رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مبارك الفياض الخالدي

مساحة إعلانية

مقالات

549

مبارك الفياض الخالدي

انتبه لقطار العمر.. لا يفوتك!

03 يونيو 2025 , 02:00ص

في زحمة الحياة.. فجأة تجد نفسك بلغت سن الثلاثين من العمر.. ثم الأربعين والخامسة والخمسين.. ثم قاربت الستين.

هذه السنين لم اشعر بها من قبل وبدأت أشعر بالخوف من سرعة الأيام بل الساعات.

وتلاحظ أن الشعر الأبيض مهما تلاحقك بسواد يزيد في كل أنحاء الجسم وترى من حولك ينادونك بابي او عمي والبعض ياحاج حتى وان لم تحج.

ثم صار الشباب في المناسبات والأفراح يفسحون في المكان المجالس او يعطونني كرسيا كي أرتاح.

كانت معاملة مميزة تمييزاً سلبياً ولكنني من جهة أخرى تمعنت في سيرة أفضل الخلق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.. فقد بدأ الوحي ينزل عليه وهو في الاربعين

وحارب الكفار وهو في الرابعة والخمسين واستمر بمحاربتهم لنشر دين الله حتى آخر عمره والسيدة خديجة كانت في عز قوتها وهي في سن الاربعين حيث أنجبت أولادها وبناتها فيما بعد هذا العمر، واستنتجت أن العمر الحقيقي هو ما تشعر به أنت في قلبك عن نفسك!

فالشعور بالرضا والسعادة هو أمر بيدك أنت لا بيد عداد الأيام فالعمر مجرد رقم لكن الحذر كل الحذر ان تنسى انك تترك اوقاتا خلفك في معترك الحياه.

من المحتمل ان تندم عليها وخصوصا لو ولم تستفد منها في طاعة الله سبحانه وتعالى، لذلك عندما تصل لهذا العمر. فأنت في بداية طور جديد من أطوار الشباب استمتع بها.

وابدأ بحفظ القرآن لأنك في قمة شبابك واجتماع قدراتك، حافظ على السنن الراتبة، صم ثلاثة أيام في الشهر.. اجعل لك خلوة في جوف الليل بربك.. ضع لك بصمة في دروب الخير ليبقى اسمك.. واترك أثرا ليحيي ذكرك، لا شيء يستحق الحزن والندم في حياتك، سوى تقصيرك في جنب الله وهو ميسر الامور.

افرح أنك بقيت على قيد الحياة يومًا جديداً ؛ ففي هذا اليوم ستقيم صلوات وتزرع حسنات، وتقدم صدقات، فأنت الرابح الفائز، فاغتنم كل دقيقة.. فإنها لن تعود.!

يوم التغابن.. أشد الناس ندماً في الآخرة هم المهدِرون لأعمارهم حتى وإن دخلوا الجنة !

بين الدرجة والدرجة في الجنة قراءة آية، أو تسبيحة أو تحميدة أو تهليلة، والمتاجرة مع الله لا حدود لها، فالله الله في حسن استثمار ما تبقى من أعمارنا.

وهذه وصية لي ولكم لنغتنم أعمارنا وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم

خَيْرُ النَّاسِ مَن طالَ عمُرُه وَحَسُنَ عملُه.

مساحة إعلانية