رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تغيير المؤتمر الإسلامي إلى التعاون ليس شكليا ويهدف لتطوير المنظمة
لم يكن المؤتمر- الذي يعقد مرة كل عامين -عاديا فقد تجاوز الملفات والبنود التي اعتاد بحثها واتخاذ قرارات روتينية بشأنها بعد أن فرضت جملة المتغيرات الناتجة عن الثورات والأزمات في المنطقة العربية حضورها القوي على جدول أعماله وهو الأمر الذي جعلها عنوانا رئيسيا لمعظم الجلسات العامة واجتماعات اللجان المتخصصة وإن ألقي الموقف المتحفظ لقازاخستان - الذي ينظر إلى هذه الأحداث بحسبانها تصب في رفع وتيرة الاضطرابات في المنطقة ونتجت عن مجرد الاختلال في منظومة النمو الاقتصادي والاجتماعي في البلاد التي تشهدها عبر عنه رئيسها "نور سلطان نزار باييف "في كلمته في افتتاح المؤتمر أو وزير خارجيته " أرجان قاضي خانوف" في مداخلاته خلال الجلسات ولقاءاته الإعلامية بظلاله على البيان الختامي للمؤتمر الذي صدر باسم إعلان أستانة حيث لم يتضمن سوى التعبير عن القلق تجاه الأحداث في ليبيا دون أن يتطرق إلى تحديد موقف من كل من الأزمة الليبية والأزمة السورية رغم حالة التدهور التي تعيشها البلدان من جراء تفاقم الأوضاع فيهما خاصة في الحالة السورية التي تشهد استمرارا في قيام قوات الجيش والأمن في توجيه الضربات القوية للمحتجين تحت حجة محاربة الجماعات المسلحة والإرهابية مما طرح تساؤلات عدة عن أسباب هذا التجاهل ما زالت دونما إجابات.
ولكن للإنصاف فإن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان عبر بصدق في تقريره الشامل في افتتاح عن الرفض القاطع لأي ممارسات سلبية ضد المطالبين بالديمقراطية والعدالة والحرية وعندما سألته شخصيا عن ازدواجية المعايير في التعامل مع الحالة السورية والتي لم يصل الموقف منها إلى حد الموقف الذي تبنته المنظمة وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية تجاه الوضع في ليبيا أجابني بالحرف الواحد: إن المنظمة لا تتبنى سياسة ازدواج المعايير فيما يتعلق بتعاملها مع الأوضاع التي تشهدها كل من سوريا وليبيا واليمن فقد أصدرت ثلاثة بيانات شديدة اللهجة حول هذه الأوضاع تؤكد بشكل قاطع رفض سفك الدماء وقتل المواطنين لكننا ننتهج الدبلوماسية الهادئة في الحديث مع حكومات هذه الدول ونحن نفضل العمل عبر هذا النوع من الدبلوماسية التي من شأنها أن توفر نوعا من الحذر والحيطة والتروي لأن الأمر يتعلق بوقف سفك الدماء وتمهيد الأجواء لقيام الحوار الوطني بما في ذلك البحرين وقد أرسلت مبعوثا خاصا للرئيس السوري بشار الأسد قبل فترة وبحث كما كلفت بعثة من مسؤولي المنظمة بالتوجه إلى طرابلس قبل أيام وسيتوجه إلى بني غازي خلال هذا الأسبوع ليواصل بحث المسألة مع المجلس الانتقالي الذي لم نعترف به لأنه ليس من شأن المنظمة الاعتراف بالدول أو الحكومات بيد أن هناك عددا من الدول الأعضاء فيها قررت من قبل الاعتراف بالمجلس.
ويمكن القول إن التحول إلى مسمى منظمة التعاون الإسلامي عوضا عن المؤتمر الإسلامي شكل جانبا مهما من جوانب استثنائية مؤتمر أستانة رغم طابعه الشكلي فهو قد حرر المنظمة من مسمى لم يكن ذي معنى واضح المعالم فمفردة المؤتمر تنطوي على عمومية وتفتقد دفء الخصوصية وكل يوم بل كل ساعة يعقد مؤتمر في منطقة من العالم ومن ثم كان من الضروري التحول عن هذا المسمى الذي ظل سائدا لأربعين عاما ومعبرا عن حالة تجمع نفر من قادة وزعماء الدول الإسلامية في العام 1969 للتصدي لتداعيات الحريق الذي تسبب فيه متطرف صهيوني في هذا العام ضمن المخطط العدواني للدولة العبرية للقضاء على المقدسات الإسلامية خاصة بمدينة القدس وفي الصدارة منها بالطبع المسجد الأقصى وما زالت مصرة على الاستمرار في تنفيذ هذا المخطط على نحو لا يقيم وزنا للكتلة الإسلامية أو العرب أو المنظمات الدولية التي ترفض هذه المخططات على مستوى الخطاب فقط دون أن يمتد تأثيرها إلى منطقة الفعل التي تحتاج إلى إرادة سياسية قوية يبدو أنها لم تتبلور بعد.
وتزامنت الموافقة على تغيير مسمى المنظمة قرار تغيير شعارها المكون من خارطة للكرة الأرضية فيها القارات التي تنتمي إليها الدول الأعضاء بالمنظمة وتتوسطها الكعبة المشرفة كدلالة على توحد العالم الإسلامي
وقد سألت الدكتور أكمل الدين إحسان أغلو عن دلالات الاسم وأنه مجرد تغيير شكلي دون أن يمتد إلى إحداث تغيير في منهجها فعقب قائلا: هذا كلام يجانبه الصواب، فالشعار والاسم الجديدان لا يعكسان النواحي الشكلية فقط، بل هما امتداد لفلسفة ومفاهيم جرى تطويرها والتباحث في شأنها منذ ست سنوات، وانطلقت بها المنظمة عندما وضعت منهجا فعليا وجادا والذي يتمثل في برنامج العمل العشري الذي تمت المصادقة عليه في قمة مكة الاستثنائية عام 2005، كما ذكرت لك، وهو برنامج يرمي إلى تعزيز التضامن الإسلامي وتحويله من مجرد شعارات إلى خطة عملية ومنهجية يمكن تحقيقها في إطار إنجازات شاملة تضم الجوانب السياسية والتعاون التجاري والاقتصادي، والتنمية، فضلا عن الارتقاء بالجوانب الثقافية.. فضلا عن ذلك فإن تغيير الشعار والاسم يأتي بعد وضع ميثاق جديد يؤسس لمبادئ تتوافق مع متطلبات العصر، والمتغيرات الدولية التي شهدها العالم الإسلامي والعالم أجمع.. إذن تغيير شعار المنظمة واسمها لا يقف عند حدود الشكل، بل هو تطور طبيعي لما آلت إليه المنظمة كونها باتت جهة فاعلة ونشطة على مستوى العالم الإسلامي.
وشكل الاتفاق على تأسيس هيئة دائمة ومستقلة لحقوق الإنسان تتبع منظمة التعاون الإسلامي تطورا نوعيا في مسار وأداء المنظمة يجعلها أكثر اقترابا من التعبير عن الشعوب تمكن مؤتمر أستانة من إنهاء الخلافات التي نشأت بين كل من المملكة العربية السعودية وإيران على استضافة مقرها وذلك بعد تدخل الوفد المصري الذي اقترح أن يكون مقر المنظمة مقرا لهذه الهيئة الوليدة.
وثمة حرص بدا واضحا لتفعيل كفاءة وحركة المنظمة للانطلاق إلى جوانب عملية تتقاطع مع مصالح الأمة الإسلامية وهو ما تجلى في جملة من الأفكار والمقترحات التي قدمها رئيس قازاخستان نور سلطان نزار باييبف في مداخلته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي والتي يمكن إيجازها فيما يلي:
أولا: إن القدرة على مواجهة التحديات الهائلة التي تواجه العالم الإسلامي تتطلب بالدرجة الأولى تحقيق السلام والاستقرار والمضي قدما باتجاه التحديث والتقدم العلمي والتكنولوجي فالأمة الإسلامية تمتلك إمكانات ضخمة لكنها في حاجة إلى استحداث الآليات الفعالة لتوظيفها واستغلالها على نحو يؤدي إلى توسيع الاستثمارات المشتركة والتعاون الكفء في المجال التقني.
ثانيا: من الضرورة بمكان استعادة النهضة الحضارية الإسلامية التي شكلت في قرون سابقة أساسا قويا لانطلاق النهضة الأوروبية الحديثة وتساءل عن عدم قدرة الدول الإسلامية على تحقيق مراكز متقدمة في مجال العلوم التطبيقية بينما تمتلك إمكانات بشرية وطبيعية ضخمة.
ثالثا: إن الدول الإسلامية تمتلك 70 في المائة من موارد العالم لكنها في المقابل لا تمتلك سوى 7 في المائة من حجم التجارة العالمية وهو وضع غير مقبول ويستوجب تعزيز كفاءة هذه الدول وتطويرها للعمل مع من أجل تحقيق التنمية كما يتطلب توفير البيئة السياسية والفكرية والاجتماعية لتهيئة أفضل الظروف للنهوض مجددا بالعالم الإسلامي.
رابعا: إطلاق منتدى للحوار بين أكبر عشر اقتصاديات في العالم الإسلامي وإقامة صندوق إقليمي لتقديم العون في المجال الزراعي والغذائي للدول الأعضاء فالمطلوب هو حوالي تريليون دولار للحفاظ على الموارد الزراعية وتلبية متطلبات الشعوب الإسلامية حتى العام 2030.
خامسا: إن هناك إمكانية هائلة للتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي، نظرا لإمكانات دولها الاقتصادية، الأمر الذي يستدعي خلق آليات فعالة للتعاون الاقتصادي، وللدعم المتبادل وتعزيز التنمية فضلا عن اتخاذ التدابير اللازمة من أجل تعزيز المبادئ الأساسية للعمل المصرفي الإسلامي، وإنشاء بورصة إسلامية.
السطر الأخير:
وجهك لم يغادرني في أستانة
رأيتك في النهر الحالم والبنايات الزجاجية
وخضرة الحقول الممتدة
ولون صبايا المدينة المغزول بالحنطة والرمان
شاهدتك شمسا تبث دفئها
فتسترخي البلاد بواحة عينيك
تبثني أريجا وسفرا للعشق دونما عنوان
تنفست براحتيك أيتها النائية القريبة
المدهشة الراسمة في الأفق عبيرا لا ينسى
متوجة بالياقوت والمرجان
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
17388
| 11 نوفمبر 2025
في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال وتحفيز الاستثمار تبنّت دولة قطر نموذجًا قانونيًا لمنح فرص الإقامة للأجانب بضوابط قانونية محددة، أبرزها ما ورد في المادة (7) من قرار مجلس الوزراء رقم (28) لسنة 2020 والذي ينظم منح الإقامة للأجانب من خلال التملك العقاري في قطر، فقد فتحت الباب أمام غير القطريين للحصول على الإقامة عبر تملك العقارات أو الانتفاع بها، وفق شروط دقيقة. ويأتي هذا التوجه ضمن سياسة الدولة في تشجيع الاستثمار العقاري، وضخ المزيد من الاستثمارات في السوق العقارية المحلية، ويساهم في تحقيق رؤية قطر التنموية التي تسعى لجعل البلاد وجهة إقليمية رائدة للاستثمار والعيش الكريم. من شروط الحصول على الإقامة العقارية في دولة قطر لملاك العقارات غير القطريين، وأن يكون مؤهلاً للحصول على إقامة دائمة، كما وضع القانون شروطا واضحة ولابد من توافرها، بأن يشترط أن يقيم المستثمر داخل دولة قطر مدة لا تقل عن 90 يومًا في السنة، سواء كانت إقامة متصلة أو متقطعة حتى تستمر الإقامة في سريانها، ولاسيما أن تكون قيمة العقار لا تقل 730 ألف ريال قطري ويتم تقييم العقار وفقًا للقيمة السوقية المعتمدة من إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل ولا يقتصر ذلك فقط على قيمة الشراء المتفق عليه بين الطرفين، وإضافة على ذلك إذا بلغت قيمة العقار 3 ملايين و650 ألف ريال قطري أو أكثر فإن المالك المنتفع به يُمنح امتيازات إضافية لحاملي الإقامة الدائمة وتشمل التعليم الحكومي والرعاية الصحية وبعض التسهيلات الاستثمارية، وتظهر هذه الشروط ضمان جدية المستثمر. ويشدد القانون على أهمية إقامة مالك العقار في الدولة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من كل عام متصلة أو متواصلة، ويُقصد من هذا الشرط ضمان ارتباط حامل الإقامة العقارية فعليًا بدولة قطر، وعدم الاقتصار على التملك من الخارج دون تواجد فعلي، وفي الحالات الاستثنائية التي يتعذر فيها على المالك تحقيق شرط الـ90 يومًا بسبب ظروف قاهرة أو ضرورات خاصة تتيح اللوائح إمكانية تقديم طلب استثناء أو عذر رسمي للجهات المعنية، على سبيل المثال يمكن للمالك التقدم بطلب “تصريح عودة مقيم” لدى وزارة الداخلية إذا اضطر للبقاء خارج قطر مدة طويلة تتجاوز المسموح به، وذلك حفاظًا على صلاحية إقامته، يمنح تصريح العودة للمقيم فرصة عدم إسقاط إقامته عند تجاوز المدة المحددة للبقاء خارج البلاد والتي تكون عادة 6 أشهر كحد أقصى للإقامة العادية، حيث يتم توضيح أسباب الغياب وتقديم المستندات الداعمة للحصول على موافقة استثنائية، وبهذا الإجراء القانوني يمكن للمالك الحفاظ على إقامة العقار الخاصة به رغم عدم استيفائه شرط 90 يومًا في السنة في بعض الحالات الاستثنائية، شريطة موافقة الجهات الرسمية المختصة على العذر المقدم وفق الأصول القانونية. وفي سياق تحديد قيمة العقار المعتمد لهذا الغرض، أوضح القانون أن المرجعية تكون للقيمة السوقية التي تعتمدها إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل، وليس فقط سعر الشراء المُعلن، بمعنى آخر تحتسب أهلية العقار لمنح الإقامة بناءً على تقييم رسمي يعكس القيمة السوقية الحقيقية للعقار، هذا الإجراء يهدف إلى ضمان النزاهة وعدم التحايل في تقدير قيمة العقارات المطلوبة للحصول على الإقامة، وفي حال اختلف التقييم الرسمي عن سعر الشراء بشكل يؤثر على استيفاء شرط الحد الأدنى للقيمة، يمكن للمستثمر العقاري التقدم بطلب اعتراض أو إعادة تقييم لدى الجهات المختصة، لتصحيح أي تفاوت محتمل في تقدير قيمة العقار، وتتم عملية الاعتراض عبر تقديم المستندات والبيانات اللازمة لإعادة تقييم العقار من قبل إدارة التسجيل العقاري، حرصًا على أن يحصل المالك على حقه في التقييم العادل الذي يؤهله للإقامة العقارية إذا انطبقت الشروط. أما في حال قيام المالك ببيع العقار الذي منح بموجبه الإقامة، فإن رخصة الإقامة العقارية المرتبطة بهذا العقار تصبح مهددة بالإلغاء تلقائيًا لزوال سبب منحها، ولتفادي فقدان الإقامة فورًا حددت السلطات مهلة زمنية تمنح للمالك السابق من تاريخ بيع العقار، وذلك ليقوم خلالها إما بشراء عقار بديل يستوفي الشروط أو بتغيير وضع إقامته إلى كفالة أخرى مشروعة، وتبلغ مدة المهلة الممنوحة 3 أشهر من تاريخ بيع العقار، فإذا تمكن خلالها من شراء عقار بديل للقيمة المحددة 730 ألف ريال قطري على الأقل ونقل ملكيته باسمه، يستطيع حينها نقل الإقامة العقارية إلى العقار الجديد والاستمرار بالتمتع بها دون انقطاع، أما إذا انقضت المهلة دون شراء عقار جديد للشروط أو ترتيب كفالة إقامة بديلة مثل الانتقال لكفالة عمل، فإن الإقامة العقارية تُلغى بانتهاء تلك المهلة لانتهاء سبب استحقاقها، هذا التنظيم يمنح المستثمر الجاد فرصة لإعادة ترتيب أوضاعه دون إخلال فوري باستقراره في البلاد، وفي الوقت ذاته يضمن عدم بقاء الإقامة بدون أساس قانوني مستمر. الجدير بالذكر أن القانون نفسه ميّز امتيازات إضافية للمستثمرين العقاريين الذين تبلغ قيمة ممتلكاتهم العقارية حدًا أعلى، فبحسب المادة (7) سالفة الذكر، إذا وصلت القيمة السوقية للعقار الذي يمتلكه الأجنبي إلى 3,650,000 ريال قطري أو أكثر ما يعادل مليون دولار أمريكي تقريبًا، فإن مالك العقار يحظى بامتيازات إقامة دائمة مماثلة لتلك التي يتمتع بها حامل بطاقة الإقامة الدائمة، وتشمل هذه الامتيازات التعليم والصحة المجانية في المؤسسات الحكومية لأفراد أسرته، إضافة إلى تسهيلات في مجال الاستثمار والمعاملات التجارية، وبذلك يعد حافزًا كبيرًا للمستثمرين الراغبين في مزايا طويلة الأمد.
9510
| 13 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
9468
| 10 نوفمبر 2025