رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في زحمة التركيز على تطوير المناهج، وتكثيف المحتوى المعرفي، وتوظيف أحدث الوسائل التكنولوجية في التعليم، تبرز اليوم حاجة ملحّة لإعادة الاعتبار لوظيفة المدرسة الأساسية، وهي احتضان الطالب نفسيًا وتربويًا قبل تلقينه الدروس. فالتعليم الحقيقي لا يبدأ من الكتب، بل من القلب؛ من ذلك الإحساس الدافئ الذي يجعل الطفل يشعر أن الصف ليس مجرد مقعد وسبورة، بل مساحة آمنة يشعر فيها بالاحترام والانتماء. وإن التعليم لا يكون فعالًا ما لم يسبق بالحب، وما لم يجد الطالب في مدرسته المكان الذي يُنصت إليه، ويُقدّره كإنسان قبل أن يُحاسبه كمتعلم. وهذا البعد الإنساني هو ما تصبو له الأنظمة التعليمية المتقدمة اليوم، ودولة قَطر تسير بثقة في هذا الاتجاه.
- الصف… بيتٌ تربوي قبل أن يكون فصلًا دراسيًا
في مدارس دولة قطر، حيث تسعى الدولة جاهدة لتطوير التعليم ضمن رؤية شاملة تُراعي الإنسان قبل المنهاج، تظهر أهمية إعادة النظر في العلاقة بين الطالب والمدرسة، وتحديدًا داخل الصفوف الدراسية. فليست كل بيئة تعليمية ناجحة بالضرورة بيئةً حاضنة، والعكس صحيح. الصف الذي يخلو من التقدير والاحتواء، مهما بلغ تطور وسائله، قد يُنتج طلابًا متعلمين من حيث المعلومات، ولكنهم يفتقرون إلى الثقة بالنفس، والقدرة على التعبير، والشعور بالأمان. وإن الصف هو العالم الأول للطالب خارج نطاق أسرته، ومن خلاله تتشكل رؤيته للعالم، لذا فإن تحويل الصف إلى مساحة عاطفية آمنة، يعني الاستثمار في بناء مواطن متوازن ومستقر نفسيًا، قادر على التفاعل الصحي مع مجتمعه. وبالتالي، فالطالب الذي يجد في معلمه القدوة، وفي مدرسته الأمان، سيعود كل صباح بشغف لا بمجرد التزام.
- المعلمون سفراء العاطفة والتربية
المعلم ليس فقط ناقل معرفة، بل هو أول من يزرع في الطفل بذور الشعور بالقيمة؛ نظرة احترام، كلمة دعم، اِلتفاتة إنسانية في لحظة ضعف…كل تلك التفاصيل الصغيرة قادرة على أن تبني شخصية متزنة ومتحمسة للتعلم. من هنا، فإن المعلم في قطر اليوم يُنتظر منه أن يكون قائدًا تربويًا، وصاحب رسالة وجدانية، وأن يُعيد صياغة مفاهيم التفاعل داخل الصف بما يضمن أن يشعر الطالب بأنه مرئي ومسموع ومهم. ولذلك، لا بد من الاستثمار في بناء مهارات المعلمين العاطفية والاجتماعية إلى جانب مهاراتهم الأكاديمية. فالمعلم الذي يملك الحس التربوي العالي، قادر على التعامل مع المزاج المتقلب للطلبة، والتحديات السلوكية، وحتى المشاكل النفسية الخفية. ومع تزايد الضغوط المجتمعية على الجيل الجديد، تبرز أهمية أن يكون المعلم بمثابة صمام أمان نفسي، وأن يتمكن من دمج التربية بالتعليم بطريقة غير تقليدية، تحقق الهدفين في آنٍ معًا.
- الأمان النفسي شرط أساسي للتعلّم
تشير دراسات تربوية عديدة إلى أن الأمان النفسي هو البوابة الأولى لاستيعاب المعلومات وتحقيق التميز الدراسي. فالطالب الذي يشعر بالخوف أو التهميش أو الإهانة داخل الصف، سيظل عقله مشغولًا بالنجاة لا بالإنجاز. ولهذا فإن من واجب كل مدرسة أن تُكرّس البيئة الصفية كحاضنة تربوية شاملة، تقوم على احترام الفروق الفردية، وتعزيز الحوار، واحتواء الأزمات النفسية الصغيرة التي قد يمر بها الطالب. وقد أظهرت التجارب التربوية العالمية أن الطلاب الذين يشعرون بالأمان العاطفي أكثر قدرة على المشاركة، والابتكار، والتفوق. وفي دولة قطر، بدأت العديد من المدارس في تطبيق نماذج حديثة للصفوف التفاعلية، التي تدمج بين التعليم العاطفي والتعليم الأكاديمي، وتمنح الطالب فرصًا ليُعبّر عن ذاته، ويشعر بقيمته داخل الصف، دون خوف من التنمر أو التمييز أو العقاب القاسي. وإن هذا التوجه يعزز ثقة الطالب بنفسه، ويُنمّي لديه مهارات القيادة والتعاطف والتعاون، وهي مهارات لا تقل أهمية عن أي معادلة رياضية.
ولذلك حين يتحول الصف إلى حضنٍ آمن، يتحول التعليم إلى حياة. وتلك هي المهمة الأسمى لكل مؤسسة تربوية: أن تُخرج إلى المجتمع جيلًا متعلّمًا، لكنه أيضًا سويٌ عاطفيًا، واثق من نفسه، مؤمن بأهميته، وقادر على بناء مستقبل وطنه بإرادة وشغف. فليس كل تعليم يصنع إنسانًا، ولكن كل تربية صحيحة تقود إلى تعليم ناجح. والمدرسة التي تُعلّم طلابها كيف يحبون أنفسهم ويحترمون الآخر، تضع أساسًا لا يُمحى لمجتمع أكثر وعيًا وسلامًا. ومن هذا المنطلق، فإن دعم الدولة في قطر لهذه الرؤية، من خلال برامج الصحة النفسية، ومبادرات الدعم التربوي، وتدريب المعلمين، هو تأكيد على أن التربية لا تسبق التعليم فقط، بل ترفعه وتُباركه وتجعل ثماره أكثر نضجًا وإنسانية.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6381
| 24 أكتوبر 2025
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6210
| 27 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين لم يتقنوا الجلوس في أماكنهم. كم من مقعدٍ امتلأ جسدًا، وظلّ فارغًا فكرًا، وإحساسًا، وموقفًا. الكرسي لا يمنح الهيبة، بل من يجلس عليه هو من يمنح المكان معناه. المدرب… حين يغيب التأثير: المدرب الذي لا يملأ مقعده، هو من يكرّر المعلومات دون أن يُحدث تحولًا في العقول. يشرح بجمود، ويتحدث بثقة زائفة، ثم يغادر دون أن يترك بصمة. الحل أن يفهم أن التدريب رسالة لا مهنة، وأن حضوره يقاس بتغيير الفكر والسلوك بعده. وعندما يغيب هذا الإدراك، يتحول التدريب إلى ترفٍ ممل، ويفقد المجتمع طاقاته الواعدة التي تحتاج إلى من يشعل فيها شرارة الوعي. المدير… حين يغيب القرار: المدير الذي لا يملأ كرسيه، يهرب من المسؤولية بحجة المشورة، ويُغرق فريقه في اجتماعات لا تنتهي. الحل: أن يدرك أن القرار جزء من القيادة، وأن التردد يقتل الكفاءة. وعندما يغيب المدير الفاعل، تُصاب المؤسسة بالجمود، وتتحول بيئة العمل إلى طابور انتظار طويل بلا توجيه. القائد… حين يغيب الإلهام: القائد الذي لا يملك رؤية، لا يملك أتباعًا بل موظفين. الحل: أن يزرع في فريقه الإيمان لا الخوف، وأن يرى في كل فرد طاقة لا أداة. غياب القائد الملهم يعني غياب الاتجاه، فتضيع الجهود، ويضعف الولاء المؤسسي، ويختفي الشغف الذي يصنع التميز. المعلم… حين يغيب الوعي برسالته: المعلم الذي يجلس على كرسيه ليؤدي واجبًا، لا ليصنع إنسانًا، يفرغ التعليم من رسالته. الحل: أن يدرك أنه يربّي أجيالًا لا يلقّن دروسًا. وحين يغيب وعيه، يتخرّج طلاب يعرفون الحروف ويجهلون المعنى، فيُصاب المجتمع بسطحية الفكر وضعف الانتماء. الإعلامي… حين يغيب الضمير: الإعلامي الذي لا يملأ كرسيه بالمصداقية، يصبح أداة تضليل لا منبر وعي. الحل: أن يضع الحقيقة فوق المصلحة، وأن يدرك أن الكلمة مسؤولية. وعندما يغيب ضميره، يضيع وعي الجمهور، ويتحول الإعلام إلى سوقٍ للضجيج بدل أن يكون منارة للحق. الطبيب… حين يغيب الإحساس بالإنسان: الطبيب الذي يرى في المريض رقمًا لا روحًا، ملأ كرسيه علمًا وفرّغه إنسانية. الحل: أن يتذكر أن الطب ليس مهنة إنقاذ فقط، بل مهنة رحمة. وحين يغيب هذا البعد الإنساني، يفقد المريض الثقة، ويصبح الألم مضاعفًا، جسديًا ونفسيًا معًا. الحاكم أو القاضي… حين يغيب العدل: الحاكم أو القاضي الذي يغفل ضميره، يملأ الكرسي رهبة لا هيبة. الحل: أن يُحيي في قراراته ميزان العدالة قبل أي شيء. فحين يغيب العدل، ينهار الولاء الوطني، ويُصاب المجتمع بتآكل الثقة في مؤسساته. الزوج والزوجة… حين يغيب الوعي بالعلاقة: العلاقة التي تخلو من الإدراك والمسؤولية، هي كرسيان متقابلان لا روح بينهما. الحل: أن يفهما أن الزواج ليس عقداً اجتماعياً فحسب، بل رسالة إنسانية تبني مجتمعاً متماسكاً. وحين يغيب الوعي، يتفكك البيت، وينتج جيل لا يعرف معنى التوازن ولا الاحترام. خاتمة الكرسي ليس شرفًا، بل تكليف. وليس مكانًا يُحتل، بل مساحة تُملأ بالحكمة والإخلاص. فالمجتمعات لا تنهض بالكراسي الممتلئة بالأجساد، بل بالعقول والقلوب التي تعرف وزنها حين تجلس… وتعرف متى تنهض.
5103
| 20 أكتوبر 2025