رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الغدنانه أحمد غيث الكواري

مساحة إعلانية

مقالات

0

الغدنانه أحمد غيث الكواري

درس صغير جعلني أفضل

05 ديسمبر 2025 , 05:00ص

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها نفس الروتين ونفس الخطوات، لكن بين هذه التفاصيل الهادئة يختبئ درس صغير قد لا ننتبه له إلا عندما نتوقف ونفكر. هذا الأسبوع، وبينما كنا في الحصة، طلبت منا المعلمة أن نكتب ملاحظة بسيطة لصديقة نحبها.

كتبت لصديقتي عبارة قصيرة تقول:

«أنا سعيدة بوجودك في حياتي»

لم أكن أتوقع أن تؤثر هذه الجملة الصغيرة في أحد، لكن عندما قرأتها صديقتي تغيرت ملامحها فوراً، وابتسمت بطريقة مختلفة جداً، وكأن الكلمة التي كتبتها كانت الشيء الذي كانت تنتظره طوال اليوم.

وقالت لي بهدوء:

«كنت أحتاج لهذه الكلمة»

في تلك اللحظة فهمت أن الكلمة الطيبة لا تحتاج قوة ولا وقتًا طويلاً، وأنها قد تصل إلى قلب الإنسان بطريقة لا نتوقعها أبداً، وكأنها رسالة تأتيه في الوقت المناسب تماماً

وزاد يقيني أن بعض الكلمات الصغيرة يمكن أن تغير مزاج يوم كامل، وتمنح إنساناً طاقة لم يكن يجدها قبل دقائق فقط.

كما أدركت أن اللطف لا يغير الآخرين فقط، بل يغيرنا نحن أيضاً، فهو يجعلنا أكثر وعياً بمشاعر من حولنا، وأكثر قدرة على رؤية الجمال في التفاصيل التي نتجاهلها عادة.

وبدأت أفهم أن التعامل الطيب ليس ضعفاً كما يظن البعض، بل هو قوة هادئة تدل على قلب مرتاح ونية صافية.

ومن هذا الموقف قررت أن أجرب عادة جديدة

كل أسبوع أقدم “لحظة لطف” لصديقة واحدة 

قد تكون كلمة، أو رسالة، أو مساعدة بسيطة، أو مجرد سؤال صادق: 

“هل أنتي بخير؟”

لأن هذه اللفتة الصغيرة قد تكون السبب في أن تشعر إحداهن أن العالم ما زال بخير.

وقد يكون الدرس صغيراً لكن أثره استمر معي طوال الأسبوع، وأعاد لي الإحساس بأن اللطف هو أجمل قرار يمكن أن نكرره دائماً، وأنه الطريق الأقصر لصنع فرق في حياة أي شخص مهما كان صغيراً.

ولذلك أصبح هذا الموقف بالنسبة لي تذكيراً يومياً بأن خير الكلمات تبقى، وأن أجمل الآثار تبدأ من أبسط لحظة صدق.

مساحة إعلانية