رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بعد مرحلةٍ طغت عليها أجواء إيجابية بالنسبة للمعارضة السورية في الأسابيع السابقة، تواجه الآن جملة مناورات مكثفة لإلغاء مكتسباتها، وإعادة خلط الأوراق وصولًا لمحاصرتها في زاويةٍ تدفعها لتقديم التنازلات.
"خطوة إلى الخلف، خطوتان إلى الأمام". بهذا عبر الزعيم الصيني ماو تسي تونغ عن معنى مهم للسياسة لايُتقنها، بحرفية، من يغفل عنه. فبحكم أنها تتفاعل دومًا مع متغيرات الواقع، وما يُصاحب ذلك من تغيير دائم في موازين القوى لمختلف اللاعبين المنخرطين فيها، لا يمكن لأي منهم، ولو كان قوةً عظمى، الاعتقاد بأن كل شيءٍ سيكون في صالحها في كل مرحلة. وفي الحقيقة، يصبح هذا الاعتقاد، نفسهُ، فخًا يوقع صاحبه في كثيرٍ من الأخطاء، لأنه ينتج عن الوهم ويُجانب الواقع الذي لا يمكن التعامل معه إلا بمرونة بالغة.
بالمقابل، يستوعب السياسي المرن، بواقعية، إمكانية وصوله إلى نقطة يجب أن ينحني فيها أمام ريحٍ معاكسة، لكن قمة المهارة تظهر حين يتعامل مع الأمر بطريقةٍ تُظهر للآخرين أنه يتراجع، بما يُشعرهم بالرضا، وربما الغرور، ممزوجًا بالاسترخاء، في حين يستغلها فرصةً لهجوم مباغت لا يعوض فيه تراجعه فقط، وإنما يكسب معه المزيد. قد يعبر هذا التحليل عن خطةٍ (بعيدًا عن منطق المؤامرة) تُواجه المعارضة السورية في هذه المرحلة.
أول عناصر هذه الخطة يتمثل فيما سماه إعلاميون ونشطاء سوريون بعملية "إغراق وفد المعارضة". بدأت التحرك بتصريحات (بريئة) قال فيها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ما معناه أن "السوريين هم الذين يقررون مستقبلهم"، وهو مصطلحٌ يكرره الروس والنظام كثيرًا.
هذه المقدمة السياسية / النفسية ضروية لما سيليها من عناصر في خطة محاصرة المعارضة عبر إغراقها. وهنا يأتي الدور الحقيقي لكل تلك الوفود التي كان المبعوث الدولي يحرص على رعايتها ووجودها في جنيف، مع تطوير أدوارها بشكلٍ مدروس ومتدرج بدءا من تأكيده (البرىء أيضًا) في بداية عملية جنيف3 بأنها مجرد وفود استشارية له شخصيًا. فبعد التصريحات الجديدة المتكررة عن ضرورة قيام (السوريين) بتقرير مستقبلهم يتم الانتقال الآن إلى التنفيذ العملي لمخطط الحصار عبر الإغراق، مع عودة الزخم المفاجىء والمتصاعد لتصريحات المسؤولين الروس وفي مقدمتهم نائب وزير الخارجية بوغدانوف الذي وجه، كما نقل الزميل إبراهيم حميدي في (الحياة)، "انتقادات حادة لـ (الهيئة) [العليا للمفاوضات] باعتبارها تضم إسلاميين أو شخصيات محسوبة على دول إقليمية أو شخصيات منشقة عن النظام، والتنويه ببقية المعارضين بما في ذلك الشخصيات التي زارت القاعدة العسكرية الروسية في اللاذقية غرب سورية". مع ما في هذا المنطق من استغباءٍ، أو غباء، سياسي بكل المقاييس. علمًا بأن هذا يُناقض بشكلٍ واضح تصريحات ووقائع سابقة للروس وغيرهم أظهرت أن تمثيل المعارضة أصبح محسومًا، ومحصورًا رسميًا في الهيئة العليا للمفاوضات.
في نفس الإطار ذكر الزميل أحمد كامل، في حوارٍ جانبي، أن "دي ميستورا دعا مايقرب من 100 سوري إلى جنيف لتقرير مصير سوريا. من بين الـ 100 شخصية، حوالي 20 فقط متمسكون بإسقاط النظام، و80 إما يمثلون نظام الإبادة الأسدي وإما مُهادنون له". ثم فصَّلَ في الأمر أكثر فيما يتعلق بالوفود وأحجامها قائلًا: "وفد المعارضة 17 شخصًا / وفد الجعفري 15 / وفد المستشارات النسائية لدى ميستورا 12 / وفد [قاعدة] حميميم [المُسيطر عليها روسيًا] 18 / وفد موسكو والقاهرة والأستانة 11 / وعدد غير محدد ممن يُسمون ممثلي المجتمع المدني". أخيرًا، علقَ الزميل بما استخلصه من تلك الحسبة بقوله: "قريبًا ستكون هناك تسويةٌ سياسية تُكبل غالبية الشعب السوري لسنين طويلة قادمة، وما زالت مسأله تمثيل الشعب السوري لا تحظى بالوعي اللازم، ولا بالحزم اللازم".
وفي تأكيدٍ عملي لسير الأمور في الاتجاه المرسوم، لاحظ الزميل حميدي في مقاله المذكور أعلاه "حصول تغيير في نص الدعوة إلى ممثلي (إعلان القاهرة) الذين كانوا حصلوا على ثمانية مقاعد في وفد مشترك من 15 عضوًا مع (مجموعة موسكو) برئاسة قدري جميل. ووفق الدعوة التي بعثها المبعوث الدولي، فإن أعضاء (إعلان القاهرة) مدعوون إلى "الانضمام في جنيف في مسار المفاوضات التي تشمل مشاورات حول كيفية إنهاء النزاع ووضع أسس لتسوية مستدامة، بموجب بياني فيينا".
إذا أضفنا لهذا تحركات بوغدانوف الجديدة مع أطراف محسوبة على المعارضة، وتصريحات الأمريكان، ومعهم دي ميستورا، أنهم استلموا من الروس مقترحات بناءة فيما يتعلق بالدستور، والتلاعب المستمر في الحديث عن (المرحلة الانتقالية) وعن (رحيل الأسد)، يبدو واضحًا أن العملية بأسرها تهدف إلى تشويش المعارضة، وشَغلها عن التفكير بجدول أولويات سياسي محترف يمكنها من استلام المبادرة مجددًا. وهو أمرٌ لا يمكن أن يحصل في معزلٍ عن التركيز المكثف على جملة عناصر أساسية تُشكل مجال تأثيرها الفعلي.
باختصار يأتي تفصيله لاحقًا. تتمثل العناصر المذكورة فيما يلي: 1(حسمُ القول باستحالة وضع دستور في هذه المرحلة والإصرار على (إعلان دستوري مؤقت)، قدم مثاله المحترف الحقوقي السوري أنور البني). 2(الرفض الحاسم لعملية إغراق المعارضة، مع التحضير لعمليةٍ مقابلة تتمثل في تحضير وفود، متعددة الاختصاصات والتمثيل، تدعم وفد الهيئة الرئيس عند الدخول في عملية (عد الأصوات). 3 (عدم الفصل بين المسارين السياسي والإنساني بشكلٍ كامل). 4(ترسيخ وتوسيع آليات وممارسات المؤسسية والشفافية في عملية اتخاذ القرارات داخل الهيئة، لأن هذا ما يضمن ضبط أولوياتها فعليًا، ويحافظ على شرعيتها الشعبية الضرورية في مواجهة ما تتعرض له الآن من ضغوط.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول شعاع يلامس مياه الخليج الهادئة، من المعتاد أن أقصد شاطئ الوكرة لأجد فيه ملاذا هادئا بعد صلاة الفجر. لكن ما شهده الشاطئ اليوم لم يكن منظرا مألوفا للجمال، بل كان صدمة بصرية مؤسفة، مخلفات ممتدة على طول الرمال النظيفة، تحكي قصة إهمال وتعدٍ على البيئة والمكان العام. شعرت بالإحباط الشديد عند رؤية هذا المنظر المؤسف على شاطئ الوكرة في هذا الصباح. إنه لأمر محزن حقا أن تتحول مساحة طبيعية جميلة ومكان للسكينة إلى مشهد مليء بالمخلفات. الذي يصفه الزوار بأنه «غير لائق» بكل المقاييس، يثير موجة من التساؤلات التي تتردد على ألسنة كل من يرى المشهد. أين الرقابة؟ وأين المحاسبة؟ والأهم من ذلك كله ما ذنب عامل النظافة المسكين؟ لماذا يتحمل عناء هذا المشهد المؤسف؟ صحيح أن تنظيف الشاطئ هو من عمله الرسمي، ولكن ليس هو المسؤول. والمسؤول الحقيقي هو الزائر أولا وأخيرا، ومخالفة هؤلاء هي ما تصنع هذا الواقع المؤلم. بالعكس، فقد شاهدت بنفسي جهود الجهات المختصة في المتابعة والتنظيم، كما لمست جدية وجهد عمال النظافة دون أي تقصير منهم. ولكن للأسف، بعض رواد هذا المكان هم المقصرون، وبعضهم هو من يترك خلفه هذا الكم من الإهمال. شواطئنا هي وجهتنا وواجهتنا الحضارية. إنها المتنفس الأول للعائلات، ومساحة الاستمتاع بالبيئة البحرية التي هي جزء أصيل من هويتنا. أن نرى هذه المساحات تتحول إلى مكب للنفايات بفعل فاعل، سواء كان مستخدما غير واعٍ هو أمر غير مقبول. أين الوعي البيئي لدى بعض رواد الشاطئ الذين يتجردون من أدنى حس للمسؤولية ويتركون وراءهم مخلفاتهم؟ يجب أن يكون هناك تشديد وتطبيق صارم للغرامات والعقوبات على كل من يرمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها، لجعل السلوك الخاطئ مكلفا ورادعا.
4095
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين برحيل معالي الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن علي العقلا، أحد أشهر من تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والحق أنني ما رأيت أحدًا أجمعت القلوب على حبه في المدينة المنورة لتواضعه ودماثة أخلاقه، كما أجمعت على حب الفقيد الراحل، تغمده الله بواسع رحماته، وأسكنه روضات جناته، اللهم آمين. ولد الشيخ العقلا عليه الرحمة في مكة المكرمة عام 1378 في أسرة تميمية النسب، قصيمية الأصل، برز فيها عدد من الأجلاء الذين تولوا المناصب الرفيعة في المملكة العربية السعودية منذ تأسيس الدولة. وقد تولى الشيخ محمد بن علي نفسه عمادة كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ثم تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1428، فكان مكتبه عامرا بالضيوف والمراجعين مفتوحًا للجميع وجواله بالمثل، وكان دأبه الرد على الرسائل في حال لم يتمكن من إجابة الاتصالات لأشغاله الكثيرة، ويشارك في الوقت نفسه جميع الناس في مناسباتهم أفراحهم وأتراحهم. خرجنا ونحن طلاب مع فضيلته في رحلة إلى بر المدينة مع إمام الحرم النبوي وقاضي المدينة العلامة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ وعميد كلية أصول الدين الشيخ عبد العزيز بن صالح الطويان ونائب رئيس الجامعة الشيخ أحمد كاتب وغيرهم، فكان رحمه الله آية في التواضع وهضم الذات وكسر البروتوكول حتى أذاب سائر الحواجز بين جميع المشاركين في تلك الرحلة. عرف رحمه الله بقضاء حوائج الناس مع ابتسامة لا تفارق محياه، وقد دخلت شخصيا مكتبه رحمه الله تعالى لحاجة ما، فاتصل مباشرة بالشخص المسؤول وطلب الإسراع في تخليص الأمر الخاص بي، فكان لذلك وقع طيب في نفسي وزملائي من حولي. ومن مآثره الحسان التي طالما تحدث بها طلاب الجامعة الإسلامية أن أحد طلاب الجامعة الإسلامية الأفارقة اتصل بالشيخ في منتصف الليل وطلب منه أن يتدخل لإدخال زوجته الحامل إلى المستشفى، وكانت في حال المخاض، فحضر الشيخ نفسه إليه ونقله وزوجته إلى المستشفى، وبذل جاهه في سبيل تيسير إدخال المرأة لتنال الرعاية اللازمة. شرفنا رحمه الله وأجزل مثوبته بالزيارة إلى قطر مع أهل بيته، وكانت زيارة كبيرة على القلب وتركت فينا أسنى الأثر، ودعونا فضيلته للمشاركة بمؤتمر دولي أقامته جامعة الزيتونة عندما كنت مبتعثًا من الدولة إليها لكتابة أطروحة الدكتوراه مع عضويتي بوحدة السنة والسيرة في الزيتونة، فكانت رسالته الصوتية وشكره أكبر داعم لنا، وشارك يومها من المملكة معالي وزير التعليم الأسبق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الوالد الشيخ عبدالله بن صالح العبيد بورقة علمية بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في خدمة السنة النبوية» ومعالي الوالد الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، العضو السابق بهيئة كبار العلماء في المملكة، وقد قرأنا عليه أثناء وجوده في تونس من كتاب الوقف في مختصر الشيخ خليل، واستفدنا من عقله وعلمه وأدبه. وخلال وجودنا بالمدينة أقيمت ندوة لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود حضرها أمير المدينة يومها الأمير المحبوب عبد العزيز بن ماجد وعلماء المدينة وكبار مسؤوليها، وحينما حضرنا جعلني بعض المرافقين للشيخ العقلا بجوار المستشارين بالديوان الملكي، كما جعلوا الشيخ جاسم بن محمد الجابر بجوار أعضاء مجلس الشورى. وفي بعض الفصول الدراسية زاملنا ابنه الدكتور عقيل ابن الشيخ محمد بن علي العقلا فكان كأبيه في الأدب ودماثة الأخلاق والسعي في تلبية حاجات زملائه. ودعانا مرة معالي الشيخ العلامة سعد بن ناصر الشثري في الحرم المكي لتناول العشاء في مجلس الوجيه القطان بمكة، وتعرفنا يومها على رئيس هيئات مكة المكرمة الشيخ فراج بن علي العقلا، الأخ الأكبر للشيخ محمد، فكان سلام الناس عليه دليلا واضحا على منزلته في قلوبهم، وقد دعانا إلى زيارة مجلسه، جزاه الله خيرا. صادق العزاء وجميل السلوان نزجيها إلى أسرة الشيخ ومحبيه وطلابه وعموم أهلنا الكرام في المملكة العربية السعودية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، اللهم تقبله في العلماء الأتقياء الأنقياء العاملين الصالحين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
1734
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه أكثر مما ينظر إلى ما يملكه. ينشغل الإنسان بأمنياته المؤجلة، وأحلامه البعيدة ينشغل بما ليس في يده، بينما يتجاهل أعظم ما منحه الله إياه وهي موهبته الخاصة. ومثلما سأل الله موسى عليه السلام: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾، فإن السؤال ذاته موجّه لكل إنسان اليوم ولكن بطريقة أخرى: ما هي موهبتك؟ وما عصاك التي بيدك؟ جوهر الفكرة ان لكل إنسان عصا. الفكرة الجوهرية لهذا المفهوم بسيطة وعميقة، لا يوجد شخص خُلق بلا قدرة وبلا موهبة وبلا شيء يتميز به، ولا يوجد إنسان وصل الدنيا فارغ اليدين. كل فرد يحمل (عصاه) الخاصة التي وهبه الله ليتكئ عليها، ويصنع بها أثره. المعلم يحمل معرفته. المثقف يحمل لغته. الطبيب يحمل علمه. الرياضي يحمل قوته. الفنان يحمل إبداعه. والأمثلة لا تنتهي ….. وحتى أبسط الناس يحملون حكمة، أو صبرًا، أو قدرة اجتماعية، أو مهارة عملية قد تغيّر حياة أشخاص آخرين. الموهبة ليست مجرد ميزة… إنها مسؤولية في عالم الإعلام الحديث، تُقدَّم المواهب غالبًا كوسيلة للشهرة أو الدخل المادي، لكن الحقيقة أن الموهبة قبل كل شيء أمانة ومسؤولية. الله لا يمنح إنسانًا قدرة إلا لسبب، ولا يضع في يدك عصا إلا لتفعل بها ما يليق بك وبها. والسؤال هنا: هل نستخدم مواهبنا لصناعة القيمة، وترك الأثر الجميل والمفيد أم نتركها مدفونة ؟ تشير الملاحظات المجتمعية إلى أن عددًا كبيرًا من الناس يهملون مواهبهم لعدة أسباب، وليس ذلك مجرد انطباع؛ فبحسب تقارير عالمية خلال عام 2023 فإن نحو 80% من الأشخاص لا يستخدمون مواهبهم الطبيعية في حياتهم أو أعمالهم، مما يعني أن أغلب البشر يعيشون دون أن يُفعّلوا العصا التي في أيديهم. ولعل أهم أسباب ذلك هو التقليل من قيمة الذات، ومقارنة النفس بالآخرين، والخوف من الفشل، وأحيانا عدم إدراك أن ما يملكه الشخص قد يكون مهمًا له ولغيره، بالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن الموهبة يجب أن تكون شيئًا كبيرًا أو خارقًا. هذه الأسباب تحوّل العصا من أداة قوة… إلى مجرد منحوتة معلقة على جدار الديوان. إن الرسالة التي يقدمها هذا المقال بسيطة ومباشرة، استخدم موهبتك فيما يخدم الناس. ليس المطلوب أن تشق البحر، بل أن تشقّ طريقًا لنفسك أو لغيرك. ليس المطلوب أن تصنع معجزة، بل أن تصنع فارقًا. وما أكثر الفروق الصغيرة التي تُحدث أثرًا طويلًا، تعلُم وتعليم، أو دعم محتاج، خلق فكرة، مشاركة خبرة، حل مشكلة… كلها أعمال نبيلة تُجيب على السؤال الإلهي حين يُسأل الإنسان ماذا فعلت بما أعطيتك ومنحتك؟ عصاك لا تتركها تسقط، ولا تؤجل استخدامها. فقد تكون أنت سبب تغيير في حياة شخص لا تعرفه، وقد تكون موهبتك حلًّا لعُقدة لا يُحلّها أحد سواك. ارفع عصاك اليوم… فقد آن لموهبتك أن تعمل.
1587
| 02 ديسمبر 2025