رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
• قطر رقم صعب في أي استضافة، وفي أي تنظيم، وفي أي افتتاح؛ قطر الأمن والأمان، وقطر التميّز والنجاح، وقطر المتعة والإبهار في كل زاوية وركن من أرضها، لا تدخل سباق الاستضافات لتضيف سطرًا جديدًا في سجل البطولات العالمية فحسب، بل لتعيد تعريف معنى الاستضافة نفسها، وترفع سقف المعايير إلى درجة تجعل من يأتي بعدها في معضلة حقيقية. • جاءت استضافة المونديال لتعلن أن الدوحة ليست محطة عابرة في رزنامة الفيفا، بل حالة خاصة امتزج فيها التنظيم المحكم بالبنية التحتية المتطورة، والأمن الصارم بالطمأنينة الإنسانية، والهوية العربية الأصيلة بانفتاح حضاري راق، فامتلأت الشاشات بصور لملاعب مونديالية متميزة بتصاميم تحمل رسائل تراثية واجتماعية كاستاد البيت واستاد لوسيل واستاد الثمامة … • لم يكن التميّز محصورًا في تسعين دقيقة من اللعب، بل في كل ما يسبقها ويلحقها.. من طريقة استقبال الضيوف إلى دقة التفاصيل في المرافق والخدمات، ومن حفل الافتتاح المبهِر الذي جمع العالم على أرض عربية للمرة الأولى، إلى حفل الختام الذي ختم بطولة نظيفة، آمنة، ثرية بالقصص الإنسانية قبل الأهداف والنتائج. • قطر في ذلك كله لم تجعل من سعيها إلى الاستضافات مطاردة للأضواء أو سباقًا على العناوين الإعلامية، بل مشروع دولة تبني إرثًا حقيقيًا، لذلك لم تتحول ملاعبها المونديالية إلى ما يُسمّى بـ«الفيل الأبيض» كما حدث في تجارب أخرى في البرازيل واليونان، حيث تحولت بعض المنشآت بعد البطولة إلى عبء مالي ومعماري مهجور، بل بقيت الملاعب في قطر جزءًا من نسيج الحياة اليومية والرياضية والاقتصادية، بتخطيط مسبق لإعادة التوظيف، وتفكيك بعض المدرجات، وتحويل بعض الاستادات إلى مراكز مجتمعية أو رياضية متعددة الاستخدام. • جاء الافتتاح الاستثنائي لبطولة كأس العرب على استاد البيت ليؤكد أن قطر لا تُبدع فقط عندما يكون الحدث عالميًا، بل أيضًا عندما يكون عربيًا خالصًا؛ افتتاح تجسدت فيه الخيمة العربية على هيئة استاد، واجتمعت فيه الأعلام والوجوه واللهجات في مشهد واحد، في ملحمة فنية شاملة الأركان وقوية البنيان الأدبي والفكري والفني، حملت رسائل جريئة وقوية للأجيال القادمة بأن هذه الأمة قادرة على أن تحكي قصتها بصوتها وصورتها، وصنعت حالة من الإبهار العالمي لهذا الافتتاح تناقلتها الشاشات ووسائل الإعلام بوصفه نموذجًا لما يمكن أن تقدمه دولة عربية حين تقرر أن تدهش العالم بحكايتها الخاصة. • لقد نجحت قطر في أن تجعل من افتتاح كأس العرب رسالة فنية وسياسية وإنسانية في آن واحد؛ العرب قادرون على صناعة حدث أنيق، منظم، عميق المعنى، يحترم تاريخهم ويحتفي بحاضرهم، ويفتح الباب أمام مستقبل أكثر ثقة بأن هذه المنطقة ليست هامشًا في خريطة الرياضة العالمية، بل فاعلًا أساسيًا يعرف كيف يحكي قصته بطريقته الخاصة.. وبروح تنافسية راقية تجعل من كل بطولة محطة جديدة تؤكد أن قطر.. ومعها شعوب المنطقة، رقم صعب في ذاكرة المنافسة وحكايات الافتتاحات الكروية الكبرى.. وبرسالة قوية إن العرب قوة لا يمكن تفكيكها وكسرها بقوة اجتماعها ونية أعمالها وتوجهها.
246
| 04 ديسمبر 2025
استشعار نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والإحساس بحرية الحركة والتنقّل بسهولة ويُسر وأمان، ليس تفصيلاً عابرًا في حياتنا؛ بل هو زاد الروح قبل الجسد. أن تصحو كل صباح وأنت مطمئن على نفسك وأهلك وبيتك، هي نعمة تستحق أن نخرّ لها شكرًا كل يوم. وأن نُرزق قيادة رشيدة حكيمة، وبلدًا جعل من نصرة المظلومين والضعفاء في دول العالم مبدأ ثابتًا لا شعارًا عابرًا؛ فغدت قطر قبلةً لكل ضعيف ومنكسر، ولكل جريح ومريض يبحث عن حضن آمن ويد حانية. قطر ليست مجرّد دولة على خريطة الخليج وشبه جزيرة في بحر. قطر ليست فقط دولة حققت ما عجزت عنه دول كبرى. قطر ليست دولة تُوعد وتُعلن ولا تفي. قطر ليست دولة لا تملك قرارها ولا تتمتع بدبلوماسيتها ونجاحها. قطر دولة تعيش على مبادئ، لا تساوم عليها في نصرة الشعوب والوقوف معهم في ضعفهم وحروبهم وتهجيرهم وتشريدهم. قطر دولة قائمة على قيم الأجداد والآباء، وعلى تاريخ حقيقي بُنيت عليه. قطر دولة وفيّة وكريمة، توعِد فتفي، وتتحمّل مسؤولية كلمتها. قطر دولة تملك من الشجاعة أن تقول كلمة الحق في المحافل والمؤتمرات، وأن تجعل من مواقفها علامة فارقة في ذاكرة الشعوب. قطر جعلت من أرضها وحدودها واستقرارها «حلمًا» تتمنّاه شعوب كثيرة. لم تتنازل، ولم تنكسر أمام حملات التشويه والافتراءات التي سبقت استضافة كأس العالم وبعدها؛ بل تعرّضت لما لم تتعرّض له دولة في العالم من هجوم.. لكن قطر حوّلت كل تلك الانتقادات والافتراءات إلى تلال وجبال صعدت فوقها؛ لتبني وطنًا وشعبًا وتجربةً تتقدّم ولا تتراجع، وتُثبت أن الثبات على المبدأ طريقٌ إلى التميّز لا إلى العزلة.كل ذلك، وغير ذلك كثير، هو من عناوين دبلوماسية قطر وقوّتها الناعمة في العالم: مع الشعوب، مع الدول، في الحروب، وفي الكوارث الطبيعية، تكون قطر حيث ينبغي أن تكون؛ صوتًا وموقفًا وعونًا.ثم نعود إلى داخل الوطن: إلى الشعب، وإلى كل من يعيش على هذه الأرض من مواطنين ومقيمين. هنا يأتي عمق عبارة اليوم الوطني: «بكم تعلو… ومنكم تنتظر».قطر تعلو بأبنائها وبناتها، بصدق محبتهم لا بادّعائها. فهل محبة الوطن هي قصائد وأناشيد وصور واحتفالات فقط؟ هل هي كلمات نكتبها في المناسبات، أم حراك قلوب وأجساد تعمل للوطن وتبنيه؟ هل هي حقوق نطالب بها، أم واجبات نبادر بتقديمها قبل السؤال عن نصيبنا؟الوطن يحتاج أسرة سوية، وتربية حقيقية لأجيال تحب الوطن بالعمل لا بالقول.الوطن يحتاج وزيرًا ومسؤولًا يعمل للوطن وتقدّمه ورفعته، لا لمنفعة نفسه أو قبيلته أو عائلته.الوطن يحتاج أرواحًا معطاءة صادقة، تعمل في الخفاء بصدق وإحسان، لا وجوهًا لا تظهر إلا تحت عدسات الكاميرا، فتبدو كأنها تعمل للوطن وهي لا تعمل حتى بما تفرضه عليها قوانين عملها. آخر جرة قلم: جميعنا مطالبون أن نقدّم للوطن الإرث الحقيقي؛ فالإرث ليس مباني وملاعب ومنشآت فحسب. الإرث الحقيقي للوطن: بناء الأسرة، وبناء الشخصيات، وإنشاء وتربية أجيال حقيقية تدرك معنى الوطن والعمل له. كما يترك الإنسان إرثًا وميراثًا لأبنائه وأسرته، ويورِّث أخلاقه وقيمه؛ فإن أعظم ما نورّثه لوطننا: صدق، وأمانة، ووفاء، وإحسان، وإخلاص، وضمير حي يعمل بنور البصيرة في حب الوطن والحفاظ عليه. «بكم تعلو»… بقيمنا، بأخلاقنا، بأمانتنا وإخلاصنا في مواقعنا، صغيرة كانت أو كبيرة…»ومنكم تنتظر» تنتظر منا إرثًا حقيقيًا يترك أثره في الإنسان قبل المكان، وفي الأجيال قبل المباني والطرق والملاعب والمنشآت. قطر تنتظر وتعلو بسواعدنا وعقولنا وصدق وثبات مبادئنا وأخلاقنا ومواقفنا..
474
| 27 نوفمبر 2025
• الإنسان كيفما كان، وأينما كان على هذا الكوكب، يحتاج الزاد والقوة والدافع ليتحرّك وينجز ويُبدع. يحتاج من يسنده في خطواته الأولى على الأرض كي لا يتعثّر ويسقط. وفي كل مراحل عمره يظل بحاجة لمن يقف بجانبه ليهنأ، لينعم بجمال أيامه ومن حوله. • قد يتخيّل البعض أنه قادر على العيش وحده، لا يحتاج لمَن يرافقه في سفر أو مغامرة أو أزمة، لكن الحقيقة أن هناك يومًا ما سيأتي، يكتشف فيه أن الكتف التي تسنده، والكلمة التي تواسيه، والابتسامة التي تُشعره بالأمان، كلها حاجات أساسية لا ترفًا. • الإنسان في جوهره روح حيّة نابضة بالأحاسيس والمشاعر، وخلجات كثيرة تسبح في أعماقه. أرواحنا تحتاج دائمًا إلى مَن يطمئنها، ويزرع الثقة فيها، ويُجيب عن أسئلتها الكثيرة الباحثة عن حوار حيّ مع بشر، لا مجرد إجابات جامدة بين دفتي كتاب. • تحتاج الروح إلى مَن يُسكّن قلقها، ويهدِّئ روعها بعد طول حيرة وبحث. الروح الشفافة تظل في شغف دائم لمشاعر صادقة ونقية تحيط بها، لتنهض وتقف وتستمر. فالنفس البشرية تحتاج إلى إرواء معنوي يعيد الحياة إلى جفاف فرضته ظروف قاسية لا اختيار لنا فيها. تحتاج أن تمضي، أن تسمع كلمة، أن تلمس لمسة حانية، لتتعامل وتعمل وتُكمل الطريق. • ظروف الحياة تضع في دروبنا أشكالًا شتّى من البشر: في البيت، في العمل، وفي طرقات الحياة اليومية. ومن بينهم من يتّسمون بالبخل والشحّ في أبسط مظاهر العطاء؛ بخل في كلمة، وشحّ في ابتسامة، وقسوة في الامتناع عن ضغطة يد أو نظرة تقدير. يرفضون، بإصرار غريب، منح الكلمة المشجعة والطيبة ولو كانت بسيطة كـ «شكرًا». • وهذه الكلمة الصغيرة قادرة.. إن قيلت بصدق.. أن تفتح للإنسان آفاقًا، وتمنحه دفعة للمضي والإنجاز، وتُنعش روحه نحو العمل والحياة والابتكار والتفاؤل. • من الناس من يتعالون ويتكبّرون على البوح بما في أعماقهم من تقدير أو امتنان، وكأن الاعتراف بجمال الآخرين وانتشار مشاعرهم جرم يرتكبونه أو مظهر ضعف ينتقص منهم! ومنهم من يضع مشاعره في صندوق مُحكم الإغلاق بالسلاسل، يركنه في زاوية بعيدة من نفسه؛ يخشى أن يبدّدها هنا وهناك، فيحرم بها حتى من يستحقونها. • ومنهم من يعطي بسخاء، لكن عطاءه يذهب إلى أرضٍ بور لا حياة فيها؛ يمنحه لمن لا يقدّر، ويحرم منه من حوله ممّن ينتظرون نظرة حانية، أو كلمة حلوة تعيد التوازن والهدوء والاستقرار لأرواحهم. • تجد من الناس مَن أصبح البخل لديهم لباسًا دائمًا؛ يلبسونه في أخلاقهم وسلوكهم وتعاملاتهم. بخل في عدد الكلمات التي قد تصلنا منهم كذبذبات إلى أسماعنا، شحّ في ساعات الجلوس الممنوحة لنا، بخل في إمعان النظر في أحوالنا واحتياجاتنا. • ليكونوا بخلاء في أموالهم كما يشاؤون؛ هذا شأنهم. لكن حين يتعلّق الأمر بدورهم كأعضاء في أسرة، أو زملاء في عمل، أو شركاء في حياة، فليس من حقهم حرمان الآخرين من حقّهم الإنساني في الكلمة الطيبة والتشجيع المعنوي والاحترام. هذه ليست «هبة اختيارية»، بل جزء من مسؤوليتهم الإنسانية والاجتماعية، حتى لو لم يتربّوا في بيئة تعلّمهم العطاء المعنوي. • كثيرون لم يعتادوا أن يُعطَوا كلمة حلوة، فلم يتعلّموا كيف يمنحونها. لم يعيشوا في جوٍّ يرى أن الثناء الصادق، أو قول «أحسنت»، أو «وجودك يفرحنا»، نوع من الكرم لا يقلّ قيمة عن المال، وربما يفوقه أثرًا في النفوس. • السفينة لا تبحر بأشرعتها إن لم تحرّكها الرياح والأمواج، والأرض لا تهبنا خُضرتها وثمارها وجمالها إن لم نروِها ونعتنِ بها. وكذلك الإنسان؛ لا يزهر ولا يُثمِر طاقاته ما لم يُسقَ بحبّ حقيقي واحترام صادق وشعور بالأمان. يحتاج إلى كلمة طيبة، إلى نظرة تقدير، إلى سؤال بسيط.. يحتاج إلى إجابات لأسئلة ترافق سنوات عمره، وإلى كلمات قليلة في عددها، ثرية في معناها وأثرها. • الأثر الذي يتركه التعامل بحب وصدق واحترام وإنسانية، وبالكلمة الطيبة الصادقة يترك أثره في الطفل، وفي المراهق، وفي الشاب، وفي الراشد، وفي الشيخ الكبير.. أثر عميق جدًا في النفس، لا يُقاس ولا يُشترى. حتى إن وصل الإنسان لأعلى المراتب، وامتلك ما شاء من الثروات، يبقى محتاجًا لجرعة حب، ولمسة تقدير، وكلمة حلوة تُشعره بأنه «مرئيّ» ومُقدّر وموجود. ومن يقول غير ذلك فقد طرق الغرور قلبه، أو باتت روحه مريضة لا تعترف بحاجتها للآخرين. • آخر جرة قلم: الإنسان كائن اجتماعي، يحتاج للحب والكلمة الحلوة، وهو في حضن أمّه طفلًا، وهو شاب يخطو خطواته الأولى في الحياة، وهو أب وأم، وهو مسؤول وقائد، وحتى آخر يوم في عمره. فلا تبخلوا… فما أكثر من يحتاج اليوم إلى كلمة واحدة صادقة تعيد إليه الحياة..
282
| 20 نوفمبر 2025
• أصبحت الأمومة في وقتنا الحالي لدى البعض – لا الجميع – موضة تتباهى بها بين صديقاتها؛ تبدأ بتقاليد واحتفالات قبيل قدوم الطفل بما يُطلق عليه بيبي شاور baby shower، وما يكون من احتفال وهدايا وترتيب وتصوير وفيديوهات وهاشتاقات، مرورًا بتصوير البطن في الشهر التاسع في جلسات خاصة، وانتهاءً بإعلان «وصول» أول مولود أو ثاني عبر المقاطع والصور المتتابعة. • يأتي هذا المولود إلى الدنيا لأم اختارت تاريخًا مميزًا للولادة بعملية قيصرية، هروبًا من آلام الوضع، ليخرج الطفل “اللعبة” الحية الباكية دون بطارية وشحن..! تتسلى بتصويره وحمله، وتحصي عدد الفلاتر على “سناب شات” وغيرها، أكثر مما تحصي عدد الرضعات ومرات الاحتضان، والتصوير لهدايا الاستقبال والمنافسة في اسم الماركة والهدية! • الأمومة نعمة عظيمة، ودور ميّز الله به الأنثى من الكائنات والنساء، بدءًا بالحمل وتعبه، ومرورًا بالولادة وآلامها، ووقوفًا واحترامًا وصبرًا على التربية وتعبها وإرهاقها وسهرها؛ لمن كانت أمًّا بحق وصدق وأمانة؛ كأمهاتنا رحم الله من غادرت منهن وأطال الله في أعمار من هن على قيد الحياة.. أمهات حقيقيات بصبرهن وتحملهن وسهرهن، دون وجود المساعدة والمربية، ودون زينة وملهيات دنيا تشغلهن عن هذا الدور العظيم. ولا يدرك حلاوته وشوق انتظاره إلا من حُرِمن منه! • في السنوات الأخيرة، أولت الدولة ممثلة بقيادتها الرشيدة وقوانين الموارد البشرية اهتمامًا كبيرًا بالأم العاملة والأسرة؛ من إجازة الأمومة، وساعات الرضاعة، وتسهيلات العمل، ومحاولة الحد من الاعتماد المفرط على الخدم في تربية الأبناء، وتشجيع بقاء الطفل في حضن أسرته قدر المستطاع… كل ذلك إيمانًا بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، وفي الجيل القادم. • لكن المشكلة أن القوانين تستطيع أن تُفرّغ للأم وقتًا، ولا تستطيع أن تُحدّد لها أين تذهب بهذا الوقت، ولا كيف تستخدمه! لا نضمن أن تخرج الأم من دوامها إلى بيتها لتنتظر أبناءها وتعد لهم وجبة الغداء بحب، وتتابع واجباتهم وتحتويهم… كما لا نضمن ألا نجدها في المقاهي والمجمعات، تتنقّل بين الطاولات والماركات، بينما الأبناء ينتظرون من يربّيهم في البيت أو في الشاشات! • القانون يمنح فرصة، لكن الذي يحوّلها إلى رسالة هو ضمير الأم والأب، واختيارهما اليومي. أصبحت التربية عند البعض دورًا خارج إطار المؤسسة الزوجية؛ كأن يُوكَل لأم الزوجة ويا ليت جدة تدرك معنى التربية الحقيقية التي تشربتها في تربية والدتها.. أو توكل التربية لأكثر من مربية وممرضة، أو لدور الحضانة المنتشرة، لينمو ويكبر جيل يفتقد هوية ثقافية ولغوية، ويفتقد هوية اجتماعية وهوية رجولية أو أنثوية لمعنى الحياء والستر، ولمعاني القيم التي يتعلّم منها أسس العادات والتقاليد والتعاليم الدينية والمجتمعية. • اليوم لم تعد القضية “خادمة” فقط؛ بل شاشات ومنصّات تقتحم غرف الأطفال قبل قلوبهم، تزرع قيَمًا ومفاهيم وصورًا عن الحياة والعلاقات والجسد والنجاح، لا تشبه ما نريده نحن لهم. فإذا غابت الأم منشغلة، وغاب الأب متعبًا أو لا مكترثًا، تولّت “الشبكة” ووسائل التواصل ومدعو المثالية المتناقضة والهشة ليكونوا قدوة للأسف! مثل هؤلاء يتولون مهمة التربية بلا رقابة ولا رحمة. • الدولة مهما قدّمت من قوانين وحماية وإجازات، لن تقدر أن تجلس بدل الأم بجانب السرير، ولا أن تُسمِع الطفل كلمة “حنون” بدل الأب، ولن تستطيع أن تعطي الابن أبًا يغار عليه، أو أمًّا تدعو له بصدق… هذه كلها مسؤولية الأسرة لا تُفوَّض ولا تُستَبدَل. • آخر جرة قلم: الأم لا تحتاج يومًا ليُحتفل بها، ولا تحتاج هدايا لكسب رضاها؛ الأم دور عظيم يُناط بها في تربية جيل قوي وواثق وسويّ. منذ أن تسري روح الجنين في رحمها، تدرك أنّ أولوياتها تتغيّر، ليكون هذا القادم هو الأول في ترتيب اهتماماتها. الدولة تمنح إجازة وضع، وساعات رضاعة، وحماية قانونية، وتُعلي من شأن الأسرة في رؤيتها الوطنية؛ لكنها لا تستطيع أن تفرض على الأم أن تعود إلى بيتها لا إلى المقاهي، ولا أن تُلزِم الأب أن يجلس مع أبنائه بدل أن يغيب خلف شاشاته. أمهات وآباء هذا الزمن بين خيارين: إمّا أن نكون امتدادًا لأمهات وآباء الأمس في صدق حضورهم وتربيتهم، وإمّا أن نصبح نموذج “أمهات آخر زمن” وأمهات «مودرن» بأفكار ومبادئ مقلدة ومنقولة وغير متسقة مع قيمنا ومبادئ ديننا وثقافتنا.. أمهات ضاعت منهن الهوية فَضاع معها جيل كامل. نسأل الله السلامة للأجيال القادمة، وأن يرزقهم أمومة وأبوة صادقة، تعين على بناء بيت مطمئن، وأسرة متماسكة، ووطن قوي بأبنائه وبناته.
561
| 13 نوفمبر 2025
جاء انعقاد المؤتمر العالمي للتنمية في الدوحة خلال الفترة من 4- 6 /11 2025 في لحظة دولية مضطربة، تتقاطع فيها الأزمات الاقتصادية والسياسية والإنسانية، وتتراجع فيها قضايا العدالة الاجتماعية أمام صراعات القوة والمصالح. في هذا السياق حمل خطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وخطاب سمو الشيخة موزا بنت ناصر، رؤية متكاملة شامله للتنمية، رؤية تجعل للإنسان قيمة وأهمية ومركزا، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال البداية ليكون للأسرة دور وللتعليم نقطة الانطلاق، وتتحقق التنمية في إطار العدالة والسلام. انطلق خطاب سمو الأمير من التأكيد على أن قضايا التنمية ليست مجالًا للخلاف بين الدول، فهي تتصل مباشرة بكرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم. لتأتي استضافة قطر للمؤتمر ليس باعتباره مجرّد حدث دبلوماسي، بل هو تعبير عن التزام أخلاقي وسياسي بمساندة الجهود الدولية لمكافحة الفقر، والبطالة، والإقصاء الاجتماعي، وتعزيز الحماية للفئات الهشة. وتقدم دولة قطر سنويا تقريرا بما تحقق من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.. ويكون للدور القطري الدور في مساندة الدول الفقيرة والمتضررة، اضافة إلى دعم التعليم والأسرة والتنمية الاجتماعية التي تحفظ الحقوق وتقدمها لمستحقيها. كما جاء في خطاب سموه أن التنمية الاجتماعية لا يمكن عزلها عن السياق السياسي والأمني؛ فلا تنمية حقيقية يمكن أن تزدهر تحت القصف أو في ظل الاحتلال والحصار. ومن هنا جاء الربط الواضح بين أجندة التنمية وبين قضايا العدالة في العالم، وفي مقدمتها معاناة الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من عدوان وحرمان من أبسط حقوقه، إلى جانب الإشارة إلى المآسي الإنسانية في مناطق نزاع أخرى، مثل السودان. هذه الإشارات لم تكن هامشية، بل جاءت لتقول إن الحديث عن تنمية بدون عدالة هو حديث منقوص.كما استعرض الخطاب ملامح التجربة القطرية في التنمية الاجتماعية، بدءًا من الارتقاء بمؤشرات التنمية البشرية، وتحسين جودة الحياة، وصولًا إلى تبنّي رؤية واضحة لانتقال السياسات الاجتماعية من مجرد «رعاية» إلى «تمكين». فالمواطن ليس متلقيا سلبيا للخدمات، بل هو شريك في صنع التنمية، عبر سياسات تستهدف الأسرة، والشباب، والمرأة، وكبار السن، والفئات الأكثر احتياجا، ضمن إطار رؤية قطر الوطنية 2030. وننطلق إلى خطاب سمو الشيخة موزا بنت ناصر، بأن الإنسان غاية التنمية وليس وسيلتها، لقد انطلق خطاب سمو الشيخة موزا بنت ناصر، من قاعدة واضحة: لا معنى لأي مشروع تنموي إذا لم يكن الإنسان هو غايته الأولى. الإنسان ليس رقما في الإحصاءات أو مستهدفا في الخطط، بل هو جوهر التنمية ومعيار نجاحها؛ بقدر ما ترتقي بسعادته وكرامته وفرصه في الحياة، يمكن الحكم على جدّيتها. لقد وضعت سموها التعليم في قلب النقاش التنموي؛ ليس بوصفه قطاعا من القطاعات، بل باعتباره «العقد الناظم «لبقية القطاعات. فالتعليم هو الذي يهيّئ الإنسان ليكون فاعلا اقتصاديا، ومواطنا مشاركا ومسؤولا وايجابيا، وشريكا في صياغة المستقبل. لذلك لم يُقدَّم التعليم كرفاهية أو خيار ثانوي، بل كاستثمار استراتيجي طويل المدى، لا يقل أهمية عن الاستثمار في البنية التحتية أو الطاقة أو الاقتصاد الرقمي. قدمت سمو الشيخة موزا بنت ناصر جانبًا من التجربة القطرية في جعل التعليم محورًا للتنمية، سواء عبر إنشاء مؤسسات تعليمية رائدة ومتميزة جعلت دولة قطر في مصاف الدول الأعلى جدوى في التعليم، أو احتضان جامعات عالمية، أو دعم البحث العلمي والابتكار. هذه التجربة لا تركز فقط على الكمّ بعدد المدارس والجامعات ؛ بل على الكيف، من خلال بناء منظومة تعليم تُنمّي الفضول، والقدرة على التفكير النقدي، والاهتمام بطلب العلم والمعرفة وتنمي روح المبادرة لدى الشباب. من أهم رسائل الخطاب الإصرار على أن التعليم لا يمكن أن يتوقف في أوقات الحرب. الأطفال الذين تُقصف مدارسهم، والطلاب الذين يُهجَّرون من قاعات الدراسة، هم في الحقيقة مستقبل يُصادَر. لذلك شددت سموها على ضرورة أن يكون التعليم جزءًا من أي خطة للإغاثة وإعادة الإعمار في مناطق الصراع، لاسيما في فلسطين والسودان وغيرهما من دول تتعرض لأشكال الحروب والتشريد، لأن إعادة البناء المادي بلا بناء الإنسان لا تنتج تنمية حقيقية. لم يغفل خطاب سموها كذلك من الإشارة إلى التحوّلات العميقة التي يشهدها العالم في ظل الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي. فالتعليم المطلوب اليوم ليس تعليمًا يكدّس المعلومات، بل هو تعليم يصقل المهارات، ويعلّم الإنسان كيف يتعلّم باستمرار، ويتعامل مع التقنيات الجديدة بوعي وأخلاق ومسؤولية. هنا، يصبح التعليم بمثابة «عقد اجتماعي جديد» يضبط علاقة الإنسان بالمعرفة والعمل والتكنولوجيا. آخر جرة قلم: يقدّم الخطابان معًا تصورًا عميقًا لمفهوم التنمية، يتجاوز فكرة النمو المادي أو زيادة الدخل إلى رؤية أوسع تجعل كرامة الإنسان، وعدالة الفرص، وحق الشعوب في السلام والتعليم، عناصر لا يمكن فصلها. وفي الوقت نفسه يرسّخان صورة قطر كدولة تسعى إلى أن تكون منصّة للحوار حول قضايا العالم، لا من منطلق استعراض سياسي، بل من منطلق شعور بمسؤولية أخلاقية وإنسانية. وكما كنا نسترشد ونعود إلى إعلان» كوبنهاجن» في عام 1995» الذي انبثق من مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية، 6-12 مارس 1995، كوبنهاجن، الذي كان: « وضعت الناس في قلب الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة حتى لا يتخلف أحد عن الركب» ليأتي «إعلان الدوحة 2025 « دليلا ومرجعا لسنوات ثلاثين قادمة تضع الأسس لمعنى التنمية والبيئة لتنفيذها وفرص العدالة والنمو والتعليم والعيش بكرامة من مقوماتها.
714
| 06 نوفمبر 2025
• ما معنى أن يعم الهدوء كل الأرجاء والوجوه؟ وما معنى ان تصادف إنسانا يلتزم الصمت في معظم الاوقات ومع الجميع؟ ثمة وجوه صامتة بملامحها مهما نطقت، وأعين تقول ما تعجز الكلمات عنه. وثمة حديث عابر يفتقد الحرارة والعمق، يقابله صمت ناطق يعبر باللمحة والنظرة وانسجام الملامح مع ما يختلج في النفس. • نوع من الوجوه يرفض الاقنعة الجامدة والمشاعر السلبية التي نرتديها احيانا. وجوه تبلغ ذروة الجمال الانساني وهي ساكنة متأملة بعيدا. فالانسان يحتاج في احيان كثيرة الى لحظات صمت بينه وبين ذاته، يراجع فيها نفسه، يرتب اوراقه، يقيم ويقوم. هنا يضيء الصمت طريقا خفيا للسلام الداخلي، ويصنع مسافة صغيرة نرى منها الاشياء اوضح ونختار كلماتنا بعناية اكبر. • وهناك.. مشاعر صامتة متبلدة، باردة كشتاء قارس، لا يحركها موقف ولا كلمة ولا دمعة ولا احساس!. صمت ثقيل كتمثال نحركه ونحدق فيه من دون اكتراث. • وهناك..صمت صحي نابض بالحياة، صمت يمنح النفس فرصة للتنفس وجمع الشظايا، صمت يعيد ترتيب الفوضى بلطف، ويوقظ فينا القدرة على الاصغاء لانفسنا والى من نحب. • تتجول في المدينة نهارا فلا تجد للصمت حيزا مع ضجيج الحركة الذي يغطي كل معنى للهدوء. للنهار ايقاعه الساعي نحو الاهداف. ومع الغروب وارتداء السماء رداءها الاسود يتجلى معنى الصمت بهدوء الليل وسكونه وتناغم حركة الاحياء فيه، كأنها لوحة فنية تعبر بالالوان والوجوه والظلال. في هذا السكون تبدأ الافكار بالنضج، وتخرج الحلول من مخابئها، ويصير القلب اقدر على التسامح. • وفي زمن يضج بالضوضاء، وتتعالى فيه اصوات المنصات حتى ضاعت معاني الانصات والحوار، يغدو الصمت خيار الحكماء: استراحة واعية تحفظ راحة النفس وسلامة الروح من مجاراة اشكال من البشر لا جدوى من مجالستهم. صمت لا يهرب بل يختار، يضع حدودا ناعمة، ويعيد للكلمة قيمتها حين تقال، وللجلسة معناها حين تثمر. • ومن اجمل اشكال الصمت المؤقت.. ذلك الصمت المطبق في قاعة الامتحان. الممتحنون منكبون على الاجابة، والصمت يغلف المكان. تسمع نغما خفيا من احتكاك القلم بالورق، وخطوات بطيئة للمراقبين ذهابا وايابا. هكذا يعمل الصمت كحاضنة للتركيز، يفتح مساحة ليتقدم الجهد في هدوء ويثمر. • ونفتقد ساعات من الصمت في لحظات الحزن وفقد الاحبة. صار بعض العزاء اشبه بملتقى صاخب: احاديث متقاطعة ومجاملات طويلة وعيون تشتت عن الدعاء. والحال ان العزاء لحظة رحمة واصغاء؛ فسحة هدوء يخف فيها الكلام ويكثر فيها الدعاء والذكر، وكتف يواسي لا مجلس يستعرض. الصمت هنا ادب وحرمة، يمنح المكلوم حق دمعة لا تستعجل، ويمنح الراحل نصيبه من الدعاء. • وللصمت وجه مخيف ايضا. صمت رهيب موحش قاتل، تشعر به في الجدران والاثاث والوجوه. صمت يقيم في دور رعاية المسنين مثلا، حيث يترقب المقيمون حركة باب لعلهم يلمحون طيفا لانسان يشعر بهم وبقيمتهم. هناك يطلب الصمت كلمة مواساة ودعاء صادقا ويدا حانية تكسر وحدته. وهنا تتجلى قيمة الصمت الاخلاقي: ان نصغي للمهمشين، ان نكون الصوت الذي يدفئ الفراغ، وان نحول السكون البارد الى طمأنينة مشتركة. • ولا ندرك نعمة الصمت وعمقه الا حين نجالس ثرثارا لا يترك مجالا لغيره، يمل الحضور بما يظنه عالما بكل شيء. عندها نفهم ان الصمت ادب ومعرفة بموضع الكلمة. فالصمت ليس هروبا من الحوار، بل احترام لوزن الكلمة واثرها. بالصمت نتعلم الاصغاء، وبالاصغاء نرى الانسان كاملا، ونبني جسورا اصدق. • حديث الصمت له شجون. قد يكون حديث قلم على ورق، او حديث عيون، او حديث ارواح تتلاقى قبل ان تنطق بحرف. الصمت زينة للنساء والرجال على السواء، تحفظ به الكرامة وتعز به المكانة. وهو ايضا طاقة ايجابية تزرع التركيز، وتوقظ الابداع، وتمنح القلب فرصة للشفاء، وتعلمنا ان نرد الجميل بعمل لا بضجيج. • لنمنح الصمت مكانه العادل في يومنا. دقيقة هدوء قبل قرار، لحظة اصغاء قبل حكم، فسحة تأمل قبل كلمة. من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. بالصمت ينبت الخير، وبالكلمة الطيبة يزهر الاثر. • آخر جرة قلم: لا يعني الصمت اطالة زمنه ولا الانسحاب من دفء الناس وأحاديثهم اللطيفة والراقية. اللقاءات الحميمة والصداقات الحقيقية، والفضفضة اللطيفة، والاحاديث الايجابية ذات المعنى والقيمة، بل وحتى تلك الاحاديث العادية حين تصدر من قلوب مطمئنة، كلها تمنح الروح حياة وتضيف للقاء فنا في الاستمتاع بالاجتماع. فكما يرممنا الصمت، تعيدنا الكلمة الطيبة الى بعضنا، ويكتمل التوازن بين هدوء النفس وود الناس..
495
| 30 أكتوبر 2025
• كان لي شرف حضور افتتاح دور الانعقاد الرابع والخمسين لمجلس الشورى والاستماع عن قرب إلى الخطاب الشامل الذي ألقاه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى. خطاب اتسم بالحكمة وبالاتزان والعمق، وجمع بين الإنجاز الاقتصادي، والعدالة المؤسسية، والتعليم، والتماسك الأسري، في رؤية شاملة تؤكد أن النعم لا تدوم إلا بالعمل، وأن التنمية لا تُصان إلا بالقيم والوعي. • استهل سموه خطابه بالتطرق إلى الاقتصاد الوطني الذي واصل أداءه الإيجابي رغم التقلبات العالمية، بفضل السياسات العقلانية المتوازنة التي حافظت على استقرار الاقتصاد الكلي وثقة المستثمرين في اختيار قطر لاستثمارات خارجية أو داخلية. وأشار سموه في خطابه الشامل إلى نجاح الدولة في تنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة بما تتضمنه من قطاعات وتجمعات اقتصادية جديدة، وتحقيق نمو مستدام يقوده القطاع غير الهيدروكربوني. • أكد سموه أن الحفاظ على النعم يتطلب إدارة رشيدة للموارد وانضباطا ماليا يضمن الاستقرار للأجيال القادمة. • ثم وجّه سموه الأنظار إلى أهمية التعليم بوصفها أساس النهضة وتقدم الدولة، مؤكدًا أن رأس المال البشري هو الثروة الحقيقية لأي دولة. فالتعليم، كما أوضح سموه، هو الوسيلة التي يصنع بها المستقبل، وهو ما تسعى اليه الدولة بشكل جاد ومهم في تطوير منظومته وتأهيل كوادرها الوطنية وفق معايير الكفاءة والإنجاز، مع الانفتاح على الكفاءات العربية والعالمية. بهذا الطرح العميق لأهمية التعليم والتنمية البشرية، يعيد الخطاب صياغة مفهوم التنمية ليكون استثمارا في الإنسان أولا، وإعدادا لأجيال واعده تدرك قيمة ما يقدمه الوطن وأهمية العمل له ليكون جيلا واعيا بقيمه ومنفتحا على المعرفة والابتكار. • وفي هذا السياق، شدد سمو الأمير على أن النعم مسؤولية جماعية، قائلا: «علينا أن نحمد الله على نعمه وأن نتذكر أن هذه النعم لا تدوم إلا من خلال الجهد الدؤوب في الحفاظ عليها وتطويرها والاستثمار فيها لخير المجتمع والأجيال القادمة». بهذه العبارة وضع سموه فلسفة الشكر العملي أساسا لاستدامة التنمية، مؤكدا أن العمل والإخلاص هما طريق شكر الله على فضله، وأن التنمية الحقيقية هي التي توازن بين المادة والقيم. • كما تناول سموه محور العدالة وسيادة القانون باعتبارها ركيزة استقرار المجتمع، مشيرا إلى الجهود المبذولة لتسريع الفصل في الدعاوى وتحسين كفاءة المحاكم، وجاء في خطاب سموه «أن العدالة البطيئة نوع من الظلم» تأكيدا على محور العدالة والدور المنوط للمحاكم. هذه الرسالة تعكس إيمان القيادة بأن الأمن القانوني شرط لاستمرار النعم الاقتصادية والاجتماعية، وأن سيادة القانون هي الضمان الحقيقي لاستدامة الثقة بين الدولة والمجتمع. • وفي الجانب الاجتماعي، أولى سمو الأمير الأسرة القطرية مكانتها وأهميتها المحورية في البناء للنسيج الوطني وقوته وتماسكه، مشددا على أهمية التربية الأسرية وضرورة اضطلاع الوالدين بدورهما المباشر في تنشئة الأبناء. فالتماسك الأسري هو الحصن الأول للقيم، والركيزة التي تبنى عليها المواطنة الصالحة والانتماء الأصيل. • لم يغفل سموه الاستدامة البيئية، مشيدا بافتتاح محطات الطاقة الشمسية في راس لفان ومسيعيد، تأكيدا على التزام الدولة بمسار الطاقة النظيفة وحماية البيئة للأجيال المقبلة، وإيجاد بدائل لنضوب النفط.. • واختتم سموه الخطاب بتأكيد ثوابت السياسة الخارجية لقطر، القائمة على دعم الحق والعدل والسلام، وتجديد الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية، في تعبير صادق عن التزام قطر بمبادئها الإنسانية والدولية بدبلوماسية ثابته ورصينة ومدركة لما يدور حولها. آخر جرة قلم: لقد رسم خطاب سمو الأمير رؤية متكاملة لوطن مدرك وواع بنعمه، راسخ بعدله، قوي ومتماسك بأسرته، متقدم بتعليمه، ومنفتح على العالم بثقة ومسؤولية. وهو تذكير لنا جميعا بأن حفظ النعم واجب وطني وأخلاقي، وأن التنمية بلا قيم تفقد معناها، كما أن القيم بلا عمل تفقد أثرها.. ويبقى الوطن شامخا وحاضرا بحكمة قيادته صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد ونبقى اللبنة الأساسية للوطن لتقدمه ورفعته والحفاظ على مقدراته.
663
| 23 أكتوبر 2025
• فرحة التأهّل إلى كأس العالم هي فرحة بطعم خاص، بطعم استضافة كأس العالم 2022، ذلك الحدث التاريخي الذي لا يزال حيا في ذاكرة الوطن، يُغذّي روح العزيمة والإصرار لدى كل مواطن ومواطنة. • هذا الفوز الجديد يعزّز مكانة قطر عالميا، ويؤكّد حضورها القوي على المستويات السياسية والاقتصادية والرياضية والإعلامية، حيث بات اسم قطر يُذكر في المحافل الدولية مقرونا بالإنجازات والمواقف البطولية والمبادئ الثابتة. • فمنذ سنوات، أثبتت قطر أنّها ليست مجرد دولة غنية بثرواتها الطبيعية، بل غنية بمواقفها الأخلاقية والإنسانية، وبقدرتها على الجمع بين التنمية والتأثير الإيجابي في محيطها الإقليمي والعالمي. • ولعل أبرز ما يميز قطر هو ثباتها على المبدأ؛ موقفها الصادق من القضايا العادلة، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية، والوقوف مع غزة في أحلك الظروف. لم تمنعها التعقيدات السياسية ولا التهديدات ولا حتى فقد الأحبة من التمسّك بالحق ونصرة المظلوم، لتظل شاهدة على أنّ القوّة الحقيقية لا تُقاس بالثروة أو الحجم، بل بالثبات على الموقف. • يأتي هذا الفوز في لحظة نحن أحوج فيها إلى طعم الفرح الوطني؛ فرح يعانق الشوارع ويُعيد للوجوه بريق الأمل وفرحة الخروج في مسيرات والاحتفالات في سوق واقف ذاكرة الوطن الحقيقية في هذه البقعة وما حملته من مناسبات واحتفالات خلال استضافة جماهير كأس العالم 2022 وما تحمله من رائحة الأصالة وقيم الوطن.. • فرح يذكر الجميع بأن الرياضة قادرة على أن تكون رسالة وطنية وحضارية في آن واحد. ومع هذه الفرحة، لا ننسى أرواحا عشقت اللون العنابي وعشقت المنتخب، وكانت تتمنى أن ترى هذا التأهّل التاريخي، لكنها رحلت عن عالمنا. هذا الفوز يحمل مشاعرها في طياته، ويهديها تحية وفاء من وطن لا ينسى أبناءه، لتبقى ذكراهم جزءًا من كل لحظة فخر ودمعة فرح قطرية. • إن تأهّل قطر لكأس العالم ليس مجرّد إنجاز رياضي، بل هو تأكيد متجدّد لهويّة وطن صنع مجده بالإرادة والعمل، وكرّس حضوره في الوعي العالمي كدولة توازن بين الأصالة والحداثة، وتجمع بين التنمية الاقتصادية والرسالة الإنسانية. • قطر القوية بمعية الله ثم بشعبها وقيادتها، لا تُقاس بناتجها المحلي فحسب، بل بمواقفها المشهودة في نصرة الضعفاء وإغاثة المنكوبين، وبقدرتها على أن تكون صوتا للعقل والحكمة في زمن مضطرب. لذلك حين تمر قطر بلحظات حزن أو فقد، تتسابق الدول وقادتها لمواساتها، وحين تفرح، يفرح معها الجميع. فمكانتها أصبحت تتجاوز حدود الجغرافيا إلى فضاء أوسع من الاحترام والتقدير العالمي. • أما كرة القدم، فهي أكثر من مجرد تسعين دقيقة من الجري خلف كرة. إنها ظاهرة إنسانية قادرة على أن توحّد الشعوب وتجمع الثقافات المختلفة في حب وعشق واحد. كرة القدم تصنع فرحا يعانق القلوب، وتخلق لحظات فخر تذوب فيها الفوارق. هي الرياضة التي استطاعت أن تحقق ما عجزت عنه السياسة، فجمعت بين الشعوب على روح المنافسة الشريفة والاحترام المتبادل. • آخر جرة قلم: إن فرحة التأهّل هي امتداد طبيعي لرحلة قطر المشرفة في استضافة كأس العالم 2022، وهي رسالة جديدة للعالم مفادها أن قطر قادرة على أن تصنع التاريخ أكثر من مرة، وأنها ستظل منارة ووطنا للإنجاز، ووجها مشرقا للعروبة والإنسانية. هنيئا لقطر هذا التأهل، وهنيئا لنا شعب يستحق أن يفرح، لأنه دائما شريك في كل إنجاز يصنع اسم الوطن...
504
| 16 أكتوبر 2025
تتقدّم الأوطان حين تضع الإنسان أوّلا: تعليمًا وتربية وكرامة وعملا. في قطر، أنصفت الرؤية وتمكينُها المرأةَ وفتحت أمامها مسارات العلم والريادة؛ لكن العدل يُمتحَن في التطبيق، لا في الصياغات. حين تُختزل الكفاءة في الولاء، ويُفرَّغ القانون من روحه، تُطفأ عزائم وتُهمَّش عقول. هنا يبدأ امتحان الضمير. أنصفت قطر وقيادتها الرشيدة المرأة واعتزّت بمشاركتها وجعلت لها الاهتمام في الرؤية الوطنية 2030 وتمكينها، وفتحت أمامها أبواب التعليم والعمل والريادة. غير أنّ المسافة بين نص عادل وروح عادلة قد تتسع حين يُفرَّغ القانون من مقصده في دهاليز التطبيق، وحين تُختزل قيمة المرأة في ألقاب ووضع وحال اجتماعي، أو أن تُقاس الكفاءة بميزان القرب والولاء لا بميزان الأداء والإنجاز والكفاءة. قانون الموارد البشرية جاء كاملا مكملا داعما للأسرة والمرأة الأم والزوجة والزوج إلا أن هذه الحالات الاجتماعية ليست الوحيدة التي يقع عليها أعباء اجتماعية وظروف تربية وغيرها من ضغوط..! رفقًا بالقوارير، بينهن من لم يُكتب لهنّ نصيب الزواج، ومنهن من حرمت من الإنجاب والذرية.. لكن الله كتب لهن نصيب العلم والخلق والبذل والإخلاص. أيُعقل أن تقاس استحقاقاتهنّ برباط لم تجرِ به المقادير؟ ألسن بنات هذا الوطن وركنا مخلصا وأمينا ومساهما في نهضته؟ إن العدل لا يفرّق بين امرأة متزوجة وأخرى عزباء، ولا بين لقب اجتماعي ومسيرة علمية راسخة؛ العدل يزن الجهد بميزانه، ويُكرِّم الإخلاص حيثما وُجد، ويصون الكرامة لذاتها لا لارتباطاتها. إن أردنا جيلا قويا مؤمنا مثقفا منتجا، فلا بد أن نمنح وفق ما نستحق، وأن نُكرِّم العمل حيث هو، لا حيث يكون صاحبه. التربية الحقيقية تسبق التشريع، والقدوة الصادقة تُعلّم أكثر مما تُعلِّم اللوائح. الأسرة التي تغرس في أبنائها معنى الكرامة، والمدرسة التي تفتح لهم باب التفكير والتحليل النقدي بلا خوف لا تلك التي تعتمد الحفظ والتلقين، والمسؤول الذي يزن الناس بإنجازهم لا بامتثالهم؛ هؤلاء جميعا هم شركاء القانون في صناعة الجيل. وحين تستقيم المنظومة التربوية والأخلاقية، يصبح القانون خادما أمينا لا سيدا متجبرا، وتصبح الحوافز رافعة للعدالة لا غطاء للمحاباة. نريد جيلا يتحدث العربية كما يتنفسها، جيلا يعتز بلهجته المحلية كما يعتز بلغته الأم، لا يستحي من لغته العربية ومن نطقه ولا يراه علامة ضعف أو تخلّف. نريد جيلا يتذوق اللغة كما يتذوق الشعر، يسمعها في البيت والمدرسة والشارع، فلا تختنق وتضيع وتغيب بين لغات دخيلة وعبارات هجينة سلبت اللسان دفء انتمائه وحلاوة حروفه. نريد أبناء وبنات يحملون في حديثهم نكهة الأرض، وفي فكرهم عبق الدين، وفي سلوكهم أدب الإسلام وحياؤه وعفّته. نحتاج إلى فتيات يعرفن أن الحجاب ليس قيدا بل كرامة، وأن الحشمة ليست ضعفا وتخلفا بل وعي بالذات. نحتاج إلى جيل يؤمن بأن الإيمان والعلم لا يتنافران، وأن الأصالة لا تعني الجمود، بل تعني أن نخطو إلى الأمام دون أن نخلع جذورنا ونتبع تقليدا أقواما آخرين. نحتاج إلى جيل يستمدّ من دينه قيَمه، ومن لغته هويته، ومن وطنه انتماءه، فيبني حضارته بلسان عربي مبين، لا بترجمة باهتة عن الآخر. القوانين قد تنظم الرواتب والمكافآت، لكنها لا تبني وجدانا، ولا تزرع هوية. الهوية تُصنع في البيت حين تُقال تلتقي الأرواح بلغة مفهومة ولغة عربية عزيزة، وفي المدرسة حين تُدرّس القيم لا الدرجات، وفي الإعلام حين يسمع الجيل صوتا يشبهه لا يقلده. إن أردنا جيلا قويا بحق، فلنبدأ بتربيته على حب لغته وإيمانه ووطنه، عندها فقط سنجد القوانين تسير خلفه لا أمامه، خادمة له لا قيدا عليه تعيق حركته. آخر جرة قلم: رفقا بالقوارير، لا يطلبن امتيازا على أحد، بل يطلبن الإنصاف للجميع: معيارا واضحا للأداء، مسارات شفافة للتقدّم والعمل والتقييم، آليات محترمة للتظلّم، وبيئة تُعلي من قيمة الإنسان أيًّا كان وضعه الاجتماعي. إنّ تمكين المرأة، كل امرأة، لا يكتمل بعبارات الشكر في المناسبات، بل بتفعيل الضمانات التي تمنع التهميش وترد الاعتبار عند الخطأ، وبمساءلة شفافة تجعل السلطة تكليفا لا تشريفا. رفقًا بالقوارير… لا عطفا ولا مَنّة، بل استحقاقا وعدلا. رفقا بهن لأن العدالة حق لهن كما هي حق لغيرهن، ولأن إنصافهن إنصاف للوطن نفسه. فإذا بلغ العدل الناس، تحوّل القانون من حبر على ورق إلى حياة في القلوب، وولدت من رحم الإنصاف أجيال لا تحتاج كثيرا من القوانين بقدر ما تحتاج إلى قدوة ومسؤول يخاف الله..
921
| 09 أكتوبر 2025
• قدّمت إسرائيل اعتذارًا لدولة قطر بعد جريمة القصف التي طالت الدوحة وأزهقت أرواحًا بريئة في سابقة لم تعهدها الدولة ودول الخليج في سيناريو ترهيب المواطنين والمقيمين. • ما فعلته إسرائيل باستهداف الدوحة وشعبها لم يكن مجرد خطأ عابر، بل اعتداء صريح على دور قطر كوسيط محايد في المفاوضات مع قادة حماس الذين استضافتهم الدوحة بضيافة كريمة. فالاعتداء على الوسيط يعني إلغاء أي قيمة للعمل الدبلوماسي والاستهانة بجهود السلم والاستقرار، وهو ما يمنح قطر الحق المشروع في الرد عبر الطرق القانونية. • الاعتذار الذي جاء في توقيت حساس بعد اجتماع وكلمات القادة في الأمم المتحدة واجتماع مجلس الأمن ووقوف القادة والزعماء العرب والمسلمين في الدوحة إلى جانب قطر محاولة سياسية لامتصاص الغضب الدولي. وهنا يتضح الموقف القطري الذي لا ينظر إلى الكلمات بقدر ما يزن الأفعال؛ إن قطر بثباتها ودبلوماسيتها الهادئة والقوة الناعمة التي تملكها قطر.. قادت المشهد وأثبتت أن الكلمة الموزونة والقرار الحكيم قادران على حشد المواقف العربية والإسلامية والدولية والعدالة لا تُشترى بالكلمات بل تُصنع بالفعل. • ولا يمكن فصل هذا المشهد عن المتغيّر الأمريكي الحاسم؛ إذ وقّع الرئيس دونالد ترامب أمرًا رئاسيًا يؤكد أن أي اعتداءٍ مسلّح على سيادة قطر أو أراضيها أو بنيتها التحتية الحيوية يُعدّ تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الخاصّين بالولايات المتحدة، مُلزِمًا وزارتي الدفاع والخارجية ومدير الاستخبارات الوطنية بوضع خطط طوارئ مشتركة مع الدوحة لضمان استجابة سريعة ومنسّقة لأي عدوان، مع تكليف وزير الخارجية بتجديد هذا الضمان دوريًا والتنسيق مع الحلفاء لتأمين دعم مكمّل، والاعتراف بخبرة قطر الدبلوماسية ودورها الواسع في الوساطة. هذا التطور يرفع كلفة أي مغامرة عدوانية. • أما مسألة إعادة إعمار غزة وما سيترتب على ذلك من تكاليف. وكما أكد السياسيون المخضرمون فإن هذه مسؤولية إسرائيل أولا وأخيرا وهي من يجب ان يتحمل تلك التكاليف، لأن إسرائيل هي من دمر أغلب مباني غزة ومساكن أهلها ومرافق البنية التحتية فيها من مدارس وجامعات ومستشفيات وكل شيء، وليست هذه مسؤولية العرب الذين تحملوا تكاليف إعادة الإعمار بعد كل حروب إسرائيل السابقة على القطاع، وحين ترفض إسرائيل ذلك فلا بد أن تتحمل الأمم المتحدة والعالم كله مسؤولية إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل، ولا أريد أن أعفي العرب من المساهمة لأنهم جزء من العالم. ولعل دور العرب الأهم هو.. الاستثمار في كل ما يعيد الأمل والحياة الكريمة لأهل غزة من تعليم وصحة وعيش آمن، لأن إعادة الأمل إلى نفوس ضحايا الحرب وأهوالها يحتاج إلى عمل يعيد إليهم الحياة الكريمة، ومن دون ذلك لن تتخلص المنطقة من التوتر والحروب ولن يتحقق الاستقرار». • ودون شك أن إعمار غزة يجب أن تتحمله إسرائيل بصفتها قوة احتلال، ومعها المنظمات الدولية؛ لأن من دمّر الأرض والإنسان لا يمكن أن يترك مسؤولية البناء للضحايا وحدهم. هذه الرؤية تعكس عدالة الموقف وتمنع إعادة إنتاج المأساة على حساب الأبرياء. وستقف دولة قطر مع قطاع غزة بعد كل حرب.. موقفها ثابت ومساندة الشعوب المظلومة بعدوان وقصف واجب إيماني وأخلاقي لا تتراجع عنه قطر وقيادتها.. • آخر جرة قلم: الأمن والأمان من أعظم النعم التي يسعى إليها الإنسان؛ فهو أمن شخصي يطمئن به الفرد، وأمن عائلي يحفظ به أسرته، وأمن تحت سماء دولة وعلى أرضها يرسخ به معنى الاستقرار. هذا المطلب العميق يحقق السلامة النفسية ويمنح القدرة على العيش بسلام، وهو ما دفع شعوبًا كثيرة للهجرة وتحمل مشقة الغربة لسنوات طويلة في سبيل العيش تحت مظلة الأمن. ومع وجود عدو مزروع في المنطقة يبقى الحذر واجبًا، غير أن تحقيق الأمن والأمان تحت حفظ الله ومعيته؛ ورؤية القيادة هو النجاح والهدف الأسمى الذي تسعى إليه قيادتنا الرشيدة، لتظل قطر وطنًا آمنًا يفيض بالسلام ويصون كرامة الإنسان.. ويحقق العدل ويقف بجانب الشعوب المعتدى عليها والمظلومة..لتقف وتدرك معنى الأمن والامان والسلام.
327
| 02 أكتوبر 2025
• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر ودورها المهم، كنا ننتظر ونترقب خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة. • خطاب سموه لم يأتِ مجرد إضافة بروتوكولية إلى قائمة الحضور وكلمات الزعماء، بل كانت رسالة بمفردات صريحة ومباشرة تواجه العنجهية الإسرائيلية وتطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية. • خطاب صريح وكلمات أقوى من السلاح مباشرة وصريحة وتحمل اعلانا للعالم ..»العدوان انتهاك خطير لسيادة الدولة، وخرق سافر وغير مبرر للأعراف والمواثيق الدولية؛ لكن العالم بأسره صدم أيضًا بسبب ملابسات هذه الفعلة الشنعاء التي صنفناها إرهاب دولة». • قدّم سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كلمة استثنائية حملت بين سطورها وضوح مبدأ دولة قطر سياسيا، وأظهرت قوة إنسانية وحضورا دبلوماسيا مميزا لمكانة قطر دوليا.. وهو لم يتحقق ويحتل مكانة إلا لسجل دولة قطر الدبلوماسي والقدرة المميزة التي تتحلى بها دولة قطر، كما ذكر سمو الأمير «أن ثقة المجتمع الدولي بنا إنما تقوم على سجل من النجاحات التنظيمية التي حققتها دولة قطر على مر السنوات، وبناءً على هذا الإرث الراسخ قدمت ملف ترشحها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036، إيمانًا منا بأن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل جسر يربط بين الشعوب، ومنصة لترسيخ قيم السلام والتفاهم، ولقد أثبت تنظيمنا لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 أننا قادرون على جعل الأحداث الرياضية الكبرى ساحة للتواصل والتقارب بين الثقافات المختلفة». • في لحظة فارقة يمر بها العالم، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة وتتعثر المفاوضات الدولية، اختار سمو الأمير لغة مباشرة خالية من الغموض، واصفا الممارسات الإسرائيلية بأنها إبادة جماعية واغتيال للمفاوضين، ببلاغة خطابة وسؤال كشفت تناقضات الاحتلال أمام العالم: «إذا كانت إسرائيل تريد التفاوض، فلماذا تغتال المفاوضين؟ وإذا كانت تسعى إلى تحرير رهائن، فلماذا تقتلهم؟ « اسئلة مباشرة، لكنها حملت وقعا قويا. • الخطاب نادى واستنهض الضمير العالمي ولم يكتف بالإدانة، حيث أكد سموه :» أن الصمت عن هذه الجرائم لم يعد مقبولًا، وأن العدالة الدولية لا يمكن أن تظل أسيرة المعايير المزدوجة». • «كان هذا وتبذل منذ عامين جهود مضنية من أجل التوصل إلى تسوية توقف حرب الإبادة التي تشن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.» • كان الخطاب الإنساني حاضرا ؛حيث خاطب الأمير مشاعر العالم قبل عقولهم، مذكرا بأن حماية الأبرياء وصون الكرامة الإنسانية ليست خيارا سياسيا بل واجب أخلاقي. بتلك الكلمات يمنح القضية الفلسطينية بعدًا إنسانيًا يتجاوز السياسة إلى جوهر الحق والعدالة. • لقد أظهر الخطاب أن قطر لا تكتفي بدور المراقب، بل تضع نفسها في قلب الأحداث لاعبا فاعلًا ومسؤولًا. فهي دولة صغيرة بحجمها الجغرافي، كبيرة بقدرتها على التأثير، تثبت للعالم أن الدبلوماسية الصادقة والقوة الناعمة قادرة على صناعة الفارق. حضور سمو الأمير في الأمم المتحدة جسّد هذا الدور، إذ جمع بين الحزم في مواجهة الظلم، والمرونة في الدعوة إلى الحوار، مؤكدًا أن قطر دولة سلام تسعى إلى المصالحات، وتؤمن بأن الحوار طريق إلى الحلول، وأن صوت العدالة لا يمكن أن يُخمد مهما كانت التحديات. • دولة قطر ستظل - كعهدها – وفيةً لنهجها بالوقوف في صف القيم والمبادئ التي يفترض أن المجتمع الدولي يقوم عليها، والإيمان بإمكانية التوفيق بينها وبين المصالح حين تكون السياسة عقلانيةً وواقعية، وعدم الخشية من رفع صوت الحق حين يخيم الصمت، والتمسك بالدبلوماسية حيث يستسهل الخصوم استخدام السلاح. • خطاب وفاء وحفظ عهد وموقف.. • آخر جرة قلم: خطاب سيظل حاضرًا بوصفه نموذجًا يجمع بين قوة الكلمة وصدق الموقف، ويؤكد أن الكلمة حين تُقال من موقع المبدأ والإيمان بالحق، تصبح سلاحًا أقوى من الصمت، وتحدث أثرًا أبقى من لحظة الإلقاء.
930
| 25 سبتمبر 2025
• انعقدت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة في تاريخ 15/9/2025 وجاءت عقب العدوان الإسرائيلي الجبان على الدوحة.. • في الأزمات تظهر الحقائق، وتظهر التفاصيل الخفية؛ وأثبت هذا الغدر والتصرف الأرعن والأحمق والأناني من العدو المحتل؛ مكانة دولة قطر ومكانة قيادتنا الرشيدة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومكانة الدبلوماسية القطرية في دول العالم.. دولة محبوبة وقريبة وحكيمة.. وهو ما ظهر.. • منذ اللحظة الأولى للعدوان والقصف الذي أدى إلى استشهاد مواطن قطري وأعضاء من حماس.. توافد الرؤساء حضورا وبلغة جسد يثبت مكانة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدى دول العالم.. وتوالت الاتصالات تباعا، وعقد مجلس الأمن اجتماعه حول العدوان الإسرائيلي على الدوحة، وتوالت الكلمات القوية والصاروخية بحروفها المباشرة على الوفد الإسرائيلي الحاضر.. • وكانت كلمة وزير الخارجية الأردني السيد أيمن الصفدي قوية ومباشرة ومساندة.. كما كانت كلمات الوفود من دول شقيقة وصديقة.. • العالم أجمع على الوقوف مع دولة قطر وقيادتها وشعبها على هذا الإرهاب الحقيقي لإرهاب الشعوب، وزعزعة الأمن والاستقرار.. وكسر دور الوساطة ودور دولة قطر الصادق والمحوري في ممارسة دور الوسيط. • بعدها جاءت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة وجاء البيان الختامي مخيبا للآمال ويفتقد الجراءة في ترهيب العدو الجبان.. • جاء البيان عامًّا وطويلاً ولا يمكن قراءة ما بين السطور بسهولة، ولا ما جاء على السطور كرد وترهيب لعدو أرعن لا يتوانى من ممارسة بطشه المتواصل في القتل والقصف والتدمير الشامل لقطاع غزة المحاصر والمظلوم.. • جاءت كلمات الوفود والتي بدأت قوية في كلمة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وكلمة الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان وكلمة جلالة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن وكلمة رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم بعدم جدوى من التنديد والبيان في استمرار العدو في ممارسة حماقته وعدوانه فوق القانون الدولي وأمام أنظار العالم وأهمية المقاطعة الاقتصادية والسياسية مع العدو الإسرائيلي.. فهو يضرب بدون عقل وبشكل أرعن ولا يهمه من يضرب وكيف ومتى وأين يقصف ويضرب..! • كانت كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع الموجزة رصاصة مباشرة للعدو. كان موجزاً مركزا ومميزا ختمه ببيت شعر يحمل دلالة لمن فهمها، فهو بيت شعر في سياق قصيدة ثأرية للشاعر عمرو بن براق الهمداني، وقد كان شاعرا وفارسا مغوارا ومقاتلا وعدّاء سريعا، وقال قصيدته عندما توعّد بالثأر من الشاعر تأبّط شراً الذي غزا مع قومه قومَ عمرو بن براق. ومن أبيات القصيدة: مَتى تَجمَعِ القَلبَ الذَكِيَّ وَصارِماً وَأَنفاً أَبِيّاً تَجتَنِبكَ المَظالِمُ وَمَن يَطلُبِ المَالَ المُمَنَع بِالقَنا يَعِش مُثرِيّاً أَو تَختَرِمهُ المَخارِمُ وَكُنتُ إِذا قَومٌ غَزَوني غَزَوتُهُم فَهَل أَنا في ذا يالَ هَمدانَ ظالِمُ فَلا صُلحَ حَتّى تُقدَعَ الخَيلُ بِالقَنا وَتُضرَبَ بِالبيضِ الخِفافِ الجَماجِمُ • قمة طارئة عربية إسلامية - حتى وإن جاء البيان الختامي مخيبا للآمال - إلا أنها وقعت بحروف كلماتها وحضورها بحب دولي لقطر وقيادتها ودورهم الحكيم والدبلوماسي والوسيط في المنطقة ودول العالم والذي يسجله التاريخ لموقف ومبادرة إنسانية ودبلوماسية لدولة قطر رغم ما تتعرض له من خطر وضغط وعدم أمان للعدو.... • وتأتي زيارة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمملكة الأردنية الهاشمية أمس الأربعاء بعد يومين على انعقاد القمة العربية والإسلامية الطارئة في الدوحة، بأهمية استثنائية. إذ تأتي في لحظة حرجة تمر بها المنطقة العربية، وسط ظروف أمنية وسياسية شديدة الحساسية لتشكل محطة إستراتيجية مفصلية في مسار العلاقات الأردنية القطرية، وفي إعادة صياغة مواقف عربية مشتركة تجاه التحديات الإقليمية، وعلى رأسها الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة. • توقيت الزيارة للأردن تشكل محطة تاريخية تعكس عمق الروابط التي تجمع ما بين عمّان والدوحة، ولا تنفصل عن مخرجات القمة العربية الطارئة، ولا عن موقع الأردن الجغرافي. ولا عن خطاب العاهل الأردني الملك عبدالله، حين ربط بين العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستهداف إسرائيل للدوحة. وهو ما يعكس وحدة الموقف الأردني القطري ويمنح الأردن موقفا قويا لتعزيز حضوره الإقليمي والدولي. • كما أن الزيارة الرسمية للأردن تعزز قدرة الأردن على مواجهة الخطط الإسرائيلية، وتضع إمكانيات دولة قطر في تعزيز وخدمة الموقف العربي المشترك، لبناء جبهة عربية فعالة وقوية ومتماسكة ضد أي غدر وعدوان. • تحمل الزيارة رسائل سياسية وإستراتيجية مهمة، وتؤكد أن أمن واستقرار أي دولة عربية مرتبط مباشرة بأمن واستقرار الدول الأخرى في المنطقة وأهمية التنسيق المستمر بين الدول العربية لمواجهة التحديات التي تهدد السلام والأمن. • الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والعراق إلى جانب الدول الإسلامية مثل تركيا وباكستان وغيرها من دول عربية وإسلامية يبرز جاهزية الدول للاضطلاع بدور محوري في ترسيخ استقرار المنطقة ونصرة قطاع غزة والعدوان الغاشم الذي بات يهدد الدول سعيا وراء مخططاتهم. • آخر جرة قلم: من رحم الشدائد تولد النصرة.. وفي المواقف تظهر المعادن، ويدرك الإنسان مكانته بين أقرانه.. فكيف بالدول التي تظهر مكانتها للعالم ودورها الإقليمي رغم صغر مساحتها.. وما كان من عدوان غاشم جبان على قطر.. إلا كشف وإيصال رسالة للعالم لمكانة قطر وحكمتها واستمرارية مواصلة الوساطة في المنطقة.. والتفات القادة بحب صادق ودعم حقيقي لقطر تأكيدا للدور ومكانة قطر.. وزيارة الأردن بلد النشامى تحمل رسائل قوية ستظهر خلال الأيام وفي المواقف تظهر معادن الرجال..
300
| 18 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4026
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1728
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1569
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1410
| 06 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1158
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1098
| 07 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
885
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
651
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
606
| 04 ديسمبر 2025
في مايو 2025، قام البابا ليو الرابع عشر،...
549
| 01 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل