رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
السؤال مطروح بقوة في المشهدين الفلسطيني والعربي. وثمة مطالبة واسعة بانخراط القوى الفلسطينية الحيوية خاصة الشباب في انتفاضة سلمية مع قوات الاحتلال. بل إن الأراضي المحتلة شهدت خلال الأيام الأخيرة بدايات واضحة بهذا الاتجاه. ومع ذلك هناك هواجس من أن تتحول مثل هذه الانتفاضة إلى مواجهات عسكرية سيكون جيش الاحتلال هو المحرض عليها حتى يجردها من مضمونها الإنساني وينشئ مبررات لمواصلة نزوعه العدواني الهمجي ضد الشعب الفلسطيني مثلما حدث في قطاع غزة قبل أشهر وجيزة.
وفي تقديري. فإنه بات من الضرورة بدء حراك شعبي يأخذ شكل المظاهرات والاحتجاجات السلمية. من دون اللجوء إلى الحجارة أو أي من أشكال المواجهات. وذلك كمقدمة للدخول في انتفاضة شعبية واسعة إن لم تستجب سلطات الاحتلال الصهيوني لمتطلبات الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة. وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته. مثله مثل أي شعب آخر. خاصة أنه الشعب الوحيد في العالم اليوم الذي يخضع لأعتى وأسوأ أنماط الاحتلال . دون أن يحرك القوى الكبرى في هذا العالم. والتي تزعم انتماءها لحضارة إنسانية تعلي من قيمة حقوق الشعوب. وتنحاز لاستقلالها وكأن الشعب الفلسطيني يقيم في كوكب آخر دون كوكبنا. وهي مفارقة- لغز في الفكر السياسي الغربي. الذي ما زال منحازا على مستوى النخب الحاكمة والمؤثرة لمنظور الاعتداء على الشعب الفلسطيني. ومتبنيا طروحات الجلاد والمعتدي والمحتل معتبرا أعمال القتل التي يمارسها ضد هذا الشعب الفلسطيني دفاعا عن النفس (...).
وثمة عوامل موضوعية تدفع باتجاه البدء في القيام بالحراك الشعبي المطلوب في المرحلة الراهنة أولها: أن المشروع التوسعي الاستعماري الاستيطاني العدواني للكيان الصهيوني. مصر على البقاء في حالة اشتعال وعلى كل المستويات. دون أن تطرف عين لقادة الكيان ومسؤولي مؤسسته العسكرية. بهدف إجهاض المشروع الوطني الفلسطيني. ومحو الهوية الفلسطينية العربية من الوجود. وهو ما يتجلى في سلسلة الاعتداءات والانتهاكات والاقتحامات المتواصلة في القدس الشريف وعلى المسجد الأقصى. والتي طالت البشر والحجر.وبلغت ذروتها بإغلاق قدس الأقداس في فلسطين: مسجدها الأقصى مؤخرا ومنع المصلين من الوصول إليه . ورغم تراجع سلطات الاحتلال تكتيكيا عن هذه الإجراءات تظل النزعة العدوانية تجاه الأقصى راسخة. في توجهات حكومة نتنياهو اليمينية المتحالفة مع عتاة المستوطنين. والتي تتيح لهم البيئة الحاضنة لتحقيق أحلامهم العبثية باستعادة هيكل سليمان المزعوم. من خلال حماية إقامة صلواتهم بباحات المسجد الذي يدنسون طهارته ويقضون مضاجع عباد الرحمن فيه. ويشاركهم في ذلك كبار المسؤولين بالدولة المغتصبة. الذين لا يتورعون عن اقتحام المسجد ذاته تحميهم قوات أمن مدججة بكل أنواع الأسلحة الفتاكة.
ثانيا: لم يوقف الكيان مشروعه الاستيطاني. سواء في القدس أو في غيرها من الأراضي المحتلة. رغم أن صدور قرارات من الشرعية الدولية الباهتة الظلال فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني. وتعهدات حكومة نتنياهو بالتوقف عنه. وكان آخر مظاهر ذلك موافقتها على بناء 200 وحدة جديدة. ما جعل القدس محاطة بغابات كثيفة من المستوطنات التي تشكل. على نحو أو آخر. أخطر المعوقات في أي عملية تفاوض جادة لإنهاء الاحتلال الصهيوني. ومصدرا من مصادر الابتزاز السياسي للفلسطينيين . في سعيهم لبناء دولتهم المستقلة. وفق رؤية حل الدولتين التي قبلوا بها على مضض. رغم أنها تعطيهم مساحة لا تزيد على 22 في المائة من أراضي فلسطين التاريخية. واللافت أن العالم كله بما في ذلك الولايات المتحدة ينظر إلى بناء المستوطنات بحسبانها معوقا أساسيا في سبيل عملية سلام مأمولة . غير أن الكيان لا يعر أي اهتمام لمثل ذلك . ويمضي سادرا في غيه. لأنه مدرك تماما أنه لن يتلقى العقاب الذي يستحق . غير أن المرء لا ينسى موقف الاتحاد الأوربي على هذا الصعيد. الذي منع استيراد أي سلع صهيونية منتجة في مناطق الاستيطان. وهو ما يمكن اعتباره أضعف الإيمان. ويتطلب من الطرف الفلسطيني والعربي تحركا أوسع. باتجاه شرح مخاطر المشروع الاستعماري الاستيطاني للكيان الصهيوني على أمن أوروبا. القريبة التي لا يفصلها عن فلسطين والوطن العربي سوى بضعة أميال بحرية.
ثالثا: فشل كل طروحات السلام. سواء التي قدمت على مدى العقود الثلاثة الأخيرة بها الجانب الفلسطيني أو الجانب العربي. أو حتى على الصعيد الدولي وعدم احترام الكيان بقياداته المتطرفة المتعاقبة لأي من التعهدات التي التزموا بها. للمضي قدما في مفاوضات. كان من شأنها -لو تعاملوا معها بجدية وليس باستخفاف - أن تحقق حلا متوازنا مرضيا للطرفين . رغم أن ذلك الحل يساوي بين القاتل والقتيل بين الجلاد والضحية . ولكن الطرف الفلسطيني. ومعه العرب. قدموا أقصى ما يمكن من مرونة. والتي بلغت مستوى التنازلات المرة . ومع ذلك أجاد ممثلو الكيان لعبة إهدار الوقت في كل جولات التفاوض التي جرت وعملوا على إغراق المفاوض الفلسطيني في التفاصيل المملة . وركزوا دوما على ما يحقق أهداف الكيان. دون أن يلقوا بالا. لأي من حقوق ومطالب الشعب الفلسطيني. والذين ينكرون وجوده بالأساس اتكاء على موروث توراتي مغرق في الضلال والتشويش. والقدرة على قلب الحقائق وتقديمها للآخر الغربي باعتبارها ثوابت. لا تتعارض مع أنساقه الفكرية والسياسية. وبالطبع نحن ندرك أن الكيان الصهيوني هو حصيلة تصور غربي لإقامة كيان يجتمع فيه اليهود. ليحقق مصالحه في الاستحواذ والهيمنة على الوطن العربي. والفصل بين مشرقه ومغربه. والحيلولة دون أي مقاربات وحدوية بين مكوناته. وللأسف نجح الغرب إلى حد كبير في أهدافه من وراء زرع هذه الدويلة. المقامة على مساحة تقترب من العشرين ألف كيلو متر مربع . ويسكنها نحو ستة ملايين نسمة. والتي لم يتمكن الوطن العربي بدوله الاثنين والعشرين. ومساحته التي تصل إلى 14 مليون كيلو متر مربع وسكانه الذين يتجاوزون الـ300 مليون نسمة. من إجهاض مشروعها أو على الأقل ردع نزعتها العدوانية
رابعا: ثمة تحولات نوعية على المستوى الشعبي والنخبوي في أوروبا والولايات المتحدة باتجاه حقوق الشعب الفلسطيني . ورفض عدوانية الكيان الإسرائيلي متمثلا في وصول المئات من الناشطين السياسيين الأجانب إلى الأراضي المحتلة . والذين يشاركون الشعب الفلسطيني احتجاجاته الرافضة لاستمرار الاحتلال . ومناوشاته قرب الجدار العازل فضلا عن رفض بعض من أبناء الجالية اليهودية في أمريكا لسياسات الكيان . ويمكن استغلال كل ذلك. وغيره من أشكال التأييد الخارجي للقضية الفلسطينية في رفد الحراك الشعبي في الأراضي المحتلة. بالمزيد من القوة والمساندة . ويمكن أن يشكل في الآن عينه. أرضية للانطلاق عالميا لتوسيع دائرة هذا التأييد.
خامسا: هناك حراك شعبي عربيا في بلدان ما يطلق عليه بثورات الربيع العربي . صحيح أن أغلبها دخل في متاهات وصراعات واضطرابات داخلية تكاد تقضي على أسس الدولة الوطنية في هذه البلدان. ولكن يمكن توظيف جوانبها المضيئة . المتمثلة في قدرة الشعوب -عندما تتحرك سلميا وبكثافة ودون توقف - على إحداث تغيير في المعادلة القائمة فمثلما تمكنت شعوب تونس ومصر وليبيا واليمن من إسقاط أعتى النظم الاستبدادية في المنطقة. سيكون بمقدور الشعب الفسطيني بتحرك واع سلمي ومنظم من إسقاط أسوأ أنواع الاحتلال في التاريخ المعاصر وأشدها عدوانية وإمعانا في القتل وإهدار حقوق الشعوب.
القضية الكردية بين تركيا وسوريا والولايات المتحدة
شكّلت القضية الكردية أحد أبرز التحديات التي واجهتها تركيا لعقود طويلة، فالجمهورية التركية الحديثة، التي قامت على قطيعة... اقرأ المزيد
69
| 17 نوفمبر 2025
مؤامرة الصمت
لعل أبرز إشكالية يعاني منها المريض المتضرر من خطأ طبي هي إثبات دعواه أمام القضاء، إذ يتعين عليه... اقرأ المزيد
144
| 17 نوفمبر 2025
التعلّق.. خيطٌ من المحبة يجرّنا إلى الوجع
التعلّق شعورٌ يولد مع الإنسان منذ أول لحظةٍ يبصر فيها النور، كأنه نداء خفيّ في أعماق القلب يبحث... اقرأ المزيد
90
| 17 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
17448
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
10011
| 10 نوفمبر 2025
في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال وتحفيز الاستثمار تبنّت دولة قطر نموذجًا قانونيًا لمنح فرص الإقامة للأجانب بضوابط قانونية محددة، أبرزها ما ورد في المادة (7) من قرار مجلس الوزراء رقم (28) لسنة 2020 والذي ينظم منح الإقامة للأجانب من خلال التملك العقاري في قطر، فقد فتحت الباب أمام غير القطريين للحصول على الإقامة عبر تملك العقارات أو الانتفاع بها، وفق شروط دقيقة. ويأتي هذا التوجه ضمن سياسة الدولة في تشجيع الاستثمار العقاري، وضخ المزيد من الاستثمارات في السوق العقارية المحلية، ويساهم في تحقيق رؤية قطر التنموية التي تسعى لجعل البلاد وجهة إقليمية رائدة للاستثمار والعيش الكريم. من شروط الحصول على الإقامة العقارية في دولة قطر لملاك العقارات غير القطريين، وأن يكون مؤهلاً للحصول على إقامة دائمة، كما وضع القانون شروطا واضحة ولابد من توافرها، بأن يشترط أن يقيم المستثمر داخل دولة قطر مدة لا تقل عن 90 يومًا في السنة، سواء كانت إقامة متصلة أو متقطعة حتى تستمر الإقامة في سريانها، ولاسيما أن تكون قيمة العقار لا تقل 730 ألف ريال قطري ويتم تقييم العقار وفقًا للقيمة السوقية المعتمدة من إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل ولا يقتصر ذلك فقط على قيمة الشراء المتفق عليه بين الطرفين، وإضافة على ذلك إذا بلغت قيمة العقار 3 ملايين و650 ألف ريال قطري أو أكثر فإن المالك المنتفع به يُمنح امتيازات إضافية لحاملي الإقامة الدائمة وتشمل التعليم الحكومي والرعاية الصحية وبعض التسهيلات الاستثمارية، وتظهر هذه الشروط ضمان جدية المستثمر. ويشدد القانون على أهمية إقامة مالك العقار في الدولة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من كل عام متصلة أو متواصلة، ويُقصد من هذا الشرط ضمان ارتباط حامل الإقامة العقارية فعليًا بدولة قطر، وعدم الاقتصار على التملك من الخارج دون تواجد فعلي، وفي الحالات الاستثنائية التي يتعذر فيها على المالك تحقيق شرط الـ90 يومًا بسبب ظروف قاهرة أو ضرورات خاصة تتيح اللوائح إمكانية تقديم طلب استثناء أو عذر رسمي للجهات المعنية، على سبيل المثال يمكن للمالك التقدم بطلب “تصريح عودة مقيم” لدى وزارة الداخلية إذا اضطر للبقاء خارج قطر مدة طويلة تتجاوز المسموح به، وذلك حفاظًا على صلاحية إقامته، يمنح تصريح العودة للمقيم فرصة عدم إسقاط إقامته عند تجاوز المدة المحددة للبقاء خارج البلاد والتي تكون عادة 6 أشهر كحد أقصى للإقامة العادية، حيث يتم توضيح أسباب الغياب وتقديم المستندات الداعمة للحصول على موافقة استثنائية، وبهذا الإجراء القانوني يمكن للمالك الحفاظ على إقامة العقار الخاصة به رغم عدم استيفائه شرط 90 يومًا في السنة في بعض الحالات الاستثنائية، شريطة موافقة الجهات الرسمية المختصة على العذر المقدم وفق الأصول القانونية. وفي سياق تحديد قيمة العقار المعتمد لهذا الغرض، أوضح القانون أن المرجعية تكون للقيمة السوقية التي تعتمدها إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل، وليس فقط سعر الشراء المُعلن، بمعنى آخر تحتسب أهلية العقار لمنح الإقامة بناءً على تقييم رسمي يعكس القيمة السوقية الحقيقية للعقار، هذا الإجراء يهدف إلى ضمان النزاهة وعدم التحايل في تقدير قيمة العقارات المطلوبة للحصول على الإقامة، وفي حال اختلف التقييم الرسمي عن سعر الشراء بشكل يؤثر على استيفاء شرط الحد الأدنى للقيمة، يمكن للمستثمر العقاري التقدم بطلب اعتراض أو إعادة تقييم لدى الجهات المختصة، لتصحيح أي تفاوت محتمل في تقدير قيمة العقار، وتتم عملية الاعتراض عبر تقديم المستندات والبيانات اللازمة لإعادة تقييم العقار من قبل إدارة التسجيل العقاري، حرصًا على أن يحصل المالك على حقه في التقييم العادل الذي يؤهله للإقامة العقارية إذا انطبقت الشروط. أما في حال قيام المالك ببيع العقار الذي منح بموجبه الإقامة، فإن رخصة الإقامة العقارية المرتبطة بهذا العقار تصبح مهددة بالإلغاء تلقائيًا لزوال سبب منحها، ولتفادي فقدان الإقامة فورًا حددت السلطات مهلة زمنية تمنح للمالك السابق من تاريخ بيع العقار، وذلك ليقوم خلالها إما بشراء عقار بديل يستوفي الشروط أو بتغيير وضع إقامته إلى كفالة أخرى مشروعة، وتبلغ مدة المهلة الممنوحة 3 أشهر من تاريخ بيع العقار، فإذا تمكن خلالها من شراء عقار بديل للقيمة المحددة 730 ألف ريال قطري على الأقل ونقل ملكيته باسمه، يستطيع حينها نقل الإقامة العقارية إلى العقار الجديد والاستمرار بالتمتع بها دون انقطاع، أما إذا انقضت المهلة دون شراء عقار جديد للشروط أو ترتيب كفالة إقامة بديلة مثل الانتقال لكفالة عمل، فإن الإقامة العقارية تُلغى بانتهاء تلك المهلة لانتهاء سبب استحقاقها، هذا التنظيم يمنح المستثمر الجاد فرصة لإعادة ترتيب أوضاعه دون إخلال فوري باستقراره في البلاد، وفي الوقت ذاته يضمن عدم بقاء الإقامة بدون أساس قانوني مستمر. الجدير بالذكر أن القانون نفسه ميّز امتيازات إضافية للمستثمرين العقاريين الذين تبلغ قيمة ممتلكاتهم العقارية حدًا أعلى، فبحسب المادة (7) سالفة الذكر، إذا وصلت القيمة السوقية للعقار الذي يمتلكه الأجنبي إلى 3,650,000 ريال قطري أو أكثر ما يعادل مليون دولار أمريكي تقريبًا، فإن مالك العقار يحظى بامتيازات إقامة دائمة مماثلة لتلك التي يتمتع بها حامل بطاقة الإقامة الدائمة، وتشمل هذه الامتيازات التعليم والصحة المجانية في المؤسسات الحكومية لأفراد أسرته، إضافة إلى تسهيلات في مجال الاستثمار والمعاملات التجارية، وبذلك يعد حافزًا كبيرًا للمستثمرين الراغبين في مزايا طويلة الأمد.
9630
| 13 نوفمبر 2025