رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أحمد علي

مساحة إعلانية

مقالات

7593

أحمد علي

اقتراح لإفشال مخططات تهجير الفلسطينيين

04 فبراير 2025 , 02:00ص

عندي اقتراح مسجوع، أطرحه بلسان الفلسطيني الموجوع، داخل القطاع المفجوع، الذي لا يقبل الخنوع، ولا مشاريع الخضوع، ويواصل مسيرات العودة، ومواكب الرجوع.

أكتبه على وقع النزوح الجماعي المؤثر، من مواقع الجنوب المحاصر، إلى واقع الشمال المدمر.

أطرحه، مستحضراً كلمات الشاعر الفلسطيني الثائر سميح القاسم «منتصب القامة أمشي، مرفوع الهامة أمشي، في كفي قصفة زيتون، وعلى كتفي نعشي».

أكتبه على «دندنة» أوتار عود مارسيل خليفة، وهو يغني أنشودة المخيمات، وتقاسيم الشتات، وتفاصيل البطولات، التي سجلتها المقاومة الفلسطينية، رغم كل المخططات، التي تستهدف تهجير الفلسطينيين.

أسجله، مرتدياً «الكوفية» الفلسطينية حول عنقي، مستعرضاً عودة آلاف المنكوبين إلى ديارهم، رغم تدمير منازلهم، وتفجير مقومات الحياة الكريمة في حواضرهم، وهم يسيرون نحوها على أقدامهم، بخطوات واثقة، في سلاسل بشرية متصلة على مد البصر، ضمن أمواج متلاحقة من البشر، تتدفق بمحاذاة الساحل الفلسطيني، المطل على البحر.

ومن هنا من قطر، أكتب عن هذا المشهد الأسطوري الحاشد، الذي يشهد على الحضور الفلسطيني المشهود، في سبيل تحقيق الهدف الوطني المنشود، وإقامة الدولة المستقلة على الحدود، وترسيخ الكرامة والحرية والوجود.

إنها مواكب عودة أهالي غزة إلى الديار، وتمسكهم بحقوقهم الوطنية رغم الدمار، وتشبثهم بجذورهم الفلسطينية، الممتدة في أرضهم مثل جذور الأشجار، وهكذا كان موقف رفاق الشهيد السنوار.

ومن أعماق هذا المشهد، القادم إلينا من وطن الشهداء، والضحايا الأبرياء، ونزيف الدماء، أطرح اقتراحي، بعدما أثبت أبناء الشعب الفلسطيني، ثباتهم على موقفهم الوطني الصلب، دفاعاً عن قضيتهم الوطنية العادلة، وسعيهم لنيل الحرية، والسيادة، أو الفوز بالشهادة.

وأشهد أنهم أظهروا صموداً بطولياً لا حدود له، وصبراً «أيوبياً» لا مثيل له، وهم يواجهون الاعتداءات الإسرائيلية والهجمات الصهونية، والمخططات الاستيطانية، والمشاريع الشيطانية.

ورغم بشاعة التدمير، الذي استهدف مدن وقرى وبلدات قطاع غزة، نجح الفلسطينيون في إفشال مشاريع التهجير.

وها هم اليوم يواجهون أخطرها، وهو المشروع غير القانوني، وغير الواقعي، وغير الإنساني، وغير المنطقي، وغير الأخلاقي، بخصوص تهجيرهم من وطنهم المحتل، ومحاولة اقتلاعهم من أرضهم، ونقلهم إلى الأردن ومصر، وربما غيرهما!.

وسواء جاء التهجير بالإكراه، تجسيداً لمشاعر الكراهية للفلسطينيين، أو تم الترحيل بالقبول، للمشروع غير المقبول، فهو يشكل في مضمونه السياسي، ومحتواه غير الإنساني، مخالفة صريحة للقوانين الدولية. لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة، التي اعتمدت في أغسطس عام 1949، وتحدد قواعد الحماية الإنسانية للمدنيين، في أوقات الحروب وتحديداً المادة (49) من الاتفاقية المذكورة، التي تحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي، للأشخاص المحميين، أو نفيهم من الأراضي المحتلة، إلى أراضي دولة الاحتلال، أو أراضي أي دولة أخرى، بغض النظر عن الدوافع.

والمؤسف أن من يطرح مشروع التهجير، يتحدث كرجل أعمال، يرتدي بدلة سمسار عقاري، تزينها ربطة عنق حمراء، ويروج لمخطط استثماري، يتجاوز الخطوط السياسية الحمراء، انطلاقا من أطماعه في إقامة مشروعه السياحي على شواطئ غزة، المستلقية على مياه البحر المتوسط «البيضاء»!

والمحزن أن من يطرح مشاريع تهجير الفلسطينيين، بدلاً من أن يتبنى مبادرة سياسية واقعية، تسجل باسمه في التاريخ، تؤدي إلى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط، وإنهاء الصراع المزمن في المنطقة، وفقاً لمرجعية القرارات الدولية.

وبدلاً من تخليد اسمه في سجل العظماء، على مر العصور، في حال استخدام عظمة بلاده، وقوة نفوذها، وتأثيرها السياسي على الساحة الدولية، لتطبيق «حل الدولتين»، الذي يقدم اعترافاً بوجود دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة جنباً إلى جنب مع الكيان الصهيوني، تقام على حدود الرابع من يونيو 1967، ويلتزم أهلها بالتعايش السلمي مع جيرانهم اليهود.

وبدلاً من كل هذا وذاك، نجده يطرح اقتراحاً ملغوماً مليئاً بالمتفجرات، ويتبنى مشروعاً مسموماً، مغلفاً بالحلويات، على طريقة دس السم في العسل، لأنه يستهدف في مضمونه السياسي، «تصغيراً» بل «تصفيراً» للقضية الفلسطينية، وتصفيتها نهائياً، ومحو فكرة الدولة المستقلة، بعد الشروع في تنفيذ المشروع، غير المشروع من خلال «تسفير» الشعب الفلسطيني خارج وطنه المحتل، ليبقى لاجئاً مدى الحياة، بعد تفريغ قطاع غزة من أهله ومن سكانه ومن أصحابه الفلسطينيين.

وليس غريباً ولا مستغرباً أن المصفقين لفكرة التهجير، وأول المرحبين بها، أو الداعمين لها، وأول المطالبين بتنفيذها، هم الصهاينة، الذين قاموا بالتدمير والتفجير، وحرق الأخضر واليابس في قطاع غزة، واستهدفوا بعدوانهم الغاشم، المكان والكيان والبنيان والإنسان الفلسطيني.

وأقولها بملء الفم، وأكتبها بصرير القلم، أن أي دولة تدعم، أو تبادر، أو تسهل، أو تخطط، أو ترحب بمخططات تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، بعيداً عن أرضهم، تعتبر مدانة ومتواطئة في جرائم التهجير القسري، حتى لو تم تسويق مخططاتها تحت مظلة الأهداف «الإنسانية» المزعومة.

وهذا يقودني لدحض كل المزاعم المتعلقة بملف التهجير، عبر طرح اقتراحي بكل واقعية، ملتزماً بكل الضوابط القانونية، ومستنداً إلى الحقائق التاريخية، مرتكزاً على المعايير الحقوقية، متمسكاً بكل القيم الأخلاقية، مستنيراً بكل المبادئ الإنسانية، مستفيداً بالقدرة على التمييز بين الخطأ والصواب، والفهم العميق لحقائق الأمور المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتطوراتها ومستجداتها وتحدياتها.

ويتلخص اقتراحي، الذي أطرحه على من يتبنون مشاريع تهجير الفلسطينيين، بضرورة البدء الفوري، بإطلاق عمليات «التهجير العكسي» للصهاينة، الذين تسببوا في إشعال الصراع في المنطقة، ونقلهم إلى أوطانهم الأصلية، وبلدانهم التي جاؤوا منها كالجراد، إلى فلسطين المحتلة، وعاثوا فيها فساداً في البلاد، وإفساداً في العباد.

وهذا يستدعي تدشين جسور جوية، لنقلهم من «تل أبيب»، على متن طائرات النقل العسكري الأمريكية التكتيكية، من طراز (سي 17) متعددة الاستخدامات، متنوعة الخدمات، التي يمكنها التعامل مع مختلف الوجهات والمسافات، والتكيف مع جميع الحمولات.

ومن خلال هذه العمليات، يتم «تهجير» المستعمرين الصهاينة المسعورين، الذي استقروا في فلسطين، وسرقوا أراضي الفلسطينيين.

وهكذا، من تم استقدام عائلته من بولندا ورومانيا والنمسا، والمجر وغيرها، فلينقل إلى مسقط رأس أجداده، في أوروبا الشرقية.

ومن جاؤوا بعائلاتهم من مولدافيا ولاتفيا وليتوانيا وغيرها، فليتم تهجيرهم إلى بلدانهم الأصلية، وليس من حقهم أن يزاحموا الفلسطيني في أرضه وفي وطنه.

وليس من حق الصهيوني، الذي نمت جذوره وتفرعت وتشعبت في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، أن يزاحم الفلسطيني العربي في أرضه، ويقيم في مستوطنة استعمارية في الضفة الغربية المحتلة وغيرها.

وليس من حق اليهودي الأثيوبي، الذي نقلت عائلته عبر عملية «موسى» التي نفذتها «تل أبيب» في ثمانينيات القرن الماضي وضمت الآلاف من يهود «الفلاشا»، الادعاء أن فلسطين هي وطنهم.

ولأن أوكرانيا، هي الموطن الأصلي لمعظم اليهود المتطرفين، والصهاينة المتشددين، الذين هاجروا إلى فلسطين، وساهموا في إنشاء الكيان الصهيوني المصطنع، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، جولدا مائير، وموشيه ديان، وإسحاق رابين وليفي اشكول، وكل هؤلاء لعبوا أدواراً شيطانية في استعمار فلسطين، واحتلال وإحلال اليهود في ربوعها.

ولأن أوكرانيا، تعتبر مكاناً مهماً وملهماً وليس مهملاً، من الناحية الدينية لليهود، بمذاهبهم المتشددة، وتياراتهم المتشنجة، سواء كانوا من (الحريديم) أو (الحسيديم).

أقترح ترحيل المستعمرين الأوكرانيين، إلى وطنهم الأصلي، خاصة أنهم يساهمون حالياً في رسم السياسة الإسرائيلية المعادية لكل فلسطيني.

وهم يشكلون خزاناً بشرياً استراتيجياً، لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، داعماً لمشاريعها الاستيطانية، ومخططاتها التوسعية.

وفي مقدمتهم المستوطن المتطرف المتعجرف «بتسلئيل سموتريتش»، الأوكراني الأصل والجذور، الذي يشغل حالياً منصب وزير المالية، في حكومة نتنياهو العنصرية.

وأقترح ترحيل هذا المتطرف وعائلته إلى وطنهم الأصلي ونقل وزير المالية الإسرائيلي إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا، حيث المعارك الدائرة في الشرق والجنوب، ليدافع عن القضية الأوكرانية.

والمعروف أن هذا المستوطن الصهيوني الذي جاءت عائلته من أوكرانيا، يعيش في مستوطنة «كدوميم» المقامة في الضفة الغربية المحتلة، وقام ببناء مسكنه بشكل غير قانوني بوضع اليد على الأرض الفلسطينية.

وهو يعارض بكل بجاحة قيام دولة فلسطين المستقلة، وينكر بكل وقاحة وجود الشعب الفلسطيني ويدعو لتعيين رئيس أركان هجومي ـ على حد قوله ـ لتنفيذ مهمة احتلال غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف اطلاق النار.

ومن المؤكد، قانونياً وحقوقياً أن هذا المستوطن الأوكراني الأصل، ليست له أي حقوق في فلسطين المحتلة، وليست له أي مبررات أو مسوقات، أو حيثيات للتواجد الاستيطاني على التراب الفلسطيني، والتصرف الشيطاني في الأراضي المحتلة، وكأنها من ممتلكاته الخاصة.

ونصل أخيراً إلى المتطرف الصهيوني العنصري «ايتمار بن غفير»، الوزير السابق لما يسمى «الأمن القومي» الإسرائيلي.

فهذا المتعجرف، يستحق التهجير خارج فلسطين المحتلة، بعيداً عن مستوطنة «كريات أربا» أو «أربع»، التي يقيم فيها في الخليل، وتعتبر معقل الإجرام الاستيطاني، والإرهاب الصهيوني.

ومن المؤكد أن أنسب الأماكن لترحيل أو «تهجير» هذا المستوطن المسرطن، هو نقله إلى جزيرة «غرينلاد»، التي يسعى الرئيس الأمريكي للاستحواذ عليها والسيطرة على مقدراتها.

وهناك يمكنه الإقامة في مستوطنة «ثلجية»، بمشاركة زميله في الإجرام الصهيوني المدعو «عميحاي الياهو» الذي يسمونه وزير «التراث النووي»، بحكم مطالبته بإلقاء قنبلة نووية على الفلسطينيين!

ورغم أنه تولى حقيبة ما يسمونها وزارة «التراث الثقافي» الإسرائيلي، لكنه يعتبر أكثر وزراء حكومة نتنياهو غباء، ومواقفه تؤكد أنه لا توجد في رأسه ذرة واحدة من الثقافة، ودائما تصريحاته تتسم بالغباء.

وهي تطفح أيضاً بالعداء للفلسطينيين والمسلمين، ومن بينها مطالبته بحذف مسمى شهر رمضان من «روزنامة» الشهور، بالإضافة إلى دعوته إلى احتلال سيناء.

ورغم أنه من أصول عراقية، لكن مواقفه «العرقية» تتصف بالعنصرية والكراهية.

ولهذا من الضروري إبعاده عن المنطقة، وتهجيره إلى «غرينلاد»، لحماية الشرق الأوسط من شروره، ليبقى هناك وسط الأجواء المثلجة، مما سيساهم في تبريد أعصابه المتوترة.

ولا أنسى ضرورة «تسفير» أو تهجير المدعو «أفيخاي أدرعي» الذي يشغل وظيفة «المثرثر» الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، حتى يواصل «الثرثرة» والهذيان هناك وسط ثلوج «غرينلاد»، غير القابلة للذوبان!.

اقرأ المزيد

alsharq كيف يُساهم المجتمع في بناء نفسه؟

اهتمت الدول الغربية بنظام الوقف، وقد ساهم ذلك بفعالية في بناء المجتمع واستقلاله في إدارة شؤونه عن الدولة؛... اقرأ المزيد

45

| 08 ديسمبر 2025

alsharq اليوم الوطني.. مسيرة بناء ونهضة

أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام قطر، يومٌ تتزيّن فيه الدوحة وكل مدن البلاد بالأعلام والولاء... اقرأ المزيد

51

| 08 ديسمبر 2025

alsharq أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة، ولا يطالبك بأن تصفق له. أما نصف المثقف فيقف بينك... اقرأ المزيد

57

| 08 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية