رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الحق سبحانه وتعالى خلق الإنسان واستخلفه في الأرض يكد ويعمل فيها سعيا لتعميرها مما يلزم على الإنسان الاهتمام بالوقت والاستفادة من الزمن حتى لا يضيع عمره هباء منثورا، فقد جعل للإنسان وقتا محددا وعمرا معدودا وحثه على أن يستغل أوقات عمره في طاعة الله تعالى وتنفيذ شرعه، وإن في انقضاء الأيام ومرور الأعوام عبرة للإنسان بأن هذه الدار فانية وأنها سريعة الانقضاء وقريبة الزوال، فعلينا أن نبادر بالأعمال الصالحة قبل فوات الأوان وأن نحذر التسويف حتى لا يكون ندما وخسرانا في يوم لا ينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم, فأيام الله تعالى دول، وها نحن بين طيات الزمن الذي يمر مر السحاب، وهذه نهاية عام وبداية عام جديد والإنسان بين ذكريات وذكريات، ولكن هل أدرك المسلم قيمة أوقاته وأيامه؟ أما إنها أيام تمر وسنوات تعد ولا ندري أنعد الأيام أم الأيام هي التي تعدنا الوقت من أجل نعم الله على الإنسان فهو عمره بأيامه وسنواته، وهو رأس المال الذي قد يؤدي به إما إلى الربح أو إلى الخسارة ويبادرني سؤال مهم، لماذا يجهل المسلم التاريخ الهجري؟ علما بأنه له ارتباط وثيق بالعبادات، حيث إننا نصوم منه شهرا ونحج في شهر آخر، وللمسلم فيه ذكريات وعبر وأيام مباركة وتظلنا خلاله مناسبات دينية عظيمة، وفي مثل هذه الأيام يتذكر المسلم هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أنها تمثل مرحلة مهمة وخطيرة في حياة الدولة الإسلامية، ونحن نغتنم مثل هذه المناسبات لنقف من خلالها على أهم الدروس المستفادة، وذلك لأن الله لم يشرع أو يأمر بشيء لينتهي بانتهاء وقته، فسبحانه وتعالى يسوق إلينا الأمور لنقف عندها ونتدبر في أسرارها ومعانيها ولنستفيد من كل الجوانب العطرة في السيرة النبوية الشريفة.
ففي أيام الهجرة ذكريات لا يمل حديثها ولا تسأم الآذان من سماعها، بل ترتاح النفوس وتطمئن القلوب عندما تعي بكل حكمة وتدبر خطوات الحبيب في سبيل بناء أمة تكون لها الريادة بما تكتسب من إيمان راسخ وعقيدة سليمة، لذا فقد تحلو ذكريات السيرة العطرة إذا أعيدت وتكررت كما يحلو مذاق الشهد وهو يكرر، فإنها متعلقة بحياة محمد صلى الله عليه وسلم إمام البشرية وسيد ولد آدم فهي من الذكريات الغالية التي تتجدد آثارها وعظمتها كلما سلك المرء سبيله إلى الاعتبار والتذكر والعبد المؤمن، إذ يغشى معالم سيرته، فهو كعابد يغشى مصلاه، ومن حسن حظ المؤمن أنه ما قلب سيرة المصطفى يوما فأخطأ دمع العين مجراه وفي أيام النبي صلى الله عليه وسلم الجليلة تتألق غرة الزمان ولعل من أسطعها وأروعها هجرة المصطفى الذي تهب علينا نسمات ذكراها في كل عام من أعوام الزمن، ومن شواهد عظم حادث الهجرة أنه يزداد بهاء وسناء كلما تناوله المتحدثون بالحديث والكتاب بالكتابة، فهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كانت فاتحة الأمل وبارقة النصر له ولأمته، فمنها يستقي المسلم بعض الدروس التي يستفيد منها في حياته فيستمد منها القيم والمثل العليا والآفاق التربوية التي تكون نورا يضيء له طريقه ومعبرا يوصله للجنة يقول الله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) الأحزاب :21، فمع مدرسة الحبيب صلى الله عليه وسلم لنتعلم القيم والمثل والأسس السليمة التي قام عليها بناء المجتمع الإسلامي الذي استطاع أن ينير مشارق الأرض ومغاربها، وذلك من خلال هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وحسن التوكل على الله يقول الله تعالى: (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) آل عمران: 122 النبي صلى الله عليه وسلم ينشر النور في بقاع مكة وأرجائها ويبلغ رسالة ربه وقريش لم تزداد إلا عنادا وهجرا فيترصدون للمسلمين الضعفاء وينزلون بهم أشد انواع العذاب ونفس الحبيب تتقطع ألما على أصحابه، وتأتي اللحظات الحاسمة وينطلق لسانه إليهم بالفرار بدينهم إلى أرضا يأمنون فيها، بعد ان أعد لهم جوا مناسبا في يثرب ونجحت دعوة الإسلام في تأسيس موطن آمن لهم، فيقول لهم إن الله عز وجل جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها فينطلق الصحابة رضوان الله عليهم، ممتثلين أمر النبي صلى الله عليه وسلم، متوكلين على الله عز وجل تاركين بيوتهم وأموالهم وأهليهم فرارا بدينهم، فهم على استعداد لبيع الغالي والنفيس تلبية لنداء العقيدة يحسنون العمل متوكلين على ربهم يسيرون على نهج نبيهم يرجون من ربهم الرحمة في الآخرة والتوفيق في الدنيا، فكانوا خير الشعوب وكانت الأمة هي خير الأمم بما تتحلى به من أخلاق وقيم فيدخل الناس في دين أفواجا.
قرار يستحق الدراسة مسبقاً
حينما صدر القرار الوزاري في عام 2023 بإعفاء أبناء الأئمة والمؤذنين من رسوم الكتب والمواصلات في المدارس الحكومية... اقرأ المزيد
189
| 30 ديسمبر 2025
أصالة الجمال الحق !
ما أثمن أن يصل الإنسان إلى لحظة صفاء، تلك اللحظة النادرة التي تهدأ فيها ضوضاء الداخل، ويخفّ فيها... اقرأ المزيد
135
| 30 ديسمبر 2025
الدوحة.. هوية تُبنى بهدوء وتُخاطب العالم بثقة
في زمنٍ تتسابق فيه المدن على ناطحات السحاب، وتتنافس الدول على مظاهر القوة الخشنة، اختارت الدوحة طريقًا مختلفًا:... اقرأ المزيد
69
| 30 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2007
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1614
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1131
| 24 ديسمبر 2025