الأطفال المرضى في حمد الطبية مثلاً مع سدرة ؟ بالتأكيد، يوجد ربط إلكتروني بين سدرة وبقية القطاعات الطبية، ولدى الطبيب في سدرة إمكانية الدخول على الملفات الطبية للمريض في حمد والعكس في بعض التخصصات ووقت الحاجة لذلك. - استيعاب المرضى من دول الخليج أشرت إلى قضية تشابه الأمراض في المجتمع الخليجي.. هل بإمكان سدرة استيعاب حالات مرضية من دول الخليج وهل هناك بالفعل من يأتي إليكم؟ بالتأكيد، لدينا عدد طيب من المرضى ممن قدموا من دول الخليج، فقد جاءتنا من دول المنطقة أكثر من 300 حالة مرضية تتعالج في سدرة من الكويت والسعودية والكثير منهم يتحول رسمياً من بلدانهم للعلاج في سدرة. والكثير من الخليجيين يفضلون العلاج في سدرة عن العلاج في أمريكا وأوروبا وهذا بشهادة عدد كبير من المرضى المراجعين لأنه اجتماعياً أفضل بكثير ان يكون بجانب بلده وأهله، والحمد لله استقطبنا عدداً طيباً من الدول المجاورة والحالات التي تأتي من الخارج معقدة جداً. - حضور مباشر وتحويل هل يكون حضور المريض من دول الجوار محولا بطلب رسمي أو حضورا شخصيا؟ عادة يكون محولا من جهة حكومية أو بالحضور الشخصي المباشر وهنا يسدد رسوم العلاج ليحصل عليه. وتكون تغطية النفقات عن طريق التأمين أو الدفع المباشر، أما المواطنون فيكون العلاج من الدولة أو من التأمين الصحي أو من الدفع الشخصي أو تتبناه جهة حكومية مثلاً في حال المرضى من دول الخليج، أو جهة عمله تقوم بتغطية نفقات العلاج. ولدينا حالات بالفعل تتعالج قدمت إلينا من أمريكا وباكستان والإمارات والسعودية وغيرها ممن يفضلون العلاج في سدرة، وهذا يدعو للفخر. - علاج سرطان الأطفال هناك توأمة بين سدرة وحمد الطبية لجراحة أورام الأطفال.. أين وصلت الشراكة ؟ الشراكة مستمرة وحالات أورام السرطان عند الأطفال فقط تتعالج جميعها في سدرة بالكامل، أما الكبار فلديهم مسار علاجي في حمد الطبية. - برنامج تدريبي في طب الأطفال بالنسبة للتدريبات الأكاديمية لطلاب الطب في كليات الطب بجامعات قطر... كيف يتم التدريب ؟ تقوم الجامعات بتوزيع طلاب كليات الطب على أقسام سدرة، وأنّ جزءا من التدريب يجب أن يكون في سدرة وجزءا من أبحاثهم الطبية مع الأطباء الموجودين. ولدينا برنامج تدريبي في طب الأطفال قوي جداً ومعتمد عالمياً في أمريكا وكندا وقد تمّ حديثاً اعتماد البرنامج التدريبي لطب الأطفال في كندا ويأتوننا طلاباً من الخارج كمركز تدريبي عالمياً رسمياً في سدرة. - زراعة النخاع الشوكي كم نسبة من يرسل الطفل المريض للعلاج في الخارج؟ لا تزال هناك بعض الحالات الصعبة والمعقدة التي تحتاج إلى زراعة ترسل للعلاج في الخارج، وحالياً بدأنا فعلياً في زراعة النخاع ثم سنبدأ في زراعة الخلايا الجذعية العام المقبل 2025، وقد أجرينا بالفعل زراعة كلى وهناك زراعات أخرى مثل زراعة الكبد في 2025. - خطط التوسع في الخدمات ماذا عن خطط التوسع في المرحلة القادمة؟ سيكون التركيز في المرحلة المقبلة على طب التشخيص الدقيق الذي يرتكز على العلاج الجيني، وطب الأمراض النادرة والمستعصية يجري التركيز عليها في سدرة. وقد وصلنا للحالة رقم 8 في علاج الحالات المرضية لأطفال مصابين بأمراض نادرة ومستعصية مثل الطفل اللبناني الذي أصيب بمرض الدوشيني الذي يصيب العضلات ويؤدي إلى شلل الأعضاء ويفقد الطفل القدرة على المشي. - برامج تدريب عالمية ما أبرز النجاحات العالمية التي حققتها سدرة للطب؟ هناك مجموعة من الإنجازات الطبية التي حققتها سدرة، والى جانب الابحاث العلمية لدينا التدريب الطبي الذي ننفرد بتقديمه على مستوى العالم. البرامج التدريبية التي تقدمها وهي مميزة ومعتمدة عالمياً ولا توجد مؤسسة طبية في أي منطقة تقدم هذا النوع من التدريب المتطور والذي نفتخر بتقديمه في سدرة. ولدينا أكثر من 33 برنامجا تدريبيا تخصصياً في الأطفال يوجد في سدرة وغير موجود في أي مكان في العالم سوى في امريكا وفي سدرة فقط وهذا يشكل بالنسبة لنا إنجازاً غير مسبوق. أما من الناحية الطبية فان ابرز النجاحات هي زراعة النخاع في الأطفال فقد حقق نجاحاً، وهناك بعض الجراحات الناجحة مثل زراعة الكلى في الأطفال التي تجريها سدرة، إلى جانب فصل التوأم السيامي تجريها سدرة أيضاً. وهناك بعض العلاجات عبر الروبوت. ومن المتوقع في العامين القادمين 2025 و2026 نتوسع في هذا المجال إلى جانب الخدمات التكاملية للأمراض المعقدة والنادرة والمستعصية. - تكلفة العلاج الجيني ما هي التكلفة المالية للعلاج الجيني؟ لقد أجرت سدرة ما يقارب الـ 8 حالات للعلاج الجيني، وتكلفة الجرعة الواحدة من العلاج الجيني مليونا دولار أمريكي. - برامج الصحة النفسية هل لدى سدرة برامج للصحة النفسية تميزها عن سائر المستشفيات ؟ الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من صحة المرأة. اشياء كثيرة تدخل فيها الصحة النفسية. وهي مثل ملح الطعام يجب ان تدخل في معظم الجوانب الصحية. وهناك اشياء متخصصة بالصحة النفسية للمرأة وهناك من النساء ليس لديهن مرض نفسي لكن لديهن عوارض نفسية ومشاكل طارئة نحن في سدرة متخصصون في الصحة النفسية للمرأة بشكل عام حيث يقوم الاختصاصيون لدى سدرة بمساعدة المرأة على العيش بسعادة وراحة واطمئنان بطرق مختلفة. و يقوم الاختصاصيون بدراسة الحالة التي تعانيها المرأة من ضغوطات الحياة. وبالتالي يتم معالجة العوارض النفسية الناجمة عن ضغوط الحياة حتى لا تؤثر على صحتها الجسدية. و في برامجنا يتم التعامل مع المرأة كإنسانة متكاملة صحيا ونفسيا وجسديا. - الإقبال وأزمة المواعيد ما هي نسبة الاقبال على الصحة النفسية في سدرة للطب؟ لدينا اقبال كبير وضغط كبير على المواعيد حيث لدينا لائحة انتظار ونحن نعمل على تقليل فترة الانتظار. بشكل عام هل هناك أزمة مواعيد؟ حسب التخصصات. هناك تخصصات يسهل الحصول على الموعد وهناك تخصصات تتطلب الانتظار وخصوصا تلك المحولة من حمد الطبية حيث تعاني مؤسسة حمد من زحمة مواعيد وتنتقل لدينا بشكل تلقائي وعلى سبيل المثال عظام الاطفال مثلا. خصوصا وان سدرة المركز الوحيد لعلاج اصابات العظام عند الاطفال. كل اصابات الاطفال تحول الى سدرة ونحن نقوم بعلاجها وطوارئ سدرة هو الطوارئ لحوادث واصابات الاطفال في قطر. نحن نستقبل الحالات ونعالجها أما المتابعات فيمكن ان تكون في مؤسسة حمد أو في أي مكان آخر. ونظرا لذلك تصبح نسبة الانتظار عالية. - السياحة العلاجية في سدرة كثير من الدول تعتمد على السياحة العلاجية هل نحن مؤهلون ان نتحول الى وجهة للسياحة العلاجية ؟ التوجه العام لدى الدولة ان نصبح وجهة للسياحة العلاجية ونحن نعمل بجد وجهد على تحقيق هذا الهدف سواء نحن في سدرة او في حمد الطبية أو في مستشفيات القطاع الخاص. مطلوب من الجميع التعاون لتحقيق هذا الهدف. من جهتنا في سدرة بدأنا نستقطب الحالات التي كانت تعالج في الخارج ووضعنا من الناحية التنافسية على مستوى السياحة العلاجية في منطقة الخليج نعتبر ممتازين خصوصا في مجال علاج الاطفال. لكن المطلوب ان يتحمل القطاع العام مسؤوليته لخفض زحمة المواعيد حيث يتسنى لنا كمستشفيات تخصصية استقبال الحالات من مختلف الدول بشكل رحب. كما ان القطاع الخاص يستطيع ان يقوم بدور حيوي في السياحة العلاجية خصوصا مع تطبيق التأمين الصحي مما يؤدي الى ازدهار القطاع الصحي الخاص بشكل كبير. - نسبة الإشغال 120% ماهي نسبة الاشغال الطبي داخل سدرة للطب؟ بخصوص المرضى السريرين لا تقل نسبة الاشغال عن 80% في اي يوم وفي بعض الاحيان كانت نسبة الاشغال ترتفع الى 120% ونعتبر اننا وصلنا الى اعلى نسبة اشغال لمستشفيات الاطفال في قطر. أما العيادات الخارجية فقد بلغت 120 الف موعد ما بين الاطفال والنساء وعدد المرضى الذين دخلوا المستشفى اكثر من 5 الاف مريض خلال هذا العام. - علاج أطفال غزة بناء على توجيهات أميرية تم إحضار عدد من المصابين في غزة، وكان لسدرة حصتها من الاطفال المصابين، كيف تم العلاج وهل استكمل كليا؟ سدرة للطب كانت من ضمن المستشفيات التي اختيرت لعلاج المصابين في غزة حيث استقبلنا 230 طفلا من يناير 2024 واكثر الحالات تستدعي الجراحة والكثير منهم اصابات. بعضهم كانت اصاباتهم بليغة ومعقدة، وقد نجحنا بتقديم العلاج الكامل لهؤلاء الاطفال. وبفضل الله تعافى الاطفال وخرجوا جميعهم من المستشفى. - تكامل المنظومة الصحية ما هي رسالتكم في ختام هذا الحوار؟ رسالتنا كسدرة للطب تقع علينا مسؤولية كبيرة بالنهوض بالتخصصات التي ننفرد بها. أما بالنسبة للقطاع الصحي يجب ان تتكامل منظومة القطاع الصحي العام والخاص بشكل كامل.المريض لا يهمه اين تلقى العلاج بل يهمه انه تلقى علاجا ناجحا وناجعا في قطر. يجب أن نتعاون في القطاعين العام والخاص لتقديم أفضل الخدمات الصحية تحقيقا لرؤية قطر الوطنية 2030. - التشخيص والطب المبكر ماذا أضافت من قدرات وحضور ومكانة للقطاع الصحي في قطر.. ماذا عن الرعاية الوقائية التي تسير قبل المرض؟ هذا ما نسميه الطب الوقائي الذي يتوازى ويتماشى مع التشخيصي والعلاجي، وتوجد برامج للتوعية الصحية مثل السمنة لدى الأطفال حيث إنّ نسبة تلك السمنة عالية جداً لدى الأطفال في قطر. ونقوم بعمل مجموعة برامج تثقيفية للعائلات والأطفال لتقليل نسبة انتشار السمنة بين الأطفال، إلى جانب مراعاة نمط الحياة الصحي على مستوى محلي حيث هناك تعاون وطيد بين مركز سدرة والقطاعات الطبية الأخرى في مسألة الرعاية الصحية الشاملة. - علاج متطور للمرأة ماذا عن علاجات المرأة في سدرة؟ يرتكز العلاج في سدرة على مسارين هما: الولادة والأمراض النسائية، والأمراض التي تتعلق بالجهاز التناسلي الأنثوي، التي تتعرض لسرطانات ومشكلات مرضية، ومسار آخر هو مسار صحة المرأة الذي يقوم على رعاية المرأة بإجراء فحوصات طبية وعلاجية ومراجعات دورية للثدي وعنق الرحم او سكري الضغط والوزن ونفسية المرأة وهو مسار تتبعه سدرة لترسيخ هذه القاعدة العلاجية والصحية لخدمة صحة المرأة. ولدينا برنامج متكامل لصحة المرأة النفسية يشتمل على فروع متخصصة وهناك عدد من الاستشاريين المتخصصين في علاج نفسية المرأة بعد الولادة والمشاكل النفسية الاخرى للمرأة.

1612

| 22 ديسمبر 2024

حوارات رئيس التحرير alsharq
رئيس الطوارئ الحكومية ووزير البيئة اللبناني د. ناصر ياسين لـ "الشرق": دعم قطر بالغ الأهمية لاستقرار لبنان

■ اللبنانيون حكومة وشعباً يجتمعون على حب قطر ■ كل الشكر لسمو الأمير والحكومة القطرية لدعم لبنان خلال العدوان ■ تحرر سوريا من نظام الأسد يعيد الاستقرار للبنان والمنطقة ■ الحوار الوطني يبدأ بعد انتخاب رئيس الجمهورية لمناقشة المستقبل ■ لو كان لدينا رئيس جمهورية لما تأخرت الدول العربية عن دعم الإعمار ■ الإعمار يبدأ عندما يتوفر التمويل وحتى الآن لم تتبلور الصورة الكاملة ■لابد من خطة حكومية لإعادة الإعمار تفتح الباب لمساهمة الأشقاء ■ لبنان يحتاج في كل المراحل إلى حوار داخلي حول الملفات العالقة ■المشكلة تبقى في اقتناع القوى السياسية اللبنانية بأهمية الحوار الداخلي ■ سلاح حزب الله سيكون جزءا من الإستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار ■ موضوع سلاح المقاومة يحتاج إلى عمل طويل وليس مجرد قرار ■ حجم الردميات والدمار يفوق حرب 2006 بخمسة أضعاف ■لا حل في لبنان بدون بناء مؤسسات الدولة بشكل كامل غير منقوص ■ احتياجات الجيش تقدر بمليار دولار للقيام بكل المهام المطلوبة ■ عندما يكتمل بناء المؤسسات الأمنية اللبنانية تنتفي الحاجة لسلاح آخر ■ العلاقات القطرية اللبنانية قائمة على الإخوة والمحبة والاحترام المتبادل ■ لبنان يستضيف أكبر نسبة لاجئين سوريين في العالم قياسا على الجغرافيا والسكان ■ بعد انتقال سوريا إلى الاستقرار علينا تنظيم عودة اللاجئين السوريين ■ الملفات العالقة بين لبنان وسوريا كثيرة وتحتاج لعمل دؤوب بين البلدين ■ نحن بحاجة إلى مصارحة ومصالحة لبناء الثقة بين لبنان وسوريا ■ مشاركتي في منتدى الدوحة فرصة لمناقشة تأثيرات الحرب على لبنان ■ الاحتلال الإسرائيلي كسر كل القوانين الدولية لحقوق الإنسان في غزة ولبنان ■ الدوحة أصبحت وجهة جاذبة للمفكرين والسياسيين وصناع القرار في العالم ■ الموقف الرسمي لقطر حريص على مساندة القضايا العربية في المنتديات العالمية ■ تكريم الصحفيين طريقة ذكية للإضاءة على انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان ■ نقدر عالياً تضامن قطر ومساندتها خلال العدوان عبر إرسال جسر جوي إغاثي ■ هذه الحرب هي الأعنف في لبنان من ناحية حجم الدمار الهائل أشاد وزير رئيس لجنة الطوارئ، ووزير البيئة اللبناني د. ناصر ياسين بمواقف حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، تجاه لبنان، منوها بأن سموه طرح قضية لبنان في جميع المنابر العربية والعالمية، وكان سباقا بإصدار توجيهاته لدعم لبنان وشعبه. وقال في حوار مع الشرق إن اللبنانيين حكومة وشعبا وسياسيين وأحزاباً يجتمعون على حب قطر ويقدرون عاليا تضامنها ومساندتها للشعب اللبناني خلال العدوان عبر إرسال جسر جوي محملا بأطنان المساعدات الإغاثية والطبية. وتطرق إلى دعم قطر للجيش اللبناني الذي يعتبر المؤسسة الأمنية الجامعة لكل اللبنانيين والحامية لوحدته واستقراره. مؤكدا أن الدعم المالي واللوجستي الذي قدمته قطر مكن الجيش اللبناني من الاستمرار بتحمل مسؤولياته والقيام بدوره الوطني. وتحدث الوزير ياسين عن أهمية منتدى الدوحة الذي أصبح منصة جاذبة لكبار الشخصيات والقادة وصناع القرار في العالم للإضاءة على القضايا العربية وأبرزها فلسطين ولبنان. وقال: إن تكريم الصحفيين الذين أصيبوا في الحرب في غزة أو في لبنان في افتتاح المنتدى كانت طريقة ذكية جدا للإضاءة على الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان، وهي إشارة جريئة لجرائم إسرائيل وكسرها للقوانين الدولية وحقوق الإنسان من خلال استهداف المدنيين والطواقم الصحفية والطبية. وأشاد بسقوط نظام الأسد في سوريا وقال: الاستقرار في سوريا والانتقال الديمقراطي نحو الحرية ونحو الحوار الداخلي بين كل المكونات السورية سيساهم في استقرار الدولة السورية والنهوض بها بعد سنوات من حروب وعقود من القبضة الحديدية على الشعب السوري مما قد يؤدي إلى انفراجات في المنطقة. وتطرق الوزير ياسين إلى حجم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على لبنان وتعرض لبنان الى العدوان الإسرائيلي في 82 و93 و96 و2006. فهذه الحرب هي الأعنف من ناحية حجم الدمار الهائل الذي حصل بالنسبة لكلفة الحرب التي قدرت بـ 10 مليارات دولار. وكشف أن العدوان الإسرائيلي تسبب باضرار فادحة للبيئة، وقال إن وزارة البيئة وثقت بالتنسيق مع خبراء استخدام إسرائيل الفوسفور الأبيض في مساحات واسعة في الجنوب خاصة، وقد تعمدت إسرائيل حرق أكثر من 5 آلاف هكتار في الجنوب، يعني هذا أكثر بخمس مرات مما احترق من غابات وأعشاب في كل الأراضي اللبنانية، وأعلن الوزير ياسين خطة وزارة البيئة اللبنانية للتعامل مع مخلفات العدوان والردميات، وقال أصدرنا إرشادات لكيفية معالجة الردميات وإزالة السموم منها. ولدينا خيارات أخرى كثيرة ومفيدة أهمها إعادة التدوير وإعادة تأهيل المقالع باعتبار ان الكسارات والمقالع شوهت الجبال وبالتالي نستطيع استعادة جمالية جبالنا. كذلك يمكننا الاستفادة من الردميات كمواد أولية لرصف الطرقات والبناء فالخيارات كثيرة ومتاحة وأفضل من ردم البحر. بعد التغيير الهائل الذي حدث في الشقيقة سوريا، نظن أن تداعياته لن تقف في الجغرافيا السورية، كيف تنظرون في لبنان الى هذه التداعيات؟ التغيير الذي حدث في سوريا خلال أيام وبشكل سريع سيكون له بلا شك نتائج مباشرة على لبنان والمنطقة بصفة عامة، خاصة أن العلاقات بين لبنان وسوريا تمتد لسنوات طويلة وفي الحقيقة شهدت العلاقات بين لبنان وسوريا دائما مد وجزر خاصة على المستوى السياسي ولكن العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية متجذرة بين البلدين. وأعتقد أن الاستقرار في سوريا والانتقال الديمقراطي نحو الحرية ونحو الحوار الداخلي بين كل المكونات السورية سيساهم في استقرار الدولة السورية والنهوض بها بعد سنوات من حروب وعقود من القبضة الحديدية على الشعب السوري مما قد يؤدي إلى انفراجات في المنطقة. - ملفات عالقة العلاقات السورية اللبنانية التي تميزت بالمد والجزر والانعكاسات تختلف عن باقي الدول خاصة. وانكم تستضيفون عددا كبيرا من الاشقاء السوريين، هل ترون أن هذا التغيير سوف يفتح صفحة جديدة من العلاقات المميزة أم ستكون علاقات مضطربة ؟ منذ الساعات الأولى من هذا الانتقال الذي يحصل في سوريا، الإشارات إيجابية من ناحية لبنان، مختلف الأطياف اللبنانية ترحب بالانتقال السلمي في سوريا. كما أن أغلبية المكونات السياسية في لبنان تعتبر أن ما يحدث في سوريا هو شأن داخلي، لا نريد أن نتدخل في الشأن السوري، والعكس صحيح، يعني لا نريد لسوريا بالمستقبل أن تتدخل في الشعب اللبناني، وهذا كان أساس الالتباس الحاصل في السابق، ولدينا كذلك ملفات عالقة تتعلق بالمعتقلين اللبنانيين في سوريا الذين لم تعترف الحكومة السورية السابقة باعتقالهم. ولكن اليوم ثبت وجودهم هناك بعض الأشخاص عادوا اليوم إلى لبنان بعد عشرات السنين من الاعتقال. وهناك عمل مشترك لتقصي الحقائق عن وجود معتقلين آخرين منذ الحرب الاهلية وقد أوعز رئيس الحكومة لوزارة العدل لمتابعة هذا الملف. - ملف اللاجئين السوريين أما الموضوع الثاني هو موضوع اللاجئين السوريين، لبنان يستضيف أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري، يعني نسبة لعدد السكان والجغرافيا اللبنانية، هذه أكبر نسبة لاجئين للسكان في العالم. لبنان استضاف كما نقول السوريين عن كل العالم، يعني في الوقت الذي رفضت بقية الدول استقبال اللاجئين السوريين بعد الحرب وبعد ما حدث من 2015 استقبلتهم لبنان بحكم الجوار والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية. أعتقد أن هؤلاء الناس من حقهم العودة لديارهم وأصبح الآن الوقت المناسب لذلك خاصة وان سوريا تنتقل إلى الاستقرار، الاقتصادي والسياسي، علينا أن ننظم العودة بشكل سريع. - ضبط الحدود مع سوريا الموضوع الثالث هو إعادة ضبط الحدود بين البلدين التي تمتد على عشرات الكيلومترات لوقف التهريب وتجارة المخدرات فهناك عدد من الملفات الكثيرة على الحكومة السورية المقبلة والحكومة اللبنانية الحايلة او القادمة مناقشتها بشكل فعلي. الى جانب تعزيز العلاقات الدبلوماسية. و للتذكير رغم العلاقات العريقة بين البلدين أول سفارة سورية فتحت أبوابها في لبنان سنة 2008 بعد اغتيال الرئيس الحريري. ونأمل أن يتم توطيد العلاقات بالشكل الذي يخدم مصالح البلدين. نحن نحتاج الى مصالحة وبناء الثقة بين لبنان وسوريا بعد أن تتمكن سوريا الجديدة من تحقيق التفاهمات والتوازنات الداخلية. - منصة للقضايا العربية نلتقي معكم على هامش مشاركتكم في منتدى الدوحة الذي جمع حشدا كبيرا من قادة الدول وصناع القرار. كيف كانت مشاركتكم وما هو انطباعتكم؟ هذا ثالث منتدى أشارك فيه، ودائما المشاركة في منتدى الدوحة تكون ذات قيمة ومفيدة وذات حصيلة من الأفكار والتبادلات المهمة، فعلا فضاء منتدى الدوحة مهم جدا على مستوى الفعاليات والجلسات. وكذلك المشاركة هذه السنة كانت فرصة لشكر صاحب السمو والحكومة وكل الشعب القطري الشقيق لدعم لبنان خلال العدوان الإسرائيلي الذي تعرض له وسبب خسائر كارثية وتهجير أكثر من مليون لبناني. نقدرعاليا تضامن دولة قطر ومساندتها لنا خلال العدوان عبر إرسال جسر جوي إغاثي وتضامني وإرسال رسالة مساندة ودعم كبيرة لنا وقت الحاجة أتذكر قدوم سعادة الوزيرة لولوة الخاطر وقت القصف على بيروت على متن طائرة عسكرية في الأيام الأولى للعدوان كان لهذا الموقف التضامني الأثر الكبير علينا. كما كان حضوري لهذا المنتدى فرصة مهمة لمناقشة نتيجة وتأثيرات هذه الحرب على لبنان. ومن المواضيع المهمة التي تم مناقشتها في المنتدى هو قيمة المنظومة القانونية الدولية وعدم احترامها من قبل الاحتلال الإسرائيلي إن كان في غزة أو في لبنان، وأقصد بالتحديد القانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، كل هذه القوانين كسرها الاحتلال الإسرائيلي في غزة عبر الإبادة التي حصلت، وأيضا عبر ما حصل في لبنان من استهداف للمدنيين وطواقم طبية وتهجير أكثرمن مليون و200 الف لبناني وتدمير ممنهج للمدن وهو ما يسمى بالإبادة المكانية، والابادة البيئية وهي الإبادة الإيكولوجية. وكان منتدى الدوحة لحظة مهمة لرفع الصوت حول هذه القضايا بحضورعدد كبير من المفكرين ومراكز الأبحاث والسياسيين والمؤسسات غير الحكومية. - المنتدى أضاء على جرائم إسرائيل نحن نفتقر لتجميع هذا العدد من المفكرين وصناع السياسة على مستوى العالم في الدول العربية. ماذا يعني أن يكون هذا الحدث بهذا الزخم في عاصمة عربية؟ هل يشكل نقطة تحول في إبراز قضايانا العربية على مستوى العالم؟ تماما أصبحت الدوحة جاذبة للضيوف من العالم في عدد من المناسبات ليست فقط سياسية وانما ثقافية ورياضية وهذا الحضور الكبير بتنوعه وأعداده مهم أيضا لرفع القضايا العربية، هذه المنتديات العالمية أو المؤتمرات الدولية من المهم فيها الاضاءة على القضايا العربية على غرار فلسطين أو لبنان. نلاحظ دائما ان الموقف الرسمي لدولة قطر يساند ويعرض القضايا العربية. العام الماضي، كانت قضية غزة تأخذ حيزا كبيرا في المنتدى وهذا العام غزة ولبنان فكي لا تصبح هناك دول عربية أخرى تعاني يجب رفع الصوت. كما ان تكريم الصحفيين الذين أصيبوا في الحرب في غزة أو في لبنان كانت طريقة ذكية جدا للإضاءة على الانتهاكات التي حصلت في حقوق الإنسان نتيجة الاحتلال الإسرائيلي وهي إشارة جريئة لجرائم إسرائيل وكسرها للقوانين الدولية وحقوق الإنسان من خلال استهداف المدنيين والطواقم الصحفية والطبية. - جرائم إسرائيلية بعد الاتفاق على وقف اطلاق بين لبنان وإسرائيل وخرقه المستمر من الاحتلال هل سيكتب النجاح لهذا الاتفاق أم قد ينتهي وتعود الحرب ؟ الأيام الماضية كان هناك حوالي 100 انتهاك من الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، وتم قصف بعض البيوت والسيارات بشكل متفرق لكن لبنان لم ينتهك بأي شكل من الأشكال وقف إطلاق النار، جرى تبادل معين حدث في أراض لبنانية وتعمل الحكومة ولجنة المراقبة التي تضم جنرالا أمريكيا وجنرالا فرنسيا والقبعات الزرقاء في مهمة لحفظ السلام. كما ان الجيش اللبناني ينتشر بشكل تدريجي في المناطق الحدودية ولكن إسرائيل هي من تنتهك هذا الاتفاق. - تكلفة رهيبة لإعادة الإعمار بعد أن وقف هذا العدوان الصهيوني على لبنان، أكيد بدأتم في تقييم حجم الأضرار وما خلفه هذا العدوان، إن كان ذلك على مستوى المواطن اللبناني أو إن كان على صعيد البنية التحتية أو حتى على صعيد البيئة، وأنتم دكتور يعني وزيرا للبيئة ما هو أثر العدوان على مختلف الأصعدة؟ يعني أنا عشت معظم الحروب، كنت صغيرا خلال الحرب الأهلية، تعرضت لبنان الى العدوان الإسرائيلي في 82 و93 و96 و2006. هذه الحرب هي الأعنف من ناحية حجم الدمار الهائل الذي حصل بالنسبة لكلفة الحرب قدرت لحد الآن بشكل أولي،لأن عدد من المناطق لا تزال محتلة، هناك أكثر من 55 بلدة وقرية محتلة، وهي شبه مدمرة، ولكن التقدير الأولي لكلفة الحرب تفوق 10 مليارات دولار. تقدير البنك الدولي أواخر شهر 10 كان بحدود 8.6 مليار وهو تقدير للحد الأدنى. ولكن ممكن أن تكون الكلفة أكبر اذ نظرنا للكلفة البيئية والقطاع الزراعي وبعض القطاعات الاقتصادية ولكن الرقم هو أكثر ضخامة بالنسبة للوضع الاقتصادي للبلد وعدم القدرة على إعادة الاعمار. بصورة أوضح نصف الناتج المحلي وكل ما يملك لبنان واللبنانيون والمصارف والحكومة، نصفهم سيذهب لاعادة الاعمار وهذا غير ممكن، لا قدرة للبنان بكل بساطة للبدء في الإعمار نحن نحتاج إلى الدعم. كلفة إعادة تأهيل محطات المياه في الجنوب والضاحية فقط يفوق 300 مليون دولار، ضف على ذلك إعادة تأهيل الطرقات، الكهرباء، الاتصالات، النظافة ورفع النفايات والركام. نحن أمام مرحلة ستكون جد شائكة فيها تحديات كبيرة ولكن بدأنا بشكل متدرج في دعم الناس لتمكينهم من العودة لبيوتهم بتقديم الخدمات الطارئة لتأهيل البنية الأساسية. هناك أكثر من نصف مليون لبناني فقدوا منازلهم بشكل كامل أو ألحق بها الضرر، هناك 100ألف بيت متضرر والناس محتاجون لمساعدة للإيواء، هناك مدينة النبطية تعرضت الى التدمير، صور تعرضت لغارات كبيرة أحياء كاملة في البلدات الحدودية تدمرت بشكل ممنهج، وأيضا في الضاحية. يبقى لدينا الامل واللبنانيون لديهم قدرة على الاستمرار، ولكن هذه المرة الحرب وقعت في ظروف اقتصادية صعبة بالنسبة للحكومة والمواطنين خاصة بعد أزمة المصارف. نتمنى أن تحل هذه الازمات مع قدوم الرئيس الجديد في العام القادم. - حكومة جديدة هل هناك مؤشرات تشير إلى قرب تكوين الحكومة وتعيين الرئيس الجديد ؟ أعتقد أن الحراك الرئاسي أكثر جدية هذه المرة بسبب ضغط الحرب على البلاد، لبنان محتاجة إلى حكومة ورئيس جمهورية للتصديق على الاتفاقيات والقوانين. نحتاج الى حكومة دستورية ليستطيع مجلس النواب تشريع القوانين. خلال السنتين الماضيتين لم يستطع مجلس النواب التشريع واعتماد قوانين. لبنان تحتاج إلى رئيس دولة هذا من المسلمات لنتمكن من حل الازمات العديدة التي نعاني منها. الواقع السياسي والتحول في المنطقة وخاصة سوريا يفرض أكثر وجود رئيس وحكومة لفتح باب الحوار أيضا مع الحكومة السورية لتسوية المواضيع العالقة. - أضرار جسيمة هذا العدوان استخدم فيه ربما اسلحة لأول مرة يتم استخدامها ايضا مما يسبب اضرارا قد تكون لاحقة على البيئة والانسان، على الامور الصحية، هل توفرت لدى الحكومة اللبنانية تقارير تتحدث عن مثل هذا الامر؟ نحن وثقنا في وزارة البيئة مع خبراء استخدام الفوسفورالأبيض في مساحات واسعة في الجنوب خاصة وقد تعمدت اسرائيل حرق أكثر من 5 آلاف هكتار في الجنوب، يعني هذا أكثر بخمس مرات مما احترق من غابات وأعشاب في كل الأراضي اللبنانية، وبعد توقف العدوان بدأنا في التوسع لأخذ عينات أكبر لدراسة اثار الحرب على البيئة. ورفعنا تقارير لعدد من الهيئات الحقوقية مثل أمنستي وهيومن رايتس ووتش، ومكاتب الأمم المتحدة، ناقشنا الموضوع مع مكتب المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة لإجراء تقصي الحقائق موثق أكثر من قبلهم لهذه الانتهاكات. هناك دراسات من جامعات ومراكز أبحاث تفيد بأن الفسفورلا يبقى كثيرا في التربة، ولكن يؤثر على مياه الجوفية، نحن نحتاج للوصول إلى المناطق،لا تزال محتلة الآن لإجراء دراسات أكثر على التربة والمياه والمزروعات وغيرها. ألا تفكرون في رفع قضايا دولية على إسرائيل؟ نحن رفعنا قضية لمجلس الأمن اذ لم ينظر فيها سنذهب للجمعية العامة وممكن استخدام كل الأطر والقوانين الدولية يعني لهذا الموضوع نحن في السابق في 2006 ادعينا على إسرائيل بالجمعية العامة لتعمدها إجراءات تسرب نفطي في منطقة الجييف. والجمعية العامة غرمت إسرائيل بـ 860 مليون دولار و لم تدفعها، ولكن كل سنة نذكر ونطالب بالدفع، فالأساس هو المتابعة والمطالبة المستمرة. أشرت دكتور إلى بدء عودة اللبنانين إلى مناطقهم، هل بدأتم وأنتم رئيس لجنة الطوارئ بإعادة النازحين إلى المناطق التي خرجوا منها؟ في لبنان الناس لا تبقى في مراكز الإيواء طويلا خلال الـ24 ساعة، كان 80% من الناس قد رجعوا إلى منازلهم أو السكن عند الأهالي والأصدقاء والأقارب، تبقى 6% فقط في مراكز الإيواء، نحن نجري كل الإحصاءات لمعرفة الحاجات الاولية وكلفة إعادة الإعمار وإعادة الخدمات التي من المؤكد ستأخذ وقتا طويلا في ظل غياب التمويل. - تمويل إعادة الاعمار ما هي المدة الزمنية المتوقعة لإعادة الاعمار؟ الاعمار يبدأ عندما يتوفر التمويل. وقد يستغرق الأمر من سنة الى سنتين. حتى الان لم تتبلور الصورة الكاملة للجهات التي ستمول إعادة الاعمار. هل تلقيتم وعودا من دول عربية لإعادة الإعمار؟ تلقينا وعودا من عدة جهات ولكن هذه الوعود بدعم لبنان وليس تحديدا في مجال إعادة الإعمار. ومازلنا ننتظر. لابد من خطة حكومية لإعادة الاعمار ويتم على أساسها دعوة الدول الشقيقة والصديقة للمساهمة في هذا الخطة. واظن ان هذه العملية مازالت في مراحلها الأولى. - غياب رئيس الجمهورية هل تعتقدون ان عدم وجود رئيس للجمهورية هو السبب في تأخر المساهمات العربية في إعادة الاعمار ؟ من المؤكد انه لوكان لدينا رئيس للجمهورية والمؤسسات الدستورية منتظمة لما تأخرت الدول العربية الشقيقة بالمساهمة في تمويل إعادة الاعمار.الرئيس القادم يجب ان يكون برنامجه إعادة الاعمار والمؤسسات. وربما هذا يتطلب حوارا وطنيا لأننا في لبنان نحتاج في كل المراحل الى حوار داخلي. - الحوار الداخلي الوطني هل نحن في مرحلة تتطلب الحوار الداخلي ريثما يتم انتخاب رئيس الجمهورية ؟ الحوار الداخلي قائم بطريقة غير مباشرة عبر لقاءات ثنائية خصوصا وان التطورات تطرح الكثير من الملفات التي يجب التفاهم عليها فهناك تطبيق القرار 1701 وتوابعه وهناك اعادة الاعمار وهناك ملف المؤسسات الدستورية وهناك الملف السوري وكيفية التعاطي معه. وهناك ايضا مشكلة غياب الثقة بين الاطراف والقوى اللبنانية. هل نفهم ان الحوار الوطني سينطلق بعد انتخاب رئيس الجمهورية ؟ من المؤكد ان رئيس الجمهورية القادم سيكون رئيسا حواريا بحيث يطرح جدول اعمال حول القضايا الوطنية والقضايا الخلافية تشمل: الاستراتيجية الدفاعية والعلاقة مع سوريا وترسيم الحدود وبناء المؤسسات وتفعيل السلطات القضائية وغيرها الكثير من القضايا التي تحتاج الى حوار طويل ومعمق. - الحاجة لطرف خارجي عندما تتعقد الامور يبحث اللبنانيون عن طرف خارجي يجمعهم للحوار والتفاهم لماذا لا يلتقي اللبنانيون الا في الخارج ؟ اذكر عندما استضافت الدوحة الحوار الوطني اللبناني طلب صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سحب الهواتف من المشاركين في الحوار حتى يمنع المؤثرات الخارجية عنهم. وهكذا نجح الحوار. في مسيرة لبنان كثير من المواقف في هذا الاطار. ولعل اتفاق الطائف كان اكثرها جدية واطولها زمنا. غير ان مشكلتنا ان كثيرا من بنود الطائف لم يتم تطبيقها. حاليا توجد اللجنة الخماسية التي تضم قطر ومصر والسعودية وفرنسا وامريكا تقوم بدور جيد وبجهد دؤوب لانتخاب رئيس للجمهورية. لكن تبقى المشكلة في اقتناع القوى السياسية اللبنانية باهمية الحوار الداخلي. لدينا انقسام واضح في الكتل البرلمانية في مجلس النواب وهذا الامر انعكس على دور مجلس النواب. وهذا يؤكد الحاجة لاقتناع اللبنانيين بأهمية الحوار الوطني الداخلي. - نزع سلاح حزب الله بعد الذي حدث جراء العدوان الاسرائيلي هل اصبح موضوع نزع سلاح حزب الله اقرب للتنفيذ مما كان عليه في السابق؟ هذا الموضوع سيكون جزءا من الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار المنتظرة. وموضوع سلاح حزب الله لطالما كان موضع تجاذبات سياسية وهو موضوع قديم متجدد سبق ان طرح في محطات مختلفة وهناك تساؤلات مطروحة كيف نحمي لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية وما هو دور المقاومة بمختلف اشكالها وهذه الاسئلة مشروعة في الحوار الوطني. وتحتاج الى كثير من الحكمة في التعامل مع هذا الملف. واذكر هنا تجربة حصلت في ايرلندا حيث ان الاتفاق الذي تم مع الجيش الايرلندي عام 1997 لوقف الحرب الاهلية غير ان المفاوضات لنزع السلاح مازالت مستمرة حتى تاريخنا الحاضر علما ان الجيش الايرلندي لا يشكل سوى 10% من حجم قوة العتاد والسلاح الموجود لدى المقاومة في لبنان. هذه التجربة تؤكد ان موضوع سلاح المقاومة في لبنان يحتاج الى عمل طويل ومراحل متتالية. تبدأ بحوار وطني وبناء مؤسسات الدولة وتوفير الدعم الكامل للجيش اللبناني وتنتهي بتطيمنات وضمانات توفر الطمائنية لجميع اللبنانيين.لا حل في لبنان بدون بناء مؤسسات الدولة بشكل كامل غير منقوص. - مسؤوليات الجيش اللبناني يقع على عاتق الجيش اللبناني مسؤوليات كبيرة ولكن ماذا بشأن تسليح الجيش اللبناني وهل مسموح الحصول على الاسلحة المطلوبة؟ تم تسليح الجيش بحدود القدرة على حفظ الأمن. لكن الجيش بوضعه الحالي ظروفه صعبة سواء لجهة الناحية الاقتصادية ام لجهة الناحية اللوجستية والعتاد. خصوصا وان رواتب عناصر الجيش وضباطه زهيدة جدا. وقد كان لدعم دولة قطر دور مهم في استمرار الجيش وقدرته على القيام بدولة. والشكر والتقدير لقطر التي رفدت الجيش بشريان الحياة عبر دعمها المادي واللوجستي. ونحن بحاجة لمزيد من تكاتف الجهود لدعم الجيش في المسؤوليات المضاعفة والكبيرة التي القيت على عاتقه في الفترة الاخيرة. تقدر احتياجات الجيش بما يعادل مليار دولار للقيام بكل المهام المطلوبة منه. عندما يتم الاستثمار في دعم الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام والاجهزة الامنية الاخرى. وعندما يكتمل هذا الدعم تنتفي الحاجة لأي سلاح اخر. - قوة لبنان في مؤسساته غياب الجيش ودوره القوى احدث فراغا ملأته المقاومة وبوجود جيش قوي تنتفي الحاجة الى المقاومة ؟ كان لدينا مقولة سابقة وهي غير صائبة تقول ان قوة لبنان في ضعفه. في حين ان الحقيقة هي ان قوة لبنان في مؤسساته القوية وهي التي تحمي لبنان وليس المؤسسات الضعيفة غير القادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها. - إعادة تدوير الردميات بصفتك وزيرا للبيئة أصدرت تعميما بخصوص الردميات التي خلفها العدوان الإسرائيلي كيف سيتم التعاطي مع هذا الموضوع ؟ نحن موقفنا واضح بأهمية الاستفادة من الردميات وإعادة تدويرها وإزالة السموم منها. ولذلك اصدرنا إرشادات لكيفية معالجتها. ولست أرى ان رمي الردميات ومخلفات الدمار في البحر. لدينا خيارات أخرى كثيرة ومفيدة أهمها إعادة التدوير وإعادة تأهيل المقالع باعتبار ان الكسارات والمقالع شوهت الجبال وبالتالي نستطيع استعادة جمالية جبالنا. كذلك يمكننا الاستفادة من الردميات كمواد أولية لرصف الطرقات والبناء فالخيارات كثيرة ومتاحة وافضل من ردم البحر الذي يحتاج الى دراسات معمقة لمعرفة نوعية التربة وهناك كلفة مالية أيضا لبناء الحاجز البحري وهذا غير متاح الان. وبدلا من انفاق الأموال على ردم البحر نحتاج ان ننفق الأموال على إعادة الاعمار. وكذلك هناك التأثير السلبي على البيئة البحرية. لدينا كميات هائلة من الردم والدمار وهي بحجم خمسة اضعاف لحرب تموز 2006. في هذه الحرب حجم التدمير للعدوان الإسرائيلي غير مسبوق بتاريخ لبنان. - ملف الحدود مع سوريا في الملف السوري اللبناني توجد مشكلة الترسيم البحري لآبار الغاز ومشكلة اعتراف سوريا بلبنانية مزارع شبعا هل سيكون متاحا حلهما مع الحكومة السورية الجديدة ؟ موضوع ملف الحدود اللبنانية السورية تدخل فيه كل هذه التفاصيل. ولابد من التعاطي مع الحكومة السورية الجديدة بانفتاح كامل. وهذا الملف يحتاج الى وجود رئيس جمهورية في لبنان لكي يتفاوض مع الجانب السوري بكل التفاصيل. الحوار مطلوب بين الجانبين لحل كل المشاكل العالقة بين البلدين الشقيقين. - العلاقات القطرية اللبنانية كيف تنظرون إلى العلاقة القطرية اللبنانية في ظل هذه التطورات المتسارعة ؟ علاقة لبنان مع قطر هي دائما علاقة اخوة ومحبة وتكاتف. ولطالما كانت سباقة ومبادرة للوقوف الى جانب لبنان ومساعدته واغاثته بدون طلب. حيث ان قطر تلتزم بهذا الدعم للبنان من منطلق سياستها الحكيمة التي تقوم على دعم الاشقاء. لقد شمل صاحب السمو لبنان برعايته واهتمامه واعلن في جميع المنابر الدولية والإقليمية التزام قطر بدعم لبنان ووحدة أراضيه واستقراره وازدهاره. وقد ترجم هذه المواقف السياسية بكثير من الدعم الإنساني والاغاثي والصحي والتعليمي عبر برامج اطلقها صندوق قطر للتنمية وعبر مبادرات السفارة القطرية في لبنان وعلى رأسها سعادة السفير الشيخ سعود بن عبد الرحمن. وكذلك نجد في المقابل احتراما وتقديرا ومحبة لدولة قطر لدى جميع اللبنانيين حكومة وشعبا واحزابا وزعماء الكل يجتمعون على محبة قطر. وكما عودتنا قطر بالوقوف الى جانب لبنان نأمل أن تكون أول الداعمين والمساهمين في إعادة الإعمار.

1138

| 15 ديسمبر 2024

حوارات رئيس التحرير alsharq
الشيخ جاسم بن محمد بن حمد لـ الشرق: التنوع الاقتصادي في قطر خلق فرصاً واعدة للمستثمرين

■ اقتصاد دولة قطر قوي ومرن وقادر على مواجهة تحديات المستقبل ■ التنوع الاقتصادي في قطر خلق فرصاً واعدة للأعمال والمستثمرين ■ محمد بن حمد مجموعة رائدة في قطر وشريك موثوق محلياً ودولياً ■ لدينا شراكات إستراتيجية أسهمت في نقل الخبرات والتكنولوجيا إلى قطر ■ خطط الدولة طموحة لتنويع الاقتصاد وتبني المبادرات لتشجيع الاستثمار ■ جهود رائدة لتطوير الخدمات الطبية والاستثمارات والعقارات والضيافة والسفر ■المجموعة توفر فرص عمل متنوعة للكوادر القطرية في مختلف القطاعات ■ مبادرات لدعم رؤية 2030 وخطط لاستقطاب الكوادر القطرية وتوطين الوظائف ■ الحضور الراسخ لأكثر من 60 عاماً أتاح لنا فهم ديناميكيات السوق ■ للمجموعة شراكات محلية قوية مع الهيئات الحكومية والشركات والأفراد ■ نحتفل بالذكرى الثلاثين لتأسيس عيادة الدوحة كأول مستشفى خاص متكامل في قطر ■ خطط طموحة للتوسع ونركز على التطوير العقاري والرعاية الصحية ■ استثمارات في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والتعليم ■ العمل في قطاعات متعددة عامل للتميز وتخفيف المخاطر ■ السوق القطري واعد وينتظره الكثير من الفرص والتحديات ■ سياسات ريادة الأعمال في قطر تشجع على تأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة هيأت السياسات التي تنتهجها دولة قطر لخلق بيئة مشجعة لقطاع الأعمال، تأسيس مجموعات رائدة في قطاع الأعمال في دولة قطر، من أبرزها مجموعة محمد بن حمد القابضة التي تأسست عام 1962 من قبل الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رحمه الله. وعلى مدار 62 عاماً نجحت مجموعة محمد بن حمد القابضة في أن تشق طريقها كإحدى الشركات الرائدة في قطاع الأعمال في دولة قطر، وتطوير الشركات التجارية التي توسعت في إنشائها المجموعة ووصلت إلى 20 شركة متنوعة من القطاعات الاقتصادية بما في ذلك الخدمات الطبية والاستثمار والتطوير العقاري، وإدارة المنشآت، والضيافة، وخدمات السفر والسياحة، وغيرها.. « الشرق» التقت سعادة الشيخ جاسم بن محمد بن حمد آل ثاني رئيس مجموعة محمد بن حمد القابضة، حيث أكد في الحوار أن مناخ الاستثمار في دولة قطر شجع على جذب الاستثمارات وأوجد التنوع الاقتصادي، ووفر فرصاً واعدة للأعمال والمستثمرين، وأن لدى الدولة خططا طموحة لتنويع الاقتصاد وتبني المبادرات لتشجيع الاستثمار تهيئ للمجموعة ولبقية الشركات آفاقاً واعدة للمستقبل. وتحدث سعادة الشيخ جاسم بن محمد بن حمد آل ثاني عن خطط المجموعة، حيث نجحت في خلق شراكات إستراتيجية أسهمت في نقل الخبرات والتكنولوجيا إلى قطر، وتخطط للتوسع في المرحلة المقبلة بالتركيز على عدة قطاعات، أبرزها التطوير العقاري والرعاية الصحية، كما أن لديها خططا للاستثمار في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والتعليم. وفي إستراتيجيتها تواكب المجموعة رؤية دولة قطر 2030 خاصة فيما يتعلق بالتنوع الاقتصادي وتقطير الوظائف بتوفير فرص عمل متنوعة للكوادر القطرية في مختلف القطاعات واستقطاب الكوادر القطرية. الحضور الراسخ في السوق القطري لمجموعة محمد بن حمد لأكثر من 60 عاما أتاح لها فهم ديناميكيات السوق. ومع احتفالها هذا العام بالذكرى الثلاثين لتأسيس عيادة الدوحة كأول مستشفى خاص متكامل في قطر، فإن لدى المجموعة خططا طموحة للتوسع في خدمات الرعاية الصحية وشراكات واستثمارات محلية قوية ومتنوعة مع الهيئات الحكومية والشركات والأفراد، يتحدث عنها سعادة الشيخ جاسم بن محمد بن حمد آل ثاني في الحوار، انطلاقا من قناعة اقتصادية واعية بأن العمل في قطاعات متعددة عامل للتميز وتخفيف المخاطر وتهيئة العديد من الفرص للشركات الناشئة. سعادة الشيخ نود بداية لو تحدثنا عن بدايات ورؤية مجموعة محمد بن حمد القابضة وأهدافها؟ تأسست مجموعة محمد بن حمد القابضة منذ ما يزيد على الخمسين عاما عام 1962 من قبل الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رحمه الله. ‏حيث بدأت المجموعة أعمالها بتأسيس شركة عبر الشرق للسياحة والسفر وهذه الشركة الآن هي من أكبر شركات السياحة والسفر في الدوحة، وهي وكيل بيع معتمد حصري للعديد من شركات الطيران العالمية مثل الطيران المصري والطيران الهندي، والطيران التركي، والطيران السوري، وغيرها. تهدف الشركة إلى خدمة الاقتصاد والمجتمع القطري ولأن تكون الشركة الأكبر في قطاعات الأعمال عن طريق تطوير أعمالها التجارية والتوسع والنمو، بما يخدم المجتمع المحلي، ويعكس الالتزام الكامل بمستقبل دولة وشعب قطر بما يحقق رؤية قطر الوطنية 2030. - 20 شركة بمختلف القطاعات ما أعمال ومشاريع المجموعة والشركات التابعة لها؟ نجحت الشركة في تطوير مصالحها وأعمالها التجارية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والاستثمار والتطوير العقاري، والضيافة، وخدمات السفر والسياحة، والخدمات الطبية، والأدوية، والبتروكيماويات. لدينا ما يزيد على الـ 20 شركة تعمل في مختلف المجالات، فمثلا في القطاع الصحي لدينا مستشفى عيادة الدوحة، والذي نحتفل بذكرى تأسيسه الثلاثين هذا العام وصيدليات ابن الهيثم ومركز آيكون الطبي المتخصص في علاج أمراض العظام والأعصاب ومركز ابن الهيثم للمستلزمات الطبية وشركة ابن الهيثم الطبية. أما في قطاع الضيافة فلدينا فندق كراون بلازا وفندق هوليداي إن والعديد من المطاعم العالمية. كما أننا في قطاع السفر والسياحة نعمل من خلال مؤسسات عبر الشرق للسياحة والسفر، ولدينا أيضا مجمع تجاري يوفر مساحات واسعة في واحة الأعمال ومول تجاري في أبو سدرة يحتوي على العديد من المحال والماركات العالمية ولدينا أيضا مركز متخصص للحمية والتغذية (دايت سنتر) وغيرها الكثير. - فهم ديناميكيات السوق كيف تمكنت شركات المجموعة من تحقيق التميز التنافسي في السوق القطري؟ إن أهم ما يميز المجموعة هو جودة الخدمات المقدمة وقصص النجاح في مختلف الشركات، حيث تتمتع المجموعة بتاريخ عريق في قطر، يعود إلى أكثر من 60 عامًا. ويتيح لنا هذا الحضور الراسخ فهم ديناميكيات السوق المحلية وتلبية الاحتياجات المحددة للمستهلكين. كما أن للمجموعة شراكات محلية قوية بما في ذلك الهيئات الحكومية والشركات والأفراد. ويعتبر التنوع والعمل في قطاعات متعددة، بما في ذلك العقارات والرعاية الصحية والضيافة وغيرها عاملا للتميز وتخفيف المخاطر ويعزز الاستفادة من الفرص الناشئة. كما أن الوضع المالي المستقر للمجموعة ولله الحمد يرسخ مكانة الشركة كمجموعة تجارية رائدة في قطر وشريك موثوق به للشركات المحلية والدولية. - بيئة جاذبة للاستثمار ما تقييمكم لجهود الدولة في جذب رؤوس الأموال المحلية والعالمية؟ تقوم دولة قطر بجهود كبيرة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي في تشجيع الاستثمار وجذب رؤوس الأموال، حيث شهدت دولة قطر في السنوات الأخيرة جهودًا مضنية وجادة لجذب الاستثمارات المحلية والعالمية، وذلك في إطار سعيها لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 وتنويع مصادر الدخل. ويمكن تقييم هذه الجهود من خلال عدة جوانب مثل: توفير بيئة استثمارية جاذبة وتقديم حوافز استثمارية متنوعة، وتوفير البنية التحتية اللازمة. كما أن تنويع الاقتصاد ساهم في تقليل الاعتماد على النفط والغاز وخلق فرص عمل جديدة، هذا بالإضافة إلى تطوير القطاعات غير النفطية والاستفادة من استقطاب الأحداث العالمية. - شراكات إستراتيجية حدثنا أكثر عن مساهمات المجموعة في دعم التطور في قطاعات الدولة المختلفة والتنمية الاقتصادية؟ تعتبر مجموعة محمد بن حمد القابضة من الشركات الرائدة في دولة قطر، ولها دور بارز في دعم التطور في مختلف القطاعات والمساهمة في تنمية الاقتصاد القطري، حيث ساهمت المجموعة ومنذ تأسيسها في تنمية العديد من القطاعات وتحديدا في قطاعي الرعاية الصحية وقطاع السياحة والسفر. حيث نعتبر من الرواد في هذه المجالات ومن أوائل من دخلوا هذه القطاعات واستثمروا فيها. كما أن تنويع الاستثمارات في المجموعة يساهم في تقليل الاعتماد على قطاع معين ويعزز استقرار الاقتصاد. هذا بالإضافة إلى بناء الشراكات الاستراتيجية مع شركات محلية وعالمية، مما يساهم في نقل الخبرات والتكنولوجيا إلى قطر. هذا بالإضافة إلى بناء المشاريع العقارية الضخمة، التي تساهم في تطوير القطاع العقاري وتوفير مساكن حديثة. - خطط طموحة للتوسع ما خطط وإستراتيجية المجموعة المستقبلية؟ لدى شركة محمد بن حمد القابضة خطط طموحة للتوسع والنمو، مع التركيز على عدة مجالات رئيسية مثل: * التطوير العقاري في المشاريع السكنية والتجارية: تشارك شركة محمد بن حمد القابضة بنشاط في تطوير عقارات عالية الجودة، بما في ذلك الفلل والشقق والمشاريع متعددة الاستخدامات. مثل مشروع مدينة أبو سدرة السكني، والذي يهدف الى بناء مدينة متكاملة على مساحة أكثر من مليون متر مربع في منطقة أبو سدرة. * توسيع خدمات الرعاية الصحية: تلتزم شركة محمد بن حمد للرعاية الصحية بتوسيع خدمات الرعاية الصحية التي تقدمها، بما في ذلك المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية المتخصصة، حيث نخطط لافتتاح المزيد من العيادات والصيدليات في مختلف المناطق الجغرافية في قطر لتوفير خدمة الرعاية الصحية للمجتمع. مثال: افتتاح عيادة الدوحة في أبو سدرة. * التقدم التكنولوجي: تستثمر الشركة في التقنيات الطبية المتقدمة وحلول الرعاية الصحية الرقمية لتحسين رعاية المرضى وكفاءتهم. كما أن هناك توجها للاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي. * التنويع في قطاعات جديدة: تعمل شركة محمد بن حمد القابضة بنشاط على استكشاف فرص التنويع في قطاعات جديدة، مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والتعليم. - دعم رواد الأعمال والشباب برأيكم.. ما الإستراتيجيات الأكثر فاعلية لدعم رواد الأعمال الشباب؟ تعتبر ريادة الأعمال محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي والابتكار في أي مجتمع، ودعم رواد الأعمال الشباب هو استثمار في مستقبل هذا المجتمع. حيث يجب توفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار عن طريق إيجاد حاضنات الأعمال وبرامج التدريب والتطوير والدعم المالي اللازم سواء عن طريق برامج القروض الميسرة أو المنح وبرامج التمويل الحكومية. كما تساهم سياسات وريادة الأعمال في قطر في تشجيع تأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة وبناء مجتمع ريادي قوي. هذا بالإضافة إلى توفير البنية التحتية اللازمة والمنتديات والمؤتمرات التي تقوم الدولة بتنظيمها والتي تجمع رواد الأعمال والمستثمرين وخبراء الصناعة. - التفكير خارج الصندوق ما الصفات التي يجب أن يتحلى بها رجل الأعمال الناجح؟ يحتاج رجل الأعمال الناجح إلى مجموعة من الصفات والمهارات التي تمكنه من مواجهة تحديات عالم الأعمال وتحقيق النجاح. كأن تكون لديه رؤية واضحة لأهداف شركته وطموحاته المستقبلية ويجب أن يكون شغوفًا بفكرته ومستعدًا لتكريس وقته وجهده لتحقيقها. كما أن القدرة على التكيف مع التغيرات والتحديات التي تواجه الأعمال والقدرة على تحمل المخاطر تساهم في التنوع والأسبقية في دخول بعض المجالات التي تميزك عن الآخرين. ويعتبر الابتكار والتفكير خارج الصندوق وتطوير أفكار جديدة ومبتكرة خصوصا في هذا المرحلة من أهم العوامل، حيث نشهد مرحلة من الثورة الصناعية الرابعة والتي تعتمد على الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء (IoT)، وغيرها. - تجربة عيادة الدوحة تأسيس مستشفى بحجم مستشفى عيادات الدوحة إنجاز كبير.. هل لنا أن نتطرق إلى تلك التجربة الناجحة ومراحل تطويرها حتى أصبحت منشأة صحية متكاملة؟ يعتبر تأسيس مستشفى عيادة الدوحة إنجازًا كبيرًا في مجال الرعاية الصحية في قطر، حيث تحولت من عيادة صغيرة إلى منشأة صحية متكاملة تقدم خدمات طبية متعددة، حيث يعتبر أول مستشفى خاص متكامل في قطر. وحيث إننا نحتفل بذكرى تأسيس المستشفى الثلاثين هذا العام أود التركيز على بعض المراحل والإنجازات التي مر بها هذا الصرح خلال الثلاثين عاماً. فقد بدأت عيادات الدوحة كفكرة طموحة لتوفير رعاية صحية عالية الجودة في بيئة مريحة للمرضى، وسعت إلى تقديم خدمات طبية أساسية مثل الرعاية الأولية والفحوصات الروتينية. ثم أخذ المستشفى بالتوسع والتنويع من خلال زيادة التخصصات الطبية وتطوير البنية التحتية، بما في ذلك تجهيزه بأحدث الأجهزة الطبية. كما أننا نركز على الاستثمار في التكنولوجيا من خلال توفير أحدث التقنيات الطبية لإجراء الفحوصات والتشخيص بدقة عالية والأنظمة الحديثة لإدارة ملفات ومعلومات المراجعين. وحيث إن الجودة هي عنواننا فإننا نضع المرضى في صميم اهتمام العيادات، حيث تم توفير بيئة مريحة ودافئة لهم، كما أننا نستثمر في التدريب المستمر للموظفين وتطبيق معايير الجودة العالمية في جميع جوانب العمل. تبلورت هذه الجهود عندما حصل مستشفى عيادة الدوحة على الاعتماد الكندي الماسي لمدة ثلاث سنوات هذا العام، جاء ذلك بعد أن تمت إعادة اعتماده من المستوى البلاتيني سابقًا إلى أعلى مستوى في الاعتماد وهو المستوى الماسي. - مبادرات لدعم رؤية 2030 رؤية قطر 2030 تحمل مستقبلاً مميزاً للدولة.. كيف يمكن للمجموعة المساهمة في تحقيق هذه الرؤية؟ تعتبر رؤية قطر الوطنية 2030 خريطة طريق شاملة لتطوير الدولة وتحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات. تلعب مجموعة محمد بن حمد القابضة دوراً حيوياً في تحقيق هذه الرؤية من خلال مجموعة واسعة من المبادرات والمشاريع التي تتوافق مع أهداف الرؤية، حيث تساهم المجموعة في التنمية الاقتصادية من خلال الاستثمار في قطاعات جديدة وواعدة مثل التكنولوجيا والابتكار والطاقة المتجددة، مما يساهم في تقليل الاعتماد على النفط والغاز. كما توفر المجموعة فرص عمل للشباب القطري والمقيمين وتدريبهم وتطوير مهاراتهم لتلبية احتياجات سوق العمل. ويعتبر الاستثمار في القطاع الصحي وتوفير خدمات رعاية صحية عالية الجودة للمواطنين والمقيمين من أهم المشاريع الاستراتيجية التي تدعم أهداف الرؤية وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة. وفي النهاية فإن المجموعة ملتزمة بالقيم الأساسية للرؤية الوطنية، مثل الشفافية والعدالة والمساواة والتكيف مع التغيرات من خلال مواكبة التطورات العالمية والتحولات في السوق وتبني أحدث التقنيات وهذه من أهم العوامل التي تلعب دوراً محورياً في بناء مستقبل مزدهر لدولة قطر. - مناخ استثماري متميز ما تقييمكم للمناخ الاقتصادي وحركة الاستثمار في قطر؟ تتميز قطر بالاستقرار السياسي والاجتماعي ودرجة الأمان العالية ولله الحمد. كما يتميّز اقتصاد دولة قطر بأنه قوي ومرن وقادر على مواجهة تحديات المستقبل، حيث تواصل دولة قطر خططها الطموحة لتنويع الاقتصاد الوطني وتبني المبادرات لتحفيز وتشجيع الاستثمار وريادة الأعمال. كما تعمل قطر على دفع جهود التنويع الاقتصادي وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص جديدة للأعمال والمستثمرين بصفة مستمرة عبر مجموعة متنوعة من المبادرات والحوافز. حيث يعتبر الاقتصاد القطري من أكثر الاقتصادات المنفتحة على العالم والمتطورة بشكل مستمر. لذلك فهو سوق واعد وينتظره الكثير من الفرص والتحديات. - استقطاب الكوادر القطرية كيف تساهم المجموعة في دعم واستقطاب الكوادر القطرية؟ تلعب مجموعة محمد بن حمد القابضة دورًا حيويًا في دعم واستقطاب الكوادر القطرية، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تمكين الشباب القطري وتوفير فرص عمل واعدة لهم مما يساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030. حيث توفر المجموعة فرص عمل متنوعة في مختلف القطاعات، مما يتيح للشباب القطري اختيار المجالات التي تناسب اهتماماتهم وقدراتهم. كما تخطط المجموعة إلى الامتثال لتوجهات الدولة في برامج التوطين، حيث ستعمل المجموعة على تطبيق برامج التوطين التي تهدف إلى زيادة نسبة التوظيف للقطريين في جميع المستويات الوظيفية.

852

| 08 ديسمبر 2024

حوارات رئيس التحرير alsharq
فؤاد السنيورة رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق في حوار لـ "الشرق": قطر وقفت إلى جانب لبنان في جميع المراحل والمحافل الدولية

■ قطر وقفت إلى جانب لبنان في جميع المراحل والمحافل الدولية ■ الخيار الأفضل للقضية الفلسطينية التحول إلى المقاومة الدبلوماسية ■ لبنان يقع في منطقة زلزالية سياسياً متأججة بالصراعات ■ لست متحاملاً على حزب الله ولكن عندي انتماء لبلدي وللدستور ■ هذه مقترحاتي لخروج القضية الفلسطينية من مأزقها ■حزب الله أقحم لبنان في الحرب بدون استشارة اللبنانيين ودون إعلامهم ■يجب إعادة ترتيب البيت الفلسطيني واستعادة عروبة القضية ■فلسطين ليست قضية حركة وتنظيم يجب أن تكون جامعة لكل الفلسطينيين ■القضية الفلسطينية ليست سلعة للبيع والابتزاز والمتاجرة ■ قطر تتمتع بتقدير كل الفرقاء اللبنانيين ■ دور اللجنة الخماسية مهم لملء الفراغ وانتخاب رئيس للجمهورية ■ لا يجوز أن نعتبر حزب الله انتهى ويجب أن يعود للدولة اللبنانية ■الطائف لم يطبق بحذافيره لأن أمر تطبيقه أوكل إلى سوريا ■ تم تخريب النظام الديمقراطي واختطاف القرار اللبناني بتسلط الأقلية على الأكثرية ■لو جمعت كل المصطلحات لن تكفي لوصف عدوانية إسرائيل ■ إسرائيل عدو بكل المصطلحات والمعاني ■ النظام السوري حول لبنان جبهة بديلة عن الجولان ■ نستعيد علاقات لبنان العربية بالعودة إلى خيار الدولة ■ لا أحد يحترمنا إذا لم نحترم أنفسنا ولا أحد يدافع عنا إذا لم ندافع عن قضيتنا ■نحن لدينا قضية عادلة لكن ليس لدينا محامون جيدون للدفاع عنها ■العالم تغير ولم يعد بالإمكان استخدام وسائل فشلت في الدفاع عن فلسطين ■لبنان تحمل الهم العربي والسوري والفلسطيني وكلها أحمال تنوء بها الجبال ينفرد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة بشخصية جدلية ترك بصمة كبيرة على الساحة اللبنانية، وارتبط اسمه بحقبة تاريخية مهمة أصبحت محفورة في ذاكرة اللبنانيين. وعلى الرغم من خروجه من الحكم، لكنه احتفظ بدوره كقامة سياسية تلعب دورا محوريا لدى فريق المعارضة أو القوى السيادية. فهو جرئ حيث يتراجع الآخرون وصاحب لسان نقدي حيث يصمت الآخرون. يتمسك السنيورة بركيزتين هما عروبة لبنان وسلطة الدولة وما دونهما قابل للتفاوض والمناورة السياسية في بلد متنوع الطوائف ومتعدد الأحزاب والولاءات السياسية. فهو يؤمن بأن توازن المكونات اللبنانية سر تفرد لبنان في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من ولاء السنيورة لعروبته وعدائه لإسرائيل لكنه لا يتوانى عن توجيه النقد اللاذع لحزب الله وحركة حماس اللذين اشعلا حربا غير مدروسة وغير محسوبة الكُلف الباهظة التي دفعها الشعبان اللبناني والفلسطيني. ولذلك يطالب بتحول حزب الله الى حزب سياسي لبناني، حيث إن السلاح فقد جدواه والمقاومة لم تحقق الردع المطلوب ولم تمنع العدوان الإسرائيلي من ارتكاب افظع المجازر والدمار. ويطالب حزب الله بالعودة الى كنف الدولة اللبنانية، معتبرا ان مقولة قوة لبنان في مقاومته سقطت مستعيضا عنها بعبارة قوة لبنان في وحدته الوطنية. أما في الملف الفلسطيني فإن السنيورة يطالب بإعادة قراءة معمقة للقضية الفلسطينية لتي دخلت في مأزق صعب لم يعد ممكنا تجاهله والسكوت عليه. ويطرح السنيورة رؤيته لاخراج القضية الفلسطينية من مأزقها والتي تقوم على 3 مرتكزات أولها إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وثانيها استعادة عروبة القضية الفلسطينية باعتبار انها ليست سلعة للبيع والمتاجرة من قبل هذه الدولة الإقليمية أو تلك. وثالثها استعادة جوهر القضية الفلسطينية فالقضية ليست حركة فتح وحماس هي قضية فلسطين كل فلسطين وكل الشعب الفلسطيني وليست فصيلا أو منظمة. ويجزم السنيورة بان العالم تغير ما عاد بالإمكان الاستمرار بالوسائل التي اثبتت فشلها وعدم جدواها. ملمحا بذلك الى عدم جدوى الكفاح المسلح. طارحا ان يكون البديل اعتماد دبلوماسية المقاومة لاعادة القضية الفلسطينية الى وجدان العالم والمجتمع الدولي. وعلى الصعيد اللبناني يؤكد السنيورة أن الحل بانتخاب رئيس للجمهورية، حيث من غير الممكن ان تستمر الدولة بلا رأس وان يعود الجميع الى الدستور تحت سقف الطائف الذي يعتبر الحل النهائي والدائم للبنان. وفي مجال العلاقات اللبنانية القطرية يستذكر السنيورة المواقف التاريخية لدولة قطر في دعم لبنان منذ عام 2006 لجهة دورها في القرار الدولي 1701 وصولا لمؤتمر الحوار الوطني والمساعدات الدائمة في الاعمار والإغاثة، ويقول قطر وقفت الى جانب لبنان في جميع المراحل وفي جميع المحافل. كما ان قطر تتمتع بتقدير على مستوى كل الفرقاء اللبنانيين على اختلافهم وهناك اجماع وطني لبناني على اهمية الدور الذي تلعبه قطر. كثيرة هي الملفات السياسية الساخنة التي تحدث عنها دولة الرئيس فؤاد السنيورة بجرأة والتي ستكون موضع جدل بين القوى السياسية في لبنان والوطن العربي. - في ظل ما تعرض له لبنان من عدوان كيف تسير الأمور؟ ما يشهده لبنان حزين ومؤسف حيث يتعرض بلدنا إلى اجتياح مجرم قاتل مدمر ومهجر يعاني أهلنا من العدوان ويتطلعون إلى تحقق الاستقرار والسلام ويطمحون أن يستعيد لبنان ألقه وازدهاره وتتوقف آلة القتل والتخريب. غير الحرب لا شك أن هناك مشكلات كبرى علينا أن نعمل من أجل تخطيها لتعزيز الوحدة بين اللبنانيين. - قوة لبنان في وحدته أعتقد أن الوحدة اللبنانية هي النقطة الحاسمة والمفصلية في الأزمة اللبنانية.. ألا تعتقد أن ما يدور في لبنان قبل العدوان وربما يكون مسببا لمطامع إسرائيل أو أطراف أخرى لأن تدفع بهذا العدوان. هل ترى أن مثل هذه الفرقة تخلف وتبرر عدوانا إسرائيليا على لبنان؟ دون شك إسرائيل تريد أن توقف الدور المميز الذي يقوم به لبنان بوصفة بلدا متنوعا يقدم ثراء وقدرة هائلة على أن يحتضن كل المكونات ويشجعها على تقديم أفضل ما لديها في العملية الوطنية. ومن الطبيعي إذا لم تتم إدارة التنوع بشكل سليم ينعكس سلبا على البلد وتنقلب النعمة لتصبح نقمة. على مدى سنوات لبنان سادت فيه نظريات معينة: منها أن لبنان قوته في ضعفه، ثم قوة لبنان في مقاومته. والحقيقة أن لبنان قوته في وحدة أبنائه وقدرتهم على أن يتضامنوا سويا في وجه كل اعتداء وفي كل محاولات تقزيم هذا الدور أو تعديله أو حذف هذا الدور الوطني والعربي الذي طالما قمنا به. - الانجرار إلى الحرب كيف تقرأ العدوان على لبنان وما تداعياته؟ في 8 أكتوبر قام حزب الله بعمل عسكري على الحدود وتحديدا على الخط الأزرق، وكان الهدف منه الإسناد انطلاقا من فكرة أهمية وحدة الساحات، غير أن فكرة وحدة الساحات يجب أن تكون شمولية وإلا ستكون فكرة فاشلة. العملية العسكرية كانت مخالفة للوعود التي قطعها حزب الله والسيد حسن نصر الله بألا يكون هناك أي عمل على الحدود وتحديدا على الخط الأزرق. وكان حزب الله قد قام بنفس العمل العسكري في عام 2006 وكرره في سنة 2023 دون استشارة اللبنانيين ودون إعلامهم وتم إقحام البلاد في حرب دون موافقتهم. وبعد معاناتنا من الحروب يمكننا الجزم بعدم إمكانية الزج بلبنان في الحرب. وهنا أود الإشارة إلى أن الأمر لا يتعلق بتقصير لبناني بشأن القضية الفلسطينية، لبنان من أكثر الدول العربية التي التزمت بالقضية عن إيمان ودون ادعاء، لكن يجب ألا ننسى أن لبنان تعرض لسبعة اجتياحات إسرائيلية، وذلك 68 و78 و82 و93 و96 و2006. أقول إنه لا يجوز الزج بلبنان في الحرب وهو يعاني من مشكلات كبرى ويعيش في أزمة وطنية سياسية. نحن لا نستطيع حتى هذه اللحظة أن ننتخب رئيسا للجمهورية لإعادة تكوين السلطات الدستورية وللتمكن من تأليف حكومة تكون مسؤولة ولديها الصلاحيات اللازمة لإدارة البلد. كما يعاني لبنان من الأزمة الاقتصادية والمالية التي عصفت به، الى جانب الكمية الكبيرة من النازحين السوريين (أكثر من مليون سوري). أضف إلى ذلك انحصار شبكة الأمن العربية والدولية التي كان يتمتع بها لبنان سنة 2006، كل هذه الأسباب تتطلب التروي والعمل من أجل معرفة الامكانات. كان بإمكان لبنان أن يدعم المقاومة سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا دون إقحامه في حرب لا قدرة له عليها. - القرار اللبناني مختطف هل تريد القول إن القرار اللبناني مختطف من قبل حزب الله؟ دون شك الأعمال التي وقعت في اخر فترة تسلط الضوء على هيمنة دور الأقلية على الأغليبة رغم أن الأنظمة الديمقراطية تقوم على أساس أن الأكثرية تحكم الأقلية غير مهمشة. لكن في لبنان اعتمدنا أسلوب ما يسمى بحكومات الوحدة الوطنية التي تعد ظاهرة طبيعية بالأنظمة الديمقراطية، ولكنها ظاهرة عرضية بحيث تدخل المعارضة إلى الحكومة وترفع الفيتو باور. هنا عمليا النظام الديمقراطي يصبح متعذرا بالنسبة للمحاسبة والمساءلة، بما ان المعارضة أصبحت ضمن الحكومة. ونعيش ما يسمى بتسلط الاقلية. وتم تخريب النظام الديمقراطي واختطافه في لبنان. - لبنان بين الدولة والساحة هل ترى أن لبنان لم يكتمل كدولة وأصبح ضحية تبادل الأدوار للجهات الاقليمية داخله، وبالتالي تحول إلى إحدى ساحة الصراعات الإقليمية.. هل نحن ندفع الثمن اليوم لهذا الصراع؟ لا.. لبنان اكتمل كدولة ولكن لبنان يقع في منطقة زلزالية ليس جيولوجيا بل سياسيا، حيث إن المنطقة متأججة من أجل القضية الفلسطينية بشكل أساسي وبسبب رغبة القوى الدولية أن يكون لها دور في المنطقة. لكن لبنان من أوائل الدول العربية التي أسست دستورا وحصلت على استقلالها وساهمت في إنشاء جامعة الدول العربية، وبالتالي اكتمل شكل النظام اللبناني كدولة ديمقراطية ولها دستور، لكن لبنان يقع في منطقة تعاني من عدة مشكلات وانقلابات. لبنان خلال هذه السنوات تحول إلى ساحة قتال وتحول إلى صندوق بريد، تصله رسائل دموية وهو ما يرفضه اللبنانيون. - الاستقواء بالخارج في لبنان لا نكاد نجد طائفة أو حزبا ليس له تبعية إلى الخارج، أهذه الولاءات انعكست على الساحة وأضعفت لبنان. حتى إن الأحزاب لم تتفق على انتخاب رئيس الجمهورية، بغياب سوريا كانوا في انتظار اللجنة الخماسية، هل هناك عجز عن اتخاذ قرار دون الخارج؟ صحيح، كل فريق في لبنان حاول أن يستقوي بالخارج على الداخل وفي هذا تضارب حقيقي مع جوهر وجود لبنان والقواعد التي يقوم عليها وهي قوة التوازن وليس على توازن القوى. وهو التفاهم بين المجموعات اللبنانية حتى تنضوي تحت لواء الوطن والدولة اللبنانية، وبالتالي تحل مشكلاتها بالداخل اللبناني وأن يعالجوا مشكلاتهم من داخل وطنهم وداخل مؤسساتهم، والاحتكام للدستور ولسلطة القانون والنظام، وهذا غير موجود في لبنان فكل طرف يحاول الاستقواء بالخارج. عودة إلى الوضع الحالي بعد انسحاب إسرائيل في عام 2000، وجدوا حجة ليبقى حزب الله، وبعدها وقع اغتيال الرئيس الحريري عام 2005 والمطالبة بإنشاء لجنة تحقيق دولية وإنشاء محكمة دولية بعدها وصلنا إلى معرفة القتلة دون القبض عليهم. هذا الوضع ساعد حزب الله ليسيطر على الدولة اللبنانية، حيث استطاع القبض على فريق من اللبنانيين لخدمة مصالحهم الضيقة مثل ميشال عون أمن له حزب الله الغطاء للحصول على السلطة وقدم هو الضمانات للحزب للمحافظة على سلاحه وشرعيته. ألست متحاملا على حزب الله؟ لا.. لست متحاملا على حزب الله أنا عندي انتماء لبلدي وللدستور وأؤمن بضرورة أن يكون الجميع منضويا تحت سلطة الدولة، وأن يعود الجميع إلى الدولة لكن بشروط قانونية. نحن مع العدالة ولسنا مع الظلم، العدالة يجب أن تطبق على الجميع، دون تمييز بين فريق من اللبنانيين لصالح فريق آخر مما يعني الفرقة وهذا الارتهان إلى البيت الداخلي للبنان وللسياسية، نحن في حاجة إلى التضامن الداخلي الذي يولد الثقة في البلد ولذلك شهدنا خلال هذه السنوات الماضية صار هناك من يضغط من أجل التفرقة. - ترتيب البيت الداخلي تحدثت عن فقدان لبنان للإسناد العربي كيف تريدون الدعم الخارجي من الدول العربية وأنتم تعانون من التفرقة وعدم الاتفاق الداخلي.. أليس من الأهم ترتيب البيت الداخلي؟ حتما الحاجة إلى ترتيب البيت الداخلي ضرورة قبل طلب أي مساندة خارجية ولكن هناك أطراف خارجية سعت إلى إبعاد اللبنانيين عن دورهم الأساسي وحرصهم على بناء علاقات مع الدول العربية ولا سيما دول الخليج ومصر، طبعا كل الدول العربية أصدقاؤنا من المغرب إلى الخليج. ولكن هناك مجموعة من الاحداث ساهمت في تخفيف الإسناد العربي. ومنها أن حزب الله بعد عام 2011 أوكل له دور خطير في المنطقة من قبل إيران التي أرادت نقل المواجهات الخاصة بها الى المنطقة من خلال أذرعها المسلحة في لبنان وسوريا والعراق. وتحول حزب الله إلى جيش لقمع عمليات المعارضة والنتيجة أنه هجر السوريين الى لبنان وخلق مزيدا من الازمات في المنطقة. - حزب لبناني بخدمة إيران بهذه الرؤية أنتم تقدمون حزب الله كحزب لبناني أم إيراني؟ حزب لبناني بأعضاء اللبنانيين ولكن سياسته لخدمة إيران. وأنا لا أظلمه، السيد حسن نصر الله كان يقر علنا بأن كل أموال الحزب واحتياجاته ممولة من إيران. أنا ضد استقواء أطراف على الآخرين بسلاحها وبانتماءاتها. المطلوب الآن ليس صراعا مع حزب الله، ولا يجوز أن نعتبر حزب الله، انتهى، حزب الله هو حزب لبناني، يجب أن يرجع للبنان بشروط الدولة اللبنانية، وأن ينضوي تحت الدولة اللبنانية، هذا خيار صعب وتنفيذه ليس سهلا لكنه الخيار الأفضل لأن الخيارات الأخرى أصعب وتعني المواجهة بين اللبنانيين وهو أمر مرفوض ونتيجة كارثية لا نريد الوصول إليها. البعض يقول إن إسرائيل خلصتنا من حزب الله وهذا كلام خاطئ ولا يجب قوله وإسرائيل تخدم فقط مصالحها. - السيناريوهات المطروحة ما أسوأ السيناريوهات المطروحة وأفضل السيناريوهات المتوقعة؟ السيناريو الذي يجب أن يكون تركيزنا عليه هو تطبيق القرار 1701 الذي أقر في عام 2006 وأقر بالإجماع من قبل أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين. لكن حزب الله قام بكل الأعمال، خلافا للقرار 1701، وعلى الجانب الآخر إسرائيل من يوم 12 أغسطس 2006 أمطرت لبنان في الجنوب بعشرات الألوف من القنابل العنقودية وبعدها استمرت في عدم تطبيق القرار. كان على حزب الله تطبيق القرار1901 ويكون اللبنانيون معه بالكامل دعما في مواجهة إسرائيل اليوم تطالب بتقديم ضمانات تتعدى على السيادة اللبنانية. - الخروج من الأزمة هناك من يتوقع أن لبنان يحتاج لعشر سنين حتى يتمكن من الخروج من هذه الأزمة. ما نمر به ليس أمرا سهلا، ما نواجهه يتطلب عملا وجهدا وطنيا طموحا وكبيرا لكن الخيار الاخر هو إبقاء لبنان في حالة فوضى تجر كل الشرور، التي يمكن أن تتأتى بنتائج وخيمة. هناك حاجة الى اعادة الدولة وان تكون صاحبة القرار وأن تكون مجمعة لكل اللبنانيين. يجب الارتقاء إلى مستوى ما توليه المصلحة اللبنانية والوطنية ويجب ان يرجع لبنان إلى حضن العرب وعلى كل العرب مساعدته والتضامن معه. - إسرائيل عدو بكل المصطلحات هل تثقون بإسرائيل وهي تحمل مشروعا توسعيا لشرق أوسط جديد؟ إطلاقا. ولو جمعت كل ما تحتويه قواميس العالم من مصطلحات لن تكفي لوصف عدوانية اسرائيل. اسرائيل عدو ونقطة على السطر. وما تقوم به يحتاج الى تضافر الجهود لمقاومته وهناك وسائل عديدة. وانا اعتبر أمضى سلاح وأقوى سلاح لمواجهة إسرائيل هو وحدة لبنان الداخلية. في عام 2006 نجح لبنان في تجاوز الخلافات ومواجهة العدوان بالوحدة الوطنية بين اللبنانيين. وبفضل هذه الوحدة ألزمنا إسرائيل بالقرار 1701 وفرضنا عليها الانسحاب إلى الخط الأزرق. ونحن الآن عندنا خيار الدولة. حتى نستعيد علاقات لبنان العربية وعلاقات لبنان مع العالم. - مشروع وطني لنزع السلاح موضوع نزع سلاح حزب الله لا يمكن أن يتم بالقوة، يحتاج الى مشروع وطني، حتى الآن لم يتبلور من قوى السيادة مشروع وطني يمهد الى صيغة تعطي تطمينات لصعوبة نزع هذا السلاح بالقوة. ما المشروع الوطني الذي يوفر الضمانات المطلوبة؟ المشروع الوطني موجود، الدستور موجود بلبنان، اتفاق الطائف موجود، وقد رسم هذا الاتفاق الخريطة للحكم اللبناني واستعاد الدستور واستعاد عروبة لبنان، لبنان عندما تأسس عام 43 وبالتالي ما ذكر في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الشهيد رياض الصلح أن لبنان عمليا يقوم على سلبيتين: لا للوحدة مع سوريا ولا استمرار الانتداب الفرنسي. جاء اتفاق الطائف ليستبدل السلبيتين بإيجابيتين. حيث نص على عروبة لبنان ونهائية الكيان. لبنان بلد نهائي لا زيادة ولا نقصان، لبنان صغير حتى يقسم وكبير حتى يبتلع، وبالتالي اتفاق الطائف أوجد نظاما ديمقراطيا. واوجد تلبية لحاجات المواطنين لأن الدستور اللبناني اطلع على اللبنانيين بصفتهم أفرادا وجماعات. المواطن ماذا يريد؟ يريد مدرسة وكهرباء وماء وخدمات وتعليما وصحة. هذا الامر يحله مجلس النواب، اما بخصوص الطوائف والجماعات تم تكوين مجلس الشيوخ بحيث يحرص على ألا يُسار الى تهميش أي جهة. المشكلة أن أمر تنفيذ اتفاق الطائف بعد عام 89 أُوكل الى الشقيقة سوريا، وبالتالي الأمور صارت تطبق حسب ما تريده الشقيقة سوريا. والنظام السوري كان يحرص على جعل لبنان ساحة من اجل تحقيق امور اخرى، وسوريا كانت تريد ان تكون هذه الساحة عوضا عن اشعال ساحة الجولان وان تكون هذه الساحة لمواجهة اسرائيل وبالتالي يصبح لبنان ساحة للرسائل الدموية وغير الدموية. وبذلك تم تحميل لبنان الهم العربي والهم السوري والهم الفلسطيني وكلها احمال تنوء بها الجبال. - العرب وفلسطين ربما الحديث عن لبنان يطول لكن ايضا الوضع العربي ليس بأفضل حال.. كيف تقرؤون هذا في هذه المرحلة الصعبة اسرائيل تسرح وتمرح من فلسطين الى لبنان الى مناطق مختلفة الى اليمن تضرب هنا وهناك، كيف تراقبون الوضع الآن؟ يقول الشاعر: تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا وهناك عبارة تقول: قف حتى الناس تحسبلك حسابا. اذا لم تفرض نفسك على الاخرين ما أحدا سيحمل قضيتك. على الصعيد العربي وعلى الصعيد الفلسطيني: يقول الاخطل الصغير: أأنا العاشق الوحيد لتلقي تبعات الهوى على كتفي؟ نحن مثلنا مثل غيرنا ولكن ليس وحدنا في لبنان من يحمل ويتحمل الهم العربي والفلسطيني. القمم العربية اتخذت مجموعة لا تنتهي من القرارات كما صدرت قرارات دولية بينما اسرائيل لم تطبق ولم تلتزم وكل يوم تضغط لنتنازل من مكان الى مكان. لنعترف ان هناك المبادرة العربية للسلام التي قررتها القمة العربية في بيروت عام 2002 وهي مبادرة شجاعة وخاطبت العرب ودول العالم. لكن ماذا فعلنا لإقناع العالم بها؟ لم نبذل مجهودا دبلوماسيا مضاعفا لإقناع الرأي العام بأهمية إحلال السلام في الشرق الأوسط. دائما نميل الى تحميل الآخرين المسؤولية (الحق عليهم) والحق علينا كمان، قضيتنا يجب ان نحملها، لابد أن يرى الناس اننا حريصون على مصالحنا. هناك أيضا قرارات مهمة صدرت عن مؤتمر القمة العربية الإسلامية 23 نوفمبر 2023.. ماذا حصل؟ لم يحصل شيء، شكلوا لجنة من وزراء الخارجية وقالوا لهم اجتمعوا مع الدول الكبرى وبالتالي لم يحصل شيء كل يوم نعيش على خبر جديد وكل خبر يقتل الخبر الذي قبله كان الخبر الصادم سقوط 10 قتلى ثم جاء خبر سقوط 20 وبعده خبر سقوط و100 قتيل حتى اعتدنا على ان نكون ضحايا وقتلى. - مأزق القضية الفلسطينية هل تعتقد أنه بهذه الحالة القضية الفلسطينية أصبحت في مأزق حقيقي؟ طالما أن القمم العربية والإسلامية لم تنتج شيئا أنا أقترح هذه الفكرة لنضعها على الطاولة ولا سيما بعد المتغير الكبير الذي جرى بعد طوفان الأقصي والمتغير الكبير الذي جرى الآن بعد انتجاب ترامب وما يعنيه ترامب، فبالتالي أصبح من الضرورة أن نبحث كيف ننقل قضيتنا لتكون في وجدان الغالبية من سكان العالم، وهذا يقتضي التحول إلى المقاومة الدبلوماسية كونها الخيار الأفضل في ظل تعثر واخفاق جميع الوسائل والأدوات الأخرى. ومن لديه مقترح آخر افضل فليطرحه. نحن لدينا قضية عادلة لكن ليس لدينا محامون جيدون للدفاع عنها. أزمة القضية الفلسطينية متشعبة ومتعدد الوجوه. بيوم 6/10/2023 كانت الفصائل الفلسطينية تتقاتل بالمدفعية في مخيم عين الحلوة. فإذا كان الفلسطينيون يتقاتلون مع بعض كيف يتم الدفاع عن هذه القضية التي تعتبر اشرف قضية بالدنيا. تحتاج القضية الفلسطينية للخروج من المأزق الى ثلاثة أمور: 1- إعادة ترتيب البيت الفلسطيني 2- استعادة فلسطينية وعروبة القضية الفلسطينية. فلسطين ليست سلعة للبيع والابتزاز والمتاجرة حتى كل دولة تأخد منها حصة. 3- استعادة جوهر القضية الفلسطينية فالقضية ليست فتح وليست حماس هي قضية فلسطين كل فلسطين وكل الشعب الفلسطيني وليست فصيلا او منظمة او حركة او حزبا. آن الأوان ان نواجه انفسنا بهذه الحقيقة. العالم تغير، ما عاد بالإمكان ان تلجأ لوسائل ثبت فشلها وعدم جدواها. يقول اينشتاين: ان تلجأ الى نفس الادوات التي استعملتها بالسابق وتتوقع ان تأتي بنتائج مختلفة فذلك الجنون بعينه. - تقدير للدعم القطري هناك أيضا الكثير من المكرمات والمبادرات الأميرية لمساعدة لبنان منها المساعدات العاجلة والمستشفيات الميدانية وقت تفجير المرفأ ثم دعم الجيش اللبناني لوجستيا وماديا للحفاظ على استمرارية عمله كمؤسسة أمنية ضامنة للاستقرار في لبنان؟ بعد الانهيار الاقتصادي والمالي الذي جرى بلبنان وقفت قطر الى جانب لبنان هناك محطات عديدة. تظهر سمو الموقف القطري الداعم للبنان، الصديق وقت الضيق، لذلك هذا الأمر شاهدناه وقت تفجير المرفأ وفي الأزمة الاقتصادية كانت قطر من اوائل الدول الى وقفت الى جانب لبنان، تتمتع قطر بتقدير على مستوى كل الفرقاء اللبنانيين على اختلافهم، فهناك إجماع على اهمية الدور الذي تلعبه قطر. - هل ممكن 2008 يتكرر 2024 في المصالحة الداخلية؟ الآن تغيرت القصة، نحن اليوم امام تداعيات عدوان، وأصبحت هناك تدخلات إقليمية ودولية، اظن ان قطر قادرة على المساهمة في جمع الفرقاء اللبنانيين تحت سقف الدولة خصوصا انه لم يعد بالإمكان العودة الى ما قبل 6 أكتوبر. - الخماسية مظلة أمان هل تبقى اللجنة الخماسية هي مظلة الأمان الوحيدة؟ نرحب بكل جهد يؤدي الى اخراج لبنان من الازمة، القضية الاساسية هي (إنقاذ لبنان) واللجنة الخماسية يجب ان تستمر في دورها في موضوع انتخاب رئيس جمهورية وهذه نقطة في غاية الاهمية، لم يعد ينفع استمرار بلد بلا رأس، الدستور واضح يجب دعوة النواب الى جلسة في مجلس النواب لانتخاب رئيس جمهورية لم يعد بالإمكان ان تستمر الدولة بلا رأس، وحكومة تصريف الاعمال لا تستطيع ان تملأ الفراغ، ولذلك نعلق الامال على جهود اللجنة الخماسية. - العودة إلى الدستور بعد وقف العدوان. ما المخرج من المأزق في لبنان؟ العودة الى الدستور، العودة الى اتفاق الطائف، لا خيار اخر سوى العودة الى الدولة. كل الفرقاء المشاركين في الحرب اصبحوا مأزومين وكل يحتاج الى وسيلة للنزول عن الشجرة ووقف النار. ان ما يهمني الآن ان يعود إلينا كلبنانيين وعرب إيمانا بقضيتنا وتصميمنا على أن نتبع كل وسيلة تؤدي الى تحقيق هذا الغرض، لا احد سوف يدافع عنا نحن من يجب أن يدافع عن مصالحنا وقضيتنا، لأن الآخر قد يقف معك في مرحلة لكنه لن يبقى معك في كل المراحل. ما أحد سيحترمنا إذا لم نحترم أنفسنا. - عرقلة المسار اللبناني من يعارض أو من يعرقل لتصحيح المسار في لبنان؟ لنفهم سيرورة الأحداث يجب أن نفهم الأزمات المتعاقبة على لبنان. بعد اتفاق الطائف في عام 1989، أقر الاتفاق في المجلس النيابي ونص على سحب كل الأسلحة الموجودة في لبنان لكل المليشيات حتى تكون سلطة الدولة واحدة. وقتها الظروف أملت على لبنان الاستعانة بسوريا من أجل تجاوز حالة العصيان الذي قام بها ميشال عون لغاية90 بالتالي دخلت سوريا إلى لبنان. وتم تكليف سوريا بتطبيق عملية اتفاق الطائف وبعد تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة وانتخاب رئيس الجمهورية تم صرف النظر عن سلاح حزب الله، بسبب أن إسرائيل كانت لا تزال تحتل مساحة كبيرة من لبنان، بعد سنة 2000 انسحبت إسرائيل من لبنان وكان من المفروض سحب السلاح من حزب الله، وعودة السلطة اللبنانية الممثلة بقواها الشرعية الجيش، قوة الأمن الداخلي. كان هناك رأي يقول إنه ما زال هناك أراض لبنانية محتلة لإيجاد حجة لبقاء سلاح حزب الله. ومن هذه الفترة ونحن نعيش كل هذا التجاذب الذي أوصلنا إلى الوضع الذي نعيشه اليوم. - العلاقات القطرية - اللبنانية كيف تنظر إلى العلاقة اللبنانية القطرية في بعدها الأخوي وكيف تستشرفون مستقبلها؟ أنا أرى سمو هذه العلاقة والمحبة التي نشعر بها وأراها بادية على كل القطريين، يجب أن نعززه دائما، وفي شواهد كثيرة على هذه العلاقة المميزة والحافلة بالكثير من المحطات البارزة، أذكر منها في عام 2006 تولى الشيخ حمد بن جاسم رئاسة الوفد العربي لوزراء الخارجية وسافر إلى نيويورك وكان يفاوض دفاعا عن لبنان وكنت على تواصل معه ساعة بساعة، وكانت قطر وقتها العضو غير الدائم في مجلس الأمن ولعبت دورا كبيرا للوصول الى القرار الدولي 1701. وبعد ذلك شاركت في اخراج لبنان من ازمته وساهمت في اعادة اعمار قرى اساسية في جنوب لبنان والضاحية وساهمت بدعم الكثير من المشاريع التعليمية والصحية في مختلف المناطق اللبنانية. والمواقف القطرية الداعمة للبنان كثيرة وكذلك يوم استضافت الدوحة مؤتمر الحوار الوطني اللبناني عام 2008 والذي انتهى باتفاق الدوحة، موقف قطر كان دائما موقفا عربيا مقدرا. وكانت قطر إلى جانب لبنان في جميع المراحل وفي جميع المحافل.

1452

| 28 نوفمبر 2024

حوارات رئيس التحرير alsharq
مدير مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لـ "الشرق": خطة لتسوية رواتب التمريض ورقمنة الخدمات

- خطة لرقمنة خدمات الرعاية الأولية لتسهيل الوصول إلى خدماتنا - عزوف الكوادر الوطنية عن التمريض أسبابه اجتماعية - 70.75 % نسبة التقطير في المهن الإدارية و38 % في المهن الطبية - 31 مركزا صحيا للرعاية الأولية تغطي جميع أنحاء قطر - الاستشارات عبر الفيديو تعزز من سهولة الوصول إلى الرعاية وترفع مستوى جودتها - قطعنا شوطا في تحقيق متطلبات الرعاية الصحية وحققنا %90 من الإستراتيجية - نسعى للتعاون مع المؤسسات البحثية لإجراء تجارب على الطب الدقيق في بيئات الرعاية الأولية - مقترح لإضافة منطقة رابعة للمراكز الصحية تحت اسم المنطقة الجنوبية - مركز المطار الصحي غير قابل للتوسع ولدينا مقترح لإحلاله - تخصيص مراكز صحية للمواطنين.. تجربة لم تستثمر جيداً - دراسة لزيادة حوافز موظفات الاستقبال والنظر في ساعات دوامهن بالتعاون مع ديوان الخدمة - افتتاح مركزي مدينة خليفة وأم غويلينة الصحيين بخدمات معافاة - 34 % نسبة عدم الحضور للمواعيد وتعد الأعلى مقارنة بالنسب العالمية - كلية التمريض في جامعة قطر ستعوضنا عن النقص في الكوادر التمريضية - عيادات الدعم النفسي في المراكز الصحية تغلبت على الوصمة الاجتماعية - عيادات الدعم النفسي في 8 مراكز والطب النفسي في 7 مراكز ولكبار القدر في مركزين صحيين - 4 ملايين ونصف المليون زيارة للمراكز الصحية خلال 2023 - عازمون على استقطاب أول دفعة من خريجي كلية التمريض تشجيعا ودعما لهم - انعدام الوعي يدفع البعض للاعتداء لفظيا وجسديا على كوادرنا الطبية والإدارية - خصصنا 8 مراكز للقطريين تعطي الأولوية للمواطنين لتقليل وقت الانتظار وسرعة المواعيد - التعاون بين عدد من المستشفيات في القطاع الخاص والقطاع الحكومي مؤشر جيد - المفترض أن يأتي المراجع وهو سليم لإجراء الفحوص الدورية التي تقيه من المرض - نستقطب خريجي وخريجات جامعة قطر وجامعة الدوحة ويتم تعيينهم لتشجيعهم كشفت الدكتورة مريم عبد الملك- المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، النقاب عن أنَّ مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تعكف على إعداد دراسة لتسوية رواتب الممرضين في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية برواتب الممرضين في مؤسسة حمد الطبية، مع الأخذ بعين الاعتبار فارق علاوة الاجتذاب، أي أنَّ الممرض في قسم العناية المركزة أو قسم الطوارئ لا يمكن مساواته بممرض العيادات الخارجية. وعللَّت الدكتورة مريم عبد الملك في حوار مع الشرق أسباب عزوف الكوادر الوطنية عن مهنة التمريض، هو بسبب سوء فهم الدور الملقى على عاتق ممتهني هذه المهنة من قبل الأهالي الأمر الذي يدفع بأولياء الأمور عدم تشجيع أبنائهم وبناتهم لخوض غمار هذه المهنة رغم أهميتها، كما أنَّ من بين الأسباب هو ندرة خريجي وخريجات التمريض من حملة البكالوريوس لاسيما بعد إغلاق معهد التمريض، لذا نحن مستبشرون خيراً منذ افتتاح كلية التمريض في جامعة قطر وسنقوم باستقطاب أول دفعة تمريض تشجيعا ودعما لهم. وأوضحت الدكتورة مريم عبد الملك قائلة إنَّ نسبة التقطير في المهن الإدارية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بلغت 70.75%، فيما بلغت نسبة التقطير في المهن الطبية 38%، أما في التمريض فالنسبة لاتزال قليلة للأسباب التي ذكرت آنفا. وأعلنت الدكتورة مريم عبد الملك في مستهل حديثها الانتهاء من إعداد مقترح بانتظار عرضه على سعادة وزير الصحة العامة لإضافة منطقة رابعة في التوزيع الجغرافي للمراكز الصحية تحت اسم المنطقة الجنوبية لتسهيل عملية الإشراف على أداء المراكز، فضلا عن مقترح لإحلال مركز المطار الصحي على اعتباره من المراكز غير قابلة للتوسع، مشيرة إلى أنَّ عام 2025 لن يشهد افتتاح مراكز جديدة بل سنشهد خلال السنوات الثلاث المقبلة افتتاح مركزين بعد إحلالهما هما مركز مدينة خليفة الصحي الذي يعد الأقدم، ومركز أم غويلينة ليكونا من مراكز المعافاة. وأكدت الدكتورة مريم عبد الملك أهمية تخصيص 8 مراكز صحية للمواطنين، إلا أنَّ هذه التجربة لم يستثمرها المواطنون بالطريقة اللازمة، سيما وأن العدد الأكبر منهم لايزال يراجعون في مراكزهم الصحية السابقة لارتباطهم بأطبائهم. وكشفت الدكتورة عبد الملك أنَّ المؤسسة بصدد رقمنة العديد من الخدمات، لتسهيل الوصول إليها من قبل المراجعين، مما يعزز توافرها عبر القنوات الافتراضية. وبينت الدكتورة مريم عبد الملك أنَّ من التحديات التي توجه قطاع الرعاية الصحية الأولية هو عدم التزام المراجعيم بمواعديهم أو النو شو، حيث بلغت نسبة عدم الحضور للمواعيد 38%، وبلغت النسبة 40% في عدد من العيادات التخصصية والأقسام، الأمر الذي يعد هدراً لوقت الطبيب كما يُفوت الفرصة على مراجع آخر كان مستحقا للموعد، لذا نتطلع من المراجعين الالتزام بمواعيدهم أو الاعتذار عنها هاتفيا أو إعادة جدولتها حتى يتم منحها لآخرين، مشيرة إلى أنَّ من التحديات هي الحالات العنف اللفظي والجسدي التي تتعرض لها الطواقم الإدارية والطبية والتمريضية في المراكز الصحية حتى وإن كانت حالات فردية إلا أنها مرفوضة، وغير مبررة، ويعاقب عليها القانون. وإليكم تفاصيل الحوار: - مواكبة متطلبات المجتمع بداية هل لكم أن تقيمون أداء مؤسسة الرعاية الصحية الأولية؟ نحن قطعنا شوطا كبيرا في تطوير خدمات الرعاية الصحية الأولية، من حيث التطوير والتجديد بتوجيهات المسؤولين، تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030، واستراتيجية قطر الوطنية 2024-2030، فضلا عن ما نرصده من قبل أفراد المجتمع فمشاركتهم لنا في اللقاءات والاجتماعات جعلتنا نشعر بأهمية دورهم، وملاحظاتهم انعكست على خدماتنا المقدمة، فهم يلفتون نظرنا إلى بعض الخدمات بناء على تجاربهم، فكلما استطعنا تحديد احتياج المراجع، كنا نسير على الطريق الصحيح، فما يهمنا هو استدامة أي خدمة نقدمها. ما مدى مواكبتكم لمتطلبات الرعاية الصحية في ظل القفزات التي تشهدها الدولة؟ إنَّ أول خطوة لمواكبة متطلبات الرعاية الصحية كانت منذ 12 عاما عندما انفصلت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية عن مؤسسة حمد الطبية، حيث باتت تعمل ككيان مستقل، وبرؤية وبرسالة واضحتين، وخطط استراتيجية محددة الأهداف، فكان هذا عبئا علينا، في أن ننفذ ما هو موجود، فمنذ 2012 كانت الرؤية واضحة في كيف نجعل خدماتنا تسير بالتوازي مع النمو السكاني المطرد، سيما وأن الدولة كانت تستعد لاستضافة كأس العالم 2022، فكانت من أولويات خطط وزارة الصحة العامة هو إعداد خطة إستراتيجية للأبنية والمنشآت الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ففي 2015 تم افتتاح 16 مركزا صحيا جديداً، وبدأ العدد بالزيادة حتى بات هناك 31 مراكزا صحيا، فالمراكز الصحية حقيقة لم تكن زيادة كمية فقط، بل زيادة تتعلق بنوعية الخدمات التي نقدمها المراكز الصحية والمباني أيضا، إذ وبشهادة أي زائر من دول الخليج يثني على المرافق وعلى كيفية بنائها، حيث لدينا 3 أنماط من المراكز الصحية الأول (A) وهي المراكز الصحية التي تخدم ما لا يزيد عن 3 آلاف نسمة والتي عادة ما تكون خارج الدوحة كالكرعانة حيث إنها تقدم خدمات صحية أساسية، أما النمط الثاني (B) فهي المراكز الصحية المعنية بتقديم الخدمات الصحية جميعها باستثناء خدمات المعافاة، والنمط الثالث (C) وهي المراكز الصحية التي تقدم الخدمات الصحية والتخصصية كافة بالإضافة إلى خدمات المعافاة والتي تستوعب أكثر من 50 ألف مراجع قابلة للزيادة وعددها 7 مراكز صحية معافاة، وهذا التطور في البناء والخدمات له صدى في عدد من الدول وخاصة الخليجية الذين يثنون على طريقة الإنشاء ونوعية الخدمات المقدمة في مؤسسة تقدم الرعاية الصحية الأولية، في ظل تقديم عدد من الخدمات الشاملة بل والتي تعدت دور الرعاية الصحية الأولية من خلال تقديم خدمات تخصصية، كما لدينا خدمات الرعاية العاجلة وتعمل على مدار 24 ساعة في 12 مركزا صحيا للبالغين و5 مراكز صحية للأطفال، وهي تعد خدمة جديدة يقدمها نظام الرعاية الصحية الأولية على مستوى دول الخليج. هل هناك تقسيم معين بالنسبة لتوزيع الـ31 مركزا صحياً؟ توزيع المراكز الصحية يتم بالاستناد إلى منطقة شمالية، منطقة وسطى وثالثة غربية، والنية أن تضاف منطقة جنوبية لتوزيع بعض المراكز عليها، لتسهيل عملية الإشراف على المراكز، والمقترح موجود وننتظر عرضه على سعادة وزير الصحة العامة للنظر فيه. - اقتراح لوزير الصحة هل سيشهد عام 2025 توسعا في عدد المراكز الصحية؟ خلال عام 2025 لن يكون هناك افتتاح لأي مركز جديد، إلا أن هناك عددا من المراكز الصحية التي ستفتح خلال السنوات الثلاث المقبلة، مركزين بديلين مركز مدينة خليفة الصحي والذي يعد أقدم مركز صحي أنشئ عام 1982 والذي شهد توسعة بسيطة وتم تجديده إلا أنه كان من المهم استبداله، ومركز أم غويلينة الصحي، كما خصصنا 8 مراكز للقطريين فقط تعطي أولوية للمواطنين لتقليل وقت الانتظار، وسرعة المواعيد منذ 2023-2024. - هل المراكز الصحية البديلة ستكون كما هي أم سيضاف إليها خدمات جديدة؟ نعم، ستكون أكثر شمولية وأكثر توسعا، ستقدم خدمات تخصصية كما ستقدم خدمات المعافاة، وسيكون لدينا تعاون مع حمد الطبية لدعمنا على مختلف المستويات، وأشير إلى أن منذ فترة جمعنا تعاون مع مركز أبحاث وعلاج السرطان التابع لحمد الطبية لمن تعافوا من مرض السرطان، وكانت المبادرة من المركز وتحديدا من الدكتور محمد سالم الحسن-المدير الطبي لمركز أبحاث وعلاج السرطان-، والهدف أن يقوم المركز الصحي المخصص لهذه المبادرة وهو مركز السد الصحي في استقبال المرضى المتعافين وإجراء الفحوصات الدورية لهم، ولا يعد هذا أول تعاون بل هناك تعاون مع مؤسسة حمد الطبية على مستويات أوسع كتقديم خدمة غسيل الكلى فلدينا 3 مراكز صحية تقدم هذه الخدمة بالتعاون مع مستشفى حمد العام، كما أننا منذ فترة قريبة جدا استقبلنا ممثلين عن المستشفى الكوري بهدف بحث سبل التعاون بين مؤسسة الرعاية الصحية الأولية والمستشفى الكوري في خدمات المسح على وجه الخصوص، ونحن ندرس هذه المقترحات بجدية، فالتعاون لم يعد على مستوى القطاع الحكومي بل أيضا هناك فرص للتعاون مع القطاع الخاص، ولدينا تعاون مع الجمعية القطرية للسرطان، والهلال الأحمر القطري حيث نتبادل معهم الدلائل السريرية للعلاج. هل هناك مراكز صحية جديدة ستشهدها الفترة المقبلة؟ هناك اقتراح سيرفع لوزارة الصحة العامة يتعلق بإنشاء مراكز صحية في عدد من المناطق التي باتت تشهد تكدسا سكانيا كمنطقة عنيزة-على سبيل لمثال لا الحصر-، أيضا مدينة لوسيل لا يوجد بها مركز صحي ويعد مركز جامعة قطر الصحي الأقرب لها، ومركز الخليج الغربي من المراكز القديمة الذي يشهد ازدحاما حيث يستقبل 120% عن الزيادة الطبيعية وأيضا مركز الغرافة الصحي يعد مزدحما، وأوقفنا أي تسجيل جديد على هذه المراكز بسبب الضغط الشديد عليها، لذا قمنا بتوزيع المراجعين على المراكز خارج مدينة الدوحة، وخاصة بعد تخصيص عدد من المراكز الصحية للمواطنين. كما قدمنا مقترحا لوزارة الصحة العامة لمركز المطار الصحي من المراكز الصحية القديمة وغير قابل للتوسعة، وجميعها مقترحات تحت الدراسة، ولكن بظني أن توزيع المراكز الصحية الـ31 يخدم جغرافيا سكان دولة قطر. إلى أي مدى تعتقدين أن تجربة تخصيص مراكز صحية للمواطنين ناجحة؟ أعتقد أن هذه التجربة لم توظف بالطريقة الصحيحة، والسبب في أن المواطن متاح له كامل الحرية بالتوجه لأي مركز صحي، كما أنَّ عددا كبيرا من المواطنين رفضوا تسجيلهم على المراكز الصحية المخصصة للمواطنين بسبب ارتباطهم بمركزهم الصحي القديم وبأطبائهم الذين اعتادوا عليهم، وحاولنا نقوم بتدوير الأطباء حتى ندفع بالمواطنين الاستفادة من ميزة المراكز المخصصة لهم إلا أنَّ الأمر لم يجد نفعا، ورغم أن تخصيص المراكز الصحية للقطريين جاء بناء على مطالب المواطنين إلا أن الاستجابة والإقبال لم تكن على حجم المطالبات بتخصيص مراكز صحية للمواطنين، رغم أنها اختيرت لتغطي مناطق تمركز المواطنين لاسيما في المنطقة الوسطى، وأشير أن هناك أولوية لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة ولهم أرقام مخصصة. هل بالإمكان إطلاعنا على عدد المراجعين سنوياً؟ إنَّ عدد زيارات القطريين للمراكز الصحية تشكل 16% من النسبة الكلية للزيارات، حيث خلال العام الماضي استقبلت المراكز الصحية 4 ملايين ونصف المليون زيارة من المراجعين المواطنين وغير المواطنين، نظرا لعدد السكان. - 90 % من الإستراتيجية مدى التزام الرعاية الصحية فيما يخصها في تطبيق الاستراتيجية العامة للصحة ومدى تطبيقها على أرض الواقع؟ أجزم وأؤكد لك أننا في الاستراتيجية الثانية للصحة قد حققنا 90% من أهدافها المطروحة، الفكرة التي نريد الوصول إليها هو أن يبقى التواصل مع المراجع مستمرا، وأن يتعهد المراجع بالالتزام حيال ما نقوم به ونوفره من خدمات لصالحه، إن تنفيذ الـ90% ليس بالأمر السهل، حيث كان علينا أن ننفذ وفق ما ينسجم مع خطط واستراتيجيات وزارة الصحة العامة، فنحن لا نعمل بمعزل عنها، وأحد أهم الأهداف هو أن نعقد اجتماعا في أحد المراكز الصحية ممثلا عن المنطقة وندعو عددا من المراجعين المسجلين كممثلين عن المسجلين على المركز بوجود الأطباء للوقوف معهم على احتياجات المراجعين وإشراكهم، وإطلاعهم على مطالبنا من المراجعين، وهم لهم صوت مسموع في مجلس الشورى، حيث تم استدعائي وسعادة وزيرة الصحة العامة السابقة في مجلس الشورى للنظر في طلبات المراجعين وبالفعل نفذنا عددا منها، حيث إن خدمة الرعاية العاجلة تعد واحدة من طلبات المراجعين لاسيما في المناطق الخارجية كمركز الكرعانة بات يتوفر به خدمة رعاية عاجلة على مدار الـ24 ساعة، ونحن بالفعل نريد أن نتلقى مقترحات المراجعين وتنفيذ الخدمات القابلة للتنفيذ وفق رؤية المؤسسة ووفق التمويل المتاح. - الاستشارات عبر الفيديو فعّلت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خدمة استشارات عبر الاتصال المرئي لتسعة تخصصات، كيف يمكن أن تتطور هذه الخدمة مستقبلا لتعزيز وصول المؤسسة إلى مزيد من المستفيدين؟ أولاً: البناء على نجاح مثبت، لقد أثبتت هذه الخدمة فعاليتها خلال جائحة كوفيد-19، حيث ضمنت حصول السكان على خدمات الرعاية الصحية الأساسية بأمان وهم في منازلهم، إضافة خدمة الرعاية الصحية عن بُعد كخدمة أساسية: هذه الخدمة ليست مؤقتة، فالمؤسسة تهدف إلى اعتمادها كنموذج على المدى البعيد، هذا يعني جعلها معياراً يُعتمد عليه في المتابعات وإدارة الأمراض المزمنة والاستشارات الروتينية، مما يمنح المرضى مزيداً من المرونة في خياراتهم، الراحة واستمرارية الرعاية: توفر هذه الخدمة حلاً مثالياً للمهنيين المنهمكين في العمل ولمن يُديرون حالات صحية مزمنة، فهي توفّر وقت المرضى وتُغنيهم عن زيارة المركز الصحي، قوة عاملة مدرّبة: تقدّم المؤسسة التدريب المستمر لمقدمي الرعاية الصحية من خلال الرجوع إلى الدروس المستفادة، تطوّر المؤسسة سياساتها لتتناسب مع الخدمات الافتراضية، إذ تتطلب استشارات الفيديو مهارات تواصل وتشخيص مختلفة وبهذا نضمن تجهيز فرقنا بالأدوات والمعرفة الضرورية لتقديم رعاية افتراضية ذات جودة عالية، النمو المستقبلي من خلال النماذج المُدمجة: تتصور المؤسسة نموذجاً مدمجاً لرحلة المريض يجمع بين الزيارات إلى المراكز الصحية والاستشارات الافتراضية للمتابعات والفحوصات الروتينية أو الاستشارات للحالات المزمنة، حيث يمكن إدارة بعض الحالات عبر استشارات الفيديو، دون الحاجة إلى حضورهم الفعلي، ونحن أيضاً بصدد رقمنة العديد من الخدمات، مما يسهل الوصول إليها ويعزز توافرها عبر القنوات الافتراضية، تعزيز توعية المرضى وتثقيفهم: بعد انتهاء الجائحة، ومع عودة جميع خدمات المراكز الصحية إلى وضعها السابق، لاحظنا توجه المزيد من الأشخاص نحو الاستشارات وجهاً لوجه، ولذلك أطلقنا حملات جديدة تهدف إلى تثقيف المرضى وتسويق خدمات الاستشارات الافتراضية، وعالجنا أي تردد أو مفاهيم خاطئة قد تكون موجودة حول فعاليتها مقارنة بالزيارات التقليدية، لذا ومن خلال التركيز على هذه المجالات، ستضمن المؤسسة بقاء الاستشارات عبر الفيديو عنصراً أساسياً في نظام الرعاية الصحية في دولة قطر، مما يعزز من سهولة الوصول إلى الرعاية ويرفع مستوى جودتها ويزيد من رضا المرضى. - الطب الدقيق ماهو دور مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في تعزيز الطب الدقيق؟ الكشف المبكر والرعاية الوقائية: يمكن لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية الاستفادة من الفحوصات الجينية والمؤشرات الحيوية لتحديد المرضى المعرضين لخطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب، مما يتيح وضع استراتيجيات وقائية مخصصة، ويقلل من الاعتماد على العلاجات باهظة التكلفة، التكامل مع صحة السكان: يمكن لبيانات الطب الدقيق أن تساعد المؤسسة على تطوير تدخلات صحية مخصصة بناءً على العوامل الجينية والبيئية وأنماط الحياة، مما يحسن النتائج الصحية عبر المجتمعات، رعاية متمحورة حول المريض: من خلال توافقه مع نهج الرعاية المتمحور حول الأشخاص الذي تعتمده المؤسسة، يقدم الطب الدقيق علاجات فردية تعزز الفعالية وتقلل من الآثار الجانبية وتزيد من تفاعل المريض، التعاون في مجال البحوث: يمكن للمؤسسة التعاون مع المؤسسات البحثية وشركات الأدوية لإجراء تجارب أولية على الطب الدقيق في بيئات الرعاية الأولية، مما يظهر إمكانياته في علاج الأمراض الشائعة، إدارة فعّالة للأمراض المزمنة من حيث التكلفة: يمكن أن يجعل الطب الدقيق إدارة الأمراض المزمنة أكثر كفاءة من خلال تقديم العلاجات وفقاً للملفات الجينية الفردية، مما قد يقلل من التكاليف الصحية على المدى الطويل من خلال تقليل العلاجات غير الضرورية، دعم رؤية قطر 2030 من خلال الوقاية وإدارة الأمراض المزمنة والتدخلات المستهدفة، يمكن للمؤسسة المساعدة في دمج الطب الدقيق في الرعاية الصحية اليومية، مما يساهم في تحقيق هدف قطر المتمثل في بناء نظام رعاية صحية قائم على المعرفة والبيانات. - قياس رضا الجمهور هل لديكم مؤشرات قياس رأي لقياس مدى رضا الجمهور عن خدماتكم؟ لدينا قياس رأي للموظفين، وقياس رأي للمجتمع أو الجمهور، ونقوم بإجرائه سنويا، كما أن بعد كل زيارة للمراجع تصله رسالة لقياس مدى الرضا على الخدمات التي تلقاها، لكن للأسف الكثيرين لا يستجيبون، وأعتقد أن هذا بسبب أن البعض يخشى أن يكون الاتصال مفبركا بسبب كثرة الاتصالات أو الرسائل المضللة التي تصل للشخص من جهات غير معلومة، لذا أيضا نقوم بإجراء استبانات للمراجعين وبالفعل نتائجه جيدة جدا، وفي آخر سنتين كانت النتائج ما بين 86%-87% نسبة رضا، وهي تتجاوز النسبة العالمية التي تصل إلى 75%، ونتطلع أن تتصاعد النسبة، ولنتجاوز إرسال رسالة للمراجع أن يتم تقييم الزيارة عبر تطبيق نرعاكم التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية. - الوقاية قبل العلاج باعتقادكم ما هي الأسباب وراء هذه المشكلة؟ قلة وعي بعض أفراد المجتمع أحد أهم الأسباب وراء هذه المشكلة من وجهة نظري، إذ إن البعض يتعامل مع المراكز الصحية عند المرض فقط، رغم أن دور الرعاية الأولية في المقام الأول هو الوقاية، فمن المفترض أن يأتي المراجع وهو سليم ليقوم بإجراء الفحوص الدورية التي تقيه من المرض، وبالفعل أدرجنا الفحص السنوي الدوري ونتطلع أن نستقبل المراجعين وهو متاح من الأعمار 18 عاما فما فوق فخلال موعدين يجري كافة الفحوصات، ومن خلال التجربة وجدنا أن البعض مصاب بأمراض مزمنة وهو يجهل إصابته بها كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وللأسف الإقبال جدا ضعيف، رغم أن الفحوصات تجرى مجاناً، والنتائج تظهر أغلبها خلال يوم، إلا أنَّ البعض لديه استعداد كي يسافر لأي دولة ويتكبد الكثير من النفقات على أن يأتي للمركز الصحي الذي يبعد أميالا قليلة عن مسكنه كي يخضع لفحوصات لازمة وغير لازمة قد تؤثر على صحته خاصة عند تعرض الشخص للأشعة المقطعية، فنسبة الإشعاع فيها 300 مرة أكثر من الأشعة العادية وبالإمكان أن تعرضه للإصابة بالسرطان، وأكرر أن الخدمات الدورية أقرت وفق معايير عالمية وليس اعتباطيا، لذا ممكن نضيف الفحوصات لكن لا نعرض المراجع القادم لإجراء فحص دوري لأي أشعة إلا في حال تبين من التحاليل ضرورة إخضاعه للأشعة، فهي من جانب تكلفتها باهظةـ ومن جانب آخر مضارها أكثر من منافعها في حال لم يكن هناك مبرر طبي لإجرائها، لذا أتطلع من أفراد المجتمع الاستفادة من خدمة الفحص الدوري السنوي لوقاية أنفسهم من الأمراض، وللتصدي لأي مرض في مرحلة مبكرة، مما يخفض مؤشرات الإصابة بالأمراض خاصة المزمن منها، ويقلل التكاليف العلاجية على الدولة، لكننا للأسف لم نصل لهذا الوعي حتى الآن. وأعود إلى نقطة أسباب تحديد موعد في المراكز الصحية، المواعيد ليس الهدف منها استقبال المراجع في حالة المرض، بل العكس استقباله في حالة الصحة وإجراء الفحوصات الدورية، فمن يمرض ليس بسبب جسدي بل قد يكون بسبب عامل خارجي، أو بسبب ضغوط نفسية، لذا هنا تكمن أهمية طب الأسرة. - التأمين الصحي ما مدى جاهزية مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لاستقبال هذا الكم من زوار دولة قطر؟ في أكثر من أمر للزائرين، فالتأمين الصحي متوقع أن يخفف الضغط على القطاع الحكومي، ويفسح المجال للقطاع الصحي الخاص في أن يكون شريكا في عملية تزويد الخدمات الصحية في الدولة، وهذه الافتراضات درست من قبل فريق التأمين الصحي، ولهذه الأسباب علقنا التوسع في المراكز الصحية في ظل الخدمات التي سيقدمها وبدأ في تقديمها القطاع الصحي الخاص إلى جانب القطاع الصحي الحكومي، لذا يجب أن لا نتسرع في اتخاذ أي خطوة نحو التوسع إلا بعد أن تكون الرؤية الخاصة بالتأمين الصحي قد اتضحت، ونحن نعول على دور القطاع الصحي الخاص في هذا المجال وبالفعل بتنا نلمس تعاونا بين عدد من المستشفيات في القطاع الخاص والقطاع الحكومي وهذا مؤشر جيد. ألا تتخوفون من القطاع الخاص كمنافس في استقطاب الكوادر المهرة ؟ نعم هناك تخوف وهذا أمر وارد، ولكن هذا التنافس يصب في نهاية الأمر في مصلحة المستفيد من الخدمات. - 40 % نسبة النو شو هل عدم التزام المراجعين بمواعيدهم يعد مشكلة حقيقية؟ نعم هي مشكلة حقيقية، وتحد بالنسبة لنا، فنتطلع من المراجعين كما نسعى في بذل قصارى جهدنا لتقديم الخدمات على أكمل وجه أن يلتزموا بمواعيدهم أو إعادة جدولتها أو إلغائها من خلال الأرقام التي ترسل للمراجع عند تذكيره بالموعد، إذ إن نسبة عدم الحضور للمواعيد أو النو شو تصل إلى 34%، رغم أن عالميا يجب أن لا تزيد عن 27%، بل إن بعض الخدمات يصل عدم الالتزام فيها بالمواعيد إلى 40%، فعدم الحضور يهدر وقت الطبيب، ويفوت موعدا على مراجع أو مريض بحاجة الموعد. - تأهيل وتدريب الكوادر هل تقومون بتأهيل وتدريب موظفات وموظفي الاستقبال في المراكز الصحية، حيث هناك العديد من الشكاوى على أغلبهم؟ نحن نقوم بتدريبهم وتأهيلهم باستمرار، ونقيس حجم الاستفادة قبل وبعد التدريب، وتتم متابعتهم على مدار 3 شهور، وحقيقة نحن نلمس استجابة من البعض، كما أن هناك من يرفض التطوير، رغم أننا بتنا نوظف خريجي الجامعات ولكن الإقبال على هذه الوظائف ليس وفق توقعاتنا، لذا تواصلنا مع ديوان الخدمة المدنية لإقرار ميزات لهذه الوظيفة كالحوافز لجذب المواطنات لهذه الوظيفة، والنظر في المناوبات المسائية التي عادة لا تتناسب وأغلبهن، لذا هناك دراسة مع ديوان الخدمة المدنية أن ينظر في ساعات العمل وأن تقر لهن حوافز مالية. هل تلقيتم شكاوى من الموظفين أو الجمهور ؟ أي عمل خدمي ويتطلب مواجهة مع الجمهور سيشهد بعض الخلافات بين الجمهور ومقدمي الخدمة، بعض الشكاوى يتم حلها من خدمة العملاء، وبعض الشكاوى تكون بسيطة بسبب عدم وضوح الخدمة، ولا توجد شكوى إلا ويفتح تحقيق بها إلى أن تحل. - رصدنا حالات فردية هل تعرضت كوادركم الطبية والتمريضية والإدارية لعنف فعلي من قبل المراجعين؟ نعم، نحن نرصد مثل هذا النوع من الاعتداءات بصورة شهرية، بين اعتداء لفظي وأخرى اعتداء جسدي، وقد تكون أشهر حالة للاعتداء الجسدي حالة أحد الأطباء الذين تعرض لكسر في قدميه بسبب أحد المراجعين في مركز الدفنة الصحي وحينها قام معالي رئيس مجلس الوزراء السابق بالقدوم بنفسه إلى المركز الصحي للاعتذار للطبيب وتطييب خاطره، والتأكيد أن ما قام به المراجع هو فعل فردي، وحاولنا أن نطلق حملات لرفع الوعي بهذا الجانب انطلاقا من المدارس. هل هذه الحالات بتراجع من خلال القياس الشهري لها؟ حقيقة لا، بل هناك أشهر تتضاعف فيها هذا النوع من الحالات، وأظن أن السبب يعود إلى أن كل مراجع يود أن لا ينتظر ويود أن يخدم قبل أي مراجع وهذا أمر محال، فالبعض يحتاج إلى مزيد من الثقافة والوعي التي تجعله قادرا على احترام من يقدم له الخدمة، وأن يحترم دوره ودور الآخرين الذين قدموا قبله، ولكن هذه الأفعال الشاذة لا تنفي أن هناك نسبة كبيرة من المراجعين يقدرون عمل الزملاء من الأطباء والموظفين. - الوصمة الاجتماعية كيف تقيمون تجربة العيادات النفسية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية؟ واحدة من أهم النجاحات التي قمنا بها عند افتتاح عيادات الصحة النفسية في المراكز الصحية عام 2016 هو أننا لم نطلق عليها اسم عيادة صحية نفسية بل أسميناها عيادة «الدعم النفسي»، كما أننا خصصنا أماكن بعيدة عن قسم الاستقبال حتى نحافظ على خصوصية المراجع مما يسهم في خفض الوصمة الاجتماعية التي قد تحيل بين المراجع وبين مراجعة عيادات الدعم النفسي، حيث الإقبال فاق التوقعات، فهذه العيادات تقوم على أخصائيين نفسيين، ومؤخرا قمنا بتعيين أطباء نفسيين، وهناك وعي أفضل في هذا الجانب، عيادات الدعم النفسي في 8 مراكز صحية، وعيادة الطب النفسي المتكاملة للبالغين في سبعة مراكز صحية ولكبار القدرِ في مركزين صحيين. كيف تقيمون التعاون مع كليات الطب الوطنية؟ التعاون مستمر، ومن بين الاتفاقيات أن نستقطب خريجي وخريجات الكليات المحلية ويتم تعيينهم من جامعة قطر وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، وبالفعل عينا عددا من الصيادلة والأطباء وفنيي المختبرات من القطريين وأبناء المقيمين، بهدف تشجيعهم. - دراسة لتسوية رواتب التمريض هل باعتقادك أن انخفاض رواتب التمريض في مؤسستكم مقارنة بمؤسسة حمد الطبية أسهم في عزوف الكوادر الوطنية عن هذه المهنة؟ لا أعتقد أنَّ هذا هو السبب الرئيسي للعزوف عن هذه المهنة، لكن السبب الحقيقي هو أنه لا يوجد خريجون قطريون من حملة شهادات البكالوريوس في التمريض بسبب إغلاق معهد التمريض عام 1995، لذا منذ افتتاح كلية التمريض بجامعة قطر ونحن استبشرنا خيراً بهدف الضخ في القطاع الصحي وهذا لصالحنا، وأظن أنَّ من أسباب العزوف أيضا هو الصورة النمطية عن المهنة، فهناك عدم وعي أو سوء فهم للدور الذي يقوم به الممرض مما يعرقل الأهالي فرصة دخول أبنائهم أو بناتهم لهذا القطاع المهم، وأشير إلى أن رواتب الممرضين في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية هي ذاتها التي تصرف للممرضين في مؤسسة حمد الطبية، إلا أن الفروقات تحدث في التمريض المتخصص فالممرضات أو الممرضين في قسم العناية المركزة وممرضو قسم الطوارئ من الطبيعي أن تكون رواتبهم أعلى من ممرضي وممرضات العيادات الخارجية، فهذا هو الفرق، ونحن في المؤسسة اجتمعنا مع إدارة التمريض للتأكيد لهم أن هناك دراسة نعكف عليها لتسوية رواتب الممرضين في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية برواتب الممرضين في مؤسسة حمد الطبية، مع فارق علاوة الاجتذاب كما ذكرنا سابقا. هل ساعات الدوام واختلاف المناوبات تسهم في عزوف القطريين والقطريات عن العمل كأطباء أو ممرضين؟ نعم، حتى الأطباء لدينا يستاؤون من المناوبات المسائية والليلية، لكن لكل عمل طبيعته، وهذه طبيعة عملنا، وهذا من التحديات حقيقة ليس على مستوى الأطباء والممرضين بل أيضا الإداريين وخاصة موظفات الاستقبال. ما أبرز التحديات التي تواجهكم في هذا المجال؟ من التحديات هو أن المواطنين لا يقتحمون كثيرا المجال الطبي والتمريضي بسبب طبيعة العمل في هذه المهنة التي تتطلب مناوبات وتغييرا في مواعيدها، كما أنَّ مواجهة الجمهور تعد من التحديات، فضلا عن العمل في الإجازات الأسبوعية، كما أنَّ تباين الرواتب بين المهن الطبية والمهن الإدارية يعد من التحديات، فالمهن الطبية كافة تتبع قانون مؤسسة حمد الطبية، أما المهن الإدارية فيطبق عليها قانون الموارد البشرية مما يشكل لنا إشكالية كبيرة. - 70 % نسبة التقطير ماذا عن نسبة التقطير في الوظائف الفنية والإدارية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية؟ إن نسبة التقطير في المؤسسة بلغت 70.75%، ونسبة التقطير في الموظفين الذين حصلوا على ترقيات 27%، كما بلغت نسبة التقطير في المهن الطبية 38%، أما نسبة التقطير في التمريض فهي قليلة جدا، لكن يحدونا الأمل في أن مع تخريج أول دفعة من كلية التمريض في جامعة قطر أن يتم استقطاب عدد منهن لمؤسستنا. - الاعتمادات الدولية المؤشرات التنافسية عالميا تضع قطر في مراتب متقدمة، كيف يمكن الحفاظ على هذه المؤشرات؟ أعتقد أن حصولنا على الاعتمادات الدولية والجوائز الدولية والمحلية جعلنا في مصاف الدول المتقدمة على المستوى الصحي، وحملنا مسؤولية الاستدامة والتطور لنحافظ على هذه المؤشرات المرتفعة، فنحن لا نعمل بمعيار دول العالم الثالث وإنما معاييرنا عالمية. ما رسالتكم في ختام هذا الحديث؟ رسالتي موجهة للمجتمع الذي عليه أن يقدر ما تقدمه الدولة له من خدمات عالية المستوى، وما يقدم في قطاعنا الصحي لا يقدم في أي قطاع صحي آخر حتى لو قورن مع أنظمة صحية عالمية، وعليهم أيضا أن يلتزموا بمواعيدهم منعا للهدر، ونتطلع أن يكثف الإعلام دوره لإيصال رسالتنا للمجتمع الوقائية والتوعوية ومن ثم العلاجية.

6304

| 24 نوفمبر 2024

محليات alsharq
عبدالله البنعلي لـ الشرق: تأهيل مديري المدارس على القيادة في هارفرد

- منتدى الابتكار القيادي يعكس الرؤية القطرية في التنظيم والإدارة - أطلقنا برامج تدريبية مبتكرة تتماشى مع متطلبات القيادة ورؤية قطر الوطنية - جهود جبارة للشيخة المياسة لتطوير برامج المركز وتخريج أفضل والكوادر - 1200 خريج متميز ساهموا في تطوير السياسات وإدارة المشاريع الكبرى - برامج وطنية مستلهمة من خطابات الأمير في مختلف المجالات والقطاعات - برامجنا تزود القادة بمهارات تمكنهم من قيادة مؤسساتهم نحو النجاح والاستدامة - النسخة الأولى من المنتدى منصة تفاعلية لتبادل الأفكار والخبرات في الإدارة - برنامج مؤسسي خاص بوزارة التعليم يستهدف مديري المدارس - تأهيل مديري مدارس قطر إدارياً وقيادياً بمؤسسة هارفرد - تزويد الخريجين بأحدث المعارف والأبحاث الأكاديمية والتوجهات الرقمية - توفير بيئة غنية لتبادل المعرفة تتيح للقادة استكشاف إستراتيجيات مبتكرة - خريجو المركز يثرون جلسات المنتدى بتجارب قطرية في القيادة والإدارة - المركز يساهم في تأهيل قيادات قادرة على القيام بدورها لخدمة قطر - برامج لاكتشاف المواهب القيادية عبر مسار خاص بطلبة الثانوية - نفخر بإعداد كوادر قيادية تساهم في دفع عجلة التقدم للمؤسسات الوطنية - نجاح كبير لبرنامجي الزمالة في الأمم المتحدة والمعسكر الصيفي لطلبة الثانوية - تمكين المشاركين من تبني الابتكار كأسلوب رئيسي في قيادة مؤسساتهم - نسعى لتطوير قدرات القادة لمواكبة التغيرات السريعة في بيئات العمل - توجيه المنتسبين نحو مستقبل قائم على الابتكار في القيادة وإدارة فرق العمل - خريجو المركز بينهم وزراء وأعضاء شورى ووكلاء ورؤساء هيئات ومؤسسات يعتبر مركز قطر للقيادات من ركائز التنمية البشرية التي ترفد المؤسسات في القطاعين العام والخاص بالكوادر الوطنية، وذلك بتوجيهات سامية لتأهيل قادة قطريين على درجة عالية من المهارات والاحترافية والخبرات التي تمكنهم من خدمة وطنهم ومجتمعهم. في هذا المركز التي انفردت الشرق بجولة في أقسامه وقاعاته ومكاتبه يتجلى الطموح الوطني لبناء مستقبل زاهر يعتمد على كفاءات وقدرات ومواهب أبناء قطر الجديرين بتحمل المسؤولية وقيادة فرق العمل في مختلف المجالات. منهج عمل المركز يقوم على التعليم التنفيذي الذي يصقل القدرات والخبرات، مستندا إلى نوعين من البرامج الوطنية والمؤسسية، فيما تبذل سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، جهودا كبيرة لتقديم افضل البرامج وتطوير عمل المركز بشكل مستمر. وينفرد المركز بتقديم برامج وطنية مستلهمة من خطابات سمو الأمير، حيث جرى تصميمها لتغطي جميع المجالات في مختلف القطاعات وفقا لرؤية قطر الوطنية. خلال الجولة تعرفنا على كثير من الإنجازات التي حققها المركز وكان الحوار مع السيد عبدالله محمد خليفة البنعلي المدير العام لمركز قطر للقيادات، الذي عبر لنا عن فخره بمستوى خريجي المركز الذين تولوا مناصب قيادية في الوزارات والمؤسسات، كاشفا ان منتدى الابتكار القيادي الذي ينطلق اليوم يشهد مشاركة بارزة لخريجي المركز، مؤكدا جدارتهم بتقديم التجربة القطرية في القيادة امام العالم. معلنا تدشين شخصية راشد وهي روبوت قطري مصمم بالذكاء الاصطناعي لتقديم الخدمات والاجابة على استفسارات المشاركين في المنتدى. ويكتسب المنتدى أهميته كونه سيتحول الى منصة سنوية مستمرة تجمع الخبراء وصناع القرار من قطر والعالم، لتوفير بيئة حيوية للنقاش وتبادل الأفكار حول التحديات الرئيسية في القيادة والإدارة. الإقبال على الانتساب للمركز سجل أرقاما قياسية حيث كشف مدير المركز أن عدد الذين تقدموا هذا العام بلغ 1300 متقدم غير أن مراحل الاختيار رست على 120 شخصا فقط من القطاعين العام والخاص بنسبة لاتتجاوز 10 %، ويوضح السيد عبدالله البنعلي ان رؤية المركز تعطي الأولوية للكيف وليس للكم. فالشخصية القيادة لها متطلبات لا تتوفر في الجميع. ويتحدث مدير المركز عن أهمية التعليم التنفيذي الذي ترتفع تكلفته قياسا على التعليم الاكاديمي خصوصا وان المركز يرتبط بشراكات مع أعرق الجامعات والمؤسسات العالمية إلى جانب تنظيم رحلات تعليمية تعزز مهارات المنتسبين للمركز. وقد لاقت البرامج المؤسسية اقبالا كبيرا من معظم الجهات ابرزها الديوان الأميري ووزارة التجارة واشغال. وكشف البنعلي أن اهم البرامج المؤسسية برنامج ديوان الخدمة المدنية المخصص للوكلاء المساعدين، وهو اول برنامج حكومي على هذا المستوى. فيما يعرب عن فخره بالتعاون مع وزارة التعليم عبر برنامج لتأهيل مديري المدارس إداريا وقياديا في هارفرد. ويشير الى مسار لاكتشاف المواهب القيادية لدى طلبة الثانوية، حيث نفذ المركز هذا الصيف برنامجين أولهما برنامج الزمالة في الأمم المتحدة وثانيهما المعسكر الصيفي وقد حققا نجاحا كبيرا. في مركز قطر للقيادات طموحات كبيرة بحجم وطن نسلط الضوء عليها من خلال جولة الشرق والحوار مع مدير المركز السيد عبدالله البنعلي. - المنتدى منصة تفاعلية تنعقد النسخة الأولى من المنتدى بعنوان الابتكار القيادي في العصر الرقمي ماهي أهداف المنتدى؟ منتدى الابتكار القيادي، الذي ينظمه مركز قطر للقيادات تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس إدارة المركز، يهدف إلى توفير منصة تفاعلية لتبادل الأفكار والخبرات في مجال الإدارة والقيادة الحديثة، مع التركيز على الابتكار في عصر التحول الرقمي. من خلال هذا المنتدى، نسعى إلى تمكين المشاركين وخاصة الخريجين منهم، من تبني الابتكار كأسلوب رئيسي في قيادة مؤسساتهم، وتزويدهم بأحدث المعارف ونتائج الأبحاث الأكاديمية والتوجهات التي تساعدهم على مواجهة التحديات المستجدة في مجالات التحول الرقمي. كما يسعى المنتدى إلى توفير فرص لبناء شبكة من القيادات المحلية والدولية، لتعزيز التعاون وتبادل الحلول المبتكرة التي من شأنها الإسهام في تطوير القيادات ودعم مستقبل مستدام. ونحن حرصنا في النسخة الاولى على جذب الوعي بأهمية الابتكار في القيادة. ونجزم أن هذه النسخة ستعكس الرؤية القطرية في التنظيم والإدارة. - التحول الرقمي في صناعة القيادات ما دور التحول الرقمي في صناعة القيادات، وكيف سيتم تناول هذا الجانب في المنتدى؟ يعد التحول الرقمي حجر الزاوية في تطوير القيادات الحديثة، وهو محور أساسي في منتدى الابتكار القيادي. من خلال هذا المنتدى، سنناقش دور التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، في تمكين القادة من اتخاذ قرارات استراتيجية أكثر دقة واستباقية. كما سنستضيف نخبة من الخبراء والمتخصصين في هذه المجالات لمشاركة رؤاهم وخبراتهم حول كيفية الاستفادة من التحول الرقمي لمواجهة التحديات وتحقيق أهداف النمو والتطوير. يهدف المنتدى إلى تزويد المشاركين بالمعرفة العملية والأدوات اللازمة لدعم قيادتهم في بيئة عمل تتسم بالتغيير المستمر والتغلب على التحديات وإدارة الأزمات. - التركيز على الذكاء الاصطناعي هل تعملون على ترسيخ المنتدى كمنصة رئيسية لاستكشاف مستقبل الابتكار في تنمية القيادة؟ نسعى في مركز قطر للقيادات إلى ترسيخ منتدى الابتكار القيادي كمنصة مستمرة إن شاء الله، ومعززة لاستكشاف الابتكار في مجال القيادة، ليصبح المنتدى وجهة سنوية تجمع الخبراء وصناع القرار من مختلف القطاعات. نهدف من خلال المنتدى إلى توفير بيئة حيوية للنقاش وتبادل الأفكار حول التحديات الرئيسية في القيادة، بالإضافة إلى استعراض أحدث الممارسات والاتجاهات العالمية التي تسهم في تعزيز القدرات القيادية ومواكبة المتغيرات المتسارعة في العصر الرقمي. نحن في هذه النسخة سنركزعلى الذكاء الاصطناعي وكيفية استثماره واستخدامه في القيادة الناجحة. وكما تعلم فإن الذكاء الاصطناعي تم تأسيسه وتطويره بعيدا عنا ولذلك فإن التحدي هو كيفية المساهمة في الذكاء الاصطناعي وعلى سبيل المثال لو كتبنا دولة قطر عبر الذكاء الاصطناعي قد نجد معلومات غير دقيقة ولذلك فإن التحدي هو مساهمتنا بالذكاء الاصطناعي. وقد حرصنا على وجود متحدثين قطريين الى جانب الخبراء الاجانب. تتناول الجلسة الأولى تنمية القيادات في العصر الرقمي ويتحدث فيها ديفيد لانجستاف من معهد آسبن وسعادة الدكتور علي قاسم رئيس الاكاديمية السلطانية للادارة والبروفيسور منذر دحلة من معهد ماساتشوستس والدكتور ايمن اربد من جامعة قطر وهو من خريجي المركز. وهذا الدمج بين المتحدثين لإثراء المنتدى وتبادل الخبرات. - تجارب قطرية تثري المنتدى هل سنشهد في المنتدى تقديم نماذج من تجارب القيادة الناجحة للكوادر القطرية ؟ نحن فخورون اننا سنقدم خبرات وطنية تستطيع ان تمثل التجربة القطرية بجدارة. لقد خصصنا جزءا من الجلسات للخريجين يتناول القيادة في الازمات ولدينا خبرة في هذا المجال وكذلك ادارة الفعاليات الكبرى وكيفية توزيع مهام فريق العمل لتحقيق افضل النتائج. وستقدم تجارب مستوحاة من التجربة القطرية وهناك ايضا مشاركات لخريجي المركز منهم أحمد السميطي الرئيس التنفيذي لشركة الفيتري للتجارة والصيانة وأحمد محمد يوسف الكواري الرئيس التنفيذي للشركة القطرية للنطاق العريض والدكتورة نورة فطيس المري استاذ مشارك في قسم الهندسة بجامعة قطر والدكتور عبدالله ناصر الكعبي مدير التطوير في شركة بروة والدكتورة اسماء الفضالة استاذ مشارك بجامعة حمد بن خليفة. وهؤلاء جميعا سيمثلون التجربة القطرية في المنتدى. - المنتدى منصة سنوية للتفاعل هل سيتحول المنتدى إلى منصة سنوية وكيف سيتم تحويله إلى مصدر إلهام للقيادات؟ نعمل على تحويل منتدى الابتكار القيادي إلى حدث سنوي، في نسخته الأولى نستهدف خريجي مركز قطر للقيادات بالدرجة الأولى، وفي السنوات المقبلة نهدف أن يكون المنتدى مصدراً يستقطب القادة من القطاعين العام والخاص لتعزيز التعلم المستمر وتطوير الشبكات المهنية. وفي تصميمنا للمنتدى نحرص على توفير بيئة غنية تشجع تبادل المعرفة والخبرات، مما يتيح للقادة فرصة استكشاف استراتيجيات مبتكرة وتطوير قدراتهم لمواكبة التغيرات السريعة في بيئات العمل. ونأمل في تمكين فئة أكبر من القادة والمشاركين وتوجيههم نحو مستقبل قائم على الابتكار والشراكات الفعّالة. - مسيرة المركز تأسس المركز بموجب قرار أميري عام 2008، ما أهم المحطات وأبرز الإنجازات في مسيرة المركز؟ منذ تأسيس المركز في عام 2008 بقرار أميري من لدن حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه، استطاع مركز قطر للقيادات بإشراف سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس إدارة المركز ومتابعة العضو المنتدب المؤسس سعادة الشيخ عبدالله بن علي بن سعود آل ثاني، تطوير نخبة من القادة وتعزيز حضورهم وتأثيرهم في المؤسسات الوطنية. وقد نجح المركز في إطلاق برامج تدريبية مبتكرة تتماشى مع متطلبات القيادة في دولة قطر وتواكب التغيرات السريعة في بيئة العمل، مما يسهم في تزويد القادة بالمعرفة والمهارات التي تمكنهم من قيادة مؤسساتهم نحو النجاح والاستدامة. - التنمية البشرية أولوية مرحلة التأسيس تختلف عن مرحلة التطوير والحصاد ما هي استراتيجية عملكم؟ مرحلة التأسيس كانت مرحلة خلق الوعي لدى الجميع، ان الوصول الى المنصب القيادي يتطلب عملا مؤسسيا والمساهمة من الجميع من الشخص ومن مؤسسته ومن الدولة باعتبار ان هذا الرأسمال البشري هو ملك للدولة. والمركز يلعب دورا مهما في سد احتياجات ومتطلبات وجود قيادات مؤهلة وقادرة على القيام بدورها على اكمل وجه في خدمة وطنها. ويأتي انعقاد المنتدى تتويجا لمسيرة المركز من التأسيس الى مرحلة التنظيم والاستمرار. ونحن نرى المنتدى منصة ستعقد سنويا لطرح كل التحديات التي تواجه القيادات الواعدة مع مختصين دوليين في مجال القيادة والحلول الادارية. - الاستفادة من الكوادر الوطنية ما مدى مساهمتكم في رفد المؤسسات الوطنية بكوادر مؤهلة من القيادات؟ نفخر في مركز قطر للقيادات بإعداد كوادر قيادية تساهم في دفع عجلة التقدم للمؤسسات الوطنية، من خلال تزويدهم بالمهارات والمعرفة القيادية اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة. نسعى إلى تمكين هذه القيادات من مواجهة التحديات وتعزيز قدراتهم في بناء مستقبل مزدهر، حيث يشكلون ركيزة أساسية في تحقيق رؤية قطر وتطلعاتها للنمو والتطور المستدام. - 1200 خريج متميز كم عدد الخريجين من المركز، وهل استطاعوا تحقيق بصمات مميزة في مراكز عملهم؟ حتى الآن، يفخر مركز قطر للقيادات بوجود أكثر من 1200 من الخريجين المتميزين الذين تركوا بصمات واضحة في مختلف المجالات، وساهموا بفعالية في تطوير السياسات وإدارة المشاريع الكبرى. يشكل هؤلاء الخريجون ركيزة أساسية في تعزيز الابتكار والتميز، ودعم التنمية الوطنية من خلال أدوارهم القيادية في القطاعين العام والخاص. (يمكننا الإشارة، على سبيل المثال لا الحصر، إلى خريجي مركز قطر للقيادات الذين شغلوا ويشغلون مناصب بارزة مثل وزير الدولة بوزارة الخارجية، وأعضاء مجلس الشورى، وكلاء وزارات، ورؤساء هيئات، بالإضافة إلى وكلاء وزارات مساعدين، ورؤساء تنفيذيين في القطاعين الحكومي والخاص فضلًا عن مؤسسات العمل الخيري والمؤسسات المجتمعية والمنظمات الدولية). - برامج وطنية ومؤسسية ما أبرز البرامج الأكاديمية والدراسات التي أنتجها المركز؟ يقدم مركز قطر للقيادات برامج أكاديمية وقيادية تركّز على القيادة المستدامة، والابتكار المؤسسي، وإدارة التغيير. تم تصميم برامج المركز لتنمية القيادات الواعدة وتزويدهم بالمهارات الضرورية، مع التركيز على صقل المهارات القيادية الفردية وتعزيز ثقافة القيادة الجماعية والابتكار. تشمل برامج المركز ثلاثة أقسام رئيسية: ‌أ. البرامج الوطنية، وهي أساس إنشاء المركز، وتتضمن: • برنامج القيادات الحكومية • برنامج القيادات التنفيذية • برنامج القيادات المستقبلية وتستهدف هذه البرامج القيادات من مختلف الأعمار ومستويات الخبرة. ‌ب. البرامج الأكاديمية، التي تشمل: • الماجستير التنفيذي في القيادة باللغة العربية بالتعاون مع جامعة قطر. • الماجستير التنفيذي في القيادة باللغة الإنجليزية بالتعاون مع جامعة جورجتاون. ‌ج. البرامج المؤسسية، التي تُقدم حسب الطلب، وتهدف إلى تطوير القدرات القيادية والمهارات البشرية داخل المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، بما يرفع من كفاءة المواهب البشرية ويسهم في تلبية احتياجات المؤسسات المختلفة. - التخصصات والتعليم التنفيذي هل توجد أولويات في التخصصات؟ تم تصميم برامج المركز للقطاعين العام والخاص بواقع برنامجين لكل قطاع كل برنامج يستوعب من 30 الى 35 شخصا وبذلك نحن نستقبل سنويا اكثر من 60 شخصا في كل قطاع باجمالي 120 شخصا سنويا. وهذا العدد مهم. - برامج مستلهمة من خطابات الأمير ما هي مراحل التعليم التنفيذي؟ التعليم التنفيذي يعتمد على الجانب العملي اكثر من الاكاديمي كما يركز على الجوانب التي لا يتطرق لها التعليم الاكاديمي في وضع الاستراتيجيات. التعليم التنفيذي تخصصي جدا وعلى سبيل المثال المفاوضات قد لا نجد تخصصا اكاديميا في علم المفاوضات لكن التعليم التنفيذي يمنحك مهارة التفاوض. نحن طورنا منظومة الكفاءات والبرامج التنفيذية واستوحينا من خطابات سمو الأمير وسمو الأمير الوالد. ولدينا فريق الاستراتيجية قام بعمل مميز وجرى استلهام توجيهات الخطب في مختلف الجوانب، السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية والاخلاقية والقيمية. وبالتالي تحويلها الى وسيلة تنفيذية لصقل المهارات القيادية. وبذلك تنفرد برامجنا بهذا الجانب المرتبط بخطابات القائد وهناك الجانب الاخر وهو تميزنا ببرنامج الرحلة التعليمية الذي طورناه مع السنوات والتي تعتبر رافدا كبيرا وجوهريا للمركز وأهم ما يميز المركز هو شبكة الكوادر والعلاقات وعلى سبيل المثال لدينا دكاترة يحرصون على الانتساب للمركز. - جهود الشيخة المياسة في موضوع الوساطات، هل لديكم برامج تطبيقية للاستفادة من تجربة قطر في صقل المهارات لدى المنتسبين للمركز ؟ المركز يعمل استراتيجية طويلة وكانت رؤية ثاقبة وحكيمة في التدرج في صناعة الكوادر والكفاءات. وسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس ادارة المركز وكذلك العضو المنتدب يقومان بدور محوري في تطوير عمل المركز وبرامجه وفقا للتكليف من قبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى. ولذلك نجد تسخير جميع الامكانات لتخريج كوادر وطنية على درجة عالية من الكفاءة والمهارة في القيادة. وهنا اود الاشارة الى ان تكلفة التعليم الاكاديمي تختلف عن تكلفة التعليم التنفيذي والذي يعتبر ذا تكلفة عالية لكنها لا تعتبر عالية امام تخريج كوادر قطرية خصوصا وان رأس المال الحقيقي هو تنمية الانسان وتعزيز الموارد البشرية وفقا لتوجيهات سمو الأمير. - مراحل الانتساب لمركز القيادات ما هي آليات البرامج، هل وفقا لحاجة المؤسسات أم وفقا لرؤية المركز ؟ لدينا برامج لمختلف المتطلبات وهي البرامج الوطنية السنوية التي توضع للجميع وهي مرتبطة بالخطابات الأميرية السامية ورؤية قطر 2030 هذه ثابتة لا تتغير. والاهم من ذلك محدودية المقاعد المتاحة حيث كثير لا يحالفهم الحظ. لأننا نأخذ 10% فقط من اجمالي المتقدمين. نحن لدينا آليات تقديم تبدأ بفتح الباب للتقدم وقد تلقينا العام الماضي الف طلب اما هذا العام فقد وصل عدد المتقدمين الى 1300 طلب مما يشير الى حجم الاقبال على المركز من قبل الجميع في حين في السنوات الاولى كنا نعلن ونروج لنستقطب الراغبين بالانتساب للمركز اما اليوم فاصبحنا نواجه مشكلة الفائض مما اضطرنا الى اختيار نسبة محدودة تبدأ بتقييم ذاتي بعده تعلن النتائج وتتم الفلترة ويصل العدد من 1300 الى 800 فقط ثم المرحلة الثانية التقييم في العمل الجماعي حيث يتم ادخالهم في فرق متخصصة لتقييم الاداء ثم ننتقل الى المرحلة الثالثة وبعدها مرحلة المقابلات النهائية ليصل العدد المقبول الى 120 فقط لا نستطيع ان نرضي الجميع. ولذلك تم تشكيل قسم البرامج المؤسسية بحيث تأتي المؤسسة وتحدد رؤيتها للبرنامج وبناء على هذه الرؤية نصمم برنامجا خاصا بالمؤسسة يتناسب مع متطلباتهم ولدينا جهات مهمة نفذنا لها برامج خاصة. لقد اصبح الوعي موجودا لدى جميع المؤسسات بأهمية تأهيل قيادات الصف الثاني والصف الثالث. وقد لاقت البرامج المؤسسية اقبالا كبيرا من معظم الجهات ابرزها الديوان الاميري ووزارة التجارة واشغال. ونحن نسير بشكل منظم ورؤية واضحة لدعم جميع المؤسسات بالدولة ونحن اولويتنا القطاع الحكومي. وأعتبر أن من أهم البرامج المؤسسية برنامج ديوان الخدمة المدنية الذي هو خاص بالوكلاء المساعدين وهذا اول برنامج حكومي على هذا المستوى. وقد انهى المشاركون بهذا البرنامج رحلة تعليمية الى سنغافورة الاسبوع الماضي. ونحن لدينا شراكة مع سنغافورة ومع معهد الادارة العامة بسنغافورة. - تحديات بناء الكوادر الوطنية بناء قيادات الصف الثاني، هل هو اصعب من دورات التنمية الادارية وما هي التحديات ؟ التنمية الادارية اساس لبناء القيادات فلا يمكن ان يكون لديك قيادي ناجح بدون فريق عمل اداري ناجح، كلا الامرين مكملان لبعضهما البعض. لكن التحدي الحقيقي هو في بناء القيادات الوسطى والتي تسمى الطبقة الجليدية وهي معاناة في معظم الدول. التي وضعت استراتيجيات وخططا لمواجهة تحديات بناء الطبقة الوسطى في القيادات. نحن لدينا تجربة ناجحة في هذا المجال عمرها 15 سنة واظن ان الاستمرارية مفتاح النجاح. - مديرو المدارس في هارفرد التكامل بين مخرجات التعليم وبين مركز قطر للقيادات ؟ يوجد تعاون كبير مع وزارة التعليم ويوجد برنامج مؤسسي خاص بالوزارة يستهدف مديري المدارس. وهو من اهم البرامج. حيث يتم تأهيل مديري مدارس قطر اداريا وقياديا بمؤسسة عريقة هي هارفرد وهذا حرص سعادة الوزيرة. ونحن نؤمن في المركز بتوجيه سعادة الشيخ عبدالله بن علي بن سعود أن اللغة ليست عائقا ولذلك توجد ترجمة للمديرين. وهذه السنة هارفرد سوف تقدم برنامجين للمؤسسات الحكومية اليوم تم تخصيص وحدة خاصة للمؤسسات الحكومية. - الشراكة مع جامعة قطر ماذا عن الشراكة مع جامعة قطر والجامعات الاخرى؟ محليا لدينا شراكة خاصة مع جامعة قطر ونفذنا معها وحدة التشريع القطري وكانت متميزة وحققت افادة كبيرة. وايضا لدى المركز برنامجان للماجستير بالشراكة مع جامعة جورج تاون الام وجامعة قطر في الادارة وهذا البرنامج متميز وعليه اقبال كبير. وكل هذه البرامج مرتبطة بهدف واحد وهي استراتيجية تطوير القيادات. - مسار لطلبة الثانوية هل لديكم خطط مستقبلية للتوسع وزيادة البرامج والمشاريع ؟ نحن حريصون على الكيف وليس الكم لأن القيادات تجسد هرم الادارة. والمتطلبات القيادية لا تتوفر في الجميع ولذلك نحن نتطلع الى التوسع في التطوير والبرامج وليس في الطاقة الاستيعابية لكي نحافظ على ارفع المستويات لدى خريجنا. ولكن نحن ندعم الجميع ونرحب بكل من تتوفر فيه المتطلبات. نحن ايضا لدينا مسار آخر خاص بطلبة الثانوية حيث دشنا هذا العام برامج لاكتشاف المواهب القيادية ابرزها برنامج الزمالة في الامم المتحدة وبرنامج المعسكر الصيفي لطلبة الثانوية العامة وقد حققنا نجاحا كبيرا في هذين البرنامجين اللذين نفذا خلال الصيف. ونحن استقطبنا في المعسكر 70 طالبا 35 بنين و35 بنات. - أبرز التحديات في المنتدى ما هي أبرز التحديات التي سيتناولها المنتدى خصوصاً في ظل التوسع في تقنية الذكاء الاصطناعي؟ يُركز منتدى الابتكار القيادي على التحديات المتعلقة بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، واستكشاف تأثيره على عملية اتخاذ القرار وتطوير المهارات القيادية الحديثة. ولهذا تم استقطاب عدد من الخبراء المحليين والدوليين في المجال للحديث عن الأبعاد الأخلاقية والقانونية المصاحبة لهذا التحول الرقمي، بما في ذلك أهمية التوازن بين الابتكار والمسؤولية الاجتماعية. كما سيوفر المنتدى منصة لمناقشة كيفية إعداد القادة لمواجهة هذه التحديات المتزايدة، وتزويدهم بالأدوات اللازمة للتكيف مع التطورات التقنية بطريقة تعزز النزاهة والمسؤولية في القيادة. - راشد ربوت قطري يدشن مركز قطر للقيادات شخصية راشد وهي روبوت من الذكاء الاصطناعي تم تصميمه ليكون في خدمة المشاركين في منتدى الابتكار القيادي حيث يقوم بالرد على استفسارات الزوار ويقدم النصائح المستندة الى الذكاء الاصطناعي. ويرتدي الروبوت راشد الزي القطري ويتفاعل مع الزوار ويلبي طلباتهم ويمدهم بالمعلومات اللازمة. - رابطة خريجي قطر للقيادات ما دور رابطة خريجي المركز، وهل استطاعت أن تشكل إضافة مهمة في مسيرة عمل المركز؟ تلعب رابطة الخريجين دوراً محورياً في دعم التواصل والتعاون المستمر بين خريجي مركز قطر للقيادات، مما يسهم في تبادل المعرفة وتعزيز العلاقات المهنية بينهم. يمتد التزامنا إلى ما هو أبعد من تقديم البرامج وتخريج جيل جديد من القادة؛ إذ نتابع تقدم وتأثير خريجينا أثناء توليهم أدوارًا قيادية في مختلف أجهزة الدولة بالقطاعين الحكومي والخاص. وتشهد قصص نجاح خريجينا في مجالات عملهم على فعالية برامجنا في تعزيز قدرات القادة، مما يسهم في دفع عجلة التقدم الوطني وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

1958

| 30 أكتوبر 2024

حوارات رئيس التحرير alsharq
د. نوال السليطي في حوار مع الشرق: 30 مشروعاً ومبادرة بيئية لتعزيز الاستدامة بالمدينة التعليمية

- إستراتيجيتنا تنفيذ المبادرات الوطنية لجعل قطر أكثر استدامة - إدخال مشاريع الاستدامة في المناهج المدرسية بجميع المراحل - مشاريع الاستدامة في مؤسسة قطر توازي المسؤولية المجتمعية - تثقيف الزوار من مختلف الأعمار لزيادة الوعي بأهمية الاستدامة -الجزيرة الخضراء مركز تعليمي متعدد القطاعات قائم على الشراكة - الاستدامة تتصدر الأهداف الإستراتيجية لمؤسسة قطر - جزيرة الاستدامة منصة تعليمية بحثية ترفيهية حاضنة للمبادرات - تجربتنا في الاستدامة ترتكز على الجانبين النظري والتطبيقي - مشاريعنا تشمل الزراعة والتكييف والكهرباء ومنع استخدامات البلاستيك - وجدنا تفاعلاً كبيراً وصدى طيباً لدى طلبة جامعات المدينة التعليمية - 70 % من التكاليف تغطى من خلال شركات القطاع الخاص - نجحنا في زراعة 25 ألف شجرة محلية في المدينة التعليمية - دعم لا محدود من إدارة مؤسسة قطر لنجاح جزيرة الاستدامة - الشرق تستطلع مشاريع الاستدامة في جولة شاملة بالجزيرة الخضراء - إنشاء مسار للدراجات بطول 4 كيلومترات بالتعاون مع الاتحاد القطري - زراعة 8 آلاف شجرة لمسار الدراجات الهوائية وممشى للأفراد - جزيرة الاستدامة تجربة ناجحة للتعاون بين القطاعين العام والخاص - أهمية كبيرة للمشاريع البحثية في تعزيز مفهوم الاستدامة - تأسيس معمل أخضر في المدارس لتدريب الأطفال على الزراعة - مبادرة يوم بلا سيارات لاقت نجاحا كبيرا بين طلبة المدينة التعليمية - تفعيل الدراسات البحثية في المزرعة المصغرة لتحفيز الطلبة - مشروع المحمية الطبيعية لتعريف الطلبة على تفاصيل الحياة البرية - توفير بذور نباتات مهددة بالانقراض قام الطلاب بزراعتها في المحمية - مصنع صغير يعلم الأطفال كيفية إعادة التدوير والخروج بمنتج جديد - المهندس إبراهيم الجيدة أبدع بتصميم جزيرة الاستدامة قد يبدو مصطلح الاستدامة وكأنه مصطلح أكاديمي يقتصر على أهل الاختصاص لكن زيارة واحدة الى جزيرة الاستدامة في قلب المدينة التعليمية تبدل هذا المفهوم وتكشف لنا أهمية هذا المصطلح ودوره في حياة الافراد وازدهار المجتمع. في هذه الجزيرة التي تمتد على مساحة تزيد على 8 آلاف متر مربع، انفردت الشرق بجولة ميدانية بصحبة الدكتورة نوال السليطي مديرة الاستدامة البيئية بمكتب الرئيس التنفيذي بـمؤسسة قطر والسيد وسيم محمد العلمي، مستشار المشاريع والمبادرات الاستراتيجية حيث اطلعنا على مشاريع الجزيرة التي تجعل مفهوم الاستدامة اقرب الى الجميع وفي متناول الصغار والكبار. حيث تضم عشرات الحاويات التي تحولت مصانع صغيرة ومزارع ومختبرات تجريبية وتطبيقية لمسارات اعادة التدوير هي: الورق، والبلاستيك، وعلب الألمونيوم، والنفايات الإلكترونية، والبطاريات، والنفايات العضوية فضلا عن تحويل اشعة الشمس الى طاقة. تعد جزيرة الاستدامة مركزًا تعليميًا متعدد القطاعات قائم على الشراكة. تهدف مؤسسة قطر من ورائه إلى توفير فرص عن كثب تتعلق بالتعليم التجريبي للمجتمع بأكمله لزيادة الوعي بأهمية الاستدامة. وتؤكد د. نوال السليطي ان هدفنا في جزيرة الاستدامة تثقيف الزوار من مختلف الأعمار بشأن المشاريع والمبادرات الوطنية العديدة التي تساهم في جعل قطر دولة أكثر استدامة ونقدم الكثير من ورش العمل الى جانب مشاركة الطلبة بتطبيقات الاستدامة العملية، مثل إعادة تدوير مخلفات البناء، والزراعة المستدامة، والطاقة الشمسية ويتاح للطلاب المشاركة بتجربة عملية لانتاج منتج جديد من خلال عملية اعادة التدوير التي تتم امامهم. تضم جزيرة الاستدامة أيضا مختبرات بحثية، حيث تعرب الدكتورة نوال السليطي عن فخرها بأن جزيرة الاستدامة تحتضن أبحاثًا واعدة في مجال الوقود الحيوي من جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، وجامعة تكساس إي أند أم في قطر، إحدى الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر. وفي الجولة شاهدنا مساحة مفتوحة للمعارض والمحاضرات، ومقاهي تقدم أغذية عضوية، ومطعما مرفقا بمزرعة عمودية يقدم منتجاته من المزرعة إلى المائدة ومتجر هدايا مستوحى من المبادرة. وتقول د. نوال السليطي الجزيرة تتسع لمعرض فني يتيح للطلاب عرض أعمال فنية من النفايات المعاد تدويرها، إلى جانب معمل للطباعة ثلاثية الأبعاد بمواد معاد تدويرها، وكذلك سيتاح للراغبين اعادة تدوير الملابس القديمة وتقديم ورش عمل مجتمعية حول كيفية إعادة التدوير. في كل مكان تجولنا به كنا نشاهد أهمية الاستدامة وكيفية إيصال هذه المفاهيم المحببة لعقول الأجيال بمشاريع تطبيقة تعليمية وبمبادرات بحثية تخدم المجتمع والوطن. ولعل الخلاصة التي خرجنا بها من هذه الجولة أن جزيرة الاستدامة أول مختبر عملي وعلمي وتعليمي وترفيهي دائم لتكريس مفاهيم الاستدامة بأسلوب عصري ومجتمعي. جوانب كثيرة عن مبادرات ومشاريع الاستدامة بمؤسسة قطر كشفت عنها د.نوال السليطي من خلال الجولة في جزيرة الاستدامة ومن خلال الحوار الشامل التي خصت به جريدة الشرق. - مبادرات الاستدامة ما هي المبادرات والجهود التي بذلتها مؤسسة قطر لتعزيز الاستدامة؟ لدينا بمؤسسة قطر مجموعة من الأهداف الاستراتيجية أهمها الاستدامة، التي لها أهمية بالغة في الشأن المجتمعي وهذا يتضح من خلال البرامج التي نقدمها للأطفال في المدارس. والاستدامة لا تقوم على المفاهيم النظرية فحسب إنما ترتكز على الجانب العملي بشكل أساسي لتأثيره البالغ الذي يدخل في تفاصيل حياتنا اليومية ويؤثر على الآخرين. كما أنّ الجانب العملي الذي تقدمه وتساهم فيه الشركات ترجمة عملية للجمهور المستهدف، وهذا يوازي المسؤولية المجتمعية، ونحن نحرص في كل مشاريعنا على ترسيخ مفهوم الجانبين وهما: الجانب النظري والمشاريع العملية المؤثرة. ونحن نهدف في مشاريعنا إلى تعزيز ثقافة إعادة التدوير ورفع مستوى الوعي بها في المجتمع، وقد بذلت جهود كبيرة لجعلها تجربة تعليمية تفاعلية ونشطة، حيث تتيح لأفراد المجتمع رؤية الخطوات المختلفة التي تمر بها عملية إعادة تدوير. - 30 مبادرة عملية نود تسليط الضوء على الجانب العملي فما ابرز مشاريع الاستدامة العملية؟ لقد حققنا التنمية المستدامة بالنسبة لجيلنا ولأجيال المستقبل أهمها المحافظة على البيئة والموارد. فقد بدأنا في نهاية 2019 متابعة ملف الاستدامة برفقة زميلي السيد وسيم العلمي من الناحية العملية، وجرى البحث عن وسائل مبتكرة وأنتجنا أكثر من 30 مبادرة منها ما يعنى بالنظام بالمدينة التعليمية مثل المباني والتكييف واستخدامات الكهرباء ومنع استخدامات البلاستيك، وغيرها أمور تخص الزراعة فأنشأنا مشروع الزراعة واسمه ( Park and Plnet) حيث يتم تجهيز المكان بأدواته لتشجيع الأفراد على الزراعة. وركزنا الاهتمام على الزراعة داخل المدينة التعليمية، وكذلك زراعة الممرات بين المباني. وفي نفس الوقت تفعيل المسؤولية الاجتماعية للشركات والمصانع. - الانطلاقة بزراعة 120 شجرة كيف كانت الخطوات الأولى لمشروع الاستدامة في المدينة التعليمية ؟ بدأنا أولى الخطوات بزراعة منطقة قريبة من جامعة كارنيجي ميلون وزرعنا 120 شجرة وتخضير حول المبنى وحرصنا على إشراك الأفراد ممن يتواجدون بالمبنى للمساهمة في الزراعة، وهكذا أكملنا مسيرتنا مع كل المباني والمناطق المحيطة بها. واستهدفنا الطلاب والمعلمين والزوار إلى جانب تفعيل دور القطاع الخاص مثل شركات السيارات والبناء والتعمير للمساهمة في هذه المشاريع. وقد وجدنا تفاعلاً كبيراً وصدى طيباً من الشركات في تهيئة المساهمات والإمكانيات لبناء موقع مناسب تعبر فيه عن رؤيتها في الاستدامة ولتكون بمثابة جانب عملي للزوار والأطفال، واستطعنا من خلال مساعدة القطاع الخاص في تغطية ما يقارب 70% من التكاليف، مثل تجهيز الموقع، وتوفير معدات وأجهزة تشرح طبيعة الاستدامة. وكان مشروع جزيرة الاستدامة يحرص على دعوة موظفي تلك الجهات ليزرعوا بأنفسهم من أجل تعميم المفاهيم لأسرهم وأطفالهم وتحفيز للآخرين. فقد أنجزنا زراعة 1500 شجرة في العام ونحن خلال أربع سنوات نجحنا في زراعة 25 ألف شجرة وجميعها أشجار محلية أو شبه محلية زرعت بالمدينة التعليمية، وهذا بفضل الدعم اللامحدود من إدارة مؤسسة قطر الذين يحرصون على المتابعة وحضور الفعاليات لتحفيز المشاركين والمساهمين. - الجانب البحثي في الاستدامة من خلال استراتيجيتكم يتقدم الجانب البحثي الى الصدارة فما الدور البحثي الذي تقومون به؟ أؤكد أنّ العامل البحثي له أهمية كبيرة في تعزيز مفهوم الاستدامة وهذا يكون بإشراك كل الأطراف، ولدينا بالمؤسسة ركيزة أساسية وهي إشراك كل الجهات والجامعات والمدارس في الفعالية أو المبادرة، ونحن ندرس الفئة المستهدفة وعلى معرفة تامة باحتياجاتها. وبعد الزراعة يتم التواصل مع المراكز والمعاهد البحثية لإجراء دراسات على الأشجار التي تمت زراعتها ومدى استهلاكها للمياه. ونستمر في تحقيق مبادرة الزراعة في المدارس وتمّ بالفعل تأسيس معمل أخضر في المدارس للأطفال ليكون بمثابة تجربة عملية لهم. ونحن نعتبر العنصر البحثي مهما جدا حيث نتعاون مع مركز قطر للطاقة والبيئة حيث يقومون بإجراء البحث بعد عملية الزراعة خصوصا واننا نزرع الشجر المحلي او شبه المحلي ويدرسون مدى استهلاك كل شجرة للماء وبذلك نجحت جزيرة الاستدامة ان تقدم الجانب التعليمي والبحثي والجانب البيئي والجمالي. وقد تمكنا من زراعة معظم المساحات في المدينة التعليمية. - مشروع المزرعة المصغرة ماذا عن مشروع المزرعة المصغرة والمشاريع البحثية الأخرى ؟ فكرة مشروع المزرعة المصغرة تمّ تفعيلها في المدارس بهدف تعليم الصغار أهمية الزراعة، وأن تكون قريبة من حياتهم المدرسية، وتهيئة الأماكن لهم للتعرف على أنواع الزراعة، وخلط التربة وكيفية الاستفادة من مخلفات الطعام وغيرها. وأيضاً في الجانب البحثي تمّ تفعيل الدراسات في المزرعة المصغرة والتي ينفذها طلاب. وهناك مشروع ريادي آخر وهي المحمية الطبيعية، تهدف إلى تهيئة الطلاب للتعرف على الحياة البرية والطبيعية بكل مكوناتها من نباتات وكائنات. وعملنا على توفير بذور نباتات من المهددة بالانقراض وقام الطلاب بزراعتها في المحمية، ونفذت رحلات علمية للطلاب داخل المحمية للتعريف بها ووضع الأسماء العلمية لها والاستخدامات الطبية والعلاجية والتجميلية لها. وفي المرحلة الثانية تمّ عمل بيت للبذور التي تحفظ فيه، ثم توزيعها على الأفراد والأسر لزراعتها في منازلهم. ويوجد مشروع ثالث للرياضات الجبلية وتمت زراعة 8 آلاف شجرة لجعل المنطقة مضماراً جبلياً للدراجات وممشىً للأفراد. وتمّ الانتهاء من المرحلة الأولى وهو إنشاء ممشى للدراجات مسافته 4 كيلومترات بالتعاون مع الاتحاد القطري للدراجات والألعاب، استعداداً لتجهيزه ليكون ممشىً للألعاب الأولمبية مستقبلاً. - الجزيرة الخضراء مشروع متكامل ما هو مشروع الجزيرة الخضراء وما هي أهدافه؟ جزيرة الاستدامة هي مركز إعادة تدوير ومنصة تعليمية ترفيهية تهدف إلى جمع جهودنا المجتمعية للتقليل من أثرنا السلبي على كوكبنا. وقد أطلقت مؤسسة قطر «جزيرة الاستدامة»، تزامنًا مع بدء فعاليات أسبوع قطر للاستدامة - 2024،. وتمتد هذه الجزيرة على مساحة تزيد على 8 آلاف متر مربع، وتضم 95 حاوية شحن تبرعت بها شركة ملاحة. وتعتبر الجزيرة مركزا فريدا مصمما لإعادة التدوير في المدينة التعليمية هدفه تعزيز الممارسات ذات الصلة بتبني نمط حياة صديق للبيئة والتثقيف العملي بشأن تحقيق هذا المبتغى. وتركز الجزيرة على الجوانب التعليمية والبحثية والتطبيقية مما يجعلها اول مختبر متكامل تطبيقي متكامل لعلوم الاستدامة. فهي تجمع بين التوعية النظرية والتطبيق العملي كما تنفرد بعملها المستمر بدون انقطاع وهذا ما يميزها عن الانشطة الاخرى التي تعتمد على اقامة فعاليات تنتهي بمدة زمنية محددة. تضم «جزيرة الاستدامة» سبع محطات رئيسية لإعادة تدوير الورق والبلاستيك والزجاج والمعادن والبطاريات والكابلات والإلكترونيات. بالإضافة إلى مرافق إعادة التدوير، ستستضيف المساحة معارض تعليمية وورش عمل وعروضا تفاعلية تقدم تجارب تعليمية تطبيقية للزوار.وقد تم تنفيذ هذه المشاريع بالتعاون مع شركات القطاع الخاص. وتضم جزيرة الاستدامة أيضا مختبرات بحثية، ومتجر هدايا مستوحى من المبادرة، ومساحة مفتوحة للمعارض والمحاضرات، ومقاهي تقدم أغذية عضوية، ومطعما مرفقا بمزرعة عمودية يقدم منتجاته من المزرعة إلى المائدة. تنقسم الجزيرة إلى قسمين هما: المنطقة الأولى تختص بإعادة التدوير والتي تعلم الطلاب والأطفال مفهوم التدوير وإعادة التدوير وذلك بمساعدة شركاء. وقام الفنان والمصمم القطري إبراهيم الجيدة بتصميم جزيرة الاستدامة ثم قامت شركة الملاحة بتوفير الحاويات غير المستخدمة وبالتعاون مع شركات التدوير بالقطاع الخاص لتهيئة تلك الحاويات لمشاريع الاستدامة والتدوير. وبعد إنشاء الجزيرة تمّ بناء مصنع صغير يعلم الأطفال كيفية إعادة التدوير والخروج بمنتج جديد. ولدينا 3 مراكز للأبحاث من جامعة حمد بن خليفة وجامعة تكساس ـ قطر التي قدمت الكثير من المساهمات الفاعلة.اضافة الى الابحاث التي يجريها نادي الشقب. وهناك المنطقة الأكبر التي تسمى بالمنطقة التفاعلية وتعني مشاركة الطلاب والمجتمع الخارجي والأسر بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين أبرزهم قطر للطاقة التي تقدم تعريفاً شاملاً عن الطاقة الشمسية وجهود الدولة في هذا المجال والمحطات الشمسية ومراحل تحويلها من شمس إلى طاقة. وتمّ تزويد المكان بمجسمات ولوحات تجسد تلك المعرفة العلمية. ولدينا أيضاً شركة قطر للمواد الأولية التي تعنى بإعادة تدوير مخلفات البناء وتمّ تهيئة المكان من خلال مجسم كبير لمصنع جمع مخلفات البناء ثم فصلها على شكل رمال بأنواعه المختلفة. ويضم مركز في قلب الجزيرة لتنفيذ إعادة التدوير يحوي منتجات تعريفية للزوار. لقد وفرنا كل السبل لكي تصبح الجزيرة حاضنة للأفراد والمبادرات المهتمة بالبيئة، حيث سيجد الجميع ضالتهم فيها، فهناك جلسات توعوية للتعريف بإعادة التدوير، ومحاضرات من قبل مختصين وباحثين، مما يعزز جهود قطر في المجال البيئي. - ثقافة الوعي بالاستدامة وماذا عن التحديات التي تواجه تغيير ثقافة المجتمع تجاه الاستدامة ؟ في البداية ركزنا على مساهمة الطالب نفسه في المبادرة وليكون جزءاً من الحدث وينعكس بالتالي على أسرته وأقرانه لضمان التأثير الإيجابي مع المحيطين به. وأنوه أنّ كل مشاريع الاستدامة تمّ إدخالها في كل المناهج المدرسية بجميع المراحل التعليمية، وبالفعل يقوم الطلاب داخل الأكاديميات بالتعرف على أسس الاستدامة وطرق تفعيلها في حياتهم تعد جزيرة الاستدامة مركزًا تعليميًا متعدد القطاعات قائما على الشراكة. تهدف مؤسسة قطر من ورائه إلى توفير فرص عن كثب تتعلق بالتعليم التجريبي للمجتمع بأكمله. سنقدم، بدعم من شركائنا من القطاعين الخاص والعام، ورش عمل تطبيقية لزيادة الوعي بأهمية الاستدامة. يكمن هدفنا بالأساس في تثقيف الزوار من مختلف الأعمار بشأن المشاريع والمبادرات الوطنية العديدة التي تساهم في جعل قطر دولة أكثر استدامة». - تشريعات الاستدامة هل نحن بحاجة لتشريعات تعزز الاستدامة؟ إنني أؤكد أهمية وجود تشريعات تعزز من مكانة الاستدامة كمفهوم وتطبيق عملي وهذا سيسهم في توحيد كل جهود الجهات. - تفاعل المجتمع والشركات - ما هو تقييمكم لمشروع الاستدامة بعد كل هذه المراحل التي قطعها؟ الحمد لله.. لاقى مشروع الاستدامة قبولاً من كل القطاعات والأفراد والطلاب ويتطلب تطويره وتحديثه بما يتناسب مع المتغيرات مثل إدخال التكنولوجيا في مشاريع التدوير والاستدامة. ونحن فخورون بما تحقق من مراحل وسعداء جدا بتجاوب وتفاعل المجتمع ونخص بالذكر مؤسسات وشركات القطاعين العام والخاص الذين لم يتأخروا على تقديم الرعاية والدعم لمشاريع الاستدامة. ونحن حريصون على مد يد العون والتعاون مع الجميع نرحب بالشركات ودعاة الاستدامة للانضمام إلينا في بناء مجتمع نابض بالحياة ومبتكر ومنتج – مجتمع يكرس اهتمامه لتعزيز الاستدامة في قطر وخارجها. - يوم بلا سيارات ما هو المشروع الذي لاقى تجاوبا بين طلبة وموظفي المدينة التعليمية ؟ هناك مشروع NO car Day وهو مبادرة يوم بلا سيارات، يهدف إلى تشجيع المشي واستخدام الوسائل البديلة للتنقل مثل المترو والترام والسكوترات وتخصيص أماكن ومنافذ للخروج والدخول. وهذا لاقى صدىً طيباً بين طلاب الجامعات والزوار، وبالتالي عملنا على تفعيل الجانب البحثي وتمّ تركيب محطات تقيس جودة الهواء خلال فعالية (يوم بلا سيارات). - شراكات ناجحة مع القطاع الخاص ما هي رؤيتكم بخصوص التوسع في الشراكات لتعزيز تلك المبادرات ؟ من البداية حرصنا على إشراك القطاع الخاص والشركات ومخاطبة المعنيين ليساهموا بفاعلية في المشروع وقد وجدنا ترحيباً كبيراً ومساهمة فاعلة من الوزارات وشركات القطاع الخاص، انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية التي تخدم المجتمع. ونؤكد أنّ طموحاتنا عالية جداً وتسابق الحلم وعلينا تجنب العراقيل وهذا يكون ببدايات صغيرة لتجربتها ثم في حال نجاحها يتم تعميمها على مستوى المدينة التعليمية وطموحاتنا في تعميم الفكرة على مستوى الدولة. - الوعي الأسري أولويتنا ما مدى اهتمامكم بالجانب الأسري لتفعيل جانب الاستدامة ؟ نحن نستهدف الأسرة بشكل رئيسي لترسيخ مفهوم الاستدامة مما يحدث التأثير المجتمعي وهذا سيكون في جزيرة الاستدامة الخضراء من خلال فعاليات أسرية سواء بالمدارس وزيارات الطلاب أو أطفال برفقة أسرهم.

1522

| 28 أكتوبر 2024

محليات alsharq
وزير الصحة السوداني لـ "الشرق": حزمة مشاريع إنسانية قطرية للسودان

- وزيرة الصحة القطرية أبدت دعماً للاحتياجات الطبية العاجلة - زيارة لولوة الخاطر ضمدت جراحنا وحثت المجتمع الدولي لزيادة التمويل - 11 مليار دولار خسائر في المنشآت الصحية جراء الحرب - 10 ملايين سوداني نازح يشكلون أكبر موجة نزوح في العالم - 20 % ما وصلنا من أصل 40 % خصص لسد احتياجات القطاع الصحي في السودان - ما يجري في السودان ليس صراعاً أهلياً بل حرب مدعومة من قوى - المجتمع الدولي ليس صادقاً تجاه قضايا المنطقة الإنسانية - 50 مليون دولار الحاجة الدوائية شهرياً - تدمير شامل للمستشفيات في دارفور ونهب مخازن الأدوية - وجدنا قطر حينما انقطع الرجاء من الآخرين - إمدادات دوائية بقيمة 600 مليون دولار تعرضت لنهب المليشيات - 200 مستشفى تعرض للتخريب والخروج عن الخدمة - تحدثنا مع إخواننا في قطر عن مشاريع ما بعد الحرب وإعادة الإعمار - مستشفى واحد للأورام يقدم خدماته لـ18 ألف مريض سرطان - المليشيات اتخذت من بعض المستشفيات ثكنات عسكرية - لجنة فنية مشتركة من دولة قطر لتنسيق المشاريع الإنسانية في السودان - نهب 200 سيارة إسعاف وتعرض كوادر طبية وإسعافية للقتل - نواجه تحديات في إيصال التطعيمات للأطفال في المناطق المغلقة كشف الدكتور هيثم إبراهيم، وزير الصحة السوداني، عن حزمة من المبادرات والمشاريع الصحية للعمل عليها بالتنسيق مع المعنيين في دولة قطر تتعلق بأمراض القلب، والأورام فضلا عن تحديث الأجهزة الطبية.وأكد في حوار مع «الشرق» خلال تواجده لحضور أعمال الدورة الـ71 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أنَّ حجم الخسائر التي طالت المنشآت الصحية في السودان خلال الحرب الحالية يقدر بـ11 مليار دولار، فيما تصل الحاجة الدوائية إلى 50 مليون دولار شهرياً.وثمن الدور القطري اللامحدود في دعم المواطن السوداني منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، فكانت دولة قطر سباقة في تسجيل زيارة إلى السودان ممثلة بسعادة السيدة لولوة الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي، التي كانت زيارتها مبلسمة للجراح، داعية في حينها إلى ضرورة زيادة التمويل من قبل المنظمات الدولية ودول الإقليم لدعم الاحتياجات الإغاثية الإنسانية، سيما وأن حجم الاحتياج أكبر بكثير مما يقدم في ظل إحجام عدد من المنظمات التمويل في بداية الحرب لضبابية المشهد في السودان بالنسبة لهم، لافتا إلى أنَّ ما خصص للسودان لايكاد يتجاوز الـ 40% من الاحتياج، وما وصل لا يتجاوز الـ 20%، مؤكدا شح التمويل العالمي.ووجه الدكتور هيثم إبراهيم رسالة للمجتمع الدولي، داعيا إياه إلى أن يكون صادقا تجاه القضايا الإنسانية مهما كان موقعها الجغرافي، فليس من الحكمة رفع شعارات الإنسانية وهو يفعل عكس ذلك عندما تكون القضية الإنسانية في السودان أو في غزة أو في لبنان، داعيا إياه –المجتمع الدولي- لمواجهة نفسه. - بداية كيف تصف الوضع الصحي في السودان؟ بداية أشكر لكم هذه المقابلة، والتي تعد جزءا من رسالة الإعلام الحر، فأنتم صوت المواطن السوداني الذي يرزح تحت الحرب منذ قرابة الـ17 شهراً، وبهذا اللقاء نستطيع أن نسلط الضوء على الحرب في السودان سيما وأن البعض وصفها بـ»الأزمة المنسية» على غرار سعادة السيدة لولوة الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي في قطر، ومدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، إلا أن زيارتهما بعد أشهر من اندلاع الحرب جاءت لتسليط الضوء على ما يحدث في السودان، ورغم أن الزيارة كانت لساعات إلا أنها حملت من «البركة» الكثير لنا، حيث إن بزيارة سعادتها وزيارة مدير عام منظمة الصحة العالمية أجليا الفهم الخاطئ عن حيثيات الحرب أو ما يجري بالسودان، فالعالم الغربي وبعض الدول لا يدركون ما يجري بالسودان بما فيها منظمات أممية وحقوقية، إذ إنهم يتبنون الرواية القائلة بأنها حرب أهلية، وحرب تجري بين طرفين يتنازعان على السلطة، فدفع ثمنها المواطن السوداني، وهنا أحب أن أوضح أن البداية كانت صراعا بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع، إلا أنها لم تكن كغيرها من الحروب الأهلية التي كانت لا تتعدى المناطق العسكرية، أما هذه الحرب تحولت لحرب ضد المواطن، ليسفر عنها جملة من التداعيات والآثار التي انعكست على المواطن السوداني، حيث استباحت مليشيا الدعم السريع منازل المواطنين، كما خلفت خرابا في مراكز الخدمات الأساسية كقطاع الكهرباء والماء، إلى أن سيطرت مليشيا الدعم السريع على 50% من الأراضي السودانية، الأمر الذي دفع بسكان تلك المناطق للنزوح حتى بلغ عدد النازحين خلال العشرة أشهر الأولى للحرب 10 ملايين نازح وهذا الرقم يعد أكبر رقم لمعدل النزوح عالميا، كما أثرت هذه العمليات على القطاع الصحي حيث قرابة 200 مستشفى قد تعرضوا للتخريب وبالتالي خرجوا عن الخدمة حيث أغلبها مستشفيات مركزية تقدم خدمات متخصصة كمستشفيات الأورام لم يعد هناك سوى مستشفى واحد لعلاج 18 ألف مريض أورام معرضين للوفاة بسبب البعد الجغرافي للمستشفى عن المرضى، فضلا عن قائمة الانتظار، كما أن عددا من المستشفيات سيطرت عليها مليشيا الدعم السريع واتخذتها كثكنة عسكرية، وأنا كنت شاهدا على أحد المستشفيات «قابلات أم درمان» ورأيت بقايا مليشيات الدعم السريع، كما أن هناك مستشفيات دمرت بكاملها في ولاية دارفور، كما أن مليشيا الدعم السريع لم تتوان في نهب الإمدادات الدوائية الخاصة بوزارة الصحة السودانية والموجودة في المخازن الرئيسية في دارفور أو سينجا والتي كانت تقدر بـ600 مليون دولار، ورغم محاولاتنا مع الصليب الأحمر لاستعادتها على اعتبارها ملكا للمواطنين السودانيين، إلا أن المحاولات باءت بالفشل، وبعض الأدوية تم تصديرها خارج البلاد، كما تم الاستيلاء على اللقاحات، ونهب وتخريب 200 سيارة إسعاف، كما لم تسلم الكوادر الصحية من الاستهداف والقتل. وإذا ما تحدثنا عن الآثار غير المباشرة للحرب على الوضع الصحي في السودان، سنرى تفاقم الأوبئة والفاشيات بسبب النزوح، كوباء الكوليرا وحمى الضنك والدفتيريا وجميعها يتطلب تحصينا مستمرا، إلا أنه بجهود حكومة السودان وجهود الشركاء وعلى رأسهم دولة قطر استطعنا تقويض الأزمة إلى حد ما، حيث منذ الأيام الأولى للحرب وبجهود سفير دولة قطر لدى السودان، قامت طيارات الإخلاء بجلب المساعدات للقطاع الصحي، وبعد اليوم الثالث من اشتعال فتيل الحرب تلقيت رسالة من السفير القطري يطلب فيها الاحتياج الصحي، مما يؤكد أن دولة قطر دوما حاضرة وسباقة في الخير. - 11 مليار دولار ماذا عن حجم الخسائر التي تعرض لها القطاع الطبي في السودان؟ قمنا بتشكيل لجنة من اقتصاديات الصحة التي أجرت مسحا للقطاع الصحي لحصر حجم الخسائر الذي طال المنشآت الصحية، والإمدادات الدوائية والأجهزة الطبية، والذي يقدر بـ11 مليار دولار حتى الآن، لكننا ورغم الحالة الصعبة التي ألمت بالقطاع الصحي، حاولنا بالتنسيق مع حكومة بلادنا وبالتنسيق مع الشركاء انعكس الأمر بصورة ايجابية على مواصلة تقديمنا للخدمات الصحية للمواطنين سواء في المناطق التي يسيطر عليها الجيش أو المناطق التي يسيطر عليها مليشيا الدعم السريع، لذا حاولنا الوصول للمناطق كافة، كما أننا وصلنا لمناطق الاستقرار التي تعج بالنازحين ورغم صعوبة وشح الإمكانيات الا أننا حاولنا أن نوصل خدماتنا للمستحقين من النازحين، وخاصة الخدمات المتخصصة كخدمات جراحات القلب والغسيل الكلوي، أما المناطق التي كان يسيطر عليها مليشيا الدعم السريع واجهنا الكثير من الصعوبات لذا استعنا بالمنظمات الدولية وبالأمم المتحدة التي كانت متخوفة في بداية الأمر من دخول مناطق مليشيا الدعم السريع، وحاولنا من خلالهم إيصال اللقاحات الخاصة بالأطفال بعد انقطاع دام عاما كاملاً مما أسفر عنه أمراض مختلفة دفع ثمنها عدد من الأطفال، كما أوصلنا الإمداد لمرضى الغسيل الكلوي حيث إن في السودان هناك قرابة الـ 8 آلاف مريض يحتاج للغسيل الكلوي فضلا عن 18 ألف مريض أورام، و6 ملايين مريض ضغط سكري، و9 ملايين طفل يحتاجون إلى اللقاحات، فالحاجة الدوائية الشهرية تقدر بـ50 مليون دولار، فالاحتياج كبير جدا، وحاولنا توصيل الإمداد في مناطق سيطرة مليشيات الدعم السريع إما عن طريق المواطنين، وعن طريق المنظمات الدولية، كما لجأنا إلى الإسقاط الجوي في منطقة الفاشر لأكثر من 60 طنا من الأدوية، وتعد الفاشر محاطة بالاتجاهات كافة، والإسقاط الجوي كان ناجحا. وأحب أن أؤكد أن حجر الزاوية في مواصلة القطاع الصحي تقديم خدماته، هو الكوادر الطبية والتمريضية، حيث إن في ولاية الفاشر استهدفت لثلاثة أشهر من مليشيا الدعم السريع بقنابل، مستهدفين المستشفيات تحديدا ومستخدمين عددا منها كثكنات ومقرات لإدارة العمليات العسكرية، مستهدفين مستشفى الأطفال ومركز الكلى، الأمر الذي اضطر الأطباء لتقديم الخدمات الطبية في بيوت وخنادق تحت الأرض لإجراء الجراحات وتقديم الخدمات الطبية بعيدا عن أعين مليشيا الدعم السريع، فكان لهم دور كبير في استمرار الخدمة، رغم أن كان بإمكانهم الخروج من السودان، وفي السودان لديه قرابة 700 مستشفى بين عام وخاص وما يعمل منها 400 مستشفى بصورة كلية أو جزئية ومنها ما يقدم خدمات طارئة فقط، أما خدمات الغسيل الكلوي فهناك 60% من المنشآت قادرة على تقديم الخدمات فالسودان يضم 100 مركز غسيل كلوي إلا أن الخدمات تقدم تحت ضغط لتغطية احتياجات المرضى، أما مراكز الأورام فالتي يعمل منها 7 مراكز لتقديم العلاج الكيميائي إلا أن العلاج الإشعاعي غير متوفر إلا في مركز واحد، لذا نحن مع الأخوة في دولة قطر نستعد للعمل على أكثر من مشروع يتعلق إحداها بأمراض القلب، وآخر بأمراض الأورام، ومشروع آخر يتعلق بتأهيل الأجهزة الطبية وهذا ما نعمل عليه مع الشركاء في دولة قطر. أما فيما يتعلق بالتصدي للأوبئة كالكوليرا وحمى الضنك هناك استجابة إلا أنها خجولة، حيث إصابات الكوليرا تجاوزت 20 ألف حالة، أما الوفيات فقد تجاوزت الـ600 حالة وفاة، إلا أن المنحنى الوبائي بدأ يتعافى حيث إننا أدخلنا تطعيمات بالتعاون مع اليونيسيف وعدد من المنظمات، والحاجة للتطعيمات تتطلب تغطية 9 ملايين طفل، فخلال الأشهر الأولى من الحرب توقف الإمداد وما كان متوفرا قد تعرض للنهب، لذا أعدنا الاتفاقية مع التحالف العالمي واليونسيف لتوفير التطعيمات وبالفعل تم توفيرها بالكامل، وأجرينا حملات للتطعيمات، لكن ما نواجهه أو التحدي الأكبر هو وصول التطعيمات للأطفال في المناطق المغلقة. - شكرا دولة قطر خلال تواجدكم في الدوحة التقيتم بعدد من المسؤولين، كيف تقيمون التعاون القطري قي القطاع الطبي خاصة؟ في هذا المقام من الواجب شكر دولة قطر لدعمها المتواصل للسودان، وحقيقة لم تشعرنا دولة قطر بممثليها أننا بحاجة إلى دعم، بل كانت دوما تغلب حفظ كرامة الشعب السوداني، وأن ما تقدمه هو في سياق الأخوة والعلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين، حيث بعد أسبوعين من الحرب عُقد اجتماع طارئ لوزراء الصحة العرب، وعند حديث سعادة الدكتورة حنان الكواري-وزيرة الصحة العامة في دولة قطر- فكانت سعادتها تؤكد دوما أن ما تقدمه دول الإقليم للأشقاء في السودان ما هو إلا حق الأخوة وحق ما قدمته السودان لهذا الإقليم، فهذه الكلمات كانت ذات وقع علينا، ودعم دولة قطر للسودان لم يتطلب منا العديد من الزيارات، وحقيقة الهلال الأحمر القطري وجمعية قطر الخيرية كانتا من أوائل الداعمين للإمدادات الدوائية والمساعدات الطبية، إلا أن زيارة سعادة السيدة لولوة الخاطر كانت النقطة الفارقة في العمل الصحي والإنساني في السودان، وفتحت المجال لاستجابة أكبر في دعم القطاع الصحي في السودان وهذه الاستجابة قادت العديد من دول العالم للوقوف على احتياجاتنا وحذو حذو دولة قطر في هذا الإطار، كما أسهمت سعادة السيدة لولوة الخاطر بإحداث حراك على مستوى المنظمات العالمية والمحافل الدولية لشحذ همم الدول لدفعها نحو الوقوف إلى جانب السودان في محنته، ولتأثير جهود سعادة السيدة لولوة الخاطر كان مدير عام منظمة الصحة العالمية يستشهد بأقوال سعادتها، وكان يؤكد على حديث سعادتها فيما يتعلق بزيادة الدعم المخصص والالتزام بالاعتمادات المخصصة، فما خصص للسودان لايكاد أن يتجاوز 40% من الاحتياج، وما وصل لا يتجاوز 20% وهنا أقول إن الدعم العالمي شحيح جدا، لذا كانت رسالتها واضحة ومباشرة في هذا السياق. ولمزيد من التنسيق المباشر مع دولة قطر فهناك لجنة فنية مشتركة تضم الهلال الأحمر القطري، وجمعية قطر الخيرية وصندوق قطر للتنمية في أولويات المشاريع، وخلال زيارتنا على هامش الدورة الـ71 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط التقينا بالشركاء، وبسعادة وزيرة الصحة العامة، وما لمسناه هو الحرص على دعم الاحتياجات الصحية العاجلة المتمثلة بأجهزة الكلى والقوافل الطبية المتخصصة، وكان آخرها قافلة لعلاج مرضى المسالك البولية بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، فضلا عن دعم مرضى الأورام وجراحات القلب والطوارئ الصحية، كما بدأنا النقاش مع الأشقاء في دولة قطر فيما يتعلق بإعادة الإعمار، والاتفاق على عدد من المشاريع كتطوير المستشفيات ولمسنا تجاوبا منهم، وحقيقة أتطلع من الهلال الاحمر القطري وجمعية قطر الخيرية أن يستوعبوا دعم دولة قطر للسودان، فوجدناهم حينما انقطع الرجاء من الآخرين ووصلونا حينما لم نجد أحدا. - شح التمويل كيف تنظرون إلى مواقف دول العالم في دعم القطاع الصحي، وهل تلمسون دعما جادا من قبلهم؟ نحن تواجدنا في دولة قطر للمشاركة في الدورة الـ71 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط التي تعقدها منظمة الصحة العالمية، وحقيقة نشكر دولة قطر على حسن التنظيم، وهو واحد من المحافل الإقليمية المهمة، ومن المهم للإجابة على السؤال التأكيد أن في بداية الحرب لمسنا احجاما من المجتمع الدولي، فالأخوة في دولة قطر -على سبيل المثال لا الحصر- حينما قدموا الدعم لم يقفوا عند أسباب الحرب بل قدموا الدعم في سياقه الإنساني، أما المجتمع الدولي في بداية الحرب علق دعمه بحجة أنها حرب أهلية، وكأنهم يعاقبون المواطن السوداني، وهذا الأمر ليس من حقهم فالمواطن السوداني معاقب بالحرب، فكيف يعاقب بوقف الدعم الإغاثي من غذاء ودواء لكن بالتواصل معهم وتوضيح اللغط الدائر حيال الحرب أنها ليس بحرب أهلية، والمواطن هو من يدفع الثمن، فهذه حرب ضد المواطن السوداني وضد أمنه واستقراره، وعندما رأوا أن وزارة الصحة السودانية لاتزال تعمل، ولكن مع التوضيح والتواصل مع دول الإقليم، هنا بدأت الصورة تنجلى، وأن لاتزال الحكومة موجودة، فبدأ التنسيق وعودة بعض البرامج العالمية كمكافحة الملاريا، وبرامج التطعيمات بعد توقفها، وعودة بعض البرامج مع بعض المانحين وإن كانت خجولة للبنك الدولي، فالمجتمع الدولي بدأ بالعودة لكن ليس بالصورة المطلوبة، فمعظم المانحين في العالم لازالوا غير متجاوبين معنا، وما قدم لا يتجاوز الـ20% من حاجة البلد، ولا 20% من ما خُصص لنا، رغم أن في النداء الأول خلال الاجتماع الأول لوزراء الصحة وفي إطار الدعم الصحي والإنساني تحدثوا عن 2.7 مليار دولار، رغم أن الحاجة الحقيقية تصل إلى 5.4 مليار دولار، وما مُنح لا يتعدى 20% من الـ2.7 مليار دولار. - 5 احتياجات على رأس الأولويات ما هي الاحتياجات التي ترونها على رأس أولويات القطاع الصحي في السودان؟ إنَّ الاحتياجات العاجلة التي تأتي على رأس الأولويات تتمثل في تأمين الإمداد الدوائي خاصة للأدوية المنقذة للحياة والمتمثلة بأمراض الكلى وأمراض السرطان، وهذه فاتورتها مكلفة جدا علينا، قد تسهم الحكومة السودانية بجزء إلا أنها لا تستطيع تحمل النفقات كاملة حيث إنها تصل إلى 50 مليون دولار شهريا، أما الاحتياج الثاني يتمثل في دعم التدخلات في الطوارئ الصحية أي الأوبئة وهذه فيها مدخلات كمبيدات وأدوات إصحاح بيئة، والاحتياج الثالث يتعلق بدعم التشغيل الطبي بمعنى توفير أجهزة ومعدات طبية أساسية كأجهزة الغسيل الكلوي، أجهزة القلب، والاحتياج الرابع هو دعم العمل المتنقل للعيادات للوصول إلى بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها عن طريق القوافل الطبية، والاحتياج الأخير إعادة إعمار المؤسسات الصحية في المناطق الآمنة وخاصة في المراكز التشخيصية، وهنا أكرر شكري لدولة قطر حيث كان لنا مشروع مع المصرف العربي لتوفير أجهزة كالرنين المغناطيسي وهي باهظة الثمن حيث إن الجهاز الواحد تصل تكلفته بمليون ونصف المليون دولار، فساهمت دولة قطر في توصيل الأجهزة عبر الخطوط القطرية، وأشكر سعادة السفير القطري لتسهيله الكثير من المعوقات، وهناك مشروع مع الأخوة في دولة قطر وهو مشروع تأسيس مستشفى الأورام، ومشروع مركز القلب، وبدأنا نتحدث عن إعمار ما بعد الحرب، وتناقشنا في بعض المشاريع، حيث إننا نطمح أن تكون لدى السودان مؤسسة على غرار مؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة اللؤلؤة الطبية في السودان. - خط الدفاع الأول ذكرتم في بداية الحديث أن الأطباء هم حجر الزاوية في استمرارية تقديم الخدمات الطبية، فهل بالإمكان اطلاعنا كيف يتم تأمين رواتبهم؟ بالنسبة للكوادر الطبية كنا حريصين على أن لا يتوقف دورهم، فمن تخرجوا خلال فترة الحرب من مجلس التخصصات الطبية قرابة الألف طبيب، وأمنا استمرارية التدريب، وحقيقة هم يعملون في ظل ظروف صعبة، كما لابد الإشارة إلى أن عددا منهم هاجر بحثا عن ظروف معيشية أفضل، ومن بقي يعاني حقيقة، لكننا قمنا بعمل مبادرة لإسناد الكادر الطبي في ظل انعدام توفير الرواتب، لكننا أتحنا لهم العمل في القطاع الصحي الخاص، كما نسقنا مع عدد من المنظمات الداعمة أن تخصص للأطباء حوافز باعتبارهم خط الدفاع الأول، ففي بعض المنظمات دعمت المستشفيات وخلالها قدمت حوافز للأطباء. وأتطلع حقيقة أن هجرة الأطباء لا تطيل، فإن طالت فسيضطرون إلى توقيع عقود ملزمة، فمن الصعب أن يعودوا، كما نسقنا مع عدد من الدول الخليجية ومصر بأن الأطباء السودانيين الذين لم يكملوا تدريبهم يستأنفون تدريبهم في الدولة التي هم بها، حتى لا ينقطعوا عن برنامج الإقامة، وخلاصة القول إن على مدار 8 أشهر الأولى من اندلاع الحرب لم يستلم الأطباء رواتبهم ولكن حكومة السودان بدأت ولو بأثر رجعي أن تقدم بعض الاستحقاقات للكوادر الطبية، فما قدموه خلال الحرب يستحقون عليه أن نشكرهم فهم حجر زاوية الخدمات الصحية. - المجتمع الدولي.. غير صادق كيف تسير هذه الخطوات؟ لا سيما أن كل استقرار أمني يعقبه استقرار على القطاعات كافة لاسيما الصحي ؟ إن الوضع يسير نحو الأفضل لكنه بطيء بعض الشيء، وأعتقد لو كان المجتمع الدولي صادقا والمنصات الإقليمية والدولية كانت صادقة تجاه السودان، وضربت بيد من حديد على يد الداعمين للحرب، لأنه لولا الداعمون لما استمرت الحرب، فهناك من ينفث في نيرانها، لذا لو توقف الدعم عن من يريدون الحرب نتوقع أن السودان سيعود بما لديه من مقدرات من موقع متميز، إلى جانب الموارد المتوفرة، وأيضا الكوادر البشرية، فكوادرنا الطبية لهم ثقل ودور ليس في السودان فحسب بل في دول الإقليم أيضا، ودول أخرى حيث في إيرلندا الأطباء السودانيون عليهم طلب، وقامت الحكومة الإيرلندية بتوقيع اتفاقية معنا ليكون تدريب الأطباء مشتركا أي أن الطبيب السوداني يتدرب سنتين في السودان وسنتين في إيرلندا كمنحة منهم، فوجود الكوادر والموارد في حال عودة الاستقرار الأمني والسياسي أظن أن السودان سيعود إلى ما كان عليه وبأفضل مما كان. - تقديم الخدمات النفسية لضحايا العنف ماذا عن الصحة الإنجابية ومدى الصعوبات التي واجهها هذا القطاع في ظل الحرب؟ إن الصحة الانجابية كانت المحور الثالث من أولويات الخريطة الصحية الأساسية للسودان خلال فترة الحرب، فخدمات صحة الأم والطفل كانت من بين الخدمات التي تُدعم من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومن اليونيسف، لكن الأسوأ في هذا القطاع هو أن هناك 3 مستشفيات خرجت عن الخدمة، كما أن وفيات الأمهات زادت، وأظن إنَّ ما يعد من الأمور الصعبة هو ما تعرضت له المرأة السودانية من انتهاكات جنسية وجسدية خلال هذه الحرب من قبل مليشيا الدعم السريع، فما تم حصره من اللجان المعنية لعدد النساء اللاتي تعرضن للعنف بنوعيه بلغ 250 حالة هذا ما وصل للمؤسسات، حيث تعرضن للانتهاكات، لذا قمنا بطرح برامج ومبادرات ودورات تدريبية للطواقم للتعامل مع الحالات شأنها تقديم خدمات نفسية وصحية، سيما وأن البعض منهن أقبلن على الانتحار، ولكن في هذا السياق أظن أن ما خفي أعظم، وما نرصده أو نحصره هو ما يعتلي رأس الجبل فقط. - رسالة للعالم في ختام حديثكم.. ما هي الرسالة التي تحبون توجيهها عبر»الشرق» ؟ بداية أوجه رسالتي العامة لكل العالم بأن يكون صادقا تجاه القضايا الإنسانية مهما كان موقعها الجغرافي، فليس من الحكمة رفع شعارات الإنسانية وهو يفعل عكس ذلك عندما تكون القضية الإنسانية في السودان أو في غزة أو في لبنان فهذه تعد من التحديات الإنسانية والمهنية والأخلاقية فعلى العالم أن يواجه نفسه بها، وعادة ما يدفع الإنسان العادي ثمن هذه الحروب، أما رسالتي الثانية تتعلق بضرورة شكر الحكومة القطرية، والشعب القطري، والجالية السودانية في دولة قطر، كما نشكر «الشرق» التي منحتنا الفرصة للحديث عبرها لإيصال صوتنا وصوت كل مواطن سوداني في هذا الوقت الحرج.

1320

| 20 أكتوبر 2024

محليات alsharq
المهندس خالد العبيدلي لـ "الشرق": سند ملكية مبدئي وتذليل العقبات أمام المستثمرين

- سمو الأمير الداعم الرئيسي للنهوض بالقطاع العقاري لأرقى المستويات - المنتدى العقاري منصة مثالية لبناء شراكات إستراتيجية تعزز الاستثمار - إعلان الإستراتيجية الوطنية للقطاع العقاري خلال المنتدى غداً - نسخة استثنائية من المنتدى لتعزيز النمو والابتكار في القطاع العقاري - نحرص على دعم القطاع الخاص لأنه الركيزة الأساسية للنهضة العمرانية - دورنا تهيئة بيئة استثمارية جاذبة وتقديم كافة أشكال الدعم للشركات المحلية - نقدم كل التسهيلات لمن يرغب في الاستثمار بالقطاع العقاري في قطر - السوق القطري مفتوح للجميع ونرحب بكافة المطورين المحليين والأجانب - دورنا تذليل العقبات بشكل تام لجميع المستثمرين والحفاظ على حقوقهم - نساعد المستثمرين على إنجاز سند الملكية والتسجيل وإجراءات الكهرباء وغيرها - نعمل لتطوير التشريعات للارتقاء بالقطاع العقاري بالتعاون معالجهاتالمعنية يشهد القطاع العقاري في قطر نمواً متسارعاً، ويُعد أحد أهم مُحركات الاقتصاد القطري. يحتل القطاع العقاري المرتبة الثانية بعد قطاع الطاقة وتُساهم الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري بشكل فاعل في تعزيز هذا الدور من خلال تطوير تشريعات عقارية تُشجع الاستثمار وتحمي حقوق جميع الأطراف، وتبسيط الإجراءات وتسهيل المعاملات العقارية لجذب المستثمرين، وتوفير معلومات موثوقة وشاملة وشفافة عن سوق العقارات في قطر، ودعم المشاريع العقارية المبتكرة والمستدامة، والتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة لتطوير قطاع عقاري متكامل ومزدهر. وتأتي النسخة الجديدة من منتدى قطر العقاري التي تنطلق اليوم لتشكل محطة مهمة في مسيرة النهضة العقارية، حيث يؤكد المهندس خالد بن أحمد العبيدلي، رئيس الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري في حواره مع الشرق أن المنتدى نافذة لجذب المستثمرين والمطورين العقاريين، ويقول نحن نسعى دائماً إلى جذب المزيد من المطورين العقاريين للمساهمة في تنمية وتطوير القطاع العقاري في قطر والسوق القطري مفتوح للجميع، ونرحب بكافة المطورين المحليين والأجانب للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في البلاد، مشيرا الى حزمة مشاريع عقارية جديدة طرحت مؤخرا من شأنها أن تجذب اهتمام المطورين من جميع أنحاء العالم. ويكشف المهندس خالد العبيدلي ان المنتدى في يومه الثاني سيشهد إعلان إستراتيجية وطنية للقطاع العقاري، مؤكدا أن الداعم الرئيسي للقطاع العقاري هو حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى،. وأكبر دليل على ذلك قرار إنشاء هيئة التنظيم العقاري، حيث تعمل الهيئة على تسهيل الإجراءات للمستثمرين، ولمنع البيروقراطية، ومحاولة تفادي الأخطاء السلبية التي قد تكون موجودة في القطاع. وتطرق الى بعض الإشكاليات التي تؤخر سندات الملكية كاشفا ان الهيئة بصدد عمل دراسة بالتعاون مع وزارة العدل للعمل على إعطاء سند ملكية مبدئي للمستثمرين، وسيتم تطبيقه خلال العام القادم، وسيتم تسليم سند الملكية المبدئي بعد انتهاء البناء والتأكد من المواصفات بناء عليه سيتم إعطاء المستثمر سند الملكية الأصلي. موضحا ان الهيئة عند ترخيص أي مشروع ستقوم بمعالجة كافة الملاحظات منذ بدايتها ثم إعطاء السند المبدئي، وبذلك يمكنه الحصول على مميزات الإقامة واستكمال كافة اجراءاته وأعماله. ويتحدث المهندس خالد العبيدلي بكثير من الثقة عن المستقبل المزدهر للقطاع العقاري في ظل الدور الذي تضطلع به هيئة تنظيم القطاع العقاري حيث ستساهم في تعزيز شفافية السوق العقاري وضمان حقوق المستثمرين والمستأجرين ودعم ريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة في القطاع العقاري، وتعزيز شفافية السوق العقاري ومعالجة التحديات التي تواجه المستثمرين والمطورين العقاريين. في الحوار الشامل الذي خص به جريدة الشرق يؤكد المهندس خالد العبيدلي على مبادرات كثيرة وخطوات جديرة باهتمام المعنيين بالقطاع العقاري حيث العمل في الهيئة تحول الى خلية نحل لا تعرف الهدوء. فالاولوية دائما هي للارتقاء بالقطاع العقاري الى اعلى المستويات حتى يصبح سوق العقار في قطر الاكثر جذبا والأكثر ازدهارا. فيما يلي نص الحوار مع سعادة المهندس خالد العبيدلي رئيس الهيئة العامة للتنظيم العقاري الذي يعتبر الأول لصحيفة محلية منذ تأسيس الهيئة: فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. -تعزيز النمو والابتكار لقد أعلنتم عن النسخة الاستثنائية لمنتدى قطر العقاري، ما هي الإضافة التي من الممكن أن يراها المطورون والمستثمرون في هذه النسخة؟ هذه ثاني نسخة من منتدى قطر العقاري، إذ يتم تنظيمه من خلال الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري لأول مرة، والعام الماضي تم تنظيمه من خلال وزارة البلدية، ولكن هذا العام ارتأينا جمع المنتدى العقاري مع معرض سيتي سكيب، بحيث يكون المعرض المصاحب خاصة أنه معرض كبير وله جمهوره في دولة قطر، وتم توقيع مذكرة تفاهم مع القائمين على المعرض، وسيكون المنتدى برعاية وحضور معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية. وتهدف هذه النسخة الاستثنائية من المنتدى إلى تعزيز النمو والابتكار والتعاون الاستراتيجي في القطاع العقاري من خلال الاستفادة من المشهد الاقتصادي المتنامي في الدولة، مدفوعاً بالتطور الكبير في قطاع البنية التحتية. كما يوفر المنتدى منبراً فريداً لمناقشة التحديات وتبادل الأفكار، ويتيح منصة مثالية لبناء شراكات من شأنها أن تشكل مستقبل العقارات في دولة قطر والمنطقة. وتركز أجندة هذا العام على تعزيز الشفافية، ورقمنة العمليات، والتوافق مع المعايير الدولية؛ لتعزيز ثقة المستثمرين وتسهيل المعاملات العقارية. ودور الهيئة في المنتدى دور رقابي لضمان حقوق المستثمرين، ومراقبة الشركات العارضة، وهذا يعتبر من أهم الادوار التي نرغب في القيام بها، لمعرفة مشاريع الشركات العارضة بحيث عندما يقوم المستثمر القطري أو المقيم بالاستثمار فيها سواء داخل قطر أو خارجها، تكون المشاريع على قدر من الكفاءة ولا يكون فيها أيه مشاكل محتملة. أي أن دور الهيئة يتمثل في تنظيم وتحفيز القطاع العقاري والقطاع الخاص وإزالة كافة المعوقات التي تواجهه لتحقيق الاستثمار العقاري، إضافة إلى تسهيل الإجراءات، كما تهدف الهيئة إلى تفعيل وتطوير التشريعات والقوانين التي تسهم في النهوض بالقطاع العقاري. - بنى تحتية جاذبة للمستثمرين تقام هذه النسخة بالتعاون مع سيتي سكيب، هناك رسائل محددة ترغبون في توصيلها؟ قطر ولله الحمد، سواء من المواطنين أو المقيمين يعرفون مستوى الأمن والأمان، وجودة الحياة، والبنية التحتية المتكاملة على أعلى المستويات، إلا ان هناك شعوبا أو مستثمرين لم يروها، ولذلك دورنا بالتعاون مع سيتى سكيب إبراز وتوظيف البنية التحتية، خاصة وأن أي مستثمر في القطاع العقاري يهمه معرفة كافة الأمور عن البنى التحتية من مرافق عامة وموانئ ومطارات وشبكة مواصلات واتصالات ومدارس ومستشفيات، ولذلك فإن هدفنا هو إبراز هذا الدور للمستثمر المحلي والأجنبي الذي يمكن استقطابه للاستثمار في القطاع العقاري في دولة قطر. - استقطاب المستثمرين كيف يمكن توظيف البنية التحتية، والإمكانيات الموجودة في الدولة، لاستقطاب المستثمرين للاستثمار في قطر؟ بوجود الهيئة اليوم، والتي تعمل كالنافذة الواحدة للمستثمر، بحيث يمكنه القدوم لجناح الهيئة المخصص في معرض سيتي سكيب، وسيتعرف من خلال المنتدى العقاري عن دور الهيئة ومبادراتها وإستراتيجياتها، خاصة وانه سيتم استقطاب خبراء محليين لتعريفه بمميزات القطاع العقاري والحوافز، ثم يمكنه الذهاب للمعرض لرؤية المنتجات المعروضة وأماكن تملك الأجانب، ويمكن الاختيار على حسب احتياجاته. اليوم يمكن للمستثمر القدوم للهيئة، ليقدم طلبه ورغبته بالاستثمار العقاري في قطر بالمواصفات التي يرغب بها، ونحن نحاول عمل وتسهيل جميع الخطوات من خلال التواصل مع المطورين العقاريين بالهيئة، وكذلك بالتعاون مع الوسطاء المعتمدين من الهيئة، ويعرضون عليه كافة المنتجات، بحيث يكون قراره مبنيا على أساس واضح وليتمكن من اتخاذ القرار المناسب. - تنفيذ التشريعات المستثمر ليس فقط يبحث عن جانب البنى التحتية فقط، وإنما أيضا الجانب التشريعي، فما هو دور الهيئة على صعيد التشريعات؟ تعمل الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري، بالتعاون مع الجهات المعنية، لتطوير التشريعات والسياسات التي من شأنها الارتقاء بالقطاع العقاري وتهيئة بيئة جاذبة وآمنة للمستثمرين. حيث تعمل في الوقت الحالي على تنفيذ الكثير من المبادرات في هذا الصدد، منها إنشاء لجنة التراخيص، وتفعيل لجنة فض منازعات التطوير العقاري، إلى جانب مبادرات أخرى تأتي في إطار سعي الهيئة لتفعيل وتطوير التشريعات والقوانين التي تسهم في النهوض بالقطاع العقاري. - بدأنا حيث انتهى الآخرون من المؤكد أنكم قمتم بالاطلاع على تجارب بعض الدول التي وقعت في بعض السلبيات والإشكاليات للاستفادة من تجاربها، فكيف عملت الهيئة على تفادي ما وقع به الآخرون؟ إننا نرغب في البدء من حيث انتهى الآخرون، وهناك دول متقدمة فيما يتعلق بالاستثمار العقاري، وهناك دول معيارية تم زيارتها ومعرفة إلى أين وصلوا فيما يتعلق بالقطاع العقاري، ونحاول دائما توفير بيئة خصبة ذات شفافية وتتضمن منظومة تضم رقمنه للعمليات، بحيث يمكن للمستثمر التقديم عبر الإنترنت والحصول على كل ما يحتاجه بسهولة شديدة عن فكرة أو مشروع الذهاب لجهة موثوقة وبضغطة صغيرة على الماوس يمكنه التقديم أون لاين وطلب كل ما يحتاجه. أي إننا نوفر ضمانا بحيث نعتبر أنفسنا شريكاً مع المستثمر منذ بداية رحلته حتى استلام وحدته أو منزله والانتهاء من المشروع، وحتى مرحلة ما بعد البيع، ونراقب أيضا اتحاد الملاك، وهو كقانون مازال تحت التشريع وتشرف عليه الدولة، والهيئة عليها دور لضمان عمل اتحاد الملاك بصورة صحيحة. - إستراتيجية القطاع العقاري الهيئة لها دور رقابي وتنفيذي من خلال تنفيذ التشريعات والمتابعة، فهل سيكون هناك طرح إستراتيجية أو رؤية ؟ نعم، هناك استراتيجية للهيئة، وسيتم الانتهاء من إعداد الخطة الاستراتيجية الوطنية للقطاع العقاري بشكل كامل، خاصة وأن الدولة قامت بدراسة استراتيجية شاملة لقطاع العقارات عام 2021 وتوصلت لمعرفة التحديات، وكان من مخرجات هذه الدراسة إنشاء هيئة مستقلة تُعنى بالقطاع العقاري على أساس تسهيل رحلة المستثمرين،. ولهذه الأسباب صدر القرار الأميري بإنشاء الهيئة العامة للتنظيم العقاري عام 2023. والعمل جار على تنفيذ إعداد استراتيجية الهيئة الآن، فهي تحت الموافقات النهائية، وسيتم إطلاقها والإعلان عنها خلال أيام المنتدى العقاري، وذلك خلال جلسة مخصصة خلال في اليوم الثاني للمنتدى للتعريف بتفاصيل عمل الهيئة، ومنها تطبيق المبادرات وإطلاق الاستراتيجية والتي تتعلق في جزء منها بتنفيذ الخطة الوطنية التي تقوم الهيئة على تنفيذها. - التعاون مع المطورين العقاريين لقد قمت بعقد اجتماعات مع المطورين العقاريين وغرفة قطر، فكيف وجدتم أوجه التعاون والمشاركة من قبل هذه الشركات؟ نشهد تعاوناً مثمراً من القطاع الخاص، فنحن في القطاعين العام والخاص نعمل يداً بيد لتحقيق هدف واحد، وهو الارتقاء بالقطاع العقاري. ندرك تماماً أن أي تعثر في القطاع الخاص سينعكس سلباً على القطاع ككل، لذا نحرص على دعمه لأنه الركيزة الأساسية للنهضة العمرانية في البلاد. ويتمثل دورنا في تهيئة بيئة استثمارية جاذبة، وتقديم كافة أشكال الدعم للشركات المحلية، بما يحقق أهداف الهيئة في تحفيز وتنظيم القطاع العقاري، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتسهيل إجراءات إصدار التراخيص للمطورين العقاريين. - التحديات والطموحات من المؤكد ان هناك بعض الإشكاليات في السوق مثل باقي الأسواق الأخرى، فهل يمكن معرفة أبرز الاشكاليات الموجودة والتي من الممكن أن تلعب دورا إيجابيا ؟ ربما يكون المستثمر القطري أو غير القطري قد واجه في السابق بعض التحديات المتعلقة بتعدد الإجراءات والتعامل مع جهات مختلفة، وهذا من التحديات الرئيسية التي جاء إنشاء الهيئة لمعالجتها، حيث أصبح تعامل المستثمر الآن أبسط وأسهل بكثير من خلال الهيئة فقط، وهي تساعده بدورها في رحلته من البداية إلى النهاية، على سبيل المثال تخليص جميع المعاملات والإجراءات، سواء سند الملكية أو التسجيل أو حتى إجراءات الكهرباء وغيرها من الأمور. لدينا الآن موقع إلكتروني ومنصة رقمية للقطاع العقاري تضم كافة المعلومات الموثوقة عن سوق العقارات في قطر، وبذلك أصبحت الإجراءات أبسط وأسهل بكثير. - لجنة فض المنازعات هناك بعض المشاريع المتعثرة أو المتأخرة التي لم تنجز حتى هذه اللحظة، وهناك شكاوى من مستثمرين محليين، فما هو دوركم في هذا الشأن، وكيف يمكن حل هذه الإشكاليات؟ نؤكد أننا لم تصلنا حتى الآن أي طلبات تتعلق بهذا الموضوع. ولكن بوجه عام فإن الهيئة إذا جاءها أي طلب ستنظر فيه بالطبع، وستحاول المساعدة. كذلك، لدينا لجنة لفض المنازعات والتطوير العقاري، منشأة تحت مظلة الهيئة، وستقوم بالنظر على وجه الاستعجال في القضايا أو المشاكل التي يمكن أن تحدث في التطوير العقاري. فدورنا هو تذليل العقبات بشكل تام لجميع المستثمرين والحفاظ على حقوقهم. - دعم القطاع الخاص هناك موضوع يتعلق بتوفير الأراضي للقطاع الخاص، والأسعار الحالية، فهل ستلعب الهيئة دورا إيجابيا بتوفير خدمات للأراضي أو تقديم بعض التسهيلات أو إعادة مراجعة ؟ هيئة التنظيم العقاري دورها تحفيز وتنظيم القطاع العقاري، وإبداء وإعطاء المشورة، لكيفية النهوض بهذا الدور، فإذا كانت الأراضي والأسعار والإيجارات والتخطيط العمراني وغيرها من الاشياء التي تحفز هذا القطاع جزءا منها، بالطبع سنقدم المشورة فيما يتعلق بهذا الموضوع. بعض الدول تمنح امتيازات فيما يتعلق بالأرضي أو تقسيطها على مدى سنوات طويلة، فهل ستكون هذه الامتيازات متوفرة للمستثمر سواء المحلي أو الأجنبي؟ بعض المطورين العقاريين بالدولة لديهم بالفعل برامج أقساط في فترة تتراوح ما بين 6 إلى 10 سنوات وبأقساط ميسرة. هذه المميزات موجودة بالفعل، ودورنا هو مراقبتها والنظر فيها والتأكد منها، وسنشرع أيضاً في إطلاق مبادرات جديدة تشمل بعض المزايا لتحفيز القطاع. - شركاء في المشاريع هناك مشاريع عقارية لأطراف متعددة، فهل يكون للهيئة دور سواء كان دورا استشاريا أو رقابيا أو داعما لهذه الجهة؟ بالطبع إننا شركاء مع جميع المشاريع الجديدة التي سوف تطرح في المستقبل، وسيتم أخذ رأي الهيئة في المشاريع المطروحة والاستشارة والاستعانة بها، وكذلك تنظيم ومراقبة جميع المشاريع، وأي مشروع يطرح سننظر فيه ونعطي الرأي والمشورة، وفي نفس الوقت مراقبة تنفيذ هذه المشاريع والمطورين العقاريين العاملين في هذه المشاريع لضمان أن يُؤدى المشروع بالجودة المطلوبة وبالطريقة الصحيحة، ولضمان حقوق جميع أصحاب المصلحة. - مساهمة القطاع العقاري تنويع مصادر الدخل وفقا لرؤية قطر الوطنية 2030، تظهر أهمية مساهمة القطاع العقاري في الاقتصاد الوطني فما هو طموحكم في هذا المجال ؟ يشهد القطاع العقاري في قطر نمواً متسارعاً، ويُعد أحد أهم مُحركات الاقتصاد القطري. وفي واقع الأمر، يحتل القطاع العقاري المرتبة الثانية بعد قطاع الطاقة كأكثر القطاعات نمواً باستقطاب استثمارات تجاوزت 82 مليار ريال خلال عام 2022 وهذا يُؤكد الأهمية المتزايدة لهذا القطاع في تنويع مصادر الدخل وتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030. وتُساهم الهيئة بشكل فاعل في تعزيز هذا الدور من خلال تطوير تشريعات عقارية تُشجع الاستثمار وتحمي حقوق جميع الأطراف، وتبسيط الإجراءات وتسهيل المعاملات العقارية لجذب المستثمرين، وتوفير معلومات موثوقة وشاملة وشفافة عن سوق العقارات في قطر، ودعم المشاريع العقارية المبتكرة والمستدامة، والتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة لتطوير قطاع عقاري متكامل ومزدهر. - العرض والطلب اليوم في ظل التوسع السكاني، هل توجد خطط لمجمعات سكنية تناسب كافة الشرائح ؟ بالتأكيد، فإن الموضوع يخضع للعرض والطلب، وسنقوم بعمل دراسات وتقديمها لأصحاب القرار، وتقديم المقترحات، لمعرفة الأنواع التي يحتاج إليها السوق، وقد تكون هناك شريحة مفقودة، وقد نقترح حتى على المطورين العقاريين لعمل مشاريع تهم هذه الشريحة. - جذب المطورين العقاريين في الوقت الحالي، يوجد عدد محدود من المطورين في السوق المحلي، هل يمكن الدفع لدخول مطورين جدد؟ بالتأكيد، نحن نسعى دائماً إلى جذب المزيد من المطورين العقاريين للمساهمة في تنمية وتطوير القطاع العقاري في قطر، السوق القطري مفتوح للجميع، ونرحب بكافة المطورين المحليين والأجانب للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في البلاد، وقد طرحت الدولة مؤخراً مجموعة من المشاريع العقارية الجديدة التي من شأنها أن تجذب اهتمام المطورين من جميع أنحاء العالم، كما أن منتدى قطر العقاري في نسخته الثانية يستضيف مجموعة من المطورين والمستثمرين العقاريين الباحثين عن فرص استثمارية جديدة في قطر، ونحن على ثقة بأن هذه الجهود ستُسهم في زيادة عدد المطورين العقاريين في السوق القطري خلال الفترة المقبلة. - سندات الملكية هناك بعض الشكاوى من قبل المستثمرين المحليين والأجانب، من تأخر سندات الملكية ما الأسباب؟ أعتقد أن هناك سببين لتوضيح هذا الأمر، أولا هناك حالة من عدم وضوح الرؤية بسبب أن هذه البنود ليست مدرجة أو واضحة في عقد البيع والشراء، وبالفعل خلال اجتماعنا مع غرفة قطر تم التطرق لهذا الموضوع، وهنا عند الحديث عن شقة أو مبنى، فإن الاشكالية تكمن في كبر حجم العقد المبرم بين الطرفين والذي قد يصل عدد صفحاته إلى 200 صفحة، والبعض من المستثمرين لا يطلعون بالشكل الكافي على بنود هذا العقد، ولذلك يجب عليهم التدقيق ومعرفة كافة بنود العقد عن طريق اللجوء لأحد مكاتب المحاماة لضمان حقوقه، خاصة وان أحد البنود قد لا يتم وضع تاريخ محدد او اجراءات واضحة لاستلام سند الملكية. أما دور الهيئة في هذا الشأن، فعندما يكون المشروع تحت حساب الضامن أو الشركات المرخصة من الهيئة، ولذلك فإننا بصدد عمل دراسة بالتعاون مع وزارة العدل للعمل على إعطاء سند ملكية مبدئي للمستثمرين، وسيتم تطبيقه خلال العام القادم، وسيتم تسليم سند الملكية المبدئي بعد انتهاء البناء والتأكد من المواصفات بناء عليه سيتم إعطاء المستثمر سند الملكية الأصلي. أي أن الهيئة عند ترخيص أي مشروع ستقوم بمعالجة كافة الملاحظات منذ بدايتها، وعدم انتظار المستثمر انتهاء المبنى وعمل الفرز ثم إعطائه سند الملكية، بل سيحصل على السند المبدئي، وبذلك يمكنه الحصول على مميزات الإقامة واستكمال كافة اجراءاته وأعماله. هل ستنتقل الهيئة إلى مقر جديد ؟ في الوقت الحالي، نعمل على الانتقال إلى مبنى أو مقر جديد للهيئة العقارية في لوسيل بالقرب من منطقة البوليفار، مبنى ذا كيوب تم تخصيصه ليكون مقر الهيئة، وسيتم الانتقال إليه خلال الربع الأول من عام 2025 لتوفير كافة الإدارات والخدمات. - دور الهيئة وأنشطتها منذ صدور القانون حتى هذه اللحظة، وهي فترة وجيزة إلا أننا شهدنا سرعة في العملية، فهل هذا مؤشر على رغبة صانع القرار ان يكون هناك تنظيم فعلي لهذا القطاع؟ بالطبع الرغبة موجودة، فالداعم الرئيسي للقطاع العقاري هو حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وأكبر دليل على ذلك أن قرار إنشاء هيئة التنظيم العقاري هو يمثل أكبر دعم لهذا القطاع، حيث تعمل الهيئة على تسهيل الإجراءات للمستثمرين، ولمنع البيروقراطية، ومحاولة تفادي الأخطاء السلبية التي قد تكون موجودة في القطاع. - الإيجارات والمستثمرون موضوع الإيجارات، هل لديكم دور فيما يتعلق بهذا الشأن، خاصة وأن هناك شكاوى من ارتفاع الإيجارات؟ هناك لجنة مركزية للإيجارات، ونحن نعطي المشورة كذلك، وموضوع الإيجارات يخضع للعرض والطلب خاصة وان السوق مفتوح، ما بين المؤجر والمستأجر يوجد عقود، بينما دور الهيئة رقابي للتأكد من التنظيم أكثر من الدخول في هذه التفاصيل، والتأكد من سلامة العقود والآليات لضمان الحقوق أي التأكد من صحة الإجراءات، إنما الأسعار تخضع للعرض والطلب.

4800

| 13 أكتوبر 2024

محليات alsharq
عميد HEC Paris لـ"الشرق": جيل جديد من القطريين مزود بالمهارات القيادية

- مناهج الجامعة توفر المهارات لإثراء مساهمات القيادات بالمشهد الاقتصادي. - تدريب 600 مدير سنوياً في البرامج المُصممة خصيصاً للشركات في قطر والمنطقة. - الجامعة تُخرج 150 مشاركاً كل عام في برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي. - إطلاق مسار القادة الناشئين للمختصين الشباب واستقبال أول دفعة 31 الجاري. - معايير القبول ترتكز على سجل المرشح من الإنجازات الأكاديمية والمهارات القيادية - تجهيز الحرم الجامعي بمشيرب لدعم نماذج التعلم المدمج والتعلم عن بُعد وبالحضور - التقنيات الجديدة تقلل البصمة الكربونية والحاجة للسفر واستقطاب الخبرات العالمية - تقنية «الهولوجرام» لربط الحرم الجامعي في باريس بنظيره في الدوحة - إتاحة التواصل مع شبكة الخريجين العالمية المؤلفة من 80 ألف متخصص - تهيئة الشباب لسوق العمل بالوعي الثقافي والذكاء العاطفي والقيادة التعاونية - العقلية الريادية عامل أساسي للابتكار وتساعد الشباب على إتقان التفكير التصميمي كشف الدكتور بابلو مارتن دي هولان عميد جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris باريس عن إطلاق برنامج مسار القادة الناشئين المُصمم للمختصين الشباب واستقبال الدفعة الأولى في 31 الجاري، كما سيتم إطلاق برنامج القيادات النسائية التنفيذية الجديد في الدوحة في يناير القادم، والذي يهدف إلى تعزيز دور المرأة في المناصب القيادية العليا في مختلف القطاعات، ويأتي إطلاق المبادرة الجديدة تلبية للطلب العالي على برامج الجامعة المتخصصة، مما يعكس الالتزام بتزويد رائدات الأعمال بإمكانية الوصول إلى أعلى مستويات التعليم وموارد التطوير المهني. وقال في حوار مع الشرق إنّ الجامعة تهدف إلى تعزيز الابتكار والقيادة وريادة الأعمال في قطاعات الاقتصاد الرئيسية بالدولة من خلال تحسين وتعزيز البرامج باستمرار، والتركيز على التحول الرقمي والاستدامة بما ينسجم مع توجهات الأعمال العالمية والرؤى الوطنية في منطقة الخليج، وتحديداً رؤية قطر الوطنية لإحداث تأثير إيجابي. وفي جولة الشرق بمقر الحرم الجامعي بمدينة مشيرب بدأ بشعارها (المعرفة طريق النجاح) الذي يتصدر الواجهة والدخول إلى قاعات الدراسة الأكاديمية المزودة بتقنيات تكنولوجية أبرزها تقنية الهولوجرام التي تربط فرع الجامعة بقطر مع الجامعة الأم بفرنسا لإشراك الطلبة بزملائهم من مختلف دول العالم في المحاضرات والندوات ولقاءات الأساتذة والفعاليات، بالإضافة إلى قاعات مكتبية وقاعات تفاعلية للمشاركة والاجتماعات. وقدم د. بابلو مارتن هولان لوحة تشكيلية عبارة عن باب تقليدي يفتح على مبنى عصري للجامعة في إشارة لدور التاريخ والتقدم العصري في بناء الإنسان بالتعليم والمعرفة. فإلى الحوار: - خطط إستراتيجية ما هي الخطط الإستراتيجية لجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر خلال السنوات القادمة؟ ركزت جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر خلال العام الحالي على تعزيز أثرها في الدولة والمنطقة، من خلال توسيع محفظة التعليم التنفيذي الخاصة بها. ونعمل في إطار هذه الجهود على تمكين الهيئة التدريسية لدينا في قطر، ونعمل على تعزيز إمكاناتنا لدعم رواد الأعمال الشباب والطموحين عن طريق الأبحاث والتدريس. بالإضافة إلى ذلك، قمنا بتوسيع برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي من خلال إطلاق مسار القادة الناشئين المصمم للمختصين الشباب الذين يمتلكون خبرة تزيد على خمسة أعوام في منطقة الخليج العربي، ويهدف إلى تسريع انتقالهم إلى أدوار قيادية. سيبدأ البرنامج مع الدفعة الأولى من المشاركين في 31 أكتوبر 2024. ونهدف في الجامعة إلى تعزيز الابتكار والقيادة وريادة الأعمال في قطاعات الاقتصاد الرئيسية في قطر ومنطقة الخليج العربي، وذلك من خلال تحسين وتعزيز برامجنا باستمرار. ونركز على التحول الرقمي والاستدامة بما ينسجم مع توجهات الأعمال العالمية والرؤى الوطنية في منطقة الخليج، وتحديداً رؤية قطر الوطنية 2030. ونلتزم من خلال هذه الجهود بإحداث تأثير إيجابي في المنطقة. - منهجية تعليمية كيف تسهم المنهجية التعليمية في الجامعة بتزويد المشاركين بإمكانات التكيف والقيادة في عالم سريع التغيّر؟ تجمع منهجيتنا بين التعليم الأكاديمي النظري والتطبيق العملي، ومن خلال إدخال تحديات الأعمال الواقعية في دراسات الحالة والمحاكاة والمشاريع التي تعكس التوجهات الحالية، فإننا نضمن للمشاركين تطوير مهارات التفكير النقدي والمهارات القيادية اللازمة للتغلب على حالات عدم اليقين والقيادة بكفاءة عالية في الاقتصاد العالمي الحيوي. ويشكل المشروع النهائي عنصراً أساسياً في البرنامج الخاص بنا، ويتم خلاله تشجيع المشاركين على تطوير مشاريع ريادية أو مبادرات إستراتيجية للمؤسسة. وبرزت عدة شركات ناجحة من خلال هذا المشروع، بما فيها (سنونو وسي واليت ودايتور). وتستمر عملية التعليم بعد انتهاء البرنامج، حيث يحظى الخريجون بفرصة مواصلة إثراء معارفهم وبناء شبكة من العلاقات عن طريق مجتمع الخريجين العالمي الخاص بنا، والذي يضم ما يزيد على 80 ألفاً من الخبراء في مختلف القطاعات من جميع أنحاء العالم. - فرص تدريبية ما هي الفرص التدريبية التي توفرها الجامعة؟ في كل عام، تقوم الجامعة بتدريب أكثر من 600 مدير في البرامج المصممة خصيصاً للشركات في قطر والمنطقة. كما يتخرّج تقريباً 150 مشاركًا كل عام من برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي الرائد. - معايير القبول ما هي معايير القبول في الجامعة؟ وكيف تم تصميم البرامج لتناسب المتخصصين العاملين؟ يعتمد القبول في الجامعة على سجل المرشح من الإنجازات الأكاديمية والمهارات القيادية وخبراته المهنية ذات الصلة. وتم تصميم برامجنا لتلائم المتخصصين العاملين، حيث نقدم مجموعة متنوعة من خيارات الحضور تشمل الدورات الدراسية بدوام جزئي وبرامج التعليم التنفيذي التي تسمح للمشاركين بتحقيق التوازن بين التزاماتهم المهنية ودراستهم، وتوفر هذه المرونة للمشاركين فرصة تطبيق ما يتعلمونه مباشرة في المناصب التي يشغلونها. تحظى جامعة HEC Paris بتصنيف عالٍ باستمرار ضمن أفضل كليات إدارة الأعمال على مستوى العالم.. كيف تحافظون على هذه السمعة والتميز الأكاديمي؟ ترتكز سمعتنا في التميز الأكاديمي على أعضاء الهيئة التدريسية عالميّ المستوى والتزامنا المستمر بالابتكار وشراكاتنا القوية مع رواد القطاع، ونحافظ على مكانتنا الرفيعة من خلال دمج الرؤى الخاصة بخبراء الأعمال في مناهجنا الدراسية إلى جانب تخصيص البرامج لتلبي متطلبات السوق. وتعزز شبكتنا العالمية من الخريجين التعاون وتبادل المعارف، حيث تساهم في تطوير برامجنا بشكل مستمر. كما نضمن حفاظ الجامعة على مكانتها في طليعة التعليم التنفيذي من خلال تطبيق أحدث ممارسات وأبحاث الأعمال. - مختصون قطريون كيف تساهم الجامعة في تحقيق رؤية قطر الوطنية، وفي تجهيز المختصين القطريين؟ تلعب الجامعة دوراً محورياً في بناء الجيل الجديد من القادة القطريين المزودين بالمهارات اللازمة لتحقيق أهداف التنوع الاقتصادي. وتهدف برامجنا إلى بناء الإمكانات القيادية وتعزيز الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال، وهي الركائز الأساسية لرؤية قطر الوطنية 2030. ونتعاون مع المؤسسات القطرية لتخصيص برامجنا بما يلبي متطلبات المؤسسات والمواهب القطرية الناشئة، مما يضمن تزويد المختصين بالإمكانات الضرورية لرسم ملامح مستقبل الدولة. - مهارات أساسية ما هي المهارات الأساسية التي يحتاجها الشباب القطري لتحقيق النجاح في سوق العمل اليوم؟ يتوجب على الشباب القطري تطوير مهارات قيادية راسخة وعقلية ريادية لتحقيق النجاح في سوق العمل اليوم سريع التطور. وتواصل قطر لعب دور مؤثر على الساحتين الإقليمية والعالمية، مما يتطلب توفر القدرة على التعامل مع بيئات عمل متنوعة ومتعددة الثقافات لتحقيق شروط القيادة الفعالة، وتشمل المهارات الأساسية الوعي الثقافي والذكاء العاطفي والتواصل الفعال والقيادة التعاونية، والتي تمكن الأفراد من النجاح في تولي الأدوار القيادية أثناء الظروف المتغيرة. وتشكل العقلية الريادية عاملاً أساسياً للابتكار والتكيف في مختلف القطاعات، وتساعد القادة الشباب على إتقان التفكير التصميمي وتقديم الحلول المبتكرة للمشاكل والتركيز على توفير قيمة عالية للعملاء والمجتمعات. ونلتزم في جامعة HEC Paris بتلبية هذه الاحتياجات المهمة عن طريق دمج مبادئ التفكير الريادي وتطوير مهارات القيادة في برامجنا. ويزود منهاجنا الدراسي المشاركين بالمعارف والمهارات الضرورية لتقديم أداء متميز في بيئات العمل سريعة التطور، بما يضمن مساهمتهم الفعالة في المشهد الاقتصادي. - قصص نجاح ما هو دور HEC Paris في دعم القيادات والخبرات النسائية لتحقيق النجاح المهني؟ هلا أطلعتنا على أيِّ قصص نجاح في هذا الإطار؟ تدعم الجامعة القيادات النسائية من خلال برامج القيادة والمبادرات التوجيهية المخصصة، ونتعاون مع أبرز المؤسسات متعددة الجنسيات في قطر والمنطقة لدعم رواد الأعمال من السيدات. وتجدر الإشارة إلى أننا عقدنا شراكة مع معهد الدراسات المصرفية في الكويت، بالإضافة إلى إحدى أبرز الجهات الفاعلة في قطاع الطاقة، لتقديم برامج قيادة فعالة لتدريب أكثر من 100 مسؤولة تنفيذية، ونطلق برنامجاً للقيادات النسائية في فرنسا في أكتوبر، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى مبادرة برنامج جديد قريباً في البحرين. كما سنبدأ في يناير برنامج القيادات النسائية التنفيذية الجديد في الدوحة، والذي يهدف إلى تعزيز دور المرأة في المناصب القيادية العليا في مختلف القطاعات، ويأتي إطلاق المبادرة الجديدة تلبية للطلب العالي على برامجنا المخصصة، مما يعكس التزامنا بتزويد رائدات الأعمال بإمكانية الوصول إلى أعلى مستويات التعليم وموارد التطوير المهني. وتعكس قصص نجاح الخريجات الأثر الإيجابي الكبير الذي تحققه برامجنا. فعلى سبيل المثال، تشغل الشيخة الدكتورة عذبة بنت ثامر آل ثاني منصب الرئيس التنفيذي لإدارة وتطوير الأعمال في شركة (كيودي في سي)، كما نشرت كتاباً حول التقطير؛ وحصلت الدكتورة أميرة الشبيب عقيل على منحة للبحث السريري بقيمة مليون دولار أمريكي لتطوير برنامج مبتكر للكشف المبكر عن مرض السكري في قطر؛ وتعد الشيخة أسماء آل ثاني أول شخص عربي ينجح في تسلق قمتي جبلين بارتفاع 8,000 متر بدون استخدام أجهزة أوكسجين. وتتضمن قائمة أبرز خريجات الجامعة هند زينل، التي تم قبولها في برنامج زمالة المجلس الأمريكي للتعليم، وفرحة مهنا الكواري، التي تم تعيينها مدير إدارة تميز التحول الرقمي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وفي السعودية، تمت ترقية أثير الخليفة لمنصب رئيس الاستثمار في شركة المراعي، بينما تشغل دانة سمهوري منصب مدير تطوير الأعمال في مركز الملك عبدالله المالي. وتسلط قصص النجاح المذكورة الضوء على التزامنا المستمر بتعزيز القيادات النسائية في قطر والمنطقة والعالم. - تجربة رائدة ما هو الدور الذي تلعبه التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في تجربة التعلم بالجامعة؟ تلعب التكنولوجيا عموماً والذكاء الاصطناعي خصوصاً دوراً بارزاً في إعداد مناهجنا الدراسية وبرامج التعليم التنفيذي، إذ يشكل الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز القدرة على اتخاذ القرارات من خلال تطبيقات المحاكاة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تقدم تقييمات فورية للمشاركين. وتتناول برامجنا التأثيرات الأخلاقية والإستراتيجية والتشغيلية للذكاء الاصطناعي على الأعمال، وتزود المشاركين بالمهارات اللازمة للاستفادة من هذه التقنيات في تعزيز قيم الابتكار والارتقاء بالمزايا التنافسية. وتم تجهيز الحرم الجامعي بمدينة مشيرب بالكامل لدعم نماذج التعلم المدمج التي تجمع بين التعلم عن بُعد والحضور الشخصي. كما ساهمت التقنيات المتطورة مثل تقنية (الهولوجرام) بربط الحرم الجامعي في باريس بنظيره في قطر بمنتهى السلاسة، مما أتاح للمشاركين التواصل مع أعضاء الهيئة التدريسية عن بُعد. وفضلاً عن دورها في إثراء تجربة التعلم، ساعدت التقنيات الجديدة على تقليل بصمتنا الكربونية من خلال تقليل الحاجة للسفر، مع الاستمرار باستقطاب الخبرات العالمية والاستفادة منها في قاعاتنا الدراسية مباشرة، وتضمن هذه المنهجية التقدمية تجهيز المشاركين لاستكشاف وريادة المستقبل القائم على التكنولوجيا. - وسائل اتصال متقدمة كيف يستفيد المشاركون في الجامعة من وسائل الاتصال في الحرم الرئيسي بفرنسا؟ يوفر التواصل القوي مع حرم الجامعة في باريس للمشاركين في الدوحة إمكانية الوصول إلى شبكة عالمية من المعارف والأبحاث والخبرات، ويتيح لهم الانفتاح على آفاق عالمية، والتفاعل مع هيئة تدريس رائدة والاستفادة من شبكة خريجينا حول العالم. كما يحظى المشاركون بفرصة حضور الندوات التي يستضيفها حرم الجامعة في فرنسا، والتعاون في مشاريع مع زملاء من خلفيات متنوعة، مما يساهم في توسيع شبكاتهم المهنية وتزويدهم بالرؤى اللازمة للنجاح في عالم الأعمال المترابط. ويمتد تواصلنا مع شبكة الخريجين العالمية والتي تضم أكثر من 80 ألف متخصص من مختلف القطاعات والمناطق الجغرافية. وتساهم هذه الشبكة في تعزيز تبادل المعارف وتوفير الإرشادات وفرص العمل، مما يتيح لخريجي الجامعة مواصلة تطوير مسيرتهم المهنية وازدهارها. كما توفر علاقاتنا الوثيقة مع الجهات المعنية حول العالم، بما في ذلك المؤسسات الشريكة وصناع السياسات وقادة الفكر، موارد ثمينة وفرص تعاون مجزية، مما يعزز دور الجامعة بوصفها لاعباً رئيسياً في مجتمع الأعمال الدولي. - سبل التعاون ما هي سبل التعاون بين الجامعة ومؤسسة قطر والجامعات الشريكة الأخرى؟ تشكل شراكتنا مع مؤسسة قطر ركيزة أساسية لرسالتنا في دولة قطر، حيث نساهم في تحقيق الأهداف التعليمية والاقتصادية من خلال مواءمة برامجنا ومبادراتنا مع الأهداف الوطنية للتنمية في قطر بما يضمن دعم عروضنا لخطوطها العريضة، كما نتعاون مع الجامعات الشريكة الأخرى ضمن المدينة التعليمية بهدف تعزيز التآزر والارتقاء بجودة التعليم والأبحاث والابتكار. فعلى سبيل المثال، نقدم برنامج إدارة الرعاية الصحية وسياساتها التنفيذي بالتعاون مع كلية وايل كورنيل للطب في قطر، والذي يجسد التزامنا الراسخ بالتعاون بين المؤسسات للارتقاء بالتجربة التعليمية. كما نقدم برامج تطوير القيادة لخريجي مؤسسة قطر، ودورات تعليمية دورية في الجامعات الشريكة، مما يعزز التزامنا بإنشاء منظومة تعليمية حيوية تعود بالفائدة على جميع الجهات المعنية.

1214

| 06 أكتوبر 2024