رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
الأمير منصور بن خالد لـ "الشرق": مبادرات للتعاون القطري السعودي يطلقها مجلس التنسيق

- اختيار قطر ضيف الشرف لمعرض الرياض يعكس مستوى التقارب بين البلدين - حراك مستمر واجتماعات رفيعة المستوى لإطلاق مبادرات تعزز علاقات الدوحة والرياض - الاتفاقية الأمنية الأخيرة تعزز تعاون البلدين في مجال الأنشطة العلمية والتدريبية والبحثية - اليوم الوطني مناسبة للفخر والاعتزاز بإنجازات غير مسبوقة تحققت في المملكة - فتح المجال للشركات السعودية والقطرية في أسواق البلدين والتعريف بالمنتجات الجديدة - ندعم دور قطر وجهودها المستمرة في الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة - علاقاتنا مع قطر تشهد قفزة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية - مشاريع عملاقة تخدم اقتصاد المملكة وتسهم في تنويع مصادر الدخل - رؤية السعودية للسلام بين العرب وإسرائيل تنطلق من الالتزام بحل الدولتين يحتفل سمو الأمير منصور بن خالد بن فرحان سفير المملكة العربية السعودية لدى الدوحة باليوم الوطني الرابع والتسعين للمملكة العربية السعودية. ويقيم سموه حفل استقبال في فندق شيراتون الدوحة مساء اليوم يحضره عدد من أصحاب السعادة الوزراء وكبار الشخصيات ورؤساء البعثات الدبلوماسية. وقال سموه إن الاحتفال باليوم الوطني الرابع والتسعين مناسبة عزيزة وغالية علينا في المملكة العربية السعودية احتفالا بتوحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود طيب الله ثراه، وهي مناسبة تذكرنا دائما بالأمجاد والتاريخ والإنجازات إلى يومنا هذا، وأضاف في حوار لـ الشرق: إن احتفال السفارة بهذه المناسبة العزيزة في دولة قطر الحبيبة له معان ودلالات خاصة جدا وما نلمسه دائما من إخوتنا وأشقائنا في دولة قطر واضح ودلالة على مدى المحبة والقربى والتعاون والتفاهم والتلاحم بين بلدينا وبين شعبينا الشقيقين، وما من شك أن علاقة المملكة العربية السعودية مع شقيقتها دولة قطر تمر ولله الحمد بأفضل مراحلها، وتشهد قفزة وتعزيزاً في كل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية، كما أن مجلس التنسيق السعودي القطري يلعب دوراً مهماً وحيوياً في تعزيز هذه العلاقات وتمتينها، وفي هذا الإطار وبالذات في المجال الثقافي وللدلالة على هذا التقارب ومدى الأهمية التي تربط البلدين الشقيقين بمناسبة معرض الكتاب الدولي في الرياض المقام نهاية هذا الشهر فإن دولة قطر الشقيقة ستكون ضيف الشرف في هذا المعرض وهو تأكيد على هذا التقارب وهذا التعاون بين البلدين، ويؤكد حجم الإنجازات والمستوى الكبير الذي بلغناه من التعاون بين البلدين ومثال بسيط على تعاون البلدين في الجانب الثقافي يؤكد هذه العلاقة وعمقها. وفيما يلي نص الحوار.. - اجتماعات رفيعة المستوى سمو الأمير.. شهدت الأيام الأخيرة زيارات واجتماعات واتفاقيات على مستويات عالية.. رئيس الوزراء وزير الخارجية بالرياض.. وزير الداخلية السعودي بالدوحة.. اتفاقيات على مستويات عالية.. ما الرسائل والمؤشرات؟ نعم وبحمد الله تشهد علاقات البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية ودولة قطر حراكاً واسعاً ومستمراً لا يتوقف، كان آخره الزيارة المثمرة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف لدولة قطر ومباحثاته مع شقيقه سعادة الشيخ خليفة بن حمد وزير الداخلية قائد قوة لخويا، وتوجت بتوقيع الجانبين اتفاقية تعاون لتبادل البيانات الشخصية والمعلومات ذات الأغراض الأمنية، بالإضافة لمذكرة تفاهم للتعاون في مجال الأنشطة العلمية والتدريبية والبحثية. وفيما يتعلق بزيارة معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن للرياض مطلع هذا الشهر، فكانت في إطار اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي القطري والتي تم خلالها مناقشة واستعراض المبادرات المطروحة من قبل اللجان وفرق عمل المجلس حيث أكد صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود، وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، أن قيادتي البلدين تنظران إلى مجلس التنسيق باعتباره منصة تعمل على تأطير الأعمال في جميع المجالات وتوطيد العلاقات الأخوية بما يحقق رؤيتي كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر 2030، بما ينعكس إيجابا على مصالح البلدين وشعبيهما. والاجتماع ثمرة الجهود المتميزة التي تبذلها اللجان المنبثقة عن المجلس وبالتأكيد يعد ذلك دليلاً على المستوى المتميز الذي بلغته علاقات البلدين الشقيقين. - مجلس التنسيق نهاية العام ماذا عن مجلس التنسيق.. هناك حديث عن اجتماع مرتقب متى وما أبرز القضايا التي تتصدره؟ فيما يتعلق باجتماع مجلس التنسيق، فمن المتوقع أن يتم الترتيب لعقده في الرياض نهاية هذا العام وفقاً للآلية المعتمدة سنوياً لعقد اجتماعات رؤساء الجانبين في المجلس والتي بلا شك ستدفع مجالات التعاون والتنسيق بين البلدين في كافة المجالات إلى مستويات أعلى تلبية لتطلعات قيادتي البلدين الشقيقين وطموحات شعبيهما. - تسهيل التنقل هناك حديث عن ترتيبات أمنية تسهل تنقل مواطني البلدين عبر المنافذ البرية.. هل من تفاصيل؟ فيما يتعلق بتسهيل تنقل مواطني البلدين عبر المنافذ البرية، فالاتفاقية التي جرى التوقيع عليها خلال زيارة سمو وزير الداخلية لقطر تهدف لتسهيل حركة وتنقل مواطني البلدين بكل يسر وسهولة. - مجلس رجال الأعمال ما الجديد في اجتماعات مجلس رجال الأعمال القطري السعودي وجهودكم لتذليل العقبات أمام تيسير إجراءات تأسيس وإطلاق المشروعات أمام الشركات ؟ يقوم مجلس رجال الأعمال السعودي القطري المشترك بجهود طيبة لتعزيز التعاون بين البلدين من خلال فتح المجال للشركات السعودية والقطرية في أسواق البلدين والتعريف بالمنتجات الجديدة لهذه الشركات، وإقامة المعارض التجارية، ومن هذا المنطلق تم تنظيم معرض المنتجات الوطنية السعودية في شهر مايو من هذا العام في الدوحة بمشاركة أكثر من 80 شركة سعودية وكان معرضاً ناجحاً بحضور ومتابعة رئيس الجانب السعودي في مجلس رجال الأعمال، ومن جهة أخرى تتواجد العديد من الشركات القطرية وخاصة الإنشائية منها في السوق السعودي وتقوم بتنفيذ العديد من المشاريع في القطاع السياحي والترفيهي ضمن رؤية المملكة 2030. - ضيف الشرف تحرصون سموكم على تعزيز العلاقات الثقافية وتحضرون الفعاليات والمعارض المختلفة.. ما آفاق التعاون بين هيئة المتاحف وكتارا والمؤسسات الأخرى في قطر والمملكة ؟ بلا شك فالعلاقات الثقافية بين البلدين متميزة وخاصة بين المتاحف، حيث يقوم العديد من المسؤولين المختصين في البلدين بتبادل الزيارات التي تهدف لتحقيق المزيد من التعاون والتنسيق حول روزنامة المعارض التي تقام في البلدين وتبادل نقل وعرض القطع الفنية في المعارض التي تقام في البلدين، وتأكيداً للتعاون القائم بين وزارتي الثقافة في البلدين ستكون إن شاء الله دولة قطر ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 الذي سيقام ابتداء من تاريخ 26 سبتمبر الجاري، وهذه المشاركة تعكس العلاقات الأخوية المتينة والمميزة بين البلدين الشقيقين، وتهدف لتعزيز التبادل والتعاون الثقافي بين المملكة وقطر. وبهذه المناسبة فإننا في المملكة العربية السعودية نرحب أجمل ترحيب بسعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد وزير الثقافة وبأشقائنا في دولة قطر وبالمشاركين من دولة قطر، فهذه المشاركة لا شك ستثري معرض الكتاب لهذا العام بكل ما يضمه من منتجات تشمل كافة الجوانب الأدبية والثقافية والإنسانية. ونتمنى من الله عز وجل أن يديم على بلدينا الشقيقين المحبة ودوام الأمن والاستقرار والازدهار في ظل قيادتي البلدين حفظهما الله. - فخر واعتزاز بالإنجازات ماذا يعني لكم الاحتفال باليوم الوطني في ظل ما تواجهه المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي من تحديات اليوم؟ الاحتفال باليوم الوطني للمملكة يعنى الفخر والاعتزاز بإنجازات غير مسبوقة تحققت في المملكة بفضل الله عز وجل ثم بالقيادة الحكيمة للمملكة التي تضع نصب عينيها رفاهية المواطن ورفعة الوطن وتحقيق الإنجازات في كل مجال مع حمايته والحفاظ على مكتسباته، هذا مع الجهد والمساعي الحميدة التي تقوم بها دولنا وقياداتنا لمعالجته الأزمات من حولنا وإيجاد الحلول لها من اجل استتباب الأمن والاستقرار لمنطقتنا وتركيز الجهد على التنمية والبناء والازدهار. - مشاريع عملاقة كيف تنظرون إلى المرحلة التي تمر بها المملكة العربية السعودية في ظل التوجهات لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط ؟ نظرتنا ولله الحمد نظرة المتطلع للمستقبل بثقة كبيرة وطموحات عالية نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد حفظه الله في عام 2016، والتي يجرى في إطارها حالياً العمل على تنفيذ مشاريع عملاقة تخدم اقتصاد المملكة وتسهم في تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مصدر واحد. - أمن الخليج ما رؤية المملكة لدعم منظومة مجلس التعاون وتحقيق الاستقرار في منطقة الخليج؟ رؤية المملكة تنسجم مع رؤية شقيقاتها دول مجلس التعاون التي تعمل على تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لدولنا ودول منطقتنا بصورة عامة، وفي إطار الأهداف التي يعمل على إنجازها مجلس التعاون. كيف تنظرون إلى دور الوساطة القطرية في جهود التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار في غزة ؟ المملكة تدعم دور قطر وجهودها المستمرة في الوساطة من أجل التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار في غزة وإنهاء المعاناة الإنسانية لأشقائنا الفلسطينيين. - تنسيق خليجي ماذا عن التنسيق الخليجي تجاه التطورات في فلسطين.. ورؤية المملكة للسلام بين العرب وإسرائيل؟ التنسيق الخليجي تجاه التطورات في فلسطين واضح من خلال المواقف المعلنة التي تتخذها دول المجلس، وبالنسبة لرؤية المملكة للسلام بين العرب وإسرائيل فتنطلق من أن السلام في المنطقة هو الخيار الذي اتفقت عليه جميع الدول العربية والمبني على الالتزام بتطبيق حل الدولتين كمسار لتحقيق السلام العادل والشامل.

1530

| 22 سبتمبر 2024

عربي ودولي alsharq
نائب وزير خارجية أوزبكستان لـ "الشرق": جسور أقوى للشراكة مع قطر

- الدوحة تقوم بدور مؤثر لتعزيز الحوار وإيجاد حل سلمي في المنطقة - قريباً زيارات رواد الأعمال الأوزبكيين إلى الدوحة لإبرام عقود ومشاريع استثمارية - تنظيم جولات لرجال الأعمال القطريين في أوزبكستان لدراسة فرص الاستثمار - تقدم كبير في تعاوننا الاقتصادي خلال العامين المقبلين - فرص تعاون فريدة للشركات القطرية للاستفادة من اقتصادنا المتنامي - مشاورات منتظمة مع قطر في مجال استخراج ومعالجة النفط والغاز نناقش مع قطر مجموعة مشاريع جديدة قيمتها 20 مليار دولار - 14 زيارة متبادلة رفيعة المستوى خلال النصف الأول من العام الحالي - إطلاق رحلة مباشرة بين الدوحة وطشقند لتعزيز التبادل - نعمل بالتعاون مع قطر على تحقيق الاستقرار في أفغانستان - مشروع إستراتيجي لإنشاء سكة حديد تربط أوزبكستان وأفغانستان وباكستان - الاجتماع الأول لمجلس الأعمال القطري - الأوزبكي في نوفمبر - نبحث إمكانية إنشاء مشاريع مشتركة لإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح - 12 % نسبة نمو إجمالي التجارة الثنائية و36 % ارتفاع الصادرات - نخطط لتوقيع اتفاقية للتعاون في مجال السياحة لدفع التبادل الحضاري - قطر وأوزبكستان لديهما دور كبير لتعزيز التواصل بين آسيا الوسطى والخليج - القمة الثانية لقادة آسيا الوسطى ومجلس التعاون في سمرقند 2025 زيارة سمرقند من الدعوات التي لايمكن رفضها . فمدينة سمرقند احدى حواضر العالم الاسلامي وملتقى ثقافات العالم ، يربطها بالدوحة كثير من المشتركات وهي إحدى مدن اوزبكستان التي زارها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى خلال جولة سموه بعدد من دول آسيا الوسطى العام الماضي ، تعزيزا للعلاقات بين الدوحة ومدن الحضارة الاسلامية ومن ثم قام معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ،بزيارة الى اوزبكستان في شهر ابريل الماضي . ولمعرفة آفاق نتائج هاتين الزيارتين وما تم البناء عليه كان لقاء الشرق مع سعادة السيد باخرومجون عليوف نائب وزير الخارجية في اوزبكستان على هامش المشاركة في مؤتمر مركز الحضارة الاسلامية في سمرقند حيث أكد على تنامي الشراكة الاستراتيجية بين الدوحة وطشقند وحرص البلدين على بناء جسور اقوى . في الحوار يؤكد نائب وزير الخارجية أن الدوحة وطشقند تجمعهما علاقات أخوية وثيقة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، والدعم على المستوى الدولي. وأشار سعادته إلى أن هناك توافقا جيدا في وجهات نظر البلدين حول معظم القضايا الإقليمية والدولية، كما يلتزم كلا البلدين بتعميق التعاون في عدد من المجالات من أجل مصلحة الشعبين. وقال إن دولة قطر تعد الشريك الإستراتيجي الأول لأوزبكستان في مجلس التعاون الخليجي، ومع ذلك لا يزال أمامنا الكثير للقيام به والعديد من الآفاق لاستكشافها مع استمرار التقارب بين شعبينا. نحن الآن نبني جسوراً جديدة أقوى وأكثر موثوقية للتعاون الذي سيساعد في ضمان ازدهار بلدينا. وكشف نائب وزير خارجية أوزبكستان عن أنه يتم التخطيط لعقد الاجتماع الأول لمجلس الأعمال القطري - الأوزبكي في نوفمبر، والذي سيضم رؤساء غرف التجارة ورجال الأعمال. وستتبع هذه الخطوة الأولية اجتماعات سنوية تُعقد بالتناوب في كل بلد، بالإضافة إلى ذلك سيتم إطلاق برامج شراكة في عدد من المجالات. وأشار إلى أن قطر وأوزبكستان لديهما مهمة كبيرة لتعزيز التواصل بين منطقتين مهمتين هما آسيا الوسطى والخليج. وبمبادرة من الرئيس شوكت ميرضيائيف، ستعقد القمة الثانية لقادة آسيا الوسطى ومجلس التعاون الخليجي في سمرقند عام 2025، ، فيما يلي تفاصيل الحوار على هامش حضور مؤتمر مركز الحضارة الإسلامية في سمرقند: كيف تقيمون العلاقات الدبلوماسية بين قطر وأوزبكستان ؟ تشهد العلاقات بين قطر وأوزبكستان حاليًا ذروتها، حيث يعتبر عام 2023 عامًا تاريخيًا تميز بزيارات متبادلة على مستوى عالٍ وإنشاء سفارات في طشقند والدوحة. ويجدر بالذكر أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني زار أوزبكستان مرتين، كما قام الرئيس شوكت ميرضيائيف بزيارة دولة إلى قطر. وقد أسفرت هذه التبادلات رفيعة المستوى عن توقيع أكثر من 30 اتفاقية، مما عزز التعاون في مجالات السياسة والأمن والتجارة والاستثمار والسياحة والتعليم والثقافة. واستمر هذا الزخم الإيجابي في عام 2024. ففي أبريل، قاد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وفدًا قطريًا إلى طشقند، حيث تم توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية وإنشاء مجلس التنسيق الحكومي المشترك للإشراف على التعاون الثنائي. كما شهد النصف الأول من عام 2024، 14 زيارة متبادلة رفيعة المستوى وإطلاق رحلة مباشرة بين الدوحة وطشقند. مستقبلاً، أنا متفائل بشأن علاقاتنا. فقد أقام قادة أوزبكستان وقطر علاقات أخوية وثيقة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والدعم على المستوى الدولي. وتتفق وجهات نظر بلدينا بشكل جيد حول معظم القضايا الإقليمية والدولية، كما يلتزم كلا البلدين بتعميق التعاون من أجل مصلحة شعبيهما. - تعاون بشأن أفغانستان من القضايا المشتركة التي يهتم بها البلدان تحقيق الاستقرار والتنمية في أفغانستان ما أهم التطورات في هذا التعاون ؟ تتعاون أوزبكستان وقطر بشكل وثيق في عدة مجالات، حيث تعد أفغانستان مجالًا رئيسيًا للتعاون بين البلدين يسعى قادة بلدينا إلى اتباع سياسة منفتحة وتطلعية تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في أفغانستان. ونحن نؤمن بأن الحل الفعّال يكمن في تعزيز التنمية الاقتصادية داخل أفغانستان ودمجها في العمليات الاقتصادية الإقليمية والتجارة. وبدعم من الرئيس شوكت ميرضيائيف، شرعنا في إنجاز مشروع إستراتيجي لبناء سكة حديد عبر أفغانستان تربط بين أوزبكستان وأفغانستان وباكستان. وستربط آسيا الوسطى بجنوب آسيا وتوفر وصولًا إلى منطقة الخليج. هذا المشروع طموح، ولكنه واقعي وضروري للتنمية الإقليمية، نحن واثقون من أن مشاركة قطر في هذا المشروع ستعزز الأمن الإقليمي بشكل أكبر وتغير المشهد الجيواقتصادي في منطقتنا. - حل النزاعات ما موقف أوزبكستان من الوضع الراهن في غزة واستمرار الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ؟ أوزبكستان قلقة للغاية بشأن الوضع الإنساني في غزة، وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء العنف. نحن نؤمن بأن الحل السلمي للصراع يجب أن يستند إلى الحوار والاحترام المتبادل والقانون الدولي. وتدعم أوزبكستان جهود المجتمع الدولي لتحقيق سلام دائم واستقرار في المنطقة. كيف تجدون دور قطر في الوساطة لحل النزاع في غزة والشرق الأوسط ؟ تقدر أوزبكستان بشكل كبير جهود قطر في الوساطة لحل النزاع في غزة وفي السياق الأوسع في المنطقة وخارجها. نحن نؤمن بأن قطر، بصفتها لاعبًا مؤثرًا في المنطقة، يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الحوار وإيجاد حل سلمي. هل ترى أوزبكستان فرصة للمشاركة بشكل أكثر فعالية في عملية السلام في الشرق الأوسط وربما بالتنسيق مع قطر؟ أوزبكستان مستعدة للمشاركة بنشاط في عملية السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك بالتنسيق مع قطر. نعتقد أن بلدنا يمكن أن يساهم في الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، باستخدام خبرتنا في الحوار بين الأديان وبناء التفاهم بين الثقافات المختلفة. كيف تنسق أوزبكستان وقطر مواقفهما بشأن القضايا الإقليمية في آسيا الوسطى والشرق الأوسط؟ تتعاون أوزبكستان وقطر بشكل وثيق في معالجة القضايا الإقليمية في آسيا الوسطى والشرق الأوسط. نقوم بتبادل المعلومات بانتظام وتنسيق مواقفنا بشأن القضايا الرئيسية، مثل مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن، وتطوير التعاون الاقتصادي. ما دور الدبلوماسية متعددة الأطراف في العلاقة بين أوزبكستان وقطر؟ تلعب الدبلوماسية متعددة الأطراف دورًا كبيرًا في العلاقات بين أوزبكستان وقطر، نحن نتعاون بنشاط داخل المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة التعاون الإسلامي لتعزيز مصالحنا المشتركة ومعالجة التحديات العالمية. - التعاون الاقتصادي هل يمكنك التوسع في المجالات الرئيسية التي تركز فيها أوزبكستان وقطر على شراكاتهما الاقتصادية؟ يعتبر القطاع الخاص المحرك الرئيسي للعلاقات الاقتصادية، ولهذا من الضروري تطوير علاقات قوية بين مجتمع الأعمال في أوزبكستان وقطر. في نوفمبر، نخطط لعقد الاجتماع الأول لمجلس الأعمال الأوزبكي-القطري، والذي سيضم رؤساء غرف التجارة ورجال الأعمال. وستتبع هذه الخطوة الأولية اجتماعات سنوية تُعقد بالتناوب في كل بلد. بالإضافة إلى ذلك، نطلق برنامجًا للسياحة التجارية. ستدعم سفارتنا زيارات رواد الأعمال الأوزبكيين إلى الدوحة لإبرام عقود تجارية ومشاريع استثمارية. وبالمقابل، سننظم جولات استطلاعية لرجال الأعمال القطريين لزيارة مختلف المحافظات في أوزبكستان، أنا واثق من أننا سنشهد تقدمًا كبيرًا في تعاوننا الاقتصادي خلال العامين المقبلين. ما المشاريع أو الاستثمارات المحددة التي تم إطلاقها كجزء من هذا التعاون الاقتصادي؟ بدأت قطر الاستثمار في أوزبكستان في عام 2022، حيث دخلت شركة نبراس للطاقة في شراكة مع ائتلاف دولي لتوقيع اتفاقية شراء طاقة طويلة الأجل (PPA) لبناء وتشغيل محطة توليد الطاقة الحرارية بالغاز وباستخدام تكنولوجيا الدورة المركبة سيرداريا 2. نحن حاليًا في مرحلة مناقشة مجموعة من المشاريع الجديدة بقيمة 20 مليار دولار تشمل البنية التحتية، والطاقة المتجددة، والتعدين، والزراعة، والرعاية الصحية، والتعليم. تتمتع أوزبكستان باحتياطيات معدنية واسعة، حيث تحتل المرتبة الثانية عالميًا في الذهب، والسابعة في النحاس، والثامنة في التنجستن، والتاسعة في الفضة، والثانية عشرة في إنتاج اليورانيوم، والسادسة عشرة في إنتاج الغاز الطبيعي. منذ عام 2017، أدت الإصلاحات الاقتصادية الناجحة في أوزبكستان والتحول نحو سياسة الانفتاح إلى تحسين مناخ الاستثمار بشكل كبير، مما جذب أكثر من 60 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية. ولتحقيق هدف مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، سيحتاج اقتصادنا إلى ما لا يقل عن 120 مليار دولار من الاستثمارات. تشمل القطاعات الرئيسية المعالجة المتقدمة للمعادن الهامة والغاز الطبيعي، والمشاريع الصناعية والبنية التحتية، والزراعة وتصنيع الأغذية، وخصخصة الشركات المملوكة للدولة والبنوك التجارية. كيف تنظر أوزبكستان إلى إمكانيات الاستثمارات القطرية في قطاعاتها المتنامية مثل الزراعة والطاقة والبنية التحتية؟ أوزبكستان أصبحت وجهة مهمة وآمنة للاستثمارات الاستراتيجية القطرية، ونحن مستعدون لتقديم فرص تعاون فريدة للشركات للاستفادة من اقتصادنا المتنامي بسرعة. - مشاريع مشتركة الطاقة قطاع حيوي لكل من أوزبكستان وقطر، كيف يتعاون البلدان في هذا المجال؟ تعترف أوزبكستان وقطر بأهمية التعاون في مجال الطاقة لضمان التنمية المستدامة وأمن الطاقة في المنطقة. تتفاعل بلدانا بنشاط في المجالات التالية: تبادل الخبرات، نجري مشاورات منتظمة ونتبادل الخبرات في مجال استخراج ومعالجة النفط والغاز، كما تُظهر الشركات القطرية اهتمامًا بالاستثمار في مشاريع الطاقة في أوزبكستان، بما في ذلك في مجال استخراج ومعالجة الغاز الطبيعي. نحن ندرس إمكانية تنفيذ مشاريع مشتركة في قطاع الطاقة، يمكن أن تعود بفوائد متبادلة على بلدينا. هل هناك أي مبادرات جارية أو مخططة بين أوزبكستان وقطر في مجال الطاقة المتجددة أو النفط والغاز؟ تتعاون أوزبكستان وقطر بشكل نشط في تطوير مصادر الطاقة المتجددة. نحن ندرس إمكانية إنشاء مشاريع مشتركة لإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. تدرس بلدانا فرص التعاون في مجال استخراج ومعالجة النفط والغاز. نحن ندرس إمكانية الاستثمارات المشتركة في مشاريع جديدة، وكذلك في تحديث البنية التحتية القائمة. - الاستثمار والتبادل كيف تطورت التجارة بين أوزبكستان وقطر في السنوات القليلة الماضية، وما الخطوات التي يتم اتخاذها لتعزيزها؟ على مدى العامين الماضيين، شهدنا ديناميكيات إيجابية في التبادلات التجارية المتبادلة. في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، نما إجمالي حجم التجارة بنسبة 12%، وزادت صادرات أوزبكستان إلى قطر بنسبة 36 %. ومع ذلك، فإن الأرقام التجارية الحالية لا تعكس بالكامل إمكانيات اقتصادينا، حيث توجد فرص كبيرة لزيادة هذه الأحجام. تُعد أوزبكستان واحدة من أكبر المنتجين للغاز، والذهب، والنحاس، والمنتجات الزراعية، والمنسوجات. على سبيل المثال، في عام 2023، صدرت الشركات الأوزبكية منتجات نسيجية بقيمة 3.1 مليار دولار إلى 65 دولة. لدينا القدرة على تصدير مجموعة واسعة من السلع عالية الجودة إلى قطر، مما يمكنها من أن تصبح مركزًا محوريًا لتوزيع منتجات أوزبكستان في منطقة الخليج وأفريقيا. - فرص كبيرة ما الفرص المتاحة للمستثمرين القطريين في الأسواق الناشئة في أوزبكستان.. وكيف تعمل أوزبكستان على تسهيل الاستثمارات الأجنبية؟ أوزبكستان تتطور بسرعة، وتوفر فرصًا عديدة للمستثمرين القطريين للمشاركة في نمو اقتصادها وتنوعه، تتمتع أوزبكستان بموارد طبيعية غنية، وصناعة متطورة، وقطاع خدمات يتطور بشكل ديناميكي. هذا يفتح فرصًا واسعة للاستثمار في مجالات متنوعة مثل التعدين والطاقة والزراعة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات. نحن ننتهج سياسة نشطة لتحسين مناخ الاستثمار، وخلق ظروف مواتية للمستثمرين الأجانب. يشمل ذلك: المناطق الاقتصادية الحرة: قمنا بإنشاء مناطق اقتصادية حرة بتسهيلات ضريبية وإجراءات مبسطة للمستثمرين الأجانب. حماية حقوق المستثمرين: نضمن حماية حقوق المستثمرين، بما في ذلك الحماية من المصادرة والتمييز. إجراءات مبسطة: لقد قمنا بتبسيط إجراءات التسجيل والحصول على التراخيص للمستثمرين الأجانب. موقع جغرافي استراتيجي، تقع أوزبكستان في قلب آسيا الوسطى، مما يجعلها موقعًا مثاليًا للاستثمارات في مشاريع التجارة واللوجستيات. تتمتع أوزبكستان بقوى عاملة ذات مهارات عالية، مما يجعلها موقعًا جذابًا للاستثمارات في التصنيع عالي التقنية. نحن نبذل كل جهد لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى أوزبكستان، نقوم بانتظام بعقد منتديات ومؤتمرات استثمارية لعرض فرص الاستثمار في أوزبكستان. ولقد أنشأنا بوابة استثمارية توفر معلومات عن فرص الاستثمار في أوزبكستان، والتشريعات، والإجراءات. ونقدم خدمات استشارية للمستثمرين الأجانب، نساعدهم في العثور على شركاء، وتنفيذ المشاريع الاستثمارية، والحصول على التراخيص اللازمة. - تبادل ثقافي وتعليمي هل هناك أي مبادرات لتعزيز الروابط الثقافية بين أوزبكستان وقطر؟ نعتبر تعزيز الروابط الثقافية بين أوزبكستان وقطر عنصرًا مهمًا في علاقاتنا الثنائية. نحن نتخذ عددًا من الخطوات لتحقيق هذا الهدف، نقوم بانتظام بتبادل الوفود الثقافية لتعريف شعبي بلدينا بثقافة وتقاليد بعضهما البعض. ونقوم بتنظيم فعاليات ثقافية مشتركة مثل الحفلات الموسيقية والمعارض والعروض المسرحية والمهرجانات لعرض ثراء التراث الثقافي لبلدينا. ونحن نفكر في إمكانية إنشاء مراكز ثقافية في أوزبكستان وقطر لتوفير فرص للتعرف على ثقافة وتقاليد البلدين. ما مدى أهمية التبادل التعليمي في العلاقة الثنائية.. وهل هناك برامج تعاونية قائمة؟ يلعب التبادل التعليمي دورًا رئيسيًا في تعزيز العلاقات الثنائية بين أوزبكستان وقطر. نشجع تبادل الطلاب بين جامعاتنا لتوفير فرص التعلم في نظم تعليمية مختلفة واكتساب معارف ومهارات جديدة. ونحن نطور برامج تعليمية مشتركة في مجالات مختلفة لتوفير فرص البحث المشترك وتطوير تقنيات جديدة. نقدم منحا دراسية للطلاب من قطر للدراسة في جامعات أوزبكستان وللطلاب من أوزبكستان للدراسة في جامعات قطر. نحن واثقون من أن تعزيز الروابط الثقافية والتعليمية بين أوزبكستان وقطر سيسهم في تطوير علاقاتنا الثنائية بشكل أكبر. - السياحة تعزز الروابط الثقافية كيف تنظرون إلى إمكانيات التعاون في مجال السياحة بين أوزبكستان وقطر؟ نرى إمكانيات هائلة للتعاون بين أوزبكستان وقطر في قطاع السياحة، تتمتع كلا البلدين بتراث ثقافي غني ومعالم فريدة وشعوب مضيافة. يمكن للحملات التسويقية المشتركة أن تجذب المزيد من السياح من قطر إلى أوزبكستان، وكذلك من أوزبكستان إلى قطر. وسيؤدي تبادل الخبرات والاستثمار في البنية التحتية السياحية مثل الفنادق والنقل والخدمات السياحية إلى تحسين جودة الخدمة السياحية في كلا البلدين. السياحة هي وسيلة ممتازة لتعزيز الروابط الثقافية والصداقة بين شعوبنا. ما الخطوات التي يتم اتخاذها للترويج لأوزبكستان كوجهة سفر للسياح القطريين؟ نتخذ عددًا من الخطوات للترويج لأوزبكستان كوجهة سياحية جذابة للسياح القطريين نشارك بنشاط في معارض السياحة الدولية في قطر لعرض أوزبكستان كمكان مثالي للترفيه والسفر. نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات حول المعالم السياحية في أوزبكستان، وكذلك لإنشاء محتوى يهم السياح القطريين. نعمل على إنشاء عروض سياحية خاصة تشمل زيارة المعالم الرئيسية في أوزبكستان وتوفير ظروف مريحة للسياح القطريين. هل هناك أي مبادرات أو اتفاقيات مشتركة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية والخدمات السياحية بين البلدين؟ نحن نعمل بنشاط على تطوير مبادرات واتفاقيات مشتركة من شأنها تعزيز التعاون السياحي بين أوزبكستان وقطر، نخطط لتوقيع اتفاقية للتعاون في مجال السياحة تشمل تبادل الخبرات والحملات التسويقية المشتركة والمشاريع الاستثمارية. ندرس إمكانية إنشاء مسارات سياحية مشتركة تشمل زيارة معالم في كل من أوزبكستان وقطر. كذلك منفتحون على إقامة وكالات سفر مشتركة متخصصة في خدمة السياح من أوزبكستان وقطر. نحن واثقون من أن التعاون بين أوزبكستان وقطر في مجال السياحة سيكون ناجحًا وسيحقق فوائد متبادلة لبلدينا. - مستقبل التعاون ما الأهداف الرئيسية لأوزبكستان في شراكتها مع قطر خلال السنوات الخمس المقبلة؟ تعد قطر الشريك الاستراتيجي الأول لأوزبكستان في مجلس التعاون الخليجي، ومع ذلك لا يزال أمامنا الكثير للقيام به والعديد من الآفاق لاستكشافها مع استمرار التقارب بين شعبينا. نحن الآن نبني جسورًا جديدة وأقوى وأكثر موثوقية للتعاون التي ستساعد في ضمان ازدهار بلدينا وشعبينا. تواجه أوزبكستان وقطر مهمة كبيرة لتعزيز التواصل بين منطقتين مهمتين هما آسيا الوسطى والخليج. وبمبادرة من الرئيس شوكت ميرضيائيف، ستعقد القمة الثانية لقادة آسيا الوسطى ومجلس التعاون الخليجي في سمرقند عام 2025، مما سيفتح فصلًا جديدًا في التعاون بين الأقاليم. هل هناك أي اجتماعات ثنائية أو اتفاقيات قادمة يمكن أن تعزز العلاقات بين أوزبكستان وقطر بشكل أكبر؟ نعمل على عدة خطط في مختلف المجالات. هذا العام، نستعد لعقد الاجتماع الأول للجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي في الدوحة. هذه المنصة المهمة ستتيح للطرفين تنسيق الإجراءات لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال زيارات القمة. بدعوة من الجانب القطري سيشارك وفد رفيع المستوى من أوزبكستان في قمة حوار التعاون الآسيوي، وقمة الابتكار العالمي في الصحة (WISH)، ومنتدى الدوحة، والعديد من الفعاليات الأخرى. بدورنا، نتوقع حضور ممثلين رفيعي المستوى من قطر في المؤتمر العالمي الرابع للاقتصاد الإبداعي، ومهرجان موسيقى شرق تارونالاري، ومؤتمر التراث الإسلامي في أوزبكستان.

1006

| 17 سبتمبر 2024

محليات alsharq
منير الدائمي لـ "الشرق": 360 تتخطى الحجب وتتيح محتوى الجزيرة بلا قيود

- المنصة ستكون مرجعاً للمتابعين حول العالم وكنزاً حقيقياً للباحثين في تاريخ منطقتنا - سياسات الحجب في ميتا مناقضة لمبدأ حق الوصول للمعلومات الذي تقره الدساتير - منصة 360 تتيح المشاهدة المجانية لأرشيف الجزيرة منذ التأسيس وحتى الآن - محظوظون بتواجدنا في دولة لديها إستراتيجية ورؤية متقدمة في التحول الرقمي - شراكة متقدمة مع المدينة الإعلامية في قطر سنعلن عن تفاصيلها قريباً - 59 مليار مشاهدة لفيديوهات الجزيرة على المنصات - لسنا في حالة عداء مع المنصات العالمية ولا نطرح أنفسنا بديلا عنها - مستويات قياسية لتفاعل الجمهور مع منصاتنا بلغت 3.75 مليار - المنصة إنجاز كبير يأتي تتويجا لسنوات من العمل الدؤوب واستجابة لرغبة جمهورنا - الجزيرة تمتلك واحدة من أكبر مكتبات الفيديو الرقمي عربيا وربما عالميا - هدفنا وصول المحتوى لجمهورنا بكل الوسائل المتاحة وبأيسر طريقة ممكنة - إطلاق المنصة بشكل مجاني ينسجم مع رسالة الجزيرة بحق الجمهور في المعلومة منذ تأسيسه عام 2017 يواصل القطاع الرقمي في شبكة الجزيرة إنجازاته النوعية في مسيرة التحول الرقمي في الشبكة حتى أصبح ركيزة أساسية من ركائز الجزيرة مستندا إلى جوائز ذهبية عالمية ومشاريع نوعية جعلته علامة فارقة يتوجها اليوم بإطلاق منصة 360 التي تعتبر اكبر منصة رقمية مجانية للمشاهدة تضم مكتبة رقمية ضخمة للبرامج والوثائقيات، وأكثر من 20 برنامجا ينتج حصريا للمنصة. وتتيح المنصة مشاهدة أرشيف شبكة الجزيرة الإعلامية منذ انطلاقتها عام 1996، ويتضمن نحو 50 ألف ساعة من البرامج والوثائقيات أنتجتها قناتا الجزيرة الإخبارية، والجزيرة الوثائقية وقناة AJ+ عربي، ومنصة الجزيرة O2، بالإضافة إلى محتوى منصة «أثير» للبودكاست. وفي لقاء حصري مع السيد منير الدائمي المدير التنفيذي للقطاع الرقمي في شبكة الجزيرة يقول إن برامج قناة الجزيرة الإخبارية، المتوقفة منذ أكتوبر الماضي بسبب التغطية المستمرة للأحداث في المنطقة والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ستعود لتبث حصريا على المنصة 360. موضحا ان البرامج التي ستنتجها المنصة تتنوع بين برامج ثقافية، وترفيهية، وحوارية، ودينية في قوالب جديدة، إضافة إلى عدد من الأفلام والبرامج الوثائقية والاستقصائية. ويؤكد المدير التنفيذي للقطاع الرقمي ان منتجات المنصة متاحة للجمهور من دون قيود، متجاوزة بذلك حالة الحصار والتضييق الإلكتروني الذي تفرضه منصات التواصل الاجتماعي على المواطن العربي، وتتيح المنصة لجمهورها مطالعة محتواها في أي وقت ومن أي مكان، بالإضافة للبث الحي لجميع قنوات شبكة الجزيرة المختلفة. ويمكن للمتابعين الوصول إلى صفحات المنصة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في فيسبوك وإنستغرام ويوتيوب وتيك توك وإكس وواتساب وتليغرام وسناب شات. ويقول الدائمي: تأتي هذه المنصة ضمن استراتيجية القطاع الرقمي للشبكة للوصل إلى جمهور جديد وشرائح عمرية متنوّعة عبر محتوى يستجيب لاهتمامات الجمهور في كل مكان وعبر العديد من الوسائل والأدوات حيث تبين ان 80 % من جمهور الشبكة يصل الى محتوى الجزيرة من خلال الهواتف الذكية. وعلى الرغم من ان المنصة تفتح نافذة في جدار الحجب الذي تفرضه من المنصات العالمية لكن السيد منير الدائمي يقول إن «التفكير في بدائل لهذه المنصات صعب، ولا نرى أنفسنا في حالة عداء مع هذه المنصات بل نسعى لبناء شراكات وفتح نقاشات جادة معها، فجمهورنا موجود عليها وهدفنا إيصال رسالتنا لهذا الجمهور حيث كان». وفي حواره الشامل مع الشرق تحدث الدائمي عن استراتيجية القطاع الرقمي التي تقوم على الإبداع وإطلاق المشاريع الرقمية الحديثة، وتوسيع وتحديث المشاريع القائمة، وتكييف القوالب بما يصل للجمهور على امتداد العالم. ويستعرض الدائمي مسيرة الانجازات والمشاريع في القطاع الرقمي حيث حققت منصة أثير نجاحا باهرا بلغ أكثر من مليار مشاهدة خلال اشهر فيما حققت وكالة سند المتخصصة بالتحقق من الأخبار أصداء عالمية واسعة. وتطرق الدائمي الى ارقام المشاهدات التي شهدت خلال السنتين الماضيتين ارتفاعا مطردا جعل الجزيرة في صدارة المؤسسات الإعلامية العالمية من حيث نسب المشاهدات وأرقام المتابعين. وقال إن تفاعل جمهورنا على هذه المنصات بلغ 3.75 مليار، فيما حققت الفيديوهات على المنصات 59 مليار مشاهدة، إضافة إلى 2 مليار صفحة مشاهدة على مواقع الشبكة. - منصة 360 تطلق شبكة الجزيرة الإعلامية اليوم منصة الجزيرة 360، فماذا تعني هذه المنصة، وما أسباب إطلاقها في هذا التوقيت؟ عندما اخترنا هذا الاسم للمنصة، فإننا قصدنا أن تكون هى بيت الجزيرة، والجامعة لمحتواها، وبالتالي فإن من يتجول داخلها سيجد نفسه في الجزيرة، إذ سيجد كل منتجاتها عبر سنواتها الطويلة. والمنصة، تعتبر خياراً إستراتيجياً للجزيرة، لرغبتنا في أن تكون كل منتجاتنا في مكان واحد، خاصة وأن مشاهدات الجزيرة مازالت قياسية، وهى استجابة لرغبة جمهورنا أيضاً. دراساتنا تشير إلى أن 80% من جمهورنا يشاهدنا من خلال الموبايلات، وهذا مؤشر بأن الناس يريدون مشاهدة الأخبار عبر أجهزتهم المحمولة، وليس فقط من خلال التلفزيون. وهل يمكن تصنيف المنصة بأنها بديل عن منصات التواصل الاجتماعي؟ المنصة في فكرتها قائمة على الفيديو الطويل نسبياً، فلسنا منصة للتواصل الاجتماعي لنشر الفيديوهات القصيرة، أو غيره مما تنشره مواقع التواصل الاجتماعي، كما أننا لا نضع المنصة في منافسة مع مواقع التواصل الاجتماعي، كون هذا يتطلب الكثير من الامكانيات والجهد، وحاول غيرنا، ولم يوفق في ذلك. لذلك، نرى أنفسنا في منصة للفيديو ولسنا في منصة للتواصل الاجتماعي. ولكننا مع ذلك نسعى أن تكون المنصة مستقبلا بيئة حاضنة لمنتجي المحتوى الذين يشاركوننا قيم الصحافة الحرة والوقوف مع الإنسان، خاصة وأننا نقدم منتجاً يهم الجميع في مختلف المجالات. لا ندّعي أننا منافسون لمنصات التواصل الاجتماعي، أو بديل عنها، رغم حرصنا على استقطاب أصحاب المحتوى الرصين. بيت الجزيرة ربما هذا يقودنا إلى عملية التكامل بين نوافذ ومنصات القطاع الرقمي، فهل المنصة الجديدة تمثل شكلاً من أشكال التكامل بين بقية منصات ونوافذ شبكة الجزيرة؟ المنصة الجديدة هى بيت الجزيرة، وبالتالي فهى تجمع الجميع، وملك للجميع، وليست قاصرة على القطاع الرقمي. ومن يتجول فيها، سيشعر أنه أمام جميع منتجات الجزيرة وروحها ورسالتها وهويتها. ونحن نستند في انطلاقتنا على جمهور الجزيرة الوفي الذي يتابع منتجات الشبكة منذ سنوات طويلة. وما هو الحيز المتاح لوسائل وأجهزة الإعلام الأخرى من خارج الجزيرة، فهل لها الحق في البث من خلال المنصة الجديدة؟ في إطار إبرام الشراكات يمكن ذلك. غير أن هذا يمكن أن يكون موضوعاً مؤجلاً، حتى تستقر المنصة بعد إطلاقها. وسوف نسعد للغاية مستقبلا أن تكون هناك منتجات أخرى على الجزيرة 360 من خارج بيت الجزيرة، طبعا مع الأخذ بعين الاعتبار الاشتراك في الهوية والرسالة وإبرام شراكات تحفظ حقوق الجميع. - إنتاج حصري وماذا عن طبيعة الإنتاج الحصري للمنصة؟ هناك العديد من الانتاجات الحصرية للمنصة، والتي سيتم عرضها يومياً، بشكل تدريجي، وحريصون على من يتجول في المنصة أن يستمرّ بها، ولا يخرج منها. ونراهن في ذلك على نجوم الجزيرة وعلى المحتوى الحصري. ونحن محظوظون بأن تعود برامج قناة الجزيرة على المنصة، ومن ذلك برنامج شاهد على العصر الذي يقدّمه الإعلامي أحمد منصور حصريا على منصة الجزيرة 360. ونقدّر أن هذا سيجلب جمهورا واسعا للمنصة. بالإضافة إلى نجوم عرب مثل نجم الكوميديا المصري أحمد أمين، ود. خالد غطاس من لبنان، وغيرهم من المؤثرين الآخرين من دول عربية مختلفة. أؤكد هنا أن الجزيرة لديها القدرة على إنتاج المحتوى الحصري، بسبب مهنيتها، وكفاءة طواقمها، وارتفاع درجة السقف الذي تتمتع به، علاوة على ثقة الجمهور بها. وهل بقاء الجمهور لاستخدام المنصة الجديدة، يشكل تحدياً لكم؟ نعم، هذا تحد كبير لأي منصة فيديو. وأهم عامل في مواجهته، هو تنوع وتعدد المحتوى، ليلبي كافة الأذواق والاتجاهات، وهذا التنوع نحققه من خلال أرشيف الجزيرة، اعتماداً على الكنوز الثرية التي تتمتع بها، وكذلك من خلال السلاسل التي تقدمها المنصة. وهذا كله، يعطينا ميزة في الوصول إلى الجمهور عبر كل الأبواب المتاحة، حيث نضع الجمهور هدفنا، في التوجه إليه حيثما كان. - مشروع رائد وهل يمكن أن نصف المشروع بأنه منصة خاصة تنفرد بها الجزيرة؟ منصة الجزيرة 360 هي أحد المشاريع الرائدة لشبكة الجزيرة الإعلامية، وما يميزها أنها ستجمع كل محتوى شبكة الجزيرة في منصة واحدة. ونحن نتحدث هنا عن أرشيف الجزيرة منذ انطلاقتها إلى يومنا هذا، وكل إنتاجات الجزيرة وقنواتها ومشاريعها، وإنتاجات جديدة من إبداع فريق المنصة وفرق القطاع الرقمي، إضافة للبث المباشر للقنوات. هذا إنجاز كبير جدا يأتي تتويجا لسنوات من العمل الدؤوب واستجابة لرغبة جمهورنا ومواكبة لتغيّر عادات استهلاك المحتوى عند المتابعين. لا نقول إن هذا المشروع غير مسبوق فمنصّات الفيديو عديدة جدا وهناك تجارب متميّزة في السوق، ولكننا نرى أن تفرّد الجزيرة كان ولا يزال في محتواها الرصين وعملها الصحفي الجاد وفي تراكم خبراتها عبر السنوات. وهو ما سيسهّل وصول هذا المشروع على حداثته إلى جمهور الجزيرة الوفي وشرائح أخرى جديدة. - محتوى غزير وهل تعتقد أن المشروع بذاته يشكل محاولة جدية أولى من الشبكة للخروج من دائرة تضييق الشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي؟ نعم نحن نسعى لأن نوفّر منصة واحدة نمتلك فيها محتوانا الكبير والغزير الذي بدأناه منذ نحو ثلاثة عقود. أن تمتلك منصتك يعني أن تسيطر على محتواك وتصنع خوارزمياتك الخاصّة بلا شكّ. ولكن إطلاق منصة الجزيرة 360 لا يعني أننا سنكون في حالة قطيعة أو انسحاب من بقية المنصات. إذ سنستمر في التواجد على كل المنصات خدمة لجمهورنا وسعيا للوصول إليه أينما كان. وفي نفس الوقت نطور من منصاتنا وأدواتنا الذاتية التي نمتلكها لتوفير وسائل متجددة لجمهورنا على اختلاف فئاته. - تعزيز الشراكات لماذا اخترتم أن تكون المنصة مجانية، في زمن تسعى فيه جميع المنصات للربح من المحتوى المقدم؟ أحد أهداف الجزيرة ورسالتها منذ انطلاقتها إيمانها بحق الجمهور في الوصول للمعلومة والخبر والمحتوى بطريقة سهلة لا تفكر فقط بالربح، ذلك سبب رئيس لإطلاق المنصة الآن بشكل مجاني. ولكن كأي مؤسسة أخرى فإننا في القطاع الرقمي نسعى لتعزيز شراكاتنا لتنويع مصادر الإيرادات لتحقيق نوع من التوازن المالي الذي يساعد على استمرارية العمل وإطلاق مشاريع جديدة. هدفنا إذن وصول المحتوى لجمهورنا بكل الوسائل المتاحة وبأيسر طريقة ممكنة. وسنسعى لأن تبقى التجربة متاحة مجانا من خلال التفكير في حلول مبدعة وشراكات استراتيجية. - الوصول إلى الجمهور وهل عزز القطاع الرقمي من توسع وصول الشبكة بقنواتها المتعددة إلى الجمهور، لا سيما من الفئات العمرية الشابة برأيكم؟ لا شك أن القطاع الرقمي بأقسامه المختلفة ومشاريعه الرائدة وحضوره الواسع على كل المنصات المتاحة ساهم بشكل كبير في تعزيز الوصول إلى جمهور جديد وشرائح عمرية متنوّعة. ولكن من المهم التأكيد أن رسالة الجزيرة لم تتغيّر، وما نفعله هو أننا ننتج محتوى متخصصا وفق معايير الصحافة الرقمية الحديثة ونوصل محتوى القنوات للجمهور من خلال قوالب رقمية تستجيب لاهتمامات الجمهور في كل مكان وعبر العديد من الوسائل والأدوات لاسيما الهواتف الذكية التي يستهلك جمهورنا خلالها محتوى الشبكة بنسبة تزيد عن 80%. لدينا استراتيجيات وصول للجمهور المستهدف بفئاته العمرية وأماكن انتشاره، وهذه الاستراتيجيات تراعي سلوك الجمهور وثقافاته وتعدديته ولغاته، كما تحلل بشكل مستمر التغير في خوارزميات المنصات والمصادر المفتوحة. ولكن رسالة الجزيرة واحدة، وقوتها الحقيقية هي في رسالتها والمحتوى المتنوع الذي تقدمه لجمهورها سواء ما تنتجه قنواتها، أو ما ينتجه القطاع الرقمي. وربما مما يعزّز ذلك أننا نلاحظ أن محتوى قناة الجزيرة ما زال هو الأكثر جذبا للجمهور والأقرب إلى اهتماماتهم وذلك لتميّز تغطياتها المكثفة ومصداقيتها واقترابها من الناس وبطولة طاقمها. - التضييق على المحتوى تحاول الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي التضييق على المحتوى الذي ينشر على المنصات، كيف تتعامل شبكة الجزيرة مع هذا التضييق؟ لا أحد ينكر أهمية هذه المنصات ودورها في رفع درجة الوعي وفتح أبواب تواصل غير مسبوقة للبشرية، وندرك حجم التحديات التي تعانيها وسائل الإعلام في تعاملها معها بسبب التغير المستمر في خوارزميات هذه المنصات مما يفرض تحديات في توصيل رسالتنا الإعلامية لجمهورنا الذي يسعى للوصول لهذا المحتوى من خلالها. ولكن ندرك أيضا أن التفكير في بدائل لهذه المنصات صعب، ولا نرى أنفسنا في حالة عداء مع هذه المنصات بل نسعى لبناء شراكات وفتح نقاشات جادة معها، فجمهورنا موجود عليها وهدفنا إيصال رسالتنا لهذا الجمهور حيث كان. لا شك مع ذلك أن هناك احتجاجا كبيرا من فئات من جمهور هذه المنصات على ما يلمسونه يوميا من قيود وسياسات حجب على أنواع من المحتوى خاصة ما يتعلق بقضايانا العربية والإسلامية وقضايا شعوب الجنوب عموما، والحوار مستمر ولا ينقطع مع هذه المنصات وإداراتها للوصول لحلول لهذه المشكلات، لأن حجب المحتوى مخالف لمبدأ حرية التعبير وحق الناس في الوصول للمعلومة. مؤخراً، أعلنت شركة ميتا عن نيتها تقليل الوصول إلى الأخبار ذات الطابع السياسي على منصاتها، هل يمثل هذا قلقا للقطاع الرقمي في قناة الجزيرة على هذه المواقع وحجم انتشارها؟ الحقيقة أن هذا الأمر قديم، والجديد أن ميتا قامت بإعلانه بشكل صريح، نحن كما قلت سابقا، لا ندعو للخروج من هذه المنصات ونسعى فعلاً للشراكة معها لتوصيل المحتوى لجمهورنا الذي يبحث عنه في صفحاتها وتطبيقاتها. لكننا في ذات الوقت نرى أن سياسات ميتا وغيرها تفرض سلطة على الجمهور وتقرر هي ما يجب أن يصله أو لا يصله، وهذا مناقض لمبدأ حق الوصول للمعلومات الذي تقره الدساتير والقوانين، ولا أفشي سرا إن قلت إننا في الجزيرة نخوض نقاشا مع مؤسسات إعلامية أخرى حول كيفية التعامل مع سياسات منصات التواصل، كما أننا مستمرون بتطوير أدواتنا ومنصاتنا الخاصة لتوصيل محتوى الشبكة لجمهورنا. - مشاريع رقمية حديثة أطلق القطاع الرقمي عددا من المشاريع خلال السنتين الماضيتين، ما هي أبرز المشاريع التي عملتم عليها مؤخرا؟ الحقيقة أن القطاع الرقمي أطلق استراتيجية جديدة تقوم على أنه قطاع له شخصيته التحريرية المستقلة حيث يصنع المحتوى الخاص والمؤثر للجمهور. ولكن ذلك يأتي في إطار التكامل مع التلفزيون حيث يهتم القطاع بتوصيل المحتوى المتميّز والرائد الذي تنتجه شاشات وقنوات الشبكة ومشاريعها عبر الأدوات والوسائل الرقمية الحديثة. نحن إذاً نطور من وسائل وصول المحتوى الذي عرفه الجمهور ولا يزال منذ تأسيس الشبكة عام 1996، كما أننا ننتج محتوى متخصصا لجمهور متعطش لأنواع المحتوى الرقمي عبر قوالب رقمية نعمل على تطويرها بشكل مستمر. استراتيجيتنا أيضا تقوم على الابداع وإطلاق المشاريع الرقمية الحديثة، وتوسيع وتحديث المشاريع القائمة، وتكييف القوالب بما يصل للجمهور على امتداد العالم. وبالحديث عن المشاريع الحديثة، فإن القطاع الرقمي أعاد إطلاق بودكاست الجزيرة عبر منصة أثير العام الماضي. وحققت أثير نجاحا باهرا جعلها تتبوأ مكانة متقدمة بين منصات البودكاست في العالم العربي. وبلغت مشاهدات أثير أكثر من 1 مليار مشاهدة للفيديو والمقاطع خلال أقل من عام. طورنا أيضا عمل وكالة سند وهي وكالة متخصصة بالتحقق من أخبار المصادر المفتوحة وإنتاج التحقيقات من هذه المصادر. وأصدرت الوكالة تقارير خاصة كان لها صدى عالمي وتحوّلت إلى سند حقيقي لكل الفرق التحريرية في الشبكة. وكان لنا تجربة متميزة وناجحة في إطلاق العديد من الحسابات على منصة تيك توك. وأطلقنا عشرات البرامج الجديدة باللغتين العربية والإنجليزية. واليوم نطلق منصة الجزيرة 360 للفيديو. - الجزيرة بالأرقام في هذا الإطار، إذا تحدثنا بلغة الأرقام، ماذا تقول الأرقام عن الجزيرة ومنصاتها المختلفة؟ رغم أنني ممن لا يرون الأرقام هدفا في حد ذاتها بقدر أهمية المحتوى والرسالة، إلا أن أرقام المشاهدات خلال السنتين الماضيتين شهدت ارتفاعا مطردا جعل الجزيرة في صدارة المؤسسات الإعلامية العالمية من حيث نسب المشاهدات وأرقام المتابعين. خلال العام الأخير مثلا، أدار القطاع الرقمي 200 حساب وصفحة على مختلف المنصات، بلغ عدد متابعيها 328 مليون متابع، وحقق تفاعل جمهورنا على هذه المنصات مستويات قياسية بلغت 3.75 مليار، كما حققت الفيديوهات على المنصات 59 مليار مشاهدة، إضافة إلى 2 مليار صفحة مشاهدة على مواقع الشبكة. كما تعتبر صفحة مصر هى الأعلى مشاهدة في دول العالم قاطبة، وذلك حسب الإحصاءات الدولية. وتقول الأرقام، إنه خلال حرب غزة، وصلت محتويات الجزيرة على المنصات الرقمية المختلفة إلى أكثر من 53 مليار مشاهدة. وتستحوذ محتويات قناة الجزيرة على النصيب الأكبر من هذه الأرقام، لكفاءتها ومهنيتها، وقدرتها على تغطية الحرب على غزة. كما أن مشاهدات الجزيرة نت وصلت إلى 750 مليون مشاهدة، منذ بداية العام، وحتى الآن، ونتوقع أن تصل إلى ما يزيد عن مليار مشاهدة، مع قرب انتهاء العام الجاري. ومن المهم الإشارة هنا إلى أن هذه الأرقام هي انعكاس لأعمال القنوات ومنصات القطاع الرقمي ودليل على نجاح زملائنا العاملين في الشبكة وليس جهد فريق واحد. - انفتاح خليجي وأين الانفتاح على المستوى الخليجي في هذا السياق؟ هذا أمر مهم وقائم لدى الإدارة، باعتبار الجمهور الخليجي مهماً للغاية، حيث نحرص على الوصول إليه سواء كان في قطر، أو في دول الجوار. ولذلك أطلقنا في أثير برنامجين خليجيين، أحدهما ضيف شعيب مع شعيب راشد، والآخر بعنوان ما بعد النفط ويقدمه سعد القحطاني، والبرنامجان يشهدان إقبالاً لافتاً عليهما. كما أن الرحالة القطري خالد الجابر سيقدم عبر منصة الجزيرة 360 برنامجاً بعنوان رجل الصحراء، بالإضافة إلى تقديم برامج أخرى عديدة تتعلق بالسياحة والثقافة الخليجية، بجانب حوارات عديدة مع شخصيات خليجية. وكثير من منتجاتنا تعزز الحضور الخليجي، لأهمية هذا الجمهور لدينا، خاصة وأن استخدامه للانترنت يعتبر الأعلى من غيره. - الجزيرة نت لاحظنا في الآونة الأخيرة تطورا لافتا في موقع الجزيرة نت، وتوسعا في رقعة اهتمام الموقع. ما ملامح عملية التطوير التي يبدو أنها متصاعدة في الجزيرة نت؟ شهد موقع الجزيرة نت تطورا في تغطيته للأحداث كما ونوعا، وهو ما انعكس على نسب التصفح والدخول ومدة المكوث في الموقع، فبلغت قراءات الجزيرة نت في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024 ما يزيد على 753 مليون قراءة، أي بزيادة مقدارها 91٪ عن نفس الفترة في 2023. قامت استراتيجية الإدارة الجديدة للموقع على فكرتين رئيسيتين: أن نغطي أوسع مساحة ممكنة من اهتمامات القارئ، وأن نغوص في عمق الأحداث ونقدم له تفسيرا وتحليلا لمجرياتها. فعمدنا إلى إنشاء قسم للمقابلات يغذي الموقع بآراء الخبراء والسياسيين، كما أنشأنا قسما للإنتاج الخاص يقدم تحليلا للأحداث الساخنة ويستشرف مآلاتها، هذا فضلا عن إنشاء صفحة أبعاد المختصة بالصحافة المعرفية وتقديم الملفات المفضلة للقارئ. تم أيضا تطوير مساحة الرأي في الموقع عبر رفد صفحتي المقالات والمدونات بكتاب جدد ومتخصصين مع الحرص على أن تتناول مقالاتهم أحداثا حيوية تجيب عن تساؤلات القارئ، وخصصنا فريقا لمتابعة تفاعلات الجمهور مع الأحداث من خلال منصات التواصل، كما قمنا بتطوير العديد من الصفحات التي تلبي استراتيجيتنا مثل الموسوعة والاقتصاد والرياضة مما زاد في نسب المقروئية والإنتاج. ومن الناحية التحريرية حرصنا على زيادة التركيز على العديد من الملفات والساحات التي يوليها جمهورنا اهتماما عاليا وكان منها إطلاق صفحة مهتمة ومتخصصة بالشأن الأفريقي، يليها صفحات أخرى ستطلق للجمهور تباعا. وبالإضافة إلى ذلك قمنا بتطوير شبكة المراسلين والاعتماد على تقاريرهم في تمتين التغطية الإخبارية وإعطائها بعدا ميدانيا. هذا التطور أساسه ككل مشاريع الجزيرة فريق مبدع ومتخصص يسعى للمواكبة والتطوير ويحقق استراتيجية القطاع في إنتاج المحتوى الرقمي بأنواعه وعبر القوالب والأدوات والوسائل التي تصل للجمهور المستهدف عبر خطط واضحة تتم مراجعتها باستمرار. - أكبر مكتبة رقمية في الترويج للمنصة الجديدة يبرز شعار-أكبر مكتبة رقمية في العالم العربي- ما الذي تقدمه وتتيحه هذه المكتبة؟ لا شك أن الجزيرة تمتلك واحدة من أكبر مكتبات الفيديو الرقمي عربيا وربما عالميا. فنحن نمتلك مئات الآلاف من ساعات الإنتاج التلفزيوني، من برامج وتقارير وسلاسل إنتاج وأخبار وانتاجات خاصة بالمنصات ومواقع الانترنت وصور خام من مكاتبنا الممتدة عبر العالم. ولكن هنا لا بد من التوضيح أن هذا الكم الكبير من الأرشيف لن يكون متاحا من اليوم الأول لانطلاق المنصة. حيث لدينا خطة لتنزيل هذا المحتوى بشكل تدريجي يوائم بين بث الأرشيف الغزير للجزيرة إلى جانب الإنتاجات الجديدة سواء من قناة الجزيرة والجزيرة الوثائقية والجزيرة المباشر، إضافة لإنتاجات القطاع الرقمي سواء من منصة 360 أو أثير أو AJ+ ومشاريع القطاع الرقمي الأخرى. ولأننا نعمل على مراحل فإننا متأكدون أن المنصة عندما تكتمل ستكون مرجعا للمتابعين حول العالم وكنزا حقيقيا للباحثين في تاريخ منطقتنا خصوصا. - دور القطاع الرقمي إذا تحدثنا عن القطاع الرقمي بشبكة الجزيرة الإعلامية، فما هى فكرته، والدور الذي يقوم به؟ منذ تأسيسه عام 2017 كان للقطاع الرقمي دور أصيل عبر خططه للإنتاج الأصلي والخاص المتوافق مع المعايير الرقمية الحديثة للوصول للجمهور المستهدف عبر العديد من المشاريع والمنصات على امتداد العالم من خلال أربع لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية إضافة لإمكانات لا محدودة للوصول عبر لغات أخرى بما توفره تقنيات الذكاء الاصطناعي. وبالتوازي لدى القطاع الرقمي دور مكمل لدور القنوات التلفزيونية ابتداء من قناة الجزيرة الإخبارية، وبقية القنوات من خلال توصيل منتجاتها ومحتواها من برامج وأخبار وكل أنواع المحتوى المتميز لجمهور الجزيرة عبر قوالب رقمية ووسائل وأدوات حديثة. لا بد أن ننوه هنا إلى أن الجزيرة كانت دوما سباقة في مواكبة التطورات في المجال الإعلامي وقد احتضنت الكفاءات منذ نشأتها سنة 1996. وقد كانت من أوائل المؤسسات الإعلامية في تأسيس موقع إخباري متخصص هو الجزيرة نت الذي حاز الريادة منذ تأسيسه عام 2001. ثم أسست موقع الجزيرة باللغة الإنجليزية بعد ذلك مباشرة وبادرت إلى تأسيس فريق للإعلام الجديد في 2006 فالجزيرة بلس في 2014، وتفاعلت مع منصات التواصل الاجتماعي جميعها تباعا. وما تأسيس القطاع الرقمي في 2017 إلا دليل على سبق الجزيرة وتفاعلها مع التطورات المتسارعة في عالم الإعلام. - قفزات واسعة وماذا عن مواقع ومنصات الجزيرة الأخرى؟ الحقيقة أننا حققنا في العام الأخير قفزات واسعة وتطورا كبيرا وأداء استثنائيا لاسيما في موقع الجزيرة باللغة الانجليزية، حيث إنه وسع من قاعدة جمهوره وانتشاره ليس فقط في الغرب وإنما في دول الجنوب عموما، وبات مصدرا أساسيا للأخبار والمحتوى في العديد من الأقاليم، وبات يقدم خدمات إخبارية عبر قوالب وبرامج متخصصة ومتجددة، نلاحظ عبر مراجعة الأداء مدى تلهف الجمهور لها. وقد أطلقت إدارة المحتوى الإنجليزي أيضا برامج رقمية جديدة نجحت سريعا في تصدر نسب المتابعة وساهمت في موازنة السردية في أهم الأحداث العالمية. كما أود أن أشير للانتشار الواسع الذي تحققه قنوات AJ+ بلغاتها المختلفة العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، حيث طورت كثيرا من محتواها وركزت بشكل أكبر على الجمهور في دول الجنوب، وهذه القنوات توسع من شراكاتها حول العالم، ولدينا طلبات متزايدة لهذه الشراكات لاسيما في أمريكا الجنوبية وإفريقيا. وفي ذات السياق لدينا عمل مستمر لتطوير موقع ومنصات القناة الوثائقية التي تمتلك محتوى غزيرا ومختلفا، إضافة للتجربة المتميزة للجزيرة مباشر التي أنشأت وحدة متخصصة للإنتاج الرقمي، حيث تقوم استراتيجيتها على إنتاج المحتوى للجمهور الرقمي ونقله لجمهور الشاشة، وهي تجربة تعكس وعيا متقدما بأهمية إنتاج القوالب الرقمية، حيث اعتدنا على تكييف إنتاج التلفزيون للجمهور الرقمي، لكننا في تجربة المباشر ننتج للجمهور الرقمي ومن ثم يحول للشاشة. كل ما سبق يؤكد على أن قوة الجزيرة تكمن في محتواها الذي تنتجه القنوات والشاشات ويعاد تكييفه ليقدم بالوسائل الحديثة للجمهور عبر المنصات والتطبيقات، بالتوازي مع الإنتاج الخاص للقطاع الرقمي. - غرفة الأخبار الرقمية في ذات السياق نريد أن نعرف أكثر عن غرفة الأخبار الرقمية التابعة للقطاع الرقمي، ما ملامحها؟ غرفة الأخبار الرقمية هي نموذج للشراكة الصحية بين التلفزيون والقطاع الرقمي. فقناة الجزيرة شجعت تأسيس هذه الوحدة التي تهتم بتغطية آخر وأهم الأحداث لحظة بلحظة بتنسيق كامل ولحظي مع غرفة أخبار القناة من خلال قوالب رقمية مبتكرة وصديقة للموبايل والشاشات التفاعلية المختلفة. ويعمل فريق الغرفة المكون من صحفيين ومحررين ومنتجين وخبراء بلا كلل وبتناغم تام مع القناة لإنتاج محتوى إعلامي منافس يعكس وجهات نظر متنوعة ويلتزم بالمهنية والدقة والموضوعية. وتتميز غرفة الأخبار الرقمية بمرونة قوالبها فهي تغطي الأخبار بمستويات مختلفة من العمق تراعي الدقة والسرعة كما تلتزم بالنزاهة الصحفية مع المحافظة على أعلى المعايير الأخلاقية المستمدة من قيم الجزيرة وتمتد تغطيتها إلى ما هو أبعد من نقل الأخبار من خلال التفاعل مع الجمهور في سرد قصص وتغطيات ميدانية حتى من مناطق الحروب والخطر نسلط فيها الضوء على القضايا الإنسانية. وهنا لا بد من الإشارة إلى جانب مهم يقوم على أن أهمية هذه الغرفة وفريقها أنه يسعهم ما لا يسع الشاشة التي تلاحق الأحداث الكبرى وتبقي المشاهد على اطلاع وتفاعل مستمر معها، حيث تتوسع الغرفة في تغطية الأحداث في مختلف المناطق عبر صفحاتها وحساباتها العامة والمتخصصة والمحلية. حققت غرفة الأخبار الرقمية نجاحات كثيرة تتعلق بمستويات المشاهدة والقرب من الجمهور العربي كما حصلت على جوائز دولية وشهادات تكريم مرموقة خلال الأعوام الثلاثة الماضية عبر منصات التواصل المختلفة. - الاستثمار الرقمي برأيكم، هل يقتصر الاستثمار الرقمي في الشبكات الإخبارية على المعايير التحريرية، أي تعزيز غرف الأخبار الرقمية بخبرات صحفية رفيعة؟ أم يحتاج ذلك بالضرورة لاستثمارات تقنية أيضا؟ عَمَلُنا كما أسلفنا يجمع بين إنتاج المحتوى الرقمي الأصيل وإعادة تقديم محتوى التلفزيون بقوالب وأدوات ووسائل رقمية تسهل وصوله للجمهور. مطلوب بالطبع أن نستثمر في الكوادر الصحفية المتميزة حتى نضمن استمرار الرصانة التحريرية التي ميزت محتوى قناة الجزيرة وقنوات الشبكة المختلفة ونضمن في نفس الوقت القدرة على الوصول إلى الجمهور في سوق يعج بالتحديات. هذه المعادلة الصعبة هي ما نفكّر فيه كلما فكرنا في إطلاق مشاريع رقمية جديدة أو تطوير المشاريع القائمة: كيف نضمن استمرار الريادة دون التضحية بالرصانة التحريرية؟ كيف ننتج محتوى يراعي رسالة الجزيرة، وفي نفس الوقت يلبي تطلعات وحاجات الجمهور خاصة من فئة الشباب التي تنتظر محتوانا عبر مختلف أنواع الشاشات لاسيما الهواتف الذكية؟. كل ما سبق يضع على عاتقنا أهمية الاستثمار بالجيل الجديد من الشباب الرقمي المبدع وتدريبه على رسالة الجزيرة ورصانة وقوة محتواها، وهذا الاستثمار مهم وأساسي في عملية مستمرة لا تتوقف. وأود أن أشيد هنا بالدور الكبير الذي تقوم به فرقنا العديدة في قطر والعديد من البلدان في الإقليم والعالم. - مواكبة الذكاء الاصطناعي وما استراتيجية القطاع الرقمي في شبكة الجزيرة لمواجهة التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي؟ هناك استراتيجية للقطاع الرقمي تعمل بالتوازي والتكامل مع استراتيجية شبكة الجزيرة لمواكبة التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحدياته في سوق صناعة الإعلام. وإلى جانب الاستثمار في الانسان، لدينا استثمار مستمر في الجانب التقني وهو جزء أصيل من عمل القطاع الرقمي، ونحن في حالة مواكبة يومية عبر فريق متطور ومتنوع يهدف لدراسة تحديات الذكاء الاصطناعي وما يوفره من فرص تساعدنا على تطوير منتجاتنا وخاصة صناعة المحتوى وخلق الأدوات المساعدة لتسهيل عمل الصحفيين وفرق العمل على اختلاف مستويات عملها. القطاع الرقمي كان سباقا بإطلاق مشاريع ذكاء اصطناعي ومنها مثلا مشروع لبيب الذي يقدم العديد من الأدوات المساعدة للصحفيين والعاملين في القطاع، كما أن لدينا العديد من المبادرات الداخلية وهناك تفاعل كبير مع مشاريع عديدة نعمل على قياسها ومدى امكانية الاستفادة منها في التحرير والتدقيق وصناعة الصور والفيديو والعديد من التقنيات التي تعمل فرق على تطويرها واختبارها. وحاليا نعمل على تطبيق معايير الشبكة التي صاغها زملاؤنا في قطاع ضبط الجودة للتعامل مع المنتجات المولدة من الذكاء الاصطناعي. وكل ما سبق كما أسلفت هو جزء أساسي من استراتيجية شبكة الجزيرة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي والتي يقوم عليها فريق متخصص ولديه العديد من الخطط والمشاريع التي نعتقد أنها ستكون مفيدة لعملنا في القطاع وعمل فرق الشبكة الأخرى. - التحول الرقمي ما الدور الذي تعتقدون أن شبكة الجزيرة لعبته في إطار تطوير مفاهيم وآليات الإعلام الرقمي؟ لأن الجزيرة رائدة وسباقة كعادتها في وضع المعايير وخاصة التحريرية التي قدمتها عبر قنواتها ومشاريعها وخبرائها ومدربيها، فإنها كذلك تعمل على أن تكون رائدة في وضع معايير الإعلام الرقمي، ولدينا في القطاع تنسيق كبير مع قطاع ضبط الجودة في الشبكة لوضع معايير تحريرية للإعلام الرقمي ووضع برنامج تدريبي متخصص للعاملين في هذا المجال من خلال معهد الجزيرة للإعلام. أنتج قطاع ضبط الجودة كتابا متخصصا في المعايير التحريرية للإعلام الرقمي بناء على نقاش مستفيض مع مسؤولي القطاع الرقمي. كما أنشأنا وحدة متخصصة لمراقبة الأداء التحريري. ولدينا فرق عمل تحريري تعمل بشكل تشاركي وتكاملي عبر اجتماعات اسبوعية وورش عمل متخصصة ومركزة. كما طورنا من عمل غرف الأخبار والتخطيط الرقمية. وهذا كله يعزز إرث الجزيرة الرائدة في كل مجالات الإعلام. فكما كانت الجزيرة رائدة وسباقة في الإعلام التلفزيوني وصحافة الإنترنت، لديها اليوم تطوير وريادة في كل مجالات الإعلام الرقمي، وهذا يقع ضمن مسؤولياتنا كشبكة وقطاع رائد، كما أنه يعزز من تجاربنا ويجعلنا الرواد في كل ما يتعلق بالإعلام وتطويره في المنطقة ولا أبالغ إن قلت إن لدينا الآن تجربة رائدة على مستوى العالم. - دعم قطر برأيكم، كيف يدعم القطاع الرقمي رؤية دولة قطر في التحول الرقمي؟ نحن محظوظون أننا نتواجد في دولة لديها استراتيجية ورؤية متقدمة في التحول الرقمي والشراكة مع مؤسساته. لدينا شراكة وثيقة مع وزارة الاتصالات القطرية التي تقدم لنا في القطاع الرقمي وشبكة الجزيرة دعما نعتبره أساسيا في تنفيذ مشاريعنا من خلال دعمها لشراكاتنا مع شركات عالمية مثل مايكروسوفت وجوجل التي لها تواجد كبير في البلد. كما أن لدينا شراكة وثيقة مع مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، ومؤخرا وقّع المجلس اتفاقية مع قنوات AJ+ لإطلاق مبادرة رائدة لترجمة مقاطع الفيديو، ولدينا أيضا شراكة متقدمة مع المدينة الإعلامية في قطر سنعلن عن تفاصيلها قريبا إن شاء الله. كل ما سبق يؤكد أننا نتواجد في بيئة حاضنة للتحول الرقمي ودعم مشاريعه وهذا ينعكس في النهاية على الجمهور الذي يحظى بأولوية في كل هذه الشراكات. - التوازن بين الكم والكيف في ظل توسعات منصات القطاع الرقمي، ألا يشكل ذلك مخاوف لكم بأن يطغى الكم على نوعية المحتوى الذي تقدمه شبكة الجزيرة؟ لاشك أن القطاع الرقمي يحتاج إلى سيولة وكم، ليتم الإنتاج في أكثر من اتجاه، فنحن الآن ندير قرابة 200 حساب ومنصة للجزيرة، ولدينا قرابة 328 مليون مشترك، ولذلك فإن إدارة هذا العدد الكبير من الحسابات والمنصات، وكذلك المشتركين، يحتاج منا إلى بث محتويات مختلفة، لتباين أذواق الجمهور، وهذا يتطلب زيادة الإنتاج، مع مراعاة ألا يكون ذلك على حساب النوعية، حيث نحرص على التوازن بينهما. نرغب إذن بأن يكون إنتاجنا غزيرا، لجذب جمهور جديد، ولكننا نحافظ على النوع حتى نحافظ على الثقة التي ترسخت مع الجمهور الواسع. مع تعدد وتنوع المشاريع الرقمية، ألا يجعلنا ذلك أمام الجزيرة الرقمية، لتقدم محتواها بشكل يتباين مع ذلك الذي يتم تقديمه بالشكل التلفزيوني التقليدي؟ إطلاقاً، فنحن لا نطرح أنفسنا نقيضا لزملائنا في التلفزيون ولا منافسا لهم. نحن نعتبر أنفسنا امتداداً ومكملين لهم. وكما ذكرت، فإن الجمهور يتوق إلى محتوى قناة الجزيرة، وهو المحتوى الأعلى مشاهدة على المنصات الرقمية. وفي تقديري، فإن الجزيرة ستظل رائدة في الجانب التلفزيوني، لما تنتجه من محتوى رائد، كما أن اتساع عملياتها، وحُسن تموقعها، ووقوفها إلى جانب قضايا الإنسان، سيجعلها دائماً محط اهتمام الناس، والزملاء بتضحياتهم الكبرى في الميدان، قادرون على التغطية بشكل احترافي ومهني، بما لا يستطيع غيرهم فعله. ونحن في القطاع الرقمي، نحاول أن نعمل في مساحات قد لا يستطيع التلفزيون الوصول إليها، أو العمل فيها بحكم التغطيات الإخبارية المكثفة على الشاشة. كما نعمل في إطار توفير قوالب رقمية للمنتجات التلفزيونية لنصل إلى الجمهور الرقمي. وكل ذلك وفق الخط الناظم لعمل الجزيرة، وهو خطها التحريري الأصيل، لا نبتعد عنه، أو نغيره من أجل أي هدف آخر. لذلك كله، ليس لدي هاجس المنافسة ولا نطرح القطاع الرقمي بديلا للتلفزيون. والجزيرة بقنواتها وبقطاعها الرقمي يبثون على موجة واحدة وفي تناغم كامل. نحن مؤسسة واحدة، نعمل مع بعضنا البعض، وما يتم إطلاقه من منصات حالية، أو لاحقة، كلها منصات تخص الجزيرة. إذ يتم البث الحي لها عبر منصة الجزيرة 360، كما أن برامجها ومنتجاتها موجودة عليها، ما يعني أن ما يتم بثه هو شاشة إضافية للجزيرة، وفي تكامل معها، دون إشكال في ذلك أبداً. كما أن منصاتنا الرقمية ملك لكل الزملاء في شبكة الجزيرة.

2878

| 15 سبتمبر 2024

محليات alsharq
بيار بوعاصي رئيس وفد القوات اللبنانية إلى الدوحة في حوار لـ الشرق: قطر تعمل بجدية سياسية بعيداً عن الاستعراض

** الدوحة قلقة على لبنان في ظل عجز عن انتخاب رئيس للجمهورية ** القوات اللبنانية تؤيد موقف قطر بأن الحل يبدأ بالسياسة أولاً ** لا يمكن تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي دون انتخاب رئيس للجمهورية ** الدوحة حريصة على استقرار وسيادة لبنان دون تدخل في شؤونه ** نرفض انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية حتى ولو تبنته اللجنة الخماسية ** محادثات الدوحة لاستطلاع مدى قابلية اللبنانيين لحل الأزمة ** تغول إحدى المجموعات سياسياً وعسكرياً يضع لبنان أمام حرب أهلية ** قطر تعمل بجدية وواقعية بعيداً عن الاستعراض ** هيمنة حزب الله العسكرية تضرب الاستقرار في لبنان ** أخطر أزمة تواجهنا بين الأزمات تهديد العقد الاجتماعي ** من يضرب العقد الاجتماعي بالاستقواء يضرب أسس لبنان ** أخشى أن نصل إلى توازن الرعب إذا لم يتم ضبط التوازن ** نحن ضد الاحتكام للغة السلاح وبحاجة مُلحة إلى ضبط الأوضاع ** هناك خبث ورياء تحت غطاء الحوار هدفه ضرب الدستور ** العقد الاجتماعي يتطلب توافق كافة الأطراف والظرف اليوم غير ملائم لإنتاجه ** علامات استفهام على العيش المشترك في لبنان ** الفيدرالية ليست خطيرة وقابلة للتحقق في لبنان إذا تم الاتفاق عليها ** حزب الله حزب إيراني وعناصره لبنانيون بالهوية وليس بالانتماء ** نحن لسنا هواة حروب لكننا غير مستعدين للاستسلام ** المبادرات النيابية سابقات خطيرة تهدف إلى انتخاب رئيس عبر حوار برئاسة بري الانقسام السياسي في لبنان ليس حالة مستجدة، بل هي غائرة في عمق الجسد اللبناني عبر التاريخ، تتبدل وتتغير تبعا للظروف والصراعات الإقليمية وتتلون وتتخذ أشكالا متعددة ومتنوعة لكنها تبقى العنوان الدائم للأزمات السياسية. وفي هذه الأيام يأخذ الانقسام السياسي طابعا حادا تجسد بانقسام المجلس النيابي بين فريقين لا أحد فيهما يملك الأكثرية مما أدى إلى شلل المؤسسات الدستورية وعجز اللبنانيين عن انتخاب رئيس للجمهورية. وقد جاء اشتعال جبهة جنوب لبنان تضامنا مع غزة ليزيد حدة الانقسام السياسي ويضع مستقبل لبنان أمام تحديات تنذر بالمجهول. ومع تصاعد التوتر والمواقف السياسية على الساحة اللبنانية برز حزب القوات اللبنانية بمواقفه الرافضة للهيمنة على الدستور والجلوس على طاولة الحوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية. خصوصا وأنه يمتلك كتلة الجمهورية القوية وهي كتلة نيابية كبيرة ووازنة وربما تكون الأكبر بين الكتل في مجلس النواب اللبناني. مما جعل حزب القوات اللبنانية محورا رئيسا بين القوى والأحزاب لا يمكن تجاهله في الشأن اللبناني. «الشرق» التقت رئيس وفد كتلة الجمهورية القوية في زيارته إلى الدوحة النائب بيار بوعاصي الذي تحدث بكثير من الصراحة والجرأة حول مختلف الملفات اللبنانية بتعقيداتها وتشعباتها المحلية والإقليمية، حيث استهل حديثه بتوجيه الشكر والتقدير إلى دولة قطر على الجهود التي تقوم بها لمساعدة لبنان للخروج من أزمته عبر الاستماع إلى آراء مختلف القوى والأحزاب ومدى تقبلهم لإيجاد منطلقات للتفاهم والتوافق تؤسس لبلورة مبادرة سياسية. وأكد بوعاصي أن الدوحة عودتنا أن تكون حريصة على استقرار وسيادة لبنان بدون أن تتدخل في الشؤون السيادية ولكن تطرح نفسها كمساحة للقاء والحوار وهي رسالة رائدة وراقية ومميزة. مؤكدا أن قطر تعمل بنية صافية وبجدية وواقعية سياسية بعيدا عن الحركات الاستعراضية. ويعترف بو عاصي أن الدوحة محقة في قلقها على الوضع في لبنان وهو قلق ناجم عن عدم قدرة الأطراف اللبنانيين على انتخاب رئيس الجمهورية، مؤكدا أن حزب القوات اللبنانية وكأكبر تكتل في البرلمان اللبناني يؤيد موقف الدوحة بأن الحل يبدأ بالسياسة أولا. ويحذر بو عاصي من خطورة ضرب الدستور وتهديد العقد الاجتماعي في لبنان متهما حزب الله بالهيمنة بفائض القوة العسكرية على الساحة اللبنانية، ويقول إن حزب الله ليس حزبا لبنانيا لأن ولاءه إيراني ويغلب مصالحها على المصلحة اللبنانية كما لا يتوانى عن اتهام رئيس مجلس النواب نبيه بري بتجاوز صلاحياته الدستورية. معلنا رفضه التام لانتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية حتى لو تبنته اللجنة الخماسية. ولا يتوانى النائب بوعاصي عن التلويح بشبح الحرب الأهلية في ظل انسداد الأفق السياسي واستمرار التغول من قبل فريق على آخر. مؤكدا أن حزب القوات اللبنانية ليس من هواة الحرب لكنه لن يستسلم ولن يرضخ لتقديم تنازلات تمس بالدستور اللبناني... فيما يلي نص الحوار: فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. - بداية مرحباً بكم ضيفاً عزيزاً في الدوحة وعلى منصات جريدة الشرق.. أولا أقدم الشكر والتحية لكم جميعا ابتداء من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصولا لكل المسؤولين السياسيين والصحفيين في الدوحة لاهتمامهم بلبنان. أحيي قراء صحيفة الشرق وأسعد بهذه الفرصة الممتازة للتعبير عن وجهة نظري وقناعاتي في عدد من المواضيع الخاصة بلبنان. الدوحة حريصة على لبنان - خلال الأيام الماضية كانت هناك وفود لبنانية تزور الدوحة ويبدو أن هناك جهوداً لحلحلة الوضع، وسعادتكم أجريتم محادثات مع المسؤولين القطريين.. ما هي أهم مخرجات هذه الاجتماعات؟ يعني بكل صراحة عودتنا الدوحة أن تكون حريصة على استقرار وسيادة لبنان دون أن تتدخل في الشؤون السيادية ولكن تطرح نفسها كمساحة للقاء والحوار وهي رسالة رائدة وراقية ومميزة. في 2008 لعبت الدوحة دورا كبيرا وفي 2006 لعبت دورا أساسيا سياسيا وإعماريا وبعد حرب تموز. واليوم تستكمل قطر دورها بشقين: جهودها كجزء من الخماسية التي تسعى إلى حلحلة الوضع وإنهاء عدم الاستقرار السياسي في لبنان. إلى الجانب الشق الثاني جهود دولة قطر لمساعدة لبنان على تجاوز عدد من مشاكلها الراهنة التي تهدد الاستقرار في أزماته المتشعبة منها مشاكل مالية واقتصادية واجتماعية إلى جانب مشكلة النزوح السوري والحرب الدائرة في جنوب لبنان دون موافقة الحكومة اللبنانية ولا الشعب اللبناني، وأخيرا وليس آخرا الأزمة السياسية المؤسساتية التي تتمثل في عدم القدرة على انتخاب رئيس الجمهورية وصراحة الدوحة اليوم، وهي محقة، تحاول حلحلة هذه الأزمة لأنه لا يمكن تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي دون أن يكون هناك رئيس للجمهورية. فالدوحة قلقة على الوضع في لبنان وهي محقة في ذلك، قلقة من عدم قدرة الأطراف اللبنانيين على احترام الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية خاصة. وبدل أن تستسلم الدوحة لقدرية معينة في لبنان تحاول أن تكتشف مدى قابلية اللبنانيين والأطراف السياسية لدورها في حلحلة المشكلة. أما الخطوة الثانية فهي المنهجية، يعني نحن اليوم بين الأمرين التقبل والمنهجية، إذا تبين أنه هناك قبول من الأطراف السياسية للدور القطري ستكون المنهجية واضحة، أعتقد أن الدوحة للمرة الثانية والثالثة والرابعة سوف تلعب دورا في تخفيف الاحتقان للوصول إلى الاتفاق على رئيس الجمهورية مما يضبط إيقاع العمل السياسي في لبنان ومثل ما قلت لا استقرار في المجمل دون استقرار سياسي، ونحن كحزب القوات اللبنانية وكأكبر تكتل في البرلمان اللبناني نؤيد موقف أصدقائنا بالدوحة بأن الحل يبدأ بالسياسة أولا. قطر جدية - معالي النائب، يبدو أن لبنان تعاني من مجموعة أزمات تتفرع عنها أزمات أخرى.. كيف وجدتم الجدية القطرية في معالجة هذه الأزمات خاصة اختيار رئيس الجمهورية؟ قطر دولة جدية، عندما تقوم بمبادرة ما تذهب في هذا الاتجاه بنية صافية وبجدية وواقعية سياسية بعيدا عن الحركات الاستعراضية وهي مُصرة على الفعالية والإنتاجية وضمان احترام سيادة لبنان لذلك الدوحة تستقبل كل الفرقاء اللبنانيين وتعمل على منهجية قبل الانتقال إلى الخطة العملية لحل هذه الأزمة للأسف هناك عدد من أصدقاء لبنان يفضلون الاستعراض. لذلك الدوحة تعمل على أسس صلبة، أولا تريد التحقق من تقبل الطبقة السياسية اللبنانية لجهودها ثم يتم الاتفاق على المنهجية وهذه السياسة المرحلية دليل على الجدية وليست دليلا، كما يعتقد البعض، على التردد. الدوحة قلقة على لبنان - مع الجدية القطرية في العمل على حل الأزمة اللبنانية.. هل تعتقدون أن هناك جدية لبنانية في المقابل؟ وهنا أقصد من القوى والفصائل والأحزاب اللبنانية هل هناك جدية في التعاطي مع الجهد القطري؟ للتأكد من موقف الفرقاء اللبنانيين استقبلت دولة قطر وليد جنبلاط، ونحن ثاني مجموعة تزور قطر إلى جانب الوزير علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب اللبناني وهذه اللقاءات سوف توضح مدى جدية وقبول الأطراف السياسية اللبنانية للمبادرة القطرية. نحن نؤكد جديتنا في هذه المقاربة ومستعدون للانفتاح. وهنا أريد أن أقول شيئاً مهماً، نحن نأتي إلى الدوحة كسياسيين لبنانيين لأننا فشلنا في الاتفاق فيما بيننا وفشلنا في تطبيق الدستور، مع تأكيد شكرنا ألف مرة لدولة قطر لذلك نجد أن الدوحة حذرة لأن الطبقة السياسية اللبنانية فشلت في تطبيق الدستور وانتخاب رئيس. لذلك هناك قلق فعلي في الدوحة تحديدا، ويمكن عند الخماسية التي نشكرها بالمناسبة على اهتمامها بلبنان لو أن درجة الانخراط والجدية متفاوتة من دولة إلى أخرى وليست على نفس المستوى. من المفروض عندما تحدث أزمة سياسية نجلس على طاولة حوار ونتشاور ونحتكم للدستور لأنه مخصص لحل الخلافات وقت الأزمات ولكن في لبنان في أول أزمة نطيح بالدستور وهذا يهدد الاستقرار السياسي اللبناني على المدى الطويل. أزمة متعددة الأبعاد - ما هي حقيقة الأزمة في لبنان؟ هل هي أزمة سياسية أم أمنية؟ أم هي بسبب تغول قوى أو فصائل أو أحزاب على الأطراف الأخرى؟ أين مكمن هذه الأزمة التي تتكرر بالمناسبة كل 5 أو 10 سنوات ونعود دائما إلى نقطة الصفر؟ أسباب الأزمة كلها حددتها في حديثي السابق وهي أزمة متعددة الأبعاد، أزمة لبنان ليست ذات بعد واحد وحزب الله وحركة أمل مسؤولان عن كمّ مهمّ من المشاكل والمصائب في البلاد لكن ليس كل المشاكل للأمانة رغم عدائيتي تجاه ما قام به حزب الله وتسبب في ضرب الاستقرار في لبنان، عدم قبول قواعد اللعبة هو ما يسبب عدم الاستقرار في لبنان. في لبنان هناك عقد اجتماعي تأسس على أسس الدستور وإرادة العيش المشترك بين المكونات السياسية والأفراد كما حصل في أوروبا، وكل من يضرب العقد الاجتماعي بالاستقواء يضرب أسس لبنان وسوف ينفجر الوضع عليه بشكل خطير في أي وقت. لو تحدثنا عن فترة ما بعد نهاية الحرب، تم الاتفاق في الطائف، أي خارج لبنان، وهذا دليل فشل مع شكر للمملكة وكل من دعم الاتفاق من دولة قطر والدول الغربية وغيرها- وقع تثبيت العقد الاجتماعي بين الأفراد والمكونات اللبنانية مع بعض التعديلات في الدستور لكن الهيمنة السورية وبعض القوى لم تحترم أيًّا من هذه التفاهمات والالتزامات على مدى 15 سنة من الوجود السوري ثم جاءت جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحرب 2006 وصولا إلى اتفاق الدوحة عام 2008. إذن العقد الاجتماعي في لبنان مهدد وهذا أدهى ما يحصل وأخطر وأسوأ من المشكلة المالية والنقدية والاجتماعية والنزوح السوري والحرب الدائرة في الجنوب وكل الذي ذكرناه لأنه أصبح هناك خلل وتشكيك من قِبَل اللبنانيين بهذا العقد الاجتماعي الذي جمع المكونات اللبنانية والأفراد، المكونات اللبنانية أمام الدستور والأفراد أمام القانون. احتمالات الحرب الأهلية - هذا الخوف الذي تتحدث عنه اليوم هل يمكن أن يقودنا إلى العودة إلى ما حدث في السبعينيات إذا استمرت هذه العرقلة وهذا الاحتقان؟ نحن كحزب القوات اللبنانية من 75 إلى 90 كنا تنظيما مسلحا ومن منظورنا هو ردة فعل على تهديد الهوية اللبنانية من قبل منظمة التحرير الفلسطينية التي تحولت بعدها إلى أعز أصدقائنا بعد الانسحاب وتقديم الاعتذار عما تسببت فيه من مآسٍ في البلاد من قبل الراحل ياسر عرفات ومن بعده الرئيس أبو مازن. إذا نحن نعرف تماما ماهية الحرب الأهلية والتنظيمات المسلحة، وانتهت الحرب باتفاق الطائف وكنا من أركانه الأساسية وكان هاجسنا أن نخرج من الحرب ونؤسس لمستقبل هادئ وقانوني ودستوري. ولكن هناك واقع ثابت وجود أي مجموعة سياسية أو أمنية تعمل على إلغاء وجود المجموعات الأخرى وتهميشها تكون النتيجة عاجلا أم آجلا أمرين، إما أن تضبط الدولة الإيقاع وتمنع هذه المجموعة من التغول، وإما ستكون هناك حرب أهلية. اليوم حزب الله ضاغط عسكريا وأمنيا على كافة الأطراف اللبنانية وترجم ذلك على المستوى المؤسساتي لذلك نحن اليوم نتكلم وفي 2008 قدمنا للدوحة لأن حزب الله احتل بيروت بكل وضوح. كل ما نريد تفاديه هو أن نصل لما كنا عليه سنة 75، ولكن إذا لم يتم ضبط التوازن وإعادة المساواة بين المكونات اللبنانية، أخشى ما أخشاه أن نصل إلى توازن الرعب وتوازن القوى، ولا أحد يعرف حينها من أي تبدأ وكيف ستنتهي مثل النار تبدأ وتأكل ذاتها وتغذي ذاتها. ولكننا ضد القتل والاحتكام للغة السلاح ونحن اليوم بحاجة مُلحة إلى تحقيق التوزان وضبط الأوضاع بتدخل من الدولة وتحكيم القانون أو سيكون هناك ميل لتوازن الرعب والعنف. العيش المشترك - في ظل هذه الأزمة الخانقة هناك طرح حول الحاجة إلى العقد الاجتماعي، وهناك من يدعو إلى عقد تأسيسي وطرف ثالث يتحدث عن نظام فيدرالي أو التقسيم.. أنتم ما هو موقفكم؟ نتحدث هنا عن ثلاثة مواضيع مختلفة، هناك من الناس عندما تطرح الفيدرالية يتذكر الحرب والتقسيم وهذا أخطر ما يحصل في لبنان، اليوم، العيش المشترك أصبح عليه علامات استفهام، وهذه الخطورة القصوى، يعني لبنان لا يمكن أن يكون إلا لبنان بالعيش معا. قامت دولة لبنان في 1920 من قبل الموارنة بشكل واضح ضد إرادة الفرنسيين ونصائحهم الذين أرادوا إقصاء بقية الأطياف والأديان لكن تم رفض ذلك لغاية التعايش مع المحيط العربي المسلم في المنطقة وفي الداخل اللبناني ضمن عقد اجتماعي. الفيدرالية ليست أمرا خطيرا هي طريقة حكم معتمدة في عدة دول على غرار سويسرا وإسبانيا لكن هناك توجس كبير من فكرة الفيدرالية في لبنان لكن إذ طرح الموضوع على الطاولة وتم الاتفاق عليه فسيكون الأمر ممكنا، كل الخيارات الأخرى والاشتراكية أو اللامركزية في لبنان كلها لها أبعاد إنمائية كالكهرباء والخدمات ومستوى الإنماء يتأثر بالتوترات الداخلية والطائفية والتوازن الطائفي يتدخل في كل المواضيع (الكهرباء، النفايات، الماء) وبالتالي يمكن أن تكون الفيدرالية أو اللامركزية الإنمائية أحد الحلول، لكن يجب الاتفاق عليها لكنها ليست حلا سحريا خاصة بالنسبة للمسيحيين الذين أصبحوا يطرحون علامات استفهام على الكيان اللبناني وليس الدولة اللبنانية، بوصفهم مؤسسين لدولة لبنان 1920. الفيدرالية هي حل ولكن ليس سحريا لوجود عوامل أخرى منها حزب الله وتأثيره على علاقات لبنان بكل دول العالم وتحديدا الدول العربية. الفساد ما هو حله؟ الانهيار الاقتصادي، تهريب المخدرات، أن يكون عندك جيش أولا؟ ليس هناك حل سحري للتخلص من كل المشاكل، الفيدرالية قد تكون أحد أنظمة الحكم الناجعة في لبنان، وقد لا تكون وبكل الأحوال 3/‏‏‏4 مشاكلنا مركزية وليست لا مركزية إلا الجانب الإنمائي. وبالتالي حل اللامركزية هو حل إنمائي وليس حلا سياسيا. عقد اجتماعي - من الواضح أنه نحتاج إلى إعادة تكوين العقد الاجتماعي للبنان.. هل تعتقد أننا نحتاج إلى حوار حاليا بظل الفراغ الرئاسي لإنتاج صيغة جديدة للبنان؟ أم ننتظر حل أزمة الفراغ الرئاسي لإنتاج هذه الصيغة؟ لا أعتقد اليوم الطبقة السياسية جاهزة لإنتاج صيغة جديدة لأنها مثل ما قلت لك رفضت تطبيق الصيغة القديمة، وهناك فائض قوة والسؤال إذا وضعنا صيغة جديدة هل سيلتزم بها حزب الله؟ أنا لا أعتقد، لأن منظومته وارتباطاته الخارجية تحديدا بإيران وأيديولوجيته لا تسمح بالتزامه بنظام قديم ولا بنظام جديد، الظرف اليوم غير ملائم لإنتاج عقد اجتماعي جديد، لأن العقد الاجتماعي يتطلب توافق كافة الأطراف ويجب أن تكون هناك نية صلبة للوصول على إجماع عليه، والآن ليس هناك إجماع على أي شيء لا انتخاب الرئيس للإنماء فكيف سيكون هناك إجماع على عقد حكم جديد. التنازل لأجل الإنقاذ - نحن نقدر هذا الاحترام للدستور والتمسك بالأسس الدستورية، لكن هناك ظروف استثنائية تستدعي التعامل مع الوضع الاستثنائي، لبنان بلد يعاني من المشاكل الإقليمية والحرب العدوان الإسرائيلي على غزة، وثم في جنوب لبنان ليس ببعيد، يعني ألا يستدعي هذا الأمر بعض التنازل لإنقاذ لبنان وإنتاج حوار؟ الوضع الاستثنائي خلقه أحد الأطراف وهو ذاته يريد الخروج عن الدستور ومكافأته والرضوخ لرأيه.. لماذا نختار رئيساً لجمهورية بحوار بين السياسيين وليس بالانتخابات وماذا بالنسبة لباقي مواقع الدولة. إذ هناك وضع استثنائي لماذا لا يتم المس بمنصب رئيس مجلس النواب لأنه مستند على فائض قوة - الوضع استثنائي على الانتخابات الجمهورية فقط. النوايا الداخلية - كيف يمكن لأطراف خارجية أن توجد حلا إذا لم يكن اللبنانيون مقتنعين بضرورة الجلوس على طاولة للتحاور بشأن الحل؟ أوافقك الرأي تماما. لأنه إذا لم يكن هناك نية داخلية جدية لن تترجم هذه النية إلى حل يأتي من الخارج وإذا لم يكن هناك نية فلن يأتي الحل من الخارج. علما أنه لدينا نموذجان للحلول الخارجية أولهما اتفاق الطائف واتفاق الدوحة عام 2008. كلا الاتفاقين أرسيا بعض الأسس لكن لم يتم الالتزام الكامل بمندرجاتهما. إخفاق اللبنانيين يعتبر فشلا. ونحن هنا بسبب فشلنا. مشكورة الدوحة ألف مرة لهذا الاهتمام الجدي والمخلص. وبسبب عجز اللبنانيين عن إنتاج الحلول لدى الدوحة الرغبة للقيام بمبادرة لكنها تتلمس الخطى بدقة وعناية وتستطلع الآراء قبل إطلاق مبادرة رسمية. المبادرات النيابية - تشهد الساحة اللبنانية مبادرات لتقريب وجهات النظر من قبل كتل نيابية بدأت مع كتلة الاعتدال وتستكمل مع كتلة جنبلاط.. فما هو موقفكم؟ أظن أنها أقرب إلى سابقات خطيرة جدا تهدف إلى انتخاب رئيس الجمهورية عبر حوار برئاسة رئيس مجلس النواب وهذا خطير جدا وتدمير للمؤسسات الدستورية.. الحوار مع هذه الكتل على أي أساس طالما أن رئيس المجلس متمسك بأنه الرئيس الحصري للحوار وأنا أترأس المشاورات. وهذا مرفوض لأن صلاحيات رئيس المجلس ليس إدارة الحوار. لكن يبدو أن فائض القوة الذي يتمتع به الرئيس بري يجعله يتصرف وكأنه صاحب صلاحيات مطلقة. رفض استغلال الحوار - لكن يؤخذ عليكم رفض الحوار بالمطلق علما بأنه لا يمكن الوصول إلى حل بدون حوار؟ غير صحيح لأنه لا يوجد أحد ضد الحوار مهما كان السبب ولكن اختيار كلمة حوار والأسلوب والطرح يحدد المعنى المقصود فهناك من يخفي الخبث تحت مظلة الحوار وهناك من يريد أن يفرض نفوذه تحت غطاء الحوار بحيث يقول رئيس المجلس أن أجمع الكتل تحت جناحي وأضعهم تحت خيار وحيد وهو انتخاب مرشحي لرئاسة الجمهورية. نحن في القوات اللبنانية لن نقبل بهكذا حوار يريدون الحوار فليكن بدون مشاركتنا. لن نسير معهم بهذه الشروط. بكل دول العالم تحصل المفاوضات ولكن ليتم انتخاب رئيس الجمهورية أولا ثم المفاوضات والحوار ثانيا. الارتهان للخارج - هناك من هو خارج لبنان يقول إن أحد الأسباب التي تدفع اللبنانيين إلى عدم الالتقاء هي قضية الارتهان للخارج.. متى يمكن أن تتحرر القوى والأحزاب من الارتهان للخارج ويكون ولاؤها للبنان؟ منذ زمن بعيد يوجد ولاء للأطراف اللبنانيين للخارج. منذ أيام الرئيس جمال عبدالناصر كان يوجد حركة ناصرية كبيرة في لبنان ثم تراجعت. ثم جاءت اتفاقية القاهرة ومنظمة التحرير الفلسطينية حيث كان ولاء بعض الأحزاب للمنظمات الفلسطينية المسلحة في لبنان. ثم جاءت الحقبة السورية التي أنتجت برلمانات وشكلت حكومات وزرعت الفساد في السياسة اللبنانية. هذه الأمور ليست جديدة على لبنان. لكن الذي حصل في لبنان منذ العام 1980 عندما حكم نظام الخميني كان شعاره الأساسي تصدير الثورة إلى الخارج وكان لبنان أول من صدرت له هذه الثورة حيث جرى تحويل حركة أمل إلى حركة إسلامية. وهكذا عمل النظام الإيراني على تصدير الثورة إلى لبنان والعراق واليمن وسوريا. ويبدو أن النظام الإيراني مثل راكب الدراجة إذا توقف وقع ولذلك هو مستمر بتصدير الثورة. وعلى هذا الأساس فإن حزب الله ليس حزبا لبنانيا ولا حزبا إلهيا. إنما هو حزب إيراني عناصره لبنانيون. وأيضا هم لبنانيون بالهوية وليس بالانتماء، لأنهم يتبعون حزبا دينيا أيديولوجيا مرتبطا بشكل عضوي مع إيران. وأهمية حزب الله أنه على تماس مع إسرائيل وهي الجبهة الوحيدة بين إيران وإسرائيل. ولذلك فإنني أجزم أن الدستور اللبناني ليس له قيمة عند حزب الله لأن ارتباطه خارج لبنان. وهو أيضا يقدم المصالح الإيرانية بأشواط على المصالح اللبنانية. ومشكلتنا مع حزب الله أن لديه قاعدة جماهيرية كبيرة وليس هناك إمكانية لانفضاض هذا الرابط بين حزب الله وإيران. حزب الله ليس لبنانياً - هل تعتقد أن القوة العسكرية لحزب الله جاءت على حساب الجيش اللبناني؟ بل على حساب لبنان كله. أكرر وأقول حزب الله ليس حزبا لبنانيا. عناصر حزب والله ومناصروه يحملون بطاقة هوية لبنانية وهذا لا يكفي لتكون لبنانيا. لأنه إذا لم يضع الإنسان مصلحة بلاده العليا ولم يضحِ للحفاظ على الوطن يكون غير مُنتمٍ للوطن. ولذلك مهادنة القوى عرف قديم من عمر الدنيا. نحن لسنا هواة حروب لكننا غير مستعدين للاستسلام. خلل بنيوي في التركيبة - إلى متى يستمر هذا الخلاف طالما الجميع يتحدث عن انسداد الأفق؟ كيف يكون الحل للأزمة اللبنانية؟ لا أعلم ما هو الحل. أظن أن احترام الدستور والقوانين هو الحل. لا أدري أين تكمن المشكلة في التركيبة اللبنانية هل هو فائض القوة من قبل حزب الله أدى لشل المؤسسات الدستورية. أنا لا أقتنع أن هذا هو السبب الوحيد. الأرجح أنه لدينا خلل بنيوي لا يرتبط بعامل واحد إنما متعدد الأبعاد يجب إعادة النظر بالأداء وقد يكون بالنصوص. من غير الجائز أن نبقى هكذا اما أن نتقاتل بالداخل ثم ننتقل إلى الخارج للتسوية أو الاثنين معا. الاعتراف بالتعددية - أوليست مشكلة لبنان في النظام الطائفي؟ أكثر دولة تعرف لبنان هي فرنسا، الثقافة الفرنسية مبنية على العقد الاجتماعي والعلمنة بمعنى ألا يتدخل الدين بالدولة. مشكلة لبنان أنه بلد مركب، يعني لو ذهبنا إلى العلمنة الشاملة لن نحل المشكلة على مستوى الطوائف لأن الطوائف في لبنان اسمها ديني واقعها ثقافي وانعكاسها سياسي. ولذلك ما يحل هذه المشكلة هو الاعتراف بالواقع وليس الهروب منه. هناك رياء معين منذ نشأة لبنان حيث يردد شعار لا تدخل للدين وإلغاء الطائفية السياسية مجرد كلام، القصة تكمن في توزيع المكاسب والمناصب، رئيس الجمهورية مسيحي ورئيس مجلس النوالب شيعي ورئيس الحكومة سني. كأنه لدينا انفصام بالشخصية ندعي أنه لا يوجد فوارق ثم ندعي أنه يجب تطبيق توزيع السلطات. يجب أن نعترف بالواقع ونعترف بتعدديتنا. نرفض فرنجية بكل الظروف - بالنسبة لانتخابات رئاسة الجمهورية لديكم رفض مطلق لمرشح الرئاسة سليمان فرنجية.. ماذا سيكون موقفكم لو توافقت اللجنة الخماسية على فرنجية؟ في انتخابات عام 2016 الفرنسيون والسعوديون رشحوا سليمان فرنجية وكان صدى الموقف السعودي أكثر تأثيرا وتبنى الموقف الرئيس سعد الحريري ووليد جنبلاط. ومع ذلك لم يتم انتخاب سليمان فرنجية، لا يستطيع أحد أن يفرض علينا مرشحا. لا يستطيع الخارج أن يفرض على الداخل ما يريد. هناك فريق من اللبنانيين قد يتقبل تعليمات الخارج ولكن هناك فريق آخر، ونحن منهم، نرفض السير بشيء لا نقتنع به. اليوم أستطيع القول إن الفرنسيين دعموا سليمان فرنجية لمدة سنة ونصف السنة على أساس معادلة رئيس الجمهورية نحن نختاره ورئيس الحكومة أنتم تختارونه. وهذه معادلة أثبتت فشلها. وإذا طلبت منا الخماسية انتخاب فرنجية سنرد عليهم أننا سنحافظ على أفضل علاقات معكم لكن لن ننتخب فرنجية. دستور للشعب المستدام - كثير من الدول تعيد النظر في الدستور وتجدده وتحسنه.. هل أنتم مع تحديث الدستور وتطويره؟ الدستور يمثل المجتمع وهو ضابط اللعبة. وعلى الدستور أن يكون حيا في مجتمع حي ولكن لا يمكن تغييره كل يوم. لا يمكن للدستور أن يكون جامدا ولا يمكنه أيضا أن يكون متحركا ومتغيرا. يوجد مصطلح متداول وهو الشعب المستدام وهو شعب يستوحي الماضي ويعيش الحاضر ويستشرف المستقبل. الدستور معمول للشعب المستدام. ولذلك لا يمكن أن يكون متغيرا كحال القوانين. خلال الطائف تم تعديل الدستور اللبناني. وأعيد التوازن بين المسلمين والمسيحيين وتم تحديد هوية لبنان وأصبح بلدا عربيا. نحن نقول لا أحد يضع دستورا لبلاده ويوجد مسدس على رأسه. قمة الحضارة أن تجلس على طاولة وتحدث الدستور ليكون دستورا للشعب المستدام. - في موضوع النازحين السوريين.. ما هي رؤيتكم؟ لبنان استضاف النازحين السوريين 13 سنة. وهذا ما يتناساه البعض ونتهم بأننا عنصريون لمطالبتنا بعودة السوريين. لا يوجد في العالم من دفع ثمن النزوح السوري مثلما دفعه لبنان 50 % من عدد سكان لبنان نازحون سوريون. بلغ النازحون في لبنان 50 % ولذلك لا يمكن لأحد أن يزايد علينا. السوريون جاءوا إلى لبنان لأسباب أمنية وبقوا لأسباب اقتصادية، مما يجعل الكيان اللبناني في خطر. ولذلك نطالب الدول المانحة بوقف التمويل. كما نطالب بتطبيق القانون تجاه السوريين بحيث لا يستطيع المقيم بصورة غير شرعية أن يشتري عقارات ويعمل بينما السوريون الشرعيون وهم حوالي 300 ألف فأهلا وسهلا بهم. وهذه مشكلة لم تحصل في التاريخ أن يصبح عدد النازحين في بلد نصف عدد السكان. ضرب الدستور - من يعمل على تغييب الدستور في لبنان؟ موازين قوى بالداخل اللبناني وللأسف ليست كلها ذات طابع سياسي هناك جانب طائفي وجانب أمني وهو ما يشل العمل السياسي في لبنان وهناك طرفان مسؤولان ليس عن كل المشاكل للأمانة بل عن جزء كبير منها. الرئيس نبيه بري بشكل كبير وواضح مسؤول عن الخروج عن القاعدة الدستورية، اليوم البرلمان اللبناني مقفل في حال أن المرفق العام يجب أن يعمل ويخدم المواطن دون توقف كما لا يمكن تفسير الدستور والقوانين لخدمة المصالح الحزبية وفي حال انتهت كل التبريرات يتم اللجوء إلى الاختباء وراء الطائفة الدينية واعتبار أن كل من يعارض أفكارهم ومقترحاتهم هو ضد الطائفة والدين مما أدى إلى إفشال العمل السياسي. إلى جانب عدم التوازن العسكري والأمني في لبنان يعني إذا حزب الله كان في موقع حرج ولم يجد طريقة لفرض سيطرته السياسية والأمنية والعسكرية في البلاد يفعل كما فعل في 2008 يحتل وسط بيروت، وبعدها قدمنا للدوحة والتزمنا بعدم إسقاط الحكومة وأن تكون السلطة للدولة والجيش على كامل الأراضي. وبعد ذلك في 2011 تم إسقاط كل المقررات العربية والدولية وفي لحظة واحدة انتهى اتفاق الدوحة، وبالتالي التوازنات الطائفية والأمنية والعسكرية تشل العمل السياسي السليم في البلد، لأنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة في لبنان. التنازل لإنقاذ لبنان - احترام الدستور شيء والظروف الإقليمية شيء آخر، ولبنان حاليا يعاني من اشتعال الإقليم.. ألا يستدعي هذا الأمر التنازل لإنقاذ لبنان والموافقة على الحوار؟ لا، كلمة حوار كبيرة وفضفاضة. الموفد الفرنسي لودريان وصل إلى لبنان وكان يحمل معه كلمة حوار لكنه تنازل عن هذه الكلمة وصار يرحب بالمناقشات والتفاهمات الثنائية والثلاثية. صحيح نحن نعيش في ظروف استثنائية ولكن من أوجدها؟ هذه الظروف ورطنا بها فريق يهيمن على البلد. لماذا أكافئ الطرف الذي ضرب الاستقرار وأتجاوز الدستور لأجله ولماذا أخلق سابقة أن ينتج الرئيس بحوار وليس بانتخاب. نحن في القوات اللبنانية لن نتنازل على حساب الدستور لن نرضخ لفائض القوة الذي يستخدمه الرئيس بري. تريدون حلا فلتكن جلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس. نحن كقوات لبنانية منذ دخولنا إلى مجلس النواب عام 2005 لم نصوت للرئيس بري ولا مرة. لكننا أول كتلة نيابية تهنئه بالفوز. هكذا تكون الديمقراطية. لماذا لا يتم انتخاب رئيس جمهورية وأيا يكن الفائز سوف نكون أول من يقدم التهاني. ثم نأتي إلى تشكيل الحكومة وقد نشارك وقد لا نشارك في الحكومة، أو نذهب إلى المعارضة. المعارضة هي التي تصنع الديمقراطية. أؤكد لكم لبنان حاليا مهدد، الثقافة السياسية والديمقراطية في لبنان مهددة وإذا تم ضربها فإن الكيان اللبناني بأسره في خطر، ولذلك لن نشارك في خرق الدستور. وإذا كانوا مُصرين على الحوار فليكن ولكن بدوننا. نحن تحملنا سجن سمير جعجع 11 سنة وتهجرنا في أسقاع العام لكننا لم نستسلم. نحن نؤمن ونلتزم بدستور الطائف.

1410

| 09 يونيو 2024

عربي ودولي alsharq
وليد جنبلاط لـ الشرق: قطر تساعد لبنان لحل أزمة الفراغ الرئاسي

الدوحة جامعة لكل اللبنانيين وعلاقتنا مع قطر ممتازة قطر تبذل ما بوسعها لمساعدة لبنان وإنقاذه كل التقدير لجهود قطر لوقف إطلاق النار في غزة ودعم القضية الفلسطينية قطر تقوم بدور فاعل في إطار اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان على تجاوز أزمة الرئاسة نثمن دعم قطر للجيش اللبناني ونتطلع لدعم سائر المؤسسات الأمنية عمل اللجنة الخماسية غير كاف لإحداث التوافق بين الفرقاء في لبنان لابد من توافق اللبنانيين رغم اختلاف البعض مع حزب الله لأن الوطن في خطر لا يمكن أن يبقى لبنان بدون رئيس جمهورية إضافة إيران إلى اللجنة الخماسية قد يساعد في انتخاب رئيس جمهورية التسوية الداخلية هي الأساس بين الأطراف اللبنانية أشك بنوايا الأمريكيين وربما يكونون العنصر المعطل والمعرقل لكل شيء صعوبة اختيار رئيس للجمهورية تكمن في الخلافات الداخلية وغياب الحوار الحرب في غزة طويلة ومستمرة وقد يأتي دور لبنان هناك تخلٍّ دولي عن قضية فلسطين أنا ضد ترحيل اللاجئين السوريين من لبنان تعسفيا لبنان يعاني من تجاذبات عربية وإقليمية ودولية كبيرة سنرى محاولات لتهجير فلسطينيي الضفة إلى شرق الأردن والعالم العربي من غير الممكن فصل الأزمة اللبنانية عن القضية الفلسطينية وليد جنبلاط شخصية بارزة لها وزنها السياسي والتاريخي، ليس فقط، على مستوى لبنان، إنما على مستوى المنطقة. وهو شخصية استثنائية تتجاوز حدود الزعامة الحزبية والطائفية فهو زعيم عابر للطوائف وعابر للمعادلات الإقليمية والدولية. وليد جنبلاط لاعب أساسي ورئيسي على الساحة اللبنانية لا يمكن تجاهله أو تجاوزه ويحظى باحترام وتقدير صناع القرار في الدول المعنية بالملف اللبناني. وعلى الرغم من تنازله الطوعي عن مناصبه الحزبية والبرلمانية والسياسية لمصلحة نجله تيمور تمهيدا للابتعاد عن الأضواء، لكنه عاد الى الواجهة السياسية بفعل العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، خصوصا أن القضية الفلسطينية خط احمر في السياسة الجنبلاطية وهي أيضا الثابت الوحيد الذي لا يتغير في مواقفه السياسية ولذلك تجده أكثر قلقا على مستقبل فلسطين والشعب الفلسطيني ولا يخفي تأثره وخيبته من تخاذل الغرب وتخليه عن نصرة فلسطين. زيارة وليد جنبلاط إلى الدوحة محطة سياسية مهمة، فهي الأولى منذ العام 2008 عندما استضافت قطر مؤتمر الحوار الوطني اللبناني والذي انتهى باتفاق الدوحة الذي أعاد السلم الأهلي إلى لبنان. زيارة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي الى الدوحة بعد 15 سنة، تحمل الكثير من الدلالات، وقد توجت بلقائه مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث جرى استعراض تطورات الاوضاع على الساحة الفلسطينية والحرب على غزة وتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، وأزمة الفراغ الرئاسي وسبل الخروج من الأزمة اللبنانية. ولا يخفي جنبلاط تطلعه لمساهمة الدوحة في اخراج لبنان من أزمته مشيدا بمساعيها وجهودها خصوصا وأنها جامعة لكل اللبنانيين وتنفرد بانفتاحها على جميع القوى السياسية في لبنان. وبقدر ما يبدي جنبلاط قلقه من انعكاسات تطورات المنطقة على لبنان بقدر ما ينادي بالتوافق والحوار بين اللبنانيين للخروج من أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية، مؤكدا أن التسوية الداخلية هي الأساس بين الأطراف اللبنانية، محذرا من بقاء لبنان بدون رئيس جمهورية، داعيا إلى التوافق بين اللبنانيين تحت شعار التعددية، رغم اختلاف البعض مع حزب الله، لأن لبنان في خطر. ولذلك يستعجل جنبلاط الأحزاب اللبنانية لبدء حوار وملء الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن الحرب في غزة وجنوب لبنان تبدو طويلة وقد تستمر الى الانتخابات الامريكية مشككا بنوايا الأمريكيين وربما يكونون العنصر المعطل والمعرقل لكل شيء. وفي مقاربته للحرب في الجنوب يرى ان حزب الله جزء من منظومة إقليمية ترعاها إيران لكنه يدافع عن لبنان، مؤكدا ان الذين يملكون القوة والسلاح ليسوا جسما غريبا، إنهم يمثلون شريحة من اللبنانيين والدعم الإيراني لا ينزع الانتماء اللبناني عن حزب الله. في المشهد الإقليمي، يرسم جنبلاط صورة قاتمة حيث يتوقع أن تطول أزمة المنطقة لأن إسرائيل لن تعترف بالهوية الفلسطينية، متوقعا أن نشهد أكبر عملية تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 48. الحوار مع الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط كان شاملا لكثير من الملفات السياسية في لبنان وغزة والمنطقة. وهذا نص الحوار: *كيف وجدتم الدوحة بعد آخر زيارة لكم منذ العام 2008 ؟ الدوحة تغيرت كثيرا وأصبحت أكثر نهضة وعمرانا وازدهارا وجمالا ونشاطا. آخر مرة زرت الدوحة كان عام 2008 عندما جمعتنا الدوحة في مؤتمر الحوار الوطني اللبناني. الدوحة جامعة لكل اللبنانيين *منذ 2008 حتى 2024 مضى قرابة 15 سنة، فماذا تستحضرون من ذكريات؟ أذكر عندما جمعتنا الحكومة القطرية في فندق الشيراتون آنذاك أيام الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أخبرونا في بداية المحادثات ان الدبلوماسية تعتمد أسلوبا مختلفا في التعامل مع الملف اللبناني حيث قام الأمير الوالد والشيخ حمد بن جاسم بإجراء اتصالات مباشرة وغير مباشرة. وأذكر أن الأمير الوالد استدعاني وسألني كيف ترى الحل من وجهة نظرك قلت له لكم جيران هم الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولنا جيران وهي سوريا ولكم علاقات مشتركة مع الجارين لعلكم تجدون حلا مشتركا معهم وتنقلون الحل الى لبنان وهذا ما حدث. وقد نجح اتفاق الدوحة ودام أكثر من عشر سنوات. *هل تعتبرون أن الدوحة جامعة للبنانين بمختلف فئاتهم وأحزابهم؟ نعم الدوحة جامعة للبنانيين والتاريخ اثبت ذلك، ففي العام 2008 وبعد توتر شديد سياسي وعسكري نجحت الدوحة بجمع اللبنانيين بمؤتمر حوار وطني أثمر اتفاقا واستقرارا لعدة سنوات. التقدير والثناء على الجهود القطرية *ما هي الملفات التي تحملونها في لقاءاتكم في الدوحة؟ استعرضت مع سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تطورات الاوضاع على الساحة الفلسطينية والحرب على غزة والأوضاع المتفاقمة في الضفة الغربية وتصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان، كما تطرقنا إلى مجريات الامور على الساحة اللبنانية وأزمة الفراغ الرئاسي وسبل الخروج من الأزمة التي يمر بها لبنان. ولابد من الاعراب عن التقدير الكبير والثناء على الجهود والدور التي تقوم به قطر من خلال المبادرات المستمرّة لوقف إطلاق النار في غزة والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، كما اشيد بمساعي دولة قطر في اطار اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته الرئاسية. وكنت التقيت معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وهو شخص ملم جدا بتفاصيل الملف اللبناني وتشعباته والتغيرات التي طرأت على العالم العربي منذ العام 2008. وباستثناء قطر ودول الخليج فقد تغير كل شيء للأسوأ على المستوى العربي. وقد تباحثنا بتطورات الأوضاع في لبنان وغزة والجهود المبذولة في هذا المجال. علاقات ممتازة *كيف تنظر إلى العلاقة التي تجمع الدوحة وبيروت؟ العلاقة بين قطر ولبنان جيدة وممتازة والدوحة تبذل ما بوسعها لمساعدة لبنان وانقاذه. ولكن على البعض في لبنان ان يخرج نفسه من القوقعة التي أسر نفسه بها وكأن التاريخ وقف عنده. علما أن الأمور تتطور بسرعة والمخاطر التي تحيط بلبنان كبيرة جدا لذلك انادي دائما بالتسوية الداخلية لمواجهة الاخطار المحدقة بلبنان. الفراغ في رئاسة الجمهورية *في ظل هذه الاخطار هل أصبح مصير لبنان في سباق مع الزمن؟ لا يمكن أن يبقى لبنان في هذه الحالة التي أصبحت فيها كل المناصب الأساسية بالوكالة لا يمكن أن يبقى لبنان بدون رئيس جمهورية. *لكن مضى أكثر من عام ولبنان بدون رئيس جمهورية؟ صحيح وقبل ذلك بقينا أكثر من عامين بدون رئيس جمهورية، لكن لم يكن آنذاك حرب في غزة وحرب في الجنوب، المخاطر المحدقة الأكبر على غزة وعلى الجنوب وربما على بعض المناطق العربية. احتمالات توسع الحرب *هل تخشون أن يدخل لبنان بحرب مباشرة ؟ نحن الآن في حرب. *أقصد هل تخشى ان تتوسع الحرب؟ كل شيء ممكن وفق النوايا العدوانية الإسرائيلية. كل شيء ممكن. *ما مدى جاهزية للبنان لهذه الاحتمالات؟ الحد الأدنى للجاهزية تتطلب وجود توافق داخلي لبناني على الصمود. حتى لو كانت الآراء مختلفة في لبنان تحت شعار تعددية الآراء حتى لوكان هناك فريق من اللبنانيين يعادي حزب الله لكن في النهاية الوطن في خطر. حزب الله ولبنان *هل إقدام حزب الله على فتح جبهة في ظل الفراغ الرئاسي في صالح لبنان؟ لم تعد القضية في صالح لبنان او في غير صالحه. حزب الله موجود في لبنان وهو جزء من منظومة إقليمية ترعاها الجمهورية الإسلامية وهو يعتبر نفسه عن حق او غير حق جبهة الممانعة. هناك في لبنان من يرفض تسمية جبهة الممانعة ويقول لا نريد ان ندخل في هذه الحرب وانا أقول حزب الله موجود ويدافع عن لبنان حتى لو كان البعض يرفض هذه التسمية لكنه يدافع عنا. لبنان وفلسطين *ألا يشكل هذا الأمر رابطا جذريا بين لبنان وفلسطين وبالتالي يصعب حل ازمة لبنان بمعزل عن قضية فلسطين؟ كيف يمكن الفصل بين الازمتين والقضيتين! كيف نفصل لبنان عن المحيط ! المحيط المهيمن محيط الامر الواقع والذي جعلنا جزءا من المنظومة الإيرانية. فما هي الوسيلة للخروج وما هو السبيل لفصل الأزمة اللبنانية عن فلسطين. ليس لدي جواب. الحياد الإيجابي ليس مخرجا *هناك من طرح الحياد الإيجابي كمخرج ؟ الحياد الإيجابي ! يطرحون شعارات كبيرة في لبنان وينسون قراءة التاريخ. الحياد الإيجابي نظرية خرج بها اجتماع فندوم الذي جمع الكبار ناصر وسوكارنو ونهرو عام 1955 وهي ان يكونوا نقطة وسطية بين الشرق والغرب وقد دامت هذه النظرية بعض الوقت بسبب وجود توازن عالمي يقوم على الاتحاد السوفياتي وحلف الناتو. وهناك نظرية أخرى خرجت من لبنان وهي سويسرا حيث كان يطلق على لبنان سويسرا الشرق. لكن سويسرا في حقيقة الامر حتى وصلت الى الحياد كان هناك مؤتمر فيينا 1825 حيث توافق كل الذين كانوا الى جانب سويسرا بان يحيدوا سويسرا عن الصراع وهكذا كان. فلندخل على سبيل المثال بمؤتمر عربي خاص بلبنان فمن يقنع الجيران من سوريا إلى ايران الى العدو الإسرائيلي بتحييد لبنان عن الصراع. وهذا طبعا مستحيل. مساعدة خارجية للخروج من الأزمة *قبل الحديث عن التوافق الخارجي على تحييد لبنان، ماذا عن توافق اللبنانيين انفسهم لايجاد حل لأزمتهم؟ الجواب ببساطة عام 2008 بمساعدة قطر توصلنا الى حل. وبالتالي آجلا أم عاجلا ومهما كانت الظروف لابد من مساعدة خارجية. *نفهم من ذلك ان لبنان يجب ان ينتظر حلا خارجيا في كل أزمة؟ لأن في لبنان صراعات إقليمية. الجسم الغريب *هل هذا بسبب تلقي الأطراف اللبنانية دعما مباشرا من دول إقليمية ؟ لنبسط الأمور. احد أسباب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 عندما وصلت إسرائيل الى بيروت كان الفلسطيني موجودا على الأرض اللبنانية وكان فريق من اللبنانيين يعتبر انهم يحاربون الغرباء ونحن كنا كأحزاب وطنية ويسارية مع الغرباء أي مع المقاومة الفلسطينية. وانتهى الاجتياح باتفاق الموفد الأمريكي فيليب حبيب بإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان حيث خرج ياسر عرفات ومعه قادة منظمة التحرير بالسفينة من لبنان.. وبالتالي خرج الغرباء من لبنان كما يسميهم بعض اللبنانيين. اما اليوم فان الذين يمتلكون القوة والسلاح ليسوا غرباء. انهم لبنانيون بالرغم من ان دعمهم إيراني. حزب الله ليس جسما غريبا في لبنان. هذا هو النقاش الأساسي الذي يجب ان نتطرق اليه. حزب الله ليس بغريب. حزب الله يمثل شريحة من لبنان. أزمة المنطقة وحل الدولتين امام هذا الواقع يبدو الوصول الى حل جذري للأزمة اللبنانية مستحيلا خصوصا مع تفاقم الصراع في المنطقة؟ بصراحة، أزمة المنطقة طويلة جدا امام جسم معادٍ امام الصهيونية التي لم تعترف بتاريخها وادبياتها بالهوية الفلسطينية ولن تعترف. واذا كان احد لايزال ينادي بحل الدولتين. عمليا الدولة التي يراد اقامتها على 20 % من ارض فلسطين لم يبق منها شيء. المستوطنات تتواصل مع بعضها البعض هناك 800 الف مستوطن إسرائيلي في الضفة والقدس وربما سنرى محاولات لتهجير فلسطيني الضفة الى شرق الأردن والعالم العربي. هل فقد الأمل بحل الدولتين؟ حل الدولتين انتهى. كان هذا الحل حلما لياسر عرفات لكنه عندما وقع على اتفاق أوسلو لم ينتبه ولم يناقش بشأن التسوية النهائية وبالتحديد حول المستوطنات وحول القدس. قبل أيام كان هناك اجتماع للقمة العربية وانتهت بتجديد الدعوة الى مؤتمر سلام؟ سلام على أي أساس. على أساس إمكانية ما يسمى الدولة الثانية دولة فلسطين. لكني أرى انه ليس هناك إمكانية لقيام دولة فلسطينية بالمنظور الصهيوني وهذا هو الغرب كل الغرب لا يكترث لفلسطين ولا يريد فلسطين، الغرب يكتفي بخطوات خجولة جدا وتقديم مساعدات إنسانية من اجل الشعب الفلسطيني بغزة. رئاسة لبنان قرار إقليمي هناك من يرى ان مشكلة لبنان هي في الأطراف اللبنانية التي تتبع سياسيا لدول وقوى خارجية فكيف السبيل لحل هذه المعضلة؟ غالب الأوقات هذا الأمر يعود بنا الى الانتخابات الرئاسية الثانية التي جرت بعد الرئيس بشارة الخوري كان هناك أجواء دولية للإتيان بكميل شمعون وكان والدي كمال جنبلاط آنذاك حليفا مع كميل شمعون واجتمعوا معه مجموعة نواب واسقطوا بشارة الخوري وهو بالمناسبة اول رئيس واخر رئيس جمهورية يوافق على الاستقالة في لبنان وجيء بكميل شمعون رئيسا للجمهورية. لكن هناك أيضا صراع خارجي في لبنان بين فرنسا وبريطانيا. بعد ثورة 58 كان قادة كبار أمثال كمال جنبلاط وصائب سلام ورشيد كرامي سليمان فرنجية كانوا في مواجهة حلف بغداد ثم كان هناك اتفاق دولي وتسوية بين عبد الناصر وامريكا وجيء بفؤاد شهاب رئيسا للجمهورية وعاش لبنان حتى هزيمة العرب عام 67 عصر استقرار. وهكذا كان لبنان دائما في محطاته دائما بحاجة الى سند عربي مصحوبا بسند دولي. اليوم السند العربي موجود الى حد ما عبر اللجنة الخماسية حيث تتمثل قطر والسعودية ومصر يبقى عضوان اجنبيان هما فرنسا وامريكا. علامة استفهام هل هناك علامة استفهام على العاملين الأمريكي والفرنسي؟ هناك علامة استفهام على العامل الأمريكي ولكن على الصعيد الفرنسي كنت قبل أيام في باريس والتقيت بالرئيس ماكرون الذي ابلغني انه يحاول ان يفصل الازمة اللبنانية والحرب في الجنوب والدمار في الجنوب والاف المهجرين من الجنوب يحاول ان يفصل بين هؤلاء وبين غزة. ويبقى السؤال موجها للأمريكيين. واشك بنوايا الأمريكيين وربما يكونون العنصر المعطل والمعرقل لكل شيء. كيف وهم يدعمون العدوان الإسرائيلي على غزة بكل شيء وأيضا على لبنان وعلى العالم العربي بأسره وذلك برفضهم مبدأ الدولة الفلسطينية. تطعيم اللجنة الخماسية *اتفاق الطائف كان ثمرة تسوية سعودية سورية أمريكية. وجود الدول الفاعلة في اللجنة الخماسية الا يكفي لإنتاج تسوية؟ كلا غير كافية توجد دولة تحكم، تحاول ان تحكم العالم بالحروب من روسيا وصولا الى فلسطين. *هل تقترح تطعيم اللجنة الخماسية بأعضاء جدد؟ أنا لا أقترح أنا أبدي وجهة نظر. وأبدي رأيي. *بعد طول المدة الزمنية التي استغرقتها اللجنة الخماسية بدون نتيجة ملموسة، برأيكم ما هو سبب عدم الوصول إلى نتائج هل هو عجز أم هو خلل؟ أم يجب إضافة أعضاء جدد للجنة مثل ايران؟ ما وصلت إليه اللجنة الخماسية غير كاف لإحداث التوافق بين الفرقاء في لبنان وانا لا اقترح أنا فقط أعطي رأيي، إذ تحدثنا من باب الواقعية إضافة إيران إلى اللجنة يمكن أن يساعد الى الوصول لاتفاق وانتخاب رئيس جمهورية، لكن الحرب الضروس القائمة بالوساطة بين إيران وأمريكا وإسرائيل من ورائها تحول دون أن تقبل واشنطن بدخول طهران في اللجنة الخماسية التي قد تصبح سداسية. * بوصفك من أهم الزعماء في لبنان الذين يستشرفون المستقبل، هل تلتقط أي إشارة إلى قرب موعد انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية؟ لا أستشرف هذا الموعد وأظن أن الحرب طويلة ومستمرة على الأقل ستدوم إلى مشارف انتخابات أمريكا وقد تتجاوز هذا الموعد. وإذا اتفقنا نحن الفرقاء اللبنانيين على أن الحرب طويلة، ولابد من حل مرحلي بانتخاب رئيس الجمهورية فهذا سيكون جيدا. ضرورة الحوار *الغريب أن الأطراف اللبنانية ترفض الحوار وكل العالم متفق أنه لا يوجد حل بدون حوار وطني؟ شخصيا أحاور الجميع وتيمور الذي يرأس الحزب يتكلم مع الجميع أيضا. والسؤال هو لماذا الغير لا يريد الحوار. *في هذه الحال كيف يكون الحل في لبنان؟ الحل بالحوار. وما من أحد يستطيع أن يملي رأيه على الآخر، التسوية الداخلية هي الأساس.. هذه قناعة لدى ربما عندي انا والرئيس نبيه بري.. بينما للأسف لا تتوفر هذه القناعة بأهمية الحوار الداخلي عند بقية الأطراف اللبنانية. بالنسبة لنا في أوج الحروب عامي 83 و84 كنا نتحاور مع الشيخ أمين الجميل ولكن البقية غير مقتنعين بالحوار. شخصيات توافقية *يبدو أن المشكل يتجاوز الاتفاق على اسم رئيس الجمهورية الى خلافات عميقة بين الفرقاء؟ هناك شخصيات كثيرة توافقية وتستطيع أن تتحمل مسؤوليات رئاسة البلاد، لكن الخلافات الداخلية وغياب الحوار هو ما يصعب اختيار رئيس الجمهورية حيث يتم رفض الأسماء المقترحة من قبل الفرقاء في كل مرة لنعود إلى نقطة البداية، فاذا رشحت القوات اللبنانية شخصا يرفضه الوزير باسيل واذا رشح باسيل شخصا ترفضه القوات واذا رشح حزب الله شخصا ترفضه المعارضة. ولذلك فان جوهر مشكلة انتخابات رئاسة الجمهورية غياب القناعات بالحوار وبالتالي غياب الحوار. حرب الإبادة على غزة أشرت إلى أن حرب غزة قد تطول لمدة طويلة، ما هي انعكاساتها على الإقليم بصفة عامة وعلى لبنان بصفة خاصة؟ في المدى المنظور تعمل إسرائيل على التدمير المنهجي لكل المؤسسات والأبنية والمرافق والمستشفيات حتى تحويل غزة صحراء.. وسأقول وجهة نظر متشائمة لكنها واقعية من يظن أنه سيأتي لاحقا من يقوم بإعادة اعمار غزة مجددا فهو واهم ولا يستند على وقائع قد يبقى بعض من سكان غزة فهم الأكثر تمسكا في ارضهم رغم التضحيات لكن أغلبية أهل غزة يحشرون في زاوية ويفرضون عليهم الانتقال من منطقة الى منطقة وفي كل يوم نسمع انتقال 500 الف من أهل غزة من مكان إلى اخر من رفح الجنوبية إلى رفح الشمالية أو الى خارج غزة وكأنهم يحضرونهم نفسيا إلى التهجير الذي قد يكون التهجير الأكبر في تاريخ فلسطين بعد التهجير الأول في عام 1948. لا مساواة بين الضحية والجلاد هناك من يلقي اللوم على المقاومة في هذه الحرب وفي هذا الدمار ما هو رأيكم ؟ أنا ضد هذا المنطق، كيف نلقي اللوم على من يريد الحرية والعيش الكريم والذي يعيش اليوم في غزة منذ أكثر من 55 عاما في قفص ويعيش تحت الاحتلال منذ76 عاما أي شعب تريده أن يبقى تحت الاحتلال هذه الفترة من الزمن مع التنكيل اليومي والقتل اليومي والحبس اليومي ومصادرة الأراضي اليومي، أي شعب يتحمل هذه المعاناة وفي نفس الوقت هناك تخلٍ دولي عن قضية فلسطين. موقفنا من عدالة القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير ننصر الشعب المظلوم الذي يريد حريته وأرضه. هل تخشى أيضا أن تنتقل الحرب بعد غزة إلى الضفة؟ طبعا وهذا قلته أيضا لأن الفكر الصهيوني لم يقم في أي لحظة من اللحظات التاريخية بالاعتراف بالهوية الفلسطينية، هوية الذين يملكون الأرض منذ آلاف السنين. نرى يوميا اجتياحا لغزة وقابلت مؤخرا هوكشتاين الذي يدير المحادثات في قضية جنوب لبنان وإسرائيل والمكلف بالمحادثات مع الرئيس بري وقال لي لن يكون هناك وقف إطلاق النار في غزة ولبنان وهناك اشارات بأن الحرب مستمرة وقد تطول وقد يأتي دورنا. لبنان في خطر هل سيكون لبنان الهدف القادم بعد غزة ؟ كيف نستطيع أن نعلم مع الإدارة الأمريكية المتواطئة مع إسرائيل. ولا أعتقد انها تحسب حساب لبنان من بعيد هناك ربما البعض من اللوبي اللبناني له علاقات مع بعض من المستشارين الثانويين لبايدن، لكن معركة بايدن الحقيقية هي معركة هي كسب الأصوات وأي سياسي في أمريكا هو تحت سيطرة وقبضة الآلة الصهيونية المعروفة باسم ايباك. تحركات الجامعات لكن رأينا أستاذ وليد تحركات في الساحة الأمريكية رافضة للحرب في غزة خاصة في الجامعات وفي منظمات المجتمع ألا يمكن أن تغير موقف الإدارة الأمريكية؟ لم تؤثر بعد هذه المظاهرات على أصحاب القرار في البيت الأبيض، في عام 1970 عندما انتهت الحرب الفيتنامية كان ذلك نتيجة للمظاهرات لكن نتيجة الخسائر الامريكية حيث وصل عدد الضحايا الأمريكيين إلى 60 ألف قتيل وهذا ما أثر على القرار الأمريكي. ما هو رأيكم في رفع جنوب أفريقيا قضية في محكمة العدل الدولية لمحاكمة الكيان الإسرائيلي؟ أين العالم العربي من هذا المسار؟ في مفهوم السياسة الواقعية ضمن الظروف الدولية الحالية مبادرة جنوب إفريقيا مفيدة لكن بالنهاية قرار المحكمة يساوي بين المحتل والجاني ومغتصب الأرض ومالكها. ولكن ضمن الظروف السياسية قرار المحكمة مقبول. ملف النازحين السوريين كانت هناك مبادرة من حزبكم في ملف النازحين السوريين الذي يعد من الملفات الكبرى في لبنان؟ نعم طرح اللقاء الديمقراطي برئاسة تيمور جنبلاط المبادرة التي تقضي بتصنيف اللاجئين بين اللاجئ الإنساني، اللاجئ السياسي، اللاجئ الاقتصادي، وبين المواطن السوري العادي الذي يسكن في ربوع لبنان. هناك اعداد كبيرة من اللاجئين قد تصل إلى مليون او أكثر وليس لدينا إحصاءات حيث توقف الإحصاء عام 2015 ونحن بحاجة الى معرفة الأرقام والمعطيات الصحيحة لإيجاد حلول لهذا الملف الراهن وإيجاد حلول والتنسيق مع مفوضية اللاجئين لتحسين ظروف إقامتهم والوصول لحلول إنسانية. نلاحظ أن ملف النازحين موجود في دول أخرى لكن الإشكاليات في الدول الأخرى ليست كما في لبنان، ما هي أسباب تفاقم هذه المشكلة في لبنان؟ وهل هناك مخطط لتوطين النازحين؟ نعود إلى الخلافات الداخلية وعدم الاتفاق بين الفرقاء في لبنان على هذا الملف هناك من رفض منذ البداية إقامة مخيمات للنازحين وكنا أول من طرح قيام مخيمات في بداية الأزمة والحرب الأهلية السورية. هناك عمال سوريون يساهمون في اقتصاد لبنان وهناك لاجئون هربوا بعد دمار منازلهم وانا ضد ترحيل اللاجئين السوريين تعسفيا بل مع تحسين ظروفهم. ويستحيل ان يتم طرد النازحين تعسفيا وبشكل عشوائي. دور قطر بالعودة إلى الدور القطري في الوساطة، هل تعول أن تلعب قطر دورا لحل الأزمة في لبنان؟ كان لدي محادثات مثمرة مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تطرقنا الى دور قطر في الوساطة. وقطر دولة فاعلة في اللجنة الخماسية ولديها موقف داعم باستمرار للبنان وسنرى ما يمكنها القيام به لجهة توسيع دورها. دعم الجيش والمؤسسات الأمنية ما رأيكم بمبادرة قطر بدعم مؤسسة الجيش اللبناني ماديا ولوجستيا لحماية هذه المؤسسة من الانهيار؟ مبادرة قطر بدعم الجيش اللبناني ممتازة ونثمن هذا الدعم وقد طلبت خلال محادثاتي مع معالي رئيس الوزراء بتوسيع المساعدة القطرية إلى مؤسسات الأمن الداخلي التي تلعب دور جد إيجابيا في لبنان وان كان هناك بعض المشاكل ويهمنا دعم المؤسسات الأمنية من قوى امن وجهاز معلومات وأمن عام والمحافظة على استمراريتها واستقرارها. هناك من يرى أن قطر تنفرد بالوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى اللبنانية فما رأيكم ؟ نعم أوافق على ان قطر تقف على مسافة واحدة وتستطيع ان تتعامل وتتحاور مع جميع القوى بدون استثناء. وهذه ميزة تنفرد بها. دعوة للتحاور مع كل هذه الرؤى والخلافات تعتقدون أن لبنان سيستمر طويلا في حالة عدم الاستقرار؟ وفقا لحسابات بعض الأفرقاء بلبنان مـنهم من يريدون انتظار نهاية الحرب في غزة كي يعودوا إلى بحث القضايا الداخلية لكن الحرب مستمرة وطويلة لذلك من الأفضل لهؤلاء دون ذكر الأسماء، أن نجتمع ونتحاور وأن نحل هذه المعضلة المهمة جدا التي تتمثل في انتخاب رئيس جمهورية من ثم تعود الدولة لتمسك بزمام أمرها، ونواجه مستقبلا بشكل موحد لما فيه فائدة البلاد. حتى الاتفاقيات التي حددت خلال السنوات القليلة الماضية من الطائف إلى الدوحة قدمت حلولا وقتية تخرج لبنان من أزمته لعمر زمني محدد ثم يحدث التفجير مجددا، لماذا برأيك يستمر هذا الوضع؟ هذا الوضع مستمر في لبنان للأسف لأن بلدنا يعاني من تجاذبات عربية وإقليمية ودولية كبيرة ومتداخلة بصفة معقدة. ولا يمكن أن تفصل لبنان عن هذا التأثير الإقليمي بسهولة نظرا لعدة أسباب، بالإضافة الى عدم رغبة الفرقاء اللبنانيين على الحوار لحل المشاكل القائمة. فلسطين الثابت الوحيد شهدت مواقفكم السياسية تغيرات كثيرة خلال العقود الماضية لكن بقي التزامكم بدعم القضية الفلسطينية الثابت الوحيد لماذا؟ ولماذا نغير هذا الثابت! قضية فلسطين قضية حق وعدالة وستبقى هذه القضية الثابت الدائم في سياستنا.

2220

| 24 مايو 2024

محليات alsharq
وزير الإعلام العماني لـ الشرق: غزة والهوية الخليجية أمام وزاري إعلام التعاون غداً

** قطر وعمان نموذج للعلاقات التاريخية والثقافية القوية ** لا ملاحقات للإعلاميين وليس لدينا سجناء رأي ** على الدول دعم الصحافة التي تملك تصوراً للتحول الرقمي ** لن نقدم محتوى يناقض بناءنا الحضاري والاجتماعي من أجل المؤشرات الدولية ** المعالجة الإعلامية للقضية الفلسطينية وتعزيز الهوية أمام اجتماع وزراء الإعلام بالدوحة ** نحن أمام حالة حضارية ستُغيّر وجه العالم خاصة في الإعلام بفعل الذكاء الاصطناعي ** التعاون الإعلامي الخليجي موجود والتنسيق قائم والمحتوى متقارب ** تأثير قناة الجزيرة تجاوز نقل الحقيقة إلى تغيير الوعي العالمي ** سنبحث في اجتماعنا بالدوحة كل ما يعزز مسيرة عملنا الإعلامي ** الإعلام يقوم بدوره ولا يُشكّل همّاً لصانع القرار الخليجي ** كي نتقدم في الإعلام علينا أن نتمسك بالحرية والمسؤولية والمهنية ** لن نقدم على محتوى يناقض بناءنا الحضاري والاجتماعي من أجل المؤشرات الإعلامية الدولية ** هناك هامش لتطوير الإعلام الخليجي لكن ما تحقق جيد ** الصحافة لعبت أدواراً مهمة نحو مجتمعاتنا وأرى دعمها في التحولات الجديدة ** لا يمكن أن نترك الأمر للمنصات الإلكترونية ونتخلى عن صحفنا العريقة ** التحديات الإعلامية أمام دول التعاون كبيرة ومعالجتها والتحرك نحو أفق جديد قائم ** هناك اشكال في بعض الأداء الإعلامي بسبب غياب المهنية ** لست مع ملاحقات الإعلاميين.. ولا يوجد في عمان سجناء رأي ** غير دقيق أننا نقبل الانتقاد القادم من الخارج ولا نقبله من الداخل ** ما يسميه البعض بالتباينات الإعلامية بين دول الخليج أعتبره تنوعاً وثراءً في الآراء والمواقف أكد معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام في سلطنة عمان الشقيقة أن الاجتماع السابع والعشرين لأصحاب المعالي والسعادة وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون، الذي تستضيفه الدوحة غداً، إلى جانب الاجتماع التحضيري لأصحاب السعادة وكلاء وزارات الإعلام بدول مجلس التعاون الذي عقد أمس على غاية من الأهمية من حيث القضايا التي ستكون محل نقاش ومداولة. وأضاف في حوار خاص مع الشرق أن اجتماع الدوحة يعزز الرؤية المتقاربة حول وظيفة الإعلام تجاه المجتمعات الخليجية في ظل التحديات العالمية وثورة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتداخلها مع المنظومة القيمية للمجتمعات الخليجية، وتأثيراتها أيضا على الإعلام التقليدي. وأوضح أن الحرية والمسؤولية والمهنية ركائز ضرورية للتقدم في مجال الإعلام، لافتا إلى أن هناك إعادة صياغة شاملة للإعلام على مستوى العالم تتجاوز ثنائية الإعلام الخاص والإعلام العام، وأن على الصحف أن تبذل جهداً واعياً وفهماً حقيقياً لمتطلبات العصر حتى لا تفقد حضورها في المشهد الإعلامي. وأشار الدكتور عبدالله الحراصي إلى أن ما يحدث في غزة من إبادة وتهجير وتدمير واستهداف للصحفيين أحدث صحوة في الضمير الغربي على مستوى النخب وأيضا على مستوى الإعلام والأوساط الأكاديمية، مؤكداً أن قناة الجزيرة قامت بدور كبير في تغطية الحرب على غزة، وأنها ساهمت في تغيير الوعي العالمي. كما تطرق الحوار إلى العديد من القضايا والمواضيع التي تخص الشأن الخليجي، ووحدة الصف، والموقف محليا وإقليميا. فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. - يأتي اجتماع الدوحة ليكشف عن جملة من القضايا التي تشغل القطاع الإعلامي. ما هي أبرز القضايا التي ستكون محل نقاش وحديث وزراء الإعلام الخليجيين الخميس المقبل؟ على مستوى التحديد كان هناك اجتماع تحضيري لأصحاب السعادة الوكلاء، الذين رفعوا جملة من المواضيع التي ستناقش في اجتماع أصحاب المعالي وزراء الإعلام، ولكن بشكل عام هناك قضايا كثيرة ومهمة للغاية تخص الإعلام والتطورات التي تحدث في هذا القطاع الحيوي من أبرزها التعاون المشترك بين دول المجلس في مجال الإعلام الإلكتروني والإذاعة والتلفزيون ووكالات الأنباء والإعلام الدولي، وستحضر القضية الفلسطينية وما يحدث في قطاع غزة من إبادة جماعية وحمام الدم المفتوح الذي نشاهده على شاشات التلفاز، وما يتطلبه من معالجة إعلامية حصيفة تحقق أهدافنا ككتلة خليجية، وهناك جوانب تتعلق بنا في دول المجلس، إذ نهتم بتعزيز هويتنا في وقت تتعرض فيه الهويات لمخاطر كبيرة نتيجة التداخل العالمي. من زاوية أخرى هناك تيارات فكرية ثقافية واجتماعية عالمية ضررها غير خفي، وتتطلب معالجة إعلامية وتنسيقا في الرؤية والمحتوى الإعلامي. إلى جانب موضوع تحصين الشباب ضد الثقافات التي تضر هويتهم وثقافتهم وأمانهم الفكري وتبصيرهم بأخذ النافع والمفيد، من أجل أن يكونوا فاعلين في بناء مجتمعهم وأمتهم، وسلطنة عمان تقدمت بمشروع في هذا الجانب. - هل التدافع الإعلامي لما يحدث في غزة على مستوى العالم له أهمية في هذا التوقيت؟ نعم بكل تأكيد، فما يحدث في غزة إضافة إلى ملفات عربية أخرى تتطلب تنسيقًا للرؤية الإعلامية على مستوى دول مجلس التعاون، وتتطلب كذلك تنسيقا بين المؤسسات الإعلامية. وهناك جوانب أخرى مهمة من بينها المؤثرات على الهوية والشعور بالانتماء للأوطان وللثقافة العربية الإسلامية، وهناك جوانب تتعلق بالتقنيات، مثل موضوع الذكاء الاصطناعي الذي ينبغي سبر أغواره واستكشافه، وجميع المتخصصين في هذا المجال يؤكدون أننا أمام حالة حضارية تاريخيّة جديدة سندخلها وستغيّر وجه العالم في جميع مناحي الحياة، ومن بينها تأثيرات الذكاء الإصطناعي الشاملة على العمل الإعلامي. كل العمليات الإعلامية والمنتج الإعلامي وآليات الإنتاج الإعلامي ستتغير بفعل الذكاء الاصطناعي. - كيف يمكن تهيئة مجتمعاتنا لاستقبال هذه الموجة الجديدة من التكنولوجيا؟ مثلما ذكرت هذا موضوع أساسي وينبغي أن يدرس في أسرع وقت، وهو موضوع جديد على مستوى العالم وليس على مستوى منطقتنا الخليجية والعربية فقط، وهناك نقاشات عديدة في العالم حول الاستفادة من هذا الموضوع وتنظيمه والدخول في عصر إعلام الذكاء الاصطناعي. نحن اليوم نتحدث مثلا عن مذيعين رقميين، ومحتوى إعلامي مخصص للمتلقي، وترجمة مكتوبة وصوتية للمحتوى. الصحف أيضا يشملها هذا التغيّر وصناعة السينما كذلك.. تقنيات الذكاء الاصطناعي ستكتسح مجال الإعلام فإن نحن لم ننتبه لها في بدايتها فلن نكون في موقف من يستفيد منها خير استفادة ويتجنب أضرارها لاحقاً. رؤى متقاربة - كيف تقرأون واقع التعاون الخليجي حالياً في مجال الإعلام؟ دول مجلس التعاون متقاربة في طبيعتها وفي بنائها الاجتماعي والسياسي، وبناء على هذا فإن رؤاها في مجال الإعلام متقاربة جدا، والتنسيق قائم والمحتوى الإعلامي متقارب أيضا. - كانت هناك مشاريع وبرامج مشتركة، وكان هناك تبادل على مستوى الخبرات، لكن في السنوات القليلة الماضية اختفت مثل هذه البرامج والمشاريع. لا يمكن أن نقول إنه اختفاء تام، لأن التنسيق والتعاون قائمان بشكل فعّال، والدليل على ذلك مثلا أن الكثير من الإعلاميين من مختلف دول المجلس يشاركون زملاءهم في برامج تلفزيونية وإذاعية، والكتّاب كذلك يشاركون بمقالاتهم في الصحف الخليجية ومنها الصحف العمانية، وهناك برامج خليجية مشتركة، وفي موسم خريف ظفار في العام الماضي مثلا استضفنا مذيعين من دول مجلس التعاون شاركوا في تقديم البرامج في تلفزيون سلطنة عمان، فالتنسيق قائم وتبادل المحتوى الإعلامي قائم أيضا، ولكن يتوجب تعزيزه بمختلف السبل، كما أن هناك تطويرًا وتعزيزًا لهذا الجانب عبر مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك وجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج. - أشرتم إلى نقطة مهمة وهي تعزيز التعاون. ألا تفرض علينا هذه الأمور مزيدا من التعاون والتنسيق، ومزيدا من التلاقي على الصعيد الإعلامي؟ لهذا سنلتقي في الدوحة في اجتماع وزراء الإعلام، وسنبحث كل ما يعزز مسيرة عملنا الإعلامي. - على صعيد المؤسسات الإعلامية، ألسنا بحاجة اليوم إلى زيادة التعاون؟ كل جهد يصب في صالح تطوير العمل على مستوى المهنة وكذلك على مستوى الاستفادة من بعضنا البعض نحن بحاجة إليه، والتعاون المؤسسي جانب مهم للغاية، وهو قائم وفعّال وواجبنا تعزيزه. أدوار كبيرة للإعلام - بصفتكم وزير الإعلام في سلطنة عمان وفي ظل الفضاء المفتوح، هل أصبح الإعلام يشكل همّاً لصانع القرار الخليجي؟ الإعلام عمومًا يقوم بدوره، وينبغي أن نحدد أي إعلام نقصد، هناك إعلام اقتصادي وإعلام اجتماعي وإعلام ثقافي إلخ. ولدينا في سلطنة عُمان مثلا مجلة «نزوى» التي تقوم بدور ثقافي ممتاز، ولدينا جريدة عُمان فيها ملحق ثقافي وآخر علمي، بالإضافة إلى قناة عُمان الثقافية التي تؤدي رسالتها الثقافية. هذه أمثلة على تنوع المحتوى الإعلامي الفعال. إذن الإعلام في دول مجلس التعاون يقوم بأدوار كبيرة في هذه الجوانب، وفرصة بالنسبة لنا كمجتمعات أن نحقق أهدافنا من خلال هذه الوسائل، ومن خلال الأصوات المتعددة التي تقدم آراءها لبناء دولها ومجتمعاتها. الجميع يساهم بفكره ورؤاه، والإعلام يقوم بدوره الاستقصائي لبعض القضايا الحياتية والتنموية، وفي اعتقادي أن حرية الرأي ليست حقاً فقط بل هي واجب. وبهذا المعنى فالإعلام ليس همًّا وإنما هو رسالة ومسؤولية ومهنيّة. - هل تم استثمار الإعلام بصورة صحيحة على صعيد المنظومة الخليجية؟ هناك مجال لتطوير هذا المجال لكن المتحقق فعّال، وهناك قرب في الرسالة الإعلامية وحضور خليجي في مختلف وسائل الإعلام الخليجية يوسع لنا الأرضية التي نستطيع أن نتحرك من خلالها نحو آفاق جديدة، ونحو مزيد من التعاون وتقريب جوانب مختلفة في الرسالة الإعلامية. تنوع وثراء - قبل عدة سنوات كنت جالسا مع وزير إعلام خليجي سابق في أحد الاجتماعات، وكان الحديث عن إنشاء قناة فضائية خليجية موحدة تتبنى الشأن الخليجي وتبرز المكتسبات والإنجازات للساحة الخارجية، فقال لي في جلسة خاصة لم تكن للنشر حينها إن هناك تباينا ولن يتم إطلاق الفضائية، وصدقت رؤية هذا الوزير. إلى أي مدى هذه التباينات ما زالت قائمة وتحد من التعاون؟ ما تسميه تباينات أنا أسميه تنوعًا وثراءً في الآراء والمواقف، أما موضوع القناة الفضائية فأعتقد أنه مرتبط بالتطورات التقنية التي شهدناها في السنوات الأخيرة والتي غيرت مفهوم القناة التلفزيونية ذاته، نحن اليوم لا نتحدث عن قنوات بل عن محتوى تستدعيه حينما تريده. مَنْ مِنا اليوم يجلس طوال يومه يشاهد قناة واحدة أمام هذا الثراء في محتوى ومنصات الإعلام التقليدي والإلكتروني؟ هناك العديد من المنصات التي تستقطب جمهورا واسعا، وفكرة إنشاء محطة فضائية خليجية بالمفهوم التقليدي قد لا تكون الأنسب لتحقيق الأهداف المرجوّة. الأهم هل نحقق الأهداف التي طرحت بأساليب ومناهج أكثر فعالية؟ أعتقد أنها ستتحقق بفضل التنسيق ووحدة الجهود والتقارب في الرسالة الإعلامية، والإعلام في دولنا برمته يعمل بفعالية على تحقيق أهدافه الوطنية وأهداف دول المجلس مجتمعةً. نعم هناك تنوع لأن كل بلد له رؤيته الخاصة القائمة على تاريخه وثقافته وتوجهاته، لكن كل دولة حريصة على مصالح الدول الأخرى، ومصالح الكتلة الخليجية مجتمعةً، وكل بلد يكمل الآخر، والجميع يحمل الخير للآخر ويعمل لما فيه نفعه وصلاح أموره. 3 ركائز أساسية - أشرتم إلى موضوع حرية الرأي والتعبير، باعتقادكم هل نجحت دول الخليج في قضية تدفق المعلومات وحرية الإعلام؟ هناك مثلث أركانه ثلاثة: الحرية والمسؤولية والمهنية، ولكي نتقدم في مجال الإعلام علينا أن نتمسك بهذه الركائز الثلاث إذ لا توجد حرية دون تحمل مسؤولية ودون مهنية. للأسف نجد أحيانا من يصور الحرية من دون تأطيرها مهنيا، وهناك إشكال في بعض الأداء الإعلامي بسبب غياب المهنية. فمثلا لا يمكن أن تقدم تحقيقا استقصائيا فاعلا وناجحا إلا إذا أمسكت بأسبابه وعناصره وأنتجته إنتاجا مهنيا ناجحا من جميع زواياه وأطرافه وأن تتحمل مسؤوليته المهنية ومن جهة المحتوى. هناك مساحة مفتوحة ولكن كيف تمارس هذا الواجب الذي أقصد به الحرية؟ نحن نعمل في إطار ما يبني بلداننا ومجتمعاتنا ويزيد من تلاحمها ككتلة واحدة، وأعتقد أن كل دول مجلس التعاون متوافقة حول هذه الرؤية. - فيما يتعلق بموضوع الهوية هناك في دول مجلس التعاون خصوصية، كيف يمكن للإعلام الخليجي سواء الرسمي أم الخاص أن يؤدي دورا إيجابيا للحفاظ على الهوية الخليجية في ظل الفضاء المفتوح والأدوات الإعلامية الجديدة؟ هناك كما قلت تداخل عالمي، وتيارات تسعى لاختراق المجتمعات بما فيها مجتمعاتنا الخليجية، بعض هذه التيارات لا يتناسب مع ثقافتنا وهي واضحة للعيان. هذا نموذج من التحديات، وعندما أتحدث عن الإعلام العُماني فإنني أتحدث عن الهوية الحضارية العمانية والتي هي أحد أهم أسس عملنا، نعالجها بتعزيز جوانب التاريخ والإصدارات الأدبية والفكرية بما في ذلك كتب التراث العماني والقناة الثقافية ومسلسلاتنا التي تنبع من ثقافتنا العمانية، كما أن التعاطي الصحفي يركز على الهوية الوطنية، وأهم مشاريعنا وأهدافنا أن نقدم محتوى يحافظ على هوية الجيل الجديد. شراكات خارجية - كيف يمكن أن نُوجد شراكات مع أطراف خارجية سواء على صعيد الإعلام في البلد الواحد أم على صعيد المنظومة الخليجية بحيث نحافظ على هويات مجتمعاتنا؟ الشراكات قائمة ونحتاج إلى تعزيزها لأننا أمام متغيرات عالمية كبيرة جدا، كاسحة ومكتسحة، تدخل دون استئذان. بعض المنصات قد يكون محتواها لا يناسب رؤيتنا ولا الأجيال الجديدة، وهناك مساعٍ من دول المجلس للتواصل مع بعض هذه المنصات بحيث يكون المحتوى الذي يبث في دول مجلس التعاون مناسباً لهذه المجتمعات. تكامل في الأدوار - هناك من يرى أن الإعلام الرسمي في تراجع أمام الزحف الهائل للإعلام الجديد، بصفتكم مسؤولاً عن وزارة الإعلام الرسمية، كيف ترون هذه القضية، وكيف يمكن المعالجة بين الجانبين؟ كل مؤسسة إعلامية خاصة أو رسمية لها رسالتها ورؤيتها. الإعلام الرسمي يؤدي رسالته بمختلف الأشكال والمحتوى المتنوع. والإعلام الخاص له رسالته ورؤيته أيضا وليس هناك تنافس، فعلى سبيل المثال نحن في سلطنة عُمان نتعامل مع الأنواء المناخية وغيرها من القضايا عبر تكامل الإعلام الرسمي والخاص، وهما يؤديان أدوارا أساسية ويتكاملان من أجل وصول المعلومة وتحقيق الرسالة الإعلامية للمتلقي. دعم الصحف وتقديرها - القطاع الصحفي في الخليج يعاني في السنوات الماضية وضعا اقتصاديا صعبا، بعض الصحف توقفت وأخرى تراجعت. هل هذه قضية تشغل وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون، وهل هناك حلول مطروحة؟ السؤال في رأيي هو لماذا حدث تراجع في قراءة الصحف؟ هل حدث بسبب ضعف المحتوى أم بسبب شيوع الأدوات الإعلامية؟ ربما جائحة كورونا ساعدت في تراجع الصحف، وساهمت للأسف في مفاقمة أوضاعها المالية، والكثير من الصحف في دول الخليج ومنها سلطنة عمان أعادت ترتيب البيت الداخلي، لكن علينا أن ننظر للأمر من زاوية أهم وهي: هل الصحافة في دول المجلس قادرة على التحول إلى عالم جديد يواكب المرحلة بتقنياته المختلفة؟ من يقرأ الجريدة الورقية التقليدية اليوم؟ ما تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة؟ هذه بعض التساؤلات التي تطرح وتعامل الصحف معها سيحدد نجاحها في تجاوز صعوبات المرحلة نحو آفاق أكثر نجاحًا. وفي نفس الإطار نشدد على أنه لا يمكن أن نترك الأمر للمنصات الإلكترونية ونتخلى عن صحفنا العريقة، لأن الصحافة لها تاريخ واسع في تقديم الرؤى من خلال مقالات الرأي والمنتج الإعلامي الرصين، ونحن في عمان مهتمون بأمرين: دعم الصحافة بمختلف أشكال الدعم من جانب، ومساعدتها على أن تتحول لتواكب متطلبات اليوم من جانب آخر. كيف تعيش الصحافة في هذا العالم الحديث بكل معطياته حتى لا تخسر جمهورها؟ إذا لم تتميز كصحيفة ما الذي يجعلني أقرأك؟ كيف تصل بشكل مقنع ومؤثر إلى شرائح الجمهور المختلفة بتقديم محتوى حقيقي ومؤثر؟ نحن ندعو الصحف أن تبذل جهدا واعيا وأن تشكّل فهما حقيقيا لمتطلبات العصر حتى لا يتجاوزها الزمن، وعلى الدول أن تقدم الدعم للصحف التي تحمل تصورًا واضحًا للتحول والاستفادة من تقنيات العصر للوصول إلى القراء. - هل يمكن إقامة ورش رسمية مشتركة لإيجاد حلول فعلية لهذه القضية؟ نعم قمنا بهذا في سلطنة عمان واستعنا بخبراء من مختلف دول العالم. - هل أنتم مع بقاء الصحف؟ الصحف لها تاريخها وتقديرها، وكانت لها أدوار مهمة في تاريخ بلداننا الخليجية وهي بحاجة لأن ندعمها، بالإضافة إلى أن طبيعة الصحف تقدم نوعية في المحتوى الإعلامي ولها رسالتها، ومن المهم أن تحافظ على محتواها العميق وعلى مهنيتها، لكن على الصحف أن تدرك أن هناك تحولات كبرى وأن مواكبة هذه التحولات ليس خيارًا يمكن عدم الأخذ به وإنما أمر لازم إن أرادت البقاء. تجويد العمل الإعلامي - واحدة من القضايا المهمة أن الدول الخليجية تتقبل الانتقادات من الإعلام الغربي وتفتح له الأبواب ويصل أحيانا إلى حد التطاول والإساءة دون أن يكون هناك موقف، في المقابل لا تتقبل من إعلامها انتقادات فعلية لقضايا مجتمعية وتحد من هذا الأمر. برأيكم إلى أي مدى هذا الرأي صحيح؟ أعتقد أن الصحافة في عُمان حرة في طرح ما تريد من خلال مختلف أشكال المحتوى الصحفي خصوصًا مقالات الرأي، وينشر في جريدة عمان مثلا وهي جريدة حكومية، ما ينتقد وزارة الإعلام التي تصدر عنها الجريدة. كمسؤول أرحّب بهذا، لأن تنوع الآراء يعكس حيوية المجتمع، كما أنه يساعدني على تجويد عملي وتبيّن مواضع الخلل ومعالجتها. الرأي القائل بأننا نقبل الرأي الناقد من الخارج ولا نقبله من الداخل هذا غير دقيق. على مستوى الإعلام الخارجي نجد أحيانا بعض أوجه المحتوى السلبي الذي ينم عن عدم معرفة ببلداننا ويتم التواصل عادة مع تلك المؤسسات الإعلامية ونشر بعض الإيضاحات، ولكن الرأي الحر في إطار المهنية والمسؤولية مرحب به أيا كان مصدره. - في حال الإخلال بأحد عناصر المثلث أو بجميع العناصر تحت أي ظرف كان؛ هل أنتم مع الملاحقات القانونية؟ لا توجد لدينا ملاحقات ولا سجناء رأي ولا إغلاق صحف. ولا شك أن كل دول المجلس ترحب بالنقد الهادف الذي يعكس ثراء الآراء في المجتمع ويطوّر الأداء في الخدمات وغيرها. غزة أيقظت العالم - في موضوع غزة والتعاطي الإعلامي مع هذه القضية شاهدنا منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة كيف أن هذا العدوان أسقط مصداقية العديد من المؤسسات الإعلامية الغربية مع بقاء عدد منها تحمل المهنية والمصداقية. رأينا من هذه المؤسسات من انحازت كليا للسردية الإسرائيلية دون الالتفات إلى حقيقة الصراع القائم أو إلى الرأي الفلسطيني. كوزير إعلام كيف تابعتم المشهد الإعلامي العالمي في تعاطيه مع العدوان الإسرائيلي على غزة؟ ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي صدمة عالمية أيقظت العالم على القضية الفلسطينية بشكل لم يكن متوقعا، وهو جزء من مسيرة نضالية للشعب الفلسطيني. في البداية كانت هناك الكثير من وسائل الإعلام الغربية منحازة للرواية الإسرائيلية، لكن بمرور الأيام صار هناك إدراك عند النخب الغربية بأن الأمر مختلف عما لُقنت إياه. وهناك إحصائيات فيما يتعلق بعدد القتلى والمهجّرين والهجوم على المستشفيات والمدارس، وانعكست هذه اليقظة على الإعلام، وهناك مراجعات في الضمير الغربي تجاه القضية الفلسطينية وتجاه مختلف أشكال الهيمنة داخل مجتمعاتهم وعلى المستوى العالمي. موضوع غزة فجر كل هذه القضايا، وما يحدث في الغرب ينبغي أن نلتفت إليه لأنه يتجاوز بشكل مباشر موضوع غزة، ليشمل إدراك أنه لا ينبغي على المجتمعات القادرة على التأثير على القضايا أن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه الظلم والعدوان بشتى أشكاله، لذلك تحركت النخب الثقافية والإعلامية والجامعات الأمريكية والغربية. هذا التطور مهم للغاية إذا دعم عربيا فيما يخص الموضوع الفلسطيني والقضايا العربية وسيكون له تأثيره في التغييرات على مستويات عدة. - ماذا تقصدون بدعم عربي؟ أعني أن علينا أن نبذل الجهود الإعلامية اللازمة لإيضاح حقيقة ما يحدث في فلسطين، وفي مختلف القضايا العربية، بلغة تفهمها العقلية الغربية وليست باللغة والأسلوب والتصورات المقبولة في عالمنا العربي. لو قمنا بهذا لتعزز الإدراك الغربي لطبيعة المظالم التي تعيشها المنطقة العربية، والتي للغرب دور أساسي ولا نقول الدور الوحيد فيها. لو قمنا بهذا لعززنا صحوة الضمير الغربي، وإدراكها للتناقضات التي يعيشها الغرب بين ما يطرح من مُثُل عالمية نبيلة وبين واقع السياسات الغربية، كما نراه في غزة. إضافة إلى الكيل بمكيالين في النظر إلى القضايا الدولية، وهذا مشاهَد ولم يعد خافيًا على أحد. - برأيكم، ما الذي دفع وسائل الإعلام الغربية إلى مراجعة مواقفها؟ هل تعتقدون أن الضغط الشعبي وإعلام المواطن ساهم في ذلك؟ بكل تأكيد كل ذلك ساهم في صحوة الضمير الغربي على مستوى النخب وأيضا على مستوى الإعلام والأوساط الأكاديمية، هناك صحوة ضمير أعتقد أنها ستكون بناءة في المستقبل. - من بين الآلاف ممن استشهدوا في الحرب على غزة كان هناك صحفيون تجاوز عددهم 140 صحفيا وهي أكبر مجزرة ترتكب في حق الصحفيين، لكن لم نجد من الدول الغربية دفاعا عن هؤلاء رغم أنهم يتحدثون عن الحريات والديمقراطية والكثير من المسائل التي يتهم فيها العالم العربي بما في ذلك دول الخليج على أنها دول قمعية ولا تعطي مساحة للرأي الآخر. اليوم يقتل الصحفيون بأعداد كبيرة دون أن تحرك المنظمات الغربية أو مؤسسات المجتمع الغربي ساكنا. أعتقد أن هناك تضامنا من الإعلام الغربي مع الصحفيين الذين قتلوا، وقبلهم قضية شيرين أبو عاقلة التي حركت الكثير من المؤسسات الإعلامية الغربية تجاه ما يحدث للصحفيين في فلسطين، وعلينا أن ندعم ونشرح ونقدم البيانات حول ما يتعرض له الصحفيون في فلسطين من اعتداءات من قبل الآلة الإسرائيلية. ونشير هنا إلى أن وسائل الإعلام الغربية ذاتها تتعرض لضغوط على عملها في نقل صورة ما يحدث في فلسطين، وما حدث يوم أمس لإحدى وكالات الأنباء العالمية دليل على ذلك. منطق التصنيف - هناك تصنيفات سنوية تصدرها منظمات ومؤسسات حقوقية وإعلامية غربية عادة ما يتم وضع الدول العربية والخليجية في الترتيب الأخير منها. اليوم العديد من المؤسسات الإعلامية الغربية تلهث وراء تصديق الرواية الإسرائيلية بينما الإعلام في الدول العربية قدم صورة حقيقية لما يحدث. - هل تعتقدون أنه بعد أن شاهدنا سقوط بعض المؤسسات الإعلامية العالمية سوف تعيد المنظمات المعنية بتصنيف الحريات في العالم تقييمها مجددا؟ سؤالك فيه جوانب عديدة، جانب يتعلق بالحصول على البيانات، إذ أن بعض هذه التصنيفات غير واضحة في آلية جمع بياناتها والوصول إلى تصنيفاتها. وحتى نكون منصفين هناك تراجع حتى في تصنيف الدول الغربية؛ فالعديد من الدول الغربية تراجع تصنيفها في موضوع حرية الصحافة. على مستوى الدول العربية هناك دول تقدمت في الترتيب مثل سلطنة عمان. أمّا الجانب الآخر من الموضوع فإذا كان المطلوب كي نتقدم في تصنيفاتنا فيما يخص الإعلام أن نقدم محتوى يناقض وينقض بناءنا الحضاري والاجتماعي فهذا لن يتم. عندما تقرأ التقارير وتفاصيلها فإن أحد المآخذ فيها على إعلامنا أنه لا يسمح بنشر المواضيع التي تنافي ثقافتنا وديننا وأخلاقنا وقيمنا، فإذا كان ارتفاعنا في التقييمات ضد جوهرنا وضد مجتمعاتنا فنحن لسنا بحاجة له. لست بحاجة أن أغير جوهري وهويتي من أجل أن أحرز مرتبة متقدمة في هذه التقارير. مشهد إعلامي متنوع - باعتبارك المسؤول الأول عن الإعلام كيف تقدمون لنا المشهد الإعلامي في سلطنة عمان؟ هو مشهد ينبض بالحياة ومتنوع وواسع، فلدينا أربع قنوات تلفزيونية، ثلاث منها عامة وقناة للفعاليات وخمس إذاعات، ولدينا وكالة الأنباء العمانية، ومجلة نزوى، وجريدة عمان وجريدة عمان اوبزيرفر ومركز التواصل الحكومي ولدينا كذلك منصة عين الإلكترونية. هذا ما يتعلق بالقطاع الرسمي، ولدينا العديد من الإذاعات الخاصة وقناة تلفزيونية خاصة والصحف الخاصة، ومنصات الإعلام الإلكترونية. كل هذا الفضاء الإعلامي العماني يحمل رسالة عمان ورؤية الدولة والمجتمع في عمان، ويعكس ثراءها الحضاري والفكري واهتمامات شبابها وآمالهم. - جوانب القوانين والتشريعات دائما تكون محل بحث وجدال ونقاش، وحسب علمي هناك قانون جديد في السلطنة بصدد الدراسة وربما قطع أشواطا بعيدة في البحث والمناقشة. لو تقدمون لنا ملامح حول هذا القانون؟ هناك عدة قوانين تنظم العمل الإعلامي حاليا في سلطنة عمان، وكان هناك فراغ تشريعي بما يتعلق بالإعلام الإلكتروني، فحاولنا تنظيم جزء منه من خلال قرارين وزاريين، وجاءت فكرة قانون موحد يشمل كل جوانب العمل الإعلامي، والمشروع الآن ضمن دورته التشريعية وهو يواكب التطورات ويقوم على نفس الأسس المحددة في النظام الأساسي للدولة ولكنه يركز أيضا على تعزيز التنوع الإعلامي، وهناك انفتاح على موضوع الإعلام الإلكتروني والذكاء الاصطناعي. علاقات ثنائية - كيف ترون العلاقات الثنائية بين قطر وعُمان في المجال الإعلامي أو في غيره من المجالات؟ قطر وعُمان نموذج للانسجام وللعلاقة التاريخية والاجتماعية والثقافية القوية، وهناك تداخل كبير على مستوى المجتمع، وأيضا هناك تناغم على مستوى رؤى الدولتين، وتعاون وتنسيق كبير وزيارات مختلفة على مستوى القادة والمسؤولين، وفي مجال الإعلام هناك تعاون وثيق. والإعلاميون والكتاب العمانيون مساهمون في الإعلام القطري بشكل فعال. وكانت عُمان ضيف شرف في معرض الدوحة الدولي للكتاب خلال الشهر الجاري. تأثير الجزيرة - كيف رأيتم دور قناة الجزيرة في تغطية الأحداث في غزة؟ الجزيرة منذ تأسيسها قامت بتطوير نوعي للإعلام العربي في مناهج العمل الإعلامي، ومن ناحية انفتاحها على مختلف الآراء. فالجزيرة لها فضل كبير على تطور الإعلام العربي المعاصر، وفي الفترة الأخيرة كان دورها كبيرًا في تغطية الحرب على غزة ونقل الصورة الحقيقية للوضع في غزة للمشاهد العربي كما هي، وهذا ينسحب أيضا على الجزيرة الإنجليزية. وتأثير الجزيرة تعدى نقل الحقيقة إلى المساهمة في تغيير الوعي العالمي بقضية فلسطين وبمختلف القضايا العادلة. تطلعات مسؤول - كمواطن ومسؤول خليجي ما الذي تتطلع إليه في الإعلام الخليجي؟ ربما اهتماماتي الأكاديمية والثقافية تجعلني أنحاز إلى الإعلام الثقافي الذي يحتاج إلى تعزيز بعض جوانبه. وأتمنى من الإعلام في دول المجلس كذلك أن يعزز الوعي العلمي من خلال نشر البحوث والدراسات ونشر الثقافة العلمية، لأنه دون وعي لا يوجد بناء، فنحن على المستوى العربي نحتاج عمقا في الرؤية الثقافية والعلمية، وأعتقد أن دول الخليج الأقدر على مستوى العالم العربي في ريادة هذا الجانب. تحديات عالمية - هناك من يرى أن المنظومة الخليجية ليست لديها إستراتيجية موحدة وواضحة كي تصد الكثير من الاستهدافات سواء منها التي تطول الدول الخليجية منفردة أو المنظومة الخليجية بصفة عامة. ما رأيكم في هذا الطرح؟ سبق أن ذكرنا أن هناك تنسيقًا فعالاً بين دول المجلس في المجال الإعلامي في مختلف المجالات، سواء فيما يتعلق في الرؤى الإعلامية أو المحتوى الإعلامي، والتحديات تواجه كل عمل جاد، والأهم هو تبيّن أنجع السبل لمواجهتها والنظر فيما تقدمه من فرص والاستفادة منها. - هل ترون من الأهمية بمكان أن تكون هناك إستراتيجية خليجية إعلامية موحدة خلال المرحلة المقبلة؟ هناك رؤية متقاربة حول وظيفة الإعلام في المجتمعات الخليجية وتجاه مختلف القضايا، مثل القضية الفلسطينية والقضايا الإقليمية والقضايا التي تواجه الشباب وقضايا الهوية، وقضايا الذكاء الاصطناعي والتغير المناخي. وقد اعتمد المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الثالثة والأربعين في ديسمبر 2022 الإطار العام للخطة الإستراتيجية للتعاون الإعلامي المشترك لدول مجلس التعاون (2023- 2030) وتتضمن الخطة عددا من المبادرات، يجري العمل عليها ومن ضمنها مبادرات لإبراز صورة دول مجلس التعاون في الخارج. مواكبة المرحلة - ما مدى مواكبة الإعلام الرسمي لمتطلبات المرحلة؟ البعض يرى أن الإعلام الرسمي ما زال مقيدا ويسير بنفس الخطوات التي كان يسير عليها قبل عشرات السنين. هل يستطيع هذا الإعلام أن يواكب متطلبات العصر ويتحلل من بعض القيود المسلطة عليه؟ أجرى المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في سلطنة عمان استطلاع رأي وكانت النتيجة أن الناس يشاهدون بشكل كبير الإعلام الرسمي ويستمعون للإذاعات الرسمية ويقرأون الصحف الرسمية. وبالتالي ليست هناك قطيعة أو صراع بين المجالين، لأن لكل وسيلة إعلامية زاويتها ورسالتها. صحيح نحن أمام تطورات تقنية، على سبيل المثال، ما توفره التقنيات الإلكترونية من منصات جديدة، والذكاء الاصطناعي قادم بأشكال جديدة لا نعرفها حتى الآن، وهناك ما يسمى المواطن الصحفي أو صحافة المواطن، فأنت أمام تحولات شاملة ومتعددة تشكل واقعًا إعلاميًا جديدا، وعليك أن تستفيد منه في تطوير أدوات الإعلام الرسمي وتأثيره على المتلقي. الأمر يتجاوز حرية الرأي والتعبير، لأنك أمام تحولات كبرى شاملة كما ذكرت، وهناك إعادة صياغة شاملة للإعلام على مستوى العالم تتجاوز الفروق البسيطة بين الإعلام الخاص والإعلام العام، وعلينا أن نوسع مساحة رؤيتنا انطلاقًا من هذا الفهم.

1302

| 22 مايو 2024

حوارات رئيس التحرير alsharq
د. سعيد إسماعيل في حوار لـ الشرق: قطر تدشن عصر التحول إلى طب المستقبل

** قطر سبّاقة على مستوى المنطقة والعالم في الطب الدقيق ** بدأنا عصر التحول من علاج المرض بعد حدوثه إلى الوقاية من الأمراض ** تطبيق الرعاية الطبية الدقيقة سيخفض تكلفة الرعاية الصحية على الدولة ** خلال عشر سنوات تمكنا من جمع كنز علمي يقدر بنحو 45 ألف عينة جينوم كاملة ** انتقلنا من مرحلة البحث العلمي إلى الرعاية والتطبيق السريري ** فرق بحثية لدراسة الأمراض الأكثر شيوعاً مثل السرطانات والقلب في قطر ** قطر هيأت بنية تحتية مجهزة وفق مواصفات عالمية للمختبرات والمعامل ** معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة يدشن عصر التحول إلى طب المستقبل ** لدينا قاعدة بيانات وأبحاث ضخمة بدأنا في ترجمتها إلى إجراءات رعاية صحية ** الجينوم الواحد يتكون من 3 مليارات حرف بما يعادل 70 ألف صفحة من القطع الكبير ** برنامجان بجامعتيّ قطر وحمد بن خليفة لاستقطاب الشباب لدراسة الرعاية الصحية الدقيقة والاستشارات الوراثية ** دراسة التوسع في فحص عدد من الأمراض يمكن كشفها قبل الزواج لتحقيق فائدة عظيمة ** استقطاب الكوادر القطرية للتخصص والعمل في الرعاية الصحية الدقيقة ** التقدم التكنولوجي جعل آلية حصول الشخص العادي على التسلسل الوراثي ممكنة ** الفحص الجيني في قطر يتم في سرية تامة وفق تشفير في غاية الخصوصية ** العينات الجينية تفحص في قطر ولا ترسل للخارج وتحفظ في أماكن سرية غير متصلة بالإنترنت ** أولويتنا التركيز على الأمراض التي تشكل عبئاً على النظام الصحي في قطر ** التركيز سيكون على الأمراض الوراثية التي تصيب الأطفال والقلب والسرطانات ** قطر جاءت في المرتبة الأولى عربيا في البحوث الطبية بعلم الجينوم بناءً على دراسة حديثة ** لدينا نظام صحي متطور جداً ورعاية طبية جاهزة للانتقال من البحوث إلى التطبيق دخلت قطر عصر طب المستقبل بعد إطلاق معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة الذي دشنته صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر قبل أيام. ويشكل المعهد نقلة نوعية في مسيرة الرعاية الصحية في قطر وتتويجاً لعشر سنوات من العمل والأبحاث المكثفة في بيوبنك وقطر جينوم، حيث تم تسجيل رقم قياسي في عينيات الجينوم على مستوى المنطقة والعالم بلغ 45 ألف عينة جينوم كاملة. وقد قام الباحثون داخل قطر بإعداد قاعدة بيانات وأبحاث ضخمة خصوصا وأن الجينوم الواحد يتكون من 3 مليارات حرف بما يعادل 70 ألف صفحة من القطع الكبير، وقد بدأ العمل على ترجمتها بإجراءات رعاية صحية. مما سيحدث تحولا إستراتيجيا في مفهوم الرعاية الصحية تجعل المستقبل الصحي آمنا ومنخفض التكاليف. وقد حرصت الشرق أن تكون سباقة بتسليط الضوء على هذا الإنجاز الصحي الكبير من خلال حوار شامل مع أ.د. سعيد إسماعيل مدير معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، الذي أوضح أن المعهد يهدف إلى إعداد قطر للدخول في عصر الطب الدقيق، وهو طب يختلف عن الممارسة الطبية القديمة التي تقوم على مبدأ مقياس واحد يناسب الجميع. وقال إن مستقبل الرعاية الصحية في العالم سيكون حسب المكون الوراثي لكل فرد. وليس حسب بروتوكولات مقياس الأدوية الموحدة للأمراض. وكشف الدكتور إسماعيل أن قطر جاءت في المرتبة الأولى عربيا في البحوث الطبية بعلم الجينوم بناءً على دراسة حديثة، مؤكدا أن قطر بدأت عصر التحول من علاج المرض بعد حدوثه إلى الوقاية من الأمراض بفضل علوم الجينوم، لافتا إلى وجود نظام صحي متطور جداً ورعاية طبية جاهزة للانتقال من البحوث إلى التطبيق، وقال ان التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على الأمراض الوراثية التي تصيب الأطفال والقلب والسرطانات. مشيرا إلى دراسة للتوسع في فحص عدد من الأمراض يمكن كشفها قبل الزواج لتحقيق فائدة عظيمة. وتركز الأبحاث في المعهد على الأمراض التي تشكل عبئاً على النظام الصحي في قطر، خصوصا ان الطب الدقيق سيساهم بشكل كبير في خفض تكاليف الرعاية الصحية التي تتحملها الدولة، وقال الدكتور إسماعيل التركيز في الرعاية الصحية المستقبلية سينتقل من معالجة الأمراض بعد حدوثها إلى مرحلة الوقاية من الامراض. خصوصا وأن كثيرا من الأمراض التي نتعرض لها توجد لها عوامل في الجينات الوراثية يمكن دراستها واكتشافها في سن مبكرة. حيث يمكن معرفة ان هذا الشخص لديه عوامل الإصابة بمرض معين بنسبة كبيرة. وبذلك يمكن اتخاذ إجراءات وقائية عديدة لمنع حصول هذا المرض. وبخصوص الجينات الوراثية أوضح الدكتور إسماعيل ان الفحص الجيني في قطر يتم في سرية تامة وفق تشفير في غاية الخصوصية، مؤكدا ان العينات الجينية تفحص في قطر ولا ترسل للخارج وتحفظ في أماكن سرية غير متصلة بالإنترنت. وتطرق الدكتور إسماعيل إلى الكوادر القطرية حيث يجري على استقطاب الكوادر القطرية للتخصص والعمل في الرعاية الصحية الدقيقة، لافتا إلى أن قطر هيأت بنية تحتية مجهزة وفق مواصفات عالمية للمختبرات والمعامل فيما جرى بناء شراكات مع الجامعات والمراكز البحثية حيث جرى استحداث برنامجين بجامعتيّ قطر وحمد بن خليفة لاستقطاب الشباب لدراسة الرعاية الصحية الدقيقة والاستشارات الوراثية. الحوار حول دور وأهداف معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة كشف لنا مستقبلا صحيا آمنا ومشرقاً ومبشراً للمجتمع القطري والاجيال القادمة. فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. إطلاق معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة لماذا الآن؟ وما هي الأهداف والثمار المتوقعة؟ معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة جاء ليتوج عشر سنوات من جهود مؤسسة قطر من خلال برنامجين مهمين قطر بيوبنك وقطر جينوم. بهدف إعداد قطر للدخول في عصر الطب الدقيق هو طب يختلف عن الممارسة الطبية القديمة التي تقوم على مبدأ مقياس واحد يناسب الجميع . مستقبل الرعاية الصحية في العالم ستكون حسب مكونك الوراثي. وليس حسب بروتوكولات مقياس الأدوية الموحدة للأمراض خصوصا وأن استجابتنا كأفراد للأدوية ليست واحدة وتختلف من شخص إلى آخر حسب المكون الوراثي لكل شخص.. وعليه لا يصح وصف نفس الدواء ونفس الجرعة للجميع. وبما أن المستقبل للرعاية الطبية الدقيقة يجب أن نفهم المكون الوراثي للشعب وللسكان الموجودين في قطر قبل ان نخطط للرعاية الصحية المستقبلية. لقد كانت قطر من الدول السباقة ليس على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم عندما اطلقت برنامج قطر بيوبنك عام 2012 وبرنامج قطر جينوم عام 2015. كانت هناك مشاريع محدودة على مستوى العالم وتعد على أصابع اليد. قطر كانت سباقة في هذا المجال انطلاقا من استشرافها لهذا المستقبل. والحمدلله الشوط الذي قطعته قطر عبر هذه المبادرة الطموحة لمؤسسة قطر سيوفر الكثير من الجهد لمواكبة هذا التطور العالمي في الطب الدقيق مما سيمكن قطر تصبح من الأوائل في هذا المجال. نقلة نوعية في الرعاية الصحية - هذا الدمج بين البرنامجين تحت مظلة المعهد، هل يعتبر نقلة نوعية في هذه المسيرة؟ مما لاشك فيه هو نقلة نوعية. خلال العشر سنوات السابقة حققنا إنجازا بتجميع عدد هائل للتسلسل الوراثي الجيني لعدد كبير من الجينوم للمواطنين وبعض المقيمين بحيث مكننا من إجراء أبحاث على مستوى عال جدا وأجرينا مسوحات للخريطة الجينية للشعب القطري بشكل موسع جدا. نحن اصبحت لدينا قاعدة بيانات وابحاث شاملة و عالية مكنتنا من ترجمة هذه الاكتشافات الى ممارسات رعاية صحية. الان انتقلنا من مرحلة البحث العلمي الى الرعاية الصحية والتطبيق. التحول من العلاج إلى الوقاية - بناء هذه الخريطة الجينية، وترجمتها لمارسات صحية، هل يمثل حائط صد للأمراض مستقبلا؟ التركيز في الرعاية الصحية المستقبلية سينتقل من معالجة الامراض بعد حدوثها الى مرحلة الوقاية من الامراض. جزء كبير من رعايتنا الصحية المستقبلية سيتجه نحو الوقاية كما يقول المثل العربي القديم درهم وقاية خير من قنطار علاج. كثير من الأمراض التي نتعرض لها توجد لها عوامل في الجينات الوراثية يمكن دراستها واكتشافها في سن مبكرة. حيث يمكننا معرفة ان هذا الشخص لديه عوامل الإصابة بمرض معين بنسبة كبيرة. وبذلك نتمكن من اتخاذ إجراءات وقائية عديدة لمنع حصول هذا المرض. وهكذا نكون تحولنا من معالجة الامراض بعد حدوثها الى الوقاية منها قبل قبل حدوثها. إنجازات الطب الدقيق - هل نحن وصلنا إلى هذه المرحلة في قطر؟ نعم لقد وصلنا الى هذه المرحلة في قطر. ولذلك كانت رؤية صاحبة السمو أن تعلن عن اطلاق المعهد بعد انجاز العمل الصعب في تجميع العينات والبيانات ودراستها وتحليلها نحن نعلم الآن اين نتجه. بدأنا بتجارب صغيرة على مئات المرضى مثل مرضى القلب حيث كان المعتاد أن يوضع للمريض جرعة محددة من مميعات الدم حتى لا تحصل التجلطات ثم يمر المريض بمرحلة لضبط الجرعة المناسبة له لكنها تختلف من شخص الى اخر. أما الآن وبالتعاون مع شركائنا في مؤسسة حمد الطبية بدأنا بفحص الجين المسؤول عن تخثر الدم قبل أن يخضع المريض للعملية وبذلك نعرف بالضبط ما هو الدواء المناسب والجرعة المناسبة مسبقا وبالتالي يخضع للجراحة ويعطى له الدواء بشكل آمن وفعال. وقد وجدنا من خلال هذه الدراسة أنه باستطاعتنا في بعض الحالات تقصير مدة إقامة المريض في المستشفى بعد العملية من 7 أيام الى ثلاثة أيام . وبذلك اصبح مثل هذا الفحص الجيني السريع الذي يجري بمكان مجاور لغرفة العمليات عاملا مساعدا ليس فقط لكي نشخص بالدقة المطلوبة لسلامة الإجراء الجراحي للمريض ولكن أيضا اصبح عاملا مساهما في خفض تكاليف الرعاية الطبية. ونوفر إقامة طويلة ونضمن سلامة المريض . 45 ألف عينة جينوم - ما هي كمية العينات التي تم جمعها خلال فترة عشر سنوات؟ لقد تمكنا من جمع 45 ألف عينة في بيوبنك معظمها لمواطنين قطريين وبعضها لمقيمين في قطر، وتعتبر هذه الكمية من أغنى وأكبر القواعد الجينية في المنطقة والعالم، وتم دراستها عن طريق عشرات الباحثين الموجودين في قطر من مختلف المراكز البحثية والأجهزة البحثية في جامعة قطر ومؤسسة قطر مثل وحمد الطبية وجامعة حمد بن خليفة وسدرة للطب وكورنيل بالإضافة إلى جامعة قطر ومؤسسة حمد للرعاية الصحية، حيث تم التعرف على عدد كبير من الطفرات الجينية المسببة للأمراض والخاصة بالشعب القطري وهذا كنز علمي سيتم عليه بناء السياسات الصحية تشخيصية ووقائية في قطر. علماء المستقبل والأبحاث العلمية - نحن نتحدث عن معهد علمي بحثي أم مركز تدريبي لمشاريع علماء قادمين؟ لقد أرادت صاحبة السمو أن يكون الهدف من تأسيس قطر جينوم وبيوبنك ليس فقط إنتاج عينات وأبحاث إنما كانت رؤية شاملة تقوم على أسس وأركان أبرزها بناء علماء وأطباء المستقبل، ولذلك لدينا شراكات مع جامعة حمد بن خليفة لتأسيس برنامج دراسات عليا في هذا المجال. وفي جامعة قطر أنشأنا برنامجا لتخريج الاستشاريين الوراثيين وهناك أيضا برامج مع وزارة التربية حيث نجوب كل مدارس قطر للتوعية، وساهمنا بإدخال جرعات معينة في المنهج الدراسي حول علم الجينوم وأهميتها. وعملنا مع وزارة الصحة على كتابة سياسات صحية تنظم عمل الرعاية الصحية المستقبلية.أي أننا نعمل على جبهات مختلفة نحن نشتغل على العلم والأبحاث العلمية وبناء العلماء والباحثين ووضع السياسات الصحية بالتعاون مع الجهات المعنية وزارة الصحة. شركاء وشراكات - هذه العملية المتشعبة تسير وفقا لمسارات محددة بالتعاون مع الشركاء؟ نحن نرى دورنا كرافعة ووسيط ومنصة ومسهل وداعم يجمع كل هذه الأطراف لتكون قطر رائدة في مجال الرعاية الصحية الدقيقة. نحن في معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة نلعب الدور الذي يربط الجميع ويوجه الجميع في مسار واحد نحو هذا الهدف الكبير. الفحص الجيني ما قبل الزواج - هل سيدخل الفحص الجيني في كشف ما قبل الزواج؟ هناك دراسة للتوسع في موضوع الفحص ما قبل الزواج، والبرنامج يشمل بعض الأمراض التي ستتم إضافتها، وأنه بناء على دراسة مبسطة مسبقة سيتم التوسع في فحص عدد الأمراض التي يتم كشفها قبل الزواج وهذا يحقق فائدة عظيمة. التطبيق العملي للوقاية - دور المعهد بدأ في التطبيق العملي بموضوع الوقاية.. هل توجد صورة عامة لكل الأمراض أم أمراض محددة مستهدفة؟ سوف يتم التركيز على الأمراض التي وردت برؤية قطر 2030 وهي أمراض السرطانات وأمراض القلب والأمراض الوراثية التي تصيب الأطفال وبعض الأمراض العصبية التي نركز عليها، وهي الأمراض الأكثر شيوعاً في المجتمع القطري أو المجتمعات المجاورة. شريحة لكل شخص - كما أشرت مسبقاً إلى شريحة يحملها كل شخص تتضمن كل الأمراض التي يمكن أن يحملها مثل البطاقة الشخصية؟ هذا لم يحصل حتى الآن.. ولكنني لا أستبعد أن يأتي يوم يكون فيه التسلسل الجيني الكامل لأي شخص فينا موجودا على شريحة إلكترونية تسمى البطاقة الشخصية أو بطاقة تأمين بحيث ينتقل الجينوم معه من مستشفى لآخر.وللعلم فإنّ هذا ليس السهل لأن الجينوم الواحد إذا طبعته يتكون من 70 ألف صفحة من القطع الكبير أي 3 مليارات حرف وهي شيفرة ضخمة جداً يحملها كل واحد منا في خلاياه. ومع تقدم العلم فإنّ تكلفة الجينوم الواحد خلال العشرين سنة الماضية باهظة الثمن ولكن الجينوم الواحد اليوم يكلف 200 دولار لأنّ العلم يتقدم بسرعة مهولة. وبالتالي فإنّ التقدم التكنولوجي جعل آلية حصول الشخص العادي على التسلسل الوراثي ممكنة وتحقق نتائج رائعة والتقدم التكنولوجي يعني أنه قد يخزنها أولاً في ملفات إلكترونية وقد نصل إلى أن نحمل الجينوم في شريحة مع كل شخص لكن لا أحد يعلم متى سيطبق هذا الأمر. ونحن في المعهد نجتمع مع أصحاب المشاريع المشابهه لنا حول العالم ودوماً تدور مثل هذه النقاشات بيننا وكيف يجب أن نكون مستعدين لمواكبة هذا التطور المتسارع. والحمد لله نحن في قطر من المشاريع الرائدة وأصبحنا مؤخرا عضوا قائدا ضمن التحالف دولي لمثل هذه المشاريع والذي يضطلع بوضع التوصيات لأفضل الممارسات والتعليمات التي تنظم عمل مثل هذه المشاريع والعاملين في هذا المجال. شراكات عالمية - ماذا عن الشراكات العالمية.. إلى أين وصلت ؟ من البدايات عقد المعهد شراكات مع برامج عالمية متقدمة واليوم وصلنا لنكون عضواً فاعلاً وقائداً في تحالف دولي في مثل هذه المشاريع التي تضع تصورات على مستوى عالمي، وبفضل من الله بشكل مستمر تردنا مطالبات من دول طامحة لإنشاء مشاريعها الخاصة وهم يريدون الاستفادة من تجربة دولة قطر.وسيتم خلال الفترة القادمة عمل ورشة عمل للدول التي بصدد إطلاق مشاريعها للتعلم من تجارب قطر مثل بيوبنك وقطر جينوم وقطر للرعاية الصحية الدقيقة، فإنّ المجال البحثي والأبحاث التي صدرت من المنطقة يشير بناءً على مسح جيني جاءت قطر في المرتبة الأولى في الوطن العربي وعلى مستوى التطبيق فإنه بفضل نظام صحي متطور ومتعاون جداً ورعاية طبية سواء مؤسسة حمد الطبية أو مركز سدرة للطب وغيرهما بالتالي فإنّ الانتقال من البحوث للتطبيق سيكون ممهداً. إستراتيجية المعهد - ما هي ملامح وإستراتيجية المعهد خلال السنوات القادمة؟ إنّ أهم ما يميز المرحلة الأولى وما جمعناه في الفترة السابقة في مركز قطر بيوبنك هم أشخاص في الغالب أصحاء قد يكون بعضهم مرضى سكري وضغط مثلاً يتبرع بالعينة وندرس الخارطة المرجعية وهذا التوجه سيكون حول مجموعات مرضية ويجري التركيز أولاً على مرضى القلب والسرطان والأمراض التي تشكل عبئاً على النظام الصحي في قطر ونبدأ بدراستها بتفصيل أكبر ونضع لها إجراءات داخل النظام الصحي لنزيد كفاءة التشخيص والعلاج. الإنفاق على المنظومة الصحية - جائحة كورونا كشفت أن الوطن العربي في مجال الإنفاق على المنظومة الصحية والعلاجية في مراتب متأخرة.. كيف تنظر إلى الإنفاق على القطاعين الطبي والبحثي للدراسات والوقاية؟ نحن في القطاع البحثي نفخر به جداً، عندما حلت الجائحة اجتمع المجتمع البحثي والطبي في قطر ونتج عنه نتائج رائعة جداً ولا أبالغ أنّ بعض النتائج التي تصدر من قطر عن مدى استجابة وكفاءة المطعوم ضد المتحور الجديد كانت النتائج الأولى على المستوى العالمي تأتي من قطر وتنشر في أهم المجلات العلمية المهمة حول العالم، وهذا يثبت فائدة الاستثمار في القطاع البحثي وعندما جاءت الجائحة كانت دولة قطر جاهزة من خلال المختبرات والمعامل المهيأة مع توفير أفضل الأجهزة والباحثين. والاستثمار في القطاع البحثي في قطر هو الأعلى في المنطقة وهذا يؤتي ثماره خلال الجائحة أو ظروف أخرى وستدخل قطر مستقبلاً دون شك في الرعاية الطبية الدقيقة على مستوى عالمي. إنتاج لقاحات - هل يمكن أن يكون هناك مستقبلاً إنتاج علاجات أو لقاح ما لأنّ الجائحة كشفت أن دولاً تتسابق لإنتاج لقاحات بينما المنطقة العربية تنتظر استيراد لقاحات من الخارج؟ هو طموح موجود ولكنه ليس بالأمر السهل وتتم مناقشته على أعلى مستوى بمؤسسة قطر ويجب أن نعمل بجد لنكون منتجين وبمستوى رائد في البحث العلمي والتطبيقي وإنتاج شراكات مع مؤسسات عالمية لنقل الخبرات وتطوير العلاجات في قطر لمعالجة بعض الأمراض الشائعة سواء في قطر والمنطقة. استثمار عالمي -هل المعهد يمكن أن يكون أفضل استثمار عالمي؟ بكل تأكيد، وعائد هذا الاستثمار إن شاء الله لن يكون صحيا فقط بل واقتصاديا أيضا. ونحن حالياً نقوم بإثبات ذلك من خلال دراسات ونتائج موثقة أنّ التوسع في تطبيق الرعاية الصحية الدقيقة سيساهم مثلا بالتوفير في فاتورة العلاجات والأدوية، ومما لاشك فيه أنّ تطبيق الرعاية الطبية الدقيقة في مجال الوقاية من الامراض سيوفر على الوزارات وعلى الحكومات تكلفة الرعاية الصحية المستقبلية. المختبرات والبنية التحتية - قطاع المختبرات والعينات.. هل يترافق مع جهود المعهد في قطاع الأبحاث والدراسات لتلبية طموحات المعهد؟ معظم هذه الدراسات تنتج عن الأبحاث والبنية التحتية للمختبرات في قطر هي الأفضل في العالم لأنها تتميز بأعلى المواصفات والخبرات والكفاءات والتدريب على أعلى مستوى وهذا حرص من القيادة ومنذ إطلاق قطر جينوم وقطر بيوبنك أنّ يتم كل شيء في قطر من خلال بناء مختبرات متطورة واستقطاب كفاءات قادرة على تشغيلها بكفاءة عالية. وكل الفحوصات تتم داخل مختبرات قطرية ولا يرسل منها شيء للكشف أو الفحص في الخارج بدءاً من لحظة تجميع العينة إلى لحظة إنتاج الجينوم وتحليل تلك البيانات ويتم أيضاً داخل قطر. خصوصية البيانات - ماذا عن الحفاظ على خصوصية بيانات الشخص في الرعاية الدقيقة؟ هو أمر مهم جداً ونعمل بحرص شديد للتأكد من أنّ كل متبرع بعينته وبياناته تتم وفق تشفير خاص بها ويتم التشفير على مرحلتين، حيث يستحيل ربط العينة بالمتبرع أبداً، ويكون في سرية تامة ومما يوفر للباحثين هو خلاصة البيانات الجينية دون التعرف على شكل أو شخص معين ويتم حفظها في أجهزة ذاكرة آلية (سيرفيرات) وأماكن تخزين غير مرتبطة بالإنترنت وموجودة جميعها في قطر وبأعلى درجات الخصوصية والأمان. مستقبل صحي أفضل - هل يمكن أن تكون الأجيال القادمة خالية من الأمراض؟ نطمح نحن وشركاؤنا من مقدمي الرعاية الصحية في قطر بأن نصل الى تقليل نسبة الكثير من الأمراض الوراثية في الأجيال القادمة كما نطمح الى زيادة نسبة التشخيص المبكر لأمراض أخرى وإلى نشر فحوصات جينية تمكن من وصف العلاج الفعال وتقليل الاعراض الجانبية وتقليل تكلفة الرعاية الصحية. أدوار منتظرة من المعهد - ماذا ينتظر المجتمع والأفراد والمؤسسات اليوم من أدوار قد يلعبها المعهد في المرحلة المقبلة؟ دعني أوجز بأنّ ما حدث في السنوات السابقة هو إنتاج قاعدة بيانات جينية وصحية ضخمة هي الأولى في الوطن العربي. تمّ تحليلها ودراستها واستخلاص النتائج المهمة منها، واليوم نحن في مرحلة الانتقال إلى التطبيق السريري المبني على هذه النتائج. لذلك دور شركائنا في القطاع الصحي مثل مؤسسة حمد ومركز سدرة للطب ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية في هذه المرحلة هو عامل حاسم ومهم جداً. بدأنا بالفعل بدراسات تجريبية صغيرة على مجموعات من المرضى مع هؤلاء الشركاء وبعد الانتهاء من كل دراسة سنقوم بتحليل النتائج وتحديد التحديات والفجوات ثم نقوم بجسرها لنتمكن مع شركائنا من تكبير وتعميم هذه الاجراءات داخل النظام الصحي. ومن هذه التحديات على سبيل المثال هو ادخال مثل هذه الاجراءات ضمن النظام الالكتروني للمؤسسات الصحية، وقد أدخلنا مثلا مؤخرا تعديلات آلية على النظام البيانات الإلكترونية للمريض بحيث يمكن للطبيب في عيادته أن يتعرف على ملاءمة نوعية الدواء الذي يكتبه للمريض ومدى مناسبته له من خلال إشارة أو علامة تظهر له على النظام الإلكتروني وما إذا كان حاملاً لطفرة مثلاً وأنه في حال الحصول على دواء ما فسيكون معرضا بعض الأعراض الجانبية. الذكاء الاصطناعي - الذكاء الاصطناعي.. إلى أي مدى قد يخدم المعهد؟ الذكاء الاصطناعي بالطبع موضوع الساعة وهو يدخل في مجالات متعددة منها مجال عملنا. ونحن بصدد دراسة ذلك وقد تباحثنا قبل فترة مع المراكز البحثية في قطر في كيفية الاستفادة من وعرضنا عليهم التحدي وهو وجود بيانات صحية ضخمة وعن دور الذكاء الاصطناعي في ذلك تحليلها، بما يمكن أن يوفر على الجميع مجهود كبير ويساعد على اكتشافات اكثر وسنستمر وبالتعاون مع الشركاء خلال الفترة القادمة لتحقيق ذلك العمل بكل جهودنا. - ماذا عن تحفيز المعهد للكوادر القطرية في المجال البحثي والعلمي؟ توجد الان بالفعل كفاءات قطرية في مواقع قيادية معطاءة بالمعهد منهم على مستوى قيادي وهناك مسؤولون وباحثون قطريون في مواقع مختلفة في المراكز البحثية وفي مؤسسات الرعاية الصحية الدقيقة، والمراكز البحثية المختلفة في مؤسسة قطر تحتضن العديد من الكوادر الشابة المتخصصة من مخرجات الكليات العلمية والطبية والبحثية بالدولة، وهناك كفاءات أخرى يتم تدريبها سواء في داخل مؤسسة قطر أو خارجها لإعداد جيل مؤهل ومتخصص وعلى مستوى الجيل الجديد فنحن نجوب مدارس قطر لتحفيز الجيل القادم من الشباب على اختيار مهن لها علاقة بالرعاية الطبية الدقيقة المستقبلية. كما نعمل على استقطاب الشباب في المرحلة الجامعية، فقد أنشأنا، كما قلنا، برنامجين متخصصين أحدهما بجامعة حمد بن خليفة وآخر للرعاية الصحية الدقيقة بجامعة قطر هو برنامج الاستشارات الوراثية، ووفرنا لهم منحاً دراسية ونعمل جاهدين لتخريجهم والعمل على استقطابهم أو التفاعل مع الشركاء لاستيعابهم في سوق العمل بعد تخرجهم. مدير التواصل واستقطاب المشاركين محمد الدوسري: الحملات التوعوية ساهمت في استقطاب أكبر عدد من المشاركين رداً على سؤال حول الخطوات المتبعة للمشاركة في الأنشطة البحثية والفحوصات بالمعهد، قال محمد الدوسري، مدير التواصل المجتمعي واستقطاب المشاركين، بمعهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة: إن شروط المشاركة في الأنشطة البحثية والحصول على البيانات الحيوية هي السماح بمشاركة أي فرد يبلغ من العمر 18 عامًا على الأقل ويكون مواطنًا قطريًا أو مقيمًا في قطر لفترة طويلة لا تقل عن 15 عامًا على الأقل، ولا يوجد حد أقصى لأعمار المشاركين، كما ان الفحوصات تتم في إطار كامل من الخصوصية بكل سهولة ويسر. وتابع: ومن خلال جمع العينات والمعلومات حول الصحة وأنماط الحياة، سيتمكن الباحثون من فهم أسباب إصابة بعض الأشخاص في قطر بأمراض معينة وعدم إصابة البعض الآخر، حيث يتم إخضاع هذه العينات لمجموعة واسعة من الاختبارات. بعدها تتم معالجة العينات وتخزينها في مختبر معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة. وأضاف: كانت قد تكللت جهودنا في استقطاب المشاركين قبل 15 عاماً بحملات توعوية مكثفة شملت حملات في المدارس والجامعات والمؤسسات المختلفة لنشر الوعي لدى المجتمع بأهمية تفعيل ممارسات الرعاية الصحية الدقيقة في المجتمع ليتمتع بصحة جيدة وحيوية. يعد معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة رائدًا في نقل المعرفة، كونه المبتكر الوحيد لموارد التعلم والتعليم الترفيهي حول الجينوم باللغة العربية بغرض تثقيف جيل الشباب وإلهام خياراتهم الدراسية والمهنية في المستقبل من أجل بناء القدرات البشرية في هذا المجال. ولفت قائلاً: نجحنا بتحقيق رقم قياسي حيث تمكنا من استقطاب أكثر من 45 ألف مشارك بدأنا باستقبال 4 مشاركين في اليوم حتى وصلنا إلى 36 مشاركا في اليوم وتدريجياً لمسنا مدى زيادة وعي الأفراد المشاركين وفهمهم لأهمية هذه الخطوة التي باتت تغنيهم عن السفر إلى الخارج لإجراء مثل هذه الفحوصات الجينية واكتشاف الأمراض الوراثية، وذلك بفضل وجود بنية تحتية متكاملة من المعدات والمختبرات الحديثة ونخبة المتخصصين من الأطباء والعلماء والباحثين. وأضاف: يمكن للراغبين في المشاركة معنا زيارة موقعنا الإلكتروني أو التواصل معنا عبر قنوات التواصل الاجتماعي أو الاتصال الهاتفي، ويتضمن موقعنا الإلكتروني كافة التفاصيل المتعلقة بالتسجيل، والبوابة المخصصة للمشاركة، ويتم تحديد موعد للمشارك لأخذ العينات في مبنى قطر بيوبنك التابع لمعهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة بجانب وزارة الصحة.

1812

| 12 مايو 2024

محليات alsharq
الشرق يفتح ملف الغارمين.. الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية يكشف عن أرقام وتفاصيل لأول مرة

** 1896 غارماً قطرياً استفادوا من مساعداتنا خلال 3 أعوام ** أكثر من مليار ريال مساعدات قطر الخيرية للغارمين القطريين ** 32 % نسبة الشباب من الغارمين لكل من الجنسين.. ونسبة الغارمين من الرجال 81 % ومن الإناث 19% ** 18 % مجموع الديون الناشئة عن قطاع الأعمال لدى الغارمين.. و66 % الديون الاستهلاكية والكماليات ** 64 % نسبة الديون من البنوك والمصارف وشركات التمويل لصالح الغارمين ** شروط حصول الغارم على المساعدة وجود أحكام قضائية تلزمه بالسداد ** نأخذ في الاعتبار أن يكون أصل الدين في أمر مباح وليس له علاقة بالفساد ** المساعدات للغارمين لا تشمل الديون الشخصية ومن عليه أحكام بقضايا أخلاقية ** 25 % نسبة الغارمين التي تتجاوز ديونهم 5 ملايين ريال ** الغارم ملزم بتوفير المستندات اللازمة قبل عرض ملفه على لجنة المساعدات ** 75 % من الغارمين تتراوح ديونهم بين 100 ألف ريال وحتى2مليونريال الغارمون ظاهرة اجتماعية متعددة الأسباب وتنطوي على كثير من المخاطر التي تهدد التماسك الأسري وتؤدي إلى الطلاق مما يؤثر على نسيج المجتمع. وقد تفاقمت في الأعوام الأخيرة مما استدعى تكاتف جهود الجهات المعنية وأبرزها جمعية قطر الخيرية التي تبنت هذا الملف ووضعته في رأس أولوياتها، حيث تمكنت من تقديم الدعم اللازم لعدد كبير من الغارمين. الشرق فتحت ملف هذه القضية الملحة في حوار شامل مع السيد‏ يوسف بن أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لـ قطر الخيرية الذي تحدث بالبيانات والأرقام عن مسيرة تعامل الجمعية مع ملف الغارمين. وقال إن قضية الغارمين أصبحت ظاهرة لدى فئة الشباب، حيث لاحظنا أن عدد الشباب من الغارمين في تزايد مستمر حسب الإحصائيات الخاصة بقطر الخيرية، وقد يرجع ذلك إلى دخولهم في استثمارات أو مشاريع غير مدروسة أو محسوبة المخاطر. ???? فيديو.. #الشرق تفتح ملف الغارمين أحد أكثر قضايا المجتمع إلحاحاً.. وتفاصيل تكشف لأول مرّة@jaberalharmi ⬅ مع السيد يوسف بن أحمد الكواري، الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية @qcharity للاطلاع على الحوار كاملاً عبر الرابط:https://t.co/fceGOKnwhE pic.twitter.com/O7IWn04WXJ — صحيفة الشرق - قطر (@alsharq_portal) March 31, 2024 وأكد الكواري أن الدعم الكريم السنوي من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، مبلغ 200 مليون ريال لصالح الغارمين، كان له دور كبير في التخفيف من معاناة الكثير من حالات الغارمين، وحل مشكلاتهم المالية. وفي إطار اهتمام قطر الخيرية بقضية الغارمين وحرصها على تقديم المساعدة اللازمة كشف الكواري عن تقديم أكثر من مليار ريال استفاد منها 1896 غارما قطريا خلال 3 أعوام، موضحا وجود شروط ومعايير يتم على أساسها تقديم المساعدات. وقال الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية: يجب على الغارم أن يوفر عددا من المستندات اللازمة قبل عرض ملفه على لجنة المساعدات وهي لجنة مُشَكَّلة لحوكمة المساعدات والنظر في الاستحقاق من عدمه، وتتكون من عدد من القيادات القطرية بالجمعية وعدد من الأشخاص من المجتمع القطري وهم من الأشخاص الثقات وأصحاب سمعة حسنة وهم يقدمون هذا الجهد كتطوع منهم لدعم أعمال الجمعية، لذلك اللجنة وضعت ضوابط ومعايير للاستحقاق والأحقية في تقديم المساعدة عن النظر في الطلبات المعروضة على اللجنة. وتأخذ جمعية قطر الخيرية بعين الاعتبار عددا من الأمور عند النظر في الطلبات المقدمة للحصول على المساعدة، ومن ضمنها أن يكون أصل الدين كان في أمر مباح، وأن يكون صاحب الطلب غير قادر على الوفاء بهذا الدين. وأوضح الكواري أن معظم أفراد المجتمع لديهم ديون، وأقساط شهرية، وهناك عدد منهم يواجهون صعوبات في سداد هذه الديون، إلا أن مصطلح الغارم لا يمكن إطلاقه عليهم، ونحن نعتبر الغارم هو من تنطبق عليه المعايير الشرعية للاستحقاق، كما يجب أن يكون قد صدرت ضد صاحب الطلب أحكام قضائية نافذة واجبة التنفيذ. تفاصيل كثيرة تحدث عنها الرئيس التنفيذي لجمعية قطر الخيرية في هذا الحوار الشامل مع الشرق: النص الكامل للحوار.. - في البداية.. قضية الغارمين أصبحت أكثر القضايا الاجتماعية إلحاحاً... كيف تنظرون في قطر الخيرية إلى هذه القضية؟ يطلق مسمى الغارم على الشخص الذي عليه دين، سواء كان الدين لمصلحة نفسه، كأن يستدين في نفقة، أو كسوة، أو زواج، أو سكن، أو مرض، وغير ذلك، أو الغارم لمصلحة المجتمع، أو لمصلحة الغير، مثل الغارم لإصلاح ذات البين، وهم من الأصناف المستحقين للزكاة. ونحن نرى أن قضية الغارمين هي قضية اجتماعية، ولها تأثيرات على نسيج المجتمع، ولها دور مؤثر في التفكك الأسري، والطلاق، لذلك نولي هذه القضية اهتماماً كبيراً في قطر الخيرية، ونقدم لها الدعم اللازم. - ما هي معايير قطر الخيرية للغارم؟ مع الأخذ بعين الاعتبار ما سبق الحديث عنه من وصف الغارم، إلا أننا نأخذ بعين الاعتبار عدداً من الأمور عند النظر في الطلبات المقدمة لنا للحصول على المساعدة، ومن ضمنها أن يكون أصل الدين في أمر مباح، وأن يكون صاحب الطلب غير قادر على الوفاء بهذا الدين. شروط مساعدة الغارمين - ما هي شروط استحقاق الغارم للمساعدة؟ هناك عدد من الأمور يجب النظر والتدقيق فيها عند مراجعة طلبات المساعدات المقدمة لقطر الخيرية من قبل الغارمين، ومنها على سبيل المثال: • يجب أن يكون سبب الغرم في أمر مباح. • صدور أحكام قضائية على الغارم تلزمه بالسداد. • أن يكون الدائن ما زال يطالب الغارم بالسداد، ولم يتنازل عن الدين. • إثبات انعدام الوسائل الممكنة لسداد الغارم للدين. • أن تكون المساعدة المقدمة للغارم ستحل الغرم، وأنه لا توجد ديون أخرى سيتم صدور أحكام بها لاحقاً. • عدم وجود أحكام قضائية متعلقة بالفساد، أو القضايا الأخلاقية. • تجنب قبول وسداد الديون الشخصية. ضوابط ومعايير - ما هي الإجراءات والضوابط لتقدم الغارمين للمساعدة؟ يجب على الغارم أن يوفر عدداً من المستندات اللازمة قبل عرض ملفه على لجنة المساعدات، وهي لجنة مشكلة لحوكمة المساعدات، والنظر في الاستحقاق من عدمه، وتتكون من عدد من القيادات القطرية في الجمعية، وعدد من الأشخاص من المجتمع القطري، وهم من الأشخاص الثقات، وأصحاب السمعة الحسنة، وهم يقدمون هذا الجهد كتطوع منهم لدعم أعمال الجمعية، لذلك اللجنة وضعت ضوابط ومعايير للاستحقاق والأحقية في تقديم المساعدة عند النظر في الطلبات المعروضة على اللجنة. - هل يعتبر كل شخص عليه دين غارماً؟ معظم أفراد المجتمع لديهم ديون، وأقساط شهرية، وهناك عدد منهم يواجهون صعوبات في سداد هذه الديون، إلا أن مصطلح الغارم لا يمكن إطلاقه عليهم، ونحن نعتبر الغارم هو من تنطبق عليه المعايير الشرعية للاستحقاق، كما يجب أن يكون قد صدرت ضد صاحب الطلب أحكام قضائية نافذة واجبة التنفيذ. ارتفاع عدد الغارمين الشباب - هل عدد الغارمين في تزايد أم تناقص؟ وما هي الأسباب؟ تشكل قضية الغارمين ظاهرة اجتماعية في الآونة الأخيرة، وخصوصاً لدى فئة الشباب، حيث لاحظنا أن عدد الشباب من الغارمين في تزايد مستمر؛ حسب الإحصائيات الخاصة بقطر الخيرية، وقد يرجع ذلك إلى دخولهم في استثمارات، أو مشاريع غير مدروسة، أو محسوبة المخاطر. لجنة مساعدات - تسديد ديون الغارمين صورة من صور التكافل الاجتماعي لكنها تحمل مخاطر.. كيف تتعاملون مع تلك المخاطر؟ أي عمل بغض النظر عن نوعه دائماً ما يحمل عدداً من المخاطر، سواء كانت مخاطر عالية، أو مخاطر منخفضة، ونحن نتعامل مع كل هذه المخاطر، ونضع لها عدداً من أدوات التحكم التي بدورها تقلل من الآثار المترتبة والناتجة عن هذه المخاطر، وعلى سبيل المثال: قمنا بتشكيل لجنة المساعدات لحوكمة قرارات النظر والبت في طلبات المساعدات، حيث إن عدداً من أعضائها من قطر الخيرية، والعدد الآخر من المجتمع القطري؛ لضمان الشفافية والموضوعية. مساعدات قطر الخيرية داخل قطر - كثير ما يوَجَّه الانتقاد لقطر الخيرية بأنها تركز على المساعدات الخارجية أكثر من المساعدات المقدمة في الداخل.. ما صحة هذه الانتقادات؟ قطر الخيرية منظمة دولية، ولها انتشار جغرافي كبير حول العالم، ومن الطبيعي أن تنفذ مشاريع وتدخلات خارج الدولة، ولكن هذا متوافق مع الأغراض والأهداف التي تأسست الجمعية من أجلها، ولكن وبكل تأكيد هذا ليس على حساب جهودنا داخل قطر، فلكل مجتمع احتياجاته، والبرامج الخاصة به، كما أننا نعد منفذين للأوجه التي يحددها المتبرع عند تبرعه، ونحن ملزمون بها شرعاً؛ فالمتبرع هو من يحدد أوجه صرف أمواله ومكانها. وعلى الرغم من ذلك فإن جهودنا في داخل قطر لا تقتصر فقط على موضوع الغارمين؛ فنحن نقوم بجهود كبيرة ومقدرة في تقديم المساعدات للفئات الضعيفة والهشة، وكذلك لدينا العديد من المبادرات، والبرامج المجتمعية المتنوعة، والتي تستهدف المجتمع القطري بمختلف شرائحه، وننفذها مع العديد من الجهات الحكومية وغير الحكومية. ولكي نكون دقيقين أكثر؛ فقد بلغ حجم المساعدات المقدمة داخل قطر، وخلال الأعوام الثلاثة الأخيرة أكثر من مليار ريال قطري، استفاد منها أكثر من 1896 غارماً وغارمة؛ وهذا بخلاف المبالغ الخاصة بالمساعدات المتنوعة التي تقدمها للفئات الأخرى. التعاون والشراكات - من هي أهم الجهات التي يتم التنسيق والتعاون معها فيما يتعلق بأمور الغارمين؟ من المهم أن نؤكد على أن القضايا المرتبطة بموضوع الغارمين مترابطة ومعقدة، وتحتاج إلى تكاتف الكثير من الجهود، والتعاون والشراكة؛ حتى تؤتي هذه الجهود ثمارها، وتحقق المنشود منها. لذلك نحن في قطر الخيرية حريصون على تعزيز كل أشكال التعاون والشراكة مع مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية، والتي لها علاقة أو تهتم بموضوع الغارمين، ومنها على سبيل المثال مؤسسة الشيخ/ جاسم بن محمد بن ثاني للرعاية الاجتماعية، والتي تشاركنا نفس الهدف نحو تقديم الدعم والمساعدة الممكنة للغارمين، وتسديد ديون عدد كبير من حالات الغارمين، وهناك تنسيق مستمر معهم، كما أن هناك عددا من الجهات الأخرى التي تقدم لنا عددا من التسهيلات والدعم المختلف، كإدارة المؤسسات العقابية، والإصلاحية، والبنوك، وشركات التمويل، وغيرها من الجهات. دعم سمو الأمير - ما أهم مصدر لهذه الأموال؟ وهل هناك إقبال من المتبرعين على التبرع لحالات الغارمين؟ نحن ننظم حملات مختلفة، وروابط خاصة بالغارمين؛ وذلك لإتاحة الفرصة والتيسير على المتبرعين لتقديم المساعدات المالية للغارمين، كما أننا نخصص ما يتم جمعه من صناديق التبرعات لهذا الغرض. كما نؤكد على أن الدعم الكريم السنوي من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، مبلغ 200 مليون ريال لصالح الغارمين، كان له دور كبير في التخفيف من معاناة الكثير من حالات الغارمين، وحل مشكلاتهم المالية. وأيضاً هناك موارد مهمة، وهي زكاة الأموال التي نقوم بجمعها، ويمكن تخصيصها لهذا الغرض، وما نطمح له في ظل حجم الطلبات وعددها، الموجودة لدينا أن يكون هناك زيادة في الإقبال من المتبرعين لصالح الغارمين. المخاطر - هل ترى من وجهة نظرك أن عدداً من الغارمين قد يغامر أو يقترض مالاً دون احتساب للمخاطر كون وجود جمعية ممكن أن تسدد عنه ديونه إذا أصبح معسراً؟ ليس من المنطقي أن يقوم شخص بالاقتراض، والدخول في نزاع قانوني، ويصدر بحقه أحكام قضائية من أجل أن تقوم الجمعية بالسداد عنه، ولكن يمكننا القول بأن عملية احتساب وتقييم المخاطر قبل الاقتراض من قبل بعض الأشخاص لم تكن موجودة، أو غير صحيحة، ولذلك نحن في حاجة إلى برامج توعوية وإرشادية لمختلف شرائح المجتمع ومستمرة طوال العام، حيث إن هناك عدداً كبيراً من الغارمين كان سبب غرمهم هو الخسارة في التجارة، أو لظروف عائلية قاهرة أجبرتهم على الاقتراض، أو عرضتهم لعمليات نصب أو احتيال. - هل تفرقون بين المندفعين في الاقتراض وبين المتعثرين بسبب عوامل خارجية لا حيلة لهم بالتنبؤ بوقوعها؟ هناك بحث حالة معمق يتم لكل حالة غارم قبل البت في طلبه وعرضه على لجنة المساعدات، ومن خلال هذا البحث يتم التعرف على العوامل والأسباب التي أدت إلى وجود الدين، وكيف تعاطى الغارم مع هذه العوامل. التفاوض مع الدائنين - ما هي جهودكم لفتح قنوات اتصال مع الدائنين للتفاوض معهم؟ هل نجحتم في إقناع دائنين للتنازل عن جزء من ديونهم؟ طلب الغارم يمر بعدد من المراحل في الجمعية منذ بداية تقديم الطلب، ومن هذه المراحل، التحقق من المستندات، ثم بحث الحالة، يليها العرض على لجنة المساعدات، ثم تقرير المساعدة، ومن ثم التفاوض مع الجهات الدائنة، وأخيراً عمليات السداد للجهات الدائنة، لذلك تعد مرحلة الاتصال بالدائنين والتفاوض معهم إجراء أساسياً، لا يمكن اهماله؛ حيث من خلاله يمكن تخفيض قيمة الدين، أو التنازل عن جزء منه. - هل هناك أولوية في تقديم الدعم وسداد الدين بين غارم وآخر؟ ولمن الأفضلية؟ هناك معايير موضوعة لدينا؛ لتقديم المساعدة والدعم للغارمين من حيث الأولوية، وهي: • الغارمون المسجونون. • الغارمات من النساء. • الغارمون من أصحاب الظروف الصحية. • الغارمون من كبار السن. • الغارم رب الأسرة. • الغارمون أصحاب المبالغ القليلة. • الغارم الذي لم يتم تقديم المساعدة له سابقاً. إلا أنها قد تختلف من حالة إلى أخرى؛ بناء على بحث الحالة، وتوصية الباحثين، والظروف الاجتماعية لصاحب الطلب، وقرار لجنة المساعدات. ضمانات عدم التكرار - كيف تتحقق ضمانات عدم عودة الغارم إلى الاقتراض مرة أخرى؟ هل هنالك أساليب وطرق لعدم تكرار القضية؟ ما هو دور مؤسسات المجتمع في تعزيز الثقافة المالية لإزالة الأمية المالية لتقليل نسبة الغارمين؟ قامت قطر الخيرية بإطلاق برنامج خاص بالوعي المالي موجهاً إلى فئة الغارمين، والذي يتضمن مبادرات وورشا وأنشطة خاصة بهذه الفئة بالتعاون مع العديد من مؤسسات المجتمع، إلا أننا نؤكد على أهمية وجود حلول شاملة لمواجهة هذه القضية بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة لتغطية الجوانب التالية: • معرفة الأسباب الحقيقية وراء تعثر سداد الديون والقروض من قبل الغارم؛ وفقاً لدراسة متخصصة وشاملة. • إطلاق حملة توعوية لبيان خطورة الدين وآثاره الخطيرة على الأسر والمجتمع. • إدراج مادة تعليمية في المراحل الدراسية للتوعية بكيفية إدارة الموارد المالية والأنشطة التجارية. • برنامج مصاحب للتأهيل والتوعية للغارم، يكون هذا البرنامج هو أحد الشروط التي يجب أن يوافق عليها الغارم لكي يستطيع الحصول على مساعدة مالية. • برنامج يهدف إلى تثقيف الأسرة لإدارة اقتصاد المعيشة للفرد وللأسرة، وإدارة ميزانيها بشكل صحيح. • وضع قيود أكبر على الغارمين عند الرغبة في الاقتراض مجدداً من البنوك، وشركات التمويل، ووكالات السيارات. • إيجاد قوانين للبنوك والشركات التمويلية، تحد وتقلل من إقراض الأشخاص دون دراسة الجدوى، وضمان كافٍ. • رعاية أسرة الغارم وتفَقُّد أحوالهم وتلبية متطلباتهم المعيشية والاجتماعية للتخفيف عنهم من الناحية النفسية، من خلال تقديم الدعم المالي والنفسي والاجتماعي. • تسهيل عودة الغارم لحياته الوظيفية أو إيجاد عمل مناسب له، والتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة لتسهيل عودته لعمله. - هل تعتقدون أن الخدمات التي تقدمها البنوك وشركات التمويل والإقبال على الديون لسد الحاجات زاد من مشكلة وأعداد الغارمين؟ لقد لاحظنا خلال الفترة الماضية أن كثيراً من الغارمين يقترض ديناً شخصياً لصالح أغراض تجارية، وهذا يجعل الإشكالية المترتبة على الغارم أكثر تعقيداً وصعوبة، كون أملاك الغارم ستكون كلها معرضة للبيع، في حال عدم القدرة على السداد، أو خسارة الشركة التجارية. الأمية المالية - قمتم بعمل دراسة خاصة بالغارمين ومؤشر الأمية المالية في قطر 2023.. ما هي أهم النتائج التي توصلتم لها في الدراسة؟ قمنا بإجراء دراسة متخصصة بالغارمين شملت عدد 1,162 غارماً من الذكور والإناث، وبحسب هذه العينة أظهرت الدراسة أهم النتائج التالية: • يشكل النساء 31 %، والرجال 45 % من حالات الغارمين التي شملتهم هذه الدراسة. • تبلغ فئة الشباب من الغارمين لكل من الجنسين 32 % من عينة الدراسة. • تبلغ نسبة الديون من البنوك والمصارف وشركات التمويل لصالح الغارمين 64 %. • يبلغ مجموع الديون الاستهلاكية والكماليات 66 % من ديون الغارمين. • يبلغ مجموع الديون الناشئة عن قطاع الأعمال 18 % التي تسببت في ديون الغارمين. الغارمون الشباب - بالنظر إلى أعمار الغارمين.. هل هم من الشباب؟ أم من فئات عمرية مختلفة؟ تبلغ فئة الشباب من الغارمين لكل من الجنسين 32 % من عينة الدراسة، إلا أن مؤشر الأمية المالية هو الأخطر، حيث تشير بيانات الدراسة إلى أن أصحاب المستوى التعليمي الجامعي يصل متوسط مؤشر الأمية المالية لديهم إلى 51 %؛ بينما الحاصلون على مستوى تعليمي أقل من الثانوي يصل متوسط مؤشر الأمية المالية لديهم إلى 44 %؛ مما يشير إلى أن إمكانية فشل تجارتهم أكبر من غيرهم. - ما هي أكثر الجهات الدائنة للغارمين من خلال نتائج الدراسة؟ البنوك - شركات التمويل - شركات المقاولات. - ما هي الأسباب الحقيقية لديون الغارمين؟ هل لسداد الأعباء المعيشية أو الأمور الكماليات وغير الأساسية أو التجارة أو شراء العقارات أم قروض للزواج أو غير ذلك؟ • مشاريع تجارية غير مدروسة. • التجارة أو التعرض للنصب والاحتيال. • سداد أعباء المعيشة. • شراء سيارات. • الكماليات. • العلاج. • قروض الزواج. - هل تعرفنا على نسبة مقارنة بين النساء القطريات الغارمات والرجال القطريين الغارمين من واقع بيانات قطر الخيرية؟ تبلغ نسبة الغارمين خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، الذين تم تقديم المساعدات لهم من الرجال 81 % ومن الإناث 19 %. نسبة الديون المرتفعة - بالنظر إلى حجم ديون الغارمين.. كم نسبة الديون المرتفعة؟ وكم نسبة المنخفضة؟ يصل عدد الغارمين المتقدمين بطلبات المساعدة التي تتراوح ديونها ما بين 100 ألف ريال قطري وحتى 2 مليون ريال قطري نسبة 75 %. بينما يصل عدد الغارمين المتقدمين بطلبات المساعدة التي تتراوح ديونها ما يتجاوز 5 ملايين ريال قطري نسبة 25 %. التوعية بمخاطر الديون - نفتقر إلى الحملات التوعوية بمخاطر الديون والاقتراض... ماذا تقولون في هذا الجانب؟ يجب أن يكون هناك تعاون وتضافر للجهود من قبل الجهات الحكومية والمؤسسات المجتمعية للتوعية بمخاطر الديون والاقتراض غير المدروس، ووضع الضوابط والقوانين الخاصة بهذا الشأن، ولذلك لما لهذا الموضوع من آثار وأبعاد اجتماعية واقتصادية وأسرية، كما أن تداعياتها على الشخص الغارم تكون غاية في التعقيد، وتترك آثاراً نفسية واجتماعية عليه لفترة طويلة، وهنا أؤكد على أهمية زيادة الوعي لدى فئة الشباب وأن الديون سوف تؤثر على مستقبلهم بشكل كبير كي لا يتعجلوا في تحميل أنفسهم ديوناً يكونون غير قادرين على الوفاء بسدادها مستقبلا، مما يجعلهم عرضة للمطالبات القضائية أو السجن، لا قدر الله. المساعدات بالأرقام - حدثنا عن جهودكم في الداخل وبالأخص فيما يتعلق بالمساعدات المقدمة للغارمين خلال آخر ثلاثة أعوام؟ تركز قطر الخيرية جهودها داخل قطر على تقديم مختلف أنواع الدعم للمجتمع القطري، وأنشأت في سبيل ذلك قطاعاً خاصاً بالبرامج وتنمية المجتمع؛ لتقديم مبادرات وبرامج وأنشطة متنوعة لمختلف شرائح المجتمع القطري، كما يولي هذا القطاع اهتماماً أكبر للفئات الضعيفة من الأرامل والمطلقات والمرضى والمسنين وطلاب العلم، بالإضافة إلى ما نقدمه للغارمين القطريين، وفيما يلي بيان بالمساعدات المقدمة للغارمين القطريين خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة:

5640

| 31 مارس 2024

محليات alsharq
الرئيس التنفيذي لأكاديمية قطر للمال خليفة اليافعي لـ الشرق: برامج تدريبية تساهم في رفع كفاءة الكوادر الوطنية

** الأكاديمية طرحت 221 برنامجاً في مختلف القطاعات والتخصصات ** تدريب 2870 طالباً وموظفاً سنوياً بمعدل 1700 ساعة تدريب ** 29 مواطناً من 36 متدرباً ضمن برنامج كوادر مالية النسخة الثامنة حصلوا على عمل في القطاع المالي كشف السيد خليفة الصلاحي اليافعي، الرئيس التنفيذي لأكاديمية قطر للمال والأعمال، عن البرامج والمشاريع التدريبية التي تنفذها الأكاديمية لرفد سوق العمل بالكوادر المالية المؤهلة بالكفاءة، مشيراً إلى أن برامج الأكاديمية تغطي الكثير من التخصصات وفقا لحاجة المؤسسات والوزارات، وقال: تعمل الأكاديمية بشكل مستمر على إطلاق العديد من البرامج المختلفة والمندرجة ضمن أربعة أنواع، هي البرامج حسب الطلب، وبرامج التنمية الوطنية، بالإضافة إلى البرامج المفتوحة أو الشهادات المهنية للعامة، وكذلك الحال بالنسبة للبرامج الأكاديمية الخاصة بطلاب جامعة نورثمبريا في البكالوريوس والماجستير، وأوضح اليافعي أن الأكاديمية ومنذ تأسيسها في عام 2009 أطلقت 221 برنامجاً، شملت العديد من المجالات، مؤكدًا استمرارها في السير على ذات النهج خلال المرحلة المقبلة، في إطار تماشيها مع إستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، التي سيتم التركيز فيها على تأهيل الكوادر الوطنية للعمل في القطاع الخاص عبر توفير برامج تدريبية تخصصية تساهم من رفع كفاءة الكوادر الوطنية. وأعلن اليافعي أن عدد خريجي وخريجات جامعة نورثمبريا منذ إطلاقها في عام 2018 بلغ حوالي 448 خريجاً في تخصصين للبكالوريوس، وأربعة تخصصات ضمن الماجستير، مشيداً بدور الكوادر القطرية في هيئة التدريس الخاصة بالجامعة الذين يقدرون بثلاثة أساتذة، موضحاً سعي الجامعة نحو التوسع خلال المرحلة المقبلة، عبر استقطاب المزيد من الطلاب الدوليين، بالذات من منطقة الخليج، عبر مجموعة من المبادرات لاستقطاب الطلاب الدوليين، وانفردت الشرق بجولة داخل قاعات وأقسام الأكاديمية. فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. - بداية لو تقربنا من عمل الأكاديمية، والمحاور التي تركز عليها؟ كما تعلمون، أكاديمية قطر للمال والأعمال هي مؤسسة تم إطلاقها بشكل رسمي في سنة 2009، وستحتفل قريباً بمرور 15 عاماً على تأسيسها من طرف مركز قطر للمال، حيث تمثل الهدف الرئيسي وراء ذلك، في رفد سوق العمل بالكوادر الوطنية خصوصا في القطاع المالي، وغيره من المجالات الأخرى، عن طريق تقديم برامج تدريبية وأكاديمية، مقسمة على العديد من الأصناف الرئيسية، تضم برامج الشهادات المهنية، أو البرامج التدريبية المفتوحة كما تسمى، وتطرح بواسطتها شهادات مهنية دولية، مثل شهادات «السي أف أي» والسي في أي المهمة جدا في سوق العمل، بالإضافة إلى البرامج التدريبية حسب الطلب، التي تستهدف تصميم برامج بناء على احتياجات المؤسسات والشركات الخاصة والحكومية، زد على ذلك برامج التنمية الوطنية التي يتم عبرها العمل مع الجهات المعنية لتصميم برامج تهدف إلى دعم توطين الوظائف، مثل برنامج كوادر مالية، وبرنامج أصول المستقبل، كما نركز أيضا على التكوين العلمي العالي، من خلال الشراكة مع جامعة نورثمبريا البريطانية منذ 2018، لتقديم برامج بكالوريوس وماجستير. لدينا حاليا 6 برامج أكاديمية، برنامجان للبكالوريوس و4 برامج للماجستير. - هل نجحت الأكاديمية في تحقيق الأهداف التي أطلقت من أجلها؟ الحكم على نجاح الأكاديمية من عدمه، لا يمكن له أن يتم إلا من خلال البحث في الأرقام التي حققتها منذ إطلاقها قبل 15 عاما من الآن، والتي نجحت عن طريقها في إعداد وتأهيل عدد كبير من الكوادر الوطنية في مختلف الوظائف المالية، من خلال برنامج كوادر مالية، حيث نقوم باستقطاب خريجي الإدارة والمحاسبة في برنامج لمدة ثلاثة شهور يركز على التجربة العملية في المؤسسات المالية، وبلغ عدد الخريجين من هذا البرنامج 260 خريجا. وفي العام الماضي أضفنا الباحثين عن عمل إلى البرنامج، حيث تبين لنا وجود نقص في قسم المخاطر المالية، وقد قمنا بتصميم مسار خاص لهذا المجال، وكذلك الحال بالنسبة للتأمين والتدقيق المالي. كذلك تصميم برامج خاصة بالأمن السيبراني بالتعاون مع الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، وقد قامت الأكاديمية بتدريب اكثر من 30 ألف موظف حكومي في الأمن السيبراني. ويبلغ عدد المتدربين سنويا حوالي 2870، ويبلغ عدد الساعات التدريبية 1695 ساعة موزعة على 392 يوماً، كما تمكنت الأكاديمية من طرح 221 برنامجاً في مختلف القطاعات. - كم عدد خريجي البرنامج الوطني كوادر مالية إلى الآن؟ إلى الآن تم تخريج أكثر من 260 طالبا عبر برنامج كوادر مالية، الذي بلغ نسخته التاسعة هذا العام، والمركز يعمل بشكل كبير على تلبية احتياجات السوق، واستهداف الأقسام والإدارات التي يوجد فيها نقص في عدد الخريجين المواطنين، على غرار قسم المخاطر في القطاع المالي، الذي تم تصميم برامج تعنى به حاله حال قطاعي التدقيق والتأمين. دراسة الأسواق المحلية - إلى أي مدى يمكن للأكاديمية تدريب الكوادر الوطنية لتكون جاهزة لدخول الأسواق المحلية؟ نجاح الأكاديمية في تدريب الكوادر القطرية لتكون جاهزة لدخول السوق المحلي، يستند إلى الدراسات التي تقوم بها الأكاديمية لمعرفة احتياجات السوق والنقص في الوظائف، كما يستند إلى الشراكات المتعددة التي تربطها مع مختلف الجهات الحكومية، ما يسمح لها باستهداف القطاعات التي يوجد فيها نقص بالكوادر، وقد حققنا نجاحا كبيرا بتصميم البرامج المناسبة التي تلبي الاحتياجات وتسد النقص وتدعم الكوادر الوطنية، تماشيا مع إستراتيجية التنمية الوطنية التي ركزت على موضوع القطاع الخاص ورفده بالكوادر المحلية، في ظل الفرص الكثيرة التي يوفرها هذا القطاع للمواطنين، لاسيما في القطاع المالي. وكذلك يعود النجاح إلى البرامج الخاصة وفي بعض الأحيان تكون البرامج مبادرات من جهات حكومية وخاصة، وعلى سبيل المثال برنامج إعداد المرشد المهني المعتمد (توجيه) الذي ينظمه ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، والتي تشارك فيه الأكاديمية كشريك أكاديمية. الثقة ببرامج الأكاديمية - هل أصبحت الأكاديمية اليوم مصدر ثقة للجهات الباحثة عن تطوير وتأهيل الكوادر الوطنية؟ العمل المميز الذي قامت به الأكاديمية في السنوات الماضية، زاد بكل تأكيد من نسبة الثقة الموضوعة فيها من طرف مختلف المؤسسات، والتي تعود إليها بشكل سنوي من أجل تصميم برامج عمل أو تطوير خاصة بها، ما يفسر ارتفاع عدد عملاء الأكاديمية، الذي بلغ خلال العام الماضي حوالي 40 مؤسسة ممثلة للقطاعين الحكومي والخاص، وهو الحال ذاته في الشق الأكاديمي، والذي يشهد سنويا تخصيص منح وبعثات دراسية خاصة بموظفي الشركات الداخلية، من أجل تطوير قدراتهم العملية والوصول بها إلى أعلى المستويات عبر جامعة نورثمبريا الاعتماد الأكاديمي - هل تتوافق جامعة نورثمبريا مع الشروط المحلية؟ وما عدد طلابها؟ الجامعة حاليا تضم أكثر من 360 طالبا في مختلف التخصصات، أما بخصوص الشروط المحلية فبكل تأكيد نحن نتماشى مع ذلك، فوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لا تسمح لأي جامعة بممارسة عملها داخل البلد دون الحصول على جميع الموافقات، حيث تعمل بشكل دائم على وضع المعايير اللازمة لإنشاء هذه المؤسسات التعليمية، وتسجيلها ضمن قائمة الجامعات المسموح لها بممارسة العمل هنا في الدوحة بشكل عادي، وهو الحال ذاته مع جامعة نورثمبريا. تخصصات الأكاديمية - ما التخصصات التي تطرحها الأكاديمية؟ نحن نقدم تخصصين في البكالوريوس وأربعة في الماجستير، حيث نطرح في البكالوريوس كلا من المالية والاستثمار، وريادة الأعمال، في حين نقدم في الماجستير التخصصات التالية، المالية وماجستير في تحليل الأعمال ودراسة البيانات واتخاذ القرارات السليمة، زد إليهما ماجستير التسويق الرقمي، وريادة الأعمال والابتكار. 448 خريجاً - كم عدد خريجي الجامعة، وما شروط الالتحاق بها؟ نجحت جامعتنا منذ إطلاقها في تخريج 448 خريجا وخريجة، كما أننا نعتمد نفس شروط الالتحاق بالجامعة الأم في نيوكاستل، انطلاقا من الحصول على الثانوية العامة بنسبة معينة، وصولا إلى إجادة اللغة الإنجليزية والحصول على معدل 5 في اختبار «الأيلس» على الأقل للانخراط في السنة الأولى، لأن الطالب في الأخير يحصل على الشهادة من الجامعة الأم، مع إعطائه الحرية في التخرج في الدوحة أو بريطانيا. رسوم مخفضة - ماذا عن رسوم الالتحاق بالجامعة مقارنة بغيرها من الجامعات الأخرى؟ بخصوص الرسوم الدراسية فإن الطالب يدفع عبر أكاديميتنا رسوما أقل من الجامعة الأم، ما يجعل من أسعار الانخراط في جامعتنا واحدة من بين الأفضل في السوق المحلي، إذا ما قورنت بغيرها من الجامعات الأجنبية الأخرى، مع توفير خاصيتي الدفع المباشر أو الأقساط لتخفيف الأعباء المالية على الطلاب، ووضعهم في أحسن الظروف المالية من أجل مواصلة مشوارهم الدراسي. الأكاديمية أفضل وجهة للشباب - إلى أي مدى يمكن للأكاديمية أن تشكل للشباب الطموحين منصة للتوجيه والإرشاد في ريادة الأعمال؟ الأكيد أن الأكاديمية ببرامجها المدروسة جيدا والمصممة بإحكام في مختلف التخصصات، من شأنها لعب دور مهم بالنسبة للشباب الراغبين في التوجه نحو ريادة الأعمال، وذلك من خلال الدراسات العليا والبرامج التدريبية المختلفة التي تطرح في هذا القطاع، الذي يتم العمل فيه على تسليط الضوء على جميع محاوره بالشكل المحلي، حيث نعمل على تدريس الاستثمار وريادة الأعمال في المشاريع الناشئة عبر اعتماد المعايير الموجودة في السوق الوطني. - كم يبلغ عدد الطلاب الأجانب في الأكاديمية؟ في العام الماضي نجحنا في استقطاب ثلاثة طلاب سعوديين، بالإضافة إلى طالب كويتي وطالب من الولايات المتحدة الامريكية حيث تلقوا تعليمهم العالي في جامعة نورثمبريا في الدوحة، إلا أننا نأمل بكل تأكيد في الرفع من عدد الطلاب الدوليين خلال المرحلة القادمة، من خلال مجموعة من المبادرات، من خلال العمل مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالمشاركة في مختلفة المعارض الدولية الخاصة بالجامعات. مبادرات مهمة - بعيدا عن الأكاديمية ما المشاريع المشتركة التي ستطلقونها مستقبلا؟ نحن نبذل جهدا كبيرا خلال الفترة الحالية من أجل الاستمرار في الدخول في الشراكات التي من شأنها الزيادة في دور الأكاديمية المتعلق بتدريب الكوادر القطرية للعمل في مختلف القطاعات، وبالذات المرتبطة بالجانب المالي، حيث ننتظر أن ترى هذه المبادرات النور قريبا، وذلك في الجانبين التدريبي والأكاديمي، وسيتم الإعلان عنها في وقتها المناسب. مظلة مركز قطر للمال - كيف هي طبيعة عملكم مع مركز قطر للمال ؟ نحن من الشركات المدرجة في مركز قطر للمال كما تعلمون، ما يؤكد التعاون الكبير معه، وهو الذي تربطنا إستراتيجية معه، تنص على تمكين المتدربين في الأكاديمية من التدريب في الشركات الأخرى المنضوية تحت لوائه، بما فيها المؤسسات الأجنبية التي سبقت وأن فتحت أبوابها أمام طلاب ومتدربي الأكاديمية. برامج دعم القطاع الخاص - كيف تعملون على دعم القطاع الخاص ؟ الأكاديمية تشكل إحدى المؤسسات الرئيسية التي تساهم في تنمية مهارات الخريجين حسب احتياجات القطاع الخاص، وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، وذلك عبر تصميم برامج تساهم بشكل مباشر في ربط القطاع الخاص بالكوادر المالية، وبناء على ذلك يتم تصميم هذه البرامج، والمساهمة في توطين الوظائف، بالشكل الذي يتوافق مع استراتيجية التنمية الوطنية التي تم إطلاق آخر مراحلها مؤخرا، بغية تعزيز القطاع الخاص وتمكينه من لعب دوره كاملا في تقوية الاقتصاد المحلي. الذكاء الاصطناعي - هل ستؤثر التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي على طبيعة عملكم؟ لا بالعكس من ذلك نحن نتابع باهتمام هذه التطورات في كل من التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي، مع الحرص الدائم على إعداد برامج خاصة بهذين المحورين، اللذين نعتقد أنهما سيسهمان في زيادة الفرص الوظيفية في القطاع المالي بالذات، ولا نرى فيهما أي تهديد، فبالرغم من حقيقة أن هذا التغير قد يلغي بعض الوظائف، أو الأقسام مستقبلا إلا أنه سيطرح مناصب عمل أخرى خلف الشاشات، ولذا يجب علينا مواكبة هذا النمو ببرامج خاصة به. تحديات الخبرة - كيف تخططون لحل مشكلة الخبرة لدى الخريجين الجدد ؟ تذليل عقبة الخبرة أمام الخريجين الجدد يعد أحد أهم المحاور التي نعمل عليها في الأكاديمية، من خلال تصميم برامجنا بشكل يساعد على حل هذه المشكلة، من خلال توفير برامج تدريبية في المؤسسات الشريكة، على سبيل المثال البرنامج الوطني كوادر مالية يشهد مشاركة حوالي 80 متدربا هذا العام، وفي نهايته سينضمون لفترة معايشة تمتد لستة أسابيع في مؤسسات مالية مختلفة، منها شركات استشارية كبرى، تطرح برامج تدريبية يتم من خلالها تقييم الطلاب، وتقديم شهادات تخدمهم في رحلة البحث عن الوظائف. محاربة غسل الأموال - هل استهدفتم محاربة غسل الأموال ببرامج خاصة ؟ نعم بكل تأكيد، وذلك تماشيا مع سياسة قطر التي تعمل بشكل دائم على محاربة هذه الظاهرة، وهو ما دفعنا إلى التوجه نحو إعداد برامج خاصة في هذا الصدد بالتنسيق مع العديد من المؤسسات الخيرية، والشركات المالية، حيث دربنا حوالي 2000 متدرب في هذا المجال، ما أسهم في الرفع من تصنيف قطر في هذا القطاع بالذات. التوسع أكاديميا - في الأخير، ما الأهداف المستقبلية للأكاديمية؟ في المرحلة المقبلة أعتقد أننا سنكون بحاجة إلى التوسع أكثر من الناحية الأكاديمية، أو التدريبية، وذلك من أجل التماشي مع السوق، إلى جانب تعزيز شراكاتنا التعاونية مع مؤسسات جديدة عاملة في ذات المجال، في إطار العمل على تنمية مهارات الموظفين في الدولة، والوصول بها إلى أعلى المستويات.

1814

| 26 فبراير 2024

محليات alsharq
الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية فيصل السحوتي لـ الشرق: 42 دولة تشارك في المنتدى الدولي للمحاكم التجارية

** المنتدى يقام لأول مرة في الدوحة ويناقش المستجدات القضائية التجارية الدولية ** 2 مليار ريال قيمة الدعاوى التي فصلت فيها المحكمة ** 100 مليار ريال حجم الأصول التي يتم إدارتها في مركز قطر للمال ** 42 دولة و54 محكمة تشارك في المنتدى الدولي للمحاكم التجارية ** المحكمة ستنتقل إلى مقر جديد في لوسيل ضمن مجمع المؤسسات المالية ** محكمة قطر مؤسس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية ** المحكمة مختصة بدعاوى المنازعات في مركز قطر للمال والمناطق الحرة ** اتفاقات وشراكات مع جهات دولية أبرزها مع سنغافورة والمملكة المتحدة ** المحكمة تنظر بالمنازعات المالية والاقتصادية والاستثمارية والعمالية ** قواعد الوساطة المعمول بها في المحكمة ساهمت في تعزيز العدالة الناجزة ** المحكمة تضم كوادر قطرية مميزة ونخبة من القضاة الدوليين ** محكمة قطر الدولية ركيزة أساسية في جذب واستقطاب المستثمرين الأجانب ** نحن محكمة قطرية مبنية على أفضل الممارسات القضائية العالمية ** 17 قاضيا في المحكمة منهم قضاة قطريون سينضم إليهم المزيد ** 70 % من موظفي المحكمة قطريون والعدد في ازدياد ** الدعاوى تنوعت بين نزاعات مالية واسترداد ديون وقضايا عمالية ** 120 % ارتفاعا في عدد الدعاوى المنظورة أمام المحكمة عام 2023 ** 2000 شركة مسجلة في مركز قطر للمال ** اختصاص المحكمة توسع ليشمل أكثر من مجال وقطاع في الدولة ** العنصر المهم لدينا هو مواءمة التشريعات مع احتياجات المستثمرين ** تنسيق وتعاون مع المجلس الأعلى للقضاء باعتبار المحكمة جزءا من السلطة القضائية ** 50 % من أطراف القضايا لشركات مسجلة في المركز و50 % لشركات من خارجه ** عمل المحكمة يمتاز بمرونة وسهولة الإجراءات مما ضاعف الإقبال على التقاضي أمامها ** المحكمة بدأت بالتقاضي الإلكتروني قبل كورونا وحققت نجاحا كبيرا في هذه الخطوة ** نعمل في بيئة تشريعية متكاملة تستند الى العدالة الناجزة ** تعديل تشريعي يحدد مدد التقاضي ويعزز القدرة على استيعاب القضايا يصدر قريبا ** تقليص عدد القضاة من 3 قضاة إلى قاض واحد لدواعي السرعة في بت القضايا تستضيف محكمة قطر الدولية المنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية الذي يعقد في الدوحة لأول مرة في أبريل المقبل بمشاركة 42 دولة و54 محكمة لمناقشة آخر المستجدات على الساحة القضائية التجارية الدولية وتعزيز التعاون بين المحاكم التجارية الدولية وتبادل وجهات النظر والخبرات في مسائل تنفيذ الأحكام المالية. ويأتي المنتدى تتويجا للسمعة العالمية المرموقة التي اكتسبتها محكمة قطر الدولية في التعامل مع القضايا التجارية على الساحتين المحلية والدولية استنادا الى تجربة قطر في تفعيل دور القضاء المختص. ودأبت محكمة قطر الدولية منذ نشأتها على تطوير خدماتها والحرص على توفير كافة الوسائل وتفعيل قنوات التواصل والحرص على تلقي المعلومات الخاصة بالإجراءات والقواعد ونشر الأحكام الصادرة عنها بطريقة سلسة تساهم في تسهيل فهم واستيعاب إجراءاتها القضائية مما عزز ثقة المستثمرين. ويقف خلف النجاح الكبير الرئيس التنفيذي للمحكمة السيد فيصل راشد السحوتي الذي خص الشرق بحوار شامل تحدث فيه عن طبيعة عمل المحكمة ومسيرتها وانجازاتها موضحا ان المحكمة تتولى الفصل في النزاعات الاستثمارية والتجارية التي يكون أحد طرفيها شركة مؤسسة في مركز قطر للمال أو في المناطق الحرة بالدولة. وكشف الرئيس التنفيذي للمحكمة أن حجم الأصول التي يتم إدارتها انطلاقًا من مركز قطر للمال في عام 2023 تقدر بنحو 100 مليار ريال. فيما يبلغ عدد الشركات المسجلة قرابة (2000) شركة. مشيرا الى قيمة الدعاوى التي فصلت فيها المحكمة تقدر بحوالي 2 مليار ريال وتنوعت في طبيعتها ما بين نزاعات ذات صلة بالقطاع المصرفي والمالي، ودعاوى الإخلال بالعقود، واسترداد الديون، والدعاوى العمالية، وتلك المتعلقة بالتأمين، بالإضافة إلى دعاوى المخالفات التنظيمية. وقال: هناك زيادة بنسبة 120 % في عدد القضايا المرفوعة لدى محكمة قطر الدولية، واذا نظرنا إلى نسبة هذه القضايا من حيث عدد الشركات المسجلة لدى مركز قطر للمال والشركات من خارج المركز، يمكن القول إن 50 % من هذه الشركات من الشركات المسجلة في المركز و50 % من خارج المركز. وأعلن الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية ان نسبة 70 % من موظفي المحكمة قطريون وعلى مستوى القضاة لدينا 17 قاضيا منهم قضاة قطريون والعدد في ازدياد مشيرا الى ان المحكمة قطرية ومبنية على افضل الممارسات القضائية العالمية. وتطرق السحوتي الى دور المحكمة في تشجيع حل المنازعات بين الأطراف بالوساطة وقال ان 90 % من القضايا التي تم حلها بالوساطة كانت ناجحة. وكشف السيد فيصل السحوتي ان العمل يجري حاليا للانتقال الى مقر جديد للمحكمة بمنطقة لوسيل التي ستحتضن المؤسسات المالية في الدولة. فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. - بعد ما شهده القطاع القانوني من تحديث وتطوير شمل هياكله الإدارية وبنيته التشريعية، أين تقف اليوم محكمة قطر الدولية ضمن هذه المنظومة القانونية؟ تأسست محكمة قطر الدولية ومركز تسوية المنازعات بموجب قانون مركز قطر للمال رقم 7 لسنة 2005 وتعديلاته، ضمن منظومة مركز قطر للمال لتكون ضمن البناء الهيكلي القانوني للمركز. وقد استهدف المشرع من إنشائها الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز بيئة الأعمال ودعم مناخ الاستثمار في الدولة بما يتماشى مع رؤية قطر 2030 وذلك من خلال إيجاد قضاء متخصص وسريع يتولى نظر المنازعات ذات العلاقة بالأنشطة المالية والاقتصادية والاستثمارية والتي قد تنشأ فيما بين الشركات المسجلة في المركز. جاء تأسيس محكمة قطر الدولية للمساهمة في خلق بيئة جاذبة للاستثمار في دولة قطر من خلال مركز قطر للمال، والذي أصبح محل اهتمام من العديد من المستثمرين في السنوات الأخيرة. وقد ساهمت المحكمة في توفير ضمانات العدالة وتعزيز ثقة المؤسسات والشركات المالية العالمية بالقضاء الوطني، وذلك من خلال الحصول على العدالة الناجزة في حل منازعاتها. وقد بلغ حجم الأصول التي يتم إدارتها انطلاقًا من المركز في عام 2023 نحو 100 مليار ريال. كما بلغ عدد الشركات المسجلة قرابة (2000) شركة. ويتألف الجهاز القضائي لمحكمة قطر الدولية من محكمة مدنية وتجارية، بالإضافة إلى محكمة التنظيم والمكلفة بالنظر في طلبات الاستئناف المرفوعة ضد القرارات الصادرة من قبل هيئة مركز قطر للمال، هيئة التنظيم أو المؤسسات المسجلة تحت مظلة المركز. وتعمل الهيئتان القضائيتان على توفير خدمات قضائية تتميز بسرعة النظر في المنازعات والفصل فيها بعدل وكفاءة وذلك من خلال أفضل الممارسات الدولية. مضى على تأسيس محكمة قطر الدولية 14 سنة، وخلال هذه السنين تطور اختصاص المحكمة لتصبح خلال عام 2017 محكمة مختصة في مجال التحكيم، وفيما بعد تم توسيع الاختصاص كذلك لتصبح محكمة قطر الدولية هي المختصة بالمناطق الحرة في دولة قطر. ولذلك توسع اختصاص المحكمة من مجرد اختصاص محدود بمركز قطر للمال الى محكمة مختصة بأكثر من مجال وقطاع في الدولة. البيئة التشريعية - هذا التوسع ألقى عليكم دون شك أعباء إضافية، كما أنه استقطب جهات جديدة للتعامل مع المحكمة، ماذا عن حجم العمل الإضافي الذي تم على رصيد المحكمة؟ الهدف الذي رسم من البداية ان يكون وجود المحكمة في هذا الاختصاص الذي حدده المشرع يراعي الخصوصية التي تتميز بها القطاعات التي يغطيها نشاط المحكمة، مثل مركز قطر للمال والمناطق الحرة، ولهذه خصوصيتها التي تتعلق بالمستثمر الاجنبي وكذلك المستثمر المحلي الذي اسس اعماله في هذه البيئة التشريعية، ولذلك المحكمة تراعي خصوصية التعاملات من حيث اللغة ومن حيث الممارسة، فنحن دائما نطمح أن يكون الفصل في النزاع وفقا للمبادئ التي يتعامل بها مثيل الأطراف المحلية في غيرها من شركات دول العالم. ولذلك تعتبر منطقة قضائية موحدة يفهمها المستثمر في دولة قطر والمتعاقد مع هذا المستثمر الذي يريد أن يضمن عقودا خارجية متوافقة مع المنظومة التشريعية في دولة قطر والبيئة الخارجية، وهذا هو العنصر المهم لدينا هو الوضوح في التشريعات ومواءمتها مع احتياجات المستثمرين. الانفتاح الاقتصادي والاستثمار الأجنبي - نتحدث عن أربعة عشر عاما من عمر المحكمة والوضع تغير اليوم بطبيعة الحال، كيف واكبتم هذه المراحل المتعاقبة بتشريعات جديدة تلبي احتياجات التنمية والانفتاح الاقتصادي على الاستثمار الأجنبي؟ التشريعات يصدرها مركز قطر للمال والمناطق الحرة، والدولة كذلك تسهر على تعديل التشريعات الاقتصادية وهذا ما نلحظه من متابعة الإصدار والتحديث والتعديل المستمر للتشريعات والقوانين ذات الطبيعة الاقتصادية، ولذلك نحن في دولة قطر من البيئات التشريعية المواكبة للنمو الاقتصادي المتسارع. الشراكات مع الدول - هل الطبيعة الدولية للمحكمة تحتم ارتباطها بمحاكم دولية خارج الدوحة؟ قامت المحكمة بإبرام العديد من مذكرات التفاهم مع عدة جهات قضائية في دول أخرى، وعلى سبيل المثال، فقد قامت المحكمة بإبرام مذكرة تفاهم مع المحكمة التجارية الدولية في سنغافورة، كذلك فقد قامت المحكمة بإبرام مذكرة استرشادية مع المحكمة التجارية في إنجلترا وويلز في المملكة المتحدة، وذلك لتسهيل تنفيذ الاحكام المالية. مسار التقاضي - وقع خلاف بين شركتين أجنبيتين مثلاً... كيف مسار التقدم بطلبات للتقاضي؟ بداية، تقوم الشركة المدعية بتقديم صحيفة الدعوى إلكترونيا إلى قلم الكتّاب في المحكمة، وبعد التحقق من أن المحكمة مختصة بنظر النزاع، يقوم رئيس قلم كتّاب المحكمة بمراجعة الصحيفة للتحقق مما إذا كانت مستوفية لكافة المطلوبات، وإذا رأت المحكمة أن لديها الاختصاص بنظر الدعوى المرفوعة أمامها، يقوم رئيس القلم عندئذ بقيد الدعوى وإعطائها رقما متسلسلا خاصا بها. وتسمى هذه العملية اصطلاحا بإصدار صحيفة الدعوى. وبعد أن يتم إعلان الشركة المدعى عليها وفقًا للوسائل المنصوص عليها في الأنظمة والقواعد الإجرائية المعمول بها في محكمة قطر الدولية. ويجب على الشركة المدعى عليها الرد على صحيفة الدعوى وإيداع مذكرة دفاعها في خلال 28 يومًا من تاريخ الإعلان. ولعل أهم ما يميز إجراءات التقاضي في المحكمة هو نظام إدارة القضايا Case Management، حيث يقوم قلم المحكمة بمجموعة من الأعمال تتعلق بتهيئة وتجهيز كافة مستندات الدعوى، لضمان سير الدعوى بطريقة منهجية سليمة لضمان الفصل فيها بأسرع وقت ممكن وبأقل التكاليف على المحكمة والخصوم. وبعد أن ينتهي الاطراف من تبادل المذكرات، يقوم رئيس القلم بتحديد موعد جلسة المرافعات الأولى وإعلان تاريخها للخصوم. وعند الانتهاء من الجلسات التمهيدية والتي تبت المحكمة فيها في بعض المسائل الأولية.، تبدأ إجراءات المرافعة بين أطراف الدعوى. وبعد انتهاء الأطراف من تقديم مرافعاتهم، تقرر المحكمة قفل باب المرافعة وحجز الدعوى للحكم في تاريخ مُعين. الشركات المسجلة - إذن طبيعة تعامل المحكمة مع الشركات المسجلة في مركز قطر للمال أو التي لديها فروع بالمناطق الحرة فقط؟ نعم، إلا في حال كانت إحدى الشركات أو الاطراف سواء داخل دولة قطر أو خارجها متعاملة مع شركة مسجلة لدى مركز قطر للمال أو لديها فروع بالمناطق الحرة، وفي هذه الحالة يكون التقاضي على حسب التنفيذ، فإذا كان التنفيذ محليا تتولى المحكمة إجراءات التنفيذ بالتنسيق مع الجهات المختصة مثل وزارة الداخلية ووزارة التجارة والصناعة أو مصرف قطر المركزي أو البنوك، وغيرها من الجهات ذات العلاقة. حقائق وأرقام - كم عدد الشركات التي تتعاملون معها أو حصلت معها طلبات للتدخل من المحكمة تجاه قضايا استثمارية سواء داخل الدولة أو خارجها؟ بلغ حجم الأصول التي يتم إدارتها انطلاقًا من المركز في عام 2023 نحو 100 مليار ريال. كما بلغ عدد الشركات المسجلة قرابة (2000) شركة. لكن الأهم في هذه النقطة أن هناك زيادة بنسبة 120 % في عدد القضايا المرفوعة لدى محكمة قطر الدولية، واذا نظرنا إلى نسبة هذه القضايا من حيث عدد الشركات المسجلة لدى مركز قطر للمال والشركات من خارج المركز، يمكن القول إن 50 % من هذه الشركات من الشركات المسجلة في المركز و50 % من خارج مركز قطر للمال كأطراف في هذه القضايا. ولكن من المهم الاشارة هنا الى المرونة التي تميز عمل المحكمة وهذه المرونة هي تحد لنا في أي قضية تصل الينا بما في ذلك تحديات وجود طرف في دولة ما، وفارق التوقيت وغيرها لان هدف كل مجالس العدل هو الوصول السلس للعدالة واذا تحققنا من هذا الشيء تجد عدد القضايا يزيد، لان الشركات اذا وجدت التسهيلات يكون هناك اقبال، وعدد القضايا يزيد، وتجد الشركات مرتاحة لسهولة تسجيل القضية وحضورها وسهولة الترافع فيها، وبالمناسبة نحن تجاوزنا موضوع الحضور الشكلي حتى قبل تداعيات كورونا، والفرق انه عندما جاءت كورونا اصبح التعامل الالكتروني ثقافة عامة عزز الاجراء الذي كنا قد بدأنا به قبل ذلك. كذلك موضوع حضور القضاة ليس شرطا في القضايا البسيطة او المستعجلة لكن القضايا الرئيسية تكون حضوريا لكن لو تعذر حضور أي طرف يكون الخيار سهلا وسلسا لدينا في المحكمة. العدالة الناجزة - الزيادة التي أشرتم اليها، هل هي مؤشر لوجود بيئة وعدالة ناجزة في مسائل التقاضي؟ كما اشرت سابقا الى موضوع التوسع في الاختصاص القضائي بدأ في 2017، والاختصاص القضائي يحتاج فترة للوصول الى نتائجه وفي 2017 و2021 كانت كذلك فترات شهدت توسيع الاختصاص وقد لمسنا انعكاس هذا التوسع في 2022 و 2023 بالاضافة الى ان مركز قطر للمال اصبح لديه نمو كبير في عدد الشركات وهذا ايضا ينعكس على الاداء القضائي، ونسبة وتناسبا لا أعتقد أن هذه النسبة تعكس زيادة في القضايا أو وجود خلل معين أو عدم وضوح في تشريعات معينة، ولكن في المقام الاول أن المحكمة حديثة وإجراءاتها واضحة ومحفزة للاطراف ذوي الحق ان يطالبوا بحقوقهم. ونحن الى الان مع هذا النمو لايزال عدد قضايانا جدا قليل وهذا الشيء من صالح البيئة القانونية لان الشركة عندما تعمل في اطار بيئة قانونية واضحة والوصول الى العدالة فيها سريع تجد ان المتعاملين كلهم ملتزمون وتقل القضايا ولذلك تجد الالتزام والاتفاق صلبا، اما اذا كانت البيئة غير واضحة، وفيها تأخير في الفصل في النزاعات يصبح الخيار الاول الذهاب الى المحكمة. ولذلك اذا كانت لديك بيئة تشريعية رادعة تجد جميع الاطراف ملتزمة. تعديل التشريع لتسهيل التقاضي - بالنظر إلى إهمية السرعة في البت بالنزاعات باعتبارها النقطة الجوهرية في المحاكم، ما هي اجراءاتكم لتسريع التقاضي والمدد المحددة لديكم للبت في القضايا؟ فيما يخص مدد التقاضي، يوجد تعديل تشريعي يتضمن تعديلات مهمة وسيصدر قريبا لدواعي السرعة والبت في القضايا ولمتطلبات زيادة عدد القضايا قلصنا في حجم بعض القضايا، ومن هذه الإجراءات تقليص عدد القضاة من ثلاثة قضاة الى قاض واحد. وكذلك فيما يخص المدد والطعون هناك بعض القضايا ستكون فيها سرعة اكبر لمواجهة الارتفاع الكبير في عدد القضايا. المستندات الإلكترونية - كيف تتعاملون مع المستندات الإلكترونية في التقاضي ومنصة الإخطارات؟ دشنت محكمة قطر الدولية قبل ثلاثة أعوام تقريبا نظام المحكمة الالكترونية الخاص بها والذي يسمى باللغة الإنجليزية بـ eCourt. ويسمح هذا النظام بإمكانية رفع الدعوى وقيدها، وإعلانها، وتبادل المذكرات، وحضور الجلسات عن بُعد، والاستعلام عن كافة الإجراءات التي تمت في الدعوى إلكترونيا ودون الحاجة للحضور شخصيا. 70 % قطريون - هناك أطراف أخرى أشرتم اليها في اطار التعاون القضائي وموضوع التنفيذ، كيف تسيرون هذه العلاقات في ظل العلاقة مع اطراف دولية، كيف توازنون بين هذه العلاقات؟ نحن محكمة قطرية في المقام الاول، والعنصر الدولي يتعلق بتشكيل القضاة ومدارسهم المختلفة، لان المحكمة مبنية على افضل الممارسات القضائية العالمية. وعلى مستوى الوظائف 70 % من موظفي المحكمة قطريون وعلى مستوى القضاة، عددهم أصلا محدود في حدود 17 قاضيا، منهم قضاة قطريون والعدد في ازدياد ولدينا اسماء مطروحة في المستقبل القريب ان شاء الله. حماية المستثمرين - على أي مستوى ساهمت المحكمة في رفع درجة الامان لدى المستثمرين؟ هذه الاحصائيات ترصدها الجهات الاخرى في المناطق الحرة ومركز قطر للمال، ولا ترصدها المحكمة، فيما يخص رأي المستثمر، ولكن من حيث صدى العمل القضائي نحن نتابع الاداء الايجابي للمنظومة القضائية بشكل عام. - ضمن منظومة هيئات المحكمة، هل يلعب مركز التسويات دورا لايجاد حلول للمنازعات؟ عندنا موضوع الوساطة وتلعب دورا مهما في تسوية النزاعات اثناء نظرها امام المحكمة، ففي بعض القضايا مثلا يعرض القاضي على المتخاصمين حل النزاع عبر الوساطة، واذا ابدوا استعدادهم عندنا قائمة وسطاء يتم من خلالها حل النزاع. وعلى رغم قلة عدد القضايا التي تم حلها عن طريق الوساطة فان 90 % من قضايا الوساطة كانت ناجحة. ونحن كمحكمة لا نتقاضى رسوما على الوساطة. وهناك نوعان من الوساطة: الوساطة الخارجية مثلا جهتان من خارج مركز قطر للمال اختاروا اللجوء للمحكمة لحل النزاع عبر الوساطة هذا يتم الفصل فيه وتكون هناك رسوم رمزية كأتعاب للوسطاء، وفيما يخص نطاق اختصاص المحكمة لا تكون هناك تكاليف على الوساطة. والمحكمة لا تتقاضى أي رسوم حاليا على الوساطة واذا تم التعديل سيكون رمزيا لان القضاء لا يتكسب من التقاضي. القضايا الأكثر تداولاً - ماذا عن نوعية القضايا الأكثر تداولا امام المحكمة؟ العقود التجارية والنزاعات التجارية الاكثر تداولا أمام المحكمة. تليها قضايا التأمين وقضايا الموظفين لكن في المجمل نزاعات تجارية. - هل يمكن أن يكون أطراف النزاع شركة أو مؤسسة مع فرد أو موظف؟ نعم جميع الشركات التي تكون مسجلة بالمناطق الحرة أو مركز قطر للمال تخضع لاجراءات المحكمة في نزاعاتها مع الموظفين في أي نزاع أو عقود عمل. 2 مليار ريال - ما هي قيمة الدعاوى المطروحة امام المحكمة ؟ بلغت قيمة الدعاوى التي فصلت فيها المحكمة في عامي 2022و2023 حوالي ملياري ريال، وتنوعت في طبيعتها ما بين نزاعات ذات صلة بالقطاع المصرفي والمالي، ودعاوى الإخلال بالعقود، واسترداد الديون، والدعاوى العمالية، وتلك المتعلقة بالتأمين، بالإضافة إلى دعاوى المخالفات التنظيمية. إحصاءات - ما هي نسبة ارتفاع عدد الدعاوى في عام 2023 بالمقارنة مع العام 2023؟ ارتفع عدد الدعاوى المنظورة امام المحكمة في عام 2023 بنسبة بلغت 120% بالمقارنة مع العام 2022، كذلك فقد ارتفع أيضاً عدد الاحكام الصادرة عن المحكمة في العام 2023 بنسبة بلغت 58% بالمقارنة مع العام 2022. وتعزى الزيادة في ارتفاع نسبة عدد الدعاوى المسجلة والاحكام الصادرة عن المحكمة إلى زيادة حجم النشاط الاقتصادي في مركز قطر للمال بالإضافة إلى مد الاختصاص القضائي للمحكمة لتشمل منازعات المناطق الحرة بالدولة. التعاون مع مجلس القضاء - هل لديكم تنسيق في هذا الشأن مع المجلس الأعلى للقضاء؟ يوجد تنسيق وتعاون بيننا مع المجلس الاعلى للقضاء باعتبارنا جزءا من السلطة القضائية في دولة قطر، ودائما التعاون موجود وتبادل الخبرات وحتى في امور التنفيذ لو احتاج المجلس أي استفسارات بشأن الشركات المسجلة في مركز قطر للمال، أو احتجنا نحن الوصول لمعلومات معينة، تكون هناك مخاطبات وتبادل للمعلومات، ودعم المجلس الأعلى للقضاء أحد أسباب نجاح محكمة قطر الدولية. مستقبل المحكمة - كيف تنظرون إلى مستقبل المحكمة مع تطور الاقتصاد وتسارعه ونموه بقطر؟ أصبحت محكمة قطر الدولية ركيزة أساسية في جذب واستقطاب المستثمرين الأجانب الى مركز قطر للمال وإلى المناطق الحرة بالدولة. ومن المزمع توسيع ولاية واختصاص محكمة قطر الدولية في الفترة المقبلة لتشمل أيضا منازعات مناطق اقتصادية اخرى. وتعد المحكمة صمام أمان قضائي دولي للمستثمر الأجنبي من حيث تشكيلها ونظام عملها والذي يتبنى أفضل المعايير والممارسات الدولية. رؤية قطر - كيف تتوافق رؤية المحكمة مع رؤية قطر 2030؟ تسعى المحكمة إلى تعزيز تحقيق العدالة الناجزة بالدولة من خلال تبسيط وتسريع إجراءات التقاضي، وبما يخدم ويلبي الطموحات والأهداف التي ترمي إليها رؤية قطر الوطنية 2030. القضايا المشتركة - هناك محكمة الاستثمار والتجارة التابعة للمجلس الاعلى للقضاء، هل هناك قضايا مشتركة بينكم معها، ما مدى التعاون معها؟ كما أشرت سابقا المجلس الاعلى للقضاء هو الداعم الاول للمحكمة، وبشكل طبيعي هناك تعاون وثيق مع محكمة الاستثمار والتجارة، ويمكن تعاون بطبيعة مختلفة حيث لا يوجد اتصال مباشر فيما يخص اجراءات التقاضي، ولكن نتبادل الخبرات وهناك تنسيق دائم في تبادل معلومات قضائية بالإضافة إلى التعاون في مجال الانشطة والفعاليات القانونية وهذا أحد أوجه التعاون. - هل بالإمكان لجوء بعض الاطراف غير المسجلة بمركز قطر للمال الى المحكمة؟ يمكنها ذلك في حال كان الطرف الآخر مسجلا بمركز قطر للمال، أو في المناطق الحرة يلجأ الينا باعتبارنا اصحاب الاختصاص الاصيل. تنفيذ المذكرات - في حال صدور مذكرات قضائية ضد اطراف خارجية، ما هي الأدوات التي تمتلكونها لتنفيذ هذه المذكرات؟ المحكمة غير معنية بالتنفيذ الخارجي، ولكن عندما نرسم خطة واضحة للاطراف من محكمة قطر الى المحكمة في البلد الاخر اصبح الموضوع سلسا بالنسبة للطرف المعني وسيجد قبول التنفيذ وقبول الحكم الصادر في محكمة قطر الدولية في البلد الاخر وهذه مهمة ليست بالسهلة وهي ما نطمح له، وقد أخذت علما بتنفيذ احكام خارجية صادرة عن محكمة قطر الدولية، وهذه مسألة مهمة. وهذه مهمة الطرف المعني ان يأخذ الحكم بعد صدوره في قطر لتنفيذه في البلد الآخر. - اليوم قطر تحظى بحضور عال في جميع المؤشرات العالمية بما في ذلك الوساطة الدولية، الى أي مدى ساهم هذا النجاح في لجوء الاطراف الخارجية الى محكمة قطر الدولية للفصل في بعض القضايا؟ هذا شيء انعكس ايجابا بدون شك على سمعة قطر القضائية، ودائما نجد الابواب مفتوحة امامنا في دول العالم لثقتها في إعلاء قطر لسيادة القانون، ويمكنني ان اقول ان سمعتنا العالية دائما تسبقنا لأي مكان نشارك فيه، ومبادرات الدولة حتى على مستوى التعليم نجد لها صدى تعزز سمعتنا القضائية العالية، ودائما في أي تعاون قضائي نجد الترحيب، وهذا لم يأت من فراغ وانما نتيجة لسمعة قطر الطيبة. منتدى المحاكم التجارية - هل أقمتم تعاونا مع محاكم نظيرة لكم في الخارج؟ طبعا لدينا تعاون مع العديد من المحاكم التجارية الخارجية. وهذا يقودنا الى اهمية المنتدى الداعم للمحاكم التجارية الذي سنستضيفه لاحقا ان شاء الله، وتعاوننا مع هذه المحاكم متعدد الاطراف، ففي مجال التعاون الثنائي لدينا تعاون مع محاكم في سنغافورة وفي بريطانيا في مجال التجارة اساسا ولدينا مذكرات تعاون موقعة، ولدينا تعاون في اطار اكبر بالمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية حيث ان محكمة قطر مؤسس لهذا المنتدى الذي انبثق عنه مذكرة تعاون جماعية بين المحاكم الاعضاء في المنتدى وسهلت هذه المذكرة التعاون في الامور التنفيذية واوجدت ضباط اتصال بين المحاكم في هذا الشأن. والان تم اختيار دولة قطر العام الماضي لاستضافة المنتدى في شهر ابريل القام بمشاركة اكثر من خمسين محكمة وبحضور رؤساء مجالس عدل. وهذه اول مرة يتم بها استضافة هذا المنتدى بعد موافقة مجلس الوزراء الموقر. المنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية - حدثنا عن المنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية؟ اُنشِئ المنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية في عام 2017 بدعوة ومبادرة من القاضي اللورد توماس- رئيس محكمة قطر الدولية، وذلك بهدف: 1. تعزيز التعاون بين المحاكم التجارية الدولية وتبادل وجهات النظر والخبرات بين المحاكم التجارية في مسائل تنفيذ الاحكام المالية. 2. التعاون فيما يتعلق بالخبرات باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في المحاكم. 3. مشاركة أفضل التجارب والممارسات القضائية المطبقة في إدارة الدعاوى. 4. حث المحاكم التجارية على تشجيع الأطراف إلى اللجوء إلى آليات تسوية المنازعات البديلة مثل التحكيم والوساطة لتسوية نزاعاتهم بعيدا عن أروقة المحاكم. ولقد أكد المنتدى الدولي في نهاية اجتماعه الاول على أهمية تضافر الجهود لتعزيز سيادة القانون وترسيخ ورفع الوعي الدولي بالنزاهة القضائية والخدمات القانونية الدولية. ولقد أصدر المنتدى: 1. مذكرة تفاهم متعددة الأطراف لأعضائه لتوضيح أسس الاعتراف المتبادل لتنفيذ الاحكام المالية. 2. كما أصدر المنتدى دليلا إرشاديا لأفضل الممارسات القضائية المتبعة في إدارة الدعوى وجلسات الاستماع عن بعد لمواجهة تداعيات جائحة الكورونا على سير العملية القضائية. ويبلغ عدد الدول التي تشارك محاكمها في المنتدى اثنتين وأربعين دولة، وبعدد إجمالي أربع وخمسين محكمة. وسوف يعقد المنتدى اجتماعه الخامس في مدينة الدوحة خلال الفترة من 20-21 أبريل 2024 لمناقشة آخر المستجدات على الساحة القضائية التجارية الدولية وذلك بمشاركة أكثر من 50 محكمة قضائية من مختلف انحاء دول العالم. المقر الجديد - هل تنوون الانتقال إلى المقر الجديد للهيئات المالية في منطقة لوسيل؟ يجري العمل حاليا للانتقال الى مقر جديد للمحكمة بمنطقة لوسيل وستحتضن هذه المنطقة المؤسسات المالية في الدولة. ونحن كجزء من هذه المنظومة سنتواجد هناك وستوفر البيئة الجديدة بيئة مثالية للأطراف ذات الصلة بالمحكمة، حيث سيتم تجهيز المقر وفقا لأحدث التجهيزات القضائية.

2030

| 19 فبراير 2024

محليات alsharq
الشرق أول مؤسسة إعلامية تنفرد بحوار شامل مع وائل الدحدوح: تجرعت السم بخروجي من غزة.. وهذا سر استمراري في عملي بعد استشهاد أسرتي

- أيقونة الصحافة الفلسطينية وائل الدحدوح في حوار شامل مع الشرق: ** غزة شوكة للاحتلال.. و«إسرائيل» تعتبر الحرب الاستقلال الثاني ** مهنية الجزيرة تزعج الاحتلال «الإسرائيلي» ** أدعو زملائي في غزة إلى الاستمرار لنقل حقيقة ما يجري هناك ** الاحتلال الإسرائيلي قال لابنتي : يا سندس عودوا إلى الجنوب ** كان أبسط وأقوى وأبلغ رد على التحدي هو العودة إلى ممارسة عملي ** النموذج الملهم أخطر ما يزعج «إسرائيل» ولذلك يستهدفه دائماً ** عندما انتقلت إلى خان يونس كان الناس يأتوننا من محافظات أخرى للتضامن ** المنظمات الإعلامية تقاعست عن تنظيم حملة ضغط على إسرائيل لحماية الصحفيين ** ما أطلبه من العالم أن يرى بعينيه الاثنتين لا بعين إسرائيلية واحدة ** «الخيمة» في غزة أصبحت حلم البسطاء وعلية القوم ** تغلبت على عاطفتي بالمهنية والشفافية بالعودة للشاشة بعد استهداف أسرتي ** رفضت الهزيمة بالغياب عن الشاشة بعد استشهاد أسرتي ** زوجتي لم تكن عماد البيت بل كانت هي كل البيت ** الحروب السابقة كانت مجرد بروفات أمام هول ما يحدث في غزة ** «إسرائيل» لم تحقق أياً من أهدافها في الحرب حتى الآن ** المقاومة تعتبر قدرتها على البقاء انتصاراً كبيراً بعد 7 أكتوبر ** الفلسطيني تحت القصف وفي خيمته يحتفل بميلاد طفلته ليصنع الفرح ** رغم الدمار والمجازر أهل غزة يسطرون أسطورة الصمود برفض النزوح ** امرأة طاعنة في السن جاءت إلى خيمتي وأهدتني كلمات شدت من أزري ** إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها فاتبعت سياسة الأرض المحروقة وتدمير كل شيء ** 7 أكتوبر أصعب مرحلة في تاريخ إسرائيل ** تعاطف الناس عزز قدرتي على الصمود والاستمرار في عملي ** ما حصل معي جعل شبكات التلفزة الغربية تضطر لتغيير سياستهاالتحريرية الحوار مع وائل الدحدوح، هو حوار مع غزة شعباً وإعلاماً. وهو حوار استثنائي مع رجل استثنائي في مرحلة استثنائية. حوار مع قامة إعلامية صنعت علامة فارقة في تاريخ الصحافة بفعل تضحيات جسام، لا يقوى على تقديمها سواه. فقد استطاع هذا الرجل النادر في صلابته ورباطة جأشه أن يمنع الاجتياح الإسرائيلي للكلمة الحرة والرواية الصادقة، حيث أصر على الوقوف أمام الكاميرا لنقل مأساة غزة بعد استهداف أسرته، وتمكن من اسقاط الرواية الإسرائيلية المزيفة عن أبشع عملية إبادة جماعية. وائل الدحدوح تحول إلى رمز عربي وعالمي وإلى أيقونة فلسطين، وجبل غزة الذي ظل صامداً مائة يوم، رغم استهداف أسرته ونجله واستهدافه شخصياً. لقد تحول إلى لغز حير الناس وأثار شغف السؤال لدى جميع المشاهدين: من أين جاء هذا الرجل بالصلابة ورباطة الجأش؟. وكان جوابه ببساطة: هي من عند الله الذي ربط على قلبي والهمني الرضا والصبر. لقد رفض وائل الانسحاب من المشهد الإعلامي والانكسار أمام الاحتلال، واختار أن يقف أمام الكاميرا بعد وقت قصير من دفن أفراد من أسرته وزوجته التي يحبها كثيرا ويصفها بأنها البيت كله. وقد زادت صلابته بفعل تفاعل الناس وتعاطفهم معه، حيث يروي أن الأطفال كانوا يأتون إليه من مناطق مختلفة ليكونوا معه، ولا ينسى وائل تلك المرأة الطاعنة في السن التي حملها أولادها لتأتي إلى وائل وتشد من أزره. وعندما يتحدث وائل الدحدوح عن غزة، يتحدث بمرارة، فما تتعرض له غزة غير مسبوق وكل الحروب السابقة كانت مجرد بروفات أمام هول هذه الحرب التي تحصد الأخضر واليابس، ولم يعد هناك مكان آمن، فما يجري يفوق الوصف والخيال وطاقة البشر على الاحتمال. وائل الدحدوح الذي تعاطفت معه المؤسسات الإعلامية لا يخفي عتبه على المؤسسات الإعلامية التي تدعي حماية الإعلاميين وحقوق الصحفيين، فالتعاطف وحده لا يكفي في حرب استشهد فيها أكثر من 120 صحفياً خلال أربعة أشهر وهو صادم لم يحصل حتى في أعتى الحروب التي استمرت لمدة عشرين عاماً. فالمطلوب من هذه المنظمات والمؤسسات أن تقوم بحملة ضغط على إسرائيل لوقف المقتلة بحق الصحفيين. خروج وائل من غزة لم يكن خروجاً سهلاً، فالظروف التي تستوجب الخروج قاهرة، مؤكدا أن خروجه كمن يتجرع السم، موجها رسالة إلى زملائه في غزة للاستمرار في حمل هذه الرسالة، وأداء الواجب لنقل حقيقة ما يجري في غزة، وأن يتسلحوا بالصبر والعزيمة والإرادة. أما رسالته إلى العالم فهو أن ينظر إلى ما يجري في غزة بعينين اثنتين وليس بعين واحدة. شغف الأسئلة لا ينتهي في الحوار مع أيقونة الصحافة وجبل غزة، فالتفاصيل التي تحدث عنها كثيرة والمواقف التي أعلنها جديرة بالتمعن والاهتمام. وفي الآتي نص الحوار التي انفردت به الشرق كأول مؤسسة إعلامية بعد وصوله إلى الدوحة: النص الكامل للحوار.. - نجري هذا الحوار الاستثنائي مع شخصية استثنائية، في مرحلة استثنائية، نحن اليوم مع رمز وأيقونة وجبل، ليس فقط هو الذي تعرض لمواقف صعبة وشكل مرحلة فارقة في عمله كشخص أو في مهنته، إنما في وطنه الذي يحمله، نحن اليوم مع أيقونة فلسطين، جبل غزة، الإعلامي والمواطن الذي عاش معاناة أهله وتعايش مع تلك الظروف الصعبة، فقد أسرته، أبناءه، أصدقاءه، زملاءه في عدوان صهيوني غاشم وحرب بربرية.. -الأستاذ وائل الدحدوح، ربما من عايش تلك الأحداث ليس كمن شاهدها عن بعد، لقد قمتم بأدوار عظيمة، أنتم شبكة الجزيرة بجميع طواقمها، تشكلت مرحلة جديدة في عمر الجزيرة، أثبتت أن الإعلام الحقيقي والمهني يمكن أن يشكل جيشاً كاملاً بمفردات الحروب الحالية.. كيف تركتم غزة خاصة وأن من أتى من هناك بالتأكيد له وصف آخر؟ حقيقة يصعب الحديث عن غزة، صعب أن تجد مفردات أو كلمات أو جُملا أو عبارات تشخص الواقع في غزة، لأنه ببساطة كما تحدثتم، ما حصل في غزة ولغزة، يفوق الخيال، يفوق طاقة احتمال البشر، يفوق التخيلات، هذه الحرب أشعرتنا فعلاً بأن كل الحروب السابقة كانت مجرد بروفات أو موجات تصعيد أو مناوشات محدودة جداً أمام هول ما رأينا، وصدمة ما رأينا، الناس في قطاع غزة يدفعون أثماناً باهظة إلى أبعد حد. ربما تنصرف عدسات الكاميرات وتنشغل وتسلط على البيوت التي تهدم والشهداء والأشلاء وهذا كله أمر واقع، والناس في قطاع غزة لا يدفعون هذا الثمن فقط، لأن هناك أثمانا باهظة على مدار اللحظة، فحالة النزوح التي يعيشها الناس حالة مؤلمة جداً وصعبة ومعقدة جداً، تجعل الناس يحلمون في أبسط الأشياء، يحلمون في خيمة، لا نبالغ بالقول إن علية القوم في غزة يصل بهم الحد أنهم يترجون لأن توفر لهم خيمة، وهي في نهاية المطاف خيمة لا تقي برد الشتاء أو حر الصيف، الناس تحلم في امتلاك خيمة وكأنها قصر، ولكن في نهاية المطاف هذه الخيمة موجودة في صحراء أو في أرض جرداء، لا يوجد فراش أو طعام أو مياه، هي في مناطق ليس بها بنية تحتية أو مقدرات، ولا حتى دورة مياه أكرمكم الله، وهذه كوارث كبيرة. هذه الحرب بكل تأكيد مختلفة على كل الأصعدة، فهي بدأت من حيث انتهت الحروب السابقة فيما يتعلق على الأقل بقضية التدمير، بمعنى أن إسرائيل بدأت في حرب الأبراج والبنايات المرتفعة ودمرتها، ثم بدأت في حرب المنازل ودمرتها على رؤوس ساكنيها، بغض النظر كم يحتوي هذا البيت من بشر 20، 30، 100، 120، لا وجود لحاجز أو خط أحمر، وبدأت بإغلاق المعابر وقطع الكهرباء والماء، وبالتالي أصبح قطاع غزة يعيش للمرة الأولى هذه القسوة، فالحروب السابقة نعم كانت قاسية وفتاكة، لكن كان لكل حرب ما يميزها، كانت هناك فسحة من الأمل، معبر يعمل، بعض المناطق كانت أقل خطراً من الأخرى، كانت الناس تجد بعض المناطق الآمنة للهروب إليها، لكن هذه المرة لا توجد بقعة آمنة أبداً، لا يوجد مكان آمن تلوذ به، واليوم اقتربنا من 4 أشهر على العدوان، والحرب تحصد الأخضر واليابس، وفصول المعاناة تشتد شيئاً فشيئاً، كل دقيقة، كل ساعة، كل ليلة، وكل يوم، نحن نتحدث عن فاتورة كبيرة جداً وباهظة جداً، ومعاناة تشتد على مدار اللحظة. غزة.. شوكة للاحتلال - هل هذه الحالة التي وصفتها من الوحشية، هل هي ناتجة عما حدث في 7 أكتوبر، أم أن الأمر كان مبيتاً وتم استغلال 7 أكتوبر لتنفيذ هذا المخطط الإجرامي وهذه الحرب التي لا تبقي أو تذر؟ يمكننا الحديث عن العاملين معاً، فمن الواضح أن غزة تشكل لـإسرائيل شوكة، وبالتالي كان لديها رغبة في إنهاء هذه الشوكة وإزالتها، وكثير من القادة الإسرائيليين الذين تحدثوا عن أمنياتهم بغرق غزة في البحر وإزالتها وتدميرها، قبل الحرب وفي بداية الحرب، عبروا عن ذلك دون مواربة وبشكل مباشر، حتى إن بعض التصريحات تشكل في حد ذاتها جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة، وبالتالي من الواضح أن هناك نية مبيتة، لكن ما حدث في 7 أكتوبر ليس بالهين، فهو بالنسبة لإسرائيل ربما أصعب لحظة تمر بها منذ إنشاء إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية، ربما هي اللحظة الأصعب في تاريخها، لذلك كانت هذه الحرب بالنسبة لـإسرائيل الاستقلال الثاني، وعبروا عن ذلك في تصريحاتهم، وكان يعتبر هو استعادة الدولة من وجهة نظر الاحتلال، والعاملان اشتركا مع بعضهما، وترجمتهما إسرائيل بهذه القسوة والبربرية والهمجية في الاعتداء على غزة، لأن ما حدث في القطاع كان واضحاً في كثير من فصوله وتفاصيله يكتسي بطابع العقاب الجماعي والانتقام والحقد، فعلى سبيل المثال عندما تشاهد زمرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي يلغمون المنازل ويفجرونها ويصورون ذلك ويهديه أحدهم لابنته في عيد ميلادها، وهم يضحكون، هذا لا يعبر عن جيش مهني، بل يعبر عن حقد، وعن جيش جاء معبأ بشكل كبير ليفرغ هذه الأحقاد في قطاع غزة، لما تمثله من رمزية وبسبب هذا الحدث. فشل الاحتلال - هل استطاع الكيان الإسرائيلي أن يحقق أهداف قادته السابقين أو الحاليين في كسر شوكة غزة من خلال هذه الجرائم؟ واقع الحال يرد على هذا السؤال، الإسرائيليون أعلنوا عن تحرير المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة، أين هم بعد 4 أشهر أو أكثر من 110 أيام؟ لم يستطيعوا تحرير جندي إسرائيلي واحد في قبضة المقاومة، هذا فشل ذريع وصفر كبير، أيضا ً على سبيل المثال إزالة حماس عن سدة الحكم أو تجريدها من قوتها، أو تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في غزة، هل هذا تحقق؟ بالتأكيد لا، اليوم بعد أكثر من 110 أيام عندما نشاهد في شمال القطاع الذي يضم مدينة غزة ومحافظة الشمال اشتباكات تندلع مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في كثير من المحاور، واستهداف للدبابات الإسرائيلية، وأكبر رشقة صواريخ تستهدف تل أبيب خرجت من الشمال، إذن نحن أمام فشل ذريع، على الأقل أمام الأهداف التي أعلنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وقادة الاحتلال، لم يتحقق منها شيء، ماذا بقي؟ بقي حالة الدمار والتدمير والشاملة وسياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها قوات الاحتلال ضد الحجر والبشر في غزة، وهذه بالتأكيد هي الورقة الأكثر إيلاماً وكلفة بالنسبة للواقع الفلسطيني، لكن لم يحقق الاحتلال أهدافه، على العكس فالمقاومة ما تزال قادرة على الصمود، ومن وجهة كل الاستراتيجيين والمراقبين والعارفين بالعلوم العسكرية، مجرد بقاء المقاومة وصمودها ومناوشتها أمام هذه الترسانة العسكرية التي يدعمها العالم، بعد أكثر من 110 أيام، إضافة إلى تحقيق عمليات تودي بحياة عشرات الجنود الإسرائيليين، فهذا يقترب من الإعجاز في بعض الأحيان، وهذا هو المهم بالنسبة إلى المقاومة، فأنا أعتقد أن المقاومة ترى أنه طالما هي قادرة على البقاء هذا يعتبر انتصارا كبيرا بعدما تحقق النصر في 7 أكتوبر. صمود المواطن الفلسطيني - على مستوى الإنسان في غزة، إلى متى سيظل صامداً أمام الحمم البركانية التي تنهال عليه من جانب الاحتلالالإسرائيلي، في ظل أهمية الحاضنة الشعبية للمقاومة، والتي أصبحت تتعرض للقتل والإبادة ؟ وهل ستظل روح الصمود والصلابة من جانب مواطني غزة قوية أمام كل هذا العدوان؟ لاشك أن أحد أهم أهداف القصف وحالة الدمار والتدمير هو استهداف حاضنة الفصائل والمقاومة الفلسطينية بالضغط عليها، أولاً لكي الوعي، ولم يكن كي هذا الوعي فقط لقطاع غزة، ولكنه ضد الوعي العربي والمسلم ولكل العالم، وكمحاولة لاستعادة هيبة هذا الجيش الذي ذهبت أدراج الرياح في السابع من أكتوبر. وإذا جئنا على أرض الواقع مرة أخرى احتكمنا إليه، لوجدنا أن ما يجري على الأرض يثبت العكس، فإذا كانت هذه الحاضنة دفعت ثمناً باهظاً، وأن جيش الاحتلال يستهدفها بشكل أساسي، حيث يبيد المنازل على رؤوس ساكنيها، فإن ذلك أيضاً رسالة تستهدف كي هذا الوعي الجمعي الفلسطيني والعربي والمسلم والحر على مستوى العالم. وفي نهاية المطاف، فإننا في شمال القطاع – على سبيل المثال- ورغم ارتكاب المجازر والدمار، نجد أن المواطنين رفضوا النزوح، وكذلك الحال في مدينة غزة، رغم ما يعانيه السكان هناك من عدم وجود المأكل، بل أي شيء يمكن أن يسد رمقهم، ورغم هذا كله فمازالوا قادرين على الصمود، وهذا يعتبر حالة من حالات الصمود والرفض، إذ ليس أمامهم خيارات أخرى متوفرة أمامهم، سوى الصمود. ومن وجهة نظري الشخصية، فإن ما يحدث يفوق احتمال طاقة البشر، ولذلك فنحن حتى لا نطالب الناس بأن يكونوا على درجة واحدة من الصمود والثبات والصبر ومواجهة المخاطر، خاصة وأن هناك من فقد كل أسرته وبيته، والذي ظل يعمل عليه منذ عشرات سنينن، ثم يفقده في لحظة واحدة. لكن كُثر من هؤلاء يخرجون من تحت الأنقاض يقولون فدا فلسطين، رغم أن هناك من يبدو عليه التعب الشديد والاهتزاز، وهذا بالطبع واقع البشر، لأن عدم حدوثه يعني أن هذا أمر غير طبيعي، إذ إن من الطبيعي أن نجد أناساً يتعبون ويهتزون، وربما تصدر منهم أحياناً عبارات أخرى، فالناس تريد العيش، والشعب الفلسطيني خاصة بما فيه في قطاع غزة، يحب الحياة بشكل كبير، ويحب أن يمارسها، فهو يعيش ويفرح ويحزن ويمارس حياته بكل تفاصيلها، كما هو حال كل شعوب العالم، وربما أكثر بفعل المحن المتتالية التي عاشها الشعب الفلسطيني، والتي لم تسعفه أو تمهلمه أن يحيا حياة طبيعية. لذلك، نجد المواطن الفلسطيني ماهراً بشكل لا يتوفر ما لدى الشعوب الأخرى في صناعة الحياة، حتى في ظل الأزمات والحروب، ولنا أن نتخيل رغم كل ما يواجهه المواطن الفلطسطيني، فهو يستحضر الحياة ويعود بالذاكرة إلى الوراء، حتى وهو في خيمته، رغم كل ما يواجهه من مخاطر، حيث نجد أباً مثلاً يحتفل رمزياً بعيد ميلاد طفلته الصغيرة، حتى يواسيها ويسليها، لتقوى على مواجهة هذا الخطر الكبير، خاصة وأن صوت الزنانة لايغادر المكان، كما أن أصوات القصف والدبابات حاضرة على مدار الساعة، ومن حول الناس. لذلك، فإن المواطن الفلسطيني في غزة يتشبث بأبسط الحياة، حتى يتمكن من مواجهة هذه الظروف، ويساعد من خلالها أطفاله، لأنه يدرك أنه في أي لحظة يمكن أن يشطب من الحياة ويصبح خبراً، وكأنه لم يكن قبل ذلك، لذلك يحاول على الأقل أن يخفف من خطبه، وهذا جزء يسير وبسيط من هذا الخوف، الذي يستوطن فيه ويسكنه على مدار اللحظة. وأعتقد أن هذا الشعور أصعب من القتل والتدمير، لأنه على مدار اللحظة فإن الكبير والصغير، الرجل والمرأة، الغني والفقير، والمسؤول وغيره، جميعهم يعيشون بهذه الروح، وأنهم مستهدفون، وأنهم بعد لحظة قد يكونون غير موجودين على قيد الحياة، وهذا شعور صعب للغاية، ومع ذلك نجد الناس في الغالب الأعم يقولون فدا فلسطين، وهذه نفسية تستعصي على الحل، كما أنها نفسية معقدة للغاية، وتستعصي أيضاً على الفهم. ومن خلال قناعتي الشخصية، فإن الله سبحانة وتعالى قبل أن يبلي، فإنه يدبر، كما أنه سبحانه وتعالى هو الذي يربط على القلوب ويصبر الناس ويثبتهم، وإلا فإن هذا الوضع في غزة لايمكن لأي إنسان أن يثبت خلاله، وإذا ثبت، فإنه يثبت في ملمة واحدة، وفي خطب واحد، أو في يوم واحد، أو في أسبوع واحد. ولكن على مدار أربعة أشهر، ليلاً ونهاراً، أمام هذه المعادلة، فهذا أمر صعب للغاية. رمز الكلمة الحرة - أمام هذه الروح، نجدك نموذجًا لكل صاحب قلم حر في وقت كانت هناك هجمة إعلامية من جانب الإعلام الغربي لتشويه الحقيقة، لذلك، فإن إسرائيل إذا كانت قد حاولت اجتياح غزة بالدبابات، فقد كنت أنت الصوت الحر، وأصبحت رمزًا للكلمة الحرة. لذلك نأمل تسليط الضوء على هذا التحدي الإعلامي الذي استطعت أن تقدمه كنموذج للإعلاميين في العالم؟ يصعب على الإنسان الحديث عن نفسه، ولكن بما أنها أصبحت قصة، اختزلت القصة الفلسطينية، فإن الإنسان يمكن له الحديث فقط من أجل تعميم هذا النموذج، إن صح التعبير. وهنا، أؤكد أننا جزء من الناس، ودفعنا ضريبة، دفعها كثر غيرنا من شعبنا الفلسطيني، وربما يكون هناك تعمد في الاستهداف لشخصنا بشكل متتالي، وعلى مراحل مختلفة، وربما الناس شعرت في لحظة من اللحظات أن هذا الصحفي ربما يقوم بنوع من أنواع الدفاع عن قضيته، عندما تركوا بمفردهم، وربما تكون هذه الفكرة وذلك المغزى قد وصل للناس. وأولاً وأخيرًا، فنحن نقوم بواجبنا وعملنا ونقدم جهدنا على أكمل وجه بقليل من الإخلاص، مدركين بأن هذا هو المتاح بالنسبة لنا للدفاع عن المساكين، وكذلك الدفاع عن كل من يتعرض لهذه الهمجية والدمار والقتل، ولذلك لم يكن أمامنا سوى هذا الصمود. وبالمناسبة نحن نقوم بهذا الواجب بأعلى درجات المهنية التي لايمكن أن تتوفر في أكثر النماذج مهنية في العالم. وفي هذا السياق أؤكد أن عملنا كله على الهواء مباشرة، إذ ليس هناك ما نخفيه، وربما لهذا تعرضت أسرتي للاستهداف، ومن ثم استهداف المنزل وتدميره، ثم استهدافي شخصياً، ثم أخرج من الموت بأعجوبة، ويستشهد أمامي الزميل المصور سامر أبودقة، ثم استهداف ولدي البكر حمزة، وكذلك استهداف المكتب. وفي كل مرة، وبفضل الله أولاً، يكون سبحانه وتعالى قد منحنا الصبر، ولسنا قوة خارقة، فهو الذي يمدنا بأسباب الصبر، وأعتقد أن الرضا والتسليم بقضاء الله هو كلمة السر الكبرى التي تمكننا من احتمال هذا الألم المتكرر، وهذه المعاناة، ونحن في نهاية المطاف، نؤمن بأن هذا قضاء الله وقدره، وعلينا التسليم والرضا به، مهما كانت النتائج، وهذه قناعة سابقة، والحمد لله كنا مهيأين لذلك، لإدراكنا بأننا نعمل في مهنة خطرة، وفي منطقة خطرة أيضاً، ودائما كنا نتوقع أن نكون هدفاً. تضحيات وائل الدحدوح تم استهداف منزله وتدميره استشهدت زوجته وابنته الصغرى شام واستشهد ابنه محمود واستشهد حفيده آدم ثم استهدف شخصيا وخرج من الموت بأعجوبة فيما استشهد زميله المصور سامر أبودقة. ثم استشهد ولده البكري حمزة. يواصل الزميل وائل الدحدوح رحلة علاجه بصحبة ابنه الوحيد يحيى وأربع بنات وثلاثة أحفاد نسأل الله أن يحفظهم. النموذج الملهم - هذا يقودنا إلى القول بأن الاستهداف لم يكن استهدافاً لك شخصياً، بقدر ما هو استهداف لما يمثله وائل الدحدوح من رمزية ونقل للحقيقة، فضلاً عن استهداف ما يقارب من 120 صحفياً استشهدوا في عدوان واستهداف مباشر، ومع ذلك فقد كان استهدافك ممنهجاً ومخططاً بدرجات متفاوتة. والسؤال هل كان الكيان الإسرائيلي يسعى من خلال استهدافك إلى اغتيال الحقيقة، حتى لا تُنقل إلى العالم، لحجب جرائمه؟ بدون أدنى شك في ذلك، فالاحتلال الإسرائيلي واضح منذ البداية بأنه لايريد لعيون الحقيقة أن تنقل ما يحدث، ولذلك استهدفت من بين الصحفيين الفلسطنيين الذين استهدفهم الاحتلال الاسرائيلي، والذي لايريد لنماذج غير معهودة في عالم الصحافة أن تشكل مصدر إلهام، فهو يريد أن يشطب هذه الرمزية بالفعل ويقتلها، وألا تقوم لها قائمة، وألا تكون مصدر إلهام يمكن أن يُعمم، ليس فقط على صعيد الصحفيين الفلسطينين، ولكن بالنسبة لصحفيي العالم، لأن هذا هو الأخطر بالنسبة لهم، كما يرون. ولعل أخطر ما يزعج إسرائيل هو النموذج الملهم، ولذلك فهى لا تريد له أن يحيا على الإطلاق. غير أن جزءًا كبيرًا من قوتنا وصمودنا هو هذا النموذج، فقد أدركنا أن ما نقوم به مهم لهؤلاء المساكين، ومهم كذلك للأسرة وللحركة الصحفية في قطاع غزة وخارجها، وخصوصاً بعد أول استهداف، وهو استهداف الأسرة، حيث كان الناس يعتقدون أنني سأغيب عن المشهد، بسبب هذا الظرف، الذي فقدت على إثره أفراد أسرتي، و14 شخصًا من أبناء عمومتي، خلاف المصابين، والذين كانوا في حاجة إلى رعاية وتطبيب. وحقيقة، لم تكن زوجتي هى عماد البيت، بل كانت هى كل البيت، لغيابي عنه، سواء أثناء الحرب أو في غيرها، ولذلك فإنني مع فقدها، فقدت كل شيء. أمام كل ذلك أصبحت في حيرة من أمري، بعدما أصبح عملي في مدينة غزة، بعد رحيل كل الصحفيين عنها، غير أنني قررت أن أبقى فيها، مصطحباً أفراد أسرتي المصابين في منطقة غزة، وهى المنطقة الأخطر، وكان ذلك قراراً صعباً للغاية، غير أن الأمر لم يكن بحاجة لمزيد من الوقت والتفكير، إذ أدخلت أفراد أسرتي المصابة مستشفى الشفاء، وبعد ذلك أجريت لهم العلاج اللازم. وأمام كل ذلك، قام الاحتلال الإسرائيلي بالاتصال على هاتف إحدى بناتي، وقال لها: يا سندس عودوا إلى الجنوب. وهنا كنت أمام خيارين، إما الجلوس مع من تبقى من الجرحى والمصابين ورعايتهم، وهذا حقهم بالطبع، وأقل من الحق الطبيعي، أو أن أعمل على إحياء الأمل في نفوس الزملاء الصحفيين والمواطنين وكذلك في نفوس العالم، وبالطبع اخترت الخيار الأخير. وفي ضوء ذلك كله، فقد تركت أسرتي في المستشفى، وتوجهت إلى المكتب وطلبت من القناة الظهور على الهواء مباشرة، وحينها ظهرت ثابتاً بفضل الله، دون أن تغلب علىّ العاطفة، أو الانتقام الشخصي، غير أن المهنية كانت هى الغالبة على ذلك. مصدر القوة والصبر - وكيف تمكنت في تلك اللحظات أن تتجنب الجانب الإنساني والعاطفي، وتلك اللحظات الصعبة التي قد يمر بها الإنسان، لتظهر بكل هذه القوة، وتلك الموضوعية في نقل الأحداث. ومن أين استمديت كل هذه القوة؟ استمديت هذه القوة من الله تعالى، فقد كنت أمام تحدٍ كبير، ليس فقط بالنسبة لي، ولكن لكل الذين ينتظرونني، ولا أريد أسهب كثيراً في هذا الجانب، غير أنني أنهيه بالقول إنني توجهت إلى الله سبحانه وطلبت منه العون، فهو الذي ألهمني الصبر والثبات، لأظهر على هذا النحو، وحينها استجمعت كل قوتي ورباطة جأشي وكل خبراتي مع استحضار الذهن والعاطفة والجوانب العاطفية والإنسانية والعقائدية، وشعرت بأنني إذا بقيت مع بقية أفراد الأسرة، فإنها ستكون هزيمة بالنسبة لي، وهى الهزيمة التي أرفضها جملة وتفصيلا. لذلك، كنت أشعر أنني أمام تحد كبير، فرضه الاحتلالالإسرائيلي علىّ، وعلى من يقفون خلفي، وبالتالي كان أبسط وأقوى وأبلغ رد على هذا التحدي، هو العودة إلى ممارسة عملي، مع الالتزام بالمهنية والموضوعية والهدوء والشفافية في تقديم هذه الرسالة. وكنت أشعر بأن أسرتي دفعت ضريبة عملي مرتين، الأولى عندما كانت تضحى بوجودي، عندما كنت في وسطها وأحضانها وأقوم برسالة ورمزية الأب، والأخرى عندما استهدفت أسرتي بهذا الشكل، لذلك كان لزاماً علىّ أن أكون وفياً لأبسط حد لأسرتي، والتي ضحت من أجل استمراري عندما سفكت دماؤها، ولذلك كان لايمكن لي أن أنهزم، وقررت ألا يكون هذا نهائياً، بل دافع إضافي، وأن اكون وفياً لأسرتي بمواصلة الرسالة والهدف، وذلك بأعلى درجات المهنية، وقهر المحتل، بهذه الطريقة. تضامن وتعاطف عالمي - أمام هذا كله، وكما ألهمت الشعوب العربية والعالمية، هل كان يصلك حجم الدعم والتعاطف والدعاء معك ولك؟ وهل أسهم ذلك أيضاً في تقوية صمودك أكثر، والشد من أزرك لاستكمال المهمة؟ بدون أدنى شكل، بأن هذا كان أحد أشكال ما كان يصبرنا، ففي ظل الظروف التي كنا نعيشها، لم تكن هناك إمكانية للتواصل مع الناس، واستقبال هذا الحجم الكبير من التعاطف والمساندة، لعدم وجود الاتصالات ولظروف الحرب، غير أنه كانت تصلنا بعض من هذه الردود وأفعال التضامن، وإن كانت قليلة في بادئ الأمر، غير أن ذلك كان يواسينا. ولكن مرة أخرى، أقول إن هناك شيئا خفيا عمم هذا النموذج، وهو الذي أحدث هذا التعاطف، فقد بدأنا ندرك شيئاً فشيئاً حجم التعاطف والتضامن عبر هذا النموذج بشكل ربما يذهلنا في كثير من الأحيان، في الوقت الذي لم يكن فيه لدينا ترف الوقت للتفكير فيه، لكن في نهاية المطاف، فإن كل ما فعلته هو أنني قمت بجهد بنوع من أنواع الإخلاص، وإن كان مختلفاً، وفي نهاية المطاف، لم تكن النتيجة لي. وواضح أن الله سبحانه وتعالى حبا هذه التجربة والنموذج وأوصلها إلى العالم كله ليحدث النموذج الكبير، بأن يتم تعميمه على كل أصقاع الأرض. وربما الذي كان يشعرنا بكثير من الاستغراب أن الأطفال في عمر 7 سنوات، كانوا في ارتباط غير طبيعي مع هذا النموذج، فحينما انتقلت إلى خان يونس، وجدت بعض الناس يأتوننا من محافظة أخرى لإبلاغي بأن ابنهم يود الحضور للسلام علي. كما جاءتني امرأة طاعنة في السن للخيمة، لتعبر عن دعمها لي، وتقول إنك فوق رؤوسنا، رغم الخطوب الكبيرة التي خاضتها، والمسافة الكبيرة التي قطعتها. كل هذا جعلني أدرك أن الموضوع مختلف، وتجلى أيضاً مع غير الناطقين باللغة العربية حول العالم، الذين أحدث لهم هذا النموذج صدمة كبيرة للغاية، تلقيت على إثره الكثير من أشكال التعاطف والتضامن، ولذلك فالجانب الإنساني وضعنا أمام اختبار صعب للغاية، لم يكن أمامي فقط، ولكنه كان صعبًا على جميع الناس، فأكثر من كان يشاهدني كان يترقب كيفية تصرفي، غير أن الله سبحانه وتعالى أمدنا بالقوة التي مكنتنا من النجاح. استهداف الجزيرة لاغتيال الحقيقة - هل كان استهداف مكتب الجزيرة في غزة في إطار استهداف الصوت الحر، ومن ثم اغتيال الحقيقة، خاصة وأن الجزيرة كانت تشكل تحديًا كبيراً أمام الكيان الإسرائيلي؟ وهل كان هذا الاستهداف بماثبة رسالة للجزيرة بضرورة أن تختفي عن المشهد؟ بدون أدنى شكل، فقد كان الاستهداف يحمل هذه المضامين والرسائل، وإذا كان هناك استهداف عام للصحافة، فإنه كان هناك استهداف خاص لقناة الجزيرة، ولايجب ان يغيب عن بالنا ما حدث مع الزميلة شيرين أبوعاقلة، والتي استهدفت في منطقة آمنة برصاص القناص، والذي كان يعرف من هى شيرين أبوعاقلة، ولم تكن حينها في منطقة ساخنة على غرار غزة على سبيل المثال، ورغم ذلك تم استهدافها، وهى من هى، المعروفة بأنها ابنة القدس، والتي تحمل جوازا أمريكيا، ولديها الكثير من القضايا التي كانت تصعب من مهمة استهدافها، ورغم ذلك تم استهدافها. وأذكر أن استهداف الجزيرة في هذه الحرب، لم يكن هو الاستهداف الأول بالطبع، ففي حرب عام 2014 تم استهداف المكتب، وكذلك في حرب 2021. لذلك كان تدمير المكتب هو العنوان لاستهداف الجزيرة، فضلاً عن قصة الاستهداف الشخصي، وكان ذلك رسالة بأن الجزيرة تتجاوز الخطوط الحمراء فيما يتعلق بالتغطية، فعندما يتم المقارنة بين تغطية الجزيرة وبين بقية الفضائيات فإننا نكتشف الفارق الكبير، وهذا ما لايريده الاحتلالالإسرائيلي، وهذا أيضاً ما يزعجه كثيراً. ولكن الجزيرة، ونحن جزء منها، نقوم بعمل مهني بحت، دون أي تهويل، كما أن كثيراً من تغطياتنا تتم على الهواء مباشرة، ودائماً أقول إننا في منطقة شديدة الوضوح بأن هناك احتلالا، وأن هناك شعبا محتلا، ونحن في منطقة ساخنة، وأينما يتم تسليط الكاميرا، فإنه يتم الحديث عما يجري، وهو شيء كبير، ولذلك لاينبغي الذهاب إلى التهويل أوالتزييف أوالتضخيم، لأن ما يحدث هو كبير في نهاية المطاف، ولا يحتاج سوى إلى المهنية والاخلاص في النقل ليصل إلى مستحقيه من المشاهدين والمتلقين في كافة أصقاع الأرض، وهذا ما نقوم به بالحرف الواحد. ولكن يبدو أن المهنية تزعج الاحتلالالاسرائيلي، وتؤلب عليه الرأي العام، لأن ما يقوم به لا يمت بصلة لحرية الرأي أو للدول المتحضرة، بل ينتمي إلى الثقافات الأخرى. الانحياز الإعلامي للرواية الإسرائيلية - هذه المهنية غابت عن مؤسسات إعلامية كبرى ورأينا ان تغطيتها للحرب على غزة كشفت انحدار تلك المؤسسات الى ازدواجية المعايير خلافا لكل الشعارات المهنية التي تزعمها وحرية الصحافة التي تدعيها؟ مع الأسف هناك انحياز كبير من مؤسسات وشبكات إعلامية عالمية الى الرواية الاسرائيلية وهناك ايضا انحياز في المنصات الرقمية ووسائل التواصل. وهذا الانحياز لا يخفى على احد وليس بالجديد لكن الحرب في غزة كانت الكاشفة والفاضحة لانحياز الغرب بمؤسساته الاعلامية الى اسرائيل والوقوف معها وتعمية الحقائق التي تتعارض مع الرواية الاسرائيلية. لكن هناك كثيرا من القصص والوقائع ومن بينها ما حصل معي ربما جعلت شبكات التلفزة الغربية تضطر لتغيير جزء من سياستها التحريرية تجاه ما يحدث على الارض في غزة لانه في نهاية المطاف عليها ان تقتنع وتدرك انه يجب عليها الاستماع لما يجري بأذنين وليس بأذن واحدة وان تنظر بعينين وليس بعين واحدة وهذا الذي بدأ يحدث ولو بشكل جزئي لدى عدد من المؤسسات الاعلامية المشهورة. الرواية الإسرائيلية تهاوت - هل نستطيع القول الرواية الاسرائيلية ضربت بالفعل على الصعيد الإعلامي؟ أعتقد الى حد كبير تهاوت الرواية الاسرائيلية في الاعلام الغربي ولم تعد مسيطرة. نحن عشنا عقودا من الزمن تحت سيطرة الرواية الاسرائيلية على الاعلام الغربي ولكن في هذه الحرب تهاوت الرواية الاسرائيلية الى حد كبير واصبحنا نرى في معاقل دول الانحياز لاسرائيل مسيرات ومظاهرات ضخمة تعبيرا عن التضامن مع فلسطين. لقد سقطت الرواية الاسرائيلية لانتهاكها المعايير الاعلامية وأصبحت الرواية العربية هي السائدة لمصداقيتها والتزامها بالمعايير المهنية. تدمير ممنهج للمناطق السكنية - الاحتلال الاسرائيلي كان يدعي خلال استهدافه للاحياء السكنية ان هناك مقاومة تطلق الصواريخ، ما مدى حقيقة ما يدعيه عن وجود مقاومة في المناطق السكنية والمستشفيات ؟ على الأقل فيما نحن شهود عليه. نحن لم نشاهد على الاطلاق هذا الأمر. ما يجري تدمير مبرمج للمناطق السكنية. ومن يعرف غزة يعرف ان المناطق السكنية مكتظة جدا بالسكان ولا تستوعب وجود مراكز عسكرية للمقاومة. المقاومة الفلسطينية كانت تعد طوال عقود وسنوات لمواجهة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي وهذا الاعداد لم يكن في الاحياء السكنية والمناطق المكتظة ولا في المستشفيات والمرافق الخدمية. هناك مناطق سكنية تم تدميرها وازيلت عن وجه الارض ولم يكن فيها اي وجود عسكري او مقاومة وعلى سبيل المثال في قلب مدينة غزة مع بداية الحرب جرى تدمير مربعين سكنيين في منطقة الرمال وهي المنطقة الارقى في قلب مدينة غزة وهذه مشهورة انه لا توجد مقرات ومساكن للمقاومة وغيرها وبالتالي تم تدميرها وهي غير مرتبطة بأي هدف عسكري أو ميداني ولم تشهد اي اطلاق صواريخ. ولذلك اتخذت إسرائيل رواية وجود المقاومة لتغطي التدمير واعمالها العدوانية والاجرامية. واعتقد ان ما يحدث الان والفيديوهات التي تصورها المقاومة وتبثها للعالم عبر شاشات التلفزة توضح للعالم انهم يستخدمون بقايا المنازل ويخرجون من تحت الارض ويستهدفون الاليات الاسرائيلية. وهذا بحد ذاته رد مباشر على ادعاءات اسرائيل. التضامن الإعلامي لا يكفي - هل تلقيت أي تضامن من الكيانات والمنظمات الاعلامية العالمية التي تدعي حماية الصحفيين والدفاع عنهم ؟ في قصتي خصوصا مع هذا المسلسل من الاستهداف. كان هناك تعاطف واسع من اطياف مختلفة من دول ومؤسسات وافراد على المستويات المحلية والاقليمية والعالمية. وربما هناك لفتات كريمة ساهمت برفع المعنويات والاستمرار. لكن في نهاية المطاف نحن الصحفيين نرى ان هناك دورا يجب ان تقوم به هذه الكيانات والمنظمات ليس فقط ان تدين وترحب وتشيد عليها ان تقوم بحملة ضغط على اسرائيل حتى توقف هذه المقتلة بحق الصحفيين. 120 صحفيا قتلوا خلال اربعة اشهر. هذا الرقم كبير وصادم وغير مسبوق ولم يحصل حتى في اعتى الحروب التي استمرت عشرين عاما. كان ينبغي ان تقوم هذه الكيانات والمؤسسات بأدوار فاعلة لحماية الصحفيين باعتبار ان الصحافة مهنة انسانية نبيلة مقدسة كفلتها كل القوانين والمواثيق التي تعاهدت عليها كل الدول وعلى رأسها الدول الغربية. فأين هذه الدول من حماية الصحفي الفلسطيني والصحفي في كل مناطق النزاع وهي مهمة يجب ان تكون مكفولة. لكن للاسف ما يجري على الارض غير ذلك. ولذلك نقول ان هذه المؤسسات قادرة ان تضغط على اسرائيل لوقف هذه المقتله بحق الصحفيين. رسالة إلى الإعلاميين في غزة - ما هي الكلمة التي تود أن توجهها إلى زملائك الإعلاميين في غزة ؟ بعد ان خرجت من غزة يصعب الحديث ولكن هم يدركون ان خروجي كان لظرف قاهر وانا كأنني تجرعت السم عندما خرجت من غزة. ولكن كان لزاما ان اخرج. للزملاء بالتأكيد اتمنى ان يتسلحوا دائما بالقوة والعزيمة والارادة والصبر والالتزام بالمهنية التامة والاستمرار في حمل هذه الرسالة وأداء الواجب لنقل حقيقة ما يحدث على الارض وهو كبير وكبير جدا ويحتاج الى جهد الجميع. رسالة إلى العالم - نختتم معك هذا الحوار وانت خارج الوطن في رحلة علاجية، ما هي رسالتك الى العالم الذي يشاهد ما يجري في غزة بدون ان يحرك ساكنا ؟ أقول في هذه الرسالة بوضوح شديد ما يحدث في قطاع غزة ظلم شديد وهي مأساة انسانية بكل تفاصيلها. وعلى العالم كله أن ينظر بعينين وليس بعين إسرائيلية واحدة وأن يستمع إلى رواية المظلومين والمقهورين بأذنين وليس بأذن واحدة وهذا أبسط شيء وأبسط حق من الحقوق الإنسانية التي يجب أن يقوموا به تجاه الشعب المقهور والمظلوم والمحارب والمقاتل والمحاصر. هذا أبسط شيء نطلبه. ومن ثم عليهم أن يصوبوا بوصلة مواقفهم استنادا الى روايات حقيقية مدعمة بالصور والمشاهد الميدانية.

10178

| 28 يناير 2024

محليات alsharq
رئيس محكمة الاستثمار والتجارة في حوار شامل مع «الشرق»: منصة إلكترونية جديدة لتيسير التقاضي في 2024

أكثر من 27 ألف طلب تسجيل دعوى.. 97 % منها إلكترونية 1.6 مليار ريال قيمة أكبر قضية و15 يوماً عُمر أسرع دعوى أحكام قطعية في 12 ألف دعوى منذ انطلاق أعمال المحكمة 21 ألف دعوى تجارية و1435 للبنوك والتمويل و819 «حل وتصفية وإفلاس» المحكمة نجحت في دعم بيئة الأعمال وطمأنة المستثمرين المحليين والأجانب اختصرنا عُمر الدعوى إلى 90 يوماً مقارنة بـ 400 وفق المؤشرات العالمية حريصون على تبسيط الإجراءات وسرعة الفصل في المنازعات التجارية تقليل أمد التقاضي بإجراءات مرنة تواكب أحدث المعايير الدولية نظام إدارة الدعوى نجح بامتياز ونأمل تعميمه على المحاكم المحكمة نفذت أهدافها بكفاءة ونجحت في تعزيز مناخ الاستثمار رسائل طمأنة للمستثمر المحلي والأجنبي عبر قضاء عادل وسريع 60 - 70 % نسبة القضاة القطريين في إدارات المحكمة دعم بيئة الأعمال وتعزيز ثقة جميع الأطراف في الاقتصاد الوطني خطة لإدخال البدائل القضائية ومنها الوساطة إجراءات واضحة ودقيقة ومختصرة وإلكترونية لرفع الدعاوى المحكمة تسهم بشكل مباشر في جذب الاستثمارات وتشجيع الشركات المحلية العدالة الناجزة مطلب للقضاة والمستثمرين ومكونات بيئة الأعمال حماية الحقوق وتعزيز الشفافية وتكافؤ الفرص على رأس أهدافنا جامعة قطر ترفد المحكمة بكفاءات إدارية وقانونيةفيكلالمجالات برؤية رشيدة وإستراتيجية حكيمة أُنشئت محكمة الاستثمار والتجارة، قبل نحو عام ونصف العام، بناء على القانون رقم 21 لسنة 2021، لتوثق النهضة التي يشهدها النظام القضائي في الدولة، وتطور البنية التشريعية الداعمة لقطاع الاستثمار والتجارة، وتعطي دفعة قوية للاقتصاد الوطني، وتسهم بشكل مباشر في تعزيز جهود جلب الاستثمارات في شتى القطاعات، من خلال بث رسائل طمأنة للمستثمرين ورجال الأعمال من خلال العدالة الناجزة وإجراءات تقاضٍ متطورة ومرنة وفاعلة ومركزة. ولتوثيق ما حققته محكمة الاستثمار والتجارة منذ بدء أعمالها، أجرت «الشرق» حواراً شاملاً مع سعادة القاضي خالد بن علي العبيدلي رئيس محكمة الاستثمار والتجارة، حيث أكد سعادته أن المحكمة في تطور مستمر لتحقيق الأهداف التي أنشئت لأجلها، كاشفاً عن وجود خطة يجري العمل عليها لإحداث تطوير شامل على النظام الإلكتروني الخاص بإجراءات تسجيل الدعاوى والمراحل المرتبطة بالتقاضي، مرجعاً السبب في ذلك إلى حرص المحكمة على تبسيط إجراءات الدعاوى والتقاضي وجعلها أكثر سهولة وتقليل أمد التقاضي من أجل تعزيز الوصول إلى قضاء عادل وسريع في الوقت نفسه. وأوضح أن الخطة الجديدة التي يجري العمل عليها حالياً تتضمن مشروعاً إلكترونياً متقدماً جداً، وسيرى النور خلال الربع الأول من عام 2024، وهو نظام إلكتروني مرن ومتطور من شأنه أن يعزز سهولة إجراءات التقاضي والتيسير على المتقاضين، بدءاً من رفع الدعوى إلى انتهاء المحاكمة، حيث تم استعراض الخبرات والتجارب والأنظمة في شركات تقنية عالمية، وقد تم الاتفاق مع شركة سنغافورية متخصصة لتنفيذه. وأضاف القاضي العبيدلي أن المحكمة أثبتت وجودها اللازم والضروري في تعزيز مناخ الاستثمار وتطوير الأنشطة التجارية في الدولة خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أنها استقبلت آلاف الدعاوى الخاصة بقطاع الاستثمار والتجارة، وقد فصلت في القضايا التي استوفت الإجراءات والشروط في وقت وجيز مقارنة بالمعايير العالمية وهو ما يثبت أنها حققت الهدف المنوط بها بشكل أساسي، مؤكداً أنّ المحكمة لا تدخر جهداً في خلق بيئة قانونية وقضائية آمنة تواكب أحدث التشريعات والتطورات الفكرية التي تتعلق بالتجارة والاستثمار، بما يسهم في تعزيز بيئة استثمارية جاذبة. وحول علاقات التعاون مع القطاعات والهيئات التجارية والاستثمارية والمالية، في الدولة، قال إنّ العلاقة بين المحكمة ومختلف قطاعات الدولة المالية والاستثمارية علاقة تكاملية، مشيراً إلى أن أحد أسباب تقصير عمر الدعوى وسرعة الفصل فيها يرجع إلى إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع جمعيتي المحاسبين القطرية والمهندسين القطرية فيما يتعلق بالشق القضائي. مضيفاً أن جامعة قطر ترفد المحكمة بكفاءات إدارية وقانونية في كل المجالات. النص الكامل للحوار.. - بداية..هل نحن بالفعل بحاجة لمحكمة متخصصة في قطاع الاستثمار؟ نعم بكل تأكيد، نحن بحاجة لوجود محكمة متخصصة في قطاع الاستثمار والتجارة، وهو مطلب حيوي جاء تنفيذاً لرؤية قطر الوطنية 2030 وتحقيقاً لبرنامج المجلس الأعلى للقضاء في تطوير الأنظمة القضائية وإيجاد قضاء متخصص، وعليه فإن وجود محكمة الاستثمار مهم وضروري وجاء في الوقت المناسب، من أجل تعزيز التنمية في هذا القطاع الحيوي. طمأنة المستثمرين - ماذا يعني وجود المحكمة بالنسبة للمستثمرين ورجال الأعمال.. وهل أعطت رسائل إيجابية؟ حقيقة، وجود محكمة مختصة في قضايا الاستثمار والتجارة أعطى رسائل طمأنة للمستثمر المحلي والأجنبي، وذلك من خلال تطبيق لائحة إجراءات واضحة ودقيقة ومختصرة وإلكترونية لرفع الدعاوى وتنفيذ عملية التقاضي بشكل عام، وهذا يساعد في تعزيز ثقة المستثمرين بالقضاء، ويسهم بشكل مباشر في جذب الاستثمارات الخارجية وتعزيز بيئة الاستثمار، وتشجيع إنشاء شركات محلية بما يخدم مسيرة التنمية. - حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، يركز دوماً في خطاباته على تحقيق العدالة الناجزة.. هل وضعتم ذلك ضمن أهداف المحكمة؟ بالتأكيد، إنّ العدالة الناجزة هي هدف أساسي لجميع المؤسسات القضائية لأنّ تعطيل وتطويل أمد التقاضي مضر، كما أن العدالة الناجزة مطلب للجميع من القضاة والمستثمرين والمتعاملين أيضاً، ولتحقيق ذلك لابد من تهيئة إجراءات قانونية وإدارية لتحقيق هذا الهدف، وهذا ما تضمنه خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في افتتاح دور الانعقاد السنوي الحادي والخمسين لمجلس الشورى. أبرز الإنجازات - بعد مرور نحو عام ونصف العام منذ بدء عمل المحكمة في مايو 2022.. ما هي أبرز الإنجازات التي حققت من جملة أهداف المحكمة؟ دعنا في البداية نسلط الضوء على أهداف إنشاء هذه المحكمة المتخصصة في قطاع الأعمال والتجارة والاستثمار، والتي من أبرزها سرعة الفصل في المنازعات التجارية عبر تطبيق إجراءات مرنة لتسويتها وفق المعايير الدولية الحديثة، فضلاً عن حماية الحقوق وتعزيز الشفافية وتكافؤ الفرص، حيث تميزت المحكمة بنظام إدارة الدعوى الذي تضمن مجموعة من الإجراءات المبسطة والحديثة في رفع الدعاوى التجارية، مما أدى إلى تقصير المدة الزمنية في عمر الدعوى من خلال الإنجاز السريع مع الجودة في الوقت نفسه، وقد شهدت المحكمة أول تطبيق لنظام إدارة الدعاوى في دولة قطر الذي يهدف إلى التسريع من الإجراءات القضائية وتهيئتها قبل العرض على هيئة المحكمة تمهيداً للفصل بها. لقد أثبتت المحكمة وجودها اللازم والضروري في تعزيز مناخ الاستثمار وتطوير الأنشطة التجارية في الدولة خلال الفترة الماضية، من خلال الفصل في العديد من القضايا ذات الصلة، بالإضافة إلى التعاون مع الخبراء في مجال الأعمال والاستثمار، وقد حظيت المحكمة بدعم قوي من الدولة والمؤسسات المرتبطة بها، مما أتاح لها القدرة على العمل بفاعلية وتنفيذ مهامها بكفاءة. تقصير المدد الزمنية - حدثنا عن نظام إدارة الدعوى.. وما هي أبرز أهدافه؟ هو مكتب شُكل من رئيس ومدير إداري وعدد من الباحثين القانونيين ومساعدي القضاة والقضاة المشرفين، يهدف إنشاء المكتب إلى السيطرة المبكرة على الدعوى والتحقق من اكتمال الملف وتقديم جميع الطلبات والإجراءات الأولية قبل رفع الدعوى ثم إتاحة الفرصة للأطراف لتقديم الدفوع أمام مكتب إدارة الدعوى وليس أمام المنصة، وهذا كله يتم إلكترونياً خلال مدد زمنية محددة بالقانون، حيث تبدأ مدد تبادل المذكرات منذ تحول طلب التسجيل إلى دعوى 30 يوماً للمدعى عليه للتعقيب على مذكرة المدعي، و15 يوماً أخرى لتعقيب المدعي على رد المدعى عليه و10 أيام للتعقيب على التعقيب من قبل المدعى عليه وتنتهي بذلك الدعوى أمام المكتب وتكون قد استكملت مدد تبادل المذكرات وكافة الدفوع ليصل إلى العدد الإجمالي 55 يوماً أمام المكتب مع إمكانية تقصير أو تمديد المدد بحسب الحالة في كل دعوى، وإمكانية عرض تسوية النزاع بين الأطراف عن طريق الوساطة ولذلك إجراءات مختلفة. حيث يمكن أن تنتهي الدعوى في مرحلة إدارة الدعوى عن طريق الصلح أو التسوية، أما إذا تم استكمال التقاضي فيتم إعداد تقرير من الباحث القانوني بالمكتب يلم بكافة إجراءات الدعوى، ومن ثم تحال إلى منصة القاضي مرفقة بالمستندات ثم تترك للقاضي ليأخذ قراره بشأن دراسة الدعوى أو حجز الدعوى للحكم أو طلب رأي فني وتعيين خبير معين لحين صدور الحكم فيها، وهذا ساعد كثيراً في السيطرة على الدعاوى وتقصير مددها الزمنية. 12.635 حكماً - وماذا عن أحدث إحصائيات الدعاوى منذ بداية عمل المحكمة؟ تعمد محكمة الاستثمار والتجارة إلى تحديث إحصاءاتها بشكل مستمر، لتقييم مستوى الخدمات المقدمة للجمهور، ففي أحدث إحصائيات الدعاوى منذ مباشرة المحكمة أعمالها في 10 مايو 2022 حتى 30 نوفمبر 2023 تظهر قائمة التسجيل والطلبات الإلكترونية أنه تمّ تسجيل إجمالي 27.412 طلب تحول عدد 16.574 إلى دعوى وتم إصدار 12.635 حكما قطعيا فيها. هذه الدعاوى المختلفة تدخل في اختصاصات محكمة الاستثمار وفق القانون وهي 12 اختصاصاً يقابله 22 تشريعاً قانونياً من ضمنها منازعات الشركاء والبنوك والتأمين والعلامات التجارية والنقل البحري والتخصصات الفرعية التي تندرج ضمن الاختصاصات. كما بلغت نسبة تسجيل الدعاوى على البوابة الإلكترونية 97% وهذا يعتبر إنجازاً نوعياً للقضاء. - وماذا عن الدعاوى المتداولة وآلية تصنيفها؟ إنّ محكمة الاستثمار والتجارة تنظر في عدد من الدعاوى المتداولة، ووفقاً للإحصائيات الحديثة فإنّ الدعاوى المتبقية بمكتب إدارة الدعوى بلغت 1921 دعوى، وفي الدوائر الابتدائية بلغ المتبقي 1469 دعوى، وفي دوائر الأمور المستعجلة والوقتية بلغ المتبقي 107 دعاوى، وفي الدوائر الاستئنافية بلغ المتبقي 1083 دعوى، ليصل إجمالي الدعاوى المتبقية وهي المتداولة والمنظورة أمام دوائر المحكمة 4580 دعوى. تقوم المحكمة بتصنيف عدد الدعاوى ما بين تجاري وبنوك وتمويل وحل وتصفية وإفلاس، فقد بلغ عدد الدعاوى التجارية 21,650 دعوى ونسبتها 91%، ودعاوى البنوك والتمويل بلغت 1,435 دعوى بنسبة 6%، ودعاوى حل وتصفية وإفلاس 819 دعوى بنسبة 3%. 54 - 90 يوماً - ما هو العمر الزمني للدعوى وصولاً إلى مرحلة الفصل فيها؟ لقد حققنا أرقاماً جيدة في متوسط العمر الزمني للدعاوى منذ بداية إنشاء المحكمة في مايو 2022 إلى اليوم، ونحن في هذا المقام نشيد بتعاون الجميع وخاصة المتقاضين أنفسهم الذين عرفوا جيداً كيفية التعامل مع النظام الإلكتروني الذي نتعامل به بنسبة 100% في ظل عدم وجود نظام ورقي. في البدايات كان عمر الدعوى يصل إلى 150 يوماً، واليوم يتراوح بين 54 إلى 90 يوماً، وبالمتوسط فإنّ عمر الدعوى في القضية أمام المحكمة الابتدائية يستغرق 118 يوماً تقريباً ومرحلة التقاضي أمام محكمة الاستئناف إلى 90 يوماً، وفي مرحلة القضاء المستعجل وصلنا إلى 45 يوماً. وقد رصدت الإحصائيات تقدماً نوعياً في متوسط عمر الدعاوى، فقد بلغت دعاوى الدوائر الابتدائية (هيئة) 1195 دعاوى، وسجلت 781 حكماً قطعياً، وكان متوسط عمر الدعاوى 123 يوماً، وبلغت دعاوى الدوائر الابتدائية (فرد) 11,880 دعاوى، وسجلت 9545 حكماً قطعياً ومتوسط عمر الدعاوى 103 أيام. وبلغت دعاوى دوائر الأمور المستعجلة 696 دعوى، وسجلت 589 حكماً قطعياً، ومتوسط عمر الدعاوى 61 يوماً، وبلغت دوائر الاستئناف 2803 دعاوى، وسجلت 1720 حكماً قطعياً، ومتوسط عمر الدعاوى 92 يوماً. وهذه الإحصائيات تدل على القفزة النوعية التي حققتها المحكمة منذ بداية عملها، مع التأكيد على أننا نحرص باستمرار على تطوير آلية العمل في مختلف الإدارات وتطبيق الأنظمة الحديثة لضمان تحقيق المزيد من الإنجازات بما يخدم الهدف الرئيسي من إنشاء المحكمة. - هذه الأرقام التي ذكرتها.. ماذا تعني مقارنة مع الأرقام الدولية؟ بالتأكيد هذه الأرقام جيدة جداً، قد وضع تقرير البنك الدولي الأخير مؤشرات لعمر الدعوى إلى 400 يوم، ونحن في محكمة الاستثمار والتجارة اختصرناه إلى 90 يوماً فقط، وهذا يرجع إلى البنية التشريعية الجيدة التي قامت عليها المحكمة، وتطبيق نظام إدارة الدعوى الذي نجح بامتياز، وهو نظام جديد يميز القضاء في قطر، ونأمل في تعميمه على المحاكم. دعم بيئة الأعمال والاستثمار - هل أسهم تقصير أمد التقاضي والمدد الزمنية للدعاوى في دعم المستثمرين والشركات؟ إنّ حصول المستثمر على حقه من خلال سرعة الفصل في دعواه مع الطرف الآخر سواء أكان مستثمراً أو شركة فإنه يسهم بكل تأكيد في دعم بيئة الأعمال والاستثمار ويعزز ثقة جميع الأطراف في الاقتصاد الوطني، إذ تعتبر سرعة فض المنازعات التجارية عاملاً أساسياً في استقطاب الاستثمارات وتعزيزها. - كم عدد القضاة القطريين في المحكمة؟ هناك عدد كبير من القضاة في محكمة الاستثمار والتجارة وهم يشكلون ما بين 60 و70% من مجموع القضاة. - ماذا عن علاقاتكم مع القطاعين الاستثماري والتجاري فيما يخص جهود التوعية القانونية التي تسبق إنشاء الشركات؟ إنّ التوعية القانونية مسؤولية مشتركة لعدة جهات في الدولة من بينها: وزارات العدل والتجارة وغيرها، وقد أخذت القوانين التجارية حيزاً جيداً من النشر والتوعية، وما زلنا نطمح للمزيد، وهذه التوعية متوافرة على الصفحات الإلكترونية سواء للمجلس الأعلى للقضاء أو وزارة العدل ووزارة التجارة حتى السفارات الخارجية توفر تلك النشرات الإرشادية القانونية لتوعية الجمهور في التعرف على التقاضي التجاري في قطر. - حدثنا عن العلاقة القائمة بينكم في مجالات الاستثمار والتجارة مع القطاعات الأخرى من هيئات تجارية واستثمارية ومالية.. إنّ العلاقة بين المحكمة ومختلف قطاعات الدولة المالية والاستثمارية علاقة تكاملية، بعض الهيئات والجهات المالية لديها لجان متخصصة للفصل في المنازعات. جامعة قطر الرافد الحقيقي - توجد كلية للقانون بجامعة قطر.. ما مدى التعاون بين المحكمة وجامعة قطر وبالتحديد كلية القانون؟.. وهل يوجد تعاون في مجال ابتعاث الكوادر الوطنية أو تأهيلهم؟ جامعة قطر هي الرافد الحقيقي لكل القانونيين في دولة قطر، وهي ترفد المحكمة بكفاءات إدارية وقانونية في كل المجالات، وجميع الباحثين القانونيين المنتسبين إلى محكمة الاستثمار والتجارة من خريجي جامعة قطر وكذلك القضاة، والعديد منهم يكملون دراساتهم العليا في الجامعة. وقد شاركت المحكمة مؤخراً في المعرض المهني لجامعة قطر واستقبلنا طلبات عديدة في التخصصات القانونية والإدارية، وقد تم إطلاق مبادرة مع كلية القانون – جامعة قطر – بتنفيذ برنامج قضاة الغد لتأهيلهم للتعيين كمساعدي قضاة. - هل هناك تعاون مع جمعيات مهنية أخرى موجودة بالدولة؟ بكل تأكيد، ففي هذا الإطار لابد أن نشير إلى أن أحد أسباب تقصير عمر الدعوى وسرعة الفصل فيها يرجع إلى إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع جمعيتي المحاسبين القطرية والمهندسين القطرية فيما يتعلق بالشق القضائي. ونحن أسندنا مهمة عمل الخبرة الهندسية وكل مجالاتها وأيضاً عمل الخبرة المحاسبية في كل مجالاتها إلى الجمعيتين ولمسنا سرعة إعداد التقارير وتقديمها في قالب قانوني موحد. حيث تم تحديد 14 يوماً لإنجاز تقارير الخبرة الهندسية والمحاسبية، وهذا ساعد كثيراً في إنجاز الفصل في الدعاوى بشكل جيد جداً. - إلى ماذا استندت التشريعات واللوائح القطرية التي ترتكز عليها المحكمة.. هل من خلال زيارات ميدانية أو طرح أفكار قريبة من المجتمع القطري أو الاستفادة من تجارب ناجحة لدول أخرى قبل تأسيس المحكمة؟ في عام 2019 أُنشئت لجنة متخصصة قبل انطلاق المحكمة، وشرفت برئاسة هذه اللجنة وضمت في عضويتها جهات عدة منها: جامعة قطر ومصرف قطر المركزي ووزارتا المالية والتجارة وغيرها، ودرست اللجنة مدى حاجة المجتمع لمحكمة متخصصة في هذا المجال في هذا التوقيت، وقد أجمعت اللجنة على الحاجة الماسة لإنشاء المحكمة ومواكبة التطور المحلي والعالمي ولتحقيق رؤية قطر 2030 ولاستقطاب رأس المال الأجنبي والاستثمار إلى قطر، ومن هنا كان لابد من تهيئة البيئة القانونية والقضائية الجيدة والصالحة التي تساعد في هذا المجال. وقد خرجت اللجنة بتوصيات جيدة، ثم شكلت لجانا أخرى بالمجلس الأعلى للقضاء لاستعراض التجارب العالمية وتمت زيارة عدة دول نجحت في هذا المجال، حيث تم تبادل الأفكار والاستفادة منها، كما قمنا بزيارة لمحكمة لندن التجارية بالمملكة المتحدة عدة مرات للاستفادة من تجاربهم والأخذ بما يتوافق مع المجتمع المحلي. ولله الحمد: إنّ قانون محكمة الاستثمار والتجارة هو أحدث ما توصلت إليه القوانين والتشريعات في هذا المجال عالمياً. جلسة نموذجية لمحكمة الإنترنت - ماذا عن مشاركتكم في منتدى تشوانجو الدولي للتعاون القضائي.. بدعوة من محكمة الصين الشعبية العليا، شارك وفد من محكمة الاستثمار والتجارة برئاسة رئيس المحكمة ونائب رئيس المحكمة القاضي عيسى بن أحمد النصر في منتدى تشوانجو الدولي للتعاون القضائي لـ «طريق الحرير البحري» خلال أكتوبر الماضي، لبحث سبل مواجهة التحديات في مجال القانون والقضاء في ظل التغيرات العصرية، وقد ألقينا كلمة خلال المنتدى، وقمنا بزيارة إلى المحكمة التجارية الدولية في محافظة فوجيان – تشوانجو لتبادل الخبرات والآراء، تم فيها زيارة مكتب «التحكيم القانوني والوساطة القانوني» الشامل لتسوية المنازعات المتعددة التابع لمحكمة تشوانجو التجارية الدولية، ومركز خدمات التقاضي، ومحكمة الإنترنت، وصولاً إلى قاعة معرض «معرفة تشوانجو عبر السمفونية»، واختتمت بزيارة لمحكمة الشعب المتوسطة في تشوانجو. وتم الاطلاع على آلية تقديم الطلبات عبر الإنترنت وإصدار الشهادات، كما تم الاستماع لعرض جلسة نموذجية لمحكمة الإنترنت، إضافةً إلى استعراض الدعاوى التجارية المقامة أمام محكمة التجارة الدولية بمختلف المواضيع من خلال معرض تشوانجو عبر السمفونية، وقد أدت هذه الزيارة والتبادل إلى توسيع أفكار وآفاق العمل القضائي المتعلق بالخارج، وإنشاء منصة تواصل لمحاكم البلدين. خطط تطويرية - بالنظر إلى القفزات النوعية في عمل المحكمة منذ إنشائها.. ما هي ملامح التطوير خلال الفترة المقبلة؟ نحن دوماً في تطوير مستمر ولدينا خطط تطويرية لإدخال بعض البدائل القضائية الجيدة ويجري الاستعداد لها ومن ضمنها الوساطة القضائية التي ستشهد دوراً أكبر خلال الفترة المقبلة بإذن الله. - فيما يخص التحول الرقمي في الأنظمة القضائية.. هل سنشهد نقل جلسات المحكمة إلكترونياً؟ يتم حالياً تطبيق النظام الإلكتروني العام في جميع مرافق المجلس الأعلى للقضاء وإن كان البرنامج الذي يطبق في محكمة الاستثمار له خصوصية ويحقق نتائج جيدة. على الجانب الآخر، لدينا مشروع إلكتروني متقدم جداً، وسيرى النور خلال الربع الأول من عام 2024، وهو نظام إلكتروني مرن ومتطور من شأنه أن يعزز سهولة إجراءات التقاضي والتيسير على المتقاضين، بدءاً من رفع الدعوى إلى انتهاء المحاكمة، ولكي نحصل على هذا النظام أو المنصة استعرضنا الخبرات والتجارب والأنظمة في شركات تقنية عالمية، وقد تم الاتفاق مع شركة سنغافورية متخصصة لأننا في محكمة الاستثمار أردنا جلب نظام إلكتروني، أكثر تطورا ودقة، ومجرب في محاكم عالمية، كما تم تجريبه في دول شقيقة مجاورة، وهو نظام جيد ويناسب احتياجاتنا وخططنا ويجري الاستعداد لتطبيقه وربطه مع الأنظمة الإلكترونية الحكومية ذات الصلة لتبادل البيانات، وسيتم العمل عليه من قبل جميع القضاة والفنيين والإداريين. إمكانيات الذكاء الاصطناعي - وكيف تنظرون إلى الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟ هناك خطة طموحة لدى المجلس الأعلى للقضاء للاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي في المبادرة القضائية، سيتم تفعيلها قريباً بإذن الله. - ما هي أقصر مدة زمنية لقضية تمّ الحكم فيها؟ إنّ أقصر مدة شهدناها وأثارت استغراب الكادر القضائي هي قضية تمّ الفصل فيها خلال 15 يوماً من تاريخ تسجيلها حتى الحكم فيها، ويرجع السبب في ذلك إلى أن المدعي كان قد جهّز مستنداته وطلباته ومذكراته قبل البدء بالتسجيل، وأودع هذه الملفات في اليوم الأول للتسجيل بنظام إدارة الدعوى، وبعد إعلان المدعى عليه إلكترونياً وبرسالة نصية للاطلاع على ملف الدعوى، والرد خلال مدة أقصاها 30 يوماً، فوجئنا أنّ المدعى عليه رد على الدعوى خلال يومين فقط. وأتيحت للمدعي الفرصة للرد على المدعى عليه الذي كان هو بدوره جاهزاً لذلك وتم ذلك خلال مدة بسيطة وانتهت الدعوى بتبادل المذكرات والدفوع، وقام مكتب إدارة الدعوى بإعداد تقرير كامل عن القضية وعرضت على منصة السادة القضاة وفصل فيها. - وما هي أكبر قضية (من حيث القيمة المادية) تم الفصل فيها خلال الفترة الماضية؟ القضايا في هذا الشأن عديدة، ولكن أذكر أن أكبر قضية كانت تقريبا (1.6 مليار ريال قطري)، وقد تم الفصل فيها بعد اكتمال إجراءات التقاضي. دورات مكثفة - هل هناك إشكاليات أو عدم تعاون بين الأطراف بما قد يطيل عملية التقاضي؟ لابد أن يعلم الجميع أنّ الدعاوى عبارة عن خصومة بين طرفين، وهناك اللدد في الخصومة، وأحيانا يواجه بعض الأفراد صعوبة في التعامل مع النظام الإلكتروني، علماً بأننا وفرنا قبل بدء هذه المحكمة دورات مكثفة بالتعاون مع جمعية المحامين القطرية التي قامت بدور جيد وفاعل جداً، وأقمنا دورات لمكاتب المحاماة والشركات بهدف الاستعداد لهذا النظام في رفع المستندات من ورقية إلى إلكترونية والتعامل مع شاشة المحاكم بجميع متطلباتها. كما أنشأنا مكتبا للخدمة الذاتية، وقام بدور كبير بشكل يومي في تقديم العون والمساعدة والتدريب لكل من يجد صعوبة إدارية أو تقنية أو فنية في التعامل مع النظام الإلكتروني والوصول إلى ملف الدعاوى، وفي رفع المستندات وغيره من طلبات المحكمة. وقد أثمر ذلك بالفعل في تقليص عدد المراجعين نتيجة استخدام هذا النظام وهو أمر جيد. - هل تنظر المحكمة في دعاوى الأفراد ممن يتعرضون لمنازعات ضد جهات اقتصادية؟ نعم، يأتي ذلك ضمن اختصاصات المحكمة إذا كان العمل يختص بمعاملات تجارية واستثمارية، وقد وردتنا قضايا عديدة تجارية يكون فيها الخصوم أفرادا والطرف الآخر شركات مقاولات. - هل تختص المحكمة بالنظر في قضايا المواطنين الذين يتعرضون لإشكاليات استثمارية وتجارية خارج الدولة؟ إنّ امتداد اختصاصات المحكمة وفق القانون ينحصر داخل الدولة، أما الإشكاليات التجارية أو الاستثمارية خارج الدولة فتنظمه قوانين الدول الأخرى. - هل يوجد تعاون بين المحكمة ومحاكم مثيلة في قضايا معينة؟ التعاون مستمر مع مختلف الجهات، لكن لا توجد قضايا مشتركة بين المحكمة ومحاكم خارج الدولة. - ما هي رسالتكم للمستثمرين ورجال الأعمال؟ نؤكد أنّ المحكمة لا تدخر جهداً في خلق بيئة قانونية وقضائية آمنة تواكب أحدث التشريعات والتطورات الفكرية التي تتعلق بالتجارة والاستثمار، بما يسهم في تعزيز بيئة استثمارية جاذبة.

3836

| 25 ديسمبر 2023

محليات alsharq
الأمين العام لإكسبو لـ الشرق: شراكات عالمية ومحلية لتطوير النظم الزراعية

** نجحنا في تبديد المخاوف من المشاركة في معرض صحراوي للبستنة ** أكثر من 60 % من الفعاليات مخصصة للأطفال تتزايد في الفترة القادمة ** نظام ريّ الحدائق المركزي وفَّر أكثر من 70 % من المياه ** تمكنَّا في إكسبو الدوحة من تحقيق أهداف الاستضافة للمعرض العالمي ** المنتج الزراعي الوطني حقق قفزة نوعية بفضل تكامل جهود المزارع والجهات المعنية ** افتتاح أكثر من 70 جناحاً حتى الآن ** استقطاب كبرى الشركات المختصة في البيئة بمختلف مجالاتها ** نطمح لبناء جيل واعٍ بأهمية الزراعة ويمتلك ثقافة الاستدامة ** ليس شرطاً أن تعكس الفوائد المادية حجم الإنفاق ولكن كيف نحافظ على البيئة ونكافح التصحر ** مجانية حصول المواطنين على المياه تتطلب بالضرورة ترشيد الاستهلاك ** المنطقة العائلية جاهزة لاستقبال الزوار والأطفال في إجازة منتصف العام ** 3 أبحاث من جامعة قطر بدأت دراستها وتتواصل بعد انتهاء إكسبو ** افتتاح قاعة محاضرات تلبي طلبات المشاركة الكبيرة ** مفاجأة للزوار خلال الفعاليات الخاصة باليوم الوطني ** استقبلنا أكثر من 15 ألف طالب خلال الزيارات المدرسية منذ الافتتاح أكد المهندس محمد علي الخوري الأمين العام لإكسبو 2023 الدوحة أن معرض البستنة الدولي المُقام تحت شعار «صحراء خضراء.. بيئة أفضل» نجح في تبديد مخاوف اللجنة المنظمة من عزوف بعض الدول عن المشاركة في معرض زراعي بمنطقة صحراوية، مؤكدا أن أكثر من 70 حناجاً تم افتتاحها حتى الآن، وتوقع في حوار حصري مع صحيفة الشرق زيادة وتيرة الزوار مع تحسن الأجواء بعد بلوغهم 1,235,313 زائراً حتى الآن. وكشف الأمين العام لإكسبو الدوحة عن توجه لافتتاح قاعة محاضرات جديدة نظرا للطلب الكبير على المشاركة من داخل قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن 15 ألف طالب استفادوا من مختلف الفعاليات، خاصة وأن 60 % من البرامج موجهة لهذه الفئة رغبة من القائمين على الإكسبو في ترسيخ ثقافة الاستدامة لدى الأطفال وتعزيز الوعي بالمخاطر التي تهدد البيئة في العالم. وأوضح أن إرث الإكسبو ستتم المحافظة عليه بناء على النجاح الذي حققته دولة قطر؛ والزخم الذي أحدثه تنظيم كأس العالم، مؤكداً انفتاح المعرض على جميع الجهات بقطاعيها الخاص والعام في الدولة من أجل الاستفادة من الحلول والإسهامات التي برزت خلال فعاليات الإكسبو. واعتبر المهندس محمد الخوري إكسبو الدوحة منصة للتشجيع على الابتكارات المستدامة والحد من التصحر، مشيراً إلى أنه قدَّم فرصة عظيمة للوفود من الدول والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية لتبادل التجارب والمعارف، وبحث الحلول الممكنة من خلال المحاور التي يطرحها وهي: الزراعة الحديثة، والتكنولوجيا، والابتكار، والوعي البيئي، والاستدامة. فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. - بعد مرور أكثر من شهرين على انطلاق إكسبو 2023 الدوحة.. كيف تقيِّمون هذه النسخة؟ مثلما تفضلت نشهد اليوم مرور أكثر من شهرين على انطلاق إكسبو 2023 الدوحة الذي انطلق في الثاني من أكتوبر الماضي، وحظينا بتشريف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وضيوفه الكرام وافتتاحه لهذا الحدث الأول من نوعه في قطر والمنطقة. قد تكون مشاركتنا الأكبر في تاريخ الإكسبو المخصص للبستنة، وهذه المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة صحراوية المعرض. لا أخفيكم أننا كنا متخوفين في البداية من عزوف بعض الدول عن المشاركة في إكسبو للبستنة بمنطقة صحراوية، علما بأن أول نسخة من الإكسبو بدأت عام 1960، وجميع الدول التي استضافت الإكسبو تتمتع بمناخ بارد، وكانت محاور الدورات السابقة ترتكز حول البستنة وتبادل الخبرات في هذا المجال، لكننا أضفنا في إكسبو الدوحة محورا جديدا هو كيف نزرع في الصحراء، وأغلب الدول الأوروبية لم يخطر ببالها موضوع الزراعة في الصحراء لأن لا مشكلة لديها في التربة أو في المياه. المشاريع في دولة قطر تسير وفق منظومة متأنية ولكن بشكل مدروس بحيث نستطيع أن نزرع كميات كبيرة من الأشجار، وربما بعد فترة قصيرة يكون لدينا عجز فلابد من دراسات تستجيب لمتطلبات الاستدامة. نسق تصاعدي - كيف رأيتم تنفيذ الفعاليات التي أقيمت خلال الشهرين الماضيين ومستوى الإقبال عليها؟ بالنسبة إلى الشهر الأول لا يخفى عليكم أن الجو كان حارا مما تسبب في نقص عدد الزوار، واليوم نرى أن العدد تضاعف ثلاث مرات مقارنة بالبدايات، حيث مثلت الفعاليات الموجهة لطلاب المدارس أكثر من 60 % من البرنامج. ونحرص في إكسبو الدوحة على أن تكون فعالياتنا ذات مغزى وهدف، وأن تكون هناك رسائل موجهة للأطفال. فالأنشطة أخذت منذ منتصف شهر نوفمبر نسقاً تصاعدياً حتى يومنا هذا، وستزيد في الفترة القادمة بالتنسيق مع 80 دولة مشاركة يتم ترتيب جدول الفعاليات بحيث نعطي الزائر الفرصة لمواكبة مختلفها. إلا أن الإشكال الحاصل هو أن الزوار عندما يأتون إلى الإكسبو يظنون أنهم قادرون على الاستفادة والاستمتاع بمحتوى المعرض في ساعتين فقط ولكن الواقع يقول بأنهم يحتاجون إلى أيام. نحن شهدنا افتتاح أكثر من 70 جناحا، وعادة ما تقتصر مشاركة بعض الدول في الإكسبو على شهرين أو ثلاثة أشهر وفق المتاح، وهناك دول تركز فعالياتها لفترة معينة ومن ثم تغادر. بحث الحلول - ما بين النسخة الأولى عام 1960 ونسخة الدوحة الصحراوية لإكسبو البستنة.. ما الذي يميز نسخة الدوحة عن هذه المسيرة الممتدة؟ أكبر تحدٍّ أن تقام هذه النسخة من إكسبو في بلد صحراوي، ونحن نجحنا في تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها هذا الإقليم الممتد والشاسع، فإذا كانت الدول الخضراء تعاني من قلة الأمطار وتصحر بعض المناطق التي كانت خضراء في يوم ما فما بالك بالدول الصحراوية. حيث يبلغ احتياج النخيل من الماء 4 أضعاف، معنى ذلك أنك أهدرت كميات كبيرة من المياه في مكان أنت في أمسِّ الحاجة لكل قطرة ماء مما يزيد في حجم التحديات التي تواجهها هذه الدول. هذه المشاكل وغيرها نعمل نحن في إكسبو على إبرازها وبحث الحلول لها. «على سبيل المثال نحن في دولة قطر استطعنا أن نوفر أكثر من 70 % من المياه باستخدام التقنية الحديثة، مع العلم أننا نستهلك المياه المعالجة، وهو ما يمثل فرصة لتبادل الخبرات والتجارب للخروج بحلول للمشاكل المطروحة». اقتراح فرص استثمار أمام الشركات الأجنبية - حجم ما هو مطروح اليوم في مسألة الأبحاث والتقنيات الجديدة في عالم الزراعة هل يشكل دافعا لتغيير نمط الزراعة سواء كان في قطر أو في المناطق المشابهة؟ هناك معرض زراعي تقيمه وزارة البلدية بشكل سنوي تم تطوير بعض البيوت المحمية من شركات هولندية وفق الظروف في دولة قطر، حيث تم تطوير بيت محمي بإحدى المزارع يستجيب لواقع الدولة والمنطقة. نحن حريصون على تطوير الأنظمة والتقنيات بهذه الشركات التي لديها خط إنتاج معتمد للدول ذات المناخ البارد، لاقتراح فرص استثمار أمام هذه الشركات من أجل تطوير تقنيات تتماشى مع بيئتنا ومنظومتنا الزراعية وتبذل جهدا أكبر في سبيل تحقيق هذا الهدف. - هل غيرت بالفعل هذه الشركات مفاهيم ما هو منتج لديها من تقنيات بحيث يتوافق مع هذه البيئة؟ أتكلم معك بكل صراحة؛ هناك عدة شركات عالمية كانت مهتمة جدا بهذا الموضوع، وبتطوير المنتج. يجب إدخال بعض التقنيات لتستجيب البيوت المحمية من المناخ الموجود بمنطقتنا وتحقق الأهداف المتعلقة برفع الإنتاج الزراعي، وهذا يحتاج إلى وقت وجهد. نحن في إكسبو الدوحة قد لا نصل في نهاية الستة أشهر إلى تحقيق جميع ما نصبو إليه، ولكن الهدف أن ننبه الشركات إلى أن هناك مشكلة في هذه الدولة، وهناك مجال خصب للاستثمار وتطوير البيوت المحمية. جودة المنتج القطري - هل هناك أرقام تشير إلى حجم الإنفاق في هذا المجال أو اتفاقيات يتم الإعلان عنها لتطوير هذه التقنيات؟ الأرقام تأتي على غرار المعرض المتخصص في الزراعة والذي سيقام ضمن فعاليات إكسبو الدوحة. دائما ما تعقد شراكات أو صفقات بين الشركات والمزارع. كن على يقين بأن المزارع في دولة قطر قفزت قفزة نوعية وبالتأكيد فإن المستهلك العادي يشاهد المنتج القطري الآن وجودته في السوق المحلية. لا تظن أن هذا المنتج تطور بين عشية وضحاها وأن الإنتاج تطور دون مبادرات سواء من أصحاب المزارع أو من الحكومة أو من الشركات التي وفرت البيوت المحمية. - ما هو حجم استفادة المزارع أو الجهات المعنية بقطاع الزراعة من وجود الإكسبو بكل ما أشرت إليه من تقنيات وأبحاث؟ هناك بعض الدول تعرض منتجاتها في الأجنحة الدولية. أيضا هناك دول تخصص أسبوعا عبارة عن ملتقى بينها وبين الشركات التي تعمل في هذا المجال. ونحن في الإكسبو نستقطب بين 4 إلى 5 شركات خاصة بأنظمة البيوت المحمية، وفي مضخات الماء والطاقة الشمسية، وكذلك الطاقة المتجددة وهي تقنيات مستحدثة يتطلع الجميع في دولنا الصحراوية للاستفادة منها؛ فيتم تخصيص زيارات إلى بعض المزارع للتعرف على الإمكانيات الموجودة لدينا والاستفادة من الأنظمة الزراعية في بلادنا، وأفرزت بعض هذه الزيارات شراكات. مشاركة القطاعين العام والخاص - قبل الحديث عن حجم توافد الجهات المعنية من الخارج على إكسبو الدوحة.. ماذا عن مشاركة الجهات والمؤسسات من داخل قطر سواء من القطاع العام أو الخاص؟ أولا الإكسبو هو عبارة عن لجنة وطنية تشمل كل الوزارات والهيئات، ونرحب بكافة المشاركات من مختلف الهيئات والوزارات والقطاع الخاص في الدولة. ومن خلال منبر الشرق أتوجه إلى كل من لديه فكرة أو بحث لإبرازه والتعريف به من خلال إكسبو الدوحة. - هل وجدتم إقبالاً خليجياً للاستفادة مما تم طرحه في إكسبو الدوحة؟ نحن في دول الخليج نتشارك نفس المناخ والمشاكل والقضايا التي تم طرحها في الإكسبو تدور حول ثلاثة محاور: التربة والمياه ودرجة الحرارة العالية. تقريبا كل دول الخليج مشاركة في الإكسبو. كل الأجنحة تستقطب الزوار بشكل يومي مثل جناح سلطنة عمان والكويت والسعودية والإمارات، هناك مشتركون بشكل أسبوعي يأتون من هذه الدول ويعرضون تجاربهم ويستفيدون من بعض المحاضرات التي تقام على هامش الإكسبو. رسائل لاستدامة المنظومة البيئية - هل يعكس حجم الإنفاق لهذا المعرض الفوائد التي يمكن أن تستفيد منها الدولة والقطاع الخاص؟ ليس شرطاً أن تكون الفوائد كم أنفقت وكم المدخول. نحن نتكلم عن مشاكل تعاني منها الدول وهي كيف نحافظ على البيئة وكيف نكافح التصحر. كذلك كيف أكون شخصا مستداما في هذا البلد. كل الهواجس الخليجية اليوم تدور حول تلوث البيئة. ونحن في إكسبو الدوحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وهيئة المتاحف ممثلة بشكل خاص في متحف الطفل (دَدُ) لدينا أكثر من 60 % من البرامج مخصصة للأطفال بحيث نضمن من خلالها وصول الرسالة للطفل بضرورة الانخراط في جهود مكافحة التغيرات المناخية واستدامة المنظومة البيئية. زراعة بتقنيات حديثة - كيف يمكن أن يلعب إكسبو الدوحة دوراً في قضية الاستدامة في المجتمع والحد من انبعاثات الكربون في المجتمع؟ لابد أن توضع هذه المواضيع في إطار علمي بحت. يمكن أن تزرع شجرة ولكن كيف تحافظ عليها. في دولة قطر مثلا أعلنت هيئة الأشغال العامة (أشغال) منذ فترة عن الانتهاء من الأعمال التنفيذية لـ 3 آلاف كيلومتر طولي من الطرق السريعة. قد لا تكون الزراعة بنفس سرعة إنجاز الطريق ولكن أنت تحتاج إلى أن يكون لديك مصدر دائم. هناك - ولله الحمد - بعض التجارب بدأت وسنزيد منها وهي كيف نعمل مصدات على جانبي الطرقات باستخدام الأشجار البيئية المحلية وبالتقنيات الحديثة في الري بحيث نزرع عددا كبيرا من الأشجار في جانبي هذه الشوارع. نحن في دولة قطر لدينا غرفة تحكم تتحكم في الري بكافة الحدائق، وبمجرد ظهور مشكلة أو خلل يستقبل المهندس رسالة يتحرك على إثرها فريق لحل المشكلة. هذه الأمور ستعطينا إمكانية زرع مساحات أكثر إذا كانت التكلفة أقل. زراعة 10 ملايين شجرة - كمسؤول في وزارة البلدية.. هل هناك خطط أخرى لزيادة المساحة الخضراء في الدولة؟ عندما أطلقت حملة زراعة مليون شجرة في البداية لم يكن الرقم بسيطا. نحن نتكلم عن زراعة مستدامة أي أن المليون شجرة التي قمنا بزراعتها موجودة ولم تتلف لأي سبب من الأسباب. والحمد لله انتهت الحملة في اليوم الختامي لكأس العالم 2022، وأطلقت بعدها مبادرة زراعة 10 ملايين شجرة لغاية 2030. طبعا هذه المبادرة جاءت متزامنة مع مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في المملكة العربية السعودية، والكل يحاول أن يساهم معنا سواء من الشركات الخاصة أو حتى شركات البترول والغاز. طبعا التحدي كبير ونحن نطمح في حال توفر المياه أن نزرع هذه الكمية من الأشجار؛ ولكن التحدي الأكبر كيف تزرع وكيف يكون لديك مصانع للأكسجين ومصانع لامتصاص المواد الضارة، ونحن في دولة قطر قطعنا شوطا كبيرا وأصبحنا نتحدث عن ترشيد وتقنين استهلاك المياه المعالجة. نظام ري حديث وإرث مستدام - هل هناك تقنيات جديدة قد نشهدها في المستقبل على غرار منظومة التحكم؟ نحن نركز في جانب كبير على خدمة التصاميم لأصحاب المنازل بشكل مجاني، وندعوهم إلى تجنب الري اليدوي للتقليل من إهدار المياه، واستعمال التقنيات الحديثة. «نحن في دولة قطر - ولله الحمد - تعطى المياه بشكل مجاني للمواطن، ولكننا مطالبون بالمحافظة عليها». الدراسات التي قمنا بها بعد تطبيق النظام في وزارة البلدية على حديقتين، واحدة جهزت بنظام الري التقليدي، والأخرى بالري المحدث، استخدمنا في الحديقتين الأشجار المثمرة وأشجار الظل حيث كانت النتائج مشجعة جدا في الحديقة التي جهزت بنظام الري المركزي، إذ تم توفير 70 % من استهلاك المياه، مما مكن من زراعة مناطق جديدة أخرى بالتركيز على استخدام التقنية الحديثة، والتطوير يقام على شبكة الري في الصيف. - ما الذي يمكن أن يشكله إكسبو الدوحة من إرث مستدام تتحدث عنه الأجيال القادمة؟ هناك بعض المواقع في المعرض ستتم المحافظة عليها حتى بعد انتهاء الإكسبو مثل منطقة الفان زون التي كانت متواجدة في كأس العالم وهذا الجزء من الإرث سيظل موجودا، وكذلك هناك أبحاث كثيرة انطلقت من إكسبو الدوحة، بينها 3 أبحاث من جامعة قطر بدأت دراستها وستتواصل بعد انتهاء الإكسبو، وهذه الأبحاث تعد نقلة في معرض البستنة الدولي الذي يعتبر البذرة لتلك الأبحاث وتشمل المجال الزراعي والبيئي وأيضا تطوير النظم الزراعية. هذا إرث سيستفيد منه المجتمع والمؤسسات في الدولة. كما أن هناك محاضرات وندوات هامة وقيمة تعرض على هامش الإكسبو ولدينا قاعتان يتم فيهما عرض الكثير من القرارات التي يتم اتخاذها فيما بعد بشأن تطوير المنتجات وغيرها. نحن نشهد الآن إقبالا من مختلف الجهات لتنظيم وعقد محاضرات في الإكسبو، وسيتم افتتاح قاعة محاضرات أخرى تلبية لهذا الطلب الكبير من المشاركين والحضور، فعلى الصعيد الخارجي أيضا تحرص الدول المشاركة على استضافة خبراء لتنظيم محاضرات في الإكسبو بسبب الزخم الإعلامي الذي اكتسبته هذه النسخة من المعرض. - هل وجدتم إقبالاً من الشركات المعنية بتطوير الأبحاث، مثل تواجد شركات عالمية؟ بالفعل تسجل الشركات العالمية على غرار مايكروسوفت وسيمنز حضورها في الإكسبو وهم يعملون على تبني بعض القضايا وتطويرها. - تنتظر قطر مناسبة وطنية بعد أيام.. حَدِّثْنا عن التجهيزات الخاصة في معرض إكسبو لليوم الوطني للدولة؟ تتواصل فعاليات اليوم الوطني في الإكسبو على امتداد عشرة أيام، وهناك جناح قطري مخصص داخل المعرض بالإضافة إلى احتفالية خاصة بالإكسبو في اليوم الوطني لتعزيز الهوية الوطنية نفضل عدم الكشف عنها الآن، ونعدكم بمفاجآت تسر الجميع. ونحن من خلال صحيفتكم نوجه دعوة للجميع لزيارة المعرض خلال الأيام القادمة ومتابعتنا على منصات التواصل الاجتماعي والتعرف على كل ما هو جديد. - تنتظر أغلب العائلات عطلة منتصف العام لاصطحاب أبنائها إلى زيارة الإكسبو خاصة مع تحسن حالة الجو في هذه الأيام.. فهل هناك فعاليات خاصة تتماشى مع هذا الإقبال الكبير؟ صحيح، هناك منطقة عائلية كاملة تبدأ فعالياتها من الساعة الرابعة عصرا حتى العاشرة مساء، وأغلب الفعاليات مخصصة للطفل والعائلة سواء كانت هذه الفعاليات مسابقات وتوزيع جوائز أو مسرحيات وعروضا. - على ذكر اتساع مساحة الإكسبو، هناك ملاحظات فيما يخص تنقل الزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن.. كيف تتعامل إدارة الإكسبو مع الفئات التي تحتاج إلى مساعدة خلال الزيارات والمرور على الأجنحة المختلفة؟ نحن نرحب بكافة فئات المجتمع في إكسبو الدوحة، ولدينا زيارات من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة سواء مؤسسة دريمة وغيرها، ونوفر العديد من السيارات داخل المعرض، فهناك سيارات مخصصة لنقل الوفود، وهناك أيضا عربات متوافرة لنقل الزائرين والتجول داخل المعرض، وحرصنا أيضا على تسهيل الدخول إلى الأجنحة خاصة لعربات ذوي الاحتياجات الخاصة والدعم وتسهيل حركتهم داخل المعرض. - حَدِّثنا عن إجمالي عدد الزائرين للمعرض منذ افتتاحه؟ وصل عدد الزائرين لإكسبو الدوحة حتى اللحظة 1,235,313 زائراً، وقد حققنا زيادة في عدد الزائرين فكان المتوقع تسجيل مليون زائر خلال شهرين، ولله الحمد كان العدد أكبر، كما نتوقع إقبالاً أكبر مع تحسن الأجواء وإقامة فعاليات مختلفة في الدولة مثل بطولة كأس آسيا. انطباعات جيدة من رؤساء الدول - هل تشَكِّل مثل هذه البطولات الرياضية والمنتديات السياسية والاقتصادية المقامة حالياً تكاملاً مع الإكسبو؟ وتحقق سمعة أكثر إيجابية عن قطر كما فعلت بطولة كأس العالم قطر 2022؟ لا أخفيك أننا استفدنا من الهالة الإعلامية التي صاحبت كأس العالم قطر 2022، وهذا وضعنا أمام تحدٍّ لاستمرار سلسلة النجاحات في دولة قطر، فأغلب المؤسسات تضع على جدولها زيارة إكسبو الدوحة، والكل متكاتف في قطر لإنجاح هذا الحدث. - ما هي الانطباعات التي تصلكم من الزوار خاصة مع توافد رؤساء دول وشخصيات دبلوماسية رفيعة المستوى ومؤخراً زاركم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؟ هل يتم تسجيل ملاحظات أو انتقادات؟ تصلنا من الزوار انطباعات جيدة وهذا لا ينفي وجود بعض الإشكاليات التي نسعى إلى حلها مثل كبر المساحة والتنقل بين منطقة وأخرى، ولكن الانطباعات بشكل عام جيدة خاصة من رؤساء الدول الذين حضروا وتشرفنا بمشاركتهم لنا زراعة شجرة في المعرض، ونحن محظوظون بهذا الإكسبو لأنه في قلب الدوحة. لدينا صورة بانورامية حيث يطل الإكسبو على كورنيش الدوحة ومنطقة الأبراج مما يضفى صورة جمالية على هذه النسخة. - في سياق آخر وتزامناً مع الأحداث التي يشهدها قطاع غزة من عدوان غاشم، وعلى ذكر الدور القطري الداعم والبارز في الوساطة لوقف هذا العدوان.. هل هناك أنشطة تضامنية أو فعاليات على هامش الإكسبو؟ تم تأجيل فعاليات كبيرة كان مخططاً لها مثل الحفلات الغنائية نظرا لأحداث غزة، واقتصرت كافة الفعاليات في الإكسبو على الأنشطة المخصصة للأطفال والعائلات بشكل عام، ولدينا في معرض الإكسبو جناح دولة فلسطين، وهو من الأجنحة المفضلة لدى كافة الزوار، ويشهد إقبالا كبيرا، ويستعرض تاريخ فلسطين وما يتعلق بثقافتها الزراعية وتراثها. تنشيط القطاع الاقتصادي - هل نشَّط الإكسبو القطاعات الاقتصادية مثل إشغالات الفنادق والقطاع السياحي؟ حقيقة نشهد إقبالا من بعض زوار الترانزيت، ولدينا محطتا مترو تخدمان خط المطار مباشرة لتسهيل الوصول للمعرض في عشر دقائق، وهناك فنادق مخصصة لزوار الإكسبو من الخارج، فمثلا في اليوم الثاني بعد الافتتاح زارنا 50 وزير زراعة من دول مختلفة. - هل ساهمت بطاقة «هيّا» أيضاً في تنشيط هذا الجانب؟ كما تعلم، الدخول مجاني للإكسبو ولا يشترط التسجيل، وبالتعاون مع وزارة الداخلية يتم استقبال الزوار الخاضعين للشروط التي تضعها الدولة. - هل مطروح اليوم في إكسبو الدوحة من ضمن الابتكارات والأبحاث استشراف مستقبل تغير المناخ؟ تغير المناخ قضية كبيرة والدول منقسمة بين مؤيد ومعارض، ولكن نحن نتناقش محاور تتعلق بهذا التغير للمساهمة في خلق بيئة صحية ومستدامة، ومن خلال إكسبو الدوحة نضع بعض الإسهامات للتخفيف من حدة تغير المناخ. تطوير الأبحاث - في ما يتعلق بالدول التي كانت تتحفظ على المشاركة.. كيف رأت حجم الاستعدادات والتجهيز؟ وأيضا البيئة التشجيرية الموجودة في قطر؟ لو نعود إلى الدعوة التي أرسلت لهذه الدول سنجد أننا عرضنا المشاكل التي نواجهها وأيضا الفرص الاستثمارية التي قد تكون موجودة في قطر والمنطقة كاملة. لا أتحدث فقط عن منطقة الخليج، بل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لأنها تعتبر دولا صحراوية. الآن الكل يبحث عن تحقيق أرقام كبيرة من الأمن الغذائي وتحقيق اكتفائها من المنتجات الزراعية، ولكن تنقصنا في دول الخليج بشكل خاص التقنية الحديثة، كما أن لدينا مشاكل تتعلق بفصل الصيف، حيث تتوقف أغلب المزارع في الخليج عن الإنتاج بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فإذا أراد المزارع أو صاحب المزرعة أن يبرد البيت المحمي فإن التكلفة ستكون عالية. هذه المشاكل تم طرحها على الدول والشركات ومراكز البحوث العالمية بهدف تطوير الدراسات والأبحاث، وهناك فرص واعدة في هذا المجال تفتح الباب للشركات العالمية للتنافس. «يوجد في الإكسبو المنطقة الدولية ومنطقة العائلات والمنطقة الثقافية. هذه المناطق تقام فيها محاضرات وندوات بشكل كبير، ونحن نرحب بمشاركة دول مجلس التعاون والدول العربية لتقديم الإضافة في مجال البحث العلمي المتعلق بمحور الإكسبو لتطوير المنظومة الزراعية في هذه الدول الصحراوية». خطة مجدولة لزيارة إكسبو - حَدثنا عن مستوى مشاركة المدارس في معرض الإكسبو؟ مشاركة المدارس مهمة جدا بالنسبة لنا. نحن لدينا زيارات يومية لأكثر من مدرسة، ونتطلع لزيارات صباحية مجدولة لمشاركة أكبر عدد من المدارس، وقد استقبلنا أكثر من 15 ألف طالب خلال الزيارات المدرسية منذ بداية افتتاح الإكسبو وحتى الآن، ونطمح لاستقبال عدد أكبر ولكن نظراً لضيق وقت الزيارة بسبب التزام الطلاب وعودتهم مع انتهاء الوقت المدرسي وأيضا مساحة الإكسبو الكبيرة، لا تتيح لهم الزيارة الاطلاع على كل معالم وفعاليات المعرض. وفي هذا السياق، أود أن أنوه إلى أهمية وضع خطة مجدولة خلال زيارة الإكسبو على مدار أيام نظرا لاتساع مساحة المعرض وتعدد الأقسام والأجنحة، فالمعرض مقسم إلى ثلاث مناطق هي الدولية والمنطقة العائلية والمنطقة الثقافية؛ وكل منطقة تحتاج إلى وقت طويل للاطلاع على فعالياتها والاستمتاع بها والاستفادة منها أيضا. هناك 80 دولة مشاركة بثقافات متنوعة ولا يمكنك زيارة أجنحتها كلها في يوم واحد، لذا ننصح بتكرار زيارة الإكسبو على عدة أيام لتحقيق استفادة أكبر. رسالة لمن يهمه الأمر - في ختام هذا اللقاء.. ما هي رسالتكم إلى المؤسسات والأفراد والمتطوعين الذين يبذلون جهوداً كبيرة في معرض إكسبو الدوحة؟ أولا أوجه رسالة عامة عبر صحيفتكم للجميع في دولة قطر لحضور وزيارة المعرض والاستفادة من هذا الإرث البيئي؛ فالمعرض يعتبر بنك معلومات ويزخر بالعديد من الندوات والأبحاث والأفكار القيمة والمفيدة، إلى جانب الاطلاع على تجارب الدول الأخرى، وأحث الزوار على تخصيص وقت أسبوعي لزيارة هذا الحدث، كما أوجه رسالة لشركائنا في الدولة للاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها وتشجيع الأفراد على تنفيذ مبادرات الدولة من أجل تحقيق رؤية قطر 2030.

1470

| 10 ديسمبر 2023

محليات alsharq
عبد الرحمن بن حمد العطية في حوار شامل مع "الشرق": قطر ستقود العمل الخليجي برؤى عصرية

** قطر تقود مواكب العمل الخليجي المشترك في الدورة 44 برؤى عصرية ** كل القمم التي استضافتها قطر قدمت إنجازات غير مسبوقة للخليج ** قمة الدوحة ستشكل نقطة تحول في تاريخ المنطقة ** دعم خليجي للشعب القابض على جمر الصمود وقيم النضال بأسمى معانيها ** قطر تتجاوز الاهتمام بفلسطين إلى التفاعل والخطوات العملية ** فلسطين في صدارة أولويات مجلس التعاون منذ تأسيسه ** سمو الأمير حريص على تطوير مجلس التعاون لتحقيق تطلعات الشعوب ** حلم الوحدة الخليجية لم يمت ويتحقق عبر العمل الجماعي المدروس ** صاحب السمو يقرن الأقوال بالأفعال الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني ** نحن في أمسّ الحاجة لإعطاء اهتمام أكبر لنبض شعوب الخليج ** قطر حققت نجاحا سياسيا ودبلوماسيا غير مسبوق في تاريخ المنطقة ** أي نجاح حققته للمسيرة الخليجية وقف وراءه دعم الأمير الوالد ** لن ينجح أي مسؤول يتعالى على الإعلاميين أو يغلق مكتبه أمامهم ** المواطن الخليجي ليس راضيا عن مستوى الإنجازات وهو على حق ** صاحب السمو يتسم بالحيوية السياسية وبعد النظر واستيعاب العصر ** عمل الأمانة العامة لمجلس التعاون ليس كله للنشر ** دعوت مبكرا لحوار خليجي إيراني فلا أحد بمقدوره تغيير التاريخ والجغرافيا ** كنت أتمنى ارتفاع السقف ونشهد انضمام اليمن إلى مجلس التعاون ** دول المجلس مرت بمراحل صعبة لكنها حافظت على تماسكها ** سنوات عملي بالأمانة حفلت بالكثير من التحديات والمكاسب ** هؤلاء الوزراء تلقيت منهم رؤى إيجابية خلال فترة وجودي بالمجلس ** حمد بن خليفة قائد إصلاحي وقدم الكثير لمسيرة مجلس التعاون تستضيف الدوحة اليوم الدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي بحضور أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهذه هي القمة السابعة التي تستضيفها دولة قطر منذ انطلاق المسيرة الخليجية والتي اعتادت ان تكتسب زخما جديدا في كل قمة تلتئم في الدوحة ليتجدد عطاء دولة قطر للمسيرة الخليجية. عطاء دولة قطر للخليج امتد أيضا عبر الأمانة العامة للمجلس من خلال سعادة السيد عبدالرحمن بن حمد العطية الامين العام الأسبق للمجلس، والذي امتدت فترة عمله قرابة عقد من أبريل 2002 حتى 31 مارس 2011 شهدت فيها منطقة الخليج والعالم العربي تحولات وتحديات ومكاسب، يتوقف سعادته أمامها معنا في هذا الحوار الشامل، متحدثا عن فترة توليه الامانة العامة والأحلام التي دخل بها الى الامانة وما تحقق منها ورؤيته للوحدة الخليجية وكيفية تحقيق المواطنة الخليجية. ويتطرق الحوار الى الاحداث التي عاصرها عبدالرحمن العطية كأمين عام لمجلس التعاون، والقادة والوزراء والمسؤولين الذي التقى بهم خلال سنوات عمله بالامانة العامة، كما يتوقف الحوار عند مواقف دول مجلس التعاون تجاه أهم قضية خليجية وعربية واسلامية وهي قضية فلسطين التي تشهد اليوم تحولات حادة في معركة التحرير وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، حيث تنعقد القمة وسط سفك الاحتلال لمزيد من الدماء الطاهرة للشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال، والذي يعاقب على مطالبته بالحرية وتحرير الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 ووقف الاستيطان الذي يبتلع فلسطين في صمت من المجتمع الدولي الذي يشرعن للحتلال جرائمه الوحشية ويدين الضحية حين تدافع عن اراضيها المسلوبة، لكن هذا الدعم لن يغير حقائق التاريخ، وكما يؤكد عبدالرحمن العطية فإنه طال الزمن أو قصر فإن المستقبل للشعب الفلسطيني ودولته المستقلة وعاصمتها القدس. فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. - تنعقد القمة الخليجية في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية تحديات وتحولات حادة ما بين تيار التطبيع وتيار دعم صمود الشعب الفلسطيني، كيف ترى المشهد؟ التحولات والتحديات التي تشهدها القضية الفلسطينية في هذه المرحلة متعددة الأبعاد، على الصعيد الداخلي الفلسطيني تبدو جلية مشاهد البسالة الفلسطينية المتمسكة بصرامة وشموخ باهر بالحقوق المشروعة للشعب الصابر المكافح القابض على جمر الصمود وقيم النضال والوطنية بأسمى معانيها. في الاطار الخليجي، العربي، الإسلامي، وفي أوساط كل دول العالم الداعمة لعدالة القضية تبلورت المواقف ببيانات ونداءات كسرت حاجز الصمت القديم، وحالات الجمود السياسي، فأعلنت دول عدة الإدانة بقوة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي الوحشية ضد المدنيين وبيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم والمرافق العامة في غزة الصامدة وغيرها من المؤسسات الضرورية لحياة الناس. على صعيد مواقف بعض الدول الكبرى التي تتشدق بحقوق الانسان فقد عرت المأساة الإنسانية في غزة مواقفها وتناقضاتها، لكن بدا واضحا أن ضغوط الرأي العام الدولي أجبرتها على الدعوة الى هدنة إنسانية في محاولة للخروج من المأزق الإنساني، وإطلاق تصريحات كلامية تدعو لحماية المدنيين. في هذا المناخ ليس في مقدور أحد الحديث عن التطبيع السياسي الذي أشرت إليه في سؤالك لأنه يعني لدى الرأي العام العربي والإسلامي والحقوقي في هذا الوقت غض الطرف عن الجرائم والممارسات البشعة. أما موقف الحكومات في المنطقة من التسوية فهو واضح من خلال المبادرة العربية التي أعلنت في عام 2002، وهي مبادرة لم يقابلها الاحتلال حتى الآن بإعلان إيجابي سوى ممارسة انتهاكات أوسع للحقوق الفلسطينية الإنسانية، لكن طال الزمن أ و قصر فإن المستقبل للشعب الفلسطيني ودولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية. - وكيف تنظر في هذا الاطار الى اهتمام دولة قطر بالملف الفلسطيني وبدعم الشعب الفلسطيني؟ موقف دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يتجاوز مفهوم الاهتمام بمعناه المحدود الى اطار أوسع هو التفاعل المحسوس والملموس الذي تقترن فيه الأقوال بالأفعال، ومن هنا يكتسب الموقف القطري دلالاته وتميزه. الموقف القطري يجمع بين وضوح الموقف المبدئي الصريح الداعم للحقوق والمندد بالجرائم الإسرائيلية في غزة وفي الوقت نفسه فموقف الدوحة الريادي يتجسد من خلال خطوات عملية أدت على سبيل المثال إلى التوصل لهدنة إنسانية، كما سعت وتسعى الدولة الى الوصول الى مرحلة يتوقف فيها سفك الدماء على طريق حل شامل. ولعل الاشادات الدولية بمواقف قطر بشأن إطلاق أسرى من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وغيرهم تمثل أحدث دليل على نجاح سياسي ودبلوماسي غير مسبوق في تاريخ المنطقة. - لا شك استوقفتكم براعة الدبلوماسية القطرية في الاحداث الاخيرة كيف ترون اداء قطر في هذه المرحلة؟ الدبلوماسية القطرية هي نتاج طبيعي للسياسة القطرية التي أشرت اليها، وقد أطل الدور الدبلوماسي القطري اطلالات رائعة من خلال النجاح في ابرام اتفاقات عدة شملت الملف الافغاني، والنجاح في اخراج غربيين وغيرهم من أفغانستان في ظروف صعبة، والوساطة بين واشنطن وطهران ما أدى الى إطلاق محتجزين وفك احتجاز أموال، اضافة الى ملفات أخرى خلال سنوات سابقة. في هذا السياق يقوم رئيس الدبلوماسية القطرية رئيس الوزراء ووزير الخارجية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بجهود فعالة أدت الى احراز نتائج إيجابية وحيوية أيضا في عدد من الملفات الإقليمية والدولية، من خلال نهج حكيم وواع، وهو نهج مستمد من ركائز الرؤية السياسية لصاحب السمو أمير البلاد المفدى. فلسطين في صدارة أولويات مجلس التعاون - مرت القضية الفلسطينية في بداية الالفية الثانية بتحولات عاصرتها كأمين عام للمجلس خصوصا حصار ياسر عرفات ورحيله ومرور القضية الفلسطينية بتحولات عصيبة وما تبعها من اقتتال داخلي.. كيف كان دعمكم للشعب الفلسطيني من خلال الامانة العامة وتوجهات قادة الخليج في تلك المرحلة؟ في كل مراحل عملي في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي مراحل سابقة وحاليا فإن القضية الفلسطينية كانت وستبقى في صدارة أولويات مجلس التعاون. دول المجلس جزء أصيل من الأمتين العربية والإسلامية، تشاركهما الأتراح والأفراح، بل كانت وما تزال سباقة في مجال تقديم الدعم السياسي في كل المحافل لقضية الشعب الفلسطيني، هذا إضافة الى مساهماتها في الدعم الاقتصادي الإنساني في مجالات التنمية والاعمار والاغاثة لإخوتنا في غزة الذين يحتاجون الآن الى دعم انساني واغاثي كبير ومستمر. أدوار تاريخية وشجاعة - سمو الأمير قام بتحرك مباشر على مستوى الخليج والعالم العربي لمنع تحول الحرب الى حرب اقليمية وللتوصل الى هدنة ووقف لإطلاق النار كيف تنظرون الى ذلك؟ الأدوار التاريخية والشجاعة لسمو الأمير تشكل مصدر فخر للقطريين والخليجيين والعرب والمسلمين وكل أحرار العالم. صاحب السمو يدعم حقوق الشعب الفلسطيني دعما ملموسا وفي الوقت نفسه اتخذ خطوات عملية لوقف شلالات الدم عبر مبادرات أدت الى تمديد هدنة إنسانية مع استمرار جهوده في سبيل التوصل الى حل دائم يحقق الاستقرار والأمن للمنطقة كلها. دعم صاحب السمو للقضية الفلسطينية متميز لأنه يقرن الاقوال بالأفعال. قيادة مواكب العمل الخليجي بحكمة وحنكة - وكيف ترى تحركات سموه لدعم وحدة الصف الخليجي ومجلس التعاون كداعم لصمود الفلسطينيين؟ أكدت أحداث ومستجدات عدة مرت بها منطقة الخليج أن صاحب السمو قائد حكيم وصاحب رؤية عصرية لكيفيات دعم العمل الخليجي المشترك وتعزيز التعاون بين دول المجلس في أصعب الظروف والمحكات التي شهدتها العلاقات الخليجية – الخليجية. وها هي قمة الدوحة الخليجية تأتي لتشكل دليلا جديدا على أن سمو الأمير الذي سيقود مواكب العمل الخليجي المشترك خلال هذه الفترة بحنكته وحكمته المعهودة سيضيف حيوية لعمل المجلس من خلال نبض شبابي يتوق دوما للتحديث والتطوير وارتياد آفاق الإنجازات من خلال مسيرة جماعية. العمل الجماعي هو ما أدى الى تشكيل مجلس التعاون في 25 مايو 1981، والعمل الجماعي في عالم اليوم هو شرط من اهم شروط نجاح أي تكتل إقليمي أو دولي. في سياق هذه القناعة أرى أن قمة الدوحة الخليجية الحالية ستشكل نقطة تحول في تاريخ دول المنطقة، إذ إن كل القمم الخليجية التي عقدت في دولة قطر قدمت إنجازات غير مسبوقة في تاريخ مجلس التعاون. أرى أيضا أن دول الخليج في أمس الحاجة خلال هذه المرحلة المهمة الى أن تشهد خطوات جديدة كنتاج لقرارات قمة الدوحة المتوقعة نحو ادخال إصلاحات شاملة في مجلس التعاون، سواء بالسعي نحو تحديث دعم وتطوير مجالات عمل الأمانة العامة وصلاحياتها، مع ضرورة إعطاء اهتمام أكبر لنبض الشعوب التي تتطلع الى إنجازات أكبر وهي ترى أن ما تحقق لا يلبي طموحاتها، وخصوصا طموحات جيل الشباب من البنين والبنات. صباح الأحمد شخصية فذة - إذا تحدثنا عن مسيرتكم في أمانة مجلس التعاون ولنبدأ من وشاح الكويت من الدرجة الممتازة الذي منحه لكم سمو الشيخ صباح الأحمد والذي توج مسيرة ممتدة من العطاء في مجلس التعاون. أولا أقول إن الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله رحمة واسعة كان قياديا كبيرا وشخصية فذة ومتعددة الصفات، سواء في الجوانب القيادية أو الإنسانية الشخصية، وقد ربطتني به علاقة احترام عميق الجذور ومودة متبادلة. أما الوشاح الكويتي فقد كان دليلا على تقدير دولة الكويت لدوري، وأنا أعتز به، وبعلاقتي مع الكويتيين كما أعتز بعلاقتي مع اخوتي الخليجيين في دول المجلس الست. تحديات ومكاسب - ماذا تعني لك هذه السنوات التي قضيتها في امانة مجلس التعاون وخدمة العمل الخليجي والعربي المشترك؟ تلك السنوات حفلت بالكثير من التطورات والتحديات والمكاسب، وعموما دول المجلس وشعوبها والمراقبون لفترة عملي هم من يحكمون على أدائي، ولست أنا من يقيم عمل نفسه وان كنت راضيا عن أدائي، وما قدمته من عطاء وجهد. أقول باختصار إن سنوات عملي قوبلت بتقدير القادة والشعوب، وانا سعيد بما تلقيته وأتلقاه حتى الآن من تقدير وإشادات في كل المستويات الرسمية والشعبية. وجدت الدعم من القيادة القطرية - معاليكم توليت امانة التعاون من الامين العام الاسبق جميل الحجيلان ولمس العاملون نهجا مميزا ادخلته على الاداء في امانة التعاون ما الذي ركزت عليه خلال سنوات عملك بالأمانة العامة؟ أولا أقول إن معالي الأستاذ جميل الحجيلان رجل صاحب تجارب ثرية وكان قد تولى موقع الأمين العام في توقيت دقيق وصعب وبذل جهوداً كبيرة في عمله، وهو محل تقديري واحترامي. أما نهجي في الأمانة العامة فإن لكل انسان بصماته، وهكذا ما ينبغي ان يكون عليه الحال في أي مكان وزمان إذا أردنا أن نواكب روح العصر وتطوراته في الميادين كافة. أشير الى أن الأمانة العامة لمجلس التعاون بالأمس واليوم وغدا تتأثر بالمناخ السائد بين دول المجلس، وهو مناخ إيجابي حالياً ومبشر بإنجازات جديدة للشعوب، وأحمد الله الذي وفقني خلال فترة عملي بأن وجدت دعماً من القادة، وكان دعم القيادة القطرية متميزاً وفعالاً وحاسماً لكثير من الملفات. حلم الوحدة الخليجية لم يمت - دخلتم أمانة التعاون بحلم الوحدة الخليجية والعملة الموحدة ماذا تحقق ولماذا توقف الحلم؟ حلم الوحدة الخليجية لم يمت ولن يموت ما دام هناك نبض للقادة والشعوب يتوق الى الوحدة التي تعني في رأيي التكامل في أرفع مستوياته وتحقيق مصالح الشعوب وتعزيز مسيرة العمل الجماعي والتأثير الإيجابي في مسارات السياسات الدولية التي تستغل حالات الفرقة والشتات وتخشى وحدة الصف التي تنتصر لمصالح شعوبنا وتطلعاتها الكبرى. وأرى أن سقف تطوير التعاون بصدق النيات وتوحيد الرؤى سيؤدي الى ما تحلم به شعوب المنطقة، ولا يهم شكل الوحدة، بل مضمونها وكيفية تحقيق الأهداف الاستراتيجية عبر العمل الجماعي المدروس الذي يحترم تعددية الرؤى والاجتهادات الوطنية في مجال الإصلاحات كافة ومصالح الجميع. الأمير الوالد قدم الكثير للخليج - عاصرت مؤتمرات القمة الخليجية منذ تأسيس المجلس وشاركت في معظمها.. ما الذي أضفته في المنظومة الخليجية وماذا كانت توجيهات سمو الأمير الوالد لك في هذه المرحلة؟ القمم الخليجية كانت وستظل تواصل البحث في ملفات قضايا البيت الخليجي والعالمين العربي والإسلامي والعلاقات مع التكتلات الدولية وقضايا عدة. انعقاد القمم الخليجية دليل توجه نحو تعميق العمل المشترك، والقمم الخليجية ساهمت في تحقيق مكاسب عدة للمواطن الخليجي من أهمها التأكيد على وحدة الهدف والمصير، لكن المواطن الخليجي ليس راضيا عن مستوى الإنجازات في مجالات عدة لأنه يعتقد - وهو على حق- أنه كان يمكن أن يحقق مجلس التعاون إنجازات أكبر، وهذا من أبرز التحديات التي تواجه مجلس التعاون. أما بشأن توجيهات صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني فقد كانت تركز على أهمية العمل الجاد في سبيل دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك، إذ إنني كنت أمثل دولة قطر في موقع الأمانة العامة والدول الست ولم أكن أمثل نفسي. صاحب السمو الأمير الوالد قدم الكثير من الدعم لمسيرة مجلس التعاون وهو قائد إصلاحي وسعى لإضفاء روح حيوية جديدة على عمل المجلس عبر مبادرات عدة. في هذا الإطار أحيي صاحب السمو الأمير الوالد وهو الذي شرفني بقرار اختياري أمينا عاما للمجلس، وأن أي نجاح حققته لمسيرة المجلس وقف وراءه داعماً صاحب السمو الأمير الوالد، وبهذا المعنى فإن أي مكسب حققته فهو انجاز لدولة قطر ولصاحب السمو وللقادة وللشعوب في دولنا الست. قائد شاب يتسم ببعد النظر - خلال وجودكم في امانة التعاون عاصرتم دخول وجوه جديدة الى المشهد الخليجي.. صف لنا تقديرك لدخولها للساحة السياسية ولنبدأ بدولة قطر مع تولي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولاية العهد في ٢٠٠٣ وإسناد سمو الأمير الوالد له الكثير من المهام خصوصا ما يتعلق بدعم العمل الخليجي من جانب سموه؟ دول مجلس التعاون تشهد تجديداً في مجالات عدة، ويشمل ذلك دخول دماء شبابية إلى ساحات القيادة والحكم، وأعتقد بأن هذا تطور من أبرز وأهم تطورات المرحلة. تولي سمو الأمير الشيخ تميم مقاليد الحكم شكل حدثاً تاريخياً كبيراً، إذ انه قائد شاب يتسم بسمات عدة، بينها الحيوية السياسية وبعد النظر واستيعاب مقتضيات العصر، وفي الوقت نفسه فهو يحرص على معادلة الأصالة والمعاصرة، وهذا جانب مهم جدا، إذ إنه ينطلق من أرضية ثقافة الوطن وتقاليده الإيجابية إلى رحاب التعاون الدولي بأوسع معانيه. في هذا الإطار فإن سموه يدعم بقوة العمل الجماعي الخليجي، وهو يحرص على أن يتطور أداء المجلس من خلال تفعيل آليات العمل والإصلاح للجوانب التي تحتاج الى إصلاحات. لنتعلم من دروس سابقة - توليت امانة مجلس التعاون من ٢٠٠٢ الى ٢٠١١ وهي السنوات الصعبة التي اتسمت بعدم الاستقرار السياسي والعواصف من حول الخليج بدءا من العراق الذي انهار في ٢٠٠٣ انتهاء بالثورات العربية وما عرف بالربيع العربي كيف رأيت هذه الاحداث ولنبدأ من العراق ان شئت؟ الحمد لله أن دول مجلس التعاون تجاوزت مرحلة الأزمة الحادة في العلاقة مع العراق، وأرى أن العراق دولة مهمة وحيوية وكبيرة في المنطقة، وهناك ضرورات لتعزيز العلاقات بين دول المجلس والعراق. وأعتقد بأنه توجد فرص مهمة للتعلم من دروس مرحلة سابقة توترت فيها العلاقات بين دول المجلس والعراق، والأهم أن الكويت استعادت سيادتها كاملة، وهذا نجاح للجميع. ونريد دائماً ما هو أفضل لاستقرار المنطقة العربية وازدهارها. في عين العاصفة - كيف أدرت دفة العمل الخليجي والعراق في عين العاصفة حتى حدوث الغزو الامريكي للعراق في مارس ٢٠٠٣؟ كانت تلك مرحلة من أكثر المراحل اضطرابا التي شهدتها المنطقة، وكان لا بد من استمرار العمل الخليجي المشترك للتفاعل مع الأحداث وتطوراتها، وهذا ما جرى بالفعل. دول المجلس حافظت على تماسكها - ما الفاتورة التي تحملتها دول الخليج نتيجة سقوط بغداد؟ المنطقة كلها عاشت مرحلة صعبة، وليس دول مجلس التعاون فقط، وتداعيات الحدث شملت العالم كله، لكن دول المجلس حافظت على تماسكها ووحدة موقفها في أصعب الظروف. دعوت لحوار خليجي إيراني - علاقة المنظومة الخليجية بإيران ظلت حبيسة ديباجة معروفة ومكررة في بيانات القمم الخليجية سنوات الى ان جاء زلزال بم في ٢٠٠٣ ديسمبر وكنتم بصدد القمة الخليجية هل رأيت انه آن الاوان للغة اخرى مع ايران تركز على التنمية والتعاون لما فيه استقرار الخليج وماذا كانت ردود الفعل الخليجية على الرغبة القطرية في الحوار الخليجي مع ايران خصوصا مع وصول احمدي نجاد الى الرئاسة ودعوته الى مخاطبة القمة الخليجية في 2007؟ خلال فترة عملي في مجلس التعاون دعوت إلى حوار خليجي إيراني، وكنت وما زلت أعتقد بأن لا أحد في مقدوره في المنطقة تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا. أدعو دوما الى التفاهم والتعاون والتنسيق الإيجابي بين دول مجلس التعاون وإيران استنادا الى قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. دعم لبنان لتجاوز أزماته - اذا تحدثنا عن لبنان في اثناء شغلكم لمنصب الامين العام نجد انه في ٢٠٠٥ كانت بداية الصراعات في لبنان باغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق وما تبعه من انفتاح لبنان على ازمات لم تنته حتى الآن وما تبعها من حرب ٢٠٠٦، كيف كان اداء الامانة العامة تجاه لبنان في ظل عدم وحدة الرؤية الخليجية او تباين المواقف تجاه لبنان؟ دول مجلس التعاون كانت وما زالت تدعم استقرار وأمن لبنان، ورغم تباين مستويات العلاقة أحيانا بين بعض دول المجلس ولبنان فإن دول المجلس تدعم أي جهد يؤدي الى استقرار لبنان، إذ إن تاريخ المنطقة أكد أن أمن دول المجلس يتأثر بمدى ثبات أو اضطراب الوضع اللبناني. وهناك مبادرات خليجية سعت منذ سنوات لتعزيز العلاقات بين الفرقاء اللبنانيين، وأشير هنا الى اتفاق الطائف في 30 سبتمبر 1989، ثم اتفاق الدوحة بين القوى السياسية اللبنانية في 21 مايو 2008. دروب الاستقرار بيد الفرقاء - الصومال ومجلس التعاون هل نعترف بعجز المنظومة الخليجية عن الوقوف برؤية موحدة مع الشعب الصومالي خصوصا مع اندلاع حرب الصومال في ٢٠٠٦ وحالة الفوضى التي ما زالت تعصف بالصومال؟ دول المجلس اهتمت بالوضع الصومالي، ودعمت الصومال، لكنني أعتقد أن الفرقاء الصوماليين والفرقاء في أي بلد هم من يفتحون أولاً دروب الاستقرار والتلاقي والمصالحة الوطنية، أي ان الدور الخارجي الايجابي مكمل وداعم لجهود التسوية في أي بلد. السودان عمق إستراتيجي - السودان بند رئيسي على مجلس التعاون كيف تعاملتم مع ازماته المتلاحقة وغير المتوقفة سواء انفصال جنوب السودان في 2011 او نزاع دارفور الذي اندلع في 2003، وما بعده من ازمات انهار معها السودان وهل فعلا ترجمت دول الخليج شعار ان السودان والصومال عمق أمني مهم لاستقرار الخليج؟ لعبت دول المجلس أدوارا داعمة للسودان في مجالات سياسية واقتصادية وغيرها، وسعت الى دعم استقرار السودان خلال سنوات مضت. علاقتنا بالسودان قديمة وللسودانيين حضور ووجود فاعل في كل دول مجلس التعاون منذ تاريخ قديم. أما بشأن الأوضاع المضطربة في السودان فإن السودانيين - وأعني القيادات - هم المسؤول الأول عن إطفاء الحرائق ومعالجة مصدر الأزمات من أجل مصالح الشعب. السودان عمق استراتيجي للخليج والعالم العربي والعكس صحيح، وفي استقرار السودان والصومال دعم لاستقرار المنطقة. أولويات الشعوب تختلف - اذا توقفنا معك أمام سنة 2010 وتحديداً ديسمبر منها مع اندلاع الثورة التونسية ضد الحكومة وتضامن الشعب مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده تعبيرًا عن غضبه على بطالته.. كيف رأيت بداية ثورات الشعوب على الانظمة وهل شعرت بقلق على الخليج وما الذي جعل الخليج بمأمن من هذه الانتفاضات؟ أولويات الشعوب في المنطقة تختلف، والأوضاع في الخليج رغم تباين مناخاتها من بلد لآخر فهي مستقرة بالمقارنة بأوضاع دول أخرى. اليمن كان من أولوياتي - الوضع في اليمن كان هاجسا لدول الخليج ولمجلس التعاون خاصة حين ازدادت حدة مطالب «الحراك الجنوبي» بالانفصال واستمرت الهدنة الهشة مع الحوثيين في الشمال هل كنا مقصرين مع الشعب اليمني؟ ولِمَ لمْ تتوحد الكلمة الخليجية تجاه اليمن؟ وهل كانت المبادرة الخليجية التي طرحت في 2011 - في آخر عهدك بالأمانة العامة للمجلس - كافية لعلاج ازمات اليمن؟ اليمن كان أولوية من اولوياتي، وزرت صنعاء والتقيت القيادات هناك، ودعت دول المجلس الى تعزيز سعي العلاقات مع اليمن، وكنت أتمنى أن يرتفع سقف التعاون الى مرحلة نشهد فيها انضمام اليمن الى مجلس التعاون. الأحداث أكدت وتؤكد حاليا أن في استقرار اليمن وقوته استقرارا وقوة لدول مجلس التعاون وأن اضطراب أوضاعه يصيب الجميع بعدم الاستقرار. أحترم تطلعات الشعوب - ماذا شكل لك انهيار النظام السابق في مصر والتي وصفها يوسف بن علوي في قمة مسقط 2010 بأنها عكاز الخليج؟ ثورة الشعب المصري كانت تعبيرا عن ارادته وتطلعاته للحرية، وانا احترم تطلعات الشعوب. - هناك اسماء وقادة خليجيون عاصرتهم خلال عملك في مقدمتهم الملك فهد والشيخ صباح الاحمد والملك عبد الله بن عبد العزيز والسلطان قابوس بن سعيد، كيف كان دعمهم لدورك؟ كل هؤلاء القادة رحمهم الله رحمة واسعة دعموا عملي ومسيرة العمل المشترك، وفي لقاءاتي معهم لمست تطلعهم وسعيهم الى ان يحقق المجلس مزيدا من الإنجازات. هؤلاء تلقيت منهم رؤى إيجابية - كيف كانت لقاءاتكم مع وزراء الخارجية في دول المجلس خصوصا مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وسمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله ومعالي يوسف بن علوي. لقاءاتي مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون جميعاً كانت لقاءات عمل مثمرة وحيوية، وتلقيت منهم كثيرا من الرؤى الإيجابية، فوزراء الخارجية هم من يضعون خارطة الأولويات ويصيغون المواقف ويحددون الخطوط العريضة لمسارات العمل، لقد وجدت لدى هؤلاء الوزراء الموقرين دعما ومساندة كما وجدتها من نظرائهم الآخرين. التعلم من تجاربنا - ما الذي ينقص مجلس التعاون ليحقق المواطنة الخليجية ويصبح مثل الاتحاد الاوروبي؟ محتاجون الى مراجعة الخطى للتعلم من تجاربنا ومحتاجون الى مزيد من الإرادة السياسية وخطوات عملية لتحقيق المواطنة الخليجية بأفضل صورها ونتائجها. لا سقف للأحلام - بعد التنقل بالبطاقة الخليجية هل ما زلت تحلم بالريال الخليجي الموحد؟ لا سقف للأحلام والتطلعات الكبيرة إذا تكاتفت الجهود وتوحدت الرؤى أكثر من أي وقت مضى وواصلنا مسيرة العمل الجماعي المواكب لروح العصر. الإعلاميون أصدقائي - انت محب للإعلام، ولكن بصراحة هل سبب لك صداعاً في امانة المجلس؟ وهل كان المطلوب ترشيد الاداء الاعلامي حفاظا على وحدة المجلس؟ الاعلاميون كانوا وما زالوا أصدقاء أعزاء، واعتز بعلاقاتي مع عدد من الصحفيين في دول عدة. لن ينجح أي مسؤول في أي موقع اذا تعالى على الإعلاميين، أو أغلق مكتبه أمامهم أو أحاط عمله بسياج مانع، سيكون المسؤول في هذه الحالة هو الخاسر الأكبر، لأنه بالتقوقع والانكفاء داخل مكتبه سيضرب الشفافية المطلوبة وحق الناس في معرفة المعلومات الضرورية والعادية وليس الأسرار. بعض المسؤولين في منطقتنا وعالمنا العربي لا يفرقون بين أهمية تدفق المعلومات كحق للشعوب لتشكيل رأي عام يدعم أعمالهم وأي جهد إيجابي وبين ما يعتقدون بأنه أسرار، وهي في أوقات كثيرة ليست أسرارا في عالم اليوم الذي بات فيه المواطن إعلاميا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا معناه أن من الأفضل تمليك الناس الحقائق بدلا من ترك المجال واسعا للشائعات. صحيح أن عمل الأمانة العامة ليس كله للنشر لكن كانت وما زالت علاقاتي مع عدد من الإعلاميين يسودها احترام متبادل، ويسعدني أن احييهم واشكرهم على دعم مسيرة عملي في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.

4212

| 05 ديسمبر 2023

محليات alsharq
رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش في حوار مع "الشرق": مشروعات متطورة لتعزيز العلاقات مع قطر

** ندعم جهود قطر للتوصل إلى تهدئة ووقف الحرب على غزة ** اهتمام مشترك لتطوير التعاون في الاستثمارات والصناعات الدفاعية ** اللجان الإستراتيجية القطرية التركية تقر مشروعات متطورة لتعزيز العلاقات ** كل لقاء يجري بين القيادتين القطرية والتركية تتقدم فيه العلاقات خطوة إلى الأمام ** دور قطر إيجابي جدا فيما يخص مرحلة تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية ** جبهة إنسانية تتشكل على الصعيد العالمي ستقود إلى عزلة إسرائيلية ** حريصون على تبادل تجاربنا البرلمانية وخبراتنا التشريعية مع مجلس الشورى ** بعض السياسيين لديهم خوف مفرط من إسرائيل وممن يقف خلفها ! ** لجان حقوقية تركية ومحامون يلاحقون إسرائيل لمحاكمتها أمام الجنائية الدولية ** علاقات قطر وتركيا تطورت في مراحل حرجة مر بها البلدان ** تركيا ستسعى لتأخذ موقعها كدولة ضامنة حال وقف إطلاق النار في غزة ** نواكب انتقال تركيا للمئوية الثانية بدستور جديد وتعديل لائحة البرلمان ** العالم يتجه إلى نظام متعدد الأقطاب وآلام هذا المخاض نعيشها جميعا ** تنسيق قطري تركي مشترك في المحافل الإقليمية والدولية **نرحب بزيارات أعضاء الشورى إلى تركيا للاطلاع على آلية العمل بالبرلمان ** إسرائيل اليوم باتت عبئاً على أمريكا والغرب ** أكبر عوامل قوة إسرائيل ليس من داخلها بل من تشرذم العالم الإسلامي ** لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي تزور رفح دعما للأشقاء الفلسطينيين ** أقول وبكل أسف: بعض الدول إسرائيلية أكثر من إسرائيل ** تصريح أمريكا بأن وقف إطلاق النار يجب ألا يكون دائماً أطلق يد إسرائيل للقتل للمؤسسة التشريعية في تركيا مكانتها الخاصة لدى الشارع التركي ولدى السياسيين ولطالما بقي البرلمان التركي حائط صد منيع لحماية الديمقراطية في البلاد يلجأ إليه الساسة حينما كان يحدث تجاوز في ممارسة السلطات فيتدخل البرلمان لضبط الايقاع وسط تناغم حزبي ميز التجربة التركية، ولا يغيب عن الذاكرة ما تعرض له البرلمان التركي من هجوم مسلح خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو 2016 حيث هاجم الانقلابيون البرلمان لإسقاط الديمقراطية في ليلة التف فيها الشعب التركي حول الرئيس ليحمي تجربته الديمقراطية وتعاطف فيها العالم الحر مع الرئيس أردوغان ومع الشعب والبرلمان ووقفت أحزاب المعارضة التركية موقفا انحازت فيه إلى الديمقراطية ونجحت في تفويت الفرصة على الانقلابيين وحماية المسار السياسي لتركيا ولتعبر مئويتها بسلام إلى آفاق أكثر إشراقا فشعار القادة والبرلمانيين في تركيا «من اعتدل يوماه فهو مغبون» وتركيا اليوم غير تركيا الأمس وتركيا الغد غير تركيا اليوم، وهذا ما أكده سعادة السيد نعمان قورتولموش رئيس البرلمان التركي في حواره مع الشرق عشية زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى قطر وحلوله ضيفا على القمة الخليجية وترؤسه الجانب التركي في اجتماعات اللجنة العليا الإستراتيجية بين قطر وتركيا، في الحوار يجيب سعادة السيد نعمان قورتولموش على أسئلة يطرحها الشارع التركي والعربي والإسلامي عن دور البرلمانات في العالم الإسلامي مما يحدث في غزة وهل تقدمت الشعوب نوابها في نصرة غزة ويكشف أسباب عدم قدرة البرلمانات على اتخاذ مواقف مشابهة لمواقف برلمانات عالمية غير إسلامية دعمت غزة وسكانها ودافعت عن حقهم في الوجود على أرضهم، كما يتطرق الحوار إلى تعزيز العلاقات البرلمانية القطرية التركية والعربية التركية واللقاءات المقبلة على مسار تطوير هذه العلاقات والأداء التشريعي في البرلمان التركي وآفاقه في مئوية تركيا الجديدة.. فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. - بداية معاليكم نود لو تضعونا في صورة العلاقات القطرية التركية كيف تنظرون إليها وكيف تقيمون هذه العلاقة ؟ العلاقات بين تركيا وقطر هي بمستوى مثالي رائع وأساسها الصداقة القوية بين البلدين، ولعلها تكون إن شاء الله نموذجاً للدول الأخرى، وديمومتها تعود بالخير على الشعبين، وهي تتواصل على مستوى إستراتيجي عالي المستوى. علاقات مميزة - ما الذي يميز هذه العلاقات حتى تصل إلى هذه الخصوصية ؟ العلاقات بين تركيا وقطر تطورت في مراحل حرجة مر بها البلدان، بالنسبة لتركيا نذكر الخامس عشر من يوليو ٢٠١٦، وتلك المحاولة الانقلابية المدعومة من الخارج، والدعم الذي تلقته تركيا في هذه الفترة كان دعما مهما من دولة قطر، وكذلك أثناء الأزمة الخليجية وقفت تركيا إلى جانب قطر وتوطدت العلاقات وقت الشدائد، والصداقات التي تتكون وقت الشدائد تكون متوطدة ومتجذرة. علاقات متنامية - هذه الاختبارات التي تعرضت لها العلاقات سواء في ٢٠١٦ أو في ٢٠١٧ هل هي مؤشر على أنها بنيت على أسس صحيحة وكيف تحافظ على زخمها؟ نعم، فالعلاقات متعددة القطاعات، ويجب اتخاذ خطوات لتطويرها والاستفادة من القدر الأكبر من حيث العلاقات التجارية أو غيرها أو قطاعات الصناعات الدفاعية والقطاعات المركزية المهمة، وكذلك فيما يخص المسائل الإقليمية والمنطقة يمكن تطوير السياسات بل والمحافل المشتركة لاتخاذ خطوات من شأنها تطوير العلاقات وهذا ما يجعل العلاقات متنامية الى ما لا نهاية. تواصل دائم - فخامة الرئيس سوف يكون في الدوحة في غضون ساعات لعقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة مع أخيه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ما الذي يمكن أن تضيفه هذه الدورة الجديدة من الاجتماعات للعلاقات بين البلدين؟ العلاقات بين تركيا وقطر أخوية، أي أنها ليست محصورة على جانب رسمي فقط، ولذلك فهي تتواصل على إطار اللجان الاستراتيجية عالية المستوى في القطاعات كافة سواء الثقافي أو التجاري أو الصناعي أو الاستثماري وفي غيرها من القطاعات، والوزراء على اتصال مستمر ولا يكتفون بالأمنيات بل يتخذون خطوات عملية ومشروعات، وكل لقاء بحسب متابعتي الشخصية يجري بين القيادتين أو بين وزيرين تتقدم فيه العلاقات خطوة إلى الأمام ويكون ذلك تطوراً إيجابياً في علاقات البلدين. تجارب برلمانية - إذا أتينا إلى القطاع البرلماني ما هي المشاريع التي تبنى اليوم بين البرلمان التركي ومجلس الشورى القطري ؟ فيما يخص علاقات المجلسين، فإن الدبلوماسية البرلمانية أحد القطاعات المهمة لتوطيد العلاقات، وهي علاقات جيدة نسعى لزيادة مستواها عبر اللجان البرلمانية. - كيف يمكن الاستفادة من التجربة البرلمانية التركية العريقة خاصة في الجانب التشريعي والعمل البرلماني ؟ فيما يخص هذه التجربة نحن مستعدون أن نتشاركها مع الجانب القطري عبر الزيارات المتبادلة، ويمكن أن يأتي أعضاء مجلس الشورى ويطلعون على آلية العمل وكيف تصاغ القوانين واستصدارها وأيضا فيما يخص اللائحة الداخلية للمجلس. - هل يمكن أن نرى ذلك التعاون قريباً في الدوحة ؟ إن شاء الله في العام المقبل تكون هناك زيارات برلمانية متبادلة. - اليوم الوجع الأكبر في العالم الإسلامي تتعرض له غزة من الكيان الإسرائيلي كيف تفاعل البرلمان التركي مع العدوان وكيف كانت وقفته في دعم الشعب الفلسطيني ؟ في هذا الشأن عندما حدثت الهجمة الأولى من قبل إسرائيل اجتمعت الكتل البرلمانية الست وأصدروا بياناً موحداً أدان الهجمات الإسرائيلية، كما أصدروا مذكرة إدانة للهجمات وعندما وقع الاعتداء على المستشفى الأهلي المعمداني كان المجلس في حالة انعقاد وأوقف وقتها النواب الجلسة وأصدروا بيان إدانة، وفيما يخص العلاقات مع الدول الأخرى، فقد أوضح البرلمان التركي ذلك بكل الوسائل وأكد وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم وتم التأكيد أيضا على أهمية محاكمة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، كما تم التشديد على أهمية إيصال المساعدات إلى قطاع غزة. مواقف لا بيانات - الشعب التركي والشعوب عموما لهم موقف متقدم في دعم الشعب الفلسطيني.. فهل البرلمان التركي أو برلمانات العالم الإسلامي عموماً ارتقت قراراتها إلى مطالب الشارع؟ فيما يخص البرلمان التركي يمكنني أن أجيب بأريحية تامة أنه نبض الشارع التركي ونبض الشعب ويواكب نبض الشعب، وكانت له أنشطته في هذا الإطار، فلجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي ستذهب إلى رفح الأسبوع القادم وتحاول الدخول إلى جانب غزة، وأمس شارك زملاؤنا في اجتماع في جنوب أفريقيا فيما يخص التضامن مع قطاع غزة وأنا شخصيا شاركت في خمسة اجتماعات على مستوى رؤساء البرلمان الأوروبي واتحاد الدول العشرين وبرلمان اتحاد ميتكا وبرلمانات المجموعات الأخرى التي تشملها عضوية تركيا، ومؤخرا في أنطاليا استضفنا مؤتمر اتحاد برلمانيي آسيا، وفي هذا الإطار نبذل جهودا موسعة لإضافة عبارات تتعلق بالأوضاع في غزة إلى البيانات الختامية للاجتماعات، لكن أقول للأسف وبألم شديد إن بعض الدول إسرائيلية اكثر من إسرائيل، فهي تدافع وتقاتل لئلا تضاف هذه العبارات ونحن نكافح لتسجيل موقفنا هذا، وفي كل الأحوال فإن نظراءنا وسياسيينا يتأثرون مثل بقية الشعب، وبالمواقف السياسية وخلال الأيام الأخيرة فالتقيت بنحو ٤١ مسؤولاً على مستوى رئيس دولة أو برلمان أو ممثل من ٢٢ دولة وتم تداول هذه القضايا معهم. - نحن نقدر هذا الجهد الشخصي الرسمي الذي يقوم به البرلمان التركي لكن في الوقت الذي تصدر فيه بيانات شجب واستنكار إسرائيل ترمي قنابل على سكان غزة لم يشهدها العصر الحديث فما جدوى هذه البيانات طالما أن القتل مستمر بشكل ممنهج حتى على الصعيد الإسلامي أين هو الدور المؤثر لوقف هذه العربدة الإسرائيلية في غزة ؟ في الحقيقة هذا اكثر الجوانب إيلاماً بالنسبة لنا، فالشعوب تتابع ما يحدث في غزة بألم شديد لكن لا نتمكن من اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الإطار، وهذه المرحلة لها ماضيها فهي لم تنشأ اليوم واعتقد منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام ١٩٩١ يومها أذكر تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس صرحت وقالت إن 22 دولة إسلامية سوف يتغير ترسيم حدودها وشهدنا بعد ذلك فلسطين واليمن ولبنان وسوريا والعراق وليبيا واليمن وتم اصطناع عداوات جديدة مختلفة، وهذا التشرذم تواصل إلى اليوم منذ الأمس. وأمسه الأول لهذه القضية بدأ عام 1917عندما انسحبت الدولة العثمانية من فلسطين وبدأ الإنجليز بتوطين الإسرائيليين في فلسطين، هنا فعلوا أمرين، الأول توطين من أسموهم المستوطنين فجاءوا بهم وأسكنوهم في ديار الفلسطينيين وجعلوا يستحوذون على بيوت الفلسطينيين وممتلكاتهم وحوانيتهم وكل أمور معايشهم والثاني تشكيل النوايات الأولى للجيش الإسرائيلي عبر العصابات ومنذ انسحاب العثمانيين لم تتمكن دولة إسلامية من اتخاذ موقف يواكب هذا التطور وإسرائيل أكبر عوامل قوتها ليس من داخلها بل من تشرذم العالم الإسلامي وتمزقه. ضغط برلماني - العلاقة التاريخية التي تربط الدولة العثمانية بالشعب الفلسطيني لو نظرنا إليها اليوم الموقف التركي الرسمي هل يرتقي إلى هذه العلاقة التاريخية الشعبية؟ نحن وباعتبار أننا أحفاد أجداد حكموا هنالك مدة طويلة تزيد على 400 سنة وحققوا العدالة والعدل فالعلاقة مع الشعب الفلسطيني ليست منحصرة في التاريخ بل توجد روابط وجدانية موجودة اليوم أيضا. وهي ليست مجرد روابط وجدانية فالقضية الفلسطينية احد المحاور في سياسة تركيا الخارجية والقضية الفلسطينية ضمن السياسة التركية الخارجية وهذه السياسة استمرارها أمر مهم، ونسأل الله أن يمد تركيا بقوة لتحدث تطورات أكبر في هذا الإطار. وستسعى تركيا لتأخذ موقعها دولة ضامنة في الآلية التي تؤسس لحماية وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية. ملاحقة القتلة - هل البرلمان التركي سيتقدم بطلبات للمحكمة الجنائية لتقديم نتنياهو وفريقه القتلة إلى المحكمة الجنائية ؟ سألنا حقوقيينا ومستشارينا وأخبرونا بأننا لسنا طرفا في اتفاقية المحكمة فلا يمكننا التقدم بطلب إليها لكن المحامين تقدموا بطلبات. - هناك دول غير مسلمة تقدمت إلى المحكمة تطالب بمحاكمة نتنياهو لم نر دولاً لا عربية ولا إسلامية ؟! صحيح. - طالما نتحدث عن العدوان فإن قطر سعت إلى هدنة وقف خلالها العدوان سبعة أيام كيف ترون هذا الجهد من قبل قطر ؟ نحن ندعم هذه الجهود من البداية، ونأمل أن تصل إلى وقف إطلاق نار دائم، لأنه حتى اليوم اكثر من 16 ألف شخص قتلوا وآلاف المنازل هدمت ومن ثم ليتمكن الناس هناك من الحياة يجب تهيئة الأجواء لوقف إطلاق النار فهو أمر لا مناص منه، والآن الأطفال والنساء والجرحى والضحايا كثيرون ويجب توفير سبل العيش لهم ونحن تحمر وجوهنا خجلا من تصريح أمريكا قبل انتهاك الهدنة بأن وقف إطلاق النار يجب ألا يكون دائماً فهذا تصريح يحتوي ضمنا أنه يمكن لإسرائيل أن تقتل وتهدم وتقصف كل مكان، وفي هذا الإطار فإن كل الجهود المبذولة من قطر والدول الأخرى نحن ندعمها في إطار الدول التي تسعى لوقف إطلاق النار، ودور قطر إيجابي جدا فيما يخص مرحلة تبادل الأسرى وأشكر قطر على دورها الكبير للغاية. نظام متعدد الأقطاب - إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية أعطت ضوءا أخضرا لإسرائيل لممارسة هذه الجرائم ألم يحن الوقت لكي نقول لهذه الدول قبل إسرائيل كفى وآن الأوان لأن تكون هناك خطوات عملية على مستوى البرلمانات الإسلامية، ألا توجد علاقة صحية يمكن أن تبنى عليها قرارات توقف هذه الآلة العسكرية الإسرائيلية ؟ توجد علاقة صحية بلا شك مع البرلمانات الإسلامية لكن ليس كل الدول تتخذ الموقف نفسه ونقطة أخرى أن أمريكا والغرب رغم أنها تدعم إسرائيل لكنها اليوم باتت عبئا على أمريكا وعلى الغرب، والولايات المتحدة وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي قامت على نظام عالمي ذي قطب واحد وأدارت المرحلة على هذا الإطار لكن بات محل تشكيك، ومع هذه الحرب المشهد ازداد وضوحاً فالعالم يتجه إلى نظام متعدد الأقطاب وآلام هذا المخاض نعيشها جميعا والعالم خرج من فكرة القطب الواحد. - عفواً معالي الرئيس أعرف أن برنامجكم مزدحم ماذا عن علاقاتكم البرلمانية مع دول الخليج والعالم العربي ؟ العلاقات بين البرلمانات جيدة، في إطار منظمة التعاون الإسلامي عقدت العديد من الاجتماعات وخلال العام المقبل فإن المخطط أن أقوم بجولتين إلى تلك الدول، ونأمل أن تسفرا عن تحسين العلاقات مع هذه البرلمانات وتحسينها. تفعيل دور المجلس - تتولون رئاسة البرلمان التركي في مرحلة انتقال تركيا إلى المئوية الثانية ما هي أبرز المشاريع التي تدرس اليوم في البرلمان التركي لكي تواكب هذه المرحلة ؟ هناك خطوتان مركزيتان نخطط لهما، الأولى هي تعديل اللائحة الداخلية للمجلس في هذا الإطار سوف يتحقق تفعيل أكثر للمجلس من حيث التشريع والإجراءات التشريعية وتوفير بيئة أفضل للنقاشات البرلمانية التي تجري، والخطوة الثانية هي الدستور الجديد الشامل مدنيا وأساسه ومركزه الإنسان، وهذان أمران مركزيان وإجراؤهما وبذل المساعي في سبيلهما في برلمان كالبرلمان الحالي فيه أحزاب وكتل مختلفة أمر صعب، لكن ما نطمح إليه بشكل أساسي هو توفير بيئة صحية بيئة يتمكن فيها من إجراء النقاشات بشكل صحيح وإذا تمكنا من هذه الخطوات نكون قد حققنا الكثير لتركيا. المصادقة على الدستور - الكتلة الرباعية إن صح التعبير التي تقود في البرلمان التركي هل ستتمكن من المصادقة على دستور جديد يقود تركيا في المئوية الجديدة ؟ هذا أمر يعتمد على البيئة التي تجرى فيها النقاشات، فالسياسة هي البيئة التي يطرح فيها الناس أو الأطراف آراءهم وينشأ فيها التحاور بين الأطراف، وإذا امكن ذلك بشكل صحيح نكون قد حققنا أمراً جيداً، وفي الفترات الماضية فإن الأحزاب توافقت وصدقت على 64 مادة وأرى أنه في حالة توافرت البيئة الصحية المناسبة فهناك عدد من المواد التي ستتم المصادقة عليها سيكون أكثر ومن اجل هذا يجب تحسين العلاقات بين الأحزاب وتناولها في بيئة أكثر مرونة. من اعتدل يوماه فهو مغبون - كيف تستشرفون مستقبل تركيا في المئوية الثانية للجمهورية؟ نحن منذ أتى أجدادنا إلى هنا ونحن نضع هدفا جديدا في كل يوم ولم نكتف بما تم وضعه وقلنا يكفي هذا بل كل يوم جديد ونحن نرى ليس التراجع فكما يقال: من اعتدل يوماه فهو مغبون فحتى استواء يومينا نرى فيه نقصا ومن ثم ففي كل يوم سنسعى ونبذل إلى الجديد وألخص رؤيتي لمستقبل تركيا بجملتين: هدفنا هو تحقيق تركيا كلمتها قوية وقوتها فعالة مؤثرة وهذا له تفصيله للرقي بتركيا في كل المناحي الرقي بالإنسان والرقي بالدولة ولتقوية الدولة وتدعيمها وهذا ما أراه لمستقبل تركيا. جبهة إنسانية - هناك برلمانات غير مسلمة في جنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية لها مواقف أفضل بكثير من برلمانات عربية وطالبت بقطع العلاقات مع الكيان، وهي مواقف لم نشهدها في البرلمانات الإسلامية، ما الذي يمنع هذه البرلمانات أن تضغط على دولها لتكون لها مواقف عملية تجاه الكيان الإسرائيلي لوقف العدوان ؟ هناك سببان، أولهما التشرذم الذي أشرت إليه سابقا، ثانيا على المستوى السياسي أتحدث عن بعض السياسيين لديهم خوف مفرط من إسرائيل وممن يقف خلف إسرائيل وإلا لو كانت الأوضاع تناقش على مستوى سياسي معقول فهناك الشعوب والبرلمانات التي تضع موقفها بشكل واضح، ففي لندن اجتمع 300 ألف شخص ثم في الأسبوع الذي تلاه اجتمع مليون شخص وتضامنوا مع فلسطين ومثلها مظاهرات في واشنطن ونيويورك وبرلين وباريس والناس يجتمعون وينددون بما يحدث ويسعون لإيقاف ذلك وما نراه اليوم أنه باتت تتشكل جبهة إنسانية على صعيد عالمي واليوم نرى أن مئات الملايين من البشر يقفون موقفاً إنسانياً تجاه ما يجري في غزة، وهذا الأمر نشهده ويتواصل في المسيرات التي نراها وهذه مؤشرات جيدة ويجب تدعيمها، وما نراه اليوم هو أن إسرائيل تدخل مرحلة من العزلة وهي لديها قوة كبيرة على الصعيد الإعلامي والتمويل ولديها قوة كبيرة يمكن أن تؤثر على صانعي القرارات في الدول، لكن من قبل الشعوب هناك حالة من عزل إسرائيل ستتصاعد بحسب ما أرى وهذه الجبهة الإنسانية إذا تم تدعيمها فإن الموقف سوف يتعزز ضد إسرائيل ونصرة للفلسطينيين. والخطوة الثالثة التي ينبغي القيام بها هي القيام بالمراجعات والمتطلبات اللازمة ليذهب نتنياهو وفريقه ليمثلوا أمام محكمة العدل الدولية. وهذا الأسبوع هناك نحو 3200 محام قدموا بلاغات لمحكمة العدل الدولية عن جرائم الحرب الإسرائيلية وإذا تراكمت هذه الطلبات من دول العالم سيتم الضغط على إسرائيل.

1260

| 04 ديسمبر 2023

محليات alsharq
جاسم البديوي أمين "التعاون" في حوار لـ الشرق: السكك الحديدية والسوق الخليجية على رأس أولوياتنا

** سعداء وفخورون بإنجازات مجلس التعاون طوال 42 عاماً ونطمح بالمزيد ** مجلس التعاون من أنجح المؤسسات الإقليمية بلا منازع ** الاستثمار في المواطن الخليجي أهم أهداف مجلس التعاون ** التكامل الاقتصادي والاتحاد الجمركي ومشروع السكك الحديدية على رأس أولوياتنا ** دول التعاون يربطها مصير ورؤية مشتركة ومستقبل واحد ** مجلس التعاون شريك في أي حل مستقبلي للقضية الفلسطينية ** قطر ودول الخليج تلعب دوراً استثنائياً لدعم الأشقاء في غزة ** التأشيرة السياحية الموحدة أمام قمة الدوحة والتنفيذ فور إقرارها ** لن ندخر جهدا لدعم فلسطين وحل الدولتين هو الأساس ** الأرقام توضح مدى اهتمام الخليج بلبنان ** إيران جار تاريخي والحوار هو الطريقة الوحيدة لعلاقات طبيعية ** بيان الدوحة متوافق عليه من قبل جميع الأعضاء ** مجلس التعاون حافظ على سياسة خارجية متزنة ** دول الخليج شريك موثوق يتقاسم المنفعة المتبادلة ** قطر لعبت دوراً كبيراً للتوصل إلى هدنة غزة ** مشاركة أردوغان في قمة الدوحة دليل تميز العلاقات التركية الخليجية ** تنسيق وتعاون خليجي لتحقيق الأمن السيبراني ** تصور واضح وإيمان كامل بالوصول للتكامل الاقتصادي والتجاري ** نووي إيران تحكمه قرارات مجلس الأمن ** المنظومة الخليجية حققت المصداقية الدولية بعمل دؤوب ** لا توجد ديوانية ولا مجلس ولا تجمع إلا ويطالب بتفعيل المؤسسات الخليجية أكد سعادة السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن التأشيرة السياحية الموحدة على المستوى الخليجي من أبرز المواضيع المطروحة على قمة الدوحة. موضحا أن المواقف السياسية التي ستصدر في بيان الدوحة واضحة ومتوافق عليها من قبل جميع الأعضاء وستكون هناك العديد من الإنجازات الرائعة في البيان الختامي للقمة. وأعلن سعادته في حوار شامل مع الشرق أن الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية سيكون ضيف القمة مؤكدا أن مشاركته لها دلالة هامة على التطور الإيجابي في العلاقات الخليجية التركية. وشدد البديوي على أن دول مجلس التعاون يربطها مصير مشترك ورؤية ومستقبل واحد، وان الدول الخليجية تسعى لتفعيل المؤسسات والمشاريع الموحدة حتى يشعر المواطن الخليجي بالنتائج والتطورات الإيجابية للمّ الشمل وتحقيق المصالح المشتركة. وأشار سعادته إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي قامت بجهود كبيرة لخفض التصعيد في قطاع غزة مشيدا بالدور الكبير لدولة قطر فيما يخص التوصل إلى الهدنة الإنسانية وإدخال المساعدات للأشقاء الفلسطينيين ومذكرا بالأدوار الهامة لدول المجلس في مساندة الأشقاء في فلسطين. وقال: «نحن لن ندخر جهدا واحدا على كافة المستويات لمساعدة الأشقاء، أتوقع أن أي حل مستقبلي لفلسطين سيكون بكل تأكيد للدول الخليجية دور كبير في التوصل إليه.» مؤكدا أن إنهاء الحرب ليست مسؤولية مجلس التعاون وحده فهذه المشكلة الدولية تحتاج لتضافر جهود المجتمع الدولي برمته من أجل حل دائم وشامل. وشدد سعادته على أن مجلس التعاون يحرص على الحفاظ على سياسة خارجية متزنة وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. كما تسعى دول مجلس التعاون لمساعدة الدول الأخرى من خلال أذرعها التنموية وتعمل على ربط علاقات سواء بشكل ثنائي أو من خلال منظومة مجلس التعاون عبر تعاون وشراكات استراتيجية مع الدول ومع المؤسسات والمنظمات الإقليمية. وذكر سعادته أن المجلس خلال عام 2023 نفذ تسع فعاليات مع دول مؤثرة وتجمعات إقليمية هامة تسعى لضمان استمرار علاقاتها ومصالحها مع دول مجلس التعاون. لافتا الى أن دول الخليج لم تحقق هذه المكانة وهذه المصداقية من فراغ بل حققتها بعمل دؤوب وأثبتت للعالم أجمع بأنها منفردة ومجتمعة تعد شريكا موثوقا وحقيقيا يهدف إلى تحقيق المنفعة المتبادلة والحفاظ على الاستقرار والأمن والتنمية المستدامة في المنطقة والعالم. وفيما يخص العلاقات الخارجية لمجلس التعاون الخليجي بين سعادته أن الدول الخليجية تجمعها علاقات متميزة مع تركيا ولمشاركة الرئيس أردوغان في قمة الدوحة دلالات على تطور هذه العلاقات مبرزا كذلك أن كافة دول مجلس التعاون تؤمن بأن الطريقة الوحيدة للتوصل الى علاقات طبيعية مع ايران هي من خلال الحوار الصريح وضمان عدم تدخل طهران في شؤون دول مجلس التعاون واحترام قرارات الشرعية الدولية ومن هذا المنطلق جاء الترحيب الخليجي رفيع المستوى بتطبيع العلاقات ما بين المملكة العربية السعودية وايران في شهر مارس الماضي. وتطرق الحوار الى عدد من القضايا والتحديات الإقليمية والعالمية. فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. - بداية نرحب بكم في «الشرق» ومنصاتها الإعلامية، القمة الخليجية الـ 44 تنعقد وسط ظروف ومستجدات إقليمية ودولية مختلفة، كيف ينظر معالي الأمين العام إلى انعقاد هذه القمة بالدوحة وإلى التوقيت والظروف التي تحيط بها؟ شكراً لكم، أنا سعيد بالتواجد في دوحة الخير وفي بلدي الثاني قطر، وأن أتواصل مع الجمهور في قطر والعالم العربي من خلال مؤسسة الشرق الإعلامية المتكاملة. أعتقد أن المنظور الأول الذي ننظر من خلاله - كمجلس تعاون خليجي- إلى السؤال الذي تفضلت به، هو (العمل من الداخل إلى الخارج، وليس من الخارج إلى الداخل)، وكبداية ننظر إلى عملنا في هذه القمة وتحدياتنا الخليجية الخليجية التي نواجهها وعملنا الخليجي المشترك، ومنها ننطلق إلى إقليمنا ثم إلى مجتمعنا الدولي، وهذا هو النهج الذي تسير عليه دولنا وقادتنا. ومن هذا المنطلق، نبدأ بالحديث عن عملنا الخليجي المشترك، وأؤكد هنا أننا سعداء وفخورون بما تحقق خلال 42 عاماً، فهناك إنجازات تلو الإنجازات، وعمل تلو العمل، ووحدة تلو الوحدة، واتحاد تلو الاتحاد، وهذا الذي نطمح له ونأمل به سواء على مستوى القادة أو على مستوى الشعوب، وهنا أتساءل: هل نحن سعداء بما حققناه؟ الإجابة، نعم.. وهل هذا يلبي طموحنا؟ بالطبع لا، فنحن نحتاج أن نعمل أكثر، وهناك العديد من الأمور التي من الممكن أن نحققها، وهناك العديد من الموضوعات الموجودة على جدول أعمالنا ونأمل أن نصل إليها، لكننا بالطبع سعداء وفخورون بما حققنا، فمنظومة مجلس التعاون الخليجي واحدة من أنجح المؤسسات الإقليمية على مستوى العالم بلا منازع، ولك أن تنظر فقط في الأرقام التي حققتها طوال هذه السنوات. وبالنسبة للمسار الخليجي، فنحن ننظر إلى عملنا على مستوى الدول، كل دولة على حدة، ومن هذه النجاحات يُستكمل النجاح الخليجي، فالأرقام التي حققتها الدول الخليجية «استثنائية»، ولا يمكن لأي دول أن تحققها في هذه المسيرة القصيرة منذ استقلالها، وما قدمته لشعوبها من رخاء وازدهار وبنى تحتية واستثمار مهم في المواطن الخليجي، ولك أن تنظر في الأرقام التي تحققت على مستوى التعليم والصحة والثقافة والرياضة والاقتصاد، لكن يظل الاستثمار الحقيقي في المواطن الخليجي، ومن هذه الأسس شرعنا في بناء منظومتنا، ففي عام 1981 عندما أنشئ مجلس التعاون كان وضع الدول الخليجية مختلفا عما نحن عليه الآن في عام 2023، ومنظومة مجلس التعاون تواكب دول المجلس وتطور من حالها وعملها حتى تصل إلى هذا التطور الذي وصلنا إليه. وهنا أعود للتأكيد على أهمية العمل من الداخل إلى الخارج، فعملنا الخليجي المشترك يجب أن يكون ثابتا وراسخا ويحقق إنجازات تصل إلى المواطن الخليجي ومن ثم ننتقل إلى التحديات الإقليمية والدولية. - حقيقة، هذا الطرح مميز للغاية، أن تحمل الأمانة العامة هذه الرؤية للعمل الخليجي الموحد، وخاصة ما أشرتم إليه فيما يخص المواطن الخليجي، وهنا يتبادر إلينا سؤال وهو.. أين هو المواطن الخليجي في كل القطاعات؟ هل بالفعل نجد اليوم تطبيقاً للقرار الذي صدر منذ سنوات عديدة، وترجمة فعلية لتطبيقه في قطاعات مجلس التعاون؟ لا شك في ذلك، فالمواطن الخليجي يتمتع بمميزات التنقل الحر والتملك الحر والعمل الحر والدراسة الحرة، فالمواطن القطري على سبيل المثال له حرية السفر إلى عمان والبحرين والكويت والإمارات والسعودية، وله نفس الحقوق والمميزات التي تقدم لهذه الشعوب، وله أن يتملك ويعمل كما يشاء. وأنا أعتقد - وهذا رأيي الشخصي- أننا كشعوب عددنا ليس كبيراً لذلك نحن نستثمر في دولنا، ولم نحتاج إلى الخروج منها أو أن نطبق هذه القوانين بقدر ما هو مطلوب أن نطبقها، وهذا على مستوى التنقل وتوحيد التعرفة الجمركية والدخول عبر المنفذ الواحد وهذه كلها وغيرها مطبقة على أرض الواقع. - دعني أتحدث هنا بلغة المواطن الخليجي، فاليوم عندما أريد أن أخرج من مسقط إلى الكويت أحتاج أن أمر على كل هذه المنافذ الحدودية بين الدول الخليجية، وطالما نحن نتحدث عن مواطنة خليجية موحدة وعن اندماج وتكامل خليجي، نسأل.. ألم يحن الوقت لأن تُرفع هذه الحدود بين الدول؟ كما هو الحال بين دول الاتحاد الأوروبي؟ لكل إقليم أو منظمة رؤيتها وظروفها وبيئتها التي تعيش فيها، وحرية التنقل الآن مكفولة للمواطنين الخليجيين، أما للإخوة المقيمين من الدول الأخرى فيحتاجون إلى تأشيرات. - أنا أتحدث هنا عن مرور المواطن الخليجي عبر مراكز حدودية خليجية، ألا يجب أن يتوقف هذا الأمر؟ دعني أوضح لكم أنه حتى في الاتحاد الأوروبي هناك مراكز حدودية، قد لا تكون مفعلة، لكنها تظل موجودة، وأنا كنت أعيش في أوروبا أثناء فترة جائحة كورونا، حينها أعادوا العمل بالمراكز الحدودية عندما احتاجوا إليها، واستمر ذلك لمدة عامين، وأعيد التأكيد على أن لكل إقليم ظروفه والتحديات والاستراتيجيات الخاص به. حقيقة، أنا لا أرى تحدياً كبيراً في مسألة المراكز الحدودية، وما يشغلني أكثر بالنسبة لمنظومتنا الخليجية هو أن نصل بشكل نهائي إلى تكاملنا الاقتصادي، واتحادنا الجمركي الموحد، وأن نربط الدول الست بمشروع السكك الحديدية، هذا هو التحدي، والإنجاز الصحيح، أما موضوع المنافذ قد لا يكون بهذه الأهمية، ولا يمكن أن تربط النجاحات المتعددة والكبيرة التي حققها مجلس التعاون بموضوع المنافذ، وأعتقد أنه لا مجال للمقارنة. تقدم في المشاريع - لا خلاف على أن هناك منجزات ومكتسبات تحققت خلال العقود الأربعة التي مضت، لكن من ضمن القضايا التي أشرتم إليها، مشروع السكك الحديدية، الذي كان يفترض أن يتم في عام 2018 ويتم ترحيله من عام إلى آخر، وكذلك السوق الخليجية المشتركة، والاتحاد الجمركي، والبنك المركزي، وكل هذه المشاريع صدر بحقها قرارات للمضي فيها، وهنا أؤكد أن بقاء كيان مجلس التعاون إلى هذه اللحظة رغم كل ما يحيط به من تحديات أمنية وعسكرية وأحزمة نارية مقارنة بكل التكتلات العربية التي أنشئت ثم زالت هو نجاح في حد ذاته ولا خلاف على ذلك، لكن أعود إلى المشاريع التي أشرتم إليها وهي حتى الآن معلقة أو تمضي ببطء.. كيف ترون ذلك؟ هذا طبيعي، فعمر مجلس التعاون الخليجي 42 عاماً، ونحن كدول تطورنا وأنشأنا هذه المنظومة، وهنا أسأل: هل حال وفكر ونهج الدول الخليجية في عام 1981 كما هو عليه الآن؟، بالطبع لا فالأمور اختلفت، والدول تتطور والمشروع يتطور معها، والوصول للمشروع موجود، والرؤية موجودة، ورؤية خادم الحرمين الشريفين وضعت التواريخ، ونحن الآن أمام التحدي لتنفيذ هذه المشاريع، ربما بعضها يتم تنفيذه في عام 2025 وبعضها الآخر في عام 2026، لكن المشاريع قائمة، ولكل دولة من الدول الست ظروفها ومسارها الخاص ووضعها الاقتصادي الخاص، لكن في نهاية المطاف هناك تصور واضح وإيمان كامل ويقين من القادة الست وكافة الشعوب أن نصل لهذا التكامل الاقتصادي والتجاري، ودعني أؤكد أن المسار لم يتعطل، فالدول الست الآن مرتبطة كهربائيا لدرجة أننا ولله الحمد لدينا زيادة في الكهرباء، ووقعنا في شهر يونيو الماضي اتفاق الربط الكهربائي مع جمهورية العراق، وبدأنا في تنفيذ هذا المشروع، وأؤكد لكم أن خريطة الطريق واضحة والكل يعرف أين المسار وإلى أين نحن ذاهبون. - المشاريع التي أشرتم إليها مثل السكك الحديدية والسوق الخليجية المشتركة، هل هناك برمجة لتنفيذها؟ نعم، نحن نعمل حالياً على قدم وساق، وسنقدم تقريرنا إلى المجلس الوزاري غداً حول المسار الكامل لهذه المشاريع. قمة الدوحة - ما هي أبرز محاور النقاش المدرجة على قمة الدوحة لمجلس التعاون الخليجي ؟ ومن هي أهم الشخصيات المدعوة للقمة؟ أبرز المواضيع المطروحة على قمة الدوحة هي التأشيرة السياحية الموحدة على المستوى الخليجي التي بواسطتها سيتمكن السائح من الدخول إلى الدول الست بكل أريحية، وهذه واحدة من الإنجازات الرائعة لمجلس التعاون. كذلك سيتم طرح استراتيجية مكافحة المخدرات الموحدة وكيفية التعامل مع هذه الآفة بشكل مشترك. هناك مواضيع متعلقة بالتحول الرقمي، وقعنا اتفاقية تجارة حرة مؤخرا مع باكستان، وهنالك اتفاقيتان، كنا نأمل أن ننتهي من توقيعهما قبيل القمة مع جمهورية كوريا الجنوبية ونيوزلندا لكن وقع تأخير من الجانب الآخر. بالنسبة للمواقف السياسية التي ستصدر في بيان الدوحة فهي واضحة ومتوافق عليها من قبل جميع الأعضاء. ستكون هناك العديد من الإنجازات الرائعة في البيان الختامي للقمة. وفخامة رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان سيكون ضيف القمة. الأمن السيبراني - الأمن السيبراني من التحديات التي تواجه المنطقة، كيف تتعامل منظومة مجلس التعاون الخليجي على هذا الصعيد؟ هناك تنسيق وتعاون خليجي في موضوع الأمن السيبراني وكان آخر اجتماع في شهر نوفمبر الماضي للوزراء المعنيين بالأمن السيبراني، وتم التوصل إلى العديد من الخطط والبرامج المشتركة ووكل للأمانة العامة لدراستها وإعادتها مرة أخرى للدول الخليجية لأخذ قرارها، لكن هنالك تنسيق جدا رائع بين الدول الست فيما يخص مجابهة الهجمات السيبرانية.على سبيل المثال إذا تعرضت الدولة لخطر أو أي هجمة سيبرانية يخطر الجميع فيها لتكون الدول الأخرى مستعدة لنوعية هذه الهجمة وقادرة على التعامل معها. حياد واتزان - منظومة مجلس التعاون الخليجي أنشئت عام 81، جاءت في ظل ظروف أمنية دقيقة الحرب العراقية الإيرانية، ولا زالت هذه الحروب ممتدة إلى اليوم، يمكن أن نقول إن منظومة مجلس التعاون تطوقها عدة صراعات وإشكاليات من اليمن والعراق وسوريا إلى لبنان. اليوم كيف يتعامل مجلس التعاون بعد 42 عاما مع هذه المخاطر الأمنية القائمة؟ كيف يحافظ هذا الكيان على استقراره في ظل هذه الاضطرابات الإقليمية وحتى الدولية؟ نعم تأسس مجلس التعاون في خضم الحرب العراقية الإيرانية في بدايتها وأشرس أوقاتها وحافظ المجلس طيلة سنوات عمله على سياسة خارجية متزنة تعمل على ضمان الأمن الداخلي والمصالح الاستراتيجية للدول الست. وتحرص دول المجلس في الوقت نفسه على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. كما تسعى دول مجلس التعاون لمساعدة الدول الأخرى من خلال أذرعها التنموية وتعمل على ربط علاقات سواء بشكل ثنائي أو من خلال منظومة مجلس التعاون عبر تعاون وشراكات استراتيجية مع الدول ومع المؤسسات والمنظمات الإقليمية. أعطيكم مثالا على انجازات مجلس التعاون فقط عام 2023: تم انجاز لقاء وزاري مشترك مع دول الكاريبي، لقاء وزاري مشترك مع روسيا، لقاء وزاري مشترك مع اليابان، لقاءين وزاريين مشتركين مع الولايات المتحدة، لقاء وزاري مشترك مع المملكة المتحدة، قمة مع دول آسيا الوسطى، قمة مع دول الآسيان، حوار مع دول الاتحاد الاوربي. اذ قام مجلس التعاون بتسع فعاليات مع دول مؤثرة ومع تجمعات إقليمية هامة تسعى لضمان استمرار علاقاتها ومصالحها مع دول مجلس التعاون. ودول الخليج لم تحقق هذه المكانة وهذه المصداقية من فراغ، حققتها بعمل دؤوب، حققتها عندما أثبتت للعالم أجمع بأنها منفردة ومجتمعة، شريك موثوق فيه، وشريك حقيقي يهدف إلى الوصول إلى نجاح واستفادة متبادلة، نحن لا ندخل في شراكة لنستفيد فقط بل نفيد الطرف الآخر ونعمل على تأسيس شراكة متبادلة المنافع ليس فقط للطرفين بل في أغلب الأحيان للمنطقة بأكملها تكون مستفيدة. لن ندخر جهدا من أجل فلسطين - هناك اليوم أحداث ضاغطة سواء كان على المنظومة الخليجية وعلى العالم، موضوع غزة معالي الأمين العام، ربما الموقف الخليجي ظهر في هذه الأزمة تحديدا على درجة عالية والحق يقال من التنسيق، كيف تنظرون إلى هذه الأزمة، إلى هذا العدوان المتواصل حتى هذه اللحظة من قبل إسرائيل على غزة دون أن يكون هناك خطوات عملية سواء كان عربيا أو حتى دوليا؟ نحن كدول خليجية عربية نشعر كما يشعر العالم أجمع بأسى كبير لما حصل ولا يزال مستمرا في حق الأشقاء والشقيقات في غزة وفي فلسطين بشكل عام. لعبنا دورا مهما من اليوم الأول من طلقة الصاروخ الإسرائيلي البربري الأول على غزة وكانت هناك اتصالات كثيفة. نحن أول جهة أصدرت بيانا كمنظمة إقليمية، طبعا أول من أصدر بيانا مشتركا ما بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي وتمت الإدانة فيه لكافة العمليات التي يتعرض لها الأبرياء من أي طرف في العالم، واستطعنا أن نقنع الجانب الأوروبي بالموافقة على هذا البيان الذي أصبح منصة لبيانات عديدة من كافة دول العالم. إلى جانب اجتماع مجلس وزاري استثنائي في مسقط ومنها انطلقت الدول الخليجية بشكل مجتمع وبشكل ثنائي في العمل من أجل تخفيض التصعيد. نجد المملكة العربية السعودية أبلت بلاء حسنا وجمعت العالم في قمة استثنائية عربية إسلامية. كذلك دولة قطر لعبت دورا كبيرا فيما يخص التوصل إلى الهدنة، وإدخال المساعدات إلى الأشقاء والشقيقات في غزة، دولة الإمارات العربية لعبت دورا استثنائيا في استصدار قرار 2712، الدول الخليجية الأخرى، الكويت، عمان والبحرين، يعني على مدار الساعة لم يتوقف التواصل مع المجتمع الدولي والتنسيق من أجل التوصل إلى هدنة وإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة. دول خليجية دورها الحالي والمستقبلي أساسي ورئيسي في التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية. نحن لن ندخر جهدا واحدا على كافة المستويات لمساعدة الأشقاء، أتوقع أي حل مستقبلي لفلسطين سيكون بكل تأكيد للدول الخليجية دور كبير في التوصل إليه. نحن لن نقبل بأي شيء أقل مما أقره المجتمع الدولي والشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة واضحة توجب ضرورة تنفيذ حل الدولتين، يجب أن تكون مبادرة السلام العربية هي الأساس، كما ذكر بذلك سمو الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية مؤخرا في كلمته من الضروري أن يصدر عن مجلس الأمن قرار يضمن حل الدولتين في القضية الفلسطينية. تضافر جهود المجتمع الدولي - يعني قرارات وبيانات، وإسرائيل لديها أفعال على الأرض؟ ألا تملك منظومة مجلس التعاون الخليجي أدوات فاعلة ضاغطة على شركائها يمكن استخدامها كعنصر ضغط على الكيان الإسرائيلي لإيقاف آلة الحرب على غزة؟ جهودنا المتعددة أفضت إلى التوصل لوقف إطلاق النار والهدنة. ومن الأكيد أن إنهاء الحرب ليست مسؤولية مجلس التعاون وحده فهذه مشكلة دولية تحتاج لتضافر جهود المجتمع الدولي برمته وتحتاج أن تقوم الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالأخص بدورهما، الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، يجب أن يطبق على إسرائيل، يجب على أصدقاء وشركاء إسرائيل أن يتواصلوا معاهم وأن يقنعوهم بأن ما تقوم به إسرائيل من أعمال بربرية تجاه الشعب الفلسطيني سيكلف ليس المنطقة وحسب زعزعة الأمن والاستقرار بل العالم أجمع، فالمسألة دولية تحتاج إلى قرار دولي من أجل حل شامل. - هل هناك خوف خليجي من توسيع دائرة أزمة غزة إلى جر المنطقة إلى حرب إقليمية؟ كل أزمة وكل فعل له ردة فعل، وكل أزمة تتوالد منها أزمات كثيرة، دول مجلس التعاون تؤمن بأن حل الدولتين وتنفيذ قرارات مجلس الأمن هو الحل الوحيد للصراع ولإنقاذ الشعب الفلسطيني وتمكينه من تحقيق حلمه في التوصل إلى بلده، نحن سنفعل ما في وسعنا لمحاولة إنقاذ الشعب الفلسطيني وتحقيق حلمه في استقلال أراضيه. الدوحة تستضيف الوزاري الخليجي اليوم تستضيف الدوحة اليوم الاجتماع الوزاري الـ 158 لمجلس التعاون وذلك للتحضير للدورة الـ 44 لمقام المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ينعقد الاجتماع برئاسة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية -رئيس الدورة الحالية- للمجلس الوزاري، وبحضور أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء خارجية دول مجلس التعاون. وأكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون بأن انعقاد المجلس الوزاري بدورته التحضيرية الـ 158 يأتي استكمالاً للاستعدادات التي تجري حالياً لانطلاق أعمال الدورة الـ 44 لمقام المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمقرر عقدها يوم الثلاثاء الموافق 5 ديسمبر 2023م، بحضور أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس – حفظهم الله ورعاهم-. وأوضح معالي الأمين العام بأن المجلس الوزاري لمجلس التعاون سيبحث خلال انعقاده عدداً من التقارير بشأن متابعة تنفيذ قرارات مقام المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي صدرت عن القمة الـ(43) بمدينة الرياض، وكذلك المذكرات والتقارير المرفوعة من اللجان الوزارية والفنية والأمانة العامة، والموضوعات ذات الصلة بالحوارات والعلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والتكتلات العالمية، بالإضافة إلى آخر التطورات الإقليمية والدولية، التي تشهدها المنطقة. - هل ممكن أن نقول إن هذا التنسيق الخليجي في موضوع غزة يؤسس لمرحلة جديدة من التنسيق في التعاطي مع ملفات أخرى هناك اختلاف أحيانا في التعاطي مع بعض الأزمات أو بعض الأطراف الإقليمية وخارجها على سبيل المثال حتى في قضية فلسطين دول خليجية ذهبت في إقامة علاقات مع إسرائيل ودول خليجية لديها تحفظ في ذلك؟ بالنسبة لمسألة التطبيع هي مسألة سيادية، كل دولة لها رؤاها وأهدافها واستراتيجياتها الخاصة، يطبع من يشاء ويتخلف عن التطبيع من يشاء، هذا موضوع سيادي متروك لكل دولة أن تقيمه. علاقاتنا مع تركيا متميزة - الرئيس التركي كما أشرت، سوف يكون حاضرا في هذه القمة، ربما لفترات كانت أيضا العلاقة الخليجية التركية فيها شد وجذب وأنتم قبل ربما أسبوع أو أكثر باعتقادي كنتم في تركيا في حوار اقتصادي عربي خليجي تركي، نعم كيف هي اليوم العلاقة الخليجية التركية، هل أخذت تصحح مساراتها في السياسة الاقتصادية؟ تتمتع الآن دول مجلس التعاون بعلاقات استثنائية ورائعة مع تركيا. المجلس الوزاري في اجتماعه 155 في مارس 2023 تبنى قرارا باستئناف الحوار الاستراتيجي ما بين دول مجلس التعاون وتركيا، كنا بصدد تحديد موعد لعقد الحوار الاستراتيجي الخليجي التركي، ولكن مع الأسف أحداث غزة حالت دون استكماله. علاقاتنا مع تركيا متميزة ورائعة، مشاركة فخامة الرئيس أردوغان في قمة الدوحة لها دلالات على تميز هذه العلاقات. تركيا شريك استراتيجي هام في المنطقة، وهنالك علاقات استثنائية معها وننسق في العديد من الملفات، ونحن نتطلع بكل تأكيد لمشاركة مثمرة من قبل فخامة الرئيس أردوغان في هذه القمة. إيران جار تاريخي - بالنسبة إلى إيران في الفترة الماضية حدثت مصالحات بين السعودية وايران، هل ترون أن هذه الحوارات يمكن أن تثمر عن مزيد من الاستقرار للمنطقة؟ كافة دول مجلس التعاون ترى وتؤمن بأن ايران جار موجود منذ الاف السنين ونحن نؤمن ايمانا تاما بأن الطريقة الوحيدة للتوصل الى علاقات طبيعية مع ايران هي من خلال الحوار الصريح ومن خلال ضمان عدم تدخل ايران في أي شؤون لدول مجلس التعاون وضمان احترام ايران لقرارات الشرعية الدولية وضمان ان تكف ايران عن عملية تصدير الثورة والسياسات التي تتبناها في هذا الموضوع ومن هذا المنطلق جاء الترحيب الخليجي رفيع المستوى في تطبيع العلاقات ما بين المملكة العربية السعودية وايران في شهر مارس الماضي وانعكس هذا الترحيب على بياناتنا الرسمية الصادرة عن اجتماعاتنا الوزارية وخمس دول من مجلس التعاون لديها سفارات وسفراء في طهران وهناك سفراء من ايران في هذه الدول ونحاول ان نضمن ان نتوصل لعلاقات طبيعية مع ايران ولدينا تبادل تجاري كبير ما بين اغلب دول مجلس التعاون مع ايران وهناك العديد من المواطنين الايرانيين الذين يقيمون ويعملون بأمن وأمان وسلام ويقومون بتحويل اموال من دول مجلس التعاون الى ايران ونحن كعنصر اقليمي نساهم بشكل ايجابي في دفع عجلة الاقتصاد الايراني بسبب ما يتم تحويله من اموال من المقيمين الايرانيين الى ايران فنحن لا نشكل لإيران سوى عنصر ايجابي ونحن لا نوفر لهم الا المصالح الخيرة التي تهدف الى ضمان امن واستقرار المنطقة وتهدف الى مصالح الشعوب ونتمنى ان نصل الى علاقات طبيعية اخوية ودية مع ايران يكون عنصرها الاساسي واركانها الاربعة الاساسية ضمان أمن واستقرار المنطقة ومصالح الشعوب ومصالح المنطقة والفائدة لكلا الشعبين. - هل هناك توجه لإقامة حوار خليجي إيراني مثلما هو مع أطراف أخرى؟ هذا قرار يبحث ما بين منظومة دول مجلس التعاون وهذا يتم الاخذ فيه حسب الطريقة الطبيعية لإنشاء حوار استراتيجي، وايران بلد مهم وجار مهم تربطنا به علاقات جيدة نتمنى ان نطورها لما هو افضل وان نصل الى علاقات طبعيية 100 % تعود بالفائدة على أمن واستقرار المنطقة وعلى الشعب الايراني. نووي إيران تحكمه قرارات مجلس الأمن: والملف النووي الايراني تحكمه قرارات مجلس الامن وتحكمه اتفاقيات دولية وهنالك منظمة دولية هي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي من تشرف على البرامج النووية في دول العالم ونحن نتمنى ان تكون ايران صادقة فيما تقول انها تعمل ضمن النظم والقوانين الدولية التي تضع الاطر للبرامج النووية. نحن نتمنى ان يكون برنامج ايران برنامجا سلميا وان يصل المجتمع الدولي وايران الى اتفاق يمكن من خلاله للمجتمع الدولي ان يراقب ويتحقق من كافة البرامج النووية. دعم استقرار لبنان - هناك دول تنظر الى المنظومة الخليجة كداعم وتترقب دعما منها على سبيل المثال لبنان، خاصة في ظل الفراغ الرئاسي وما تمر به من اشكاليات عديدة، هل يمكن ان يلعب مجلس التعاون الخليجي دورا في إعادة مؤسسات الدولة في لبنان؟ لبنان بلد مهم جدا والارقام توضح مدى اهتمام الدول الخليجية والشعوب مع لبنان وعملنا مع لبنان وساعدناه على كافة المستويات في السابق ،ونحن نأمل بأن تصل المؤسسات اللبنانية والاطراف اللبنانية الى اتفاق يهدف الى انتشال البلد من الوضع الذي هو فيه الان وان تنجح المؤسسات اللبنانية في لعب دورها الاساسي لضمان امن واستقرار لبنان وشعبه الشقيق. التأشيرة فور إقرارها - التأشيرة السياحية التي ستعرض على قمة الدوحة، هل تم التوافق على البدء في تنفيذها، وهل كل دول مجلس التعاون الخليجي سوف تعمل بها بشكل كلي؟ أكيد، وهناك تسلسل بدأ فيه مشروع التأشيرة السياحية الخليجية هي تبدأ بفرق عمل ولجان مكونة من الوزارات المعنية بهذا الموضوع، وهذه اللجان تدرس المقترح وترفع الى اللجان الاعلى وهم وكلاء الوزارات المعنية بهذا الموضوع والوكلاء الستة بالتوافق يرفعون الى اللجنة المعنية بهذا الشأن، وهم مجلس وزراء الداخلية الستة وافقوا على هذا المشروع ورفعوه الى أصحاب الجلالة والسمو القادة، حفظهم الله ورعاهم، لكي يثار هذا المشروع في القمة - قمة الدوحة - ومن ثم بعد أن يأتي التوجيه من أصحاب الجلالة والسمو في هذه القمة يبدأ العمل التنفيذي الذي يتكون من ايجاد الآلية والشبكة اللازمة للتنفيذ وربط الوزارات وهو أمر لا يبدأ إلا بعد أن يأتي التوجيه السامي من القادة. حلم المواطن الخليجي - سؤالي الأخير للمواطن الخليجي جاسم محمد البديوي: ما الذي يريده من قمة الدوحة ومن مجلس التعاون الخليجي كمواطن بعيدا عن المنصب الرسمي؟ دعني أعد إلى سنوات انشاء مجلس التعاون الخليجي، حيث كنت في الصف الاول الثانوي وكان الاحتفال السنوي بالقمم الخليجية عبارة عن عيد وطني لنا جميعا، كلنا كنا امام التلفزيون نشاهد وصول القادة والافتتاح والاغاني الخليجية المتميزة ونشاهد روح الالفة التي ولله الحمد لازلنا نشاهدها. هذا الحلم الخليجي بالنسبة لي كمواطن كويتي خليجي هو حلم الجميع والله لا توجد ديوانية أجلس فيها ولا مجلس ولا تجمع الا ويطالب بأن نفعل المؤسسات وان نشعر المواطن بالنتائج نحن اهل وهذا هو المفهوم لدى الشعوب الخليجية ترابطنا مع بعض وحبنا لبعض فلا يوجد كويتي ينسى ما قامت به دول مجلس التعاون عام 1990 من مساعدة للشعب الكويتي وكيف تم احتضانه وكيف دخلنا البيوت وهذه هي المشاعر الحقيقية والرؤية الحقيقية التي وضعها القادة المؤسسون رحمة الله عليهم والذين أسسوا مجلس التعاون من اجلها، فهي في نهاية المطاف مصير واحد مشترك ورؤية واحدة ومستقبل واحد وهذا ما أتمنى أن أحقق جزءا منه خلال فترة وجودي كأمين عام للمجلس إن شاء الله.

2732

| 03 ديسمبر 2023

محليات alsharq
د. فالح بن ناصر آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي في حوار شامل لـ الشرق: إعادة النظر في رسوم التخييم قريباً

** إعادة النظر في رسوم التخييم بالمناطق البرية قريباً ** قطر دأبت على المشاركة في جميع دورات المؤتمر الدولي للتغير المناخي ** إستراتيجية الاستدامة تتضمن 23 هدفاً إستراتيجياً و30 مبادرة و91 مشروعاً ** انتهاء المرحلة الأولى من أول مشروع لإدارة الكربون في قطر كشف سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني، وزير البيئة والتغير المناخي، النقاب عن دراسة لإعادة النظر في رسوم التخييم في المناطق البرية بالمحميات المفتوحة قريبا،مشيرا إلى أنهم حاليا في طور تحديث بعض القوانين، خاصة وأن بعضها قديم ولم تغط كافة جوانب الأنشطة البيئية، حيث قدمت اللجنة الوطنية المسودة الأولى، ومن المتوقع خلال العام القادم اعتماد قانون حماية البيئة ولائحته التنفيذية. وأشار سعادته، في حوار شامل مع الشرق، إلى أنهم حالياً بصدد وضع إستراتيجية قطاع الاستدامة البيئية والتغير المناخي، وذلك ضمن إستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2023-2030، والتي ستتضمن 5 مجالات عمل تتضمن 23 هدفاً إستراتيجياً و30 مبادرة تشمل بالمجمل 91 مشروعاً إستراتيجياً. وتحدث عن مشاركة قطر في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين للمناخ (COP 28) الذي سيعقد في دولة الإمارات، والتي ستتضمن الإعلان عن عدد من المشاريع والمبادرات المهمة، منوها بأنه سيتم الإعلان عن مبادرة التمويل الأخضر وهو عبارة عن مبادرة تبنتها بعض البنوك بما فيها مصرف قطر المركزي، بحيث سيكون هناك تمويل أخضر للمشاريع البيئية في الدولة والتي لها علاقة بالقطاع البيئي، وسوف تكون نسبة الفوائد تشجيعية للغاية لهذه المشاريع. وبين سعادة وزير البيئة والتغير المناخي أنه سيتم الإعلان رسميا عن انتهاء المرحلة الأولى لأول مشروع لإدارة الكربون على المستوى الوطني في قطر، كما سيتم الإعلان عن المرحلة الثانية وهي عبارة عن برنامج يتحكم في مصادر الكربون وتحديدها وعملية إدارة مخزون الكربون بشكل عام في دولة قطر في المشاريع المحلية، مؤكدا أن كمية الانبعاثات الغازية التي تنتج في دولة قطر ضئيلة جداً ولا تتجاوز 0.02% من كامل الانبعاثات الغازية في العالم وهي نسبة لا تذكر. وأكد انه سيتم الإعلان عن استضافة مؤتمر للمناخ لقرش الحوت والتوقيع على الخطوط الأولية لتعاون دولة قطر في استضافة مكتب إقليمي لإدارة قرش الحوت سيكون مقره بالدوحة، لافتا إلى أهمية المحميات المغلقة في حياة النباتات والحيوانات بها، إذ يتم عمل مشاريع مشروع إكثار الأرانب البرية، الذي يهدف لزيادة إعدادها وتوزيعها على كل المناطق في الدولة. وأعلن سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني، عن دراسة عمل برامج خاصة لزيارة الجمهور للمحميات للاطلاع على جهود وزارة البيئة والاستمتاع بالروض، منوها إلى تطوير برنامج لتأهيل البر القطري وإعداد قاعدة بيانات وطنية للتنوع البيولوجي في دولة قطر، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بالإضافة إلى الانتهاء من صياغة خطة لاعتماد منطقة خور العديد ضمن الإرث الطبيعي في اليونسكو. ولفت إلى أن دولة قطر تعتزم خفض انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة من أنشطة القطاعات الاقتصادية المختلفة بنسبة 25%، وذلك بحلول عام 2030، مشيراً إلى أن الإستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي تشمل 36 مبادرة لتخفيف تلك الغازات، بالإضافة إلى 300 إجراء للحد من الآثار الفعلية أو المتوقعة لتغير المناخ. كما ذكر سعادته أن الوزارة قطعت شوطاً كبيراً نحو تحقيق أهدافها على أرض الواقع، من خلال خفض الملوثات الهوائية، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. وبين سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني أن الأهداف الرئيسية للوزارة تشمل خفض توليد النفايات الخطرة، وزيادة إعادة الاستخدام والتدوير، وذلك من خلال تطوير حزمة التشريعات والإجراءات الحالية وتحديثها ورفع كفاءة تنفيذها على المستوى الوطني، مؤكداً أن وزارة البيئة والتغير المناخي تبذل جهوداً كبيرة لإدارة النفايات بطرق صديقة للبيئة، تشمل تنفيذ برامج شاملة لإعادة التدوير وتطوير محظرات النفايات، مستخدمة في ذلك تكنولوجيا متقدمة. فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. - قبل عامين توجهت قطر إلى إنشاء وزارة متخصصة في البيئة والتغير المناخي، ويحسب لها أنها من بين الدول القليلة على الصعيد العربي التي تبنت هذا الاتجاه.. هل بالفعل نحن بحاجة لوزارة متخصصة في البيئة والتغير المناخي في هذه المرحلة؟ في البداية، نشكركم في جريدة الشرق على هذه المقابلة واختيار الوقت المناسب لها بالتزامن مع مشاركة دولة قطر في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 28) الذي يعقد بدولة الإمارات العربية المتحدة. البيئة كانت موجود قبل أكثر من 24 سنة حيث أنشئت في البداية كمجلس، ثم أصبحت وزارة البيئة، وتم مؤخراً إضافة التغير المناخي لمواكبة مستجدات التغير المناخي خلال السنوات الماضية وما صاحبه من تأثير على المناخ وحياة الإنسان والتغيرات التي حدثت خلال الـ 15 سنة الماضية والتي كانت جداً ملموسة. وزارة البيئة هي جهاز ينظم جميع الأنشطة الموجودة في الدولة بما يتعلق بالأنشطة الاقتصادية بشكل خاص، والتأكد من أنها تمارس المعايير البيئية المطلوبة من قبلها، بما يخدم الاستدامة وتقليل التلوث باستخدام التكنولوجيا الحديثة التي تراعي الاستدامة، واستخدام أفضل الوسائل لتقليل النفايات الناتجة عن الأنشطة البشرية والاقتصادية. ملامح الخطة الوطنية الإستراتيجية - وما هي أهم ملامح الخطة الوطنية الإستراتيجية الثالثة، خاصة أن توجه الدولة وأحد مرتكزات رؤية قطر الوطنية 2030 ما يتعلق بالبيئة والاهتمام بها؟ فيما يخص الخطة الوطنية الإستراتيجية الثالثة، راعينا أنها تغطي كل الجوانب المتعلقة بالتلوث البيئي والتنوع الحيوي والتغير المناخي، وما يميز الخطة الوطنية هي أنها حظيت بمشاركة من الجميع، فهي ليست خطة وزارة البيئة، بل هي خطة وطنية معنية بكل الجهات في الدولة حسب نطاق العمل المطلوب منها، ويتم تقييم نسبة الإنجاز في نهاية كل عام، فعلى سبيل المثال، تم إنجاز جزء كبير من مشاريع البنية التحية والتحول الكهربائي والتحول للاستدامة بالإضافة إلى مشروع المترو، وهذه المشاريع ساهمت بشكل كبير في خفض كمية الانبعاثات الكربونية وبالتالي حققت أهدافها، وهناك مشاريع مشتركة مع مختلف الجهات في الدولة للوصول إلى نسبة مطلوبة في خفض كمية الانبعاثات الغازية. التعاون مع القطاع الخاص - وماذا عن مشاركة القطاع الخاص في هذه الجهود الوطنية؟ القطاع الخاص متعاون للغاية، وأتمنى أن يكون له دور كبير في إستراتيجية الوزارة، لأننا نعتمد عليه، وهناك العديد من الشركات والهيئات والبنوك وغيرها لها أنشطة بيئية على مستوى الدولة، ومن ضمن الموضوعات التي سنطرحها على القطاع الخاص، وسيتم الإعلان عنها في مؤتمر (COP28) في دبي، هو التمويل الأخضر وهو عبارة عن مبادرة تبنتها بعض البنوك بما فيها مصرف قطر المركزي، بحيث سيكون هناك تمويل أخضر للمشاريع البيئية في الدولة والتي لها علاقة بالقطاع البيئي. المشاركة في مؤتمر كوب 28 - بذكر المشاركة في مؤتمر (COP 28).. ما أهمية مشاركة دولة قطر في مثل هذه الفعاليات والقمم الدولية؟ حقيقة، هذا الاجتماع العالمي السنوي حول التغير المناخي تحول من مجرد اجتماع فني إلى محفل عالمي خاص بالبيئة، حيث يشارك فيه القادة والوزارات والخبراء وكل المنظمات البيئية التابعة للأمم المتحدة، كما أن دولة قطر حرصت على المشاركة فيه خلال السنوات الماضية، وكان لنا مشاركة ممتازة في مؤتمر باريس عام 2015 بحضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وتم التوافق على اتفاقية باريس وهي الإطار البيئي التي يفترض أن تلتزم به كل دول العالم، وبالتالي يعتبر المؤتمر فرصة لجميع دول العالم لإبراز مجهوداتها في هذا المجال. متابعة تحقيق الجهود العالمية - هل تعتبر المشاركة الدولية الواسعة في هذا المحفل العالمي دليلاً على الوعي بأهمية جهود الاهتمام بالمناخ والسعي نحو إيجاد قواعد ملزمة للدول حتى لا يكون هناك إضرار بما نشهده من تغير كبير في المناخ؟ إن الهدف الرئيسي لاتفاقية باريس من المهم أن يكون لجميع الدول خطة زمنية لتحقيق هدف معين لتخفيض نسبة الغازات الدفيئة التي تنتجها هذه الدولة، ونحن في دولة قطر أعلنا في عام 2019 عن جهود لتخفض الغازات الدفيئة بنسبة 25% بحلول عام 2030، وتقريبا كل دول العالم أعلنت عن النسبة التي هي الهدف الرئيسي والتي من المفترض أن تصل لها بعد فترة زمنية، والهدف من هذه الاجتماعات متابعة تحقيق هذه الأهداف ونسبة إنجازها من قبل الدول. وحقيقة كمية الانبعاثات الغازية التي تنتج في دولة قطر ضئيلة جداً ونحن في قطر على ثقة بأننا سنحقق النسبة المطلوبة حتى قبل عام 2030 بإذن الله. مشاركة الطلاب والمجتمع المدني - ما هي أبرز المشاريع أو النماذج القطرية التي سوف تعرضونها في مؤتمر (COP28)؟ تتضمن مشاركة قطر في المؤتمر الدولي وجود معرض مصاحب يبرز كل مجهودات الدولة في مجال البيئة وتخفيض الغازات الدفيئة، إضافة إلى مشاركة متنوعة جداً للقطاع الخاص والجهات شبه الخاصة ومنظمات المجتمع المدني والطلاب، ونحن نحرص على مشاركة بعض الموظفين في الوزارة لاكتساب الخبرة في هذا المجال. كما ستكون هناك أكثر من فعالية، وسيتم الإعلان رسميا عن انتهاء المرحلة الأولى لأول مشروع لإدارة الكربون على المستوى الوطني في قطر، وفي نفس الوقت سيتم الإعلان عن المرحلة الثانية وهي عبارة عن برنامج يتحكم في مصادر الكربون وتحديدها وعملية إدارة مخزون الكربون بشكل عام في دولة قطر في المشاريع المحلية. كما سيتم الإعلان عن مجموعة من الاتفاقيات من ضمنها اتفاقية انضمام دولة قطر إلى معاهدة حماية أبقار البحر وإدارتها، حيث يوجد في قطر ثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم، وهذا يوفر الفرصة للدولة للاستفادة من المعاهدة في تبادل الخبرات والتجارب والبيانات، والحمد لله دولة قطر لها سبق في هذا المجال ولها فيه دراسات منذ فترة التسعينات، مما يؤهلنا للعب دور كبير في هذه الاتفاقية، كما سيتم الإعلان عن استضافة مؤتمر للمناخ لقرش الحوت والتوقيع على الخطوط الأولية لتعاون دولة قطر في استضافة مكتب إقليمي لإدارة قرش الحوت، ومن المعروف أن قطر أيضا لديها أكبر تجمعات لقرش الحوت على مستوى العالم، وهذا المكتب سيكون مقره بالدوحة، وسيخدم إدارة قرش الحوت في كل المنطقة من الخليج العربي إلى المحيط الهندي بمشاركة الدول الأعضاء. أفضل البيئات البحرية - أين موقع قطر من برامج وخطط الحفاظ على البيئة سواء كانت البحرية أو البرية مقارنة بدول الجوار ؟ هدفنا الحفاظ على البيئة، وفيما يخص البيئة البحرية، فإن عندنا أفضل البيئات البحرية، ونحاول الحفاظ عليها من خلال تقليل الأنشطة الصناعية أو الحفر، لتقليل نسبة الإضرار بالبيئة، كما نحاول أن نزيد من تكاثر الشعاب المرجانية، وتقليل نسبة النشاط البشري مثل الصيد. وبالنسبة للنشاط البري لدينا 30 % من أراضي الدولة عبارة عن محميات طبيعية، كما أننا نحاول أن يكون التركيز في وزارة البيئة خلال المرحلة القادمة على أن تكون هناك برامج لنحول هذه المحميات المغلقة إلى مزارات للجمهور بما لا يتعارض على الاشتراطات البيئية، وأن ننفذ فيها برامج لإكثار النباتات والحيوانات البرية المهددة بالانقراض، وبالتالي يؤثر على التوازن البيئي بالدولة. المحميات مفتوحة للجمهور - ومتى نتوقع أن تكون تلك المحميات مفتوحة أمام الجمهور؟ لدينا بعض المحميات مفتوحة بالفعل أمام الجمهور، مثل الريم ومحمية سيلين، والعديد، ونحن مجرد أننا نتحكم في الأنشطة الموجودة هناك، مثل منع الصيد، وغيرها من البرامج التي تهدف إلى الحفاظ على الحياة الفطرية، وهناك محميات أخرى مغلقة للحفاظ على حياة النباتات والحيوانات بها، ويتم بها عمل مشاريع مثل مشروع إكثار الأرانب البرية، فالهدف ليس الإنتاج في محمية واحدة بل توزيع الإنتاج على كل المناطق في الدولة، ولذلك فإننا ندرس حاليا عمل برامج خاصة لزيارة الجمهور للمحميات للاطلاع على جهود وزارة البيئة والاستمتاع بالروض. التعديات على الروض - هناك سلوكيات تتكرر في مثل هذه الأشهر أبرزها التعدي على الروض.. فما هو دور الوزارة للحد من هذه السلوكيات التي من شأنها أن تضر بالبيئة؟ رسالة وزارة البيئة ليست المخالفة، ودائما ما نؤكد على المفتشين البيئيين بأن هدفنا ليس المخالفة لكن منع المخالفة من البداية، ونحن نحاول أن نوصل رسالة إلى جميع رواد البر بأن يستمتعوا بالبر دون المساس بالروض والإضرار بها، والالتزام بعدم دخول السيارات للأماكن غير المسموح بها مثل الروض، ولذلك نعمل على الاستمرار في الوعي وتثقيف المجتمع بصفة مستمرة، مع تحرير مخالفات رادعة ضد المخالفين الذين لديهم إصرار على المخالفة. وقد لاحظنا أن زيادة الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع قد ساهم في انخفاض أعداد المخالفات، إذ أن نشر المخالفات هو نوع من التوعية والتثقيف، وبالفعل رواد البر أصبحوا أكثر محافظة على الروض، ويستخدمون المسارات الخاصة ويحاولون الابتعاد عن الوديان والمناطق التي بها غطاء نباتي. رسوم التخييم الشتوي - فيما يتعلق بالتخييم الشتوي.. بعض المخيمين يتساءلون عن سبب فرض رسوم عليهم؟ هناك قانون ينظم عملية استغلال أملاك الدولة بشكل مؤقت أو دائم نظير رسوم محددة، وحالياً نضع تصورا أفضل لزيادة المخيمات البرية في المحميات البرية، وهناك دراسة لإعادة النظر في رسوم التخييم في المناطق البرية بالمحميات المفتوحة قريبا. جهود الوزارة في تدوير النفايات - حدثنا عن جهود الوزارة فيما يتعلق بإعادة تدوير النفايات باعتبارها واحدة من القضايا التي تحظى باهتمام كبير على الصعيد المحلي.. ما هي الأشواط التي قطعتها الوزارة على هذا الصعيد ؟ نحن في وزارة البيئة لدينا دور واختصاص، حسب الإستراتيجية، يتعلق بالنفايات الخطرة، سواء كيميائية أو الملوثات بأنواعها والمواد المشعة، وتقريبا هناك دور رئيسي من وزارة البيئة، للتخلص منها بطريقة آمنة دون وقوع آثار سلبية على البيئة. أما الملوثات الأخرى فإن دورنا الإشراف والتأكد من قيام الجهات المسؤولة عن النفايات البلدية والصناعية وغير الخطرة، بتطبيق المعايير الصحية خلال عملية تجميعها والتخلص منها بطريقة آمنة والاستفادة منها بإعادة التدوير، ولدينا أيضا الرخص التي تسهل عملية الحصول على هذه المواد لإعادة استخدامها مرة أخرى. القضايا البيئية - كيف تنظرون إلى جهود وزارات وقطاعات الدولة فيما يتعلق بالقضايا البيئية مثل التغير المناخي والطاقة والصرف الصحي..وأين موقع قطر بين دول الإقليم على هذا الصعيد؟ هناك جهود كبيرة وتعاون بين الجهات المعنية في الدولة، وهناك مشاريع مهمة نفذت، وهناك مراحل قادمة لتخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والوصول للاستدامة البيئية واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وهذا أمر ملاحظ في جميع مشاريع الدولة، حيث تم تطبيق هذه المعايير في كل مشاريع القطاع الخاص أو العام. وتوجد مشاريع مثل مشروع الطاقة الشمسية في محطة الخرسعة والتي تنتج 800 ميغاوات كمرحلة أولى، كما أن استخدام مواد صديقة للبيئة أمر مكلف جدا مقارنة باستخدام مواد غير صديقة للبيئة، ومن المؤكد خلال المرحلة القادمة سنرى تأثيرا كبيرا لهذه المشاريع المهمة على أرض الواقع. تخفيض الانبعاثات الكربونية - أعلنت دولة قطر عن التزامها خلال عام 2019 بتخفيض نسبة 25٪ من الغازات قبل 2030.. إلى أين وصل هذا الالتزام ؟ قدمنا طلبا، بحيث يتم مع نهاية عام 2024 مراجعة هذه النسبة بشكل كبير بالتعاون مع جميع جهات ومؤسسات الدولة ذات العلاقة، لمعرفة أين وصلنا، وسيتم تقديم تقرير رسمي للمسؤولين عن المناخ بالأمم المتحدة حول النسبة التي تم تحقيقها، وفي نفس الوقت ما هي النسبة التي نطمح لتحقيقها خلال الفترة القادمة. - سابقا كانت هناك أحاديث عن أن بعض المصانع في قطر لديها انبعاثات كربونية عالية.. إلى أي مدى أصبحت المصانع تتوافق مع المتطلبات العالمية؟ المصانع التي أنشئت سابقا خلال فترة السبعينيات، كانت معايير البيئة لديها قليلة جدا، حتى يتم توفيق أوضاعها يتطلب تقليل نسبة انبعاث الغازات، ولكن المصانع الحديثة بداية من فترة التسعينيات تطورت بشكل كبير، واستخدمت وسائل تكنولوجية حديثة لتقليل الانبعاثات. ونحن كوزارة البيئة لدينا شبكة رصد لجودة الهواء منتشرة في كل أنحاء الدولة في البر والبحر للتأكد من جودة الهواء، وهناك تعاون مستمر مع كل الجهات التي لها علاقة بمصدر هذه الغازات. التغير المناخي - سعادة الوزير.. لو تحدثنا عن إستراتيجية الوزارة بشأن التغير المناخي؟ يُعدّ التغير المناخي من أهم أولويات الوزارة، وهو إحدى ركائز الإستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي 2030، والتي أطلقتها الوزارة في العام 2021 لتدشين مرحلة جديدة من جهود دولة قطر في مواجهة ظاهرة التغير المناخي. اشتملت الإستراتيجية على هدف طموح ومميز وهو: تخفيض 25% من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة من أنشطة القطاعات الاقتصادية المختلفة في الدولة، وذلك بحلول عام 2030.كما أن الإستراتيجية شملت 36 مبادرة لتخفيف تلك الغازات في قطاعات النفط والغاز، والطاقة والمياه، والمواصلات، بالإضافة إلى القطاع الصناعي والبناء وغيرها من القطاعات الحيوية الأخرى. كما تضمنت الإستراتيجية 300 إجراء للحد من الآثار الفعلية أو المتوقعة لتغير المناخ، تشمل قطاعات مختلفة أهمها قطاع التعليم والبحث العلمي. التغيرات المناخية - ما مدى تأثر البيئة القطرية بالتغيرات المناخية العالمية؟ تُعتبر دولة قطر من أقل الدول تأثيراً بالتغير المناخي على مستوى العالم، وذلك بفضل سياستها الرشيدة في استخدام أفضل وسائل الإنتاج الصديقة للبيئة، كذلك التزاماتها بجميع المعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة بهذا المجال، ومن خلال التزام دولة قطر بالمساهمة في العمل الأممي الساعي لتخفيض الانبعاثات الكربونية، فإننا حالياً بصدد وضع إستراتيجية قطاع الاستدامة البيئية والتغير المناخي، وذلك ضمن إستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2023-2030، والتي ستتضمن 5 مجالات عمل تتضمن 23 هدفاً إستراتيجياً و30 مبادرة تشمل بالمجمل 91 مشروعاً إستراتيجياً. المبادرات والمشاريع - ما أبرز المبادرات التي أطلقتها الوزارة في مجال حماية التنوع الحيوي في دولة قطر؟ أطلقنا في وزارة البيئة والتغير المناخي العديد من المبادرات التي تساهم في حماية التنوع الحيوي بالبيئة المحلية، مثل مشروع حماية السلاحف البحرية، ودراسة تأثيرات حظر الرعي، ومشروع تأهيل البر القطري، ومشروع مكافحة أشجار الغويف الضارة، ومشروع مكافحة طائر المينا الغازي، بالإضافة إلى مشروع إكثار الحيوانات الفطرية المهددة بالانقراض. كما ساهمت جهود الوزارة في التوسع بإنشاء محميات أشجار القرم المانجروف، التي تعتبر الحزام الأخضر للدولة، والتي ازدادت مساحاتها بشكل كبير خلال الفترة الماضية، إذ ارتفعت من 9 كيلومترات لتصل إلى 14 كيلومتراً. فقد نجحت الوزارة في استزراع نبات القرم في أربع مناطق، على السواحل الشمالية والشرقية، كما تُعتبر محمية خور العديد من أكبر المحميات البحرية بمساحة بلغت 540 كيلومتراً مربعاً. بالإضافة إلى ذلك، خُصِّص أكثر من 27% من مساحة الدولة البرية لإنشاء محميات طبيعية، بإجمالي 12 محمية طبيعية بيئية برية. السلاحف البحرية - وما آخر المستجدات حول جهود وزارة البيئة والتغير المناخي في الاهتمام بالسلاحف البحرية؟ وهل نجحت تلك الجهود؟ تولي وزارة البيئة والتغير المناخي اهتماماً كبيراً بمشروع حماية وإكثار السلاحف البحرية، انطلاقاً من سعيها لحماية التنوع الحيوي في البيئة القطرية. وقد نجحت جهود حماية السلاحف البحرية صقرية المنقار المهددة بالانقراض، وذلك من خلال تخصيص شاطئ فويرط وإغلاقه بشكل كامل ليصبح منطقة لتعشيش السلاحف، مما ساهم في ازدياد أعدادها بشكل كبير مع ارتفاع عدد صغارها كل عام. كما أسفرت جهود فريق عمل الوزارة خلال الأعوام الماضية عن إطلاق أكثر من 40 ألفا من صغار السلاحف إلى البحر من شاطئ فويرط، وعلاج 20 سلحفاة وإعادتها إلى بيئتها الطبيعية في مياه البحر، وتنظيف السلاحف وإزالة القواقع عنها ووضع أرقام عليها وأخذ عينات منها لإجراء تحليل الحمض النووي (DNA). المواد المشعة المستوردة - بما أن وزارة البيئة والتغير المناخي تقوم بدورها في المحافظة على البيئة ضد جميع أنواع التلوث.. فما الجهود التي تبذلها الوزارة في الرقابة على المواد المشعة المستوردة والتي تدخل في العديد من الصناعات المحلية؟ لقد أنشأت الوزارة الشبكة الوطنية للرصد الإشعاعي باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية العالمية، وهي شبكة تعمل على مدار الساعة لرصد أي ارتفاع في مستويات الإشعاع في الجو والبر والبحر في جميع مناطق الدولة. ويهدف هذا المشروع إلى تنفيذ عمليات رصد مستمرة للإشعاعات في البيئة القطرية من دون توقف، وذلك لرسم الخرائط الإشعاعية ومراقبة مستويات الإشعاع وإصدار التقارير اللازمة. وقد أنشئت وصُممت هذه الشبكة من قبل كوادر قطرية ومختصين في مجال الهندسة النووية.ويمتلك المشروع تكنولوجيا هي الأولى من نوعها في المنطقة، سواءً من حيث نوعية الكواشف الإشعاعية أو تكنولوجيا الاتصال، وستواصل الوزارة تعزيز برامج الرصد الإشعاعي للبيئة القطرية ومواكبة المعاير الدولية لتكون دولة قطر رائدة في مجال الرصد الإشعاعي. كما أنشأت الوزارة مشروع الشبكة الوطنية لمراقبة الإشعاع غير المؤين، وذلك بهدف مراقبة جميع الأنشطة المتعلقة بالإشعاع المؤين وغير المؤين. وتواكب هذه الشبكة، والتي تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة والمعايير الدولية. ويهدف المشروع أيضاً إلى تقييم التشريعات الحالية ومدى ملاءمتها للمعايير الدولية في مجال الإشعاعات غير المؤينة، ودراسة أفضل ممارسات الدول المتقدمة في هذا المجال، بالإضافة إلى إعداد خطط تطويرها وتنفيذها. ويساهم المشروع في إعداد دراسة ميدانية للدولة لتحديد الإشعاع غير المؤين بجميع أنواعه، وعمل مسوح وقياسات إشعاعية واسعة النطاق، بالإضافة إلى إنشاء النظام الوطني لمراقبة الإشعاع غير المؤين، وبناء القدرات البشرية والفنية اللازمة لهذا المجال، ورسم الخرائط الإشعاعية لدولة قطر، فضلاً عن إعداد خطط تعريفية للجمهور والعاملين. ويتكون المشروع من ثلاث مراحل. تتضمن المرحلة الأولى إجراء تقييم للتشريعات الوطنية الخاصة بالإشعاع غير المؤين واقتراح تعديلها بما يناسب المعايير الدولية، وإعداد برامج التوعية للجمهور والعاملين على الاستخدامات، والمخاطر، والوقاية، وغيرها. أما المرحلة الثانية، فتشمل تحديد المناطق الحساسة في الدولة –مثل المناطق السكنية المكتظة بالسكان– وتصميم شبكات الرصد الإشعاعي المستمر والأجهزة الثابتة والمتحركة واليدوية والتكنولوجيات المصاحبة، بالإضافة إلى تصميم إمكانية التوسعة وزيادة عدد شبكات الرصد وتحديثها، فضلاً عن إنشاء قاعدة بيانات إشعاعية متكاملة وخرائط، وإعداد دراسة ميدانية شاملة للدولة لتحديد كافة مصادر الإشعاع غير المؤين بجميع أنواعه. وفي المرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل تنفيذ المشروع، سيُخصص تدريب على استخدام جميع الأجهزة والمعدات، بالإضافة إلى كيفية معايرتها ومتابعتها وتقييم النتائج وكتابة التقارير استناداً إلى المعايير الدولية والوطنية. التعاون مع الطاقة الذرية - وماذا عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ لقد أنجزت الوزارة العديد من المشاريع وحققت الكثير من الإنجازات في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وقد أسفرت تلك الجهود عن إنجاز مشاريع حماية البيئة ومشاريع للأمن الغذائي والمائي، بالإضافة إلى توفير دورات وورش تدريبية في مجال الطوارئ الإشعاعي ضمن 11 مشروعا. وبالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنشأت وزارة البيئة والتغير المناخي مختبر الإشعاع، والذي يقوم بكافة أنواع الدعم الفني، وذلك لامتلاكه أحدث أجهزة الرصد والتحليل لفحص مستويات الإشعاع لأي عينة بيئية، بالإضافة إلى المختبر الإشعاعي المتنقل الذي يقوم بعمل الرصد الإشعاعي الميداني واسع النطاق للبيئة القطرية، ويساند في حالات التدريب والطوارئ الإشعاعية والنووية. تدوير النفايات والمواد الصلبة - تشكل النفايات أزمة دائمة في كثير من الدول.. كيف يتم التعامل مع هذه القضية على المستوى المحلي في دولة قطر والمستوى الدولي ؟ على المستوى الوطني، ينظم قانون حماية البيئة رقم 30 لسنة 2002 آلية التخلص من النفايات الخطرة ونقلها حسب الاشتراطات البيئية ضمن مراكز معالجة النفايات المرخصة من وزارة البيئة والتغير المناخي، كما تضمَّن القانون التشريعات اللازمة لردع المخالفين. ومن الأهداف الرئيسية للوزارة خفض توليد النفايات الخطرة، وزيادة إعادة الاستخدام والتدوير، وذلك من خلال تطوير حزمة التشريعات والإجراءات الحالية وتحديثها ورفع كفاءة تنفيذها على المستوى الوطني.. وتشمل الحزمة ما يلي: * فرض تكنولوجيا الإنتاج الأنظف ومبادئ الاقتصاد الأخضر على كل نواحي التنمية في المشروعات المستقبلية، والعمل على تحديث خطوط الإنتاج وتزويدها –إن لزم الأمر– بوحدات معالجة واستخلاص وإعادة التدوير. * مراقبة جمع النفايات الخطرة وتداولها ضمن خطة إدارية وإستراتيجية وطنية، وإنفاذ التشريعات واللوائح المتعلقة برفع كفاءة المؤسسات التنفيذية ومنظمات المجتمع. * إجراء مسوح وتوحيد جهود الشراكة والتعاون للتعامل مع المشكلة بين كافة أصحاب المصلحة. * إشراك المجتمع والجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة ومؤسسات الدولة في المشكلات ذات الصلة من خلال البرامج التوعوية والمطويات الترويجية والأدلة الإرشادية إلى حين تحديث التشريعات وتطوير القرارات التنظيمية اللازمة. كما أن دولة قطر تشارك أيضاً في الجهود العالمية للتغلب على مشكلة النفايات، وذلك من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية والتعاون مع الهيئات الدولية المعنية بإدارة النفايات. - ما الجهود المبذولة في مجال إعادة التدوير؟ أيضاً هناك نفايات يصعب تدويرها.. كيف تتعاملون مع مثل تلك النفايات؟ تبذل وزارة البيئة والتغير المناخي جهوداً كبيرة لإدارة النفايات والتعامل معها بطرق صديقة للبيئة، مثل تنفيذ برامج شاملة لإعادة التدوير وتطوير محظرات النفايات، وتستخدم فيها تكنولوجيا متقدمة، إذْ توجد لدى دولة قطر مرافق عدة مثل منشآت إعادة تدوير الزيوت العادمة وحرق نفايات الرعاية الصحية الخطرة وتعقيمها، بالإضافة إلى مرافق للتخلص من النفايات الخطرة. وتشمل تلك المنشآت مرفق دفن آمن فئة 1، ومرفق دفن آمن فئة 2، ومرفق معالجة بيولوجية، ووحدة تصليب وتثبيت، ووحدة معالجة النفايات غير العضوية السائلة، ووحدة معالجة واستصلاح التربات الملوثة بالزيت، بالإضافة إلى برك تبخير ومعادلة كيميائية. وتستوعب تلك المرافق معظم النفايات الخطرة التي تتولد داخل دولة قطر. أما بالنسبة للنفايات الخطرة التي يصعب تدويرها، فيجري التعامل معها بحرص وفقاً للمعايير العالمية. وتُصدَّر تلك النفايات التي لا تتوفر القدرات والإمكانات للتعامل معها إلى الخارج حسب إجراءات اتفاقية بازل الدولية. كما تشجع وزارة البيئة والتغير المناخي المؤسسات والمواطنين على التحلي بالمسؤولية البيئية. - سعادة الوزير...هل من الممكن أن تطلعنا على دور الشراكة مع القطاع الخاص في إعادة تدوير النفايات لا سيما وأنكم قدمتم حوافز لتشجيع القطاع الخاص؟ نعم، بالطبع.. يشمل دور الشراكة مع القطاع الخاص في إعادة تدوير النفايات الخطرة في دولة قطر تعزيز جهود إدارة النفايات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك وضع أهداف ومعايير بيئية لإدارة النفايات وتشجيع الابتكار، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني في عمليات إعادة التدوير. ومن خلال هذه الشراكة، يمكن للقطاع الخاص الاستفادة من الفرص الاستثمارية، وتوفير خدمات وتقنيات جديدة لإعادة تدوير النفايات، وذلك عن طريق العمل المشترك والاستمرارية التي تعزز الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية في دولة قطر، وتحد من تأثير النفايات على البيئة والصحة العامة. وفي هذا الإطار، يمكن للشركات الخاصة التعاون مع الوزارة في إنشاء مرافق تدوير النفايات وتشغيلها، وتطوير تقنيات وعمليات متقدمة لفصل واستعادة المواد القابلة لإعادة التدوير من النفايات، كما يمكن أيضاً للشركات تطوير برامج توعية وتثقيف للجمهور حول أهمية إعادة التدوير والحد من إنتاج النفايات، بالإضافة إلى ذلك يمكن للشركات الخاصة العمل مع الوزارة في تطوير أُطر قانونية وتنظيمية لتعزيز إعادة تدوير النفايات. التلوث البلاستيكي - تُعتبر ظاهرة التلوث البلاستيكي من التحديات التي تواجه العالم.. ما خطط وزارة البيئة والتغير المناخي لمواجهة تلوث البيئة بالمخلفات البلاستيكية؟ تشارك دولة قطر بفاعلية في الاتفاقيات البيئية والمعاهدات الدولية، والتي ينصب تركيزها بشكل أساسي على حماية صحة الإنسان والبيئة. وقد شاركت وزارة البيئة والتغير المناخي بفريق فني لمتابعة مسارات التفاوض في اجتماعات لجان التفاوض الحكومية الدولية لوضع صكٍّ دولي ملزم قانونياً بشأن التلوث البلاستيكي، بما في ذلك البيئة البحرية. واعتمدت جمعية الأمم المتحدة للبيئة التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في القرار 5/‏14 في دورتها الخامسة، القرار الذي يحمل عنوان القضاء على التلوث بالمواد البلاستيكية نحو صك دولي ملزم قانونياً، بما في ذلك البيئة البحرية. أما على الصعيد الوطني، فقد تعاونت وزارة البيئة والتغير المناخي مع وزارة البلدية للعمل على مبادرة صفر نفايات، والتي تهدف إلى الوصول إلى مستوى متقدم من إدراك المجتمع لأهمية النفايات كجزء من استدامة الموارد، ولتحقيق العديد من الأهداف الرامية إلى تحسين إدارة النفايات، بما يساعد في التخفيف من تأثيراتها على صحة وسلامة المجتمع وتحسين جودة الحياة، وتوثيق إجراءات إدارة النفايات الخطرة ونماذجها وفرزها من المصدر، إضافة إلى العديد من البرامج البيئية الأخرى المعنية بالإدارة السليمة. وتهدف الخطة الإستراتيجية لإدارة النفايات في قطر إلى تحقيق نسبة عالية من إعادة التدوير والاستدامة، وتعمل الدولة أيضاً على تعزيز الابتكار في مجال إدارة النفايات وتشجيع الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء للحد من استهلاك الموارد وتلوث البيئة. وفي مجال التوعية والتثقيف، وبالتنسيق مع إدارة العلاقات العامة، تشارك الوزارة في العديد من الفعاليات التي تكافح التلوث البلاستيكي، وكان آخرها يوم البيئة العالمي، والذي حمل هذا العام شعار الحد من التلوث البلاستيكي، وقد شارك في هذه الاحتفالية أكثر من 150 دولة. ويعكس هذا مدى التزام الدولة بتعزيز قدراتها الوطنية والدولية في التصدي للتحديات العالمية، وتعزيز التعاون والتفاعل بين الدول في المجالات ذات الاهتمام المشترك في مجال النفايات البلاستيكية، وذلك لتشجيع وتعزيز التوعية بين الجمهور حول آثار التلوث البلاستيكي، وأيضاً لتشجيع المؤسسات على ضرورة تقليل استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام وإعادة التدوير وتبني سلوكيات أكثر استدامة. كما تُنفذ الوزارة حملة للتوعية بمشكلة التلوث البلاستيكي وأضراره على البيئة والكائنات الحية، حيث تبرز أهمية توعية أفراد المجتمع المدني في أنهم يشكلون الجزء الأهم في نقطة البداية والتحول للفرز وإعادة التدوير والتقليل من استخدام المواد المنتجة للنفايات، كذلك العمل على زيادة استخدام المواد المعاد تدويرها، وتطوير منهجية التفكير بشأن إدارة النفايات، وتشجيع الاستثمار في مجال إعادة التدوير، بالإضافة إلى تكثيف الحملات والبرامج التوعوية. البيئة البحرية - ما هي جهود وزارة البيئة في تنمية الحياة البحرية وحماية الطبيعة؟ تعمل وزارة البيئة والتغير المناخي، من خلال إدارة الرصد والتفتيش البيئي، على تنفيذ العديد من برامج الرصد الشهرية والنصف سنوية والسنوية لجميع المياه الساحلية والشواطئ البحرية لدولة قطر، وذلك عبر مراقبتها لرصد أي تدهور محتمل للبيئة البحرية الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، تجري مراقبة التركيزات ونسب الملوثات في البيئة البحرية لضمان عدم تجاوزها للحدود والمعايير المسموح بها في اللائحة التنفيذية لقانون حماية البيئة القطري، وقد نجحت الوزارة في خفض تصريف المخلفات السائلة إلى البيئة البحرية بنسبة 85%، وذلك بهدف حمايتها وخفض الحمل البيئي الناجم عن هذه التصريفات. أما عن جانب المحافظة على التنوع الحيوي الذي تحظى به دولة قطر، فقد نظمت الوزارة خلال الفترة الماضية منتدى إقليمياً للحفاظ على قرش الحوت، وذلك لما تحظى به دولة قطر من وجود أكبر تجمع لتلك الأسماك في مياهها الإقليمية، وقد شهد المنتدى إقبالاً إقليمياً ودولياً كبيراً. - وكيف هو الوضع بالنسبة لجودة المياه الإقليمية القطرية؟ فيما يخص جودة المياه البحرية، فهي ضمن الحدود المسموح بها بموجب المعايير والمؤشرات البيئية للدولة حسب تقارير الرصد العلمية والمخبرية في المواقع ذات الضغط البيئي والصناعي. وتعتبر المؤشرات البيئية في المجمل معتدلة وجيدة، أما في المناطق المفتوحة ومواقع الحساسية البيئية وباقي المناطق البحرية، فإن البيئة البحرية هناك –حسب التقارير المخبرية– نظيفة ومزدهرة، حيث تتميز المياه القطرية بالتنوع البيولوجي للكائنات الحية. من الأمثلة على ذلك قرش الحوت وأبقار البحر، بالإضافة إلى كثرة الكائنات الدقيقة من العوالق النباتية والحيوانية. جوائز عالمية - لو تحدثنا سعادتكم عن أهم طرق حماية البيئة البرية في دولة قطر، خاصة مع ما تشهده الدولة من توسع في المحميات الطبيعية ؟ تعمل وزارة البيئة والتغير المناخي على حماية البيئة من جميع أنواع التلوث، وذلك عن طريق تطبيق القوانين والأنظمة والتشريعات التي أصدرتها الدولة لحماية البيئة المحلية، سواءً البرية أو البحرية، حيث يُجري مفتشو إدارة الحماية البرية على مدار الساعة طوال العام عمليات التفتيش الدائمة في جميع المناطق الدولة لردع المخالفين ومراقبة المناطق الجغرافية في الدولة، للحفاظ على البيئة البرية على وجه الخصوص. كما طور قطاع شؤون الحماية والمحميات الطبيعية برنامجاً لتأهيل البر القطري وإعداد قاعدة بيانات وطنية للتنوع البيولوجي في دولة قطر، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بالإضافة إلى الانتهاء من صياغة خطة لاعتماد منطقة خور العديد ضمن الإرث الطبيعي في اليونسكو. وعمل القطاع أيضاً على خطة لتأهيل الجزر القطرية وإطلاق عدة مبادرات في مجال التنوع البيولوجي الذي تتميز به دولة قطر، مثل مبادرة تتبع قرش الحوت، ودراسة تجمعات بقر البحر، ومبادرة تعزيز السياحة البيئية. كما حصد موقع محمية الريم للمحيط الحيوي، بوزارة البيئة والتغير المناخي، جائزة أفضل إنجاز خاص في نظم المعلومات الجغرافية في مؤتمر Esri لعام 2023، الذي عُقد بمدينة سان دييغو في الولايات المتحدة الأمريكية، متفوقاً على أكثر من 100,000 موقع من جميع أنحاء العالم، حيث تمنح هذه الجائزة لمواقع المستخدمين لتقنية GIS. حيث حقق موقع الريم للمحيط الحيوي، أفضل استخدام علمي لنظم المعلومات الجغرافية، في إعادة تحديد المناطق وصياغة خطة تطوير نموذجي لنظام المعلومات الجغرافية. حماية الغطاء الأخضر - كيف تقوم الوزارة بحماية البيئة البرية والغطاء الأخضر من عمليات الرعي الجائر؟ أصدرنا الفترة الماضية القرار الوزاري رقم 23 لسنة 2023 م، والخاص بتمديد حظر رعي الإبل وتنظيم رعي الأغنام والماعز بالدولة، حيث نصت المادة الأولى على حظر رعي الإبل في جميع مناطق الدولة، لمدة سنتين تبدأ من تاريخ انتهاء مدة العمل بالقرار الوزاري السابق 188 لسنة 2021، كما ينص القرار في مادته الثانية بحظر رعي الأغنام والماعز في الدولة، بداية من تاريخ 1 نوفمبر إلى تاريخ 30 أبريل من كل عام في جميع مناطق الدولة لمدة سنتين، يبدأ تنفيذ القرار اعتباراً من تاريخ الصدور في 3 أغسطس 2023. الحفاظ على الطيور من الصيد - ما آخر تحركات الوزارة للحفاظ على الطيور من عمليات الصيد الجائر؟ بالفعل اتخذت وزارة البيئة والتغير المناخي، القرار رقم (24) لسنة 2023، والخاص بشأن تنظيم موسم صيد بعض الطيور والحيوانات البرية، وذلك بما يحافظ على الطيور والحيوانات البرية من عمليات الصيد الجائر، والتي تنص مواده على البدء في موسم صيد الطيور المهاجرة (اللفو) في الفترة التالية من 1 سبتمبر وحتى 15 فبراير ولمدة سنتين. كما ألزم القرار من يقوم بعملية الصيد، أن يكون صيد طائر الحباري بواسطة الصقور فقط، وعدم استخدام أو تبادل أدوات ووسائل الصيد غير التقليدية، وبالأخص الآلات الكهربائية التي تصدر أصواتا شبيهة بأصوات الطيور (أجهزة المناداة)، كذلك عدم التعرض أثناء الصيد لبيض الطيور، والمساس بأعشاشها، وعدم الإضرار بالروض والنباتات البرية. كما شمل القرار، أن تتم عملية الصيد خلال الفترة من شروق الشمس إلى غروبها، ومنع البيع أو الإتجار أو التداول بالطيور التي تم صيدها، ويمنع الصيد داخل نطاق المحميات الطبيعية والجزر والبحيرات الاصطناعية، وداخل حدود المدن والقرى والحدائق العامة، كما يُحظر صيد أو اقتناء أي من الحيوانات والطيور والزواحف البرية المحلية والمستوطنة والمهاجرة في جميع مناطق الدولة طوال العام لمدة سنتين. التثقيف الصحي - فيما يخص التثقيف والوعي بأهمية البيئة الذي يعتبر من أهم القضايا على الصعيد المحلي، هل هناك خطط لدى الوزارة لمضاعفة هذا الوعي بالنسبة لجيل الشباب والطلاب حول كيفية التعامل مع البيئة والبر؟ حقيقة هناك زيادة ملحوظة في نسبة الوعي لدى الجيل الجديد بحكم التوعية والتثقيف والتعليم ووجود برامج ودروس خاصة بالبيئة في مناهج وزارة التربية والتعليم للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، بالإضافة إلى أن بعض الطلاب الذين تحولوا إلى نشطاء بيئيين سيشاركون معنا وسيكونون من ضمن الفريق المتواجد معنا في المؤتمر الدولي، وحقيقة لهم دور كبير في توصيل وجهة نظر الدولة إلى الخارج فيما يتعلق بالبيئة، وقد شاركوا معنا في أكثر من مؤتمر وكانت مشاركة ممتازة للغاية، ونحن نحرص على تشجيعهم. رسالة للمجتمع - رسالة توجهها سعادتكم للجهات الرسمية والخاصة وللأفراد.. أشكركم على هذه المقابلة، والتي تعتبر نوعاً من توصيل الرسائل التوضيحية للجميع، ونشكر جميع الجهات المتعاونة معنا، واللجنة الوطنية المشتركة للبيئة، وبالفعل هناك تعاون والتزام من الجميع، وكل جهة لديها معيار أساسي تعمل على تحقيقه، حيث إنها تحاول تطوير المعدل البيئي ضمن مشاريعها القائمة، وبالنسبة للقطاعات الخاصة لدينا مبادرة التمويل الأخضر والخاصة بالبنوك، وهناك شركات وطنية المعدل البيئي أمر أساسي لديها، فإذا لم يكن لديها تقييم بيئي صحيح تتأثر من حيث المعدل العالمي، ولذلك فإن المحافظة على الدور البيئي مهمة جداً بالنسبة لهذه الجهات.. إننا مع الاستمتاع بالبر والبحر، ولكن يجب تقليل الأنشطة السلبية الناتجة عن بعض الممارسات بما يحافظ على الغطاء النباتي والكائنات الحية.

2724

| 30 نوفمبر 2023

محليات alsharq
وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام لـ الشرق: قطر تدعم لبنان بـ 3 محطات للطاقة الشمسية

** نؤيد مؤتمر حوار لبناني في الدوحة وقطر قادرة على جمع اللبنانيين ** على ثقة بأن قطر ستجد حلاً للبنان ولن تنتظر إلى ما بعد العدوان على غزة ** قطر أول المبادرين وأكثر الداعمين للبنان سياسياً ومعنوياً واقتصادياً وعمرانياً ** كل اللبنانيين يتقدمون بالشكر والتقدير لدولة قطر أميراً وحكومة وشعباً ** المشكلة في لبنان سياسية بامتياز أكثر من كونها تشريعية واقتصادية ** إكسبو الدوحة فرصة فريدة لترويج المنتجات اللبنانية أمام الدول المشاركة ** الفساد نحر الاقتصاد اللبناني ونحتاج إلى تشريعات إصلاحية حتى تستقيم الأمور ** قطر تقدم الدعم للبنان في جميع المجالات لتحسين الظروف الاجتماعية ** الفراغ في السلطات التنفيذية والنقدية والأمنية يضع لبنان في مهب الريح ** إطار عمل لتفعيل اللجنة القطرية اللبنانية المشتركة ** عجلة الاقتصاد لا تتحرك بدون تنويع الاستثمارات بقطاعات عديدة ** مشكلة لبنان الكبرى التناحر السياسي بين الأحزاب التي تعطل إقرار القوانين ** مشكلة الودائع في المصارف يمكن حلها باعتراف الدولة بمسؤوليتها ** أهم الإصلاحات إعادة هيكلة المصارف وقوانين السرية المصرفية ** قوانين النقد والتسليف مضى عليها نصف قرن وتحتاج إلى تحديث لمواكبة العصر ** كسب ثقة المواطن اللبناني يعيد الأمور إلى نصابها في القطاع المصرفي ** الحكومة اللبنانية ناقشت تشريعات مع صندوق النقد الدولي لإنقاذ الاقتصاد يتطلع اللبنانيون بكثير من الثقة والأمل إلى الجهود القطرية لإنقاذ لبنان من أزمته وإنهاء الشغور الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً وأن قطر سبَّاقة في تقديم الدعم للشعب اللبناني. هذا ما يؤكده سعادة أمين سلام وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني في حواره مع الشرق في ختام زيارته إلى الدوحة التي كانت حافلة بلقاءات مع عدد كبير من الوزراء وكبار المسؤولين في الشورى وغرفة قطر. معلناً تأييده لانعقاد مؤتمر حوار وطني في الدوحة، لأن الدوحة قادرة على جمع اللبنانيين. الوزير سلام يقول إنه لمس خلال زيارته مدى اهتمام قطر بالملف اللبناني الذي تتابعه يوماً بيوم، منوهاً إلى التزامها بالسعي لإنهاء أزمة الفراغ في المؤسسات الدستورية وانتخاب رئيس جمهورية بدون انتظار حتى انتهاء أزمة العدوان الإسرائيلي على غزة. مشيداً بجهود قطر في تحقيق اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى في غزة. يتحدث الوزير سلام بشغف وتقدير عن الدور القطري في لبنان ويستعرض مراحل وقوف قطر إلى جانب لبنان، حيث كانت أول المبادرين وأكثر الداعمين للبنان وشعبه في مختلف المجالات وصولاً إلى أزمة الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان، حيث كانت قطر سبَّاقة في منع انهيار الجيش اللبناني من خلال دعمه مادياً ولوجستياً، مؤكداً أن قطر لن تتخلى عن لبنان كونها الحاضنة الدائمة، مشيراً إلى أن لبنان وكل اللبنانيين يتقدمون بالشكر إلى قطر، أميراً وحكومة وشعباً. وتطرق وزير الاقتصاد اللبناني إلى لقاءاته مع المسؤولين القطريين، كاشفاً أن سعادة سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة أبلغه استعداد قطر لبناء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، مما سيكون له كبير الأثر على نهضة الاقتصاد اللبناني الذي يواجه تداعيات عدم توفر الكهرباء وارتفاع أسعار الطاقة عبر المولدات. ويؤكد الوزير سلام أن جميع لقاءاته مع الوزراء القطريين كانت مثمرة، حيث اتفق مع وزير التجارة والصناعة سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني على وضع أطر عمل جديدة لإعادة إحياء وتفعيل اللجنة القطرية اللبنانية المشتركة. فيما أثمر اللقاء مع وزير المواصلات سعادة جاسم السليطي مبادرة لدعم قطاع النقل العام بلبنان بباصات مستخدمة. وبخصوص افتتاح الجناح اللبناني بمعرض إكسبو يقول الوزير سلام: إن معرض إكسبو الدوحة وَفَّر للبنان منصة فريدة للترويج لمنتجاته الزراعية أمام مئات آلاف الزوار من أنحاء العالم، مما يساهم بدعم الزراعة والمزارعين اللبنانيين. الوزير سلام لا يتردد في المجاهرة بحجم الفساد الذي نحر الاقتصاد اللبناني، ويقول إن الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان أزمة سياسية بامتياز، ذلك أن تصحيح الأمور يتطلب تشريعات وقوانين جرت مناقشتها مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لكن الصراع السياسي بين القوى والأحزاب اللبنانية يحول دون إقرار هذه القوانين. أما بخصوص أزمة الودائع في المصارف فإن وزير الاقتصاد اللبناني يرى أن الحل ببساطة يبدأ باعتراف الحكومة اللبنانية بمسؤوليتها عن الودائع، حتى لا تبقى الودائع تائهة في تقاذف المسؤوليات بين المصرف المركزي والمصارف والحكومة. مؤكداً أن الاقتصاد اللبناني لا يمكن أن ينهض بدون تصحيح القطاع المالي والمصرفي. وهنا نص الحوار مع وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني .. زيارتكم إلى الدوحة كانت حافلة باللقاءات مع المسؤولين القطريين.. فما هي نتائج الزيارة؟ شكراً لاستضافتي في جريدة الشرق ومنصاتها الرقمية. يسعدني أن أنقل رسالة محبة من لبنان إلى دولة قطر، كما يسعدني تسليط الضوء على العلاقة القطرية اللبنانية الأخوية المتجذرة وهي من العلاقات المميزة في عالمنا العربي. ولو عدنا بالذاكرة قبل عقدين وأكثر لوجدنا أن قطر كانت سبَّاقة بالحضور والوقوف إلى جانب لبنان وشعبه. وقد زاد الدعم القطري وتضاعف في السنوات الأخيرة حيث كانت قطر أول المبادرين وأكثر الداعمين سياسيا ومعنويا واقتصاديا وعمرانيا فضلا عن الدعم الدائم للبنان في المحافل الدولية والإقليمية. وقد أثبتت أنها الحاضنة التي لا تتخلى عن لبنان تحت أي ظرف من الظروف خصوصا في ظل الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وهو انهيار غير مسبوق بتاريخ لبنان. وكانت قطر مساندة ومبادرة لإنقاذ لبنان من أزمته، حيث بادرت إلى حراك دولي وإقليمي أثمر عن تشكيل لجنة خماسية من الدول المعنية بالملف اللبناني والتي تعمل على إنهاء الفراغ في رئاسة الجمهورية وانتخاب رئيس جمهورية. لأن قطر تعلم أن لبنان لا ينهض بدون قيام دولة المؤسسات ورئاسة الجمهورية تعتبر رأس الهرم في المؤسسات الدستورية، ولذلك بذلت قطر وما زالت تبذل جهودا جبارة لانتخاب رئيس جمهورية. ولابد لنا ولكل لبناني أن يتقدم بالشكر والتقدير لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا على هذه المواقف التي لا تنسى وعلى الأيادي البيضاء التي ساهمت بتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية والأمنية. لقد جاءت زيارتي إلى الدوحة بصفتي وزيرا للاقتصاد والتجارة وكان هدفي أن أجري لقاءات مع المسؤولين في الوزارات والمؤسسات المعنية بدعم لبنان وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. وكانت الاجتماعات موسعة بدأت مع وزير المالية كونه معنياً بالعديد من الصناديق الاستثمارية والمالية التي تقوم بدعم لبنان ونشكره على ما تقوم به الوزارة بتوجيهات القيادة القطرية وتباحثنا في إمكانيات الاستثمار بالفرص المتاحة في لبنان ومناقشتها من كافة الجوانب. وكون دولة قطر هي الحاضنة للبنان أردنا أن تكون قطر أول من يطلع على الفرص الاستثمارية الموجودة في لبنان. ثم عقدنا لقاء مع وزير التجارة والصناعة الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بمهمتي كوزير اقتصاد وتجارة وناقشنا موضوع تفعيل اللجنة القطرية اللبنانية المشتركة واتفقنا على إعادة وضع أطر عمل تفعيل اللجنة خصوصا وأنها تغطي الكثير من المشاريع والأعمال والاتفاقيات المهمة للبنان وتخلق شراكات حيوية وقد أبدى سعادة الوزير اهتماما كبيرا وطلب من فريق عمله متابعة الملف وهذا شيء إيجابي جداً. ثلاث محطات لتوليد الطاقة والتقيت أيضا وزير الدولة لشؤون الطاقة وكان أيضا لقاء مثمرا ومهما وكريما لأن سعادة الوزير لديه اطلاع تام على الملف اللبناني كون دولة قطر تستثمر اليوم من خلال قطر إينرجي في موضوع التنقيب عن النفط والغاز في لبنان بالشراكة مع توتال، وهي موجودة فعلا كمستثمر. وتطرقنا إلى موضوع الطاقة المتجددة حيث زف لنا الوزير خبرا جميلا مفاده أن قطر جاهزة بالشراكة مع توتال لبناء ثلاث محطات كهرباء تعمل على الطاقة الشمسية بطاقة إنتاج توازي 150 ميغاوات من الكهرباء. وهذا خبر يفرح القلب لأن موضوع الطاقة في لبنان أزمة كبيرة تؤثر على الاقتصاد اللبناني بنسبة كبيرة. لأن الطاقة الموجودة في لبنان هي الأعلى كلفة في العالم كسعر كيلو واط خصوصا وأن معظم المصانع والمؤسسات تعمل على المولدات الخاصة، بينما استبدالها بطاقة شمسية نظيفة يخلق نافذة أمل لحل مشكلة الطاقة والكهرباء في لبنان. ونشكر دولة قطر ووزارة الطاقة على هذه المبادرة التي سنتابعها بأدق تفاصيلها حتى نحقق هذا الهدف الذي سيكون له أثر إيجابي كبير على الاقتصاد اللبناني. وكان لنا عدة لقاءات شملت رئيس مجلس الشورى حيث تناول الحديث عن التشريعات والإصلاحات المطلوبة في لبنان والعمل البرلماني المشترك. إلى جانب الاطلاع على الأوضاع والتطورات في لبنان، وكان لهذا اللقاء طابع مهم ويرسل رسالة إيجابية للبنان. عروض وزارة المواصلات واستكملنا اللقاءات بلقاء مع وزير المواصلات الذي فاجأنا بأنه مطلع على موضوع النقل في لبنان أكثر من اللبنانيين أنفسهم وأيضا كان يعلم حاجة لبنان للنقل العام والباصات بشكل دقيق وتقني وما يمكن أن يساعد لبنان ويعود على قطاع النقل بالازدهار. وقد كان هناك مبادرة من الوزير سيعرضها على الحكومة القطرية مستقبلا بموضوع مساعدة لبنان بباصات عادة تستبدلها الوزارة بعد سنوات من الخدمة بباصات جديدة. وهذه الباصات المستخدمة يمكنها أن تخدم قطاع النقل اللبناني في هذه المرحلة التي لا يوجد فيها نقل عام حقيقي في لبنان. وهذه مبادرة مهمة مشكورة قطر عليها وسوف نتابعها. كما طرح الوزير فكرة تقديم الدراسات والمنظومات لتنمية قطاع النقل البري والبحري والجوي والتي أنفقت قطر عليها مبالغ كبيرة، بحيث يتم تقديمها لكي يستفيد منها لبنان ويختصر 50 % من الطريق لتطوير قطاع النقل والبنى التحتية لهذا القطاع وهذه مبادرة مهمة جدا ونشكر سعادة الوزير على هذه المبادرات والأفكار الإيجابية جدا. وكان لنا لقاء مهم أيضا مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي أطلعناه على الأحوال في لبنان وعلى أوضاع دار الإفتاء وكليات العلوم الشرعية والمناهج الدينية الإسلامية وأهمية منع تداعيات الانهيار الاقتصادي على هذه المؤسسات لما لها من دور بارز على المجتمع والأسرة. واتفقنا على ترتيب زيارة قريبا لوزارة الأوقاف في لبنان لتعزيز برامج التعاون. لقد كان البرنامج حافلا ومهما وكانت النتائج مثمرة وإيجابية ستعود بالفائدة على لبنان وستساهم بتعزيز العلاقات بين البلدين. افتتاح الجناح اللبناني في إكسبو برنامج الزيارة شمل أيضا افتتاح الجناح اللبناني في إكسبو... هل يساهم هذا النشاط بنقل صورة إيجابية عن لبنان؟ مما لا شك فيه أن مشاركة لبنان بجناح في إكسبو الدوحة أمر هام للغاية في هذه المرحلة الصعبة، خاصة في ظل عدم قدرة لبنان على تنظيم أنشطة كبرى داخل الدولة رهناً للظروف الاقتصادية والمالية وإمكانية التحرك على هذا المستوى من المعارض والمؤتمرات. وحقيقة، جاء إكسبو الدوحة في وقت مهم جداً للبنان إذ قدّم لنا منصة فريدة من نوعها وبمستوى عالمي، كما أن وجود لبنان جنباً إلى جنب مع أكثر من 80 دولة مشاركة يعطي أملاً للمزارع اللبناني والصانع اللبناني والمبدع والمبتكر ويعطي أملا للاقتصاد اللبناني بشكل عام، لأنه سيستمر حتى نهاية شهر مارس وهذه الفترة الطويلة مناسبة للغاية وتعطي فسحة لعرض منتجاتهم وخدماتهم وإبداعاتهم أمام آلاف الزوار الذين يستطيعون تجربة النكهات اللبنانية وروح الصناعة اللبنانية، خاصة وأننا لمسنا انطباعات الحضور في افتتاح الجناح اللبناني الذين أكدوا أنه أحد أجمل الأجنحة بالمعرض، ونأمل أن يكلل جناحنا في معرض الإكسبو وأن يكون قيمة مضافة لنجاحه على المدى الطويل. تحديات الاقتصاد اللبناني في ظل عدم استقرار الأوضاع في لبنان... كيف تعمل وزارة الاقتصاد ووزيرها في هذه الظروف؟ وما هو الأفق القادم بالنسبة للقطاع الاستثماري والاقتصادي في لبنان؟ حقيقة، وبكل أمانة، أبدأ يوم العمل في الصباح سائلاً الله أن يمنحني القوة والصبر، لما تشهد الدولة من تحديات وصعوبة إدارة ملف وزارة الاقتصاد والتجارة لأنها معنية بكل دقائق وتفاصيل والأوجاع اليومية والحياتية للناس، أبدأ نهاري من مناقشة تسعيرة ربطة الخبز وأنهي يوم العمل في ساعات متأخرة من الليل ونحن نناقش على مستوى كبير البنك الدولي وصندوق النقد على سياسات عامة للبلاد والتشريعية والإصلاحية، وما أدراك ما يمر بين تسعير ربطة الخبز وسياسات البنك الدولي من مسائل متشعبة ومصاعب وملفات تتعلق بحياة اللبنانيين اليومية، وكما ذكرت دولة قطر من الدول التي تقدم الدعم للبنان في عدة مجالات لتحسين الظروف الاجتماعية للمواطنين، وكذلك للجيش اللبناني وعدد كبير من المستفيدين من هذه المساعدات، ونحن نعمل في الوزارة على خلق نوع من الاستقرار في موضوع الأسعار والاستيراد والتصدير والصناعة، ونعمل بشكل وثيق مع كل الوزارات التي تخلق متنفسا ماليا في ظل انهيار القطاع المصرفي الذي يعتبر مشكلة أساسية تجعل من الصعوبة تحسن الوضع الاقتصادي في لبنان لأن حركة المال اليوم في الدولة صعبة من دون القطاع المصرفي، فلا قيام لاقتصاد من دون العمود الفقري المصرفي، نحتاج إلى تشريعات إصلاحية حتى تستقيم الأمور ومكافحة الفساد الذي نحر الاقتصاد والمالية العامة لعقود طويلة، نأمل أن تستمر مسيرة العمل والدعم القائم من كل الدول الداعمة، حتى ننتقل من هذه المرحلة الصعبة إلى موقع مستقر نستطيع من خلاله أن نحرك عجلة الاقتصاد ونفكر في الاستثمارات بقطاعات عديدة فلبنان لديه الكثير ليقدمه، وأكبر ثورة لدينا هي الطاقات البشرية، فلطالما كان لبنان منارة العلم وبه أهم المدارس والجامعات والمستشفيات، ونأمل أن نعيد ترميم وإحياء الأعمدة الرئيسية للاقتصاد اللبناني. تشريعات تستقطب المستثمرين أشرتم إلى قضية التشريعات وثقة المستثمر والمجتمع الدولي في الاقتصاد، وهذا يعتمد في الأساس على وجود تشريعات فعلية تحفظ رأس المال للمستثمر... أين هي هذه الضوابط والتشريعات والقوانين اليوم في الحالة اللبنانية؟ الحكومة اللبنانية الحالية ورثت هذا الثقل أو كما أسميها كرة النار المتراكمة طوال عقود، قد وضعت مسودات للقوانين التي ترفع من الحكومة كمشروع قانون إلى مجلس النواب ويدرس في المجلس تمهيداً إلى إصدار قوانين نهائية، ومنذ عام ونصف العام رفعت الحكومة مشاريع قوانين كانت قد ناقشتها مع صندوق النقد الدولي لكي تكون مدخلا لإنقاذ الاقتصاد اللبناني، هذه النقاشات تتعلق بإعادة هيكلة المصارف وقوانين السيطرة على رأس المال الذي يدير الشأن المالي بين القضاء والمصارف والمودعين وينظم تحويل ونقل الأموال إلى الخارج، إضافة إلى إعادة هيكلة ما يسمى بالسرية المصرفية في لبنان التي استغلت للأسف خلال العقود الماضية في ملفات فساد كثيرة، ولم يستفَد من مفهوم السرية المصرفية لخلق إيجابية أكثر في القطاع المصرفي، وأيضا هناك قوانين معينة تتعلق بالوضع النقدي بشكل عام، ووضع مسار جديد لقوانين النقد والتسليف والتي يبلغ عمر العديد منها أكثر من 50 عاماً وهي للأسف لم تطور أو تحدث ولا تواكب الزمن الذي نعيشه، للأسف المشكلة الكبرى هي أن الفرقاء والأحزاب المؤثرة في لبنان في حالة تناحر وعناد سياسي جعل من الصعب على مجلس النواب إقرار هذه القوانين التي كان يمكن إقرارها خلال 2 إلى 4 أشهر، ففي دول العالم التي مرت بأزمات مشابهة للوضع اللبناني كانت مثل تلك القوانين التي توصف بعضها بالطارئة تصدر خلال 3 أسابيع، وهذا يرجع إلى أن المشكلة في لبنان سياسية أكثر من كونها مشكلة تشريع. لبنان بلد برؤوس كثيرة هذا التناحر الذي أشرت إليه يدفع ثمنه المواطن اللبناني والدولة بشكل عام.. أليس كذلك؟ نعم، بكل تأكيد، فنحن نتحدث هنا عن قوانين وتشريعات في غاية الأهمية، وهذا يمتد إلى ملف رئاسة الجمهورية على سبيل المثال. حقيقة، المشكلة في لبنان أنها بلد برؤوس كثيرة، والقرار ليس قراراً واحداً للدولة، وهذه نتيجة تراكمات طويلة الأمد نتيجة الحرب اللبنانية وما بعدها. إعادة أموال المودعين بالنسبة إلى أزمة أموال المودعين.. ما هو أفق علاج هذه الأزمة التي من خلال حلها يمكن بناء النهضة الاقتصادية والصناعية واستقطاب المستثمرين؟ إن أي خارطة طريق عليها أن تتكلل أولاً بإعادة انتظام علم المؤسسات الدستورية، فلا مجال للتحدث عن تشريعات وقوانين من دون وجود مؤسسات دستورية وقيادات فاعلة، فاليوم رأس السلطة الدستورية غير موجود، ورأس السلطة النقدية بالإنابة غير أصيل، وبعد أقل من شهر رأس السلطة الأمنية الجيش ما زال في مهب الريح، ولا قيام لبلد من غير الاتفاق على هذه القيادات الثلاث، الدول الشقيقة والصديقة تقول لنا إنه لكي تستعيدوا الثقة ابدأوا بإحياء المؤسسات، فحتى الآن كل القيادات موجودة بالإنابة حتى أن حكومتنا هي لتصريف الأعمال، ولنفترض أننا بدأنا في تفعيل المؤسسات الدستورية مثل أن يتم الاتفاق على رئيس جمهورية وحاكم لمصرف لبنان وقائد للجيش، وكلهم الأصالة مع حكومة جديدة، من بعدها تبدأ مرحلة الاهتمام بالمضمون من خلال تنفيذ كافة التشريعات الموجودة في مجلس النواب وتصدر قوانين تنظم الشأن القضائي والاقتصادي والمالي وتعيد الحياة للقطاع المصرفي لإيصال رسالة إيجابية للدولة الداعمة، ودعني أؤكد هنا على أهمية القضاء اللبناني، فاليوم أي مستثمر يريد أن يشعر بالأمان لأمواله واستثماراته من خلال قضاء عادل ومستقل يحل أي نزاع مالي أو تجاري يتعرض له، إضافة إلى تأسيس نظام مالي وقوانين واضحة وصريحة وشفافة وحماية قانونية لا تتأثر بأي تدخلات سياسية. فالوضع الحالي فيما يخص القضاء اللبناني الذي مر بظروف صعبة أثبتت التجارب أنه لا يعكس الثقة. وهناك أيضا قانون جديد لاستقلالية القضاء اللبناني ووضع إطار جديد لعمله، ومن دون هذه العوامل الأساسية، فلن يتم تحقيق أي نتيجة، وأؤكد لك أنه إذا تم تفعيل هذه العوامل الأساسية فلن يتبقى سوى تفاصيل يمكن حلها. استعادة ثقة المستثمر اللبناني هل هناك معالجات فعلية لمشكلات التضخم والعملة والتحويلات والودائع، والتي يعاني منها المواطن اللبناني قبل المستثمر الأجنبي؟ أتفق معك، وأشكرك على لفت النظر إلى هذا الأمر، لأنه يجب علينا قبل أن نطالب بثقة المستثمر الأجنبي أن نستعيد ثقة المواطن اللبناني، ولك أن تتخيل أنني سمعت من جالياتنا في قطر أن الموظفين اللبنانيين لن يحولوا أموالهم إلى لبنان لا اليوم ولا بعد 10 سنوات مقبلة، وهذه خسارة كبيرة للاقتصاد اللبناني، فالمواطن إذا لم يثق في القطاع المصرفي لن يحول أي أموال إلى الداخل، لذلك فإن استعادة ثقة المواطن هي أول مرحلة في إعادة الأمور إلى نصابها. من المهم من أجل حل هذه الأمور وجود حس وطني، لأن الحس الوطني حالياً مفقود عند الأغلبية، ولا وجود لرؤى، فاليوم إذا لم يكن هناك اتفاق بين الفرقاء في هذا البلد الصغير فلن يتم إنقاذ الوضع في لبنان، لذلك نقول إن البداية هي وجود الحس الوطني الذي يجمع الأطراف تمهيداً لإيجاد الحلول. وأذكر أنه في افتتاح الجناح اللبناني بإكسبو الدوحة، قال أحد الأشخاص في كلمته إن لبنان يصدر العلم والطاقات والكفاءات البشرية التي طورت الاقتصادات والصناعات والهندسة في بعض الدول، وأضيف على ذلك أنني عندما كنت أعيش في أمريكا كان يقال لي إن أهم العلماء في ناسا من بينهم لبنانيون، ولديَّ كل الثقة في أننا إذا عملنا بحس وطني وجمعنا كل الإمكانيات والإرادات لن يكون هناك أهم من اللبنانيين أنفسهم للمساعدة في الخروج من هذه الأزمة، ونحن نعلم أن هذه هي الثروة الوحيدة التي لا يستطيع أحد أخذها منّا. الحل الجذري لمشكلة الودائع بالعودة إلى مشكلة الودائع، هناك العديد من الأحاديث التي جعلت الناس يفقدون البوصلة للوصول إلى الحل، وأنا أقول إن الموضوع بسيط للغاية، الموضوع يبدأ باعتراف الدولة اللبنانية بأنها هي المسؤولة، لأننا اليوم في القطاع المصرفي لديك مصرف لبنان ولديك الدولة، فكان المصرف يقول إن الحكومة أخذت الأموال، والقطاع الخاص يقول إن مصرف لبنان والدولة أجبرونا على إيداع الأموال وفي الأخير أخذوها، وبالتالي يتصرف كل طرف كأنها ليست مشكلته، وهنا أؤكد أن الحل يبدأ من تحديد المسؤوليات والاعتراف بالخسارة والسرقة، يجب أن تعترف الدولة بأنها هي الوصية على الأموال وتحدد قيمتها وتقول إنها تحفظ الودائع وسوف تعيدها للمودعين، وألا تكتفي بانتظار الحلول من مصرف لبنان، فهي الوصية على الدولة، وأنا أقول إن هناك شراكة في المؤامرة المالية بين القطاع الخاص المصرفي وبين مصرف لبنان والدولة، لذلك كما قلت يجب تحديد المسؤوليات، ومن يجب عليه وضع الحل وخارطة الطريق هي الدولة اللبنانية، حينها سيتقبل المودع اللبناني الأمر، كما أن المودع الأجنبي سيعرف أنه مهما تأخر تحصيل أمواله سيحصل عليها بعد فترة معينة، عكس ما هو حاصل الآن. لا وقت للعناد السياسي بذكر الأحداث في غزة.. ألا تعيد التفكير لدى صانع القرار اللبناني لأن هذه الأحداث الجسام المحيطة بلبنان تدفع بإيجاد كيان مستقر تتوفر فيه كل مقومات الدولة الفعلية؟ سؤالك وضع الأصبع على الجرح، فحقيقة، ما يحدث في غزة يجب أن يكون محفزا طارئا لترتيب البيت الداخلي اللبناني على وجه السرعة لتحصين الوطن مما قد يأتي، لأن جنوب لبنان هو قطعة من الوطن وهو في حالة حرب مما يعني أن لبنان في حرب، وبالتالي ليس لدينا ترف الوقت للعناد السياسي، وعلينا التحرك سريعاً لإيجاد الحلول. تحية كبيرة لدولة قطر كيف تنظرون إلى نجاح الدبلوماسية القطرية في إنجاز اتفاق الهدنة في غزة؟ دعني أنتهز هذه الفرصة وأوجه عبر منصتكم تحية كبيرة لدولة قطر، أميراً وحكومة وشعباً، للتحرك السريع لخلق حل للأزمة في غزة وتحقيق الهدنة المطلوبة وملف الأسرى الذي نأمل أن يتم تطبيقه بشكل ناجح. كما أنه بالتوازي مع جهودها في الملف الفلسطيني فإن دولة قطر قائمة وعاملة على الملف اللبناني، فاللجنة الخماسية تقوم بأعمالها ونحن بزيارتنا إلى الدوحة لمسنا أن قطر ملتزمة بشكل كامل بإنهاء الملف اللبناني بشكل ناجح ولن تترك لبنان أبداً. نحن نعلم أن الأنظار جميعها تتجه نحو غزة، لكن ما لمسته أنه لن تنتظر قطر إلى ما بعد انتهاء الأزمة في غزة والتي قد تمتد لشهور بكل أسف، حيث تتابع قطر الملف اللبناني يوماً بيوم وأنا على ثقة بأنها ستجد حلاً كما وجه في السابق في الشأن اللبناني. تأييد مطلق لـ «الدوحة 2» هل تؤيدون الذهاب إلى «اتفاق الدوحة 2» بعد تجربة عام 2008؟ بالتأكيد نؤيد الذهاب إلى مؤتمر حوار وطني في الدوحة، لأن الدوحة حلَّت الأمور وهي قادرة على جمع جميع القوى والأحزاب اللبنانية وقادرة على إقناعهم بالحل. نعلم أن الحل يكون في اتفاق الفرقاء في الداخل لكن طالما تعذر اتفاقهم في الداخل فأنا مع التوجه إلى الدوحة وأنا أعتقد أن الحل في الدوحة. الفراغ في قيادة الجيش أشرتم إلى أن منصب قائد الجيش قد يكون شاغراً بعد فترة قصيرة.. كيف ترون أفق معالجة هذه المشكلة لتحقيق الاستقرار في هذه المؤسسة العسكرية؟ هذا الموضوع دستوري بامتياز ويحتاج إلى تعديل قوانين وغيرها، لكن بالمنطق الإستراتيجي والطبيعي للأمور الأمنية نحن اليوم في حالة حرب ولديك قائد للجيش في هذا المنصب منذ سنوات طويلة ويدير الملف العسكري، فهل هذا هو الوقت المناسب للتغيير؟ المشكلة هنا ليست في التغيير، حيث يوجد العديد من الكفاءات التي تستطيع تسلم قيادة الجيش، لكننا نرى أنه ليس من التفكير المنطقي السليم التغيير في رأس المؤسسة العسكرية في وسط حالة الحرب. الآمال معقودة على قطر ما الذي تأملونه في ختام زيارتكم إلى الدوحة سواء كان اقتصادياً أو سياسياً؟ وما هي الآمال المعقودة على الدور القطري خلال المرحلة المقبلة؟ أنا دوماً أرفع شعار الشراكات الناجحة، وأعتقد أن المسار يسير إلى الأمام مع دولة قطر لما تكنّه دولة قطر من محبة وثقة للبنان وشعبها، فنحن جئنا إلى هنا برسالة عنوانها الشراكة الناجحة، ونود أن نعمل مع دولة قطر والقطاع الخاص القطري لأن تكون هناك شراكات ناجحة بين الطرفين يستفيد منها لبنان وقطر في شتى القطاعات والمجالات وتمثل قيمة مضافة إلى البلدين وهذا بالطبع تكلل في اجتماعات مهمة مع القطاع الخاص وأكبر رجال الأعمال في الدوحة، لذلك هذا هو الهدف الذي نطمح إليه من هذه الزيارة، وكلنا ثقة في أن الشراكة القطرية أساسية ومركزية في المرحلة المقبلة لخروج لبنان من أزمته.

1808

| 27 نوفمبر 2023

محليات alsharq
د. مصطفى سواق المدير العام للشبكة: قطر لا تتدخل مطلقاً في عمل الجزيرة

** قطر لم تتدخل في عمل الجزيرة مطلقاً طوال مسيرتها ** صمود قطر ضد تحديات الجزيرة أدى لاستمرار الجزيرة إلى يومنا ** نعتمد على نقل الحقيقة كاملة في تغطيتنا للعدوان على غزة ** لا نبيض وجه «الإسرائيليين» واستضافتنا لهم لكشف حقيقتهم أمام المشاهدين ** اتهامنا بالإرهاب ترهيب للجزيرة وخدمة لأغراض خاصة ** جرأة الجزيرة المهنية جعلت الشعوب العربية تلتصق بالشاشة ** الجزيرة تبث ما لا تبثه القنوات الغربية ** الجماهير العربية داعمة للجزيرة بشكل منقطع النظير ** نحن إعلام ولسنا دولة أو مؤسسة إسلامية أو صهيونية أو أمريكية ** رغم كل التحديات.. الجزيرة وقفت صامدة على مبادئها ** الجزيرة ليست مسؤولة عن الربيع العربي أو تداعياته ** ليس من مهام الجزيرة أن تصنع أحداثًا غير وظيفتها الإعلامية ** لا نمانع في لقاء بشار الأسد وفق حوار حقيقي وجاد نرحب بـ «جزر» أخرى تنافس الجزيرة لخدمة الشعوب ** نقدم للشعوب محتوى إعلامياً متميزاً بمضمون لا ينحرف عن الحقيقة ** غير مطروح حالياً أن يحل «الروبوت» محل المذيع البشري بلغ الأمريكيون درجة من الغيظ والغضب تجاه الجزيرة جعلتهم يقصفون مكتبنا في كابول ويقتلون مراسلنا في العراق ** الرئيس مبارك أول من أطلق على الجزيرة مسمى «علبة الكبريت» عندما زار مبناها الصغير ** شهادة للتاريخ.. الجزيرة استمرت بفضل رفض الأمير الوالد كافة الضغوط لإغلاقها ** نتمسك بـ «الرأي والرأي الآخر» وفق قيم الجزيرة ** الجزيرة نجحت في مشاريعها.. ولدينا الجديد ** هناك ملايين من المشاهدين للقناة الإخبارية العربية في أمريكا وأوروبا ** الإعلام الحر في عالمنا العربي يواجه التحديات ويتعرض للاتهامات ** التحديات بلغت أوجها عندما طالبت حكومات عربية بإغلاق قناة الجزيرة ** جورج بوش كان يتحدث عن الجزيرة ويصفها بأنها «قناة الإرهابيين» ** جرأة الجزيرة في بث الأخبار وأسلوبها في التغطية جذبا الشعوب العربية قبل 27 عاماً، انطلقت قناة الجزيرة، من العاصمة الدوحة، وتحديداً يوم الجمعة، الأول من نوفمبر عام 1996، لتصبح أول قناة إخبارية عربية مستقلة، لتشكل وعي المواطن العربي، والذي لم يكن يشاهد أمامه وقتها سوى رأي أحادي فقط. ومنذ بدايات النشأة، وإلى اليوم، والجزيرة ترفع شعارها الأشهر «الرأي والرأي الآخر»، لتودع بذلك مرحلة من مراحل الإعلام العربي، ظل فيها صوت الإعلام الرسمي سائداً، مع غياب الرأي الآخر، لتفتح الجزيرة من خلال إطلالتها آفاقًا جديدة، في عالم الإعلام، بنقل الحقيقة الكاملة إلى المشاهد، دون نقصان. وعلى خلفية التزامها بالقيم المهنية، والمبادئ الأخلاقية، فقد تعرضت الجزيرة لتحديات جمة، فقدت على إثرها العديد من صحفييها، بين قتيل وجريح وموقوف، فضلاً عن حالات غلق مكاتبها في بعض الدول، وممارسة انتهاكات صحفية ضد حريات طواقمها. غير أن الجزيرة، وعلى مدى كل هذه السنوات، وقفت صامدة راسخة على مبادئها المهنية والأخلاقية، لا تحيد عنها قيد أنملة، مستمدة صمودها هذا من رفض دولة قطر لجميع الضغوط والتحديات التي واجهتها، بسبب مهنية الجزيرة، دون تدخل أو توجيه في بوصلتها الإعلامية. ونتيجة لمهنيتها، والتي فاجأت بها الإعلام العربي في بواكير نشأتها، فقد وصفها البعض بأنها «علبة كبريت»، ظنًا منهم بأنها تشعل صراعات ونزاعات مختلفة، ليتحقق للجميع بعد ذلك صدق الهدف الذي انطلقت من أجله، وهو نقل الحقيقة كاملة، بكل ما تحمله الصورة، وما يتضمنه الخبر، دون إغفال الوقوف على ما وراء الخبر، وتحليله بشكل كامل من مختلف الزوايا، ما جعلها أعظم شبكة إعلامية يشار إليها بالبنان. هذه الحالة الفريدة في مجال الإعلام، جعلت من الجزيرة «ظاهرة»، كما وصفها كثير من الباحثين والدارسين والإعلاميين، عندما جعلوها نقطة تحول في مسار الإعلام العربي والعالمي، فأخضعتها المؤسسات الأكاديمية المختلفة للدراسة، والوقوف على ما أصبحت تتمتع به من «تأثير» قوي ليس في المجال الإعلامي فحسب، وإنما في السياسة والعلاقات الدولية. واليوم، والجزيرة على أعتاب عامها الثامن والعشرين، تستحضر الشرق، بواكير النشأة، ومراحل التطور، من خلال جولة في صروح ونوافذ شبكة الجزيرة المختلفة، لترصد للقارئ عبر عدة حلقات ، كيف كانت البداية، وما شهدته من تطور، أصبح يشار إليه بالبنان، وأبرز مراحل التحول. وفي هذه الحلقة، تلتقي الشرق، الدكتور مصطفى سواق، المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة، ليتحدث عن بدايات النشأة، وطبيعة الضغوط التي واجهتها الجزيرة في مهدها، وما إذا كانت هناك تدخلات من دولة قطر في توجيه الجزيرة، بما يخدم مصالحها، وخاصة الخارجية. غير أن د.مصطفى سواق، يؤكد أن قطر ومنذ انطلاق الجزيرة، تعرضت لقدر هائل من الضغوط لإغلاق الجزيرة، ورغم ذلك لم تدخل يومًا ما في توجيه الجزيرة بأي شكل من الأشكال، أو محاولة فرض أي إملاء عليها. ولم يغفل الحوار، الوقوف عند سر استمرار الجزيرة كل هذه السنوات، بكل ما تتمتع به من جرأة ومهنية، علاوة على تناول أبرز ما تعرضت له الجزيرة من اتهامات، فضلاً عن التعرف على معايير تغطيتها للعدوان على غزة، وما إذا كانت صانعة للحدث، أم ناقلة للخبر، وتحليل جوانبه من كافة الجوانب، إلى غير ذلك من تساؤلات ظلت تطارد الجزيرة منذ أكثر من ربع قرن، وإلى اليوم. فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. نستذكر اليوم 27 عاماً من مسيرة غير تقليدية للجزيرة، فما قراءتكم لهذه المرحلة، طوال هذه المدة، وأبرز المحطات التي مرت بها؟ بداية، أود توجيه الشكر لـ الشرق على استضافتها، كما أوجه لها التحية والتهنئة على تطورها الدائم وما تقدمه للإعلام العربي، مما تفخر به الجريدة، وما تفخر به دولة قطر. وعودة للإجابة عن السؤال، فإن الذين فكروا في إنشاء الجزيرة - وهذا ما سمعته من بعضهم- لم يكونوا يتصورون، ولا حتى في أحلامهم، أن الجزيرة ستصبح ظاهرة، وهي ظاهرة حتمًا، تجاوزت كل التوقعات، لأنها وقت ظهورها، لم يكن يُرى في العالم العربي غير إعلام يمثل بوقًا للسلطة، والدعاية لها بالدرجة الأولى، وكذلك الهتاف للحكام، ونشر ما تريده السلطات أن تنشره، سواء كانت حقائق في صالح السلطة، أو أكاذيب تريد أن تخفي بها الحقائق عن الشعوب. غير أنه كانت هناك بعض الاستثناءات - وإن كانت بسيطة - وبدت خجولة، ولذلك عندما انطلقت الجزيرة لم يكن أحد يفكر في أنها ستكون كما كانت منذ أول يوم، وإلى اليوم، إذ كان البعض يتوقع أن يكون الافتتاح بظهور حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى على شاشتها، وإذا بالخبر الأول يكون عن قضية مهمة، وبالتالي كان الاهتمام بالموضوع، هو المعيار الأساسي في عرضه للجمهور. وكانت هذه إشارة إلى ما ستكون عليه الجزيرة، وهذا الذي حدث بعد ذلك، ليأتي السؤال: كيف تطورت الجزيرة كل هذه السنوات، حيث بدأت بساعات قليلة، لتصبح قناة تبث 24 ساعة دون انقطاع، وفي أغلب الحالات دون إعادة للبرامج، إلا في حالات بسيطة، كانت بحاجة إلى إعادة، ولذلك كانت المادة التي يتم بثها عادة، مادة أصيلة بالدرجة الأولى. كما أن الجرأة التي ظهرت بها الجزيرة في بث الأخبار وتصويرها والطريقة التي تصاغ بها، وما تقدمه من صور، فضلاً عن إبرازها للعلاقة المهنية بين الصورة والنص، وجرأة تناولها لما كان محظوراً قبل ذلك، كل هذا جعل الشعوب العربية تلتصق بالشاشة، من أجل مشاهدة الجزيرة. هذا ما عرفناه، ولم يكن ذلك قائماً في العالم العربي فقط، بل وصل الحال إلى العرب المقيمين خارج العالم العربي، ولا تزال لدينا الآن جماهير واسعة للغاية، في أمريكا وأوروبا، حيث هناك الملايين يشاهدون القناة الإخبارية العربية، فضلاً عن مشاهدتهم لاحقًا للقناة الإنجليزية، وما ظهر كذلك من منتجات للقطاع الرقمي. إذن، هذه الظاهرة فاجأت العالم العربي أولاً، ثم بعد ذلك فاجأت الغرب، وخاصة مع ظهور القضايا المتعلقة بأفغانستان والعراق، وتناول الجزيرة لهذه القضايا، وعندها بدأ الغرب يعرف عن الجزيرة ما لم يكن يعرفه عنها سابقًا، بعدما كان يسمع عنها فقط، قبل ذلك، حتى أصبحت القنوات الدولية تنقل عن الجزيرة، وفي الوقت نفسه تهاجمها، إذ كانت الجزيرة تبث ما لا تبثه القنوات الغربية. أي أن جرأة الجزيرة، كانت تتجاوز بكثير جرأة القنوات الغربية، كما تجاوزت مهنية الجزيرة مهنية المؤسسات الغربية، التي كانت تحمل لواء الإعلام، وهذا كله أعطى دفعة قوية للجزيرة، وكذلك للعاملين فيها، وهو ما جعلنا في تحدٍ بأن نتجاوز أنفسنا، وليس فقط الآخرين، وحينها أصبحت المنافسة مع الذات. وأتذكر أنه أثناء عملي في مكتبنا في لندن، كان الصحفيون والمواطنون الغربيون يطلبون ترجمة ما تبثه القناة الإخبارية إلى اللغة الإنجليزية، حتى يتمكنوا من متابعتها، في الوقت الذي لم يكونوا يطلبون فيه إنشاء قناة إنجليزية، بقدر مطالبتهم بترجمة ما تبثه القناة العربية. ظاهرة الجزيرة مع إشارتكم إلى أن الجزيرة ظاهرة، فإن الظواهر عادة لا تستمر طويلًا، ورغم ذلك استطاعت الجزيرة الاستمرار، وأحدثت تحولاً، حتى أحدثت ما يوصف بانقلاب في الإعلام العربي، وعلى إثر ذلك واجهت تحديات الاستمرار على مدى 27 عاما، فما أبرز هذه التحديات؟ كانت هناك تحديات من العالم العربي، وكذلك تحديات أخرى من بقية العالم، ففي العالم العربي تم إغلاق مكاتب الجزيرة، ومطاردة صحفييها، وكذلك حرمانهم من الحصول على بطاقات الاعتماد للعمل، رغم الموافقات المسبقة، بل وسجنهم لفترات طويلة، وفي بعض الأحيان قتلهم. ولا شك أن الإعلام الحر دائمًا يواجه مثل هذه التحديات في العالم العربي، والتي بلغت أوجها، عندما قامت بعض الحكومات العربية بمطالبة دولة قطر بإغلاق قناة الجزيرة. أما الذي جعل الجزيرة تستمر كل هذه السنوات، فهي تلك المواقف الشجاعة لدولة قطر، ولصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والذي رفض كافة الضغوط لإغلاق الجزيرة، ما جعل الجزيرة تصمد أمام كل تلك الضغوط الهائلة. وأنا عادة لا أمتدح السلطات مهما كانت، حتى لو كانت السلطة القطرية، غير أننا في هذه الحالة أمام قضية تاريخية، وليس في ذلك مديح، لأننا أمام حقيقة قائمة بالفعل. ولذلك، لو لم يكن هذا الصمود من جانب دولة قطر، وتلك الشجاعة التي قوبلت بها هذه التحديات، لربما أُغلقت الجزيرة في بداياتها، إلا أن الجزيرة استمرت. كما كانت الجماهير العربية داعمة للجزيرة بشكل منقطع النظير. وهنا أشير إلى أن الصحفي الذي يعمل في الجزيرة في أي بلد عربي، يواجه بمثل هذه التحديات، وعندما يأتي إلى قطر للإقامة فيها، فإنه يجد فيها الأمان. وحقيقة لم تتخل الجزيرة في أي يوم من الأيام عن أي من إعلامييها، مهما حدث، وفي حالات كثيرة، عندما قُتل بعض صحفيي الجزيرة، أو سجنوا، قامت الجزيرة بالعناية الكاملة بعائلاتهم، طوال المدة، دون تأخر، ودون أي تردد. أما في غير العالم العربي، فنحن نعرف كيف كان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، يتحدث عن الجزيرة، ويصفها بأنها «قناة الإرهابيين»، لدرجة أنه في اجتماعه في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، يبدو أن هناك من اقترح قصف الجزيرة، للانتهاء من هذا الصداع، والغريب أن وزير الدفاع الأمريكي الأسبق رامسفيلد - والذي كان أحد منتقدي الجزيرة علنًا في الاجتماعات- أجرى فيما بعد عدة مقابلات مع الجزيرة، يمدحها، ويقول إن عملها جيد. لذلك، يتضح أن مثل هذه المواقف كانت ترتبط بمصالح آنية، لأن الجزيرة كانت تفضح ما كان يقوم به الأمريكيون، في الوقت الذي كانت تقدم فيه القنوات الأمريكية تغطياتها تجاه ما يجري في العراق وأفغانستان، وربما في أماكن أخرى، من فوق الدبابة الأمريكية، بما يخدم فقط وجهة النظر الأمريكية، لتثبت للعالم هذه القدرات الهائلة من التكنولوجيا الحربية، النابعة من أموال دافعي الضرائب، للتأكيد على أن أموالهم وُضعت في المكان الصحيح. غير أن هذه القنوات لم تقدم ما كان يحدث من دمار ضد البشر العاديين، وليس ضد العسكريين، وكانت الجزيرة في المقابل، تقدم الصورة الكاملة لما كان يحدث من دمار وقتل للنساء وتدمير للمباني، ووقوعها فوق رؤوس أهلها. لذلك، بلغ الأمريكيون درجة من الغيظ والغضب تجاه الجزيرة، فقصفوا مكتبنا في كابول، وقتلوا مراسل الجزيرة في العراق، طارق أيوب، رحمه الله، وجرحوا بعض الناس، علاوة على قتل آخرين من موظفي الجزيرة، وهكذا. وأمام كل هذه التحديات وقفت الجزيرة صامدة على مبادئها، الأمر الذي زادها قوةً وصلابةً، خاصة بعدما توسعت ببث قنوات أخرى، والآن مع القطاع الرقمي. صُنع التاريخ لذلك، هناك من يرى أن الجزيرة لم تعد تغطي الخبر، ولكنها تصنعه، وشريكة في صنع التاريخ بالمنطقة العربي، فما تعليقكم على ذلك؟ إذا كان السؤال يقصد حديث الإعلام العالمي عن الجزيرة، وبالتالي تصبح الجزيرة خبراً، فهذا صحيح، أما إذا كان السؤال يقصد أن الجزيرة تصنع الخبر، وكأنها تصنع الحدث خارج نطاق وظيفتها الإعلامية، فإن هذا كلام ليس له أساس، لأن الجزيرة ليس من مهامها أن تصنع أحداثًا غير وظيفتها الإعلامية. الربيع العربي لكن الجزيرة، تُتهم بأنها ساهمت في اندلاع ثورات الربيع العربي، وأنها من حركت الشعوب، وأنها من تدير «هذه الشعوب»، فما تعليقكم على ذلك؟ من يردد مثل هذا الكلام بالمعنى العام، يستهين بالمواطن العربي، وكذلك يستهين بالوعي العربي، وبتلك الملايين من الجماهير التي خرجت صادقة لتغيير الوضع السياسي المتردي في العالم العربي. غير أننا عندما نتحدث عن الحدث، فإن هذا موضوع آخر، إذ لم نكن نعلم ماذا سيحدث بعد الثورات، كما لم يعلم بذلك الذين قاموا بها بالأساس، إذ إن ما حدث كان تدميرًا لحلم الثورات العربية، خدمة لمصالح أخرى. وأرى أنها لخدمة مصالح أمريكية و «إسرائيلية». لأن بقاء بعض السلطات في العالم العربي على ما هي عليه، هي خدمة لهذه المصالح الأجنبية، ولا علاقة لها بخدمة العرب. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. هل كان للجزيرة دور في استمرار الاحتجاجات التي كانت قائمة؟ الإجابة بالنفي قطعًا، إذ كانت الجزيرة تبث ما يجري، وفي الوقت الذي كانت فيه منبراً للمتحمسين للثورة والحراك، فإنها قدمت أوقاتًا متساوية أيضاً للمسؤولين من سياسيين وعسكريين، وغيرهم. من هنا، فإن الجزيرة، عرضت وجهات النظر المختلفة، وقدمت الوقائع كما هي، ولا ينبغي تحميلها أي مسؤولية تجاه أي تداعيات، فلسنا مسؤولين عما يحدث، لأننا مسؤولون فقط عما نقدمه من حدث، والذي يتم تقديمه بصورة دقيقة، ووضعه في سياقه عن طريق المحللين، والتقارير الأخرى. موقف قطر على ذكر حديثكم عن الاحتجاجات التي وردت إلى قطر لإغلاق الجزيرة، سبق أن صرح أحد المسؤولين القطريين بأن الجزيرة شكلت صداعًا لدولة قطر، كما شكلت ضغطًا على السياسة القطرية.. السؤال هنا: ألم تتدخل قطر في سياسات الجزيرة أو توجيهها ؟ هذا سؤال مهم للغاية.. وقبل الإجابة عنه، أذكر أنني بدأت العمل مع الجزيرة عام 2002، وقبل أن أكون مديراً عاما لشبكة الجزيرة الإعلامية منذ العام 2014، عملت في عدة مواقع مختلفة بالشبكة.. وهنا أقول - وهذه شهادة للتاريخ وأتحدى أياً من كان أن يخالفها- أنه لم يتدخل أحد من المسؤولين في عملنا، فلم يتصل أي مسؤول قطري، ليقول لي، افعل أو لا تفعل، طوال كل هذه السنوات. كما أؤكد أنه ليست هناك أية تدخلات من أي طرف أو من أي جهة.. وكثير من الصحفيين الأجانب يأتوننا بالمئات، ويسألوننا هذا السؤال.. ودائمًا أقول لهم، ما ذكرته، وأزيد عليه بالقول لهم: إنني أعلم أنكم تشكون في ذلك، لأنه من الصعب أن يتصور البعض أن دولة تنفق كل هذه الأموال، وتواجه كل هذه التحديات والضغوط، ومع ذلك لا تطلب خدمة مقابل ذلك. «أجندة» الجزيرة هذا هو السؤال: إن الجزيرة تنفذ «أجندة» دولة قطر، وهذا ما يقال عنها في الخارج، فما تعليقكم؟ يتردد هذا الكلام بالفعل، غير أن من يردده لا يشاهد الجزيرة، وقد يردده عن طريق السمع، أو من بعيد، أو لغرض في نفسه، فأمثال هؤلاء مغرضون، يستهدفون نقد الجزيرة بالدرجة الأولى، دون أن يشغلهم ما نفعل أو ما ننقله، فهؤلاء لن يرضوا عن الجزيرة، مهما فعلت. وأتذكر، هنا أن أحد المسؤولين الغربيين زارنا ضمن وفد، وقال: أنتم تفعلون ما تمليه عليكم الدبلوماسية القطرية، باعتبار أن القضايا الدولية ترتبط بوزارة الخارجية، وحينها طالبته بتقديم مثال على ذلك، فنقل تغطيتنا لسوريا. قائلاً: إن ذلك يتطابق مع سياسة قطر الخارجية، وحينها قلت له: هل تعلم أننا طُردنا من دمشق، وأن مكتبنا أُغلق هناك، وتعرض صحفيونا لخطر الموت، قبل أن تعلن قطر عن أي مواقف تجاه الثورة السورية، بل وكانت العلاقة بين البلدين طيبة للغاية، في الوقت الذي كنا فيه مطاردين، كوننا نقدم ما يجري في الميدان.. كما قلت لهذا الوفد آنذاك: إننا نرسل رسائل لوزارة الإعلام السورية نطالبها بالسماح لنا بدخول دمشق للتغطية، غير أن طلبنا يقابل بعدم الرد، أو إرسال إشارات مع آخرين، بأننا غير مرغوب فينا. لقاء بشار الأسد ولو سمحت لكم السلطات السورية بالعمل في دمشق، فهل يمكن أن تقوموا بالتغطية من هناك؟ لاشك في ذلك. ..وهل يمكن أن تقوموا بلقاء بشار الأسد؟ اللقاء مع بشار الأسد أو عدم اللقاء به، هذه قضية أخرى، إذ إن اللقاء به، يطرح سؤالاً: هل اللقاء لطرح الأسئلة عليه مهما كانت، أو أننا نلتقيه لنعطيه منصة يخطب فيها، وإذا كانت رغبته في أن نكون منصة له للدعاية، فهذا مرفوض من جانبنا، أما إذا كان اللقاء سيكون منصة لحوار حقيقي وجاد، فليس لدينا مانع في ذلك. وهل أنتم جاهزون لذلك؟ بالطبع، جاهزون لذلك، إذ سبق أن التقينا مع غيره، مثل «بنيامين نتنياهو»، رئيس الوزراء «الإسرائيلي» في فترة سابقة. «تبييض وجه الصهاينة» على ذكر «نتنياهو»، هناك من يقول إن الجزيرة تمنح الصهاينة منصة للحديث، وتسمح لهم بالدخول إلى المنافذ والبيوت العربية، ألا يشكل ذلك تبييضًا لوجه الصهاينة بشأن الجرائم التي يرتكبونها؟ ما رأيكم في أن العكس هو الذي يحدث، فعندما نقدم المجرم يتحدث بصوته ويعرض جرائمه، فهل هذا يبيضه أم يسوده؟ فالعرب لديهم عشرات السنين، وهم يخفون الحقائق عن شعوبهم فيما يتعلق بـ «إسرائيل»، وما يتعلق كذلك بجهات أخرى غيرها. والشعوب وصلت إلى درجة لا تصدق فيها ما تقوله الدعاية الإعلامية العربية، ولذلك، فإننا عندما نقدم أمثال هؤلاء ليتحدثوا بلسانهم، وعن إبادة غزة، ونبرز للمشاهد ما يحدث بالصوت والصورة ما يدور هناك، فإن ذلك لا يعد أبدًا دعاية لـ «إسرائيل». وأعتقد أن الجزيرة قدمت خدمة كبيرة للعالم العربي ولشعوبه، بتقديمها لأمثال هؤلاء المسؤولين، وغيرهم، وفي كثير من الحالات نرى أمثال هؤلاء يعلنون العداء للعرب والمسلمين، ليرى المشاهد وجوههم الحقيقية. وشخصيًا، لا أعتبر أن تقديم قادة «حماس» والأعمال التي تقوم بها، دعاية للحركة، وذلك لأننا مؤسسة إعلامية تسعى إلى تقديم الصورة الكاملة، وكذلك تقديم كافة المواضيع والقضايا كما هي، وعلى المشاهد أن يكون لديه من الوعي ما يكفي ليميز الحق من الباطل. الإعلام الحق ربما يدفعنا هذا إلى السؤال: من أنتم.. فالبعض اتهمكم بأنكم مؤسسة إسلامية، والبعض الآخر اتهمكم بأنكم مؤسسة صهيونية، إلى غير ذلك من اتهامات، فما هو الوصف الملائم للجزيرة؟ نحن مؤسسة إعلامية. لسنا مؤسسة إسلامية، ولسنا مؤسسة صهيونية أو أمريكية. ولذلك فإن مثل هذه الاتهامات لا أساس لها من الواقع أو الصحة. فنحن مؤسسة إعلامية تنطلق من العالم العربي، وبالتالي فجذورها عربية في وسط إسلامي، ولدينا هذه الثقافة الإسلامية، ونريد أن يرانا العالم من خلال هذا المنظور، حتى يفهم الجميع العالم العربي، وهذا لغير العرب والمسلمين. أما من كان يقول سابقًا من العرب والمسلمين، بأننا من صناعة «الموساد»، أو أننا تابعون للمخابرات الأمريكية، أو أننا مؤسسة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، أو أننا مؤسسة وهابية، فإن من يردد مثل هذا الكلام لا يفهم معنى الإعلام الحق. وهنا، أتذكر ما سبق أن قالته هيلاري كلينتون في الكونجرس، عندما كانت وزيرة للخارجية الأمريكية آنذاك، بأنه لا يوجد إعلام في أمريكا، وأن الناس يشاهدون الجزيرة، لأنها تقدم المعلومات والأخبار الحقيقية، وأنها قناة لا تعبث. من هنا، فإن هذه هي المؤسسة الإعلامية الحقة. ولذلك أتمنى أن يكون في العالم العربي عشرات بل ومئات المؤسسات الإعلامية، مثل الجزيرة. «علبة الكبريت» على ذكر «هيلاري كلينتون»، فإنه نُقل عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، رحمه الله، وصفه للجزيرة بأنها مثل «علبة الكبريت» التي أشعلت العالم كله، فما مدى انطباق هذا الوصف على الجزيرة؟ هذه العبارة قيلت، عندما كانت الجزيرة تشبه بالفعل «علبة الكبريت»، فالمبنى الموجودة به حاليًا قناة الجزيرة مباشر، كان مبنى صغيرًا للغاية، عندما كانت تبث منه قناة الجزيرة، وكان عدد العاملين فيه بضع مئات. وحدثني صديق رحل عن عالمنا، وكان حاضراً زيارة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك. وقتها تساءل مبارك: هل هذه هي الجزيرة؟ وتعجب حينها متسائلاً: هل هذه هي «علبة الكبريت» التي أشعلت كل هذه النيران؟ فهل هذا معقول؟! وبطبيعة الحال، فإن الناس سابقًا ممن لم يزوروا الجزيرة، كانوا يتوقعون أن مبناها ضخمًا ومبهرجًا، انطلاقًا مما تحظى به دولة قطر من ثراء، غير أنهم عند زيارتهم للدوحة يجدون الجزيرة في مبنى بسيط، أُعد على عجل، ولكنه قدم ما قدم استنادًا لعناصر نجاح العمل الإعلامي، التي كانت متوافرة في الجزيرة منذ بدايتها، وما زالت إلى اليوم. ترهيب الجزيرة تتزامن الذكرى السابعة والعشرون لانطلاق الجزيرة، مع ما يجرى من حرب إبادة في غزة، فهل تشعر الجزيرة أنها أمام تحدٍ كبير، في هذه التغطية الإعلامية، وخاصة في ظل انحياز الإعلام العالمي للطرف الآخر، وتصنيف «حماس» بأنها حركة إرهابية؟ وعليه فهل تخشى الجزيرة أن انحيازها للشعب الفلسطيني، يمكن أن يتسبب في نعتها بهذا الوصف، وبالتالي يؤثر ذلك على تغطيتها الإخبارية في هذه الحرب؟ بداية، أؤكد أن وصف الجزيرة بالإرهاب، موجود، ولا نخشى من تكراره، فقد وُصفت بذلك منذ سنوات طويلة، عندما كنا نعرض أشرطة «أسامة بن لادن»، أو بعضًا منها على الشاشة، فكان يتم وصفنا حينها بالإرهاب، والادعاء بأن الجزيرة هي الناطق باسم الإرهاب. وبطبيعة الحال، اتضح أن هذا الوصف، ما كان إلا دعاية ضد الجزيرة، خدمة للأغراض الخاصة بأصحابها، ترهيبًا للجزيرة، كما لاحظ أمثال هؤلاء أن الجزيرة لم تتراجع. والآن، هناك في أمريكا من يكتب الكلام الذي يذكره السؤال، وإن كان بعضهم لا يكتب هذا فقط على الجزيرة، ولكنه يكتبه عن قطر، والزعم بأنها تستضيف قادة الإرهاب، غير أن العارفين بخبايا الأمور مثل الساسة الأمريكيين، يتواصلون مع قطر، ويفدون لزيارتها، باعتبارها وسيطا مهما للغاية في قضايا السلام والحوار، إلى غير ذلك، وهو دور لا يُنكر. ولذلك، فإن من يردد دعاوى الإرهاب، كانوا يتساءلون في السابق عن سبب وجود مسؤولي «طالبان» في قطر، ليأتي اليوم الذي عرف فيه الجميع بأنه بمساعدة قطر، تمكن الأمريكيون من إنقاذ أنفسهم من المستنقع الأفغاني، وهو الوصف الذين يصفونه بأنفسهم. ولذلك، فإن وصفنا بالإرهاب لا يخيفنا، وإن كان يزعج عملنا أحيانا، لأن من يطلقون هذا الوصف، ينتقلون به من الحديث إلى محاولة الضغط على الجزيرة في عملها، غير أننا مستعدون لمواجهتهم بالحقائق. أما ما طرحه السؤال بانحياز الجزيرة إلى الفلسطينيين، فهذا ليس صحيحًا، لأننا ننحاز إلى الحقيقة، وإذا كانت الحقيقة معهم، فالانحياز معهم، وإذا كانت غير ذلك، فإننا لا ننحاز أيضاً إلا للحقيقة، ولذلك فإن ما يظهر على شاشتنا هو الحقيقة الكاملة من مختلف الزوايا. وإخواننا من الزملاء ينقلون ما يجري هناك بأمانة كاملة، وإذا كانت هذه الأمانة انحيازاً فنحن منحازون، ولكنه انحياز إلى الحق، وليس أكثر أو أقل. أما من يردد غير ذلك، فإن ذلك يعود إلى انطباعه الشخصي، بسبب إشعاع الحق على شاشة الجزيرة. وما خطتكم، لمواجهة هذا الكم من الأكاذيب التي يقودها الإعلام العالمي، تجاه حرب الإبادة في غزة؟ فهل هناك إستراتيجية معينة، يمكن أن تستمروا بها لدحض هذه الأكاذيب؟ نحن لسنا دولة، كما أننا لسنا الأمم المتحدة، ولذلك، فإن مثل هذا العمل، هو عمل دول ومنظمات دولية كبرى. والملاحظ للجميع أن «إسرائيل» لا تهتم بما تطالب به المنظمات والقرارات والدول، لأنها دولة مارقة، وليس هناك شك في ذلك، أو أنه بحاجة إلى إثبات. من هنا، فإن العمل الذي تقوم به الجزيرة، هو تقديم الحقائق كاملة. والصور والمقابلات والتقارير التي تبثها الجزيرة، هي التي تضع «إسرائيل» في قفص الاتهام عدما يحين الوقت أمام المحاكم الدولية، وكذلك في قفص الاتهام أمام الشعوب الآن. ولعلنا نلاحظ حاليًا، تلك المظاهرات المناهضة لما يحدث في غزة، وهي المظاهرات التي تندلع في دول العالم ضد «إسرائيل»، سواء في دول أمريكا أو أوروبا، على نحو ما يجري من مظاهرات في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في الوقت الذي يُمنع فيه ترديد أي كلمة سلبية في حق «إسرائيل»، بدعوى معاداة ذلك للسامية، وإن كنا، نحن العرب، «ساميون»، وليس «إسرائيل». وأمام ذلك كله، فنحن نقدم الحقيقية كاملة كما هي، ونتمنى أن يستيقظ الوعي الإنساني، وليس العربي والاسلامي فقط جراء تقديمنا لهذه الحقيقة، وهذا عمل ليس سهلاً، لتبقى هذه أمنية. أبواق غربية وصفكم للإعلام في فترة ظهور الجزيرة بأنه كان بوقًا لتجميل الأنظمة، فإن الصورة اليوم ليست مختلفة كثيرًا، حتى في الغرب، إذ إن الإعلام الغربي أصبح بوقًا لما يتحدث به «نتنياهو»، ومن ثم «إسرائيل»، كما يُمنع على هذا الإعلام نقل الصورة من الطرف الآخر، فما الذي تغير في تلك العواصم التي تتحدث عن الحريات والانفتاح الإعلامي؟ وألم تعد هذه المؤسسات الاعلامية العالمية أبواقًا أيضًا؟ الأمر كذلك بالفعل، إذ إن الأمر عندما يتعلق بـ «إسرائيل»، فإن مثل هذه المؤسسات تصبح أبواقًا، وليس ذلك بشكل تام، لوجود بعض الأصوات الحرة، أو شبه الحرة. غير أنه في العموم، فإن الأمر عندما يتعلق بـ «إسرائيل»، تُغلق النوافذ والأبواب، ولا يُرى سوى ما تراه «إسرائيل»، أو ما يراه «اللوبي» الصهيوني وإعلامه في تلك الأماكن، نتيجة لسيطرة المال الصهيوني. ولكننا، عندما نتحدث عن الغرب فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة، إلى غير ذلك، فيجب أن ندرك أن كل هذه الشعارات لا تطبق إلا على شعوب هذه الدول، دون تطبيقها على غيرهم، وما جرائم الاستعمار عنا ببعيد. والآن.. حينما نتساءل عن دور الإعلام الأمريكي- مثلاً- إزاء ما يجري، فإننا نجده يكيل بمكيالين، إذ إنه على الرغم من انتقاداته للسياسات الأمريكية على المستوى الداخلي، إلا أنه حينما ترتبط الأمور بالمصالح الأمريكية في الخارج، فإن هذا الإعلام يستند إلى ما تمليه عليه السياسة الرسمية، لدرجة مخيفة حقيقة، إذ إنه في الغرب - وفي ألمانيا على سبيل المثال- لا يمكن الحديث ولو بكلمة واحدة عن دعم غزة، من دون إدانة ما يسمى بالإرهاب، وإلا يتم حظر القائل من قوائم الظهور في الإعلام، وهذا يعكس انهيارًا أخلاقيًا في الغرب، وليس هذا في الإعلام فقط، ولكن في مختلف الأمور، وعلينا أن ندرك ذلك، ونتجنب شره. جزر منافسة مع إشارتكم السابقة إلى ظاهرة الجزيرة.. ألم تحرك هذه الظاهرة اليوم شيئًا في المياه الراكدة بالإعلام العربي؟ وألا تخشون أن تكون هناك جزر أخرى تنافس الجزيرة؟ بالعكس، نحن نرحب ونتمنى أن تكون هناك جزر أخرى تنافس الجزيرة، بل وتتغلب عليها، لأنها ستكون حينها في خدمة الشعوب. لأن هدفنا خدمة الشعوب، وليس خدمة جهات بعينها، وهذه قضية مفروغ منها. ولذلك. فإن السؤال هنا، هل أثرت الجزيرة في الإعلام.. والجواب بالإيجاب، لأن الإعلام لم يعد كما كان من قبل، وخاصة منذ عام 1996، حيث تطور الإعلام، وظهرت أصوات جادة استثنائية، غير أنها لم تجد الوسائل التي تتيح لها أن تجسد وعيها الإعلامي عمليًا على شاشات معينة، اللهم إلا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث نجد بعض المنصات في مستوى راق، بل وقد تنافس بعضها عمل الجزيرة، وما تقوم به، وهذا يسعدنا كثيرا. والكثير من الصحفيين العاملين فيها تخرجوا من مدرسة الجزيرة، إما عن طريق الوعي، الذي اكتسبوه خلال سنوات بث الجزيرة، أو عن طريق الدراسة في معهد الجزيرة للإعلام. «ريبوت» إعلامي وهل يمكن أن نشاهد مذيعاً «ريبوتاً» على شاشة الجزيرة؟ لسنا متعجلين في ذلك، وإن كانت قناة الجزيرة مباشر قد سبق لها أن قدمت «ريبوتاً» كتجربة، ولدينا القدرة على عمل ذلك، وإن كنا قد تجاوزنا ذلك، للدخول في مواضيع أكثر تطورًا. كما أن هناك جهودًا لمعهد الجزيرة للإعلام في هذا الإطار، من أجل تدريب الصحفيين المنخرطين في دوراته. وهنا قد يسأل البعض: هل يمكن أن يحل «الروبوت» مكان المذيع البشري في الجزيرة؟ فإنني أؤكد أن هذا أمر غير موجود، ولا أحد يفكر فيه بالجزيرة، كما أن هذه قضية مستقبلية، يصعب الحكم عليها حاليًا. «صوت الشعوب» هل يمكن القول إن الجزيرة هي «قناة الشعوب»؟ لا شك في ذلك، وإن كنا نترك الشعوب لتحكم على ذلك، خاصة وأننا لا نخدم سلطة معينة، ولذلك نسعى دائمًا إلى أن نقدم للشعوب محتوى إعلاميا متميزا بمضمون لا ينحرف عن الحقيقة قيد أنملة، وكذلك بمضمون يقدمه الخبراء الذين يتم استضافتهم على الشاشة لتحليل ما يجري، حتى يفهم المشاهد ما يجري في سياق أوسع من سياق الخبر، كون الخبر محدودا، وكذلك عبر تقارير وضيوف يقدمون الخلفيات التاريخية، إلى غير ذلك مما تفعله الجزيرة. وإضافة إلى كل ذلك، فإن لدى الجزيرة، مركزا للحريات العامة وحقوق الإنسان، وهو مركز نشط للغاية، ومن خلاله تقدم الجزيرة تقاريرها عن حقوق الإنسان، مما يعني حرص الجزيرة على توعية المواطن العربي بحقوقه وحرياته الأساسية، وهذا يبقى في إطار عمل مؤسسة إعلامية، لأننا لسنا دولة، كما سبق وذكرت، وكذلك لسنا منظمة دولية. الشعار الأشهر هل ما زلتم متمسكين بشعار الجزيرة «الرأي والرأي الآخر»، وتؤمنون به، رغم مرور 27 عاماً، واتهام البعض لكم بأن الجزيرة تقدم جزءًا من الكوب الفارغ في بعض الزوايا؟ الجزيرة بالفعل متمسكة بهذا الشعار، وهو شعار أساسي لديها، لكن هناك حالات معينة، قد لا يُقدم فيها رأي ما، لأن الجزيرة لا تعمل خارج البيئة التي تعيش فيها، فنحن في بعض الحالات - وهي حالات نادرة واستثنائية للغاية، مقارنة بمؤسسات إعلامية أخرى- قد نرى أن الرأي الآخر يسبب فتنة، ويؤدي إلى إيذاء المجتمعات، ولذلك نترك الأمر. ونفهم، أن تقديم الرأي الآخر، لا يعني - مثلاً- تقديم دعاة الشذوذ على شاشة الجزيرة، بدعوة أن هذا رأي آخر، كما نرفض تقديم دعوات تحض على القتل أو الكراهية وظهور ذلك على شاشتنا، فمثل هذه الأمور غير مقبولة تمامًا في الجزيرة، لأن الجزيرة لديها قاعدة أخلاقية، وقيم لا يمكن أن تتخلى عنها، سواء كان ذلك باسم الرأي الحر، أو غيره، إذ أن مثل هذه الآراء، هي آراء هدامة، نرفض أن نكون جزءًا منها. مشاريع مستقبلية دائما بالتزامن مع ذكرى تأسيس الجزيرة، يدور الحديث عن إطلاق سلسلة من المشاريع، فماذا ننتظر من مشاريع مستقبلية للجزيرة؟ الجزيرة قدمت الكثير من المشاريع، ونجحت فيها، وعندما تتوسع المؤسسة فيها، فإنه لا يمكنها أن تستمر في تقديم مشاريع جديدة سنوياً، إنما يمكنها أن تقدم من خلال المشروع الواحد، مشاريع داخل المشروع نفسه. ومن المشاريع التي أُنجزت خلال السنوات السبع الأخيرة، القطاع الرقمي، الذي يقوم بتقديم وإعداد المحتويات الرقمية، وهذا القطاع أصبح من أنجح القطاعات الرقمية في العالم. وبطبيعة الحال يقدم أعمالًا جديدة بشكل دائم، ولذلك، فإن لديه مشاريع جديدة، ستظهر في الفترة القادمة. كما لدينا، معهد الجزيرة للإعلام، وهو سنوياً لديه مشاريع جديدة، فالمعهد تم تأسيسه عام 2004، ودرب حتى الآن اكثر من 70 ألف إعلامي من مختلف التخصصات الصحفية. وكل هذا يأتي بالتزامن مع التطورات التي تشهدها المؤسسة، بتطوير القوالب الفنية والشكلية، وهذا ما يلاحظه المشاهد للقناة العربية، وكذلك الإنجليزية، وخاصة في العامين الأخيرين، حيث يلاحظ المشاهد قوالب فنية في طريقة العرض، وهي قوالب لم تكن قائمة من قبل، بالإضافة إلى الكثير من أشكال التطوير. كما أننا نعمل حالياً على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي- وإن كنا لسنا الوحيدين في ذلك- وهو أمر قد يحتاج لبعض الوقت، غير أننا لا نريد التأخر في ذلك، لنبقى رواداً، وبالتالي نعمل حاليًا على التعرف العميق على هذا الموضوع، ثم النظر في كيفية استثماره، ومن ثم كيفية الاستفادة منه.

2976

| 30 أكتوبر 2023

محليات alsharq
د. صفوان المصري عميد الجامعة لـ الشرق: 40 % من خريجي جورجتاون قطريون

** قوة قطر الدبلوماسية لا يستهان بها ودور رائد للجنوب العالمي ** الحوارات السياسية في قطر لا يمكن أن تناقش في عاصمة أوروبية ** أمريكا اليوم لم تعد القوة الوحيدة وأصبحت تتقبل مطالب دول الجنوب والخليج ** نسعى لتكون جورجتاون منارة للغة العربية والثقافة القطرية ** تدريس اللغة العربية في جورجتاون لإعادة إحياء الثقافة العربية ** تمكين خريجينا من امتلاك أدوات إضافية للنجاح في حياتهم العملية ** سلسلة حوارات ستشمل الوساطة القطرية في الملفات الساخنة ** مكتب للتخصصات وآخر للتواصل مع الخريجين في سوق العمل ** جورجتاون رائدة وقائدة في مجال التعليم العالمي ** أولوياتنا تحقيق فرص الاندماج في المجتمع القطري والإقليمي ** مكتب للتواصل المجتمعي واستضافة لقاءات حيوية مع جهات عدة ** منشور المواعدة السريعة خطأ غير مقصود.. وتم تداركه ** جودة النقاش السياسي في حوارات جورجتاون في قطر لا يمكن أن تحدث في الغرب ** قطر كسبت ثقة العالم ودورها ارتقى من الدولي إلى العالمي ** كفاءة خريجينا تنعكس على قطاع العمل وأداؤهم له مردود إيجابي نعتز به ** الكثير من خريجينا يعملون في قطاعات المال والأعمال والطاقة والمتاحف ** الجامعة تبحث عن التوازن السليم بين الأسلوب التقليدي والذكاء الاصطناعي ** لدينا مركز الدراسات الدولية والإقليمية يركز على أهم القضايا ** قوى جديدة في الصين والهند وأفريقيا وروسيا ستغير المشهد السياسي العالمي ** طلابنا يناقشون المشكلات من منظور عالمي أوسع من منظور زملائهم بالجامعة الأم ** جورجتاون تحترم القيم والمبادئ والثقافة العربية ** حريصون على التفاعل المجتمعي للطلبة لتمكينهم من التعامل مع التحديات أكد الدكتور صفوان المصري عميد جامعة جورجتاون قطر أن الجامعة تسعى لتقوية برامجها هذا العام من خلال استقطاب 9 أساتذة جدد في مجالات علمية مختلفة، وتحقيق فرص الاندماج في المجتمع القطري والإقليمي والعالمي، منوها أن المنهاج الجامعي بجورجتاون يتعامل مع شؤون قطرية في مجالات الفن والثقافة القطرية والآداب العربية والخليجية والتنمية المستدامة في قطر وسياسة الطاقة في الخليج مؤكدا وجود أعضاء من هيئة التدريس مختصين في منطقة الخليج العربي ودور قطر على الصعيد العالمي. وقال الدكتور صفوان في حوار شامل مع الشرق إنّ جورجتاون في المدينة التعليمية، من الجامعات المرموقة على مستوى العالم والتي لها تاريخ عريق في التواصل مع مختلف الثقافات والقيم العالمية، مشيرا إلى أن الجامعة نجحت في مد جسور الشراكة مع مؤسسات المجتمع القطري والمنطقة العربية، ونجحت أيضاً في مد الجسور مع الجامعة الأم بواشنطن. وأوضح أن سلسلة مؤتمرات حوارات التي أطلقتها الجامعة حققت أصداء إيجابية، ستتواصل وتستمر لتركيزها على قضايا مهمة من أبرزها الإسلاموفوبيا، وأفغانستان، ومشكلات المياه والطاقة، مشيرا إلى أن الجامعة ستمضي في طرح حواراتها لتشمل الوساطات السياسية التي تقوم بها قطر عالمياً وصداها الإقليمي كوسيط في أفغانستان مثلاً، كما سيكون هناك تعاون بين الجامعة وجهات عدة منها وزارة الخارجية القطرية. وقال الدكتور صفوان المصري إن سلسلة حوارات التي تنفذها جورجتاون في قطر تمثل نوعية مختلفة في الطرح والآراء فمثلاً عندما نتحدث عن موضوع الإسلاموفوبيا ونحن في قطر، فإن النقاش يتسم بجودة عالية وهو ما لا يحدث بنفس النوعية في الغرب. وأكد أنّ الملصق الذي طرح قبل فترة بعنوان (المواعدة السريعة) لم يكن متعمداً إنما خطأ أسماه إساءة التقدير الحكمي من قبل من صممه وأيضا إخفاق إداري بالسماح بنشره، موضحاً أن المحادثات القصيرة بين الطلاب بلغات أجنبية هي أسلوب دراسي معتمد في معظم الجامعات التي تدرّس اللغات، ويتمثل في دعوة لممارسة وصقل مهارات لغوية في صورة نشاط دراسي، وقد تلافت الجامعة هذا الخطأ وتمّ وضع إجراءات إشرافية لكل ما سينشر ويقدم للترويج لأنشطة الكيان الطلابي. وأشار الدكتور صفوان إلى أنّ الجامعة أسست 3 مكاتب تعنى بالطلاب، الأول يختص بالطلاب في مرحلة الدراسة الأكاديمية والتخصصات المناسبة لهم، والثاني للتواصل مع الخريجين، والثالث للتواصل مع المجتمع المحلي وتوطيد الشراكات مع جامعات ومؤسسات عديدة. وأكد أنّ الجامعة تحرص على تعريف طلابها بالمشهد السياسي المتغير عالمياً من خلال المناهج. فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار.. ما هي ملامح العام الجامعي الجديد؟ لقد باشرت عملي العام 2022 كعميد للجامعة وبدأت الإعداد لسنة جامعية غير عادية، خاصة ًبعد الاستضافة الناجحة لكأس العالم قطر 2022، ولدينا طموحات وأهداف نسعى لتحقيقها بداية من العام الحالي، فنحن فخورون بما وصلت إليه جامعة جورجتاون في قطر من نجاحات وهي من الجامعات الرائدة في مجال التعليم العالمي خارج العالم الغربي. تطلب وصولنا لهذه الغايات القيام بعدة أمور من أهمها: تقوية الهيكل التدريسي حيث نسعى هذا العام لاستقطاب 9 أساتذة في مجالات علمية مختلفة، وتحقيق فرص الاندماج في المجتمع القطري والإقليمي والعالمي. سلسلة حوارات حدثنا عن أبرز الخطوات؟ لقد أطلقنا هذا العام سلسلة مؤتمرات خاصة بجامعة جورجتاون تحمل اسم حوارات، يتم فيها دعوة الخبراء الأكاديميين وغير الأكاديميين، ويقوم أعضاء هيئة التدريس بصياغة أفكار لمؤتمرات بشأن قضايا تهم المجتمعات المحلية والإقليمية، وبالفعل اقترحنا عدة مؤتمرات غير أكاديمية تحظى باهتمام المجتمع. وبدأنا بالفعل أول سلسلة حوارات بعنوان (غزو العراق: تأملات إقليمية) والذي تناول تقييما للعراق بعد 20 عاما من الغزو الأمريكي، وتمت دعوة الدكتور برهم صالح رئيس جمهورية العراق السابق للحديث عن الموضوع، وأقيم حوار تفاعلي بفندق فورسيزونز بالدوحة لمدة ثلاثة أيام، وحضره عدد كبير من شخصيات المجتمع والأكاديميين، وكان له صدى ناجح جدا. وأعقب ذلك مؤتمر آخر عن تاريخ الإسلاموفوبيا وممارساتها العالمية وقد حضره مجموعة متنوعة من المهنيين والأكاديميين والمسؤولين الحكوميين، وحقق نجاحا واسعا فاق التوقعات. وما زال لدينا مؤتمرات وحوارات عديدة نأمل أن تحقق النجاح حول أفغانستان والمياه والطاقة. ونسعى هذا العام للتركيز على التواصل المجتمعي وتفاعله مع الحوارات التي تطرحها الجامعة. التفاعل مع المجتمع ما هي خطة التفاعل الطلابي مع المجتمع؟ تركز الجامعة هذا العام على الطلاب وإيلائهم الاهتمام بالتفاعل المجتمعي ليكونوا قادرين على إيجاد حلول للتحديات العالمية، ويهمني تكوين بنية تحتية وروح اجتماعية بين الطلبة والأساتذة ونأمل أن نصل إلى مستوى يرضي الجميع. الوساطة القطرية في حوارات كيف وجدتم صدى الانفتاح على المجتمع من خلال سلسلة حوارات؟ حققنا صدىً طيباً والحمد لله، والفلسفة الجديدة التي خرجت بها الجامعة هي إقامة حوارات ونقاشات في المجتمع تستقطب اهتمام الخبراء والمجتمع، وقد جاء أول مؤتمرات سلسلة حوارات حول موضوع مرور عشرين عاما على غزو العراق بردود فعل فاقت التوقعات من خلال حضور نخبة من المتحدثين أبرزهم سفيرا المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وجرت نقاشات مفيدة بحضور نخبة من الخبراء، وقد أدارت منصة الحوار مذيعة معروفة من قناة الجزيرة بحضور سفيريّ بريطانيا وأمريكا وشخصيات إعلامية مرموقة، وهو ما لا يمكن أن يحدث في الغرب وقد حضر الحوار جمهور غفير واستمتع بذلك. وأنوه هنا إلى أنّ الحوارات النقاشية التي تحدث في قطر وفي منطقة الجنوب العالمي هي ذات نوعية مختلفة وحتى الآراء التي تطرح تتسم بقدر أكبر من العمق لأنّ الإحساس نحو تلك القضايا مختلف، فمثلاً عندما نتحدث عن موضوع الإسلاموفوبيا في العالم الإسلامي ونحن في قطر يطرح النقاش بجودة عالية وهذا لا يحدث بنفس الجودة في الغرب، لدرجة أنّ الطرح يكون مختلفاً بتنوع العقليات التي تتناول الموضوع وهذا مختلف عما هو موجود في المجتمع الغربي. كما ستمضي الجامعة في طرح حواراتها حول الوساطات السياسية التي تقوم بها قطر عالمياً وصداها الإقليمي كوسيط في أفغانستان مثلاً، كما سيكون هناك تعاون بيننا وجهات عدة منها وزارة الخارجية، وهذا موضوع مطروح للدراسة بإذن الله. وأنوه هنا إلى فعالية المنهاج الجامعي بجورجتاون والمقررات التي تتعامل مع دولة قطر في مجالات الفن والثقافة القطرية والآداب العربية والخليجية والتنمية المستدامة في قطر وسياسة الطاقة في الخليج والتعددية الدينية في الشرق الأوسط والسيرة الذاتية للمرأة العربية وكرة القدم وكأس العالم مونديال 2022. ونحن بالجامعة لدينا العديد من أعضاء هيئة التدريس من المتخصصين في منطقة الخليج العربي ودور قطر على الصعيد العالمي. مخرجات الجامعة ما هي نوعية مخرجات الجامعة؟ لدينا خريجون من مختلف أنحاء العالم، منهم 40% قطريون ملتحقون بتخصصات عديدة، والعديد منهم يعملون في مناصب مرموقة بالدولة. كيف ترون مخرجات الجامعة في الحراك المجتمعي وفي سوق العمل؟ لتكون لدينا المعلومات الكافية عن مخرجات الجامعة سعينا لتأسيس 3 مكاتب: الأول يتعلق بالطلاب ويناقش اختصاصاتهم العلمية والأكاديمية، والثاني مكتب يعنى بالخريجين والخريجات بعد إكمال مسيرتهم الجامعية وتهيئتهم لسوق العمل. والمكتب الثالث يتعلق بالتواصل مع المجتمع وذلك من خلال كوادر مهيأة تساعدنا على توطيد علاقاتنا في المجتمع والقطاعين العام والخاص. وهذه المكاتب ستوفر معلومات وقاعدة بيانات وافية عن خريجي جورجتاون في قطر وأماكن عملهم وأدوارهم في سوق العمل. وأنوه هنا إلى أنّ طالب الجامعة يحمل لقب (هويا) ويبقى هذا المسمى معه حتى بعد التخرج، ومن هنا لدينا كجامعة مسؤولية تجاهه كما لدى الطالب نفسه مسؤولية تجاهنا بحيث يعكس تطور الجامعة ومستوى أدائها. كما تنعكس كفاءة الطالب الجامعي على قطاع العمل ويكون له مردود إيجابي، والكثير من خريجينا ممن يعملون في هيئة متاحف قطر ووزارة الخارجية وقطاع الطاقة وقطاع المال والأعمال والعديد من الأماكن المرموقة بالدولة، يحملون سمعة طيبة جداً ويتركون أثراً قوياً في أدائهم وقدراتهم المهنية. ماذا عن نهج الجامعة في إعادة الهيكلة الإدارية؟ بالتأكيد، إنّ إعادة الهيكلة الإدارية ستوصلنا للغايات المأمولة. اللغة العربية وماذا عن خطة الجامعة في الاهتمام باللغة العربية؟ تركز جامعة جورجتاون في قطر بشكل أساسي على اللغة العربية وهذا نهجها منذ تأسيسها، فالاهتمام باللغة العربية يعد من الأهداف الأساسية للمناهج، ولتنفيذ ذلك لدينا كادر تدريسي متميز يتمتع بخبرات عريضة في تدريسها. واللغة العربية اليوم تواجه أزمة حول العالم وتساؤلات تدور حول: ماذا تُعلم وكيف تُعلم، والفروق بين الفصحى والعامية واللهجات. ومن هذا المنطلق شكلت الجامعة لجنة من المتخصصين ليقدموا تقييماً بأداء الطلاب في تحصيل اللغة العربية وكيفية الارتقاء بها داخل الجامعة خاصة وأنّ لدينا طلبة تعلموا في مدارس أجنبية وبعضهم ليسوا من بيئات عربية. وبدأنا فعلياً تأسيس خطوات للنهوض باللغة العربية في مناهجنا لأننا نسعى لأن تكون جورجتاون في قطر منارة للغة العربية وثقافتها فضلا عن الثقافة القطرية، ليس لخريجينا فحسب إنما لطلابنا في حرم الجامعة وليكونوا قادرين على خوض هذا المجال بثقة سواء في سوق العمل أو الحياة المهنية. ومتى ستبدأ الجامعة في تأسيس منهج اللغة العربية؟ منهج اللغة العربية موجود بالجامعة منذ التأسيس ونسعى للارتقاء به وتطويره من خلال كوادر متخصصة، وحاليا نعيد النظر في تقييم ما قمنا به، ولدينا أحد المناصب الجديدة بالهيكل التدريسي للغة العربية وسنرى النتائج المبشرة قريباً بإذن الله. المشهد السياسي المشهد السياسي متقلب ومتغير عالمياً.. إلى أي مدى تواكب الجامعة المشهد السياسي سواء في المتغيرات العالمية أو المحتوى أو المناهج أو الأدوات المستخدمة في ذلك؟ العالم يواجه اليوم تغييرات كبيرة جداً من كافة النواحي السياسية، وصار من الضروري تقديم الرؤية والمنظور من ناحية الجنوب العالمي وهي منطقة الخليج ودولة قطر، فاليوم لم تعد أمريكا هي القوة الوحيدة إنما القوة الجديدة اليوم تنبع من الجنوب العالمي ومن أهم نقاط هذه القوى هو الخليج وعندما نتطلع إلى قطر ودول الخليج وماذا يحصل من ناحية التعامل السياسي العالمي فإنه قبل 20 عاماً كنا نتطلع إلى ماذا تريد أمريكا ونفعل.. واليوم نحن نقول لأمريكا نقبل بهذا ولا نود ذاك.. واليوم أيضاً هناك قوى أخرى هي الصين والهند وروسيا وأفريقيا والتي سيكون لها دور مهم بالعالم فالمعادلة السياسية العالمية تغيرت وقوة المنطقة العالمية تغيرت أيضاً. وقطر اليوم هي قوة حتى في طريقة التفكير على المستوى العالمي، فنحن نتعامل مع العالم بثقة والتي لم تكن موجودة من قبل فقد انتقلنا من الإنترناشيونال إلى الجلوبال أي من الدولي إلى العالمي، حيث تنتقل الأمور حول العالم بشكل أسرع والتكنولوجيا اليوم سهلت الأمور وصار الانتقال سريعا جداً بسبب التكنولوجيا في أي جزء في العالم. ومن ناحية أكاديمية فقد كان المدرس يعمل محدودا في منطقة ما، واليوم لا يمكن أن يدرس أي مادة بمعزل عن العالم، كما أنّ العلاقات الدولية باتت اليوم في حاجة لجامعات تهيئ للطلاب أجواء التفاعل. ووجود الجامعة في قطر يتيح للطلاب الالتحاق بها للذي لا يود السفر لأمريكا أو لأنّ بعض العائلات لا ترتاح لحياة أبنائها في الغرب، أما في قطر فتوجد الجامعة في حضن الخصوصية حيث المجتمع المحافظ والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، وبالتالي فإنه على الجامعة أن تحترم تلك القيم والثقافة المحلية. وهذا التنوع بين الطلاب يساعدهم على التشاور والنقاش والتعلم، وعلينا اليوم أن نحترم القيم المجتمعية وأن نحتضنها لأنها تعكس ماهية الثقافة العربية وتبين المبادئ التي بنيت عليها. الذكاء الاصطناعي وماذا عن الذكاء الاصطناعي ودوره في نهج الجامعة؟ كان العالم في وقت مضى يتخوف من التقدم في المجال التكنولوجي، ومنه الذكاء الاصطناعي لأنّ الجميع لا يعرفه ولا يعرف كيفية مواجهته. والمستقبل يعطينا فرصة ينبغي استغلالها لأقصى حد ممكن، فالطلاب مثلاً كانوا يستخدمون الـ ChatGPT في الدراسة وهذا يختلف عن الطرق التقليدية التي يعاد إحياء الكثير منها، ومن بينها مثلا إحياء الامتحان الورقي والشفوي، وبالتالي فإنّ الجامعة تبحث عن التوازن السليم بين الأسلوب التقليدي والفرص المتاحة لمواجهة التحديات الناجمة عن التطور التكنولوجي. العلاقة مع الجامعة الأم ماذا عن نوعية العلاقة بين جورجتاون قطر والجامعة الأم.. هل توجد استقلالية تامة؟ هذه العلاقة قوية جداً وبنيت على أسس متينة، ولدينا حرية أكاديمية تامة بحيث تمارس جميع الأنشطة سواء في جورجتاون الدوحة أو في واشنطن بنفس القدر من الحرية. ليس للإدارة في الجامعة الأم أن تفرض علينا أو تطلب منا تناول أو رفض قضايا بعينها، إنما الجامعة لديها لوائح وضوابط يجب التقيد بها، فمثلا أنا ليست لدي صلاحيات مطلقة في توظيف شخص ما بل ينبغي أن التزم بالإجراءات والقوانين، واللجان الموجودة داخل الجامعة تعمل من خلال تلك الضوابط. جورجتاون تحرص على إرسال طلابها لفترات زمنية إلى الجامعة الأم.. هل من جديد حول ذلك؟ من أهم النتائج التي توصلنا إليها العام الماضي أنه من الضروري فتح الأبواب لكل الطلاب المتقدمين من الدوحة للدراسة لفترة محددة بالجامعة الأم بواشنطن حيث يصبح متاحا لكل الطلاب المؤهلين ليقضوا ما بين فترة دراسية إلى سنة دراسية كاملة، بعد أن كانوا يقضون فصلين دراسيين فقط. وكان العدد الذي ترسله الجامعة محدودا فيما بين 20- 30 طالباً، وقد نجحنا في فتح الحد الأقصى لعدد الطلاب المقبولين بالجامعة الأم بحيث لا يصبح محددا بسقف معين. ونحن أيضا نعمل دائما على استقطاب وجذب طلاب يأتون من واشنطن للدراسة في قطر بحيث يستفيد طلاب الجامعة بالدوحة من التنوع الثقافي. والجامعة بدورها تخلق لهم فرص الحصول على دورات عملية ورحلات ثقافية وبرامج تدريبية في جهات عديدة بهدف تعريفهم بالمجتمع المحلي وثقافته. خصوصية المجتمع القطري إلى أيّ مدى تعتبر جامعة جورجتاون قريبة من خصوصية المجتمع القطري؟ في نشاط طرحه مجموعة من طلاب الجامعة حمل عنوان (المواعدة السريعة) تسبب للأسف في حدوث التباس في الفهم لأنه أسيء توصيل الرسالة، من خلال عدم إظهار المحتوى التعليمي بوضوح. كان الغرض من الملصق الدعائي المرتبط بالفعالية هو التركيز على أن الطلاب سينخرطون في محادثات سريعة مع بعضهم البعض لتحسين مهاراتهم اللغوية المنطوقة باللغة الفرنسية. ولم يكن يقصد منه التقليل من احترام للمبادئ والقيم القطرية، وقد اعتذرنا عنه لأنه كان خطأ غير مقصود وقد تعاملنا معه بطريقة جيدة. ولأنّ هذا هو أسلوب تعليمي يستعمل في النطاق التدريسي لتحسين مهارات الكلام، وهذه الطريقة وجدتها على الموقع الإلكتروني الرسمي لجامعة هارفارد، وهو أسلوب تدريسي معتمد كما أشرت. وهذا الأسلوب عندما استعمل في بيئة مختلفة وبطريقة غير مناسبة أسيء فهمه، وكان يفترض أن يقال إن الدعوة هي لجلسة حوارية لممارسة مهارات الحديث باللغة الفرنسية بين الطلاب وبعضهم البعض خارج الفصل الدراسي التقليدي، فكان يمكن التعبير عن هذه الدعوة بطريقة أفضل لتلافي اللبس غير المتوقع الذي حدث بسبب هذا المنشور. وأنا بدوري أسمي هذا إساءة تقدير حكمي من مصمم المنشور وخطأ اداري ارتكب سهواً وأنّ تقدير الموقف لم يمارس بطريقة صحيحة، ولكن الموضوع لم يكن متعمداً وبالتالي بعد هذا الموقف، بدأت الجامعة تدرس بدقة القنوات والمراحل التي يمر فيها أي موضوع قبل نشره، وتغيرت بناء على ذلك قرارات وتمّ وضع إجراءات إشرافية صارمة. ويمكنني القول إننا لا نسيء للأخلاق إنما نحترم القيم والثقافة القطرية داخل الحرم الجامعي. الشراكات مع المؤسسات هل هناك شراكات تجمع الجامعة مع مؤسسات المجتمع؟ بكل تأكيد فالجامعة لا تنفصل على المحيط المجتمعي، ولدينا شراكات بحثية مع كل الجامعات ومراكز البحوث المختلفة، ولدينا أيضاً مشاريع بحثية مشتركة، وما يميز الجامعة أننا نغتنم فرصة وجودنا في الجنوب العالمي لإنتاج ثقافي وفكري متميز، ونحن جزء من حاضنة جامعية أكبر، هي المدينة التعليمية، كما أنّ وجود الجامعة مع نخبة من الجامعات المتنوعة، إضافة إلى جامعة قطر، تعطي فرصة لطلابنا لاستفادة ذات أبعاد غير موجودة بالجامعة الأم بواشنطن. وقد تحقق مبدأ الشراكة مع جامعات المدينة التعليمية حيث يدرس طلاب جورجتاون عدداً من المقررات في الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر منها كارنيجي ميلون وتكساس أيه أند أم قطر وجامعة حمد بن خليفة، سواء في الهندسة أو الأخلاقيات أو الدين أو في تخصصات بحثية في دراسات الطاقة والإعلام والبيئة وغيرها، وهذه فرص لا يوجد لها مثيل في العالم. مشاريع مستقبلية ما هي أبرز المشاريع الموجودة على مكتب العميد والذي ينتظر أن ترى النور قريباً؟ أتطلع دوماً لنظرة طويلة المدى، والأهم حالياً التوسع من ناحية الإنتاج الفكري والأكاديمي والخبرات والبرامج الجديدة. ولدينا مركز الدراسات الدولية والإقليمية للانخراط البحثي مع كل العالم وسيكون التركيز بشكل أساسي على أمريكا ومنطقة الشرق الأوسط.

2552

| 22 أكتوبر 2023