رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
«بالمعرفة تبنى الحضارات» بهذا الشعار تم افتتاح معرض الدوحة للكتاب في نسخته الثالثة والثلاثين، من الجميل أن نبحث عن المعرفة ونسعى لتكون هي التي تبني حضارتنا، فلولا المعرفة لما قامت حضارة من الأساس، ولكن ما يهمني اليوم جانب قد يكون حساسا للبعض، ولا يتقبله الكثيرون وأعتبره جزءا مهما من الحراك الثقافي والأدبي، وبه نرتقي ونحقق التطور الفكري وتزدهر ثقافتنا بشكل عام.
أتحدث اليوم عن اختفاء تدريجي للنقد الصريح والحقيقي واستبداله بالمجاملات وفي كثير من الأحيان السكوت والابتعاد عن الصداع الذي قد يجلبه النقد وإن كان صاحبه محقا، فلا الناقد يريد أن يخسر الآخرون بسبب صراحته، فهو بالنسبة لهم عدو لدود ويتحاشون حتى رؤيته ودعوته للفعاليات بشكل عام، ولا المثقفون يرغبون بسماع النقد الصريح فهم ينفرون منه ويتحاشون سماعه، ويعتبرونه إساءة لهم وتقليلا من جهدهم المبذول.
نخاف من النقد ونبتعد عنه ونكره من يقدم لنا خلاصة فكره من خلال النقد لأننا نعتقد بأن النقد موجه لنا وليس للعمل الذي قدمناه، والحقيقة مغايرة تماما لذلك، فالنقد يوجه للعمل والأخطاء التي وقع فيها المثقف أو الأديب أو الفنان مع كامل التقدير للمثقف نفسه، كوني أنتقد لا أعني أبدا أنني ضدك أو أنني أحمل حقدا وضغينة لك، الحقيقة على النقيض من ذلك كوني أنتقد العمل فهذا قد يكون دليل محبة ورغبة في الوصول لمرحلة أفضل في العمل مهما كان نوعه، إذا تجاوز الناس هذه النظرة الضيقة فهم سيستقبلون النقد بكل صدر رحب.
الناقد الحقيقي هو ما يكمل جمالية اللوحة، يحمل فرشاة الألوان ويزيد اللوحة جمالا بملاحظاته ونقده وبما يمتلك من علم وثقافة تساعد على سد بعض النقص الذي قد لا ينتبه له المثقف أو الأديب، الناقد الحقيقي هو مرآة ناصعة تبين لنا شكل العمل الفني على حقيقته، بدون تجميل أو تزييف للحقيقة، فما أحوجنا لمثل هؤلاء من النقاد وما أحوجنا لأن يتصدروا المشهد الثقافي.
لنبحث سويا عن آخر عمل درامي تم انتقاده وذكر جوانب الضعف فيه وسلبياته، لا يوجد شيء من هذا القبيل لذلك من الطبيعي أن تنتشر الأعمال الفنية ذات المستوى الهابط والذي لا يقدم أي شيء يتعلق بالفن ورسالته في المجتمع، وأصبحت تجارة لدى البعض وفرصة للتكسب من خلال المشاركة بأي نص وإنتاج أي عمل فني وضاعت من خلالها الأعمال الفنية والمسلسلات الهادفة والتي ينتظرها الجميع، لكن تم استبدال كل ذلك بالغث والسمين.
متى تم انتقاد آخر كتاب صدر للمؤلفين القطريين؟ الحقيقة لا يوجد شيء من هذا القبيل، لذلك نجد تسارع وتيرة تأليف الكتب بشكل كبير، فلا يوجد من ينتقد ولا توجد جهة تضع شروطا ومعايير لمثل هذه الإصدارات، وقفت في الفترة الأخيرة على كتاب تم تدشينه بشكل رسمي من قبل إحدى الجهات الرسمية بالدولة، الكتاب حقيقة ضعيف جدا في المستوى ومواده منسوخة من الانترنت والمعلومات فيه غير محدثة وقديمة، وأهم المعلومات عن قطر كانت غير دقيقة وقديمة، ومن قام على جمع المعلومات وإعداد المادة لا علاقة له بالمجال الذي كتب فيه الكتاب! فكيف تمت الموافقة عليه وتدشينه بشكل رسمي؟ وأين دور النقاد لنقد هذه الكتب وبيان مستواها الحقيقي؟
متى تم انتقاد فعالية ثقافية أقيمت في الدولة؟ لا يوجد نقد حسب علمي، لا يعقل أن تكون كل الفعاليات الثقافية ملائكية ولا تخلو من هفوات أو سوء تقدير قد يكون أحيانا حتى التوقيت غير مناسب، ولكن قبل النقد تتجه الأنظار إلى من الذي نظم هذه الفعالية وهل من مصلحتنا أن نخسر هذه الجهة بنقد فائدة ترجى منه؟ فيتصدر لمثل هذه الفعاليات المتنفعون الذين يروجون لها لمصلحة خاصة ويبتعد النقاد الذين يمتلكون الرؤية لتصحيح المسار.
«إنك امرؤ فيك جاهلية»
«نِعْمَ الرَّجلُ عبدُ اللَّهِ لَو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ»
هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا النقد الدقيق يكره أصحابه أم كان يريد لهم الخير؟ بهذا النقد السريع غير أحوال أصحابه رضوان الله عليهم إلى الأفضل، لأنه ناقد حقيقي محب لمن حوله ولأنهم يتفهمون أن هذا النقد موجه لسلوكهم وليس لهم، فهو نقد من محب لهم يتمنى أن يراهم في أكمل وجه.
حراكنا الثقافي ينمو ويزدهر، ولكنه بحاجة ماسة لمن يكمل هذا الحراك، وهم النقاد الحقيقيون الذين يقولون الحقيقة ويضعون أصابعهم على موقع الجرح والألم لنسرع بالعلاج وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، نحن بحاجة ماسة لهؤلاء النقاد وأن يأخذوا مكانتهم الحقيقية في المجتمع حتى لا يكون الحراك ثقافي مجرد أنشطة لملء الفراغ.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6360
| 24 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين لم يتقنوا الجلوس في أماكنهم. كم من مقعدٍ امتلأ جسدًا، وظلّ فارغًا فكرًا، وإحساسًا، وموقفًا. الكرسي لا يمنح الهيبة، بل من يجلس عليه هو من يمنح المكان معناه. المدرب… حين يغيب التأثير: المدرب الذي لا يملأ مقعده، هو من يكرّر المعلومات دون أن يُحدث تحولًا في العقول. يشرح بجمود، ويتحدث بثقة زائفة، ثم يغادر دون أن يترك بصمة. الحل أن يفهم أن التدريب رسالة لا مهنة، وأن حضوره يقاس بتغيير الفكر والسلوك بعده. وعندما يغيب هذا الإدراك، يتحول التدريب إلى ترفٍ ممل، ويفقد المجتمع طاقاته الواعدة التي تحتاج إلى من يشعل فيها شرارة الوعي. المدير… حين يغيب القرار: المدير الذي لا يملأ كرسيه، يهرب من المسؤولية بحجة المشورة، ويُغرق فريقه في اجتماعات لا تنتهي. الحل: أن يدرك أن القرار جزء من القيادة، وأن التردد يقتل الكفاءة. وعندما يغيب المدير الفاعل، تُصاب المؤسسة بالجمود، وتتحول بيئة العمل إلى طابور انتظار طويل بلا توجيه. القائد… حين يغيب الإلهام: القائد الذي لا يملك رؤية، لا يملك أتباعًا بل موظفين. الحل: أن يزرع في فريقه الإيمان لا الخوف، وأن يرى في كل فرد طاقة لا أداة. غياب القائد الملهم يعني غياب الاتجاه، فتضيع الجهود، ويضعف الولاء المؤسسي، ويختفي الشغف الذي يصنع التميز. المعلم… حين يغيب الوعي برسالته: المعلم الذي يجلس على كرسيه ليؤدي واجبًا، لا ليصنع إنسانًا، يفرغ التعليم من رسالته. الحل: أن يدرك أنه يربّي أجيالًا لا يلقّن دروسًا. وحين يغيب وعيه، يتخرّج طلاب يعرفون الحروف ويجهلون المعنى، فيُصاب المجتمع بسطحية الفكر وضعف الانتماء. الإعلامي… حين يغيب الضمير: الإعلامي الذي لا يملأ كرسيه بالمصداقية، يصبح أداة تضليل لا منبر وعي. الحل: أن يضع الحقيقة فوق المصلحة، وأن يدرك أن الكلمة مسؤولية. وعندما يغيب ضميره، يضيع وعي الجمهور، ويتحول الإعلام إلى سوقٍ للضجيج بدل أن يكون منارة للحق. الطبيب… حين يغيب الإحساس بالإنسان: الطبيب الذي يرى في المريض رقمًا لا روحًا، ملأ كرسيه علمًا وفرّغه إنسانية. الحل: أن يتذكر أن الطب ليس مهنة إنقاذ فقط، بل مهنة رحمة. وحين يغيب هذا البعد الإنساني، يفقد المريض الثقة، ويصبح الألم مضاعفًا، جسديًا ونفسيًا معًا. الحاكم أو القاضي… حين يغيب العدل: الحاكم أو القاضي الذي يغفل ضميره، يملأ الكرسي رهبة لا هيبة. الحل: أن يُحيي في قراراته ميزان العدالة قبل أي شيء. فحين يغيب العدل، ينهار الولاء الوطني، ويُصاب المجتمع بتآكل الثقة في مؤسساته. الزوج والزوجة… حين يغيب الوعي بالعلاقة: العلاقة التي تخلو من الإدراك والمسؤولية، هي كرسيان متقابلان لا روح بينهما. الحل: أن يفهما أن الزواج ليس عقداً اجتماعياً فحسب، بل رسالة إنسانية تبني مجتمعاً متماسكاً. وحين يغيب الوعي، يتفكك البيت، وينتج جيل لا يعرف معنى التوازن ولا الاحترام. خاتمة الكرسي ليس شرفًا، بل تكليف. وليس مكانًا يُحتل، بل مساحة تُملأ بالحكمة والإخلاص. فالمجتمعات لا تنهض بالكراسي الممتلئة بالأجساد، بل بالعقول والقلوب التي تعرف وزنها حين تجلس… وتعرف متى تنهض.
5103
| 20 أكتوبر 2025
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
4974
| 27 أكتوبر 2025