رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الاتفاق النووي ومعطيات المعادلة

ثمة قراءة يمكن استنتاجها من الاتفاق الدولي الذي عقد في لوزان مؤخراً حول البرنامج النووي الإيراني حيث لا يزال هناك الكثير من الضبابية حول المعطيات الممكن أن تلتزم بها إيران وفق معايير الخطة الشاملة لهذا الاتفاق الذي مر بمراحل طويلة وعسيرة من التجاذبات السياسية ؛ فكما ناور الغرب طويلاً لتحقيق مصالحه في هذا الاتفاق فإيران أيضاً كان لها مناوراتها الواسعة التي استعرضت ضمنها الحضور الإيراني ومشاريع التوسع في المنطقة ؛ فالإعلام الإيراني يعتبر الاتفاق انتصاراً للجمهورية الإسلامية ويحتفل على طريقته بهذا الإنجاز الذي يحفظ الحقوق النووية لإيران وعلى الجانب الأخر يصوره الإعلام الغربي إنجازاً لمجموعة 5+1 لتحجيم القوة النووية الإيرانية ويصور الوضع كذلك أمام المتخوفين على سلامة الكيان الإسرائيلي في المنطقة بأن الوضع حسب زعمهم تحت السيطرة ؛ بينما القراءات الأخرى الشائعة حول فحوى هذا الاتفاق تقدر أنه يحجِّم البرنامج النووي الإيراني لحد ما بينما يطلق يدها التوسعية في المنطقة رغم ما يصرح به الرئيس روحاني في فتح صفحة مع العالم تساهم في إنهاء النزاعات في المنطقة ولا يعرف هل المقصود النزاع العربي الإسرائيلي أم ذلك النزاع التقليدي بين إيران وخصومها المتخوفين من برامجها التوسعية المتمثلة في شعارها القديم " تصدير الثورة " وعلى أرض الواقع يستقرى بأن إيران فرضت أمام مفاوضيها الدوليين حلولاً عملية لجدولة برنامجها النووي باستبدال التوسع النووي بالتوسع التقليدي وجسدت هذا الحضور في عدد من مواقع الصراع بل وفرض أجندة وهوية جديدة للصراع كما هو الحاصل في اليمن بتدخلها المباشر في شئونه وفرض حضورها بلغة السلاح والهيمنة لمجرد إثبات الوجود وتحقيق مكاسب مرحلية ضمن خططها التوسعية الشاملة والتي هي في الأساس مرفوضة ومخالفة للعرف الدولي ورغبات اليمن وغالبية أهله المباشرة والتي تبدي رفضاً قاطعاً لهذا التدخل الذي أخل بموازين القوى في البلاد وخالف تركيبتها الديموغرافية , فإيران لا تجيد اللعب على المكشوف غالباً بل تراهن على الميليشيا والتبعيات الحزبية والمذهبية وجعلت من ورقتي اليمن وسوريا مسلمات ضمن مفاوضاتها في لوزان لتدفع بها في جانبين الأول فرض الأمر الواقع أمام المنطقة والعالم وجر المنطقة لمزيد من التوتر ثم من جانب أخر تبييض وجه الثورة والقيادة أمام الشعب الإيراني الذي يعيش فعلاً حالة قلق مع فهم الخطاب السياسي والإعلامي لنظامه المهيمن على العقلية العامة بتراجيديا تاريخية , عموماً الاتفاق النووي الإيراني تم وفق ما هو معلن وهناك حرب قائمة ضد التوسع الإيراني في اليمن يدعمها الغرب سياسياً ولوجستياً ربما لكسب بعض التعاطف العربي أو تحييده مؤقتاً لتمرير ذلك الاتفاق بينما المحك الأكبر لمجرى الحرب المتمثلة في " عاصفة الحزم " هو الإقرار الدولي عبر المؤسسات الدولية من مجلس الأمن بتجريم الانقلاب في اليمن والدعوة لعودة الشرعية وبسط نفوذها والتصريح بكف اليد الإيرانية عن التدخل في الشأن اليمني ؛ فالسواد الأعظم في المنطقة العربية يجزمون بأن التحول الدولي تجاه إيران يأتي على حسابهم وهو ما يولد المزيد من الحنق العام تجاه الغرب ؛ فهل يدرك الجميع معطيات المعادلة .

456

| 05 أبريل 2015

عاصفة الحزم .. صناعة التوازن

خلاف الموقف الرسمي للبيت الأبيض الذي أعلن تأييده ودعمه اللوجستي للموقف السعودي في عاصفة الحزم التي شُنت مساء الأربعاء الماضي ضد أهداف التمرد والتمادي الحوثي في اليمن الشقيق ووفق بنود المواثيق والمسوغات العربية والدولية التي تحافظ على السلم والعدل وتدعم الشرعية، هناك حالة من الدهشة والاستغراب تنتاب الشارع العام في واشنطن وربما في العديد من العواصم العالمية جراء هذا الإقدام السعودي خاصة والخليجي عامة على قيادة المبادرة وصناعة الحدث ذاتياً دون أن يتشكل التحالف كما هو المعتاد بصبغة أمريكية أو غيرها من الدول ذات الريادة والقيادة في التحالفات العسكرية، كان محدثنا الأمريكي في واشنطن يشير إلى هكذا حالة وهكذا عبرت الصحف العالمية، فهذه المرة جاءت المبادرة سعودية خليجية المنشأ والتنفيذ والقيادة والتحكم وكانت نتائجها الأولية صبيحة الخميس الماضي مبهرة وناجعة في ضرباتها التي استهدفت عدواً استغل ساحة اليمن للبغي والتمدد وصناعة الطائفية لتحقيق أهداف إقليمية مستغلاً عقول أتباعه لتسويق الوهم بينهم مقابل وعود حالمة وجلسات تخزين للقات تذهب ما تبقى من عقل أولئك الذين باعوا وطنهم وعروبتهم وقبلها دينهم دون ذمة أو ضمير سوى التشبث بيد الممول الذي يستهدف الفقراء والمعوزين ليشكل منهم ميليشيا من المرتزقة التي لا تجيد هدف المهمة ولا مآلها سوى ضمان المكيال اليومي بجرعات القات. عموماً الإقدام السعودي والخليجي والتضامن العربي والدولي معه يشكل نقطة تحول عالمية في المنطقة ومجريات الأمور فيها فقد تعود المخيال العام أن تكون دولنا ومنطقتنا عموماً محل الوصاية والحراسة غالباً دون أن يكتشف المتابع حقيقة الوضع والتمكن لدى دول وشعوب المنطقة التي قررت أن تحدد مصيرها بقوتها وقدراتها الذاتية أمام كل التحديات والظروف التي ترسم تجاهها أو تصاغ أمامها بتوجيهات إستراتيجية. وحقيقة لم يكن الصوت المحلي بهذا المستوى من الحضور والإقدام سوى بحضور القوة في القرار المتمثل في خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإخوانه قادة دول مجلس التعاون. كذلك بلغت الغطرسة الإيرانية في الفترة الأخيرة مداها دون أن تفهم محددات اللعبة العالمية ومدى التقدم الممكن لها في المنطقة فأخذت في التمادي سراً وعلانية متخذة من الطائفية سلعة لتسويق أهدافها ومحاولة صياغة الصراع بأثر تاريخي إسلامي بينما هو صراع قومي تستنهضه إيران في زمن يمقت العنصرية والتطرف بل إن الدولة الفارسية تعدت حدود اللياقة الدولية مع جيرانها وأنظمتهم وراحت تنصب نفسها إمبراطورية إقليمية واسعة تتحدث باسم العراق تارة وباسم اليمن تارة وباسم الشام ولبنان تارة أخرى ملغية كل الحضور وهوياتهم لتسيطر على كل المقدرات والمنافذ متناسية أن للبعد العالمي حدودا وتوازنات لا يمكن تجاوز مداها سوى أن الساسة في طهران كانوا يمارسون الحلم كثيراً والاعتماد على الخزعبلات والتكهنات وبناء القوة الوهمية أكثر من التمعن في الواقع ومعطياته وحتى لو كان هناك غضة طرف إستراتيجية تلقوها من مصادر مباشرة أو غير مباشرة ترحب بهم كقوة مهيمنة على المنطقة فقد تلقى صدام حسين نفس الإشارة عند احتلاله للكويت وغدا بعد ذلك في خبر كان. المهم الآن أن عاصفة الحزم أعادت موازين القوى ورسمت الدهشة على وجوه من يستغرب غضبة دول الخليج المتسمة بالحلم وستعيد تشكيل المنطقة والمواقف بشكل علني ومباشر فالتحالف الكبير في عاصفة الحزم له مدلولات كبيرة فهمها العالم وقواه الإستراتيجية مبكراً وبقي أن تفهم إيران والمندفعون مع إعلاميتها الغبية حقيقة الموقف حتى لا تكون خسائرهم أكبر فالقوة والحق في ضرباتنا.

716

| 29 مارس 2015

حيرة الحليم ..

لهذه المنطقة من العالم خصوصيتها التاريخية وحضورها المهم في كل الحقب المتعاقبة إثر جملة من المزايا الجغرافية والاقتصادية المرتبطة بالطاقة ومنافذ المرور البحرية ناهيك عن التأثير الفكري العالمي المرتبط بالديانات السماوية الثلاث ؛ لذلك فهي محل الاهتمام ومحل التنافس والقلق الدائم والذي أخذ في هذه الفترة منحنيات تصاعدية ترتبط باستراتيجيات ومصالح تفرض مزيجاً من التغيير السياسي والشكل الديموغرافي وصياغته وفق فرز ايديلوجي وهويات متنوعة تعمل كبواعث و محركات ضمنية لتحقيق المبتغيات العالمية المبطنة التي تحقق ذلك التغيير المفترض سواء فهمه المعنيون أم ظل مغيباً عنهم ليتلظوا بشرره ويمارسوه واقعاً يومياً بينهم بكل صوره ومفرزاته , فهذا قدر المنطقة الذي صنعه تاريخها وتصنعه تركيبتها المنسوجة تاريخياً لتحرك وفق مزاج استراتيجي مؤثر كـ بيادق لعبة لا تنتهي ؛ فقط تضمن آلية الفرز والتغيير وقتما أريد ذلك , لذا غدت إيران بثورتها الإسلامية الأيقونة الفاعلة أو بالمصطلح العسكري هي مزرعة الألغام التي تفرض طريقاً واحداً أمام كل العابرين مالم يتحروا السلامة في التعامل مع واقع طريقهم , فواقع اليوم ومشاهده هنا وهناك في دول منطقتنا وحراكها هي ما يقال عنه " حيرة الحليم " التي يحار فيها عن مجرد فهم محيطه وواقعه المتسارع بأحداثه فهناك بدائل استخدمت لصناعة التغيير بدأت بعربة الخضار التونسية ثم استخدمت أصوات الشعوب وأصوات الجوع في بطونهم ونسمات حرياتهم المبتورة ثم توالت الرايات حتى ظهرت بعض الحقائق والملامح التي تحدد الشخوص المحركة والقوى المستفيدة علناً ليشارك من يشارك في اللعبة دون بصيرة وربما دون هدى أو حساب للمستقبل ؛ فقط حضرت الفوضى وضاعت دول وهناك في الطابور المزيد مالم تعي الشعوب حقيقة ما يحاك ضدها مهما كانت ميولها ؛ فاللعبة أبعد من مجرد الانضواء تحت لواء فكري فدغدغة المشاعر تستخدم أعلى قيم التأثير وتستجلب من التاريخ ما يدعم مسيرها ومصالحها دون أن يكون الهدف خدمة دين أو تنمية مجتمعات أو بناء السلم والتعاون ؛ فالهدف هو الفوضى وحفز الانتهازية والتطرف وصناعة التهم للدول والشعوب دون مسوغ ؛ وشواهد ذلك عديدة في كل المناطق الساخنة التي استهدفت لذلك التغيير الذي كان في مجمله حقاً أريد به باطل لتحقيق التغيير في شكل المنطقة وصناعة تحالفات جديدة تتجاهل المكونات القائمة وميولها لتفرض واقعاً لا يمكن التنبؤ بشكل نتائجه سوى أنها المزيد من الفوضى , لذلك نناشد العقلاء في عالمنا العربي لمواجهة هذا التحدي ومخاطبة الفكر المحلي بمسؤولية تضمن السلامة للجميع فما حدث في مناطق الصراع من الانجراف صوب المصالح الآنية وقبول الفرز الطائفي والتحشيد للأفكار الغريبة والمصبوغة بشعارات الدين فذلك هو سبيل الدمار للدول وشعوبها والتي سيطول تعافيها مالم ينضج الوعي بينها بما يحقق الصالح , أيضاً نخاطب محركات التغيير ومغذيه بأن الهوية المستهدفة ترفض الانكفاء وتعتد بغالبيتها وبفكرها وتمتلك من الطاقات ما يغير مجريات اللعبة ولذلك شواهد مغيبه وملامح يتجاهلها المحرك الذي لا يستحضر سوى مصالحه وبغباء مضاعف .

982

| 22 مارس 2015

لعبة الكراسي

لنعلم أولاً أن نسور السياسة الأمريكية لا يعبرون غالباً عن صراحة أهدافهم، فقد تسمع خطاباً مطولاً يتحدث عن عموميات دون أن يضع النقط على الحروف وربما في اللغة الإنجليزية متسع لغوي للمناورات اللفظية التي تطول وتطول عقوداً زمنية دون أن تحقق معها منجزاً سياسياً يعالج أزمة أو يحل مشكلة هنا أو هناك ولنا قي قضيتنا الكبرى "فلسطين" وتاريخها خير مثال، لذلك فلعبة الكراسي مستمرة، فهناك قراءة لنهج السياسة الأمريكية في المنطقة تُلمح إلى تبديل في المراكز وهو ما يؤكد أن العلاقة مع البيت الأبيض لا ترتكن على المصالح الفورية فقط، فهناك مسلمات تاريخية وتوافق أيديولوجي مؤثر في بناء جسور التعاون والثقة، فبعد 11 من سبتمبر رُسمت خرائط جمة وعدلت مواقف وظهرت معالم غيرت ولا تزال تغير مستندة إلى ظواهر يُصنع غالبها لتمرير المخططات التي تُرسم بدم بارد فتجعل الهدف شريكاً في التنفيذ لملامح قادمة ومنها الشرق الأوسط الجديد وعبارات الفوضى الخلاقة والربيع العربي ومنها أيضاً مفاوضات النووي الإيراني ومنها النفط الصخري وغيرها وغيرها من العبارات والملامح التي تطلقها السياسة الأمريكية، فتلك القراءة التي تبرهن في حقيقتها على مشاهد المنطقة ونمو الدور الإيراني في اليمن والعراق وسوريا وتعالي صوت التصريحات الإيرانية والاستحواذ على المناطق والدول وشحن العاطفة وحفزها على النمو والتطاول وصناعة المبررات كما في تصريحات حسن روحاني الذي أعلن أن بغداد الآن عاصمة لإمبراطورية بلاده وحضور العسكر الإيراني في ميادين القتال في العراق وسوريا، فكلها دلائل تشير إلى استناد النفوذ الإيراني على قوة إستراتيجية فاعلة ومؤثرة ويمتد أمامها بساط أحمر، وليس في مخيال العامة هنا سوى الإدارة الأمريكية، فهي من يصنع الفكرة ونقيضها في ذات المطبخ وبنفس الأدوات، فقد باعتنا الولايات المتحدة الحليف التاريخي المفترض إلى من يحقق أهداف البيت الأبيض المسخرة لعميلها الأول في المنطقة، ولكن الغريب أن حسابات البيت الأبيض بعمقها واتساعها التاريخي والتقني تسقط أمام أبسط فهم للواقع، فهي تتجاهل إرادة الشعوب وتقلب أوراق اللعبة كما هي على الطاولة دون اعتبار للمكونات المحلية وثقلها وردود أفعالها المفترضة تجاه هذا التوجه الأرعن الذي اتخذ من محاربة الإرهاب ثكنة للرمي في كل اتجاه، متناسين كيفية صناعة هذا الابتلاء وأساس أهدافه، فهل الإدارة الأمريكية لا تحسن صياغة الختام لمسرحياتها التي تنتهي بموت البطل وكل شخوص الحدث وربما بحريق المسرح أيضاً بكل جمهوره في صناعة لا تبتعد عن ملامح هوليود الخيالية, فأمريكا وفق خطابها وسنابل القمح في شعارها القديم يفترض أن تصنع السلام لا أن تولد الحنق بين الشعوب فما تصنعه الآن يزيد في توليد فكر التطرف ويحرج الحكومات المحلية التي تحارب الإرهاب مع شعوبها التي ترى بأم أعينها كيف تكيل الولايات المتحدة بمكيالين.

606

| 15 مارس 2015

الإنجاز السعودي في عودة الخالدي

عاد عبد الله الخالدي نائب القنصل السعودي في عدن إلى الوطن بعد ثلاث سنوات صعبة من الاختطاف لدى فلول تنظيم القاعدة في اليمن وظلت الكثير من الملفات في مواجهة التطرف مفتوحة، سوى أن هذا الإنجاز الاستخباراتي السعودي يضيف بعداً إستراتيجياً لمهمات المواجهة التي يقودها سمو ولي ولي العهد، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، واستحق إثرها التدرج صوب سدة الحكم باعتباره الرجل الثالث في هذه المؤسسة التي سجلت اسم سموه كأول رجال جيل أحفاد المؤسس في المضي نحو الحكم في المملكة، في ثقة ملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قطعت شكوك المتربصين وهواة البحث السلبي في ترتيب مؤسسة الحكم وأعطت الثقة في هذه المؤسسة وعقلانيتها الرائدة للعمل لما فيه صالح الوطن والأمة. فسموه خبير في التعامل مع ميول ومزاجية التطرف واستطاع بهذه الخبرة تجنيب العالم العديد من المحاولات الإرهابية بإجهاضها مبكراً بشهادة رؤساء الدول، كما في إشادة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مؤخراً بجهود سموه الخاصة بمكافحة الإرهاب. فعودة المختطف الخالدي للبلاد تبرز وهن القوى المتطرفة وسهولة اختراقها، خاصة بعد الانقسامات القيادية في هرمية القاعدة تحديداً حسب ما يذهب إليه بعض المحللين وبروز تنظيم داعش كحركة جديدة تجذب إليها العملاء بفعل الظاهرة الصوتية والإعلام الموسع في وسائل الاتصال، كما أن في هروب بعض معتنقي هذا الفكر من معسكرات التطرف وعودتهم محملين بالأخبار المؤكدة عن زيف الفكر وهرميته وأسلوبه في صناعة الإرهاب بليّ النصوص الشرعية وإغراء الشباب، ما يؤكد هشاشة هذا الجنوح وضآلته فيما لو تم التعاطي معه بمنهجية فكرية وحذر شامل، كما تنتهجه المملكة الآن ويؤكد ذلك ضرباتها الاستباقية للعديد من المحاولات وكذلك سرعة الوصول إلى المنفذين، كما في حادثة الدالوة في شهر محرم الماضي، إضافة إلى تجفيف منابع هذا الفكر والتضييق على دعاته ومتابعتهم بالتعامل الحذر والشديد الذي يأخذ بالاعتبار كل شاردة وواردة على أنها معلومة ذات أهمية قصوى ومعالجتها بعقلية متمكنة لا تبالغ في الادعاء أو الاتهام لأحد إلا بدليل دامغ. فأمام الأجهزة السعودية المعنية بمكافحة الإرهاب خارطة مفتوحة لتحركات هذه الفئة وميولها الفكرية وأهدافها المفضوحة أمام الجميع لما تضمره من إضرار بالأمة كما تعمل الأجهزة السعودية على المناصحة وتعديل صيغ الخطاب الديني لمنع استغلاله فيما يخدم أهداف التطرف التي تبتعد عن أصل الدين ومقاصده السمحاء لتحقيق مآرب فاسدة تخل بالمجتمعات وتضر بالشعوب. عاد الخالدي إلى بلدته أم الساهك شرق المملكة واستقبل الرجل مكرماً ليضاف إلى رصيد الوطن إنجاز عملي في المواجهة المفروضة عليه مع هذه الفئة التي يحتم التعامل معها بالمهنية والخبرة والتعاون الدولي الصادق، فهي ثمة شراذم انتهازية تستغل الظروف لتمرير مخططات مشبوهة تحت شعارات متلونة.

662

| 08 مارس 2015

اليمن .. ولعبة الحواري

في حارتنا القديمة كانت التحالفات تعقد على غير تلقائية فهناك محركات ومصالح تؤثر في شباب الحي فيجتمعون تارة وأخرى يتحزب بعضهم ضد البعض ويتحدون أحياناً في وجه الغير وفقاً لروابط التاريخ والقربى ويقاطع بعضهم الآخر أو تفتر علاقتهم معه وفقاً لإملاءات تغذي ميولهم وتفرض عليهم محددات وسلوكيات ويصير أن يبيع بعضهم الآخر أو يفشي سره وبلا سبب ظاهر. هكذا كانت الحواري وهاهي الدول تمارس ذات اللعبة الصبيانية التي يترفع عنها الكبار، ولكن يبدو أن النفس البشرية توجهها معايير سلوكية واحدة في كل المراحل وتبقى لعبة الدول هي نفسها ذات اللعبة التي مارسها أطفال الحارة هنا وهناك في صورة مكبرة ومخجلة في ذات الوقت. وفي اليمن حيث فر الرئيس الشرعي عبد ربه هادي إلى عدن ولسان حاله يقول "لابد من صنعاء وإن طال السفر" هناك مياه كثيرة جرت تحت الجسور وبكثافة وسرعة هذه المرة ولا تزال المياه تجري بغير ما تشتهي كل الأطراف وكل المتابعين للمشهد اليمني الذي تبدلت فيه مواقع ومواقف بينما ظل الشعب يفتش عن سعادته دون أن يراها حيث لعبة الحارات مستمرة ورغيف الخبز يشح ولا صوت هناك سوى صوت البنادق. في اليمن الآن مخاض عسر وتوأمة تأبى السلامة والتوافق وسجال ربما يطول ليفضي إلى ما لا تشتهي الأنفس والأطراف. غادر الرئيس هادي صنعاء واستقبلته عدن رئيساً شرعياً ولا تزال شكلية وصوله مبهمة فهل غادر ضمن صفقة لحفظ ماء الوجه للمحتل العابث الذي تسلل للسلطة؟ وما هو الدور المصري في اللعبة، وهل كان مع أو ضد؟ ومن أثر في هذا التوجه وما أعقبه من تحول فهل هي روسيا بعروضها أم دول الخليج أو لعبة شد الحبل بين الأطراف التي لا تزال مستمرة؟ نعود إلى حكاية " إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا فعلينا أن نعرف ماذا في البرازيل " فهناك صراع قائم في كرواتيا وهناك ساحة مفتوحة في سوريا وليبيا وهناك مفاوضات لإيران مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي وهي الورقة الأبرز التي تحاول من خلالها إيران تحقيق الكثير من المكاسب باعتبارها محرك المشهد اليمني لفرض مصالحها في مهمة التفاوض حول البرنامج المشبوه وهناك أيضاً أسعار النفط المتذبذبة وهناك تطرف مستشر ومتغلغل في المنطقة واليمن تحديداً وهناك تشكيلات إقليمية تفاجئ المنطقة كل صباح. غادر الرئيس هادي صنعاء وجحافل الحوثيين تتمركز هنا وهناك وتتمحور السياسات الإقليمية تبعاً لبوصلة الصراع الخفي الذي يمكن استقراؤه من عدة وجوه. فهل أذن للحوثيين الوصول للسلطة لإفشال مشروعهم عن بكرة أبيه لعدم أهليتهم أصلاً لهذه المهمة الكبرى ولإسكات صوتهم بالفشل الظاهر وكشف أوراقهم أمام العالم كما فُعل بالعراق حين زين لصدام احتلال الكويت ووظفت دول لتأييده وتوريطه بالمهمة القذرة التي ظلت عاراً عليه، ذهب صدام بسمعة غير جيدة من احتلال الكويت وذهبت العراق في غير طريق. بينما اللعبة تتكرر في اليمن ليبتلع الحوثيون الطعم، عموماَ حسنة وصول هادي إلى عدن تجهض محاولات الجنوبيين في الانفصال وتعيدهم للقيام بدورهم تجاه عموم بلادهم كما أن قيام الرئيس هادي بمهامه في عدن وترمم الثقة في رجالات اليمن المخلصين للعودة ببلادهم إلى الحضن الدولي كدولة سلام واستقرار فقد أثبت الواقع أن الحوثيين ليسوا بالقدرة على إدارة الدولة وليس لديهم من مسوغات الحضور سوى السلاح والأجندات المستوردة بين شعب وتاريخ لا يشكلون فيه سوى الأقلية فإدارة البلاد ليست كإدارة ميليشيا متسكعة.

704

| 01 مارس 2015

العطية .. مكسب الدبلوماسية الخليجية

مهما كان شاغله يظل كرسي الخارجية القطرية مؤثراً، غادر حمد بن جبر وظلت الخارجية هنا تمارس نفس مستوى الأداء وربما تضفي دبلوماسية الوزير خالد العطية وهدوؤه، ما يعد ميزة نوعية لهذه الوزارة التي تعبأ بحمل ثقيل يوازي الدور الدولي القطري الراهن الذي يفرضه حضور قطر ومكانتها المؤثرة في العديد من المواقف والمشاهد الإقليمية والعالمية، لذلك كان الصدى كبيراً لآراء الوزير العطية وهو يتحدث موسعاً لصحيفة الحياة مؤخراً، فهو لا يبرر المواقف القطرية التي يعتبرها التزاماً سيادياً للدولة تجاه أمتها ومحيطها، بل كان يبسط الفهم أمام البعض ممن تشط بهم الآراء حيال الطريقة القطرية ودبلوماسيتها في التعاطي مع الظروف والأحداث، كما أن الوزير في كل الأحوال ليس معنياً بالشرح الواسع لكل من ساءه الفهم أو اختلطت عليه المعاني، فسياسة العمل القطرية ماضية ويكفي فهم من يعنيه الأمر من الساسة وأصحاب القرار كما قال.. إن جزءا كبيرا مما تتعرض له الدوحة من هجمات إعلامية هي من باب المصالح "البزنس"، أي تجار الإعلام، وهذه الحالة حقيقة عانت منها دول كثيرة وهي نوع من الابتزاز العلني، فالوضع الإعلامي الحالي لا يحتاج سوى للشفافية والمصداقية لا إلى "مكائن" مأجورة للدعاية تتقلب حسب حجم الفاتورة وهذا ما تتنبه له قطر وغيرها من الدول المستهدفة. أيضاً تزامن حديث الوزير العطية للحياة مع تصريحات أمين عام مجلس التعاون عبد اللطيف الزياني المدافع عن الدور الخليجي والقطري تحديداً إثر التصريحات المستفزة للمندوب المصري الدائم في الجامعة العربية. فدولة قطر ركن مهم ومؤثر في تكاملية السياسات الخليجية، سواء تجاه مصر أو اليمن أو غيرها من الأحداث الراهنة ولا يقبل بأي حال التشكيك في المواقف الموحدة أو النيل من أحد منها، فهذا التزامن في التصريحات يعطي انطباعاً عاماً للمتابعين عن وحدوية العمل والرؤية الخليجية المشتركة تجاه الكثير من الملفات الراهنة وهو ما يؤكده الوزير العطية في سياق حديثه الموسع مع الحياة والذي قال فيه لمحاوره دون القصد الشخصي: "أنت تريد أن تسمع ما تريد أن تسمعه ولا تريد أن تسمع ما يجب أن تسمعه"، في مرد إجابته عن موقف قطر مع جماعة الإخوان، "فالقول واحد"، هو أن قطر تدعم مصر لا جماعة بعينها.وفي مجمل سياق الحديث، يؤكد العطية أن قطر حليفة للسلام ونبذ الإرهاب والتطرف في كل مكان وشريك لكل الجهود العالمية في هذا الجانب ولها مواقفها السيادية المتقنة كما أن قطر ليست بحاجة إلى تمرير مواقفها باستخدام قناة الجزيرة. وأكد العطية أن من لا تعجبه مهنية الجزيرة وأطروحاتها فعليه أن يبدل القناة. عموماً حديث الوزير العطية كان نافذة واسعة للتعرف عن قرب، على رؤية قطر حيال الكثير من الأحداث، كما كان الحوار أيضاً فرصة لتعرف المتابعين على منهجية الرجل السياسية والتي بدت عميقة تنحاز للواقعية في التقييم والاستقراء بعيداً عن العاطفة والمجاملات السياسية وبروتوكولاتها. وخليجياً نعتبر الوزير العطية، بنهجه الواضح، مكسباً لعموم الدبلوماسية الخليجية.

358

| 22 فبراير 2015

يوم استثنائي لسياحة الأحساء

يوم استثنائي أعدنا فيه اكتشاف محيط حاضرتنا الجميل بمكوناته الطبيعية، لم نكن في "الأرض المتوحشة" سيرينجيتي التنزانية أو محيط دكار السنغالية حيث الرالي العالمي الشهير، سوى أن خيالنا كان أبعد وقافلة سياراتنا السبعين تنتظم في اصطفاف طويل توثق للطبيعة المنسية حولنا في واحة الأحساء العريقة. فعلاً كان يوماً استثنائياً تحت ظل السحاب الخفيف الممزوج ببعض عوالق التراب الذي لازم المنطقة الأسبوع الماضي، أجواء ربيعية بحتة رافقت قافلتنا التي كان يقودها وكيل محافظة الأحساء الأستاذ خالد البراك وهو يلبي دعوة فريق سفاري الأحساء الناشئ يوم الجمعة الماضي. وككل الرحالة كانت الوجوه مبتسمة تنتظر اللقاء بمشاهد بكر ظلت طويلاً بعيدة عن هدفنا رغم مجاورتنا الدائمة لها، إذ لم تبهرنا مكونات محيطنا المسالم ربما لكونها الكنز المنسي في زحمة الانشغال بالسفر للبحث عن جديد العالم ومعالمه البعيدة بينما طبيعتنا البكر ظلت وفية تحافظ على مكونها انتظاراً ليد الاهتمام وبعض من ضوء الإعلام "الكسل" الذي لا يجيد مهمة التعريف الاحترافي بالمكان ناهيك عن ضرورة التسويق الغائب ربما لضعف الصناعة في هذا المجال البكر، فكانت رحلتنا الجمعة الماضي، والتي لم تكن الأولى، ولكنها الأكبر لتأكيد ثراء الطبيعة حولنا بما يمكن أن يكون وجهة للنزهة والاكتشاف، ففريق سفاري الأحساء فكرة لمجموعة هواة شدتهم الطبيعة المحيطة مبكراً، فجهزوا بعض المركبات لتكون نواة لمهمة كبرى في صناعة السياحة المحلية، أيضا كان الإعلان عن حضورهم اجتهادا فرديا واتصالات شخصية سوى أن ما كانوا يخرجون به من صور وانطباعات ضيوفهم يدعو للتوسع وتنظيم حضورهم ليأخذ الطابع الرسمي لتتوافق تلك الجهود مع طموح فضفاض للهيئة العامة للسياحة والآثار والتي تتبنى مهمة بناء صناعة سياحية واسعة في كل الوطن، فربما سعت الهدف أفقدت التركيز على بعض المواقع في ظل التزام بقيود وأفكار عطلت النهوض الشامل بهذه الصناعة الواعدة في بلد يتعطش الكثيرون للقدوم إليه بتأشيرة سائح، عموماً كانت رحلتنا الجمعة الماضي، ونحن ثلة من الصحافة والمسؤولين في أمانة الأحساء وهيئة الري تحفنا جميعاً دواعي الفرح ونحن نتسلق الارتفاعات الرملية الكثيفة حول بحيرة الأصفر التاريخية شرق الأحساء بعمرها الممتد لأكثر من 4 آلاف سنة وما حولها من أدغال وأحراش تُذكر زائريها بمكونات الوسط الإفريقي، كانت مظاهر فرحة المشاركة في الرحلة منوعة في ممارسة هوايات التطعيس بالمركبات وممارسة المشي وتفحص الأشجار والتعرف على التربة وكان التزام الجميع بمقومات السلامة والحفاظ على البيئة حاضراً، أيضاً كانت الأحاديث عبر شبكة الاتصال الموحدة قد تولت التوجيه والاتصال بين الجميع أثناء الرحلة، فقد تحدثنا وكأننا في لقاء موسع عن بُعد مبدين الكثير من الطموحات واستعراض المشاريع التطويرية لبحيرة الأصفر تحديداً ولعموم السياحة في المنطقة والتي تتوق للحضور بشكل متقن ومنافس لمثيلاتها.دولة قطر لم تكن غائبة في أحاديث الرحلة، فثمة اهتمام لتسويق السياحة البيئية في الأحساء لاقتناص الفرصة لزيارتها أثناء مونديال 2022 في الدوحة، حيث تُعد الأحساء المدينة الأقرب لمقر الحدث. أفكار كثيرة ومزايا متنوعة عددت في الرحلة من غالبية المشاركين، سوى أننا ننتظر الدعم بكل صورة، لتكون الأحساء فعلاً وجهة سياحية عالمية. شكراً لفريق سفاري ولكل من شارك.

560

| 15 فبراير 2015

الحكمة الغائبة في اليمن

غاب الهدهد السليماني عن اليمن الذي تستلزم معالجة ظروفه الراهنة معجزة ربانية. وتغيب معه حقيقة ما يجري في ركن جزيرة العرب، فإلى أين يمكن نقل عرش سبأ للعودة باليمن إلى الاستقرار في زمن توارت فيه المعجزات وغدا المشهد مختلطاً صعباً بعد أن أصبح لليمن شكل سياسي جديد وغريب فرضته القوة والتحايل على كل المواثيق والعهود والثوابت، فالوقت لا يستدعي اجترار أدبيات اليمن وحكمته التاريخية كأول موطن للعرب فقد آفلة عقب الهدهد عهود زمنية وظل عمق الحدث الراهن ومكنونه مغيباً عن الجميع حتى أولئك الذين اجتمعوا يوم الجمعة الماضي في قصر الرئاسة في صنعاء للتأسيس لمرحلة يمن جديد لا يدركون تبعات الحدث وبواطن الأمور في بلد تتنازعه القوى والأيدلوجيات المنوعة. فإلى أين يمضي اليمن؟ هذا هو السؤال الصعب الذي لا يُلم بجوانب الإجابة عليه حتى الحوثيين أنفسهم بعد أن غدت مفاصل الحكم تحت أيديهم المدججة بالقوة والسلاح والايدولوجيا المستوردة حتى أن حجم ثقتهم في أنفسهم لإدارة البلاد ظلت متأرجحة منذ سبتمبر 2014 م حين عزموا فرض طوقهم على السلطة ومحاصرتها وجر اليمن إلى مفارق طرق عصية على الفهم والحلول السريعة، فهناك خيانات حصلت وذمم اشتريت ومؤثرات سقطت بما فيها المبادرة الخليجية التي حوصرت في شخص الرئيس عبدربه هادي الذي مثل توافقاً هشاً بفعل تواصل الصراع بين الأطراف المتنازعة والتي لم يثمر أو يصمد حوارها الوطني الساخن أمام النزاعات العلنية المسلحة، فهناك من يحرك الاتجاهات الثائرة نحو مزيد من التأزم لدفع اليمن نحو معترك صراع طويل تغدو فيها البلاد ملاذاً للقوى الانتهازية وجيوباً للإرهاب المستشري الذي يستهدف عموم المنطقة العربية وأنظمتها ناهيك عن بروز الاستحقاق الجنوبي للانفصال ليعود اليمن إلى يمنين في خارطة المنطقة. ومع من يصور حقيقة الصراع ويرجعه إلى الايدولوجيا بين السلفية والحوثية حسب ميولها الموجه من طهران فهناك أيضاً مصالح إستراتيجية تبحث عن حصتها في خارطة اليمن العليل بظروفه السياسية والاقتصادية المنهكة، فماذا بيد الدول الخليجية فعله في هذه المرحلة سوى الاجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على هامش اجتماعات مؤتمر ميونخ للأمن للخروج برؤية عالمية نحو هذا الصراع الذي أفلت من يد المتابعين حيث لم يعد للتدخل الخليجي أي تأثير سوى برفع معدلات التعاطي معه إلى مستوى عالمي ينذر بتحرك عاجل ربما في شكل عسكري حسب مؤشرات الحدث لرفض الولايات المتحدة المعلن للاستحواذ الحوثي على السلطة وتفريغها من المؤسسات. فالحديث عن اليمن في مرحلته الراهنة يصيب كل المتعاطين معه بالغثيان والوجل إثر تفاقم الأمور دون رؤية واضحة فالحوثيون يفتقدون الثقة في أنفسهم في إدارة البلاد ويمارسون التسلط لا السلطة بمفهومها الطبيعي الحاكم وينتشون بالانتصار دون عقلية متقنة في الإدارة لبلد بحجم وطبيعة اليمن وينتظرون التوجيهات تلو الأخرى لإبراز ميولهم السياسية المتسمة بالولاء لطهران غير أن اليمن لا يمكن إدارة بوصلته نحو هذا الاتجاه وفق رؤية طرف واحد لا يملك كل المفاصل الشعبية وحاز السلطة بفبركة الأحداث وشراء الميول والذمم وتغذية الاستعداء بين الأطراف. فاليمن حالة خاصة تسترعي جلب الحكمة في معالجة أمره، أوليس نبي الله سليمان قد عالج عقيدة سبأ بالحكمة برسالته لبلقيس رغم ما صاحب القصة من معجزات، أيضاً فالحكمة يمانية كما قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فوضع اليمن الراهن يحتاج الحكمة والتعقل من كل الأطراف المعنية في الداخل والخارج لا الانفعال واستعراض القوة والإرهاب، فمن يأتي بالحكمة الغائبة؟.

1222

| 08 فبراير 2015

"دافوس" رسالة من بين الجليد

لا يبدو أنها نزهة شتوية تقضيها النخب العالمية من رواد منتدى دافوس السنوي الذي أسسه عالم الاقتصاد كلاوس شواب عام 1971م ضمن منظمة غير حكومية لا تهدف للربح مقرها جنيف بسويسرا فالمنتدى وأطروحاته الجادة يثير سخونته أغنياء العالم وصناع القرار في الكثير من القضايا العالمية السياسية منها والاقتصادية، ويتذكر العالم تلك المداخلة الساخنة بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عام 2009م حين انسحب من منصة الجلسة احتجاجاً على منعه من التعليق على المداخلة المطولة للرئيس الصهيوني شمعون بيريز، حيث لم يكن مدير تلك الجلسة المثيرة ديفيد إيغناتيوس كاتب العمود الصحفي الشهير في الواشنطن بوست عادلاً في توزيع الوقت بين المتحدثين وهو ما أثار حفيظة رئيس المنتدى كلاوس شب للتعبير عن هذا الحدث باعتباره خارجاً عن روح المنتدى ومشيراً إلى عدم مشاركة بيريز مرة أخرى في فعالياته، سوى أن أردوغان نال من ذلك الموقف تأييداً واسعاً زاد من شعبيته العالمية، منتدى دافوس في تلك الأجواء الباردة والتغطيات الإعلامية الكثيفة التي انتهت الأسبوع الماضي يفرض أطروحاته ومناقشاته لتشكل مؤشراً لتوجهات العالم الاقتصادية وربما تحسب الأقوال على المتحدثين من سياسيين وأصحاب القرار في الشركات العالمية العملاقة والمتعددة الجنسيات والتي يستهدفها المنتدى لصناعة التنافسية بين أكثر من 1000 شخصية عالمية من ممثلي الشركات الكبرى والقادة السياسيين ممن يتحملون برد هذه المدينة التاريخية التي يقال إنها "عاصمة مايكروسوفت" ويدفعون المبالغ الضخمة بهدف المشاركة في المنتدى وحضور النقاش في المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم وكيفية حلولها، يعقد المنتدى اجتماعاته السنوية، حيث يتم وضع مسودات لخطط ومشاريع اقتصادية مشتركة، هذا إلى جانب دوره التعبوي لسياسات البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية والتي تستهدف بالأساس خصخصة الخدمات الأساسية وتحرير السوق وخلق مناخ يسمح بالاستثمار بما يتطلبه ذلك من إصلاحات سياسية، ولعل أبرز ما تم رصده من أطروحات المنتدى هو تقرير "بيل جيتس" المعروف كأغنى رجل في العالم ومؤسس مايكروسوفت حيث قال إن حياة المواطنين في الدول الفقيرة سوف تتحسن بوتيرة أسرع من ذي قبل بسبب الابتكار الذي سيوفر للبشرية فرص حياة أفضل بجملة المعطيات الحيوية في مجال التكنولوجيا والطب وحتى الثقافة، مشيراً إلى أن العام 2030م سيحظى بتحول كبير في عدد من الدول الفقيرة بسبب الهواتف الذكية والخدمات النوعية للمؤسسات كافة، إذاً بوصلة العالم تشير إلى الابتكار كسبيل منهجي نحو التطور وبناء الثروة وتحسين حالة المجتمعات وتنمية مواردها ومصالحها وتجنب المواجهات والحروب بنشر ثقافة التسامح والتواصل العالمي، هذه كانت رسالة دافوس والتي قد تبدو متكررة في مضمونها عاماً بعد عام ولكنها رسالة تأكيد وبناء ثقة بين دول العالم ومؤسساته الكبرى، فنتمنى أن يتاح للنخب العربية المثقفة حضور مثل هذا المنتدى وسلسة اجتماعاته الإقليمية من أجل التسريع لعملية "الانفتاح والاندماج الاقتصادي" والتعبئة لسياسات السلم والتعاون الدولي، فكما استطاع المنتدى دون سواه من الملتقيات العالمية أن يوجه رسالة تأنيب مباشرة "لبيريز" فنتمنى أن يكون للعرب نصيب من الابتكار والحديث عن الحقوق والتنمية في ظل عالم يتجه نحو السلمية والإنتاج.

2441

| 01 فبراير 2015

رحم الله الملك عبد الله

صفحة ناصعة من تاريخ المملكة العربية السعودية طويت بوفاة الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله والذي أحال خبر انتقاله إلى رحمة ربه ليل الأمة إلى شعور بالأسى والخسارة حيث شكل حضوره يرحمه الله ملكاً للبلاد خلال التسع سنوات الأخيرة علامة فارقة في كل الميادين التنموية التي استهدفت الخير والرخاء للوطن وأهله، فقد كان موفقاً مباركاً في حكمه وفي إدارته وفي علاقاته بالمواطنين يهتمُ بشأن الضعيف والفقير وأهل الحاجة ويحمل قلباً محباً متسامحاً ناصحاً للوطن وللأمة التي اهتم بشأنها وعمل لأجل وحدتها باذلاً نحو ذلك كل جهد وعطاء استحق به الجدارة والريادة في الكثير من المواقف العالمية، فظل ناصحاً محذرا من كل انشقاق ومن كل خلاف أو تطرف، فقد حذر يرحمه الله كل العالم من دواعي الإرهاب ومن انتهازيته وخطره وهو من أسس للحوار والالتفاف نحو العدل والحق والإنسانية كافة وهو من دفع بأكثر من 200 ألف من أبناء وبنات الوطن نحو فضاء العلم في مختلف جامعات العالم في نهضة كبرى توسعت خلالها أعداد الجامعات السعودية والمستشفيات وتوسعت شبكات الطرق واستحدث مشاريع الإسكان بل باشر بنفسه تأسيس المشاريع الخيرية براً لوالديه لإسكان ذوي الحاجة، فيذكر له جولته المسائية على بيوت الفقراء وتفقد أحوالهم وتقديم العطاء لهم فكان ملكاً معطاء في كل المجالات التي تحولت فيها الدولة إلى المؤسساتية الهادفة تنظيماً وعطاء فقد أفاض الله على البلاد في عهده بالخيرات التي حُولت إلى منجزات ملموسة شملت كل أرجاء البلاد وفي كل المجالات التي حملت رايتها إلى أكبر التجمعات الاقتصادية العالمية كمجموعة العشرين، وفي الحرمين الشريفين في مكة والمدينة اللذين ورث شرف خدمتهما نفذت أكبر التوسعات في عهده كما في المشاعر المقدسة ومواقع خدمة الحجيج والمعتمرين وكل المساجد، أن الحديث عن منجزاته ومواقفه لا يمكن الحديث عنها عاجلاً سوى أن حدثاً يغيب فيه رجل بحجم عبدالله بن عبدالعزيز يؤثر على استعراض بعض ما قدم من عطاء وهو مُقبل على ربه الكريم الرحيم ليكون كل ما قدم في ميزان أعماله فقد استعرضت عموم الأوساط المحلية والعالمية مناقب هذا الملك الإنسان ومكانته العالمية وما حمل قلبه من اهتمام بالخير والمواقف الإنسانية مقرونة بالدعاء له بالرحمة ومشاعر الفقد الكبير. ثم فالملك عبدالله سيظل محبوباً للشعب وعموم الأمة حياً وميتاً فهذه سنة الحياة ولا نقول إلا"إنا لله وإنا إليه راجعون" وإن مات عبدالله بن عبدالعزيز فالشعب السعودي بكل تعداد ملايينه ومناطقه وأطيافه يوحده هذا الحدث الجلل لتظل البلاد دوحة للخير والأمان عصية على الفرقة تواقة للوحدة بقيادتها المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز اللذين بايعهما الشعب لمواصلة المسيرة وقيادة البلاد نحو مستقبلها بنفس الروح التي قامت عليها دولة للخير والسلام، فنسأل الله لهما التوفيق ولنا العزاء في ثقتنا في إيماننا بربنا الذي وهب لنا هذه القيادة الصالحة التي تفرض حدود الله وتحكم شرعه وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتصون الحقوق والأعراض ولا تمايز بين أحد إلا بالحق والعدل. رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

1132

| 24 يناير 2015

أغذية برلين لا تبدد صور الجوعى.. مشاهدات

يتجه اقتصاد العالم نحو الهبوط والتراجع وفق مؤشرات أسعار النفط التي سجلت تراجعات كبيرة في النصف الثاني من العام المنصرم، ويتحدث المتابعون عن هذه الظروف ومسبباتها بكثافة فيما يشدد البعض على أنها مضرة بمستويات النمو العالمي وتوفير فرص العمل. في برلين العاصمة الألمانية تبدو الصورة مختلفة عن حالة التشاؤم النفطية وتداعياتها، فيوم الجمعة الماضي دُشنت فعاليات الأسبوع الأخضر في دورته الـ80 والذي انطلقت أولى دوراته في العام 1926م وتحضره هذا العام أكثر من 75 دولة رغم ما يقال عن الظروف الراهنة للاقتصاد العالمي. فكل دولة تستغل هذه المناسبة والتجمع الكبير للفعاليات الاقتصادية لتعبر للجمهور الكثيف عن رسالتها وملامح تجارتها لحفز معطيات السوق بما لديها من منتجات وخدمات تتركز في هذا المعرض المختص بالغذاء ومشاريعه الحيوية، فالمنافسة شديدة بين الشركات حتى في الدول المنتجة لغير النفط لإثبات وجودها واستقطاع ما يمكن من حصص السوق. فالمملكة المغربية هي الدولة العربية الأكثر نشاطاً وحضوراً متوالياً في هذا المعرض ودوراته السنوية إذ يحتل الجناح المغربي غالبية مساحة القاعة رقم 7 في هذا المعرض الذي يتجاوز عدد قاعات العرض فيه أكثر من 30 قاعة متعددة الأجنحة والأدوار ويزوره سنوياً قرابة 420 ألف زائر. فالمملكة المغربية تستلهم قرب موقعها من القارة الأوروبية وتحاول أن تنشط تسويق تجارتها في مجالات الأغذية النوعية التي تشتهر بها. بل وفي ثنايا افتتاح المعرض احتضن الجناح المغربي التوقيع على اتفاقية استضافة المغرب كضيف رئيسي في المعرض للعام القادم 2016 م في تأكيد على الاهتمام بهذه المشاركة السنوية الجذابة حسبما يذكر وزير الفلاحة والصيد المغربي السيد عزيز أخنوش، فنتمنى للدولة الشقيقة التوفيق في هذا المجال الذي يفتح لمنتجاتها أسواق أوروبا والعالم وهو ما سوف يعود بالنفع على الإنسان المغربي الذي حضر أيضاً ليقدم منتجات بلاده بين صنوف المنتجات العالمية التي تزخر بها جنبات هذا المعرض الضخم. أيضاً لا تبتعد السياسة وظروفها عن ملامح المشهد العام في المعرض فالجناح الروسي لم يعد كما كان سابقاً بذاك الزخم واهتمامات العرض كما عرف عنه بل كانت ثلة ممن يرتدون الزي العسكري الروسي تقدم عرضاً فنياً تحاول من خلالها استقطاب اهتمام الحضور وتقديم رسالة معنوية لهم تشير إلى إنسانية هذا الجيش الذي تواجه أدواره وسياسات بلاده امتعاضاً لدى الغرب خصوصاً في المشهد الأوكراني. أيضاً وأنت تتجول في ردهات المعرض تستفزك مظاهر الترف في الكثير من السلع الغذائية والتحفيز المستمر لمكونات إنتاجها خاصة وهناك على الطرف الآخر من العالم مواقع يفتقد سكانها لأبسط مقومات العيش وحاجاته الأساسية من غذاء وكساء، وفي سوريا الآن تبرز الصورة بشكل مخيف فهي أرض لا تفتقد للموارد ولكن خذلان العالم لشعبها ينقل إلينا صوراً مخيفة من هناك لا يبددها ترف صور معرض برلين الأخضر الذي يحتفل فيه العالم بمقدراته الغذائية بينما هناك من يموت جوعاً وبرداً.

614

| 18 يناير 2015

alsharq
من يُعلن حالة الطوارئ المجتمعية؟

في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...

6300

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

5079

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3795

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2856

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
غياب الروح القتالية

تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...

2511

| 23 أكتوبر 2025

alsharq
النظام المروري.. قوانين متقدمة وتحديات قائمة

القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...

1689

| 23 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1563

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة لا غنى عنها عند قادة العالم وصُناع القرار

جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...

1509

| 26 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1077

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
مستقبل الاتصال ينطلق من قطر

فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...

990

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

984

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
كريمٌ يُميت السر.. فيُحيي المروءة

في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...

960

| 24 أكتوبر 2025

أخبار محلية