رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عندما أطلق مهرجان النخيل والتمور بالأحساء السعودية شعاره في النسخة الأولى العام الماضي " للتمور وطن " فتلك رسالة لا تحتاج إلى نبش التاريخ ؛ فالشواهد كثيرة على هذه الصدارة ؛ فالعلاقة الحميمية للمنطقة مع النخلة واسعة وتاريخية تمتد لألوف السنين ؛ فقد كانت المنطقة بتمورها و خراجها الضخم هي الممول الأكبر للدول والممالك التي قامت في الجزيرة العربية عبر كل حقب التاريخ ؛ وهي سلة الغذاء الأشهر بين كل الأمصار لاسيما في الدولة الإسلامية حين وفد بنو عبد قيس إلى رسول الأمة عليه الصلاة والسلام في المدينة فتناول من تميراتهم ودعا لهم بالبركة , ولتلك القصة دلالتها على الحضور التاريخي للمنطقة في مجال إنتاج التمور وجودتها , فالأحساء بنخيلها وعيون الماء فيها تشكل أكبر واحة ممتدة في العالم إذ تحتضن قرابة الثلاثة ملايين نخلة وتختزن ثقافة السكان هنا مفاصل وفنون التعامل مع أشجار نخيل التمر فيعرفون حجم التوازن في زراعة الأصناف وفقاً لمواقيت ومواسم أكلها وكذلك حجم ما يزرع كأعلاف ويعرفون أماكن ومواقيت الزراعة الأفضل وأصناف التمور كما يعرفون بخصوصية ومهارة بالغتين طرق التعامل مع النخلة , لذلك عمدت الدولة السعودية على تتويج هذا الواقع بسلسلة مشاريع حيوية تحافظ على هذا الموروث وتحقق الاستدامة الزراعية في المنطقة وفقاً لمعايير التنمية الشاملة بما فيها الجانب البشري إذ تعد الزراعة رافداً مهماً للتنمية وإسعاد المجتمعات التي تعتمد عليها كموارد اقتصادية , فقد نفذ في الأحساء في بداية السبعينات من القرن الماضي وبعد دراسات عالمية مستفيضة مشروع الري والصرف الذي اعتمد على تدفق المياه من العيون الطبيعية كالخدود وأم سبعة والحقل والجوهرية وغيرها والتي يمثل جريان المياه منها انهاراً متشعبة في وسط الواحة التي تقدر مساحتها بحوالي 16 ألف هكتار ؛ ومثلما تصدى المشروع الذي حول تلك الأنهر إلى قنوات خراسانية بطول 1500 كيلو متر حفاظاً على نوعية المياه واختلاطها بالتربة فقد عمدت الدولة الآن على تطوير بنية المشروع بتحويل القنوات إلى أنابيب ومعالجة نقص المياه بتوفير مصادر غير تقليدية تعتمد على المياه المعالجة ثلاثيا واستخدام أحدث تقنيات الري بجملة مشاريع تصل قيمتها إلى 1.6 مليار ريال سعودي , عموماً مزارعو الأحساء وهم يرفعون شعار مهرجانهم " للتمور وطن " بين كافة المهرجانات المنافسة في المملكة والخليج فهم على ثقة بمصداقية وضمان جودة تمورهم التي تبلغ 120 ألف طن من إجمالي إنتاج السعودية البالغ مليون طن من أشهر الأصناف المعروفة مثل " الخلاص , والشيشي , والرزيز " , أيضاً أسس في الأحساء مصنع لتعبئة التمور التي تشتريها الدولة من المزارعين كأحد أنواع الدعم لتوزع لاحقاً على المحتاجين داخل وخارج المملكة وضمن برنامج الغذاء العالمي , ويعول الأحسائيون على مهرجانهم الذي أنطلق الأسبوع الماضي برعاية من سمو أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبد العزيز كما يعولون على حجم الدعم والرعاية من الدولة وعلى تاريخ تمورهم ؛ وكذلك على حضور أبناء الخليج وتحديدا أشقائهم من دولة قطر فهم القوة الخليجية الشرائية الأبرز في سوق تمور الأحساء في كل موسم , بل في موقع مدينة الملك عبد الله للتمور KACD ومكوناتها الضخمة التي تجاري بورصات السلع العالمية والجاري العمل على تنفيذها بالقرب من الطريق الدولي المؤدي إلى دولة قطر وتشمل أكبر خيمة للعرض في العالم ومختبرات جودة وصالات عرض دولية للتمور وبنك أصول وراثية للنخيل إضافة إلى مقر أكاديمية مستقبلية تعنى بالنخيل والتمور , فدلالة الموقع تؤكد خصوصية الاهتمام بالحضور القطري وحجم إنفاقه على التمور , فجملة هذه المكونات والجهود الرامية إلى توسيع السوق تحقق مفهوم الشعار الاحسائي " للتمور وطن " .
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13716
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1815
| 21 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا مميزًا من حكامنا الوطنيين، الذين أثبتوا أنهم نموذج للحياد والاحترافية على أرض الملعب. لم يقتصر دورهم على مجرد تطبيق قوانين اللعبة، بل تجاوز ذلك ليكونوا عناصر أساسية في سير المباريات بسلاسة وانضباط. منذ اللحظة الأولى لأي مباراة، يظهر حكامنا الوطنيون حضورًا ذكيًا في ضبط إيقاع اللعب، مما يضمن تكافؤ الفرص بين الفرق واحترام الروح الرياضية. من أبرز السمات التي تميز أدائهم القدرة على اتخاذ القرارات الدقيقة في الوقت المناسب. سواء في احتساب الأخطاء أو التعامل مع الحالات الجدلية، يظل حكامنا الوطنيون متوازنين وموضوعيين، بعيدًا عن تأثير الضغط الجماهيري أو الانفعال اللحظي. هذا الاتزان يعكس فهمهم العميق لقوانين كرة القدم وقدرتهم على تطبيقها بمرونة دون التسبب في توقف اللعب أو توتر اللاعبين. كما يتميز حكامنا الوطنيون بقدرتهم على التواصل الفعّال مع اللاعبين، مستخدمين لغة جسدهم وصوتهم لضبط الأجواء، دون اللجوء إلى العقوبات القاسية إلا عند الضرورة. هذا الأسلوب يعزز الاحترام المتبادل بينهم وبين الفرق، ويقلل من التوتر داخل الملعب، مما يجعل المباريات أكثر جاذبية ومتابعة للجمهور. على الصعيد الفني، يظهر حكامنا الوطنيون قدرة عالية على قراءة مجريات اللعب مسبقًا، مما يسمح لهم بالوصول إلى أفضل المواقع على أرض الملعب لاتخاذ القرارات الصحيحة بسرعة. هذه المرونة والملاحظة الدقيقة تجعل المباريات أكثر انتظامًا، وتمنح اللاعبين شعورًا بالعدالة في كل لحظة من اللعب. كلمة أخيرة: لقد أثبت حكّامُنا الوطنيون، من خلال أدائهم المتميّز في إدارة المباريات، أنهم عناصرُ أساسيةٌ في ضمان نزاهة اللعبة ورفع مستوى المنافسة، ليكونوا مثالًا يُحتذى به على الصعيدين المحلي والدولي.
1263
| 25 نوفمبر 2025