رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بين جمعة الغضب وجمعة الرحيل ندخل أسبوع الصمود و(الريس) يرفض أن يتزحزح عن كرسيه الذي وعلى ما يبدو سيحتاج لعملية فصل توأمة بينه وبين (عنيد) من المؤسف إنه حكم دولة بحجم مصر طوال ثلاثة عقود ليأتي اليوم وسط مطالبات مليونية بالتنحي ليقول (أنا لدي دكتوراه في العند)!!..فهل يحتمل الوضع اليوم أن يتصرف مبارك مثل الأطفال ويكابر على حساب شعب يجاهد لأجل الحرية والعدالة لمجرد أن يبقى على رأس السلطة ويخرج بعد شهور هي الباقية من عمر ولايته خروجاً شرعياً دستورياً وكفى الله الشعب ما لاقاه في سبيل تخلصه من هذا البغيض غير المبارك؟!.. أي رئيس كان هذا الذي يرى اليوم دماء شعبه تسيل تحت عجلات عربات الشرطة والسيارات التابعة لهيئات دبلوماسية ولا يرف له جفن يقول له كفى وفارقهم قبل أن تفارق الحياة وتلقى وجه ربك ويسألك عن رعية لم تكن الأجدر برعيتها وبحقن دمائها؟!..أي رئيس هذا الذي يرى ثمانين مليوناً يرفضونه ومع هذا لا يتحرك قيد أنملة عن كرسيه ويعتبر رئيس وزرائه الذي يستحق أن نشفق عليه السيد شفيق أن ما يجري هو (احتكاكات شعبية) سرعان ما سيغادر منظموها إلى بيوتهم وسيخلون ميدان التحرير وما جاوره وستعود الأمور إلى ما كانت عليه؟!..والله إني أكاد أجزم بأن مبارك لا يشاهد التلفاز ولا يسمع صوت المظاهرات المليونية الحاشدة وربما هو يقبع في غرفة عازلة للصوت فقط ليستمر رئيساً في مخيلته ومخيلة من يهمهم من ذوي المناصب أن يبقى على رأس السلطة في مصر التي باتت ترفضه عن بكرة أبيها وتطالبه بالرحيل الذي يجب أن يعقبه سيل من المحاكمات في حال نجح هذا الشعب في خلعه بعد أكثر من (12) يوماً تفجرت فيها مصر مطالبة بأن يغادر مبارك الحكم عاجلاً غير آجل، وبان من خلال هذه المدة إن العالم بات بائعاً لمبارك بثمن بخس وأول البائعين كانت واشنطن الذي انبرى رئيسها أوباما بالتلويح أولاً عن أهمية انتقال السلطة في مصر انتقالاً سلساً يبدأ من الآن ولينتهي بالتصريح الجاد بأن مبارك قد فقد شرعيته تماماً وسط الرفض الشعبي الكبير له ومطمئناً شباب مصر بأنه (يسمع أصواتهم) ولا أدري معنى هذه الجملة المريبة التي أكد فيها أوباما أنه يقف قلباً وقالباً معهم في إشارة واضحة لبناء شعبية له وسط شعب يفهم ما يرمز له أوباما وحكومته من وراء هذا التعاطف الصوري لمظاهراته وحشوده المليونية!.. وليس أوباما فقط من باع مبارك فالغرب بأسره يعرض مبارك للبيع وسط عروض خاصة وبأسعار زهيدة ترمز بقوة إلى أن حسني لم يعد له فائدة في المرحلة القادمة لقضايا المنطقة العربية، لاسيما السلام في الشرق الأوسط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإن هناك من هو الأجدر لقيادة مصر مستقبلاً ولعلكم سمعتم مثلي إن هناك بعض القنوات المصرية المضللة تحاول أن تشيع بأن لقطر دوراً كبيراً في قلقلة الاستقرار في مصر وإنها كانت (مركز تدريب للناشطين السياسيين) مهمتها إثارة الفتن وقلب نظام الحكم في مصر في هذه الفترة بالذات مثل قناة (المحور) الخاصة المصرية، التي استضافت بغباء إعلامي مضحك إحدى (الفاشلات) التي ادعت أنها تلقت تدريبات لزعزعة الاستقرار في مصر في مراكز بإسرائيل وقطر كناشطة سياسية وبإيعاز من قوى خارجية تهمها في هذه المرحلة أن تنشغل القاهرة وباقي المحافظات بالمظاهرات وقلقلة الأمن لتحقيق مصالح لها داخل الأراضي المصرية ولتفضحها بعد ذلك قناة (دريم) الخاصة المصرية بشهود أكدوا أن هذه الغبية ماهي سوى (صحفية مبتدئة) تم طردها من إحدى الصحف المصرية الحكومية بعد أن ضاقت بها ذرعاً في (فبركتها للأخبار والأحداث) وخيالها الخصب في التأليف الفاشل ليتم تجنيد غبائها هذا في الإساءة لسمعة قطر وعبر قناة معروف عنها حبها العقيم للإثارة حتى وإن كان ذلك على حساب دولة مثل قطر تعد حمامة سلام للعالم، لاسيما للمنطقة العربية التي تجد في موانئ المصالحة القطرية فرصة لإرساء سفن النزاع عندها!.. فلماذا الزج باسم قطر في كل مصيبة عربية والنوء بها في كل مناسبة سعيدة؟!.. ولماذا تعد قطر عقدة في الوقت الذي يجب على الغير أن ينشغل بمشاكله ومصائبه ويرجو في هذه اللحظة وقفة الأشقاء لا عدائهم ومصر اليوم تحتاج لمن يقف معها وليس العكس؟!.. ونحن هنا في قطر مع شعب مصر في نضاله وجهاده لنيل حريته التي طال حصولها ثلاثين عاماً وجاء اليوم الذي يجب على مبارك أن يرحل وعلى الشعب أن يتنفس هواءً نظيفاً لا يحمل من زفير ثاني أكسيد كربون مبارك ذرة ولا ينهب الحزب الحاكم في شهيقه الأوكسجين الذي بات من حق كل رئة مصرية أن تتنفسه الآن!..لكن من فقد الإحساس فلا حول ولا قوة فقد غدا ميتاً ولا يجوز للميت سوى الدعاء بالرحمة!.. ربنا معاكو!
فاصلة أخيرة:
نبوس ايد سيادتك ورجلك كمان
تخليك معانا يا ريس عشان
وجودك ضرورة فرضها الزمان
ومن غير وجودك حقيقي نضيع
دي مصر بتاعتك واحنا ضيوفك
كفايا علينا يا ريس نشوفك
وعاذرين سيادتك وفاهمين ظروفك
عليك بس تؤمر واحنا نطيع
نؤيد سيادتك لأجل المزيد
من اللي تحقق بفضلك أكيد
بقينا خلاص ع الحميد المجيد
وربك لوحده ف ايده الخلاص
"أحمد فؤاد نجم"
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد تحديثٍ تقني أو خطوةٍ إدارية عابرة، بل كان دون مبالغة لحظةً كاشفة. فحين سمحت منصة (إكس) بقرارٍ مباشر من مالكها إيلون ماسك، بظهور بيانات الهوية الجغرافية للحسابات، لم تنكشف حسابات أفرادٍ فحسب، بل انكشفت منظوماتٌ كاملة، دولٌ وغرف عمليات، وشبكات منظمة وحسابات تتحدث بلسان العرب والمسلمين، بينما تُدار من خارجهم. تلك اللحظة أزاحت الستار عن مسرحٍ رقميٍّ ظلّ لسنوات يُدار في الخفاء، تُخاض فيه معارك وهمية، وتُشعل فيه نيران الفتنة بأيدٍ لا نراها، وبأصواتٍ لا تنتمي لما تدّعيه. وحين كُشفت هويات المستخدمين، وظهرت بلدان تشغيل الحسابات ومواقعها الفعلية، تبيّن بوضوحٍ لا يحتمل التأويل أن جزءًا كبيرًا من الهجوم المتبادل بين العرب والمسلمين لم يكن عفويًا ولا شعبيًا، بل كان مفتعلًا ومُدارًا ومموّلًا. حساباتٌ تتكلم بلهجة هذه الدولة، وتنتحل هوية تلك الطائفة، وتدّعي الغيرة على هذا الدين أو ذاك الوطن، بينما تُدار فعليًا من غرفٍ بعيدة، خارج الجغرافيا. والحقيقة أن المعركة لم تكن يومًا بين الشعوب، بل كانت ولا تزال حربًا على وعي الشعوب. لقد انكشفت حقيقة مؤلمة، لكنها ضرورية: أن كثيرًا مما نظنه خلافًا شعبيًا لم يكن إلا وقودًا رقميًا لسياسات خارجية، وأجندات ترى في وحدة المسلمين خطرًا، وفي تماسكهم تهديدًا، وفي اختلافهم فرصةً لا تُفوّت. فتُضخ التغريدات، وتُدار الهاشتاقات، ويُصنع الغضب، ويُعاد تدوير الكراهية، حتى تبدو وكأنها رأي عام، بينما هي في حقيقتها رأيٌ مُصنَّع. وما إن سقط القناع، حتى ظهر التناقض الصارخ بين الواقع الرقمي والواقع الإنساني الحقيقي. وهنا تتجلى حقيقة أعترف أنني لم أكن أؤمن بها من قبل، حقيقة غيّرت فكري ونظرتي للأحداث الرياضية، بعد ابتعادي عنها وعدم حماسي للمشاركة فيها، لكن ما حدث في قطر، خلال كأس العرب، غيّر رأيي كليًا. هنا رأيت الحقيقة كما هي: رأيت الشعوب العربية تتعانق لا تتصارع، وتهتف لبعضها لا ضد بعضها. رأيت الحب، والفرح، والاحترام، والاعتزاز المشترك، بلا هاشتاقات ولا رتويت، بلا حسابات وهمية، ولا جيوش إلكترونية. هناك في المدرجات، انهارت رواية الكراهية، وسقط وهم أن الشعوب تكره بعضها، وتأكد أن ما يُضخ في الفضاء الرقمي لا يمثل الشعوب، بل يمثل من يريد تفريق الأمة وتمزيق لُحمتها. فالدوحة لم تكن بطولة كرة قدم فحسب، بل كانت استفتاءً شعبيًا صامتًا، قال فيه الناس بوضوح: بلادُ العُرب أوطاني، وكلُّ العُربِ إخواني. وما حدث على منصة (إكس) لا يجب أن يمرّ مرور الكرام، لأنه يضع أمامنا سؤالًا مصيريًا: هل سنظل نُستدرج إلى معارك لا نعرف من أشعلها، ومن المستفيد منها؟ لقد ثبت أن الكلمة قد تكون سلاحًا، وأن الحساب الوهمي قد يكون أخطر من طائرةٍ مُسيّرة، وأن الفتنة حين تُدار باحتراف قد تُسقط ما لا تُسقطه الحروب. وإذا كانت بعض المنصات قد كشفت شيئًا من الحقيقة، فإن المسؤولية اليوم تقع علينا نحن، أن نُحسن الشك قبل أن نُسيء الظن، وأن نسأل: من المستفيد؟ قبل أن نكتب أو نشارك أو نرد، وأن نُدرك أن وحدة المسلمين ليست شعارًا عاطفيًا، بل مشروع حياة، يحتاج وعيًا، وحماية، ودراسة. لقد انفضحت الأدوات، وبقي الامتحان. إما أن نكون وقود الفتنة أو حُرّاس الوعي ولا خيار ثالث لمن فهم الدرس والتاريخ.. لا يرحم الغافلين
900
| 16 ديسمبر 2025
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي يجمع المنتخبين الأردني والمغربي على استاد لوسيل، في مواجهة تحمل كل مقومات المباراة الكبيرة، فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. المنتخب الأردني تأهل إلى النهائي بعد مشوار اتسم بالانضباط والروح الجماعية العالية. كما بدا تأثره بفكر مدربه جمال السلامي، الذي نجح في بناء منظومة متماسكة تعرف متى تضغط ومتى تُغلق المساحات. الأردن لم يعتمد على الحلول الفردية بقدر ما راهن على الالتزام، واللعب كوحدة واحدة، إلى جانب الشراسة في الالتحامات والقتالية في كل كرة. في المقابل، يدخل المنتخب المغربي النهائي بثقة كبيرة، بعد أداء تصاعدي خلال البطولة. المغرب يمتلك تنوعًا في الخيارات الهجومية، وسرعة في التحولات، وقدرة واضحة على فرض الإيقاع المناسب للمباراة. الفريق يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية، مع حضور هجومي فعّال يجعله من أخطر منتخبات البطولة أمام المرمى. النهائي يُنتظر أن يكون مواجهة توازنات دقيقة. الأردن سيحاول كسر الإيقاع العام للمباراة والاعتماد على التنظيم والضغط المدروس، بينما يسعى المغرب إلى فرض أسلوبه والاستفادة من الاستحواذ والسرعة في الأطراف. الصراع في وسط الملعب سيكون مفتاح المباراة، حيث تُحسم السيطرة وتُصنع الفوارق. بعيدًا عن الأسماء، ما يجمع الفريقين هو الروح القتالية والرغبة الواضحة في التتويج. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، والأخطاء ستكون مكلفة في لقاء لا يقبل التعويض. كلمة أخيرة: على استاد لوسيل، وفي أجواء جماهيرية منتظرة، يقف الأردن والمغرب أمام فرصة تاريخية لرفع كأس العرب. نهائي لا يُحسم بالتوقعات، بل بالتفاصيل، والتركيز، والقدرة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
744
| 18 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها من كأس العالم الذي أبهر وأدهش وأتقن، الى احتضان فعاليات كأس العرب. نعم نجحت قطر في جمع العرب في ملتقى استثنائي، بدأ بافتتاح مهيب وأسطوري اجتمعت فيه حضارة العرب وعاداتهم وأحلامهم ونجحت في تقديم فلسفة الاستاد خلال الأيام الماضية على أنه البيت العربي الكبير الذي يجمع العرب متجاوزين الحدود والفوارق. لقد تبيّن لنا أن هناك الكثير مما يجمع العرب، وليس حرف الضاد وحده، فها هي كرة قدم أظهرت أنهم يقفون ويستطيعون البناء وتقديم الأفضل، وأن هناك جيلا متفائلا يؤمن بالمستقبل وبأنه قادر على أن ينهض من تحت الركام، جيل جديد يتنفس عطاءً ويضع لبنات البناء الذي يعيد المجد لهذه الأمة. أما فلسطين فكانت حاضرة في هذا المهرجان الكروي، في تضامن ليس جديدا أو غريبا على قطر وشعبها، ولعل الأوبريت المؤثر حين جمع قصص الاناشيد الوطنية للدول العربية عبّر لكل الحاضرين والمشاهدين أن تحريرها ممكن وان وحدتنا ممكنة. قطر ومن جديد تجمع العرب في كأس العرب للمرة الثانية من المحيط الى الخليج في هذه الاحتفالية الكروية التي تعد الأكبر في العالم العربي، والسؤال الذي يطرح نفسه عن سرّ نجاح قطر مرة تلو الأخرى؟ لقد وضعت قطر بصمتها على خريطة العرب والعالم فأصبح يشار إليها بالبنان لما تمتلكه من قدرات استثنائية على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى وتمثل كأس العرب فصلاً جديداً في هذا الإرث الرياضي الغني والمتنوع. قطر وخلال أعوام مضت وضعت رؤيتها، وحددت هدفها وسخرت امكاناتها، وبذلت كل ما تستطيع لتحقيق ما رأيناه من ترتيبات لإقامة كأس العالم على أرض صغيرة حجما، كبيرة بالفعل فكان لها ما أرادت واستقر الهدف وجاءت في هذه البطولة لتبني على ما تم انجازه وتعطي أكثر وأكثر. تمتلئ ملاعب قطر بالجماهير التي تحول ملاعب المونديال الأيقونية إلى مسرح جديد للإثارة الكروية العربية يستفيد فيها المشاركون والجماهير من منظومة متكاملة، أسست على أرقى المعايير البيئية العالمية، فهي لم تعتمد بناء ملاعب يطلق عليها مصطلح الأفيال البيضاء ببناء أبنية ضخمة لا داعي لها بل شيدت على مبدأ الاستدامة واستخدام أدوات صديقة للبيئة بحيث يمكن تفكيك وإعادة استخدام الملاعب وفق خطة مدروسة بمجرد الانتهاء منها سواء بإعادة تدويرها في مشروعات داخلية أو بالتبرّع بها وإهدائها إلى دول أخرى لرفع كفاءة منشآتها الرياضية إضافة الا أنها ملاعب بلا تدخين وملاعب يصدح فيها صوت الأذان انجاز مختلف ومقدر. يضاف إلى هذه الملاعب المونديالية، أنها استفادت من البنية التحتية الرياضية الواسعة التي أولت قطر اهتماما كبيرا بها بما في ذلك مرافق التدريب الحديثة، ومناطق المشجعين التي توفر تجربة ترفيهية متكاملة وفي نقطة تحسب لهذه الجهود تتضمن الملاعب خيارات أماكن مخصصة للمشجعين من ذوي الإعاقة. وهنا لا بد من ذكر تسهيلات حركة المشجعين من خلال شبكة منظمة من المواصلات فنجاحها يعد حجر الزاوية في انجاح البطولة فهي توفر شبكة نقل حديثة ومتكاملة تتمتع بسلاستها وفعاليتها مع وجود مترو الدوحة العمود الفقري للدوحة الذي يربط غالبية الملاعب والمناطق الحيوية في قطر خلال دقائق معدودة، بجانب منظومة نقل عام فعالة سلسة الحركة خلال الفعاليات الكبرى، فضلا عن طرق حديثة تساهم بصورة كبيرة في تقليل الازدحام وتعزيز انسيابية حركة الجماهير. وإلى جانب ذلك، يتوفر أسطول حديث من الحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة لتقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك خدمة نقل عام مستدامة وفعالة تشمل "مترولينك"، والتي تتمثل في شبكة حافلات فرعية مجانية تربط بين محطات المترو والأماكن المحيطة. لقد ركزت قطر على الاستدامة عبر استخدام حافلات كهربائية وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وتوفير تجربة سلسة في نقل المشجعين مع الأخذ في الاعتبار احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة عند تصميم وسائل النقل والمحطات، وهو الأمر الذي يساعد على ترك إرث مستدام لقطر يعزز من مكانتها كمركز للفعاليات العالمية. وبينما تدار المباريات من جهة تقام مجموعة من الفعاليات الثقافية والترفيهية لتعزيز تجربة المشجعين وخلق أجواء إيجابية وبناء جسور بينهم حيث ترحب قطر بهم بطريقتها وبحسن وكرم الاخلاق والضيافة. أي انجاز هذا، خطوة ٌتحسب وتقدر ونقطةٌ بألف هدف، فقطر تربط استثمارها بالرياضة بتحقيق نمو اقتصادي وسياحي وفي نفس الوقت وفي هذا المحفل العربي الاخوي تزيل اسباب الفرقة وتقرب المسافات في تجمع لم نكن نراه او يشهد له في من سبقها من فعاليات لكأس العرب. أي انجازٍ هذا في أكبر تجمع عربي، إذا هي الارادة الجادة والحقيقية المنتمية، تغلفها الشجاعة والاقتدار الساعية لبث الخير. قطر لا تمتلك المال فقط، إنما هي تتبع قواعد النجاح وتركز على الإنسان وفكره وتطويره، لا تترك جهدا ً في الاستفادة من خبرات الآخرين والتعلم منها والبناء عليها، وتعطي الفرص وتمنح المساحات للعطاء لمن يريد من القطريين أو غيرهم ممن يعيشون على أرضها. من استاد ملعب البيت كان الافتتاح، ولن تكون النهاية، لقد أصبحت قطر على الدوام البيت الذي يجمع ولا يفرق يلم الجراح ويبث الطمأنينة. الأمل يحدونا لأن نزيد ما تم بناؤه فكريا وروحيا ومعنويا في قطر، وفي غيرها من شقيقاتها من الدول العربية والإسلامية، حتى نغدو منارة يهتدى بنا.
690
| 15 ديسمبر 2025