رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

خولة البوعينين


Khawla.life@outlook.com
@Khawlalbu3inain

مساحة إعلانية

مقالات

57

خولة البوعينين

أصالة الجمال الحق !

30 ديسمبر 2025 , 01:27ص

ما أثمن أن يصل الإنسان إلى لحظة صفاء، تلك اللحظة النادرة التي تهدأ فيها ضوضاء الداخل، ويخفّ فيها ثقل المقارنات، فيُدرك بوضوحٍ عميق أن خلق الجمال ليس امتيازاً للنُّخبة، ولا حكراً على من وُضعوا في دائرة الضوء، إنما هو جوهره حقٌّ أصيلٌ لكل من قرر أن يعيش بشفافية الصدق. 

إنها لحظة وعي تتبدد فيها الأوهام القديمة، وَهْم أن الجمال يحتاج إذناً، أو يتطلب شهادة ما، أو اعترافاً خارجياً مُعلناً ! لحظة يفهم الإنسان فيها أن الجمال هو بمدى الانسجام بين الداخل وما يُعبَّر عنه في مظاهره في الخارج.

فخلق الجمال فعل (شجاعة) قبل أن يكون موهبة ممنوحة، وهو اختيار واعٍ بأن يعيش المرء متصالحاً مع حِسه، ومتآلفاً مع رؤيته، ومنسجماً مع طريقته الخاصة في الفهم والتعبير. وحين يقرر المرء أن يعيش بتلك الدرجة من الصدق، يصبح الجمال نتيجة طبيعية، ومحصلة بديهية، لا هدفاً يُرمى للوصول له، يتبدّى في الكلمة، في الموقف، في الصمت، وفي التفاصيل الصغيرة التي يلتفت لها من كان حاضراً مع نفسه في لحظته.

وفي هذا الإدراك، تتحرر الحياة من فكرة النخبوية، ويتحرر الإنسان من انتظار الاعتراف، فالجمال في جوهره حالة داخلية تنعكس على العالم، ويعي جيداً أنه ليس طبقة اجتماعية ولا مرتبة فكرية، ويتيقن أن من اختار الصدق نهجاً، اختار دون أن يدري ربما أن يكون خالقاً للجمال، مُبدعاً للبهاء، منتجاً للحُسن ومنبعاً له ! 

لحظة إدراك: 

الثروة الحقيقية أن يعرف الإنسان أن حقه في الجمال لا يقل عن حقه في النَّفَس، وأن الصفاء الذي يقوده إلى هذا الفهم هو بداية حياة تُعاش بوعي، وبحضور كامل بلا استعارةٍ أو تقليد! 

مساحة إعلانية