رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مشاعل محمد علي

معلمة الدراسات الاجتماعية
مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات

مساحة إعلانية

مقالات

144

مشاعل محمد علي

العلاقات الناجحة

11 يوليو 2025 , 04:07ص

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (سورة الحجرات: آية 13)، خلق الله عز وجل ابن آدم في مجتمع مسلم تربطهم القيم الدينية الإسلامية ولا يستطيع الفرد أن يولد ويعيش بمفرده في هذه الحياة، إنه بحاجة إلى الآخرين ليكمل احتياجاته في كافة الجوانب، وهذه ما تسمى بالعلاقة أي ترابط وتواصل بين الأفراد من مختلف الشخصيات.

 يلتقي الإنسان خلال رحلته الدنيوية بآلاف البشر ويكون علاقات معهم فإما أن تكون مبنية على الاحترام والألفة والمحبة فتصبح علاقة ناجحة، وإما أن تتلون بملوثات العلاقات السامة كالتشاؤم والغل وانعدام تقدير الذات فتفشل العلاقة. نحن بحاجة في هذا الزمان إلى وعي تام حول كيفية تكوين علاقات ناجحة مع الأفراد خالية من العدوانية خصوصاً بعد انتشار أفكار ومبادئ ساهمت في تهميش بعض من عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الإسلامية، بالإضافة إلى وجود أصحاب من ذوي توكيد الذات السلبي الذين يفضلون أنفسهم دون مراعاة حاجات ومشاعر الآخرين. ومن هذه الإرشادات التوعوية التي تسهم في نجاح علاقتك بالناس: عدم رفع سقف توقعاتك بأي شخص حتى لو امتثل بجميع مكارم الأخلاق، يفضل عدم تقديم تنازلات وتضحيات دائمة ثم تعتقد أنهم سوف يقدمون لك بالمثل، عطاؤك وأخلاقك ليس كمثل قدراتهم، ربما يعطيك جزءا بما قدمت إليه أو لا شيء، اعلم أن الأحوال والظروف تتبدل كذلك النفس البشرية متغيرة حتى لا تقع في الفخ، فينعكس ذلك على ردة فعلك السلبية وتتحول من إنسان معطاء إلى بِلا عطاء تعيش على هامش الحياة تأخذ دون أن تعطي نتيجة التضحيات المتراكمة. أيضاً ضع حدوداً بينك وبين الآخرين، ألا تصبح كالكتاب المفتوح الذي يسرد حكاياته وأبسط تفاصيل حياته، اجعل مساحة من الخصوصية تحتفظ بها لنفسك ولا يعلمها سوى رب العباد، والسعي نحو توكيد ذاتك بمعنى أقوالك توافق أفعالك بشرط عدم إيذاء الناس على سبيل المثال لو طلب منك زميلك القيام بعمل ما وفي داخلك لا تريد أن تقوم به بسبب الأعباء المتراكمة لديك إذاً اعتذر منه بأدب واحترام دون أن تكلف نفسك شيئاً لا تتحمله من أجل غيرك، وألا تكون من الذين يوافقون الآخرين في العلن ثم التذمر في الخفاء من أجل إرضائهم حتى تحافظ على حقوقك النفسية والجسدية والفكرية؛ لأن لو فقدت حقوقك استبيحت حدودك.

 بالإضافة إلى ذلك خذ قاعدة أغلق أذني عما يزعجني وأستمتع، وعدم الالتفات إلى كلام الناس الذي سوف يقودني إلى الهلاك مع مرور الزمن، الأهم من ذلك أنك كيف ترى نفسك؟ وكيف تريد أن يراك الله؟ قيمتك تكمن في أخلاقك وأفعالك الرفيعة وليس بآراء الناس في شكلك، وظيفتك، نسبك، ومنصبك، ما دمت تفعل الصواب دون إلحاق الضرر لأحد إذاً لا حرج فيما يقولون، تذكر أن البشر تحدثوا عن الله عز وجل وفي عرض النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن أن تسلم من لسانهم، لكن بإمكانك عدم الالتفات إليهم والرد عليهم بتحقيق الإنجازات، اعلم أن كلما زادت إنجازاتك وتغييرك لِلمجتمع نحو الأفضل انفضوا من حولك كالوحوش.

الجميع تنتهي حياته بالبكاء عليه ثم تمر الأيام وينساه الناس سواء الأهل، الأقارب والأصدقاء ولن يبقى سوى العمل الصالح الذي يشد المرء أزره فيه عند مواجهة العدالة الربانية التي هي كفيلة بأن ترد لك المعروف الذي قدمته سواء خيرا أم شرا. 

ختاماً العلاقات تزيدنا قوة وصبراً ومجاهدة النفس على تقبل الشخصيات الصعبة في التعامل، وكلنا راحلون من الحياة، نفارق كل شيء تمت المحاربة عليه، حاول أن ترتقي بمبادئك وأخلاقك التي تربيت عليها وعامل الناس كما تريد أن تعامل، سوف تثبت لهم الأيام من أنت بأفعالك وأقوالك وستكون ذا بصمة في رفوف ذكرياتهم الجميلة، فهل تريد أن تجعل تلك الذكرى حلوة أم مرة؟!

مساحة إعلانية