رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. سلوى حامد الملا

‏alsalwa2007@gmail.com

@salwaalmulla

مساحة إعلانية

مقالات

906

د. سلوى حامد الملا

فن الاستمتاع في صيف قطر

17 يوليو 2025 , 02:00ص

• حين يحلّ فصل الصيف في قطر، ترتفع الحرارة وتتسلل أشعة الشمس بقوة إلى تفاصيل الحياة اليومية، لترمي بأشعتها على كل شيء منذ شروق الشمس إلى مغيبها، فصل صيف وحرارة شمس يحمل معه حرارة تفرض على الناس إيقاعًا مختلفًا ومزاجا مختلفا وترتيب يومهم وفقها، يُجبرهم على التريث، التخفف، وإعادة ترتيب الأولويات. 

• ومع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، يعتقد البعض أن الاستمتاع بإجازة صيفية حقيقية في مثل هذا الطقس أمر مستحيل. ولكن، الحقيقة أن قطر — بعراقتها، وتطورها، واحتضانها للثقافة والراحة معًا — تُخفي بين زواياها سبلًا متجددة لجعل الصيف فصلًا للسكينة والتجديد والاستمتاع لا للملل والانزعاج والبيات الصيفي!.

• الصيف لا يعني بالضرورة تخطيط وترتيب ميزانية واختيار وجهة للسفر خارج البلاد، بل قد يكون فرصة لاكتشاف جمال السياحة في قطر، عندما تقرر الأسرة النظر للدولة برؤية مختلفة. 

• نتمتع في قطر بالمراكز التجارية الكبرى والحديثة، مثل بلاس ڤاندوم، دوحة فستيفال سيتي، ڤيلاحيو، وقطر مول، ومشيرب قلب الدوحة، لم تعد مجرّد أماكن للتسوق والتمتع بمذاق القهوة وقائمة المطاعم والطعام فيها، بل تحوّلت إلى مراكز ومساحات كبرى ممتعة ومكيفة تستوعب كل أفراد الأسرة بأنشطة متنوعة، من الترفيه إلى الثقافة. مساحات خصصت للأطفال في مدن ومراكز الألعاب، وتستمتع الأسرة والسائح بالتسوق والجلوس على المقاهي العالمية المطلة على النافورة والإطلالات المميزة، معها تتلاشى فكرة الحرّ وتبدأ روح الاستمتاع بالإجازة.

• نتمتع في قطر بأجمل الشواطئ البحرية، وأجمل المنتجعات الحديثة والمتطورة، على شواطئ قطر تتحول بعض الشواطئ والمنتجعات إلى مساحات شاعرية تبث الطمأنينة في النفس والسكينة والشاعرية بصوت البحر وضوء القمر وصفاء السماء وتسلل أشعة الشمس التي تصل لترسم بحراراتها ذكرى لا تنسى. شاطئ سيلين، اللؤلؤة، أو منتجع سلوى وغيرها من شواطئ قريبة من الدوحة، تقدّم تجارب ممتعة تحت سماء مفتوحة أو مظلات أنيقة، حيث يُمكن أن تمضي الأسرة يوما كاملا بين الاسترخاء والأنشطة المائية، دون أن تشعر بثقل الصيف وحرارة الشمس، ومن جميل ونعم الشواطئ قربها وسهولة الوصول إليها وتوفر كل الإمكانيات والمستلزمات للأمن والسلامة والاستمتاع المدروس.

• وهناك من يقرر أن يقضي إجازته في البيت وحدود أسوار العائلة والزيارات العائلية المسائية. ما يجعل الصيف موسما للهدوء العائلي. العودة إلى الهوايات المختلفة من رسم وقراءة الكتب المؤجلة، وكتابة ما تم تأجيله، والاستمتاع بالطهي واعداد الأطباق المحلية والعالمية في جو عائلي يجد الأطفال المتعة بمشاركة الوالدين الطبخ وإعداد الحلوى وترتيب السفرة. أحيانًا..تكون أجمل الإجازات هي تلك التي لا تتطلب أكثر من بساطة اللحظة ودفء الصحبة وجمال الأحاديث والذكريات وتخليدها بعدسة الهواتف الذكية والكاميرات.

• وجميل هذه الأجواء ما تحرص عليه الأمهات من إعداد أنشطة صيفية لأطفالهم وأطفال العائلة في جو آمن للأطفال الصغار بوجودهم في البيت من رسم،وطبخ المعجنات والحلويات والبيتزا وتنظيف البيت.. والتي تجمع بين المتعة والإنتاج والحركة تحت أنظار الأسرة. 

• ومن الأنشطة الثقافية والتعليمية المميزة التي تملأ رزنامة الصيف في قطر. مكتبة قطر الوطنية، متاحف مشيرب، ومؤسسة قطر، جميعها تقدم برامج وورشاً تثري العقول وتحفظ للأطفال وللكبار أوقاتهم في بيئة تجمع المتعة بالتعلم. وهكذا، يصبح الصيف فرصة لتغذية العقل كما الجسد، والروح كما الذاكرة.

•وعندما تساعد التكنولوجيا في الاستمتاع بفصول العام صيفا وشتاء.. نستطيع أن نجعل الصحراء مساحة ممتعة وباردة وهادئة في هذا الوقت من السنة، تجتمع الصحبة في جلسة صيفية على رمال الصحراء بسوالف وحكاية ليلية لا تُنسى. جلسة في خيمة بين الكثبان، مع أصدقاء أو أحباء، وصوت الإذاعة يتسلسل الهدوء ويخترق الأحاديث، وهو ما يجعل من ليل الصحراء مساحة للهدوء والتأمل من ضجيج المدينة.

• آخر جرة قلم: الاستمتاع لا يقتصر على مساحة ومكان، ولا يحدد في فصل ومناخ، فن الاستمتاع قدرة وثقافة تجعل الإنسان روحا نابضة بالحياة، وفن الاستمتاع بالصيف لا يكمن في ركوب الطائرة وفي الهروب من الحر، بل في تعلّم الاستمتاع تحت شمسه، بتوقيت وتخطيط يناسبنا وبأسلوب ينعش أرواحنا. وفي شبة جزيرة قطر، تعلمنا الأيام أن الفصول ليست طقسا ومناخا فقط، بل تجربة وحياة وفن الابداع، وما أجمل أن نُبدع في رسم تفاصيلها بأنامل الرضا والاستمتاع والاستشعار بنعمة الوطن من بحر وشواطئ ووصلا إلى كثبان صحراء واستمتاع بين أسوار البيت وعائلة، وكل جزء من أماكن ومساحات رائعة ننعم بها في وطننا الغالي قطر.

مساحة إعلانية