رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبد العزيز عبدالهادي حسن الأحبابي

مساحة إعلانية

مقالات

42

عبد العزيز عبدالهادي حسن الأحبابي

دور الخدمة الوطنية في ترسيخ الحس الأمني لدى الأجيال الجديدة

05 ديسمبر 2025 , 05:00ص

تعد الخدمة الوطنية في دولة قطر من أهم محاضن بناء الإنسان وإعداد جيل يحمل قيم الانضباط والمسؤولية، ويملك وعيًا أمنيًا راسخًا يسهم في حماية المجتمع واستقراره. فالأمن ليس مهمة الأجهزة المختصة فحسب، بل هو واجب مشترك بين أبناء الوطن جميعاً، يترجم قوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ (المائدة: 2). 

ولاشك أن التعاون في حفظ الأمن من أعظم صور البر والتقوى.

لقد أثبتت التجربة أن الخدمة الوطنية تسهم بشكل مباشر في غرس الحس الأمني لدى الشباب، فالمجند يعتاد اليقظة والانتباه والانضباط الدقيق، ويدرب على قراءة المواقف ومعرفة مكامن الخطر، وعلى العمل بروح الفريق والمسؤولية. وهذه القيم تتوافق مع توجيه النبي الكريم ﷺ حين قال:» كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». فالشاب الذي يتخرج من معسكره يكون قد مارس الرعاية والمسؤولية عمليًا في حياته اليومية.

كما أن الحس الأمني الذي يتشكل في التجربة الميدانية ينعكس على سلوك الشباب بعد التخرج، فيصبح أكثر وعياً بالأنظمة، وأكثر حرصًا على سرية المعلومات، وأكثر قدرة على مواجهة الشائعات والتحذير منها، امتثالاً لقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ (الحجرات:6). فالتحقق من الأخبار وعدم التسرع من أهم مقومات الحس الأمني في زمن تنتشر فيه الشائعات والرسائل المغلوطة بسرعة. 

ومن التوجيه النبوي الجامع الذي يمثل قاعدة عظيمة في الأمن الذاتي والاجتماعي، قول النبي ﷺ:» لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين»، وهو حديث يربي على اليقظة والحذر والانتباه، وهي ذاتها القيم التي تتعزز في بيئة الخدمة الوطنية.

 كما تسهم الخدمة الوطنية في حماية الشباب من الاختراقات الفكرية والسلوكية، وفي تحصينهم من المخاطر الالكترونية والتهديدات الرقيمة، وذلك عبر برامج توعوية مكثفة، مما يجعلهم أكثر وعيًا بأهمية الأمن المعلوماتي، ومصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ (البقرة:195). فالحذر واجب، والوقاية مقدمة على العلاج.

وفي نهاية المطاف، فإن دور الخدمة الوطنية يتجاوز التدريب العسكري إلى صناعة إنسان واع، يحمل حسا أمنياً يحمي به نفسه ووطنه، ويتصرف بمسؤولية أينما كان. فترسيخ الحس الأمني هو استثمار طويل الأمد، يخرج جيلاً يدرك قيمة الأمن، ويسهم في حفظه، ويترجم ذلك سلوكًا يوميًا وسياجًا يحمي المجتمع من الداخل. 

إنهم شباب تعلموا أن الأمن نعمة، وأن المحافظة عليه عبادة، وأن خدمة الوطن شرف يتوارثه الأبناء عن الآباء.

اقرأ المزيد

alsharq الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل كراية مرفوعة تتقدم بثبات لا يعرف الانحناء. خطا اللاعبون إلى... اقرأ المزيد

789

| 06 ديسمبر 2025

alsharq كيف ساهم علم النفس في تطبيع السلوكيات المؤذية؟

في خضم التطور الكبير الذي شهده علم النفس في العصر الحديث، ظهرت مصطلحات جديدة أخذت مكانها في الأذهان،... اقرأ المزيد

54

| 05 ديسمبر 2025

alsharq الحقيقة والسراب ونمو المجتمعات

الثراء الحقيقي هو ثراء النفس والذهن والروح والثراء لا ينبع بدون حقيقة مادية ملموسة وهذه الحقيقة تتكون من... اقرأ المزيد

72

| 05 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية